رواية لا ترحلي للكاتبة لولو الصياد الفصل التاسع والعشرونكانت امل تنتظر مجيء سعد إلى منزل خالته كعادته يومياً هو ورحمةكانت تنتظر على أحر من الجمر مر الوقت وأخيراً حضر سعد وهو يحمل صغيرته كما يطلق عليها ونار الغيرة من تلك الصغيرة تأكل أمل من الداخلمر وقت قصير وطلبت منه أمل أن يجلسوا وحدهم ليتحدثوا سويا على انفرادوبالفعل دخلت هي وسعد إلى غرفة الصالونونظر إليها سعد بقلقسعد: في ايه يا أمل حصل حاجة مرات ابوكي كلمتك.أمل: بهدوء: لا الموضوع مالوش علاقه بمرات ابويا الموضوع عني وعنكسعد: بتعجب: مش فاهم تقصدي ايهأمل: بجدية وهي تنظر له وحديثها يشوبه القليل من العصبيةأمل: مش شايف إنك بعدت عني زيادة عن اللزوم وبقيت ناسيني خالص بقت حياتك كلها عبارة عن البنت اللي معرفش جبتها منين مش شايفني أساساً كل كلامك عنها كأن أنا ماليش لازمة في حياتكسعد بصدمة: انتي غيرانة من رحمة البنت الصغيرة دي غيرانة منها أنا بجد مش مصدقك.أمل بحدة: ايوة غيرانة منها لأنها خدت جوزي مني بس أنا مش هسكتسعد: بجدية وهو ينظر لها ويتحكم بغضبه إلى أبعد الحدودسعد: مش هتسكتي إزاي يعني مش فاهمأمل: بهدوء: البنت دي لازم تمشي شوف أي حد ياخذها يربيها وادفعله مصاريفها أو أي مدرسة داخلية أو حتى دار رعاية وتكفل إنت بمصاريفها.سعد وهو ينظر لها بسخرية: انتي اللي بتقولي كدة انتي اللي اتعرضتي لليتم ومرات ابوكي بهدلتك تقريبا ظروفك مشابهة ليها بس الفرق الوحيد إنك لقيتي اللي يحميكي وابوكي سابك كبيرة وواعية أهلك ممتوش وسبوكي صغيرة واترميتي في الشارع ملكيش حد ابوكي مكنش يتيم هو وامك والآخر عاوزني اوديها دار رعايه كنت فاكر إنك أول واحدة هتعطفي عليها وتقوليلي برافوا يا سعد وتعتبريها أختك الصغيرة تديها حب وحنان تعوضيها اللي شفته من مرات اب وهي سنها لسه سبع سنين وشافت كتير لما لقيت رحمة كانت في الشارع والعيال بيضربوها وهدومها متقطعة وشبه أطفال الشوارع كانت بتعيط مش من ضرب العيال لا من احساسها انها ملهاش حد يدافع عنها في الأول فكرتها ولد لان بجبروت مرات أبوها قصت شعرها وحرقتها واتعرضت لضرب وتعذيب كتير والآخر رمتها في الشارع ربنا حطها في طريقي عشان أكون أمانها وسندها وحمايتها أنا اعرف أبوها كويس وعارف أد إيه كان محترم وكانت رحمة أختي غالية عنده وكان دايماً يقولها انه لو خلف بنت هيسمي بنته على إسمها رحمة مش بنت يتيمة لقيتها لا رحمة عوض ربنا ليا عن أختي اللي راحت في عز شبابها ومقدرتش احميها دي امانة ابوها عندي لحد ما اموت وعمري ما هتخلي عنها ولا هسيبها مش هسيب حتة مني تروح وتضيع تاني رحمة بنتي يا امل كنت فاكر إنك هتحسي بيا وبفرحتي أن رحمة رجعتلي تاني بس للأسف غرورك وغيرتك إنك مش محور اهتمامي نسوكي انها طفله ويتيمة نسوكي رحمة صحبتك وطريقة موتها انا مش ناسيكي يا أمل لا انا عامل إعتبار لجوز خالتي ما انا ممكن مجيش بس لازم أجي وأملي عنيا منك ومستني اليوم اللي يجمعنا ووقتها تبقى تحكمي أنا مهمل ومأثر معاكي ولا لا.انهمرت دموعها من حديثه الذي صفعها على وجهها لتفيق من وسواس الشيطان الذي لعب بعقلها وأشعل نار الغيرة أرادت الإعتذار له ولكن اكمل سعد حديثهسعد وهو ينظر لها بحزن: أنا هسيبك تفكري وتراجعي نفسك ولو مش عاوزه تكملي معايا وشايفة أن حياتك معايا هتكون وحشة قوليلي وصدقيني حتى لو بعدتي عني أنا عمري ما هتخلي عنك لأنك حتة مني ولأنك صاحبت رحمة اختي اللي ضاعت منناوانتفض واقفا وتركها وحدها.وهي تبكي بقوة جرت مسرعة إلى غرفتها تبكي وتبكي لغبائهاولأنها لم تشعر به ولم تفهمه هذه المرة: َيومان وهو لا يراها أمامه يدخل إلى المنزل يجدها بالغرفة الأخرى مغلقة الباب عليهاكان يشعر بالقلق عليها هل أصابها مكروه أم انها نائمة ومرهقة من الحمل لابد أن يطمئن عليهاوقف مروان أمام الباب مترددا في الدخول واخيرا تشجع وفتح الباب وجدها تجلس على التخت تنظر أمامها بشرود لم تنتبه له ولكن لاحظ أن وجهها شاحب بشدة.مروان بهدوء: سلمينظرت له وقد فزعت لرؤيته فهي لم تشعر بدخوله إلى الغرفةسلمي: ها نعممروان بجدية: مالك انتي تعبانةسلمي: لا انا كويسة الحمد لله كنت عاوز حاجهمروان: كنت عاوز أسألك هو مش ميعاد الدكتور انهاردة.سلمي: اه بس مش رايحةمروان: بتعجب: ليه مش المفروض المتابعة بمواعيدسلمي: بجدية: بصراحة مش قادرة ورجليا ورمة اوي مش قادره أقف عليهامروان وهو يقترب منها سريعاً.مروان: مالها رجليكي ورفع الغطاء عنها وجد قدميها مصابة بورم شديد ومنتفخه بطريقه تثير القلقمروان بحده: إزاي متقوليش ليا وانتي كده من أمتيسلمي: ببكاء. بقالي كام يوم بس انهارده مش قادره أقف عليهامروان: وهو يضمها إليه ويحاول تهدئتهامروان: طيب بس خلاص اسكتي أن شاء الله خير ومفيش اي حاجهسلمي: أنا مش خايفة على نفسي أنا خايفه على البيبيمروان: بعتاب: ليه متكلمتيش وقولتيلي.سلمي ببكاء أكبر: كنت خايفه تفتكرني بكدب عليك عشان تصالحني بس أنا فعلا تعبانةمروان: بهدوء: طيب خلاص أنا هكلم الدكتورإتصل مروان بالطبيب الخاص بها وأخبره عن حالتها فطلب الطبيب منه أن يحضرها إلى المشفي الخاص به لعمل بعض الفحوصات والكشف عليها.وبالفعل قام مروان بمساعدتها بارتداء ملابسها وبعدها حملها بين يديه إلى السيارة وانطلق باتجاه المشفى وهو يدعو ربه أن لا يصيبها مكروه فهو رغم كل شيئ يعشقها ولا يستطيع أن يعيش لحظة واحدة بدونها...بالخارج وبالتحديد بالغرفة المخصصة لمحمد كانت سمر تجلس إلى جانبه ويتبادلون أطراف الحديثمحمد: نفسي نرجع مصر بقى واحشني كل اللي هناكسمر بمشاكسة: إيه ده وأنامحمد وهو يقبل كف يدها: انتي كل حياتي وبحمد ربنا إنك معايا وجنبيسمر: الحمد لله وان شاء الله نرجع مصر قريب دول موقفين فرح سعد عشانا لا وماما تقولي انتم شهر العسل ده مش هيخلص في عرسان غيركممحمد وهو يضحك: اللي ميعرفش يقول عدس.سمر بابتسامة: فعلا بس كله يهون أهم حاجة إنك كويسمحمد: البيبي كويس بتابعي هنا أنا قايل لدكتور جاك يتابعكسمر. بغيظ. اه بيتابعني بس بتخنق منه بجد مستفز أويمحمد. بضحك: هو بردهسمر وهي ترفع حاجبها وتنظر له.سمر: أمال أنامحمد: وهو يضحك أكثر: لا طبعا وأنا أقدر أقول كده هو اللي ستين مستفزسمر: بحب: بحب ضحكتك أويمحمد: وأنا بحب كل حاجه فيكي ومنك.كان مروان يتابع الطبيب وهو ينظر إلى سلمي ولكن تعبيرات وجهة أثارت القلق بداخله أكثر وأكثروسلمي تسأله بقلق هل الطفل بخير ولكن الطبيب لم يكن يجيب على أي منهم وحين إنتهىنظر إلى الممرضة واخبرها أن تقوم بعمل بعض التحاليل لسلميولكن مروان قال له بعصبية فهذا الكائن يتجاهلهم كليامروان: هي كويسه لو سمحت فهمنا في ايهالطبيب...
رواية لا ترحلي للكاتبة لولو الصياد الفصل الثلاثونمروان: هي كويسه لو سمحت فهمناالطبيب: حضرتك انا مقدرش اقول حاجه غير بعد اللي طلبته ما يتعملسلمي وهي تحاول تهدئة مروان رغم أنها في غايه التوتر والخوف لم يكن خوفها أن يصيبها هي شيء ما وإنما كانت خائفه على طفله الذي ينمو بداخلهاسلمي: مروان اهدي نعمل التحاليل المطلوبه ونشوفمروان وهو ياخذ نفس عميق: ماشيوبالفعل تم عمل التحاليل المطلوبة وهاهي تنتظر في غرفه قام مروان بحجزها بداخل المستشفى.مر الوقت عليهم كالجحيم كان الصمت هو السائد بينهم كل منهم بتفكيره بعالم آخرسلمي تدعو ربها أن يكون طفلها بخير لا يهمها ذاتها وإنما كل ما تخشى عليه جنينهابينما مروان عكسها تماما يريدها هي فقط بكامل صحتها وان تعود إلى سابق عهدها حتى وإن كان سيفقد طفله لا يهمه سوها كل شيئ يمكن تعويضه حتى وإن كان مقدر له ألا يكون اب ليس لديه مانع فقط رجائه الوحيد ودعواته أن تصبح بخير.واخيرا وبعد طول انتظار دخل الطبيب بعد أن طرق الباب وسمح له مروان بالدخول وكانت خلفه إحدى الممرضاتوبيده ملف سلميتحدث مروان بلهفه وسرعهمروان: خير يا دكتورالطبيب: خير ان شاء الله مدام سلمي ضغطها عالي جدا وده شيء مش كويس في فتره الحمل وده اللي سبب الورم في رجليها واضح انها انفعلت زياده وارتفع ضغط الدممروان. بقلق: وده مالوش علاج يعني وهل هو خطر عليهاالطبيب: لا طبعا في علاج بس مش دي المشكله.مروان: امال المشكله ايهالطبيب: للأسف مدام سلمي عندها انيميا ونسبهالهيموجلوبين سابعه وده خطر جدا وده طبعا لأنها كان عندها انيميا سابقه والحمل بيقلل نسبه الهيموجلوبين في الدم وفي سوء تغذيه واضح ساعد كمان في ده وللأسف لو قل عن كده في خطر على الجنين وعلى الأممروان: طيب والحلالطبيب: مدام سلمي هتفضل هنا تحت إشرافي مع علاج مناسب وان شاء الله خير بس اهم حاجه عاوزك تكوني هاديه واعصابك مرتاحه.سلمي بتعب: ان شاء اللهالطبيب: الممرضه هتجيب العلاج وتديهولك وانا الصبح هعدي عليكي ان شاء اللهمروان: شكرا يا دكتورالطبيب: العفو ده واجبيخرج الطبيب والممرضه ونظر مروان إلى سلمي بتركيز كانت تنظر إلى يدها وتمسح دموعها بسرعهاقترب منها وجلس إلى جانبها على التخت وضمها إلى صدره بقوه.حينها انفجرت سلمي في بكاء مرير أخرجت به تعب وضغط الايام السابقه عناقه إليها كان نجده لها كانت تشعر وكأنها غريق وسط بحر هائج وفجأه وجدت يد تساعدها وتنتشلها مما هي بهوضعت يدها على قلبه لتشعر بدقاته تحت يدها وهي تاخد نفس عميق ممتزج برائحته العطرة كم اشتاقت إليها هو أمانها وسندها وحبيبها وزوجهاقالت بصوت متحشرج من شده البكاءسلمي: حقك عليامروان وهو يشدد من ضمته اليها.مروان: انسى اي حاجه دلوقتى متفكريش غير في صحتك وانك تبقى كويسه دي أهم حاجه في الوقت الحالي.سلمي وهي ترفع وجهها وتنظر إليهتلاقت عيناهم كانت نظرات عينيها كلها اعتذار وآلم بينما هو خوف وقلق لقد نسي كل شيء ولا يفكر إلا بها فهو لا يستطيع العيش دونها لحظة واحدةسلمي: وحشتني بعدك عني ممكن يخليني اموت يا مروان من شده حزني غلطت بس غصب عني غيرت عليك مكنتش اعرف الحقيقة مكنتش قادره افكر غصب عني.مروان: بتتهيدة: خلاص يا سلمى مش وقته لما تخفي أن شاء الله وصحتك تبقى تمام وقتها نبقى نتكلم ونتعاتب براحتناسلمي بحزن: ماشيفي تلك اللحظة سمع مروان صوت طرقات على الباب فابتعد عنها بسرعه حينها شعرت هي ببرودة شديدة اعتقدت انه مازال ة غاضب منها وأنه لا يريد الحديث معها ولم يتقبل اعتذارها له وحين طرق الباب ابتعد سريعا وكأنه طوق النجاة بالنسبه له لكي يهرب منهاكانت الممرضه هي من يطرق الباب.كان مروان يتابع كل شيء بدقهوقلبه يتمزق لرؤيتها أمامه هكذا. ولكن ما باليد حيله فهو قضاء الله وحمد الله على كل شيء فإن احب الله عبدا ابتلاه.على الجانب الآخركانت امل تجلس ليلا فقد جافها النوم ودموعها لا تتوقف وهي تتذكر كلمات سعد التي كانت كالصفعات على وجهها كانت تحدث نفسها وهي تتعجب كيف قالت له هذا الكلام هل هذا بسبب غيرتها من اهتمامه برحمه أم أنها تركت نفسها للشيطان يلعب بعقلها كما يشاء أفكار كثيرة تراودها هل تغيرت نظرته فيها بعد ما قالت؟كيف ستنظر بعينيه وتتحدث معه كيف ستخبره انها نادمه عما قالت له.اسئله كثيره عقلها لا يتوقف ولا تدري ماذا تفعل ولكن شاءت أم أبتفالمواجهة بينهم أمر واقع لن تفلت منه لذا عليها أن تفكر جيدا في كل حرف سيخرج من فمها أرق أصابها لا تستطيع النوم وجدت نفسها تقوم بالاتصال بهرن جرس التليفون وانتظرت أن تسمع صوته واخيرا سمعت صوته حينها ارتبكت بقوه وقالت بصوت متحشرج غريب عليهاامل: الو ازيك يا سعدرد عليها بكل هدوء بصوت طبيعي يدل على أنه كان مستيقظ وهرب النوم من عينيه مثلها.سعد: الحمد لله انتي عامله ايهامل: الحمد للهخيم الصمت لحظات وقطعته هيامل: انا اسفهسعد: كلامي مش هدفه اعتذار منك يا امل مش ده اللي انا مستنيهامل بتنهيده وصوت باكي...امل: انا عارفه اني غلطت واني زودتها بس غصب عني كنت بستناك تخرج وتكون جنبي فجأه بقيت احس انك ناسيني دايما كل حاجه بحبها بتروح مني امي وابويا ماتوا واتحرمت منهم صحبت عمري كمان راحت مني وانت بعدت عني ولما قلت خلاص انت رجعتلي لقيت رحمه واخده كل اهتمامك حسيت اني غيرانه انا بحبك وخايفه تروح مني مكنتش فاهمه اني غلط ولما فوقتني بكلامك ليا حسيت اني صغيره اوي قدامك وقدام نفسي بس والله العظيم انا ندمانه وانا مش بكره رحمه واوعدك اني مش هفكر كده تاني بس انا كمان يا سعد محتاجه اهتمامك وحنانك انا كمان يتيمه وانت ابويا وامي وجوزي وكل دنيتي انا زي رحمه يا سعد حاسه نفسي طفله عاوزك تحتويني.كانت تتحدث والدموع تنهمر على وجهها وصوتها متألم تشهق من شده البكاء.سعد بهدوء: اهدي يا امل انا والله العظيم بحبك وزي ما قلتلك لما نكون سوا عمري ما هزعلك وهتشوفي ازاي انك مش هتكون مراتي بس انتي مراتي وبنتي وحبيبتي انا عارف ان كان كلامي قاسي معاكي بس غصب عني لازم كنت افهمك انك غلط ساعات ممكن نقسي على اللي بنحبهم بس من جوانا بنكون زعلانين مكنتش قادر انام وانا عارف انك زعلانه وكنت ناوي اجي بكره واتكلم معاكي تانيامل وهي تمسح دموعها.امل: انا مش زعلانه انا خايفه تكون انت زعلان منيسعد: لا يا ستي مش زعلان وكفايه عايط بقى لشقه خالتي تغرق من دموعكضحكت امل وتصافت القلوب وشعركل منهم بارتياح كبير تبادلوا الحديث لقليل من الوقت وبعدها ذهب كل منهم في نوم عميق...َايام مرت على زوجه والد امل وعشيقها الخسيسكانت الايام تمر عليها وهو يعاملها اسوء معاملة وكان يوميا يصطحب مجموعه من أصدقائه ويسهر بالمنزل ليلا كانت تشعر بأنها امرأه رخيصه وكأنها فتاه ليل تقوم بخدمتهم وترفه عنه حينما يشاء دون أجره ودون أن تعلم مصيرها معه طلبت من الزواج كثيرا ولكنه دائما ما يرفض ويؤجل ولا تعلم ماذا يدبر وبما يفكر ولكنها تخشى أن يورطها بشيء ما لذا قررت أن تتركه وتبتعد عنه.كانت تجمع ملابسها حين دخل عليها وهو يسألها بتعجبسيد: ايه ده بتعملي ايهزوجه الأب: انا ماشيه معنتش قادره اتحمل معامله ولا الخدامين وبالليل عامل البيت غرزةسيد بغضب: بيتي وانا حر انا اللي بدفع الإيجارزوجه الأب: خلاص وانا سيبهالك مخضره اشبع بيها بس بقولك ايه حكايتك مع الظابط بعيد عني انا لو اتلطيت فيها عليا وعلى أعدائيسيد وهو يقترب منها والشر يلمع بعينيه.سيد: كنت عارف انك واطيه بس هو دخول الحمام زي خروجههي بخوف: تقصد ايهسيد...
رواية لا ترحلي للكاتبة لولو الصياد الفصل الحادي والثلاثونسيد: كنت عارف انك واطيه بس دخول الحمام مش زي خروجهنظرت له برعب وهي تعود إلى الخلفزوجه الأب: تقصد ايهسيد وهو يقترب منها بسرعه كالفهد الذي يمسك بفريسته ويمسك بشعرها بقوه.سيد: اقصد انك لعبتي في عداد عمرك وانا مش هخسر عشان واحده زيك ولا تكوني فاكره أن دور الحب اللي رسمته عليكي حقيقي لا فوقي انا كان كل هدفي الفلوس وانتي واحده متسواش جت سكه من اول كلمه قلت وماله نستنفع لكن انك تكوني سبب في اذيتي يبقى موتك احسنهي بخوف ودموعها تنهمر بسرعه.هي: والله يا سيد ما هتكلم ولا هفتح بوقي انا حتى معرفش انت هتعمل ايه سبني وحياه امك يا شيخ وانا والله ولا كأني عرفتك بس متعملش فيا حاجهسيد وهو يضحك بسخريه: فكراني اهبل انا لو سبتك ابقى غبي ومش انا اللي غبي ويبقى آخرتي على ايد واحده زيك لا يا حلوهوسحبها بقوه وهو يكبل يديها وقدمها ويضع شريط لاصق على فمها وبعدها وقف ينظر لها بتفكير خبيث.سيد: حظك أن مش فايق ليكي دلوقتي ولحد لما اخلص اللي في دماغي هتفضلي كده مربوطه زي الكلبه ولما اخلص ابقى جهزي نفسك اصلي نويت ابعتك لجوزك اكيد وحشككانت تبكي وهي تشير برأسها بلا ولكن مع من تتحدث مع شخص فقد كل معاني الانسانيه انعدمت الرحمه من قلبه ولكن هذا جزاء ما فعلته فمن حفر حفره لأخيه وقع فيها فلتتحمل نتيجه خيانتها وغدرها بأقرب الناس إليها.على الجانب الأخركانت امل تجلس بالقرب من سعد ورحمه في إحدى الأماكن العامه وتبتسم إليه بخجل وهي تضع الطعام أمام رحمه وتخبرها أن تأكل كل طعامهاسعد: قلقان اوي على مروانامل: فعلا انهارده شكله متغير حتى سلمى مش طبيعيه ساكته كده حتى لما تتكلم تحسها مش مبسوطه والمفروض تتحسن بالعكس انا شايفه ان يوم عن يوم بتدبلسعد: مش عارف ايه اللي حصل لهم بس مروان خايف وزعلان عليها.امل: ربنا يهديهم ويصلح حالهم بجد صعبانين عليا اويسعد: يارب.على الجانب الآخر كانت سمر تعد حقيبه السفر وهي تشعر بسعادة لا توصفسمر: بجد مش مصدقه أمه خلاص هترجع مصر كمان كام ساعهمحمد: ربنا كبير وقادر يبدل الأحوال الحمد للهسمر: فعلا الحمد لله انا نفسي اوي لما نرجع مصر ونحضر فرح سعد نفسي انا وانت نسافر نعمل عمرهمحمد: وانا كمان نفسي بس ان شاء الله بعد ولادتك عشان تقدري تتحمليسمر: ان شاء الله بس ده وعدمحمد: وعد يا حبيبتي أن شاء الله.سمر: مش عارفه ليه حاسه ان في حاجه مروان اخويا مخبيها عليامحمد بتعجب: ليه خيرسمر: والله يا محمد هو مقلش حاجه بس كل ما اكلم سلمى الاقي تليفونها غير متاح اكلمه يقولي اصلي في الشغل أصلها نايمه مش مرتاحهمحمد: بكره نرجع وان شاء الله كلهم يكونوا بخيرسمر: يارب يا حبيبي انت مش عارف بنتنا وحشتني ازايمحمد: مش اكتر مني والله كلهم وحشونيسمر: وانا كمان والله انا حاسه اني نفسي نطير ونروح ليهممحمد: هانت.على الجانب الآخر بالمشفيكانت حاله سلمى النفسية سيئه للغايه نظرا للحزن البادي على ملامح وجهه وصمته ونظراته إليها المليئة بالحزن كانت تظنها ألما من شكها به ولم تكن تعلم أنها حزنا عليها مضى يومان وهي تشعر بالألم بداخلها ولكنها لاتخبر احدكان الجميع يتردد عليها يوميا ولكنه مروان من يرافقها ليلا ويرفض بشكل قطعي أن يبيت معاها احد سواه.كانت تغط في نوم متقلب وتشعر بالألم يفتك بها اعتدلت وهي تضيء النور إلى جانبهاوتوجهت إلى المرحاض الملحق بغرفتها بهدوء خوفا أن توقظه وحين دخلت إلى المرحاض أغلقت الباب عليها زاد الألم أضعاف جعلها تبكي وهي تكتم شهقاتها وتستند على الحوض وهي تتألم وفجأه شعرت بشيء يسيل على قدميها نظرت إلى الأسفل وجدت نفسها تقف وسط بركه من الدماء فصرخت صرخه رعب أكثر منها ألم.جعلت مروان ينتفض فزعا وهو ينظر حوله برعب لكنه لم يجدها علم انها بداخل المرحاض توجه إلى المرحاض سريعا وهو ويفتح الباب كان يظنها سقطت ولكن المنظر أمامه كأن اسوء مما كان يظن وجدها تبكي وهي تنظر اليه وترتعش وفجأه وجدها على وشك أن تفقد وعيها اقترب إليها سريعا وهو يحملها بين يديه وينادي بأعلى صوته على أحدهم ينقذها كانت فاقده الوعي وهو يضعها على التخت والممرضه تنظر إليها بفزع وتخرج سريعا وتعود بعد لحظات يلحقها الطبيب كان كل شيئ يحدث بسرعه لم يكن في حاله تسمح له بالتفكير يده ملطخه بدمائها.وهاهو يجلس منذ ثلاث ساعات امام غرفه العمليات ينتظر أن يخرج احد ويخبره ماذا حدث هو يريد فقط الاطمئنان عليهاواخيرا وبعد طول انتظار خرج الطبيب اقترب منه سريعا وهو يقول بكل لهفهمروان: خير يا دكتور سلمى كويسهالطبيب وهو ينظر له باسفالطبيب: سلمى كويسه الحمد لله بسمروان بتوتر: بس ايهالطبيب: ربنا يعوض عليكم للأسف مدام سلمى اجهضت الجنيننزل عليه الخبر كالصاعقه وهو يرددمروان: انا لله وانا اليه راجعون...مرت الساعات عليه كالجحيم وحضر والديها ووالدته ووالده وسعد وأمل الكل يقف إلى جانبه ولكنه كان بعالم آخر ينتظرها أن تستعيد وعيها ويفكر كيف يخبرها بما حدث هل ستتقبل فقدانها لطفلهم هل ستعود إليها ضحكتها كما في السابق هل سيستطيع أن يخفي حزنه عليها كل هذا يدور بداخله وأكثراخيرا وجدها تفتح عينيها وهي تصدر صوتا متألم حينها اقترب إليها وهو يبتسم ابتسامه شاحبهمروان: حمدالله بالسلامة.سلمى بتعب: مروان عطشانه اويمروان: شويه وتشربي المهم انتي كويسهسلمى وهي ترفع يدها بتعب وتضعها على معدتها وتشعر بالفراغ داخلها جعلها تحرك رأسها فزعا وهي تنظر إلى مكان طفلها والي مروان وتساله بخوفسلمى: ابنيمروان والدموع تلمع بعينيه: ربنا يعوض علينا المهم انك كويسهسلمى وهي تصرخ بقوه: لالالالالالالا.ظلت تصرخ وتصرخ وهو يحاول تهدئتها ولا حياه لمن تنادي دخل الجميع على صوت صراخها وهم يبكون على حالها ولكنها لم تتوقف حتى غابت عن الوعي بين يديه بكى كطفل صغير فقد أمه بكي فراق طفله ثمره حبهم بكى من أجلها كيف يتحمل رؤيتها هكذا وماذا سيحدث لا يدري...