"يا نودي أنا خايف أموت لوحدي في البيت ومحدش يحس بينا، وحاسس إني هموت صغير".. كلمات رددها كثيرًا ، هيثم أحمد زكي ،وسط أحبابه، لكنه لم يلتفت لها سوى أحزانه وموته، حتى تحقق ما كان ردده وأصبح حديث القاصي والداني، بعدما غطى الأبيض جسده. <a name=\'more\'></a>وفاة مفجعة، صدمت عقول الكثيرين، وأبكت قلوب العاشقين ،"هيثم أحمد زكي، عاش وحيدًا ومات يتيمًا، دخل إلى الدنيا ببراءة طفولته، وخرج منها ملفوفًا بالهموم والشعور بالوحدة، فرحيله الذي اخترق قلوب الجماهير، كان فاجعة أثارت حزن الملايين في العالم العربي والعالم". "البلياتشو".. لعب دور الابن على الشاشة الصغيرة، وفقدها في الحياة الكبيرة، بحث كثيرًا عن حضن ذويه الذين فقدهم في صغر سنه، ولكنه لم يجد سوى صور لهم في المجلات والبرامج، تمنى عيش حياة سوية، ولكنه عاش حياة المشاهير، المليئة بالوحدة والألم، والحرمان. "النمر الأسود - التاريخ يعيد نفسه".. لم يطمع سوى في الحصول على حضن الأب، ولكنه حصل فقط على سماره وشعره الأكرت، كما قال والده، ولكنه حصل أيضًا على اسمه وشهرته من دون وجود سند، اشترك الأب والابن في نفس المعاناة، فبرغم حياتهم المليئة بالفن والإبداع، لكنها كانت ثرية بالغموض أيضًا، حيث حققا الشهرة والنجومية في السينما وعالم الفن، وفي المقابل كانت حياتهم الشخصية مليئة بالعذاب والمعاناة، حيث عاشا طفولتهما وصباهما يتيمين، أحدهما للأب والآخر للأم، كما تربيا في بيوت الأقارب، العمّات والخالات وبيت جده، ولم يجد من يحتويهم كباقي الأطفال، حتى أنه كان عندما يمرضان، يكتمان مرضهما ولا يعلناه تجنبًا لنظرة الشفقة من أحد. "هالة فؤاد – جمعهما سن الموت".. ذات الوجه الطفولي البريء، التي عاشت حياتها بين الممرضات والمرضى، حتى انتصر عليها السرطان في الـ35 من عمرها، عاشت أعوامًا قليلة مع ابنها، وكانت دائمة الغناء له "يا هيثم يا حلو يا جميل يا هيثم يا حبيب ماما وبابا ادلع يا هيثم يا حبيب جده وتيته يا هيثم"، ولكن لم تدم طويلًا، حتى حرمتهما الحياة من بعض، فلم يمكث معها "هيثم" طويلًا، حتى جمعهما الموت في السن تفسها. "علامة استفهام".. تعتبر آخر أعمال الراحل هيثم أحمد زكي، ولكنها تجسدت على أرض الواقع، حيث وضعت أمام وفاته علامة استفهام، حيث توفى في كومبوند بيفرلي هيلز، بمدينة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر، وتبين من خلال الفحص والتحري، أن هيثم مقيم بمفرده داخل المنزل، وأنه غير متزوج، وتتردد عليه خالته، ومن خلال استجواب أفراد الأمن الخاص المكلف بتأمين الكومبوند، تبين أن الفنان هيثم خرج فجر أمس، وكان يبدو عليه حالة التعب والإرهاق، وأخبرهم أن لديه "مغص"، وذهب إلى إحدى الصيدليات داخل الكومبوند، لشراء أدوية، وعاد مرة أخرى إلى الشقة، إلا إنه لم يظهر طول اليوم، ولم يرد على هاتفه، سواء اتصالات خالته، أو خطيبته، ما دفعهما إلى التوجه إلى قسم الشرطة وقامتا بالإبلاغ عن تفاصيل الواقعة، وعقب دخول القوات باب الشقة، عثرت على الفنان ملقى جثة داخل الحمام، وتم إخطار نيابة أكتوبر بتفاصيل الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
https://archive.janatna.com/