رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون
صعدوا و دخلت ليل إلى غرفتها و لاقيته قاعد على الاريكة، ليل حسيت انها خايفه منه و قالت هو انت طلعت ليه؟ جاسر نظر لها بملامحه القاطبة و قال عادي... ابتلعت ليل ريقها و اقتربت منه و قالت بتوتر جاسر هو في حاجه حصلت...؟ -هو انتي خايفه ليه؟ ليل كانت عايزة تبان انها مش خايفه و قالت مش خايفه و لا حاجه؟ جاسر بضيق بجد؟! اومال ايدك بتترعش ليه؟ -انت اللي شكلك اتغير فجأة...
-عادى هو عشان شكلي اتغير يبقى في حاجه...؟! ليل زفرت بضيق و قالت انت مش شايف بتكلمني ازاي؟ امسك جاسر هاتفه و وضع شاشته أمام عينها لكي تقرأ الرسالة (مراتك خاينه) و بعض الصور ليها التي كانت تقف بيها بشعرها... ليل نظرت له بدهشه و قالت انت مصدق يعني؟ -لا مش مصدق لأني لو صدقت حاجه زي دي هدفنك مكانك، بس ايه الصور دي؟ ابتلعت ليل ريقها و قالت انا مكنتش محجبة و اتحجبت من ست سنين بس.
جاسر مستغرب و قال وضحى و احكي كل حاجه؟
ليل بتوتر يعني كنت واحدة عادية و لا محجبة و لا حاجه، و الصور دي كانت في لوكاشن التصوير، امي ماتت و انا في سته ابتدائي و من بعدها كنت بعمل كل حاجه بمزاجي مكنش في حد بيقولي دا غلط و دا صح و فضلت كدا لحد ما حتى مجموعي في ثانوية عامه مكنش حلو و دخلت تجارة انجلش، و طول الفترة دي مكنتش بفكر غير في حاجه واحده و هي اني اسيب البيت و امشي كنت زهقت من مرات ابويا و اللي بتعمله معايا، و تنهدت بحزن عملت مسرحية مع فرقة و وقتها دخلت بدل بنت تانيه كانت اعتذرت و صاحبتي كانت في الفرقة و شايفني مخرج وقتها و كلميني و كدا، و كانت بالنسبالي فرصه و روحت لي المكتب و كان هخليني اعمل فيلم و اكون البطلة بتاعته بس دوري في الفيلم مكنش لطيف حتى وقتها قولت لبابا و رحب بالفكرة اوي...
-دورك كان ايه؟ -راقصه و من بعد الرقص حاجه تانيه... -و ايه اللي خليكي تبعدي...؟ -كنت بتدرب على الرقص، و فضلت فترة بس المجهود بدأ يبقى كتير عليا و قلبي مستحملش، بابا وأدنى المستشفى و هناك الدكتور قال اني لازم اقعد فترة و مينفعش اتحرك و محتاجة عمليه... بابا رفض انه يعملي العملية و قال كفايه العلاج... دخل صبري لها و قال ايه يا اختي جايه تموتي دلوقتي؟! رددت ليل بوهن و قالت انا كويسه...
-انا مش هقول حاجه للأستاذ و انتي حاولي تفوقي كدا و اقفي على رجلك...
وقتها كل اللي كان همه الشغل دا حتى مكنش خايف عليا، بس قلبي مكنش مرتاح للموضوع، كنت بشوف ماما بتصلي و هي تعبانة او بتقرأ قرآن و هي مظلومة و زعلانه، بس انا مجربتش من ساعه ما هي ماتت اني اعمل زيها، بس كنت متأكدة أن الحوار دا في حاجه وحشه ليا، وقتها هو خرج و سابني فضلت قاعدة لوحدي حتى مش عارفه اعمل ايه و اكمل و لا، لحد ما سمعته بيتكلم مع مراته و الكلام دا كان اليوم التاني كانوا بيحسبوني نايمه...
صبري بضيق دي بقيت حاجه تخنق الراجل قال إنه عايزها... حنان بتعجب و هو عايزها في ايه؟ -هيكون في ايه يا وليه دي مخرج كبير و هيجي من وراها فلوس كتيره و احنا هنستفاد... تنهدت حنان و قالت عايز يتجوزها يعني؟ صبري بامتعاض اهااا عايز يتجوزها...
و دي كانت إشارة ليا انا اعترض و كلمت المخرج و قولتله اني تعبانة و حالتي متسمحش بحاجه و هعتذر و شرحت لي حالتي و من بعدها بقا خليتني في نفسي و اتحجبت وبدات أقرب من ربنا تقريبا احلى حاجه حصلت في حياتي، لحد ما بقيت ليل اللي انتي شوفتها و كمان مايا كنت عرفها بعد ما اتحجبت و كنت في تالته جامعه... ليل نظرت له بعتاب و قالت بنبرة جادة انت متخيل أن مجرد رسالة ممكن تبوظ حياتنا...
جلست ليل بجانبه و امسكت بيده و قالت مستحيل اخونك والله و مفيش حاجه من اللي قولتلها كدبت فيها و اتأكد بالطريقة اللي تعجبك عايز تضربني أو تعمل إيه حاجه براحتك، و قامت من مكانها و قالت بلاش تسكت كدا، رد عليا او اعمل ايه حاجه... جاسر فضل ساكت و باصص عليها، ليل اتنهدت و قالت جاسر... قام جاسر و قال انا هنزل، أمسكته من معصمه و قالت هتروح فين؟ -ليل سيبي ايدي، تركت ليل يده و قالت يعني انت مش مصدقاني؟
تركها جاسر و قبل أن يفتح الباب سمع صوت ارتميها على الأرض، فلف لها و قال بقلق ليل... اتجه عليها و حملها من الأرض و وضعها على الفراش و احضر زجاجه عطره و مررها على انفها، استعادت ليل وعيها و أمسكت يدها و قالت بوهن جاسر؟ -اسكتي يا ليل عشان متتعبيش... قامت ليل و جلست و قالت مش تعبانة... -انا مصدقك و عادي مفيش حاجة بس الصور دي مع مين؟
-مش عارفه المكان الوحيد اللي كانت في هو تليفوني لاني انا كنت متصورة بتليفوني لان ديكور المكان عاجبني و اللي كانت بتصورني واحدة صاحبتي و اسمها نرمين... -ماشي يا ليل... ليل لفت ذراعها حول عنفه و عناقته، وضع ذراعه حول خصرها و قال خلاص يا ليل الموضوع عدي بس بلاش تعملي حاجه تكسرني... -حاضر، بس هو مين اللي بعتلك الصور دي وجبها منين؟ -اكيد حد يعرفك و يعرفني و قاصد يعمل كدا...
تنهدت ليل و ابتعدت عنه و قالت بابا... جاسر بص ليها بتعجب و قال و ابوكي دا هيعمل كدا ليه؟ ليل بحيرة مش عارفه بس مفيش غيره هو و مراته كانوا يقدروا يخدوا التليفون... -هعرف المهم ملكيش دعوة بحاجه... -انا هنزل... ليل مسكت ايده و قالت مضايق؟ -لا... -طب خلاص نام، عشان الشغل الصبح بدري... تنهد جاسر و قال ماشي...
نام بجوارها، و ما منهم يفكر، فليل كانت تفكر بمن ارسل هذه الصور لجاسر، لم يكن بها شي سي و لكن من ارسلها بالتأكيد يريد بيها شيئا آخر؟! في الصباح قام جاسر و ارتدى ملابسه استيقظت ليل و قالت انا هلبس و اجي معاك... -ماشي... ليل ارتديت ملابسها بسرعه البرق و تابعته، تناولوا الفطار معنا، و بعد ذلك ذهبوا إلى الشركة...
نسمه استيقظت من نومها و تناولت فطورها و ظلت جالسة تنظر قدومهم... سمعت صوت الباب و قامت تفتح و استغربت لما لاقت سمر و قالت سمر؟! سمر ببكاء نسمه انا روحتلك البيت طنط مني قالت انك هنا -اتفضلي... دخلت سمر و جلست معها، سألتها نسمه قائلة مالك؟ سمر ببكاء بابا عايز يجوزني و انا مش موافقه و مش عارفه اعمل ايه؟ نسمه رتبت عليها و قالت ازاي عمي يعمل كدا...؟، محدش بيتجوز غصبن عنه و انا هخلي بابا يتكلم معاه...
سمر ببكاء انا مش عايزة اروح لي تاني... -دا بيتك يا حبيبتي و متخافيش بابا هيتصرف... ابتسمت سمر و قالت شكرا... -اطلعي يا حبيبتي غيري و انزلي... -بس انا مليش هدوم هنا؟ -اوضتي فوق يا سمر... ابتسمت سمر و قالت بامتنان شكرا... صعدت سمر إلى غرفتها و تلاشت ابتسامتها و أخذت هاتفها و اتصلت بوالدتها كل حاجه تمام... -حلو أوي كدا... -بس جاسر ممكن يقفشني ما انتي عارفها...
-احنا شغلنا على البت اللي متجوزها دي؟! و لازم تاخدي مكانها بأية طريقه... -بس جاسر مستحيل يحبني أو حتى يبص ليا دا مصدق فسخ خطوبتنا... زفرت نبيله و قالت كنا اغبيه اقسم بالله و انتي يا اختي عومتي على عومهم و دلوقتي جات واحده خدته... تنهدت سمر بحيرة و قالت قولي يارب اوصل حاجه... -هتوصلي يا قلب أمك، اقفلي بقا و عايزكي تشتغلي صح... قفلت معاها و أخذت طقم لها و ارتديته و بعدين نزلت و فضلت قاعدة مع نسمه...
جاسر و ليل و وصلوا إلى البيت و ليل أول ما شافت سمر بصيت ليها و سكتت... سمر قامت من مكانها و سلمت على جاسر و قالت وحشتني... جاسر رد باقتضاب و انتي... ليل كانت مضايقه خصوصا أن من الواضح ان سمر طريقتها رخمه و كمان طريقه لابسها مش لطيفة... ليل بضيق جاسر انت مش هتتطلع؟! اومأ جاسر برأسه و استأذن منهم، نظرت ليل إليها و قالت يا حبيبتي البسي حاجه احسن ما انتي قالعه كدا... سمر بغضب و انتي مالك...؟
ابتسمت ليل ببرود و قالت انسى... -قصدك ايه؟ -يعني لو جايه عشانه فبصراحه هتبقى بتتعبي نفسك على الفاضي... و بعد ذلك صعدت ليل إلى جاسر و لاقيته خارج، نظرت له بضيق و قالت انت رايح فين؟ -نازل... -مفيش نزول... جاسر باستغراب ايه هفضل قاعد هنا؟ -انا مش مرتاحة لبنت عمك دي الصراحه... -غيرانه عليا؟ -لا مش غيرة... -طيب انا نازل بقا، خرج جاسر من الغرفة و تركها تشتغل غضبا، غيرت هدومها بسرعه و نزلت.
لاقيت سمر قاعدة جنب جاسر أو بالأصح لازقه في... ليل وشها قلب و اضايقت جامد و حسيت انها عايزة تشد سمر من شعرها... جاسر لما شافها عمل نفسه مش واخد باله و قال روحي اعمليلي قهوة يا سموره اصلي بحب اشربها من ايدك... ليل تقريبا كانت هتولع و هي واقفه و نسمه كانو مستغربة تصرف جاسر، قامت سمر و نظرت إلى ليل بخبث...