logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





08-04-2022 11:41 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











t22150_5356إلى كل فتاة صابرة رغم معاناة أيامها ونزيف روحها المتدفق..عندما ينتهي كل شيء، وتظن أن العالم بالنسبة لك انتهى تماما، عندما تذوق مرارة الفقد ثم تتجرع من كؤوس القسوة وتشتعل نيران الظلم من حولك، عندما تموت قهرا وتبكي ألما على حالك لا تنس حينها أن الليل العتيم يصاحبه الصباح المشرق بنسائمه النقية.فصول نوفيلا أحبك و حسبنوفيلا أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأولمساءً في محافظة الأسكندرية.وفي وسط شجار عائلي عنيف وقعت على صدغها صفعة قوية يعقبها توبيخًا قاسيًا كما العادة بالطبع!أشد الكلمات تلقتها فكادت تفتت قلبها.قلبها؟«وهل بقى منه إلا رماد بعد الاحتراق!».وبالطبع كان المتسبب في هذه المشاجرة ذاك الوقح -نادر- الذي يجرها جرا إلى المصائب ويخرج من المصيبة بمنتهى السهولة وتبقى هي المذنبة الوحيدة، يا له من لئيم!-عمي، عمي اسمعني أنا...هكذا كادت تتحدث ((سماء)) متوسلة إلى عمها -وحيد- الذي أشبعها ضربًا وتوبيخًا الآن ولم يكف بل مازال!-غوري من وشي.هكذا دفعها بكتفها بشكل همجي كأسلوبه الفظ، فتراجعت باكية بحرقة وذهبت إلى غرفتها بانهيار، فيبتسم نادر بظفر خفيّ وهو يهندم ملابسه، تربت والدته على كتفه وتقول بحنان كعادتها معه:-هعملك لمون تهدي نفسك بيه يا حبيبي، معلش عارفة إنها حرقت دمك.أومأ نادر برأسه بصمت وذهبت الأم كي تفعل، بينما تتجه شقيقته ((رحاب)) إليه وتقول باستياء:-والله عيب عليك اللي بتعمله مع سماء دا يا نادر، كل يوم تضايق فيها لحد ما تزعقلك وبعد كدا تجري على بابا تقوله فيقوم ضاربها عشان علت صوتها على جنابك، بجد أنت معندكش قلب حرام عليك.نادر بنفس ذات الابتسامة الخبيثة خاصته:-خليكي في حالك أنتِ يا رحاب دي بت مش متربية وأنا اللي هربيها.-يا أخي اتقي الله دي بنت عمنا ويتيمة ملهاش حد غيرنا سودتوا عيشتها والله حرام، حرااام..-في إيه؟هكذا جاءها صوت والدها الجهوري من الخلف فانتضفت قليلا في وقفتها وراحت تقول بثبات:-مافيش حاجة يا بابا بس حبيت اقول لحضرتك إني شاهدة على كل اللي بيعمله نادر في سماء وإن هو اللي غلطان بس حضرتك كالعادة مش بتسمع منها..!والدها وقد تحدث بهدوء أخافها قليلا:.-ومش عاوز أسمع منك أنتِ كمان!, وبلاش تتدخلي وروحي ذاكري أنا مدخلك كلية الطب وبدفعلك دم قلبي وبنحت في الصخر عشان تذاكري وبس وتطلعي دكتورة مفهوم؟ضغطت رحاب على شفتيها ولم ترد فصاح الأب بغضب:-مفهوم؟انصاعت له بقلة حيلة قائلة وهي تنصرف:-مفهوم.التفت الأب بعد ذلك إلى إبنه وهو يقول محتدًا:-وأنت يا بيه! لم نفسك ومش عاوز مشاكل تاني شوف شغلك وابعد عن البت مش عاوز وجع دماغ ماشي؟-ماشي يا حاج أنت تؤمر.هكذا قال بلطافة يُحبها والده فجعله يبتسم حيث أنه إبنه الحبيب الذي يبقى بجانبه ويذهب الجميع إلى الجحيم.وأما عن ((سماء)) فكانت تبكي وكأن دموعها نهر لا يجف أبدًا، منذ تواجدها هنا في هذا البيت الذي يشبه الكابوس تماما، عندما أتمت الخامسة عشر من عمرها ومر مثلهم إلى أن وصلت لسن الثلاثين، ثلاثون سنة من العذاب والآلآم في هذا المنزل منذ وفاة والديها في حادث مروع، ودائما تحدث ذاتها ياليتني كنت معهم ولم أحيا بعدهما قط ..تنظر سماء إلى السماء وهي تحاول ألا تبكي على حالها وهي تردد بصعوبة من بين شهقاتها:.-اللهم لا اعتراض على حكمك..تأخذ شهيقًا عميقًا وهي تحاول الاتزان واستجماع نفسها قليلًا، وتشرد فيما يخص أحلامها، وفي حقيقة الأمر لم يكن لسماء سوى حلمًا واحدًا فقط.حلمًا واحدًا كي تنجو من هنا وهو الفارس الذي تظنه سيأتي على حصانه الأبيض ويختطفها ويهربان معا، تظن دائما ولكن تخشى أن تُسرق حياتها ولا يأت إليها أبدا..لو كان لديها أب، وفي حضن أم لما كانت تمنت الفارس بهذه الطريقة..إنه الامل الوحيد فليأتي إذا!لقد تخطت الثلاثون وكثر القيل والقال، ولم يتركونها وشأنها قط!-سماء؟ حبيتي أنتِ كويسة؟سألتها رحاب بقلق وهي تربت على ظهرها بحنو فنظرت لها بضياع وقالت:-الحمدلله كويسة، بس عاوزة أنام عن إذنك.اتجهت فورًا إلى فراشها الصغير وتكومت عليه في وضع الجنين وتدثرت جيدًا بالغطاء في محاولة منها للنوم لكنها على علم بأنه سيهرب منها ككل ليلة.------------.وفي صباح يوم جديد نهضت سماء عن الفراش واغتسلت ثم أدت صلاتها فشعرت بأن قلبها يهدأ رويدا رويدا، واتجهت إلى المطبخ كي تقوم بتحضير الفطار ريثما يستيقظ جميع النائمين وليكون كل شيء على ما يرام.بالفعل الجميع تجهز وتناول الافطار التي أعدته سماء واستعدوا للذهاب إلى أشغالهم وكذلك سماء حيث أنها تعمل مع عمها وحيد ونادر في متجر العطارة الخاص بالسيد وحيد وولده.وهناك سارعت إلى عملها حيث تنظيف البضائع من الأتربة والأرفف والأرض، كما يتريس نادر عليها وكأنه ينتقم منها انتقام!وهكذا تدور الأيام على هذا المنوال، إلى أن أتى عمها ذات يوم وعلى وجهه ابتسامة عريضة قائلا بحماس:-مبروك يا سماء جالك عريس.الخبر الذي كانت تنتظره طويلا، ها قد أتى، ولكن لما لم تتحمس وينشرح قلبها؟وتسرب القلق الشديد داخلها وهي تسأل باندهاش:-عريس؟, ليا أنا؟فتأتيها ضحكة ساخرة من نادر وهو يردد قائلا؛-طبعا مش مصدقة نفسك يا عيني يابنتي.تجاهلت سماء سخافته تلك والتفتت إلى عمها متسائلة:-مين؟فأجاب عليها بنفس الحماس ذاك:-أنتِ تعرفيه كويس يا سماء، سيد الجزار!-الجزار!ليته ما تكلم، الجزار؟! الرجل المتزوج وأولاده بعمرها!هل يلقي بها إلى النار أم ماذا يفعل بحق الله!-جه وطلبك مني وانا وافقت وحددت معاه ميعاد..وهنا، هنا يكفي، حيث القلب لم يعد يحتمل أكثر، هنا فقط صرخت بألم وهو تقول:-وافقت؟، على أي أساس وأنا فين رأيي؟!-أنتي اتجننتي يابت بتعلي صوتك عليا؟ أديني باخد رأيك أهو اتفضلي قولي!هي وكل خلايا جسدها ترتعش من فرط الغضب:-مش موافقة، ابدااا-ليه؟هو أنتِ كنتي لاقية حد يعبرك دا الناس كلت وشي!وكانت تلك الجملة القاسية لزوجة عمها التي نهضت تقابلها بعينيها وهي تستكمل:.-منتيش مكسوفة من نفسك؟ليكي عين تتكلمي زيك زي باقي البنات؟-وليه متكلمش يا مرات عمي ليه؟ أنا الحمدلله لا عملت حاجة غلط ولا أنا جيبالكم العار أنا محافظة على نفسي ومن حقي أختار اللي هعيش معاه..أصدرت السيدة ضحكة هازئة بعد كلامها لتخبرها بحزم:-تختاري؟! يا حبيبتي بقولك محدش اتقدملك غير دا يعني تحمدي ربنا وتوافقي وتتجوزي مش تقولي اللي بتقوليه دا!تدخلت رحاب في الحوار قائلة:.-سيبوها براحتها دا قرارها وهي حرة فيه يا جماعة، تعالي معايا يا سماء تعالي.اصطحبتها معها إلى الغرفة وسط الكلمات الموجهة لها التي كادت تقتلها حقا!-أنا عندي حل!التفت كل من وحيد وزوجته إلى ابنهما نادر الذي لفظ بهذه الجملة، ليقول والده بجدية تامة:-حل إيه؟وكذلك أنصتت الأم في حين تابع نادر بتردد:-أتجوزها أنا.اتسعت عيني والده بشر واضح وهو يقول:-تتجوز مين؟ أنت اتجننت؟وقالت الأم أيضا:-أنت إزاي تقول كدا يا نادر أنت يا حبيبي تتجوز ست البنات مش سماء خالص، أنت أنا هنقيلك واحدة صغيرة ودلوعة كدا تستاهلك وتليق بيك!تجاهل نادر هذا الكلام من والدته ونظر إلى والده متابعا:-إيه اعتراضك على كدا يا بابا، يعني إيه السبب؟-زي ما قالت أمك من شوية، دي متنفعكش وبعدين لا علام ولا غيره ونكدية وهتغلبك على ايه دا كله!ابتسم نادر بتهكم واضح بينما يردف:.-بصراحة رغم خناقاتي معاها دايما إلا أني مستغربك جدا ومستغرب معاملتك ليها، بتنتقد فيها كل اللي أنت عملته فيها، يعني أنت اللي مخلتهاش تتعلم وأنت برضوه اللي مخليها نكدية، وأنت اللي كاسرها بالطريقة دي!تغضن جبين وحيد وتخضبت عيناه بحمرة غاضبة بينما يقول:-أنت بتخرف بتقول إيه ياض أنت، أنت فيه بينك وبين البت دي حاجة؟نهض نادر قائلا بحزم:-لا أبدا بس بقول الحقيقة وبس.انصرف بعد ذلك خارجا من البيت بخطوات واسعة وترك والده في حالة غضب عارمة...دقت الثانية بعد منتصف الليل ولم تنم سماء قط، ها هي تجلس في عتمة الليل وترفع عيناها نحو السماء، تبتسم لأن والدها سماها بهذا الأسم المحبب إليها، تنظر إلى الأعلى هناك دائما وكأنها ترى أمنياتها من بعيد، رغم كل ما عاشته هناك صوت دائما يتردد في أذنيها بأن ما حلمت به سيكون ويصبح حقيقة...تنفست الهواء بعمق وأغمضت عيناها، فشعرت بشيء يسير على وجنتها ببطء، انتفضت مبتعدة حين فتحت عينيها ووجدت نادر يقترب منها بغرابة، ازدردت ريقها وحاولت الخروج من الشرفة لكنه منعها حيث كتم فمها بكف يده قائلا:-شششششاتسعت عيناها ذعرا عندما اشتمت رائحة الخمر تفوح من فمه، ويتابع قائلا بعدم اتزان:-هخلصك من هنا وهتجوزك بس أنتِ ليني دماغك الناشفة دي!هزت رأسها يمينا ويسارا وهي تحاول دفعه بعيدا عنها لكنه لم يتزحزح وبقيَ مُصر، بل أزادها توتر والتصق بها قائلاً:-اسمعي كلامي وتعالي بمزاجك أحسن ما تيجي غصب عنك!وهنا قاومته بكل ما تملك من قوة وهو لم يتخل بعد عن إصراره لقد حاول فعليا الاعتداء عليها لكنها لم تسمح، دفعته أخيرا فارتد للخلف وركضت هي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن؟هل توقظ عمها؟ وهل سيصدقها إذا؟, أم ستصبح المذنبة كالعادة؟!كل هذا دار بخلدها وعندما وجدته يحاصرها مجدداً فما كان منها إلا أن خرجت..نعم خرجت من البيت على عجل هاربة منه، وركضت كأنها تسابق الزمن...تاااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية أحبك و حسب
  08-04-2022 11:42 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثانيركضت سماء بشدة ولم يستطع نادر الامساك بها حيث تاهت عن عينيه واختفى طيفها تمامًا، وما أن أحست بالإطمئنان قليلا ابطأت في خطواتها وأخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة، لكن دموعها كانت آخذة في ازدياد عنيف وهي تفكر ماذا ستفعل؟ وأين ستذهب؟ و لكن ما سيحل بها بعد الآن ليس أصعب من الذي مضى!هكذا كان خاطرها يجول وهي تتلفت يمينا ويسارا..مازالت تركض، لقد قطعت أميالا من الركض إلى أن شعرت بالانهاك الشديد فتوقفت مباشرة أمام البحر، واستندت على السور الحديدي وهي في ضياع تام، تزوغ عيناها هنا وهناك وألف حديث يدور بخلدها وآلاف الأفكاروفكرة واحدة تسيطر عليها وربما ستنتصر داخلها، صوت داخلها يحدثها بأن تنهي كل شيء بيدها..حياتها عذاب فلماذا تتمسك بها؟فلتنهها الآن، وينتهي كل شيء..أرادت الانتحار غافلة عن اثمه العظيم، وحاولت رغم خوفها الشديد، حاولت أن تصعد على السور الحديدي وتلقي بجسدها إلى النهر مباشرة..ولكن شيء ما منعها بقوة وأبعدها عن ذلك السور، تراجع بها للخلف فالتفتت حيث الواقف خلفها فإذا برجل مُسن ينهرها بعتاب:-عاوزة تنتحري ليه ماحدش يستاهل، مين اللي يستاهل تدخلي النار عشانه؟ تعالي معايا يا بنتي تعالي..اصطحبها الرجل معه إلى حيث يجلس، حيث العربة الصغيرة التي يبيع منها حمص الشام الساخن، أجلسها جوار العربة وراح يغطي جسدها بسترته الخاصة فشهقت سماء عندما وضعت يدها على شعرها وأدركت أنها بلا حجاب!سرعان ما تفهم العجوز حالتها وجذب غطاءً للرأس كان موضوع على كرسيه، ليمد يده لها بابتسامة قائلا:.-والله أنتِ ربنا بيحبك، خدي الطرحة دي بتاعة بنتي الصغيرة نسيتها هنا وروحت مع مامتها امسكي إلبسيها هي نضيفة متخافيش..أخذتها منه بيدين مرتعشتين ووضعتها فورا على رأسها ثم قالت بصوت متحشرج-متشكرة اوي.ابتسم وأسرع يعد لها قدحا من الحمص وهو يقول بلطافة:-كوباية الحمص دي هتنسيكي همومك-لا لا ملوش لزوم أنا مش عاوزة حاجة شكرا لحضرتك..أصر الرجل وهو يتابع بينما يجلس قبالتها:.-يابنتي متخافيش مني أنا ربنا بعتني ليكي عشان انقذك من اللي كنتي هتعمليه في نفسك سبحان الله لكل شيء سبب مش عاوز أعرف أنتِ ايه اللي وصلك لكدا بس لو محتاجة حاجة أنا في الخدمة والله..ازدردت سماء ريقها بصعوبة بالغة وهي تحاول استعادة اتزانها ولو قليلا..توقفت سيارة ذات لون أسود أمامهما الآن وترجل منها رجل وسيم يرتدى ملابس سوداء أيضا ذا هيئة ضخمة قليلا، أسرع العجوز يرحب بمجيئه حيث قال بكامل احترامه:.-أهلا وسهلا يا سالم بيه..فرد سالم وهو ينظر إلى سماء مستغربا من وجود فتاة في هذا الوقت المتأخر من الليل!, حيث قال متنهدًا بارهاق:-أهلا بيك يا عم فتحي..مازال ينظر إلى الفتاة بفضول، خاصة وهي تبكي وتبدو حالتها سيئة للغاية، ترى ما الذي تعرضت له هذه الفتاة حتى تجلس بهذا الانكسار!؟كان يسأل نفسه هذا السؤال ومن ثم اقترب من السيد فتحي قائلا بجدية:-مين البنت دي يا عم فتحي؟فأجابه الرجل بنبرة خافتة:.-مش عارف بس البنت كانت هترمي نفسها في البحر وأنا مسكتها في آخر لحظة..رفع سالم حاجبه وهو يعاود النظر إليها فاشتبكت عيناه بعينيها المنكسرتين وتفحص ملامحها الباهتة في سرعة، انكمشت سماء وهي تحتضن نفسها عندما شعرت بنظرته المخترقة لعينيها..شعرت سماء بألم في ساعدها فنظرت لتجده قد جُرح أثر احتكاكه بالسور، أسرع سالم نحوها وكاد يمسك يدها حتى يرى الجرح لكنها ابتعدت مذعورة منه، فقال فتحي باطمئنان:.-متخافيش يا بنتي سالم بيه دكتور كبير وريله ايدك..ليقول سالم وهو يتجه نحو سيارته ويجلب منها عدة أشياء كالقطن والمطهرات:-لازم الجرح يتنضف ويتغطى وإلا مش هيكون كويس، وريني من فضلك!مدت يدها له مضطرة وبقيت حذرة أثناء معالجته لساعدها، وفيما يرتعش كامل جسدها على لمسته واقترابه منها إلى هذا الحد، تسارعت أنفاسها وكان يشعر بها لذا أنجز في سرعة ماهرة وابتعد عنها فورا قائلا بإيجاز:-بسيطة..وبصوت خرج منها كمن يخرج من تحت صخرة قالت:-شكرا.فقال العم فتحي متبسما:-أجيب لحضرتك طلبك؟أومأ سالم برأسه وهو يقترب منه فقال متسائلا وهو يلتقط منه القدح الساخن ويتناوله ببطء:-هتعمل إيه مع البنت دي يا عم فتحي..؟تنهد فتحي متابعا وهو ينظر لها باشفاق:-والله مش عارف، بس لو مافيش حتة تبات فيها هاخدها عندي وهحاول أعرف منها إيه اللي حصلها، بصراحة صعبانة عليا أوي ربنا ما يوقع حد في ضيقة.هز سالم رأسه موافقًا وأردف بهدوء:-تمام، بلغني لو احتاجت حاجة.-تمام يا بيه.انصرف سالم بعد قليل، وعندما وصل إلى البيت ولج سالم عبر سيارته إلى حديقة الڤيلا ومن ثم ترجل منها ذاهبًا إلى الداخل، وما إن دخل وجد والدته تجلس وتغفو حيث تنتظره ككل ليلة، اقترب منها برفق ووضع يده على كتفها فاستيقظت على الفور وقالت بارتياح:-أنت جيت يا حبيبي، الحمدلله حمد الله على السلامة-يا حبيبتي قولتلك ميت مرة متذنبيش نفسك كدا ونامي ليه مصرة تعاندي بس.ابتسمت الأم وقالت بحزم:.أنام إزاي وأنت مش في أوضتك وعلى سريرك؟-زي الناس يا ست الكل.-مينفعش قبل ما أطمن عليك وأعملك لقمة تاكلها.منحها ابتسامة حانية وقال:-طب يلا يا حبيبتي اطلعي نامي أنا جيت وزي الفل أهو-تاكل إيه قبل ما تنام؟-مش جعان عديت على عم فتحي وانا جاي وضربت واحد حمص الشام متين.ضحكت والدته لقاء وقالت من بين ضحكاتها:-يا دي عم فتحي اللي كل يوم تروحله دا.-بحبه!-عم فتحي؟غمز لها وقال:-الحمص يا أم سالم الحمص.ضحكت مجدداً وهي تتابع بحنو:-ماشي يا قلب أم سالم من جوه تصبح على خير يا حبيبي.وقبّل هو كف يدها قائلاً بهدوء:-وأنتِ من أهل الخير يا حبيبتي.ظلت سماء في صحبة العجوز إلى أن شعشع ضوء النهار، بينما يحاول أخذ الحديث منها لكنها كانت حذرة طوال الوقت وكأنها تخاف من العالم أجمع وكل البشر!وما لبثت أن رأت سيارة تقف ويخرج منها نادر على عجل مقترب منها، وللحظة كادت تركض هاربة لكنه لحق بها وأمسكها بقوة غارزًا أصابعه في ذراعيها، صرخت باهتياج واقترب العجوز منه فحذره نادر بقوله:-أبعد يا راجل أنت أحسن لك، أنا إبن عمها والبت دي لازم تتربى!وما قصر معها نادر، حقا ما قصر وها هو يصفعها على وجنتها بعنف ويجرها معه من شعرها، توسلت سماء إلى العجوز بأن ينقذها لكنه لم يستطع فعل شيء ودفعه نادر فسقط على الأرض ثم دفع سماء إلى السيارة واسرع يقودها وهو يقول بشر واضح:-أبويا مستنيكي هناك وناوي يقتلك.صاحت سماء بارتجاف:-أنا هقوله على اللي عملته، حسبي الله ونعم الوكيلضحك ساخرا بشدة:.-على أساس إنه هيصدقك؟, أنا قولتله إنك هربتي عشان متتجوزيش الجزار، وهو طبعا مصدق وهيصدقني أنا مش أنتِ!تكلمت بحسرة:-منك لله ربنا ينتقم منك..توقف فجأة بالسيارة وأمسك ذراعها قائلا بحدة عارمة:-ياروحي لو عاوزاني أنجيكي فكري في اللي قولتهولك وأنا مش هخليه يلمس شعره منكحركت رأسها بعنف وهستيرية ومن بين بكاؤها هتفت:-الموت عندي أهون من إني أعيش مع واحد زيك فاشل وحيوان...تلقت منه صفعة أخرى صاحبها قوله المتجهم:-هوريكي يا سماء الحيوان هيعمل فيكي إيه دلوقتي..انطلق بالسيارة فورًا حيث يذهب بها إلى الجحيم مجددا.دفعها دفعا قويا داخل الشقة عندما وصل بها وها تتلقى الصفعات مجدداً من عمها وحيد الذي راح يسبها بلفظ بذيء وسط صفعاته لها، لم يترك فرصة للدفاع حتى عن ذاتها ولم يمنعه أحد عنها، حيث رحاب في جامعتها وزوجة عمها تقف مشاهدة بصحبة إبنها، ثم أزاد نادر الطين بلا حين قال:-عاوزة تفضحنا وتحط راسنا في الطين، البت دي لازم تتربى!صفعة خلف أخرى وألقى بها داخل غرفتها صافقا الباب عليها، أخذت تطرق الباب بانهاك وهو تستند عليه مرددة:-أنا، أنا معملتش حاجة ابنك اعتدى عليا حرام عليكم حرام...-اخرسي يا سافلة، اخرسي متجبيش سيرة ابني على لسانك، أنا هعرف إزاي أربيكي شكلك عيارك فلت خلاص، لازم تتجوزي في أسرع وقت أنا خلااااص معنتش طايقك ولا قابل أشوف وشك دا.أغمضت عيناها بألم من قسوة كلماته، لو طعنها حقا بالسكين لكان أفضل مما يفعل!ماذا عساها أن تفعل وسط هذه القلوب المغلفة بالسواد؟!


look/images/icons/i1.gif رواية أحبك و حسب
  08-04-2022 11:43 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالثفي صباح يوم جديد، اجتمعت السيدة ناهد زوجة وحيد مع جارتها التي تقطن أسفل شقتها، فتهللت أسارير وجهها وهي تسمع جارتها تقول بحماس:-دا عريس بقى ولا كل من قال يا أم نادر، إبن ناس أكابر أوي اللي أنا بشتغل عندهم.-طب لما هما أكابر أوي كدا ليه عاوزين يناسبوا ناس على قد حالهم كدا؟-بصي يا أم نادر أمه الست لقاء قالتلي إنهم عاوزين واحدة كدا بنت حلال وبس وتكون متعلمة كويس لأن كل البنات اللي في مستواهم أعوذ بالله يعني ماشيين على كيفهم، ياريت كان عندي بنت هو إحنا نطول ياختي!تنهدت ناهد بسعادة غامرة وهي تكمل:-طب شوفي هيجوا يشوفوا رحاب إمتى.-لأ يا حبيبتي أنتِ تشوفيلي صورة حلوة كدا لرحاب الست لقاء والدته عاوزة تشوفها الأول.هزت رأسها موافقة وقد قالت:-ماشي.بعد انصراف السيدة نهضت ناهد واتجهت إلى غرفة ابنتها فورًا ثم حدثتها بقلب فرح:-شوفيلي كارت ليكي كدا يا رحاب تكوني حلوة فيه وشكلك حلو..رحاب باستغراب:-ليه يا ماما!-في عريس كويس أوي طالب عروسة، هاتي بقى!اتجهت رحاب بلا مبالاة إلى درج مكتبها وأخرجت منه صورة تجمعها مع سماء ومدت يدها إلى والدتها قائلة:-اتفضلي دا اللي عندي..-وملقتيش إلا أللي أنتِ متصورة فيه مع الزفتة سماء؟-معنديش غيره ويلا يا ماما عشان عندي مذاكرة!ضغطت الأم على شفتيها بينما تقول بحدة عارمة:-أنا هتصرف يا مقصوفة الرقبة!تركتها وانصرفت وزفرت رحاب الهواء بضيق وهي تردد:-يارب صبرني..اتجهت إلى الشرفة بعد ذلك حيث توجد سماء، وكعادتها تشرد في السماء بلا ملل، لتبتسم رحاب وهي تتحدث إليها:-حبيبتي أخبارك إيه دلوقتي؟وبابتسامة باهتة أخبرتها:-الحمدلله بخير يا حبيبتي.-أنا عارفة إنك مش بخير، وعارفة إن صعب عليكي كل اللي بيحصل دا والله بس إن شاء الله ربنا هينجيكي يا سماء أنا متأكدة ولازم أنتِ كمان تكوني متأكدة من كدا يا حبيبتي.أومأت سماء برأسها بينما تستطرد:-أنا واثقة في ربنا يا رحاب، الحمدلله، ممكن تروحي تذاكري عشان ماحدش يدخل على سهوا وبعدين مش هيحصل كويس..-ماشي أنا هعمل شاي أعملك معايا؟ابتسمت سماء مجددًا بحزن تام وهي تقول:.-هروح أعمله أنا عشان متهزقش يا رحاب، عن إذنك.هكذا أنهت جملتها وذهبت إلى المطبخ فورا وبدأت في إعداد الشاي، ثم آتاها صوت نارد الذي ولج الآن إلى المطبخ وراح يهتف ببرود:-عاوز شاي.ضغطت على أسنانها بقوة ثم قالت بصوت مختنق:-حاضر.ظل يتابعها بعينين حادتين وهو يحاول أن يجد ثباته الانفعالي إلا أنه لم يستطع واقترب منها متسائلا بنبرة عنيفة:.-لسة مصدرة دماغك؟, مش فاهم بتعملي كدا ليه؟, عاجبك النار اللي عايشة فيها اوي ياختي؟, بقولك هتجوزك وانقذك من هنا!لم تنظر له ولم تنبس ببنت شفة وكأنه لم يتحدث!, فأشعلت نيران غضبه ليرمي بالأقداح الموضوع على الطاولة فانتفضت مذعورة، ليقول:-لما أكلمك تردي عليا!نظرت له بوجل من بين عينيها الدامعتين لتقول بحذر:-النار دي متفرقش كتير عن الحياة اللي هعيشها معاك، سبني في حالي!ضاقت عيناه بوعيد ولم ينطق بأي حرف، فقط ارسل لها نظرة أرعبتها وبرح المكان فورًا..تقف سيارة سالم أمام العم فتحي مجددا وعينيه تبحث عن عنها في اهتمام، لكنه لم يجدها لذا تساءل بفضول:-عملت إيه مع البنت يا عم فتحي؟اقترب فتحي من السيارة وانحنى قليلا كي يحادثه قائلا:-جه واحد أعوذ بالله شكله ميعرفش ربنا ضرب البنت وخدها بالعافية وأنا مقدرتش أعمل أي حاجة.عقد سالم حاجبيه وضم شفتيه بضيق ثم تنهد متابعا:-تمام.انطلق بسيارته ما أن أنهى الحديث حيث مقر عمله..وفي المساء يعود إلى البيت منهكا فتستقبله أمه بشاشة كعادتها معه وتدلله كأنه مازال طفلها الصغير..جاورته الآن في غرفته بعدما أبدل ملابسه، ونظرت له مبتسمة فقال رافعا أحد حاجبيه:-خير يا أم سالم شكلك عندك موضوع مهم.-مهم أوي يا حبيبي اوي اوي لقيتلك العروسة اللي كنت بتدور عليها ومش من الوسط بتاعنا يا سيدي لأ وخد التقيلة بقى طالبة في كلية الطب يعني هتبقى دكتورة زيك..!مط سالم شفتيه قائلا بلا اهتمام:.-تمام.-إيه تمام دي؟, أنت مش مبسوط ولا أيه؟-عادي يعني يا ماما نشوفها مافيش مشكلة.-طب استنى.أسرعت إلى أحد الأدراج وأخرجت منها الصورة وتقدمت إليه مع قولها:-شوف كدا وقولي رأيك، أنا قلت تشوفها الأول قبل ما نروح.نظر سالم بتمعن إلى الصورة، والذي أدهشه هي الفتاة الواقفة جوارها لكن وجهها قد اختفى!-إيه دا؟هو فيه حد يبعت صورة كدا؟ فيه بنت جنبها ووشها مخفي ليه؟ضحكت الأم مردفة:.-مالكش دعوة أنت يا سالم خلينا في المفيد، قولي إيه رأيك في البنت.سالم متنهدًا:-ياريت الصورة زي الاصل يا أم سالم نشوف الأصل وبعدين نقرر.-ماشي يا مغلبني.ما إن انصرفت والدته من الغرفة حتى وجد من يطرق الباب فلم يهتم في البداية، لكن الطرق ازداد وهو قد علم من يكون الطارق، استمر في صمته لكن لا جدوى، يبدو أنها مُصرة!نهض على مضض وفتح الباب قائلا بنبرة محتدمة:-خير يا نهال، خير؟تنحنحت نهال بحرج، تلك الفتاة العشرينية الجميلة التي تتعشم فيه خيرا دائماً، لكنه يحطم كل شيء دائما أيضًا، قال لها مراراً وتكرارا أنه لم ولن يناسبها بكل الأشكال لكنها لم تمل من حبه وهي تعلم علم اليقين أن الحب ذاك من طرفها هي!، أو ما هو إلا وهم لديها فحسب.-نعم يا نهال، بكلمك؟هكذا قال لها بعصبية، . فاستيقظت من شرودها وهي تقول بخجل:-أنا بس كنت حابة أطمن عليك ولقيت النور شغال فقلت إنك أكيد صاحي.هز رأسه ببطء وهو يحاول أن يبتسم لها بالكاد بينما يتابع:-شكرا يا نهال، أنتِ عاملة إيه؟-كويسة الحمدلله يا سالم..ضحك سالم رغما عنه فيما يقول من بين ضحكاته:-حلوة سالم دي بجد، مش واخدة بالك إني أكبر منك ب 15 سنة تقريبا يعني تقوليلي يا أنكل يا أبيه كدا يعني!هي ضاحكة:-أصل شكلك صغنون مش باين عليك سن سوري!-صغنون؟, طيب يا نهال، طيب يا حبيبتي تصبحي على خير بقى.ابتسمت باتساع لقد قالها أخيرًا حبيبتي !تنهدت وقد تورد وجهها بشدة وهي تقول له بخفوت:-وأنت من أهله، ثم أشارت له بيدها وذهبت إلى غرفتها تحت أنظاره المذهولة!بينما يغلق باب غرفته وهو يحدث نفسه قائلاً:-لأ، مش طبيعية!بعد مرور إسبوع..حيث بيت السيد وحيد الذي قام بالترحيب التام بالدكتور سالم ووالدته بينما كانت الفرحة تغمر قلب وحيد وزوجته ناهد لحضور هذه العائلة الغنية لخطبة ابنتهما..في داخل الغرفةكانت تقف رحاب أمام المرآة وهي تضبط طرحتها الرقيقة ذات اللون الأزرق الهادىء حيث يتماشى اللون مع لون بشرتها الفاتح وكذلك مع فستانها الأبيض الرائع، كانت مختلفة وخجولة يشوبها التوتر البالغ بالطبع..ربتت سماء على كتفها قائلة بهدوء:-ما شاء الله يا حبيبتي زي القمر.-أنا متوترة جدا يا سماء مش عارفة هخرج إزاي.-هدي نفسك هتخرجي عادي وهتبهري العريس كمان.ابتسمت رحاب وقالت برفق:-يا حبيبتي يا سماء عقبال لما أقف معاكي نفس الواقفة دي ويجيلك اللي يستاهلك.-إن شاء الله.-ممكن تخرجي معايا يا سماء أنا بجد مكسوفة أوي.سماء مبتسمة بهدوء:-طبعا بس الاول هروح أقدم لهم الحلو والعصير وهجيلك..انصرفت على ذلك إلى المطبخ وحملت الصينية التي أعدتها منذ قليل وخرجت فورًا إلى صالة المنزل بينما تضع الصينية على الطاولة وترفع عيناها فتشهق بخفوت حينما تقابلت عيناها مع عيني سالم!الذي لم يختلف حاله عن حالها وحملق بها في ذهول، فحاولت سماء ألا تظهر ذلك فاستقامت في وقفتها وكادت تذهب لولا حديث السيدة لقاء التي قالت:-ما شاء الله مين الحلوة؟!فقالت ناهد على مضض:-دي سماء، بنت عم العروسة..ابتسمت لقاء وقالت بدهشة:-سماء؟, الله اسمك بجد جميل جدا.قالت سماء بصوت متحشرج من فرط توترها البالغ:-شكرا لحضرتك.ولم يحيد سالم بنظره عنها فقط كان يتابع حركات يديها ورجفة جسدها الهزيل، يعلم أن وجوده أصابها بالتوتر والخجل كما لم تتوقع أن يكون هو الشخص المتقدم لإبنة عمها، وهو أيضاً لم يتوقع ذلك قط، ومما أدهشه أكثر هي تلك الكدمات المتفرقة في أنحاء وجهها والآن بدأ يربط الخيوط ببعضها، وجودها عند العم فتحي في ساعة متأخرة، الكلام الذي قاله فتحي حول مجيء ابن عمها وضربها وأخذها بالقوة! الكدمات التي تظهر الآن على وجهها! معاملة زوجة عمها لها الآن! كل هذا أوضح له لماذا كانت هناك في الليل العتيم باكية!-ادخلي اندهي على رحاب..وكانت هذه الجملة لنادر الذي لاحظ نظرة سالم لها، بينما ينظر له سالم بحدة من أسفله إلى أعلاه، نظرة استوعبها نادر جيدا فبادله بنفس النظرة قبيل أنا يحيد بوجهه إلى الجهة الأخرى.بعد قليل كانت قد خرجت رحاب وصافحت السيدة لقاء والقت السلام على سالم ذاك الذي رد عليها السلام وهو لا ينظر حتى إلى وجهها، بل كانت عيناه معلقة على شيء آخر!يمر القليل من الوقت وتتحدث السيدة لقاء بدورها قائلة:-إحنا جينا النهاردة عشان نطلب إيد بنتكم لإبني الدكتور سالم يا جماعة وقبل أي كلام لازم تكونوا على علم إن إبني كان متجوز ومخلف بس للأسف مراته وبنته ماتوا في حادثة الله يرحمهم يارب.تأثر الجميع بذلك وقالوا:-الله يرحمهم.بينما تتابع السيدة لقاء:.-دا إبني الوحيد عايشة أنا وهو ووالده في القصر بتاعنا ومعانا بنت أختي برضوه يتيمة ملهاش إلا احنا، ابني عنده 35 سنة دكتور علاج طبيعي عنده مركز كبير الحمدلله.فقال وحيد بانبهار:-ماشاء الله احنا مش هنلاقي لبنتنا أحسن من الدكتور سالم طبعا.تحدث سالم أخيرًا برسمية شديدة:-شكرا لحضرتك يا فندم، أنا اللي يشرفني أطلب منك إيد الأنسة سماء...


look/images/icons/i1.gif رواية أحبك و حسب
  08-04-2022 11:43 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع-سماء؟, يعني إيه الكلام دا؟هكذا قال وحيد بغضب شديد وهو ينهض مذهولا، لتقول السيدة لقاء أيضاً:-سالم؟ إيه اللي بتقوله دا؟سالم بهدوء تام:-إيه الغلط في اللي قولته؟وحيد بعصبية مفرطة:-أنت جاي عشان تخطب بنتي الدكتورة رحاب مش كدا برضوه ولا إيه؟ينهض سالم بدوره برسمية:-كدا بالظبط يا أستاذ وحيد، بس دلوقتي الوضع اختلف ومع كامل احترامي للأنسة رحاب أنا حابب اتقدم للأنسة سماء!اقترب منه نادر والشر يتطاير من بين عينيه قائلا:-أنت بتهزر معانا يا فندم ولا إيه؟سالم وقد تحدث بثبات:-لا أنا مبهزرش مع حضرتك يا فندم والله ولا إيه! أظن اللي أنا بقوله دا ميزعلش حد يعني دا كل الحكاية نصيب!نادر بتهكم:-نصيب!, طب يا أستاذ إحنا معندناش بنات للجواز أساسا!نهضت والدته آنذاك قائلة بجدية:-يلا بينا يا سالم يلا لو سمحت..ضغط سالم على نواجذه قبيل أن يرسل له نظرة نارية ويتحرك مع والدته لكنه ايضا ألقى نظرة على سماء، تلك التي كانت تقف وترتجف من شدة الخوف، تعلم أنها ستتلقى التوبيخ وربما الضرب بعدما يرحل هو، نظر لها متنهدًا بضيق وانصرف فورا مع والدته، أما نادر فقد صاح بها بعنف:-ادخلي جوا.دخلت سماء في سرعة إلى الغرفة وتبعتها رحاب، بينما قالت ناهد بذهول:.-إيه اللي بيحصل دا!, إزاي يبقى جاي عريس لبنتي واللي تعجبه اللي تنشك دي؟ إزاي بس!نادر وقد لمعت عيناه بنظرة خبيثة:-ممكن تكون على علاقة بيه، الله أعلم ماحدش عارف حاجة!ناهد بعدم تصديق:-إزاي بس؟ دي الست اللي قالت عليه يعني مش جاي لوحده! وبعدين هتعرفه منين!زفر نادر بضيق لأنه لم ينجح في قلب الوضع عليها ككل مرة، بينما يتحدث وحيد بحدة:.-خلاص مش عاوز أسمع أي كلام، أنا هقول لسيد الجزار يجي ونجوزهاله عشان أنا زهقت وتعبت أشيل حملها على كتافي...وعلى بُعد متر تقريباً حيث باب الغرفة المختبئة سماء خلفه وقلبها يكاد يحترق مما تسمعه، لقد انهارت حقا وتكاد تبكي بدل الدموع دماء!بكت بصوت مكتوم وارتجف جسدها كليا، راحت رحاب تحتضنها وتحاول تهدئتها حيث قالت:-اهدي يا سماء اهدي-هيجوزوني؟هيجوزوني غصب عني يا رحاب أعمل إيه؟قالت هذه العبارة همسا من بين دموعها الحارقة، فقالت رحاب بتحيّر:-هنلاقي حل بس انتي هدي نفسك عشان نقدر نفكر..نظرت لها سماء وهي تجفف دموعها بأنامل يدها قائلة:-أنا آسفة يا رحاب آسفة بجد ضيعت فرحتك.ابتسمت رحاب وربتت على كتفها وأخبرته:-حبيبتي الحاجات دي نصيب محدش له يد فيها، هتصدقيني لو قلتلك إني مزعلتش لما طلبك أنتِ؟, رغم إني مش هكذب عليكي أعجبت به مبدئياً لما خرجت بس والله مزعلتش وقلت دا كله نصيب ويارب يطلع نصيبك يا سماء ويخلصك بجد من هنا خلاصك من هنا يهمني أكتر من أي حاجة صدقيني.عانقتها سماء فورا بمودة وأخبرتها بصدق:.-وجودك هو اللي مصبرني، مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه، أكيد كنت هموت من القهرة.-بعد الشر عنك يا حبيبتي، إن شاء الله ربنا هيكرمك بس أنتِ متيأسيش من رحمة ربنا.-ونعم بالله.لاحقًا، عندما وصل سالم بصحبة والدته إلى القصر وترجل من سيارته، حيث تلقى كلمات العتاب من والدته على الفور:-ينفع كدا يا سالم؟ إيه اللي عملته دا؟سالم لم يرد حتى توجها إلى الداخل، مما استفز والدته أكثر، فعلا صوتها وهي تقول بعصبية:-ما ترد يابني عليا؟, إزاي نبقى رايحين نخطب بنت وأنت شايف صورتها وموافق وتروح تتكلم على بنت عمها إيه الجنان دا؟-دكتورنا المجنون عمل إيه؟!وكانت هذه العبارة لوالده عامر الذي كان ينزل الدرج مبتسماً، فأسرعت زوجته تقول بعصبية:-تعالى شوف تصرفاته الغريبة يا عامر.فقال عامر بهدوء:-اهدي بس، حصل إيه؟تابعت لقاء مسترسلة:-البيه أحرجني قدام الناس وساب العروسة اللي رايحين نخطبها واتكلم على بنت عمها مش قادرة أفهم ليه؟!اندهش عامر قليلاً ونظر إلى إبنه سالم الذي مط شفتيه الآن بلا مبالاة، فكتم عامر ضحكة عفوية وهو يقول بنبرة حاول أن تكون جادة:-اهدي أنتِ بس يا لقاء، يمكن بنت عمها عجبته أكتر!-الله ينور عليك يا بابا هو كدا بالظبط فيها حاجة دي بذمتك!فتأففت لقاء وقالت بغيظ وهي تنصرف:-أنا عرفت هو سالم جايب الجنان منين!فضحك سالم وهو يمسح على شعره بينما يرمقه والده بغيظ وهو يردد:-بتضحك؟, عاجبك كدا!-لأ، بس أنا معملتش حاجة تزعلها ولا تزعل حد يعني يا بابا، هو مش الجواز دا قسمة ونصيب؟-أيوة يا سيدي-يبقى مافيش مشكلة بقى..ضحك والده واصطحبه إلى الأريكة حيث دفعه أمامه بخفة وهو يقول:-طب تعالى احكيلي الحكاية بقى وقولي إيه اللي عجبك في بنت عمها؟لم يتردد سالم في أن يقص على والده كيف رأها أول مرة وكيف تبدو حالتها وحياتها مع عمها وإحساسه بها، أفرغ ما بصدره إليه حيث يسمعه والده دائما كصديق وفي ويقدم له النصائح والتوجيهات...-صدفة غريبة فعلا!, بس أنت كدا لازم تشيل الموضوع من دماغك يا سالم!هكذا قال والده بجدية، فأردف سالم بضيق:-هشيله إزاي؟ البنت أنا حابب أقرب منها ومتسألنيش ليه يا بابا بس أنا اتشديت لها من أول نظرة..-يا واد يا حبيب أنت!-أنا بجد مبهزرش يا بابا، ممكن تساعدني؟والده بحدة بعض الشيء:-أساعدك إزاي يابني بس؟, مش بتقول عمها رفض؟, ايه هنعمل إيه يعني, أنسى الموضوع خالص يا سالم!لم يرُق لسالم حديث والده ونهض إلى الأعلى وهو يُفكر في هذه الفتاة بحيرة..خلع سترته ما إن ولج إلى الغرفة واستلقى فوق الفراش بارهاق تام، وجد الباب يُطرق بعد بضعة دقائق فلم يصدر صوتا حيث يعرف من يكون الطارق..وبعد يأس نهال من فتح الباب انصرفت غاضبة إلى غرفتها..كما استلقت سماء على فراشها أيضاً وتقلبت على جانبها الأيمن تحاول النوم، ولكن صورته التي اجتاحت خيالها الآن لم تجعلها تغفو..يا لها من صدفة عجيبة، كيف حدث ذلك؟وهل ما تفوه به الدكتور سالم حقيقة؟ هل لفظت شفتيه أنه يريدها هي أم أنها كانت تتوهم فحسب!؟ورغم ما تشعر به من آلام تشكلت على شفتيها ابتسامة هادئة كونه هو الرجل الأول الذي رغب بها، ترى هل ذهب ولن يأتي أم أنه سيحاول الوصول لها مرة أخرى؟هكذا راحت تتساءل بنفس الابتسامة الهادئة التي تشق ثغرها قبل أن تغفو آخيرا على ذلك.بعد مرور أسبوع...تلقى سالم مكالمة كان محتواها دكتور سالم؟أيوةأنا رحاب ممكن أقابل حضرتك؟ ..وبعد مرور ساعة بالضبط، تمت المقابلة في مكانٍ عام حيث بدأ سالم حديثه ب-إزيك يا أنسة رحاب؟-الحمدلله.هكذا ردت بإيجاز، ثم تابعت:-أنا أخدت رقم حضرتك من جارتنا اللي بتشتغل عندكم، وأتمنى المقابلة دي ماحدش يعرف عنها حاجة من أهلي من فضلك.أومأ سالم برأسه موافقا مع قوله:-زي ما تحبي يا أنسة رحاب.-أنا كلمت حضرتك عشان نفسي أساعد سماء، وبتمنى إنك تحاول مرة كمان مع أهلي ومتيأسش.-أنا بالفعل مايأستش وهحاول تاني وتالت.رحاب بجدية؛-بس لازم بسرعة كبيرة لأنهم هيجوزوها-يجوزوها؟!قالها سالم بعصبية تامة وهو يعتدل في جلسته بينما يتابع:-يجوزوها لمين هي مخطوبة؟-لأ مش مخطوبة وهي مش موافقة تتجوز الجزار-جزار إيه هما بيعملوا فيها كدا ليه؟ مش قادر أفهم!رحاب بعد أن أطرقت برأسها في خزي:.-هما صحيح أهلي بس هما افتروا على سماء كتير وحرموها من كل حاجة حلوة، وأنا نفسي ربنا يكرمها وتخلص منهم بأي طريقة.سالم متنهدا بهدوء:-ممكن تخليها تقابلني مرة واحدة فقط؟تابعت بحيرة:-إزاي صعب أوي؟-محتاج أطمنها، أتكلم معاها وأدعمها بس وش لوش هتفرق كتير.-هحاول يا دكتور صدقني.-أكون شاكر ليكي جدا يا آنسة رحاب.مرت المقابلة سريعا وذهبت رحاب إلى البيت فيما تقص كل شيء على سماء وما يريده منها سالم...اعترضت سماء في البداية ومع الحاح رحاب وافقت على مضض وخوف، لا تعلم كيف ستمر هذه المقابلة هكذا ببساطة؟حتما سيحدث معها ما لا يحمد عقباه وسيعرف عمها ويبرحها ضربا..لتعود لتقول بخوف شديد:-مستحيل يا رحاب أقابله!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 999 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 830 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 740 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 723 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 956 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أحبك ،










الساعة الآن 04:37 PM