logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 13 < 1 2 3 4 5 6 7 8 13 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية أحببتها في انتقامي
  25-03-2022 05:26 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الرابع عشر

ابتسم ادم بهدوء وهو ينظر لعينها بعمق: انتى محدش علمك تخبطى قبل ما تدخلى افرضى انا مش عايز اشوف وشك دلوقتى .

عقدت يارا ذراعيها امام صدرها لا تصدق ان هذا ادم وتحدثت: بص بقى احنا من اول ما اتجوزنا وانت بتقول انك بتكرهنى وبتتمنى بعدى عنك انا جيبالك عرض ممتاز اهه انا هبعد عن حياتك خالص يا بشمهندس وانسى تماما انك كنت تعرف واحده اسمها يارا طلقنى وانا عمرى ما هتدخل فى حياتك ولا هتشوفنى ولا هتسمع صوتى.

احس ادم بنيران تأكل قلبه احس بألم شديد كيف لن يراها مجددا ؟ كيف لا يشتم عبيرها ؟ كيف لن يسمع صوتها ؟ كيف ! ولكن هيهات ان يستسلم لقلبه او يسلم لضعفه فنظر لها ببرود وقال: ممتاز عرض رائع فعلا خلاص كده معدش ليكى قيمه وجودى معاكى تضييع وقت على العموم انا هنفذ طلبك بكل سرور عدى الجمايل دى بقى .

اغمضت يارا عينها للحظه تحاول منع دموعها من الخروج وفتحتها مره اخرى وقالت بصوت مذبوح: طلقنى .
ادم بنبره مميته وكأن ليس بداخله اى مشاعر او وجع: انتى طا...
صدع رنين هاتف ادم فى الغرفه فتوقف ونظر اليه وجده والده فالتقط الهاتف ..
حزنت يارا بشده وقالت: انا هبقى فى بيت بابا ورقه طلاقى توصلنى .
والتفت وغادرت .
اغمض ادم عينه وفتح الخط واعطاها ظهره
ادم: ايوه يا بابا .

رأفت بصوت مضطرب: انت فين يا بنى اوعى تعرف مراتك حاجه هاتها وتعالى .. احمد فى المستشفى .
عقد ادم حاجبيه وقال: ايه اللى حصل .
رأفت: لما تيجى هتعرف كل حاجه متتأخرش ومتنساش خليك جنب مراتك لحد ما تيجو واوعى تقولها سلام.
اغلق ادم الخط والتف سريعا وخرج من الغرفه لم يجدها خرج من المنزل وجدها تقف تنتظر تاكسى ليقلها فنادى عليها .

مسحت يارا دموعها سريعا لكى لا يراها والتفت له شعرت بالسعاده لانه اتى خلفها هى لن تسامحه بسهوله ولكن هى فرحه لانه لم يتخلى عنها بسهوله .
اقترب ادم منها ولم يتحدث امسك حقيبتها وادخلها للمنزل وخرج اليها مره اخرى وامسك يدها ساحبا اياها فى اتجاه الجراچ فتح الباب واجلسها ولف حول السياره وجلس على مقعد السائق وادار السياره وتحرك دون كلمه واحده ويارا تنظر له باستغراب وذهول افاقت ونظرت له: احنا راحيين فين .
لم يجيب ادم
توترت يارا: رد عليا احنا رايحيين فين .

ادم بهدوء: فى مكان لازم نروحه ضرورى اهدى كلها ربع ساعه وهنوصل.
يارا بقلق: فهمنى حالا انا مش عايزه اروح معاك فى اى مكان .
رمقها ادم بنظره جانبيه: انا مش واخدك افسحك انا بقول لازم نروح ضرورى والتفت لها ورمقها بنظره اخافتها: فعلشان كده تسكتى وما اسمعش صوتك لحد ما نوصل .
توترت يارا وصمتت .

بعد حوالى ربع ساعه توقف ادم امام المشفى نزل ادم وانزلها وامسك بيدها ويارا غير مستوعبه لما يحدث وعندما دخل من باب المشفى احست بانقباض قلبها فضغطت على يد ادم واقتربت منه وامسكت ذراعه الممسكه بيدها بيدها الاخرى وقالت: احنا ايه جابنا هنا انا خايفه .
لم يجب ادم واخرج هاتفه وهاتف والده: انتو فين .

اخبره والده وبمجرد ان صعد للطابق وجد يوسف يقف عند مكتب الممرضه ويتحدث معها وعندما رأت يارا يوسف سقط قلبها وخافت بشده وبغير شعور منها ضغطت على يد ادم بقوه وبدأت الدموع تتجمع بعينها لمحهم يوسف فاقترب منهم وصافح ادم وهم بالتحدث فاندفعت يارا: اروى .. اروى جرالها حاجه انت بتعمل ايه هنا اروى كويسه مش كده كويسه صح ... وبدأت دموعها بالنزول .
رد يوسف بسرعه: اهدى يا مدام يارا اروى كويسه احنا هنا علشان ...
قاطعه ادم: هما فين .

اشار يوسف على غرفه باخر الممر وساروا سويا للغرفه طرق ادم الباب حتى اذن له ودلف وبمجرد ان دلفت يارا تجمدت فى مكانها وهى ترى والدها فى غرفه اخرى من خلف الزجاج عارى الصدر يوضع على اماكن متفرقه من صدره اجهزه دقيقه والطبيب بجواره ويتحدث معه اتسعت عينها ولم تصدق ما ترى واحست ان الكون يدور بها احس بها ادم فأمسكها بقوه واجلسها جائت اروى وجلست بجوارها وايضا سميه ويارا لاتزال لا تصدق منظر والدها امامها بدأت بالبكاء: ماما ايه حصل بابا كويس صح اكيد كويس وظلت تبكى بشده .

سميه تطمئنها: بابا كويس يا حبيبتى متقلقيش .
سحب ادم يد يوسف وخرج للممر .
ادم: ايه اللى حصل .
يوسف: انت متعرفش ؟ حماك كان طول الفتره اللى مسافرها بره دى كان بيعمل عمليه فى القلب .
اندهش ادم: دا اللى هو ازاى هو قالى انه فى زياره بره .
ادعى يوسف الاستغراب: ازاى ومراتك كمان متعرفش .

ادم: اكيد لأ والا كانت قالتلى وبعدين انا معرفش انت عرفت ازاى .
يوسف بغباء: واضح ان الموضوع متلعبك تعال ندخل لحد ما نطمن وبعدين افهمك وتفهمنى ... والتف ليدخل
ولكن ادم امسك يده بقوه: متنرفزنيش يا يوسف وبعدين ازاى تبقى انت هنا قبلى وايه اللى عرفك انه فى المستشفى اصلا .
يوسف: اهدى مش وقت جنانك دلوقتى ابوك فضل يرن عليك كتير ولما مردتش رن على مراتك وبرضو مردتش فرن عليا على اساس انى ممكن اكون عارف انت فين وقالى اللى حصل واروى كانت جنبى وسمعت وصممت تيجى وتبقى جنب مراتك .
ادم ترك يده: طب وايه اللى حصل .

يوسف بهدوء: هو كويس حاليا بس لانه كان المفروض يرتاح بعد السفر وطبعا انت كنت عازمه فجه على عندك عالطول ودا طبعا ادى لارهاق فلما خرج من عندك تعب وحماتك هى اللى طلبت المساعده من والدك هو المفروض كان منك بس والدك قال انك خرجت بسرعه ومعرفش يكلمك فاتصرف على ما يعرف يوصلك وممكن بقى متسألش اى حاجه تانى دلوقتى لما الوضع يهدى كده هتفهم كل حاجه
وتركه ودخل الغرفه مجددا ... دلف ادم خلفه .

كانت يارا ما زالت جالسه تبكى فى حضن والدتها ورغم محاولات كل من امها واروى ورأفت لطمأنتها وتهدئتها واخبارها بان الوضع ليس سيئا على الاطلاق ولكن لا فائده .
اقترب رأفت من ادم: هدى مراتك شويه يا بنى دى مبهدله نفسها خالص بابها كويس الحمد لله ومفيش خطر عليه دلوقتى .
اومأ ادم واقترب منها وقف امامها فابتعدت اروى فجلس بجوارها وامسك يدها وقال بهدوء: يارا .

رفعت عينها المليئه بالدموع من حضن والدتها ونظرت له وبأقل من ثانيه ارتمت بحضنه تلف يدها على خصره بقوه وتدفن رأسها بصدره و بكت بشده اكبر وهى تقول من بين شهقاتها: بابا ... لو... جراله حاجه ... انا هموت ... قولى انو هيبقى ... كويس ... هو هيبقى كويس وارتفع صوت بكائها بشده ...
احس ادم بقلبه يكاد يتمزق عليها حسنا هو متفاجئ من لجوئها اليه بعد ما حدث بينهم منذ اقل من نصف ساعه ولكن لم يستطع منع نفسه من الشعور بالحنان تجاهها ربت على ظهرها انزل رأسه لجوار اذنها وهمس بهدوء: اهدى بابا كويس وهيبقى تمام اوى اهدى .

ظل يربت على ظهرها حتى هدأت يارا قليلا ورغم شعورها وعودتها للواقع ظلت تحتضنه كأنها تستمد منه قوتها ... امسكها وخرج من الغرفه وذهب بها للاسفل لكى تغسل وجهها وتشرب بعض الماء هى تشعر بضعف شديد فهى لم تنم منذ الامس وبكت كثيرا وايضا لم تأكل شئ فعرض عليها ادم احضار الطعام ولكنها رفضت وبشده وتركته وصعدت مسرعه للغرفه .

خرج الطبيب فهب الجميع واقفا فابتسم بهدوء وقال: يا جماعه الاستاذ احمد زى الفل انتو قلقانين على الفاضى دا روتين عادى بعد العمليه الكبيره اللى عملها كان لازمه بس راحه ولكنه اجهد نفسه علشان كده حس بضعف .. لسه جسمه متعودش بس ومع بعض الراحه هيرجع زى الاول واحسن اطمنوا تقدروا تدخلوا تشوفوه .
دخلت يارا مسرعه واستمعت لاخر كلماته ودخل ادم خلفها .
يارا بطفوله بصوتها الباكى: منتكلمش كتير علشان ميتعبش صح .
ضحك الجميع على كلمات يارا التى قالتها بطفوله وابتسم الطبيب على برائتها: لا انتى بذات اتكلمى معاه عادى خالص هههه وغادر .

دلف الجميع لغرفه احمد وكان يارا وادم اخر اثنين فتقدم ادم ليدخل فأمسكت يارا يده فالتف لها باستغراب ونظر ليدها الممسكه بيده فابتسمت بهدوء وقالت وهى تنظر ليدها الممسكه بيده: خليك جنبى انا بلاقى قوتى فيك انت الوحيد اللى قادر تطمنى . نظر اليها ادم باستغراب شديد كيف ! الم تكن ترغب بالطلاق ! كيف تتكلم هكذا الان ! شعر بالسعاده تغمره ولكنه لا يستطيع التراجع الان ان كانت هى تراجعت فهو لا .
سحب يده بهدوء ودلف للغرفه نظرت يارا ليدها الممدوه لحظات وحزنت بشده فرفعت رأسها واخذت نفس عميق ثم دلفت للغرفه .

اجتمع الجميع حول احمد الذى اصبح بصحه جيده وعندما رأى قلق يارا وهى واقفه بجواره طلب منها احضار كرسى والجلوس امامه ففعلت مثلما طلب .
كانت الغرفه كالأتى احمد على السرير ورأفت يجلس بجواره وسميه تجلس على اريكه بجوار السرير من الجهه الاخرى وادم ويوسف يقفان بجوار الباب واروى جالسه بجانب يوسف على كرسى .
جلست يارا امام والدها .. طلب احمد من ادم القدوم والجلوس بجوارها تعجب ادم ولكنه ذهب واخذ كرسى وجلس بجوارها كان جو الغرفه ملئ بالتوتر من الجميع .
بدأ احمد بالكلام: فى حاجه لازم تعرفيها يا يارا انتى وادم .

تعجب الاثنين وقالت يارا: ماشى يا بابا بس لما تخرج بالسلامه نبقى نتكلم استريح دلوقتى .
عارض احمد: انا كويس جدا وبما اننا مجتمعين كلنا فا انا حابب اتكلم دلوقتى.
ازداد تعجب يارا وادم فتحدث ادم بهدوء: اتفضل يا عمى .
احمد: انا كذبت عليكو .
اتسعت عين يارا انها تكره حقا هذه الكلمه " كذبت " ابتعدت عن كثير من اصدقائها واقاربها فقط بسبب عاده الكذب لديهم فهى من اشد الصفات التى تكرهها ولا تستطيع احتمالها مطلقا .
اكمل احمد: انا كنت بره مصر الفتره اللى فاتت علشان اعمل عمليه فى القلب ومرضتش اقولكم علشان مشغلكوش بيا وعلشان كده قولتلكم انى فى زياره عند ناس قرايبنا .

فزعت يارا ووقفت بينما ادم ينظر امامه ببرود .
احمد: اقعدى يا يارا فى كلام كتير لسه.
جلست يارا مره اخرى وهى مندهشه .
ادم: وطبعا بابا ويوسف ومراته كانوا عارفين .
نظرت اليه يارا ثم نظرت لاروى وجدتها تنظر للارض وتلعب بيدها بتوتر واضح يدل على انها كانت تعلم بالامر عادت بنظرها لوالدها
رأفت: يارا انا هفهمك كل حاجه .

ثم نظر لادم وقال: انا هقولك على كل الحقيقه . ووجه حديثه لادم: قولها انت اتجوزتها ليه .
فتحت يارا عينها بصدمه هل يعرف والده الامر ؟ وايضا ما علاقه زواجها بادم بعمليه والدها ! وكذبه عليها ما علاقته ايضا !
و ايضا تعجب ادم هل يعلم والده بما يفعل ثم نظر ليوسف بحده وجده ينظر ارضا .
اعاد بصره لوالده ولم يتحدث .
اكمل رأفت: طبعا ابنى وانا عارفه هيكابر ومش هيتكلم مهو الكينج بقى.
وقفت يارا وصاحت: كفايه لعب بالاعصاب بقى ممكن حد يفهمنى ايه بيحصل هنا .
رأفت: اقعدى يا بنتى وانا هقولك كل حاجه .

وبدأ رأفت بالتحدث
رأفت: ادم اتجوزك علشان ينتقم من ابوكى فيكى علشان يحرق قلبه عليكى علشان يعذبك ويحسس ابوكى بالوجع .
نظرت يارا لرأفت وهى لا تصدق اذنها ولا تستوعب ما قيل ثم نظرت لوالدها وجدته يضع يديه علي وجهه ثم نظرت للارض لفتره ثم رفعت نظرها ببطء لادم وجدته ينظر امامه ببرود قاتل .
المها قلبها بشده وقالت بصوت مهزوز: ل.. يه .
ابعد احمد يديه عن وجهه وقال وقلبه يتقطع على ابنته: علشان ينتقم لمامته .
رفع ادم بصره بحده لاحمد ولو كانت النظرات تقتل لمات احمد الان وقال: دا الكل عارف بقى .
رد رأفت: لان احنا السبب .

نقلت يارا بصرها بينهم بتعجب كبير عما يتحدث هؤلاء ما علاقه ادم بأبى ؟ وما علاقه ام ادم الذى من المفترض انها متوفاه ؟ ولم يريد الانتقام ! ومِن مَن ! ولماذا ؟ ولما منها هى ! ولما كل ذلك ؟
اخرجها من افكارها صوت ادم الحاد وهو يقول: انتو السبب ازاى .
رأفت: ممكن معنتوش تسألوا اى سؤال وانا هقولكم الحقيقه كلها من الاول لحد الاخر ومحدش يقاطعنى .
بدأ رأفت بسرد الحقيقه التى من شأنها تغيير الكثير والكثير من الامور.

رأفت: من 28 سنه كان احمد وزينب مع بعض كلمو بعض وخرجوا كانو لسه شباب احمد مكنش يعرف حتى اسم زينب الحقيقى كان عارفها باسم زيزى عمره حتى ما سألها على اسمها بالتفصيل كان يعرف بس عائلتها كان يعرفها زيزى الغمرى زي ما كان ينديها اصدقائها .. و هما كانوا عارفين انهم بيغلطوا وانهم ماشيين فى طريق حرام ولكن كملوا وموقفوش وفى يوم احمد بعد عن زينب وكان السبب راجل كبير قابله احمد فى الشارع كان هيقع واحمد ساعده فالراجل قاله: ربنا يحميك يا بنى ويقدرلك الخير ويجعلك من عباده الصالحين وامسكه من كتفه وقال:انا اه عجوز بس خدها نصيحه منى انا كبرت ومبقتش قادر وعرفت قيمه الشباب دلوقتى احمد ربك يا بنى واحمده على اللى عندك دلوقتى واوعى تعصيه وفوق وارجع لربك قبل ما يضيع منك اللى فى ايدك ويضيع معاه عمرك وشبابك وتركه وغادر .
بعد كلام الراجل ده فكر احمد كتير وقرر انه يبعد عن زينب فى الحرام ويقرب منها بحلال ربنا طبعا زينب من تعلقها بيه زعلت جامد وافتكرت انه بعها بس هو طمنها انه هيرجع وهى وعدته تستناه .. خلص دراسته واشتغل وبعد سنتين قرر يروح يخطبها ودور عليها كتير ولانه مكنش يعرف غير العائله دور كتير اوى فى القاهره لحد ما وصل بعد معاناه وعلى الجانب الاخر زينب كانت معتقده انها هستنى يوم اتنين شهر عشره سنه بالكتير واحمد هيرجع ولكن مرت سنتين وهى متعرفش عنه حاجه خالص وطبعا زينب من القاهره فلذلك مكنتش تعرف توصله وبالتالى هى فكرت انه خانها وبعد عنها وباع حبهم علشان كده كتبت مذكرتها فى الوقت ده انا اتقدمتلها وانا كنت بحبها من وهى صغيره كنا جيران بس هى عمرها ما كانت موافقه عليا ومع ذلك تحت اجبار باباها واحساسها بالخذلان من احمد وافقت واتجوزنا ويوم كتب كتابنا رجع احمد اتفاجأت من نظرات زينب ليه ونظراته ليها ولكن اتغضيت عن الموضوع .

سكت رأفت ونظر لاحمد فأكمل احمد: كنت فرحان اوى انى وصلت ليها اخيرا استغربت لما لقيت البيت بتاعهم مزين سألت واحد من الموجودين قالى النهارده كتب كتاب زينب استغربت قولت يمكن اختها ودخلت قابلنى الناس طبعا مكنش موجود غير قرايبهم ومعارفهم فأنا كنت غريب وسطيهم اول ما دخلت وشفتها اتصدمت حتى مكنتش اعرف اسمها الحقيقى لان دايما صحبها كانوا بيندوها زيزى عمرى ما سمعت زينب دى خالص ابوها جالى وسألنى تبع مين ؟ وانا مين ؟ اتلخبطت ومعرفتش اقول ايه فقولتله انى زميل زينب فى الدراسه وجيت اباركلها طبعا استغرب جامد وقالى قدم واجبك واتفضل زى ما يكون حس بحاجه .. مسكت ورقه وكتبت فيها جواب ليها وحطيتها جوه علبه الشيكولاته اللى معايا واديتهالها هى والورد وباركت لرأفت وليها ومشيت .

فضلت 3 سنين متلطم واشتغلت فى اكتر من مكان وهنا وهنا لحد ما استقريت على الشركه اللى انا فيها وبعد سنتين فيها كنت اتعرفت على سميه كانت بتشتغل معايا وكانت ارمله وعندها بنت عندها 9 سنين لانها متجوزه وهى صغيره عجبنى هدوئها وكانت فعلا طيبه والكل يشهد لها بكده وبعد ما مر عليا 5 سنين من اخر يوم شفت زينب يوم كتب كتابها اتجوزت سميه وربيت بنتها كأنها بنتى وبعد سنه ربنا رزقنا بيارا وعشنا حياتنا ليهم وحبيت سميه من قلبى وحبتها لجمال العشره معاها .. دايما معايا وجنبى وشايله همى ونسيت تماما اى حاجه فى حياتى قبل كده وربيت ولادى وجوزت ساره وسافرت مع جوزها وفضلت يارا معانا كانت كل حاجه وكنت ناوى مجوزهاش ابدا علشان تفضل جنبى كانت بتدب الحياه جوانا بضحكتها وشقاوتها وحبها للحياه بطيبتها وتدينها وانها واخده كل الامور ببساطه كانت دايما تخفف عنى وعن مامتها عشنا حياتنا بسعاده رغم هموم الدنيا وفضلنا كده لحد من سنه واحده بس جالى اتصال من رقم مجهول رديت وللمفاجأه كان رأفت وقالى ان هو بيدور عليا من زمان بقاله كتير ومحتاج منى مساعده ضرورى .

سكت احمد ليكمل رأفت .
رأفت: بعد من احمد مشى لقيت زينب بتفتح علبه الشيكولاته وبتاخد منها الورقه وقرأتها وبعدين لاول مره من يوم ما خطبتها ضحكت وسمعتها بتقول حاضر ودمعت عنيها وجات جنبى وقالتلى وعد هحافظ عليك وعلى حياتنا وعمرى ما هغلط فى حقك ابدا انا فرحت جدا ومكنتش عارف ايه سبب التغير بس كنت فرحان انها حتى اتكلمت معايا كده بدأنا حياتنا وبعد سنه جبنا ادم بس للاسف ولادته كانت صعبه ومامته مكنتش تقدر تغذيه فاللى اخدت بالها منه ورضعته وكانت امه التانيه كانت أمينه اختى الكبيره لانها فى نفس الوقت كانت مخلفه من كام شهر فرضعته مع ابنها وللاسف حاله زينب اتدهورت واضطرت تعمل ازاله للرحم وبكده معرفناش نخلف تانى زينب زعلت جامد وبدأ ده يظهر عليها وللاسف الزعل مفارقهاش ولما كان ادم يسأل انا مليش اخوات ليه كنا نقوله لان احنا مش عايزين نجيب تانى زينب كانت بتعاملنى بما يرضى الله عمرها ما غلطت فى حقى هى اه محبتنيش حب حب ولكن حبتنى حب العشره بس بسبب احساسها بأنها اتحرمت من احساس انها تكون ام تانى دا كان مأثر عليها جامد ادم كان متعلق جامد بيها وقريب منها لدرجه كبيره وقت ما كانت تتعب او تعيط او حتى تكون زعلانه كان بيبقى هيتجنن عليها وكان بيعمل المستحيل علشان تضحك وتنسى همها هو كان فعلا الوحيد اللى بيقدر يخرجها من حزنها بس كان عنده عقده من زعلها المستمر اللي مكنش يعرف سببه .. كبر ادم وكبر حبه لوالدته وتعدى حبه ليا بمراحل او بمعنى اصح اتعلق بيها اكتر منى وكان راجلها التانى وطبعا هى كانت بتعتمد عليه اكتر منى وشال مسئوليه بدرى اينعم بمزاجه بس اثرت جامد على شخصيته بقى صعب اوى ودماغه ناشفه لما يعارض حاجه محدش بيجادله كان محدش يقدر يقنعه بأى حاجه كان دايما هو اللى بياخد قراراته بنفسه مكنش بيخضع لحد ابدا حتى ليا مكنش بيضحك ولا يهزر مع حد ابدا الا انا وامه وأمينه اختى لانها كانت نسخه من ادم وجبروته مكنش حد يقدر يسيطر عليه رغم انه لسه طالب جامعى الا امه كان ولاد اعمامه وعماته واخواله وخالاته بيخافوا منه رغم ان فى اكبر منه بس كان هو الكينج مكنش بيكره فى حياته قد البنات وفكره انو يبقى بيحب واحده غير امه او انو يتجوز ..

لحد ما جات القشه اللى قسمت ظهر البعير تعبت سميه فى يوم واخدناها على المستشفى وعرفنا ان اثناء عمليه ازاله الرحم كانت مصابه وقتها بسرطان الرحم واللى للاسف انتشر بعدها فى الجسم كله ودلوقتى هى فى المرحله الاخيره الكلام دا كان من اربع سنين طلبت سميه انها تعيش باقى عمرها هنا فى اسكندريه وفعلا نزلنا من القاهره وعشنا هنا كان ادم وقتها عنده 24 سنه اتدمر وكانت حالته صعبه جدا اغلب الوقت بيزعق واختفى بروده تماما لدرجه انه فى يوم ضرب واحد لدرجه انه كان هيموته وكانت اول مره الناس تشوفه غضبان وقتها طلبت امه تشوفه راح لها نام فى حضنها وعيط جامد وقلها: متسبنيش .

هدأته زينب وطلبت منه: انه يهتم بنفسه وشغله ويكبر نفسه وقالتله ان هى نفسها قبل ما تموت تشوفه اكبر بشمهندس على وش الدنيا وطلبت منه يوعدها انه يهتم بنفسه ويكبر شغله وفعلا وعدها ادم وادم وعده سيف وفعلا وهو لسه ابن 24 سنه فتح الشركه بمساعده صاحبه يوسف واستثماروا فيها كل اللى يملكوه واشتغل ادم بجهد ميقدرش عليه 10 رجاله وكان هو المسئول على كل التصميمات كان بيرسمها بنفسه ودا لوحده محتاج مجهود جبار ولكن لانه وعد اغلى انسانه فى حياته اتحمل وفعلا كبر الشركه فى غضون 3 سنين وبقت من اكبر الشركات فى اسكندريه وبعدها بدأ يتوسع وكبرت لحد ما وصلت سمعتها للقاهره ولما زينب شافت ادم واللى عمله حست ان واحده من اكبر امنياتها اتحققت ولسه الامنيه التانيه ..

كنت بحس لما اقعد معاها انها متوتره او نفسها تقولى حاجه لحد ما فجأتنى بيوم وطلبت منى طلب استغربت منه جدا وهى انها نفسها تشوف احمد وحكتلى على قصتهم وان حياتها معايا كان هو السبب فيها وادتنى الرساله اللى قرأتها يوم كتب الكتاب الرساله اللى سابها و كانت " دلوقتى اقدر اقولك مدام زينب الف مبروك ربنا يفرحك دايما انا عارف انك استنتينى بس يمكن انا اتأخرت عليكى او اقولك دا نصيبنا بس خدى بالك من حياتك ابدأى من جديد عيشى مع جوزك وهاتى اولاد كتير وربيهم وخليهم كلهم زيك فى طيبتك وحنانك عارف ان ممكن يكون صعب عليكى بس انا متأكد انك هتعملى كده مش هقولك علشان خاطرى ولا علشان خاطر جوزك هقولك علشان ربنا وعلشان خاطر نفسك عيشى وحبى وافرحى عارف انك هتسألى انا هعمل ايه انا هعيش انا كمان هكمل تكوين نفسى لحد ما يبقى ليا كيانى وهتجوز وهجيب ولاد واه بقولك ربى ولادك كويس يمكن واحد منهم يجوز من ولادى ههه ربنا يفرحك ويسعدك ويرزقك بالذريه الصالحه.

صديقك احمد " قرأتها وانا مصدوم ازاى واحد يعمل كده وعرفت وقتها انه حبها بصدق وصممت انفذ رغبتها طبعا هستغربوا ازاى سكت كان المفروض اقول بقى ماضى اسود واتخانق معاها واقولها ازاى تطلبى منى كده بس انا مفكرتش وقتها غير ان قدامى واحده بتعيش اخر ايامها وعمرها ما اذتنى اينعم كان نفسى تحبنى مش حب عشره بس بس هى عمرها ما جرحتنى وعاملتنى بما يرضى الله وكانت نعم الزوجه فامفكرتش فى اى حاجه غير ان اللى هى نفسها فيه هنفذه ليها وفعلا فضلت ادور عليه كتير لحد ما وصلت لرقم تليفونه كلمته وطلبت منه يجى يقابلها وفعلا جه احمد وقابلها . سألته زينب عن حياته وقلها ولما عرفت انه عندو بنت وسمعت كلام احمد عنها صممت تنفذ كلامه اللى كان فى الجواب وتجوز يارا وادم واحمد رحب ووافق وقتها حاولنا نقنع ادم بالجواز لكن ولا حياه لمن تنادى ولا كأننا بنكلمه حاولت زينب كتير معاه بس لاول مره فى حياته يعارضها وقالها اطلبى حياتى اطلبى اى حاجه غير انى اتجوز انا معرفش احب غيرك ولا يمكن اجيب واحده تشاركك فيا ووقت ما تحتاجينى ابقى انا مشغول بيها انا عايز افضل فى حضنك افضل جنبك افضل بحبك انتى بس ورفض رفض تام الجواز طبعا كون ان ادم يرفض يبقى الموضوع مفهوش نقاش ولكن برضو زينب مكنتش سهله صممت تجوزه يارا وكان لازم نلاقى خطه كان احمد دايما بيجى يزورها بس عمره ما شافها وانا مش موجود مكنش بيجى الا فى حضورى وكمان عمرى ما حسيت انه لسه بيكن اى مشاعر تجاه زينب الا مشاعر صداقه نضيفه وعمره ما اتكلم معاها غير قدامى وكلام عادى جدا حكى لينا كتير عن مراته وبنته ولما شافت زينب صوره يارا صمتت اكتر على جوازها بادم وقالت كلمه واحده: اتخلقوا لبعض ...

وفى يوم ادتنى مذكراتها وكتبت رساله لادم وقالتلى دول ممكن تحتاجلهم انا مش عارفه هموت امتى بس عايزه وعد منكو انتو الاتنين انكو هتجمعوا ادم ويارا سوا تحت اى ظرف وبأى طريقه حتى لو غصب وانا عارفه ابنى كويس هيحبها لانى عارفه ومتاكده ان اللى بناه احمد فيها كان ذرعه فيا قبل كده وادم هيحبها انا متأكده وبالفعل وعدها احمد ورأفت وبعدها بأسبوع ماتت زينب وسابت وعد فى رقبتى ورقبه احمد لازم ننفذه .

ادم اتبهدل واتغير 180 درجه وبقت حالته اصعب من الاول بقى اقسى واعنف ورغم كده مستغناش عن بروده اللى قتلنى انا اول واحد وانا بشوف ابنى كده قدامى فضلنا انا واحمد نفكر ازاى نقنع ادم وحاولت كتير معاه لكنه مسمعش كلامى وانا ملقتش غير حل واحد وهو انى استغل حبه الجنونى لزينب واخذت مذكراتها وحطتها فى هدوم مامته وخليته يشوفها وقرأها بس خبيت مذكراتها اللى كتبت فيها حياتها الجميله اللى عاشتها وكانت الخطه اننا هنخلى ادم يقرأ المذكرات دى وبعدين كنا متأكدين انه هيفكر ينتقم من احمد لان محدش كان يتخيل مقدار حبه لامه واى حد كان بيزعلها بس كان بيقلبها عليه حجيم و قلت لاحمد انه هيحاول يوصله ووقتها لازم يعرفه انه عندو بنت ووقتها انا هقترح عليه يتجوز وطبعا اول حاجه هيفكر فيها هى بنتك كانتقام منك اتردد احمد وخاف على يارا لان كلامنا عن ادم مكنش مبشر ليه خالص ان يارا تكون سبب انتقام اعترض كتير ورفض وانا استسلمت ليه وفضلنا ندور على حل تانى بس فى يوم احمد تعب جامد فى شغله ونقلوه المستشفى بس هو طلب منهم محدش يتصل بالبيت عنده واتصل بيا وقالى انه بعد تفكير وافق وانه مش هيروح يتعالج الا لما ادم ويارا يتجوزوا وبالفعل قرأ ادم المذكرات وعلى ما افتكر انه يومها كان كأنه اتحول لشيطان ولان يوسف كان قريب جدا من ادم كان عارف كل الحكايه وادم طلب منه انه يدور على احمد معاه بحيث ان حد منهم يوصل لحاجه وبالصدفه يوسف كان قاعد معايا وقالى كل الحكايه وطلب منى اوقف ادم علشان ميغلطش ويرجع يندم فا انا اضطريت اقوله على اللعبه كلها وطبعا فرحت ان اول الخطوات بتتحقق.

وفى مره كنت قاعد مع ادم اتظاهرت انى شفت اسم احمد فى الجريده صدفه بس فى الواقع الموضوع كان مدبر واحمد سحب كل فلوسه وخلى الظاهر هو انه فعلا بيعانى بسبب معاناه الشركه وفعلا راح ادم لاحمد واحمد مكنش عارف يعمل ايه فقرر انه يخترع حكايه بيع الارض علشان يكسب وقت يقدر يعرف فيه ادم على يارا وكان ناوى يخليها خطوبه بس وفى الفتره دى يتعرف عليها يمكن لما يعرفها كويس ويشوف طباعها وروحها الحلوه يحبها وينسى كل حاجه بس اللى فجأنا ان ادم طلب يشترى الارض استغربنا معرفناش كان ناوى على ايه طبعا مهو ادم ودماغه محدش يوصلها وصدفه وادم عند احمد اتكلمت يارا كأن القدر بينفذ الخطه لوحده وبالفعل سأل ادم عليها وقاله احمد ولما احمد قالى ان ادم خلاص عرف بوجود يارا قررت انى افاتحه فى الموضوع لكن احمد فاجأنى تانى يوم ان ادم طلب ايد يارا مصدقتش نفسى معقول للدرجه دى الامور بتمشي بدون ترتيب حتي وبالفعل اتقابلوا ولكن ادم فجأنا تانى بانه بيطلب جواز عالطول وكمان يعيشوا بره لوحدهم اتردد احمد بس وافق لان مفيش فى ايده حل تانى وتم واتجوزوا كانا كلنا قلقانين على الوضع هيبقى ازاى لكن كالعاده فجأنا ادم انو بيعامل يارا بطيبه عكس شخصيته تماما وكمان ان يارا اتعلقت بيه وحبته كان احمد بيتعب كتير بس تماسك لحد ما يطمن على يارا لما سافرتم مطروح قررنا كلنا نسيبكوا فتره علشان نتأكد ولكن فرحتونا جدا لما كنا بنكلمكوا وتبقوا سوا وصوت الفرحه منكو فقرر احمد يسافر ويعمل العمليه وفعلا سافر ونجحت ورجع زى الاول واحسن ولما نزلتوا اسكندريه وشفت قد ايه انتو متعلقين ببعض وحبكوا لبعض ولما نزل احمد واتعزموا عندنا وشافوا قد ايه قربتوا وانكو مبسوطين سوا وحياتكم ماشيه فى اتجاه الصح واتجاه الحب قررنا نقولكوا الحقيقه علشان لو فى اى خلاف بسيط بينكو يتلاشى تماما ودى كل الحقيقه انا عارف انها مش سهله انكو تسمعوا الكلام ده وخصوصا يارا انا اسف يا بنتى بس انا بحمد ربنا ان ادم قدر يحتويكى ويهون عليكى وعلينا شويه .

انهى رأفت كلامه بتنهيده وعم الصمت الغرفه لا يسمع سوى صوت انفاس يارا المتسارعه وهى تنظر للارض ظل الجميع فى صمت رهيب بلا اى حركه بلا صوت كانت يارا متخشبه فى مكانها لا تصدق ما تسمعه كل شئ لعبه كذب كانت مجرد وسيله للعبه ادم ووالده وايضا والدها ابيها كذب عليها ابيها تخلى عنها لم يفكروا فيما تريد فيما سيحدث لها ...
مهلا مهلا يقولون ان ادم احبها ياالهى !

رفعت عيناها المصدومه وجالت على وجههم واحد تلو الاخر يوسف يستند على الحائط يضع نظره فى الارض وملامح وجهه حزينه .
اروى تبكى بصمت وتضع يد على بطنها المنتفخ ويد على فمها وهى تنظر للارض .
رأفت يجلس ويميل جسده للامام ويضع كلتا يديه على رأسه .
احمد جالسا على الفراش مستند بظهره على الوساده مغمض عينه ويده متشابكتان بشده .
سميه تبكى ايضا بصمت وتنظر ليارا بتألم .

التفت يارا لادم بجوارها وجدته يجلس بهدوء يرجع بجسده للخلف ويرجع رأسه للخلف مستندا على ظهر الكرسى وينظر بهدوء شديد للسقف عيناه حمراء كالدماء ويده قابضه وبشده على جانبى الكرسى .
نظرت للارض مره اخرى ثم وقفت وصفقت ببطء شديد وهى تبتسم رفع الجميع رأسه لها ما عدا ادم بقى كما هو ولكن اغمض عيناه .
ظلت تصفق ببطء وهى تبتسم ابتسامه مؤلمه بحق والجميع ينظر اليها بترقب لما ستفعل ولما ستقول وما هو رد فعلها توقفت يارا عن التصفيق ورفعت رأسها للاعلى واخدت نفس عميق ثم ...


look/images/icons/i1.gif رواية أحببتها في انتقامي
  25-03-2022 05:26 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس عشر

توقفت يارا عن التصفيق ورفعت رأسها للاعلى واخدت نفس عميق وظلت تنظر للجميع لاتصدق ان ذلك صدر من والدها ومن الانسان الذى دق قلبها اليه .
اقتربت بهدوء من سرير والدها وقالت: انت تعبان دلوقتى . اقصد يعنى حاسس بأى وجع .
فتح احمد فمه للتحدث فرفعت يارا اصبعها السبابه فى الهواء مقاطعه اياه: ثانيه ... ثانيه .

والتفت وعادت خطوتين لتقف امام ادم الذى يغمض عينه بقوه ولكن ملامح وجهه لا تحمل اى تعابير وقالت: اد ثم صمتت و ابتسمت بألم وقالت: معذره معذره انت مبتحبش تسمع اسمك منى صح يابشمهندس ايه رأيك فيا دلوقتى افتكرت كلامك ونفذته اهه ياترى فى نظرك لسه غبيه وعقلى الصغير مبيفهمش ولا غيرت رأيك .

فتح ادم عينه ببطء ورفع نظره لها وجدها تبتسم ابتسامه مزقت قلبه ابتسامه تحمل كل معالم الالم والصدمه والوجع والشعور بالغدر من اقرب الاشخاص اليك اغمض عينه مجددا واخذ نفس عميق نعم هو ايضا يشعر بالصدمه اكل ما فعله كان من فعل والده والاسوء انه بالاتفاق مع والدها لم يفكر بأى شئ الان سوى بها عن مدى الالم الذى تشعر به عن مدى الوجع الذى تمر به عن حاله قلبها لقد تشاركوا جميعهم فى تمزيقها بلا رحمه او شفقه تنهد ثم فتح عينه ووقف امامها وهذه المره اخفض نظره اليها وقال بهدوء: هتسمعى الاجابه ولا بتسألى السؤال وانتى مش عايزه تسمعى اجابته .

كان نظر يارا مركز على قلبه وعند سماعها كلماته ابتسمت مجددا ووضعت يدها على صدره مكان قلبه تفاجأ بفعلتها ولكنه ظل هادئا مترقبا ما تفعله فرفعت عينها اليه وهى ما زالت واضعه يدها على صدره وقالت بنبره مؤلمه ومتفاجئه: هااا عندك قلب ! ثم قالت بسخريه لاذعه: وانا اللي كنت فاكره مكانه حجر .

شعر ادم بوجع رهيب بداخله واراد احتضانها وطمأنتها الان ادرك انها مجرد فتاه بسيطه لا ترغب سوى بحياه هادئه تبحث فقط عن قلب تختبأ به ولكنه اذاها بلا رحمه منه ألمها بقوه وكسر كل جميل بها ولكن هل يؤلم الشاه ذبحها بعد سلخها ولكنه رغم رغبته بذلك صمت وظل مكانه بملامحه البارده
فأكملت يارا وهى تنظر بشرود لصدره موضع قلبه والدموع متجمعه بعينها و يدها ما زالت على صدره وقالت بصوت ضعيف مجروح: عارف انا كنت بحاول بس الاقى لنفسى مكان هنا .. مكنتش عايزه حاجه غير بيت صغير ليا جوه ده قالت وهى تنظر لقلبه .

دق قلب ادم بعنف فاردفت يارا بشهقه: واااااو مش معقول دا طلع بيدق كمان بس يا ترى بيدق بسرعه ليه ها يا بشمهندس ثم صرخت: ليه ؟ ودفعته بعنف تحرك كتف ادم اثر دفعتها التى رغم قوتها الا انها لا تساوى شئ امام جسد ادم .
انتفضت سميه واروى واقفتين واعتدل احمد فى جلسته ووقف رأفت واعتدل يوسف واصبح وجه الجميع ينبض بالقلق .
قال احمد محاولا تهدأت الاوضاع: اهدى يا بنتى انا عارف...

قاطعه صوت يارا الساخر وهى تلتفت له بحده وبدأت الدموع تشق طريقها على وجنتها: بنتى !. بنتى... ايوا ايه يثبتلى دلوقتى انى بنتك حافظت عليا " لا " اهتميت بيا برضو " لا " جوزتنى راجل هيبقى ضهرى وحمايتى " لا " جوزتنى راجل هياخد باله منى برضو " لا " ...
انت جوزتنى راجل هينتقم منى وعارف كمان ... ثم ضحكت بوجع: انت السبب والادهى بقى انك مش السبب حاجه معقده صح ...
متقولش بنتى تانى لاني مش لاقيه اى حاجه تثبت وكمان كنت خايف اوى ونفسك تنفذ وعدك علشان كده بعتنى للحجيم بايدك طب هسألك سؤال واحد فين كل وعودك ليا ! فين وعدك انك هتحمينى من اى حاجه ! فين وعدك انك مش هتسمح لحد ينزل دمعه من عينى ! فين وعدك انك هتبقى امانى وضهرى ! فين وعدك انك عمرك ما هتتخلى عنى ! فين وعدك انك هتفضل تحبنى !

ذرفت الدموع بحرقه شديده واختنق صوتها بشده وقالت: فاكر يا بابا لما جيت تقولى على ادم وانه اتقدم انا رفضت فاكر انت قولتلى ايه فاكر لما حضنتنى وسألتنى انت مش بتثقى فيا ؟ بس انا كنت واثقه فيك يابابا كنت واثقه انك مش هتعمل حاجه تأذينى مش هتسيب حد يغلط فيا او يجرحنى ثم صرخت: بس انت سبتنى يا بابا سبتنى لا دا انت حتطنى جوه الالم والوجع بايدك هثق فيك ازاى يا بابا هثق فيك ازاى .

توقفت تأخذ انفاسها بصعوبه ودموعها تنهمر كالامطار التى مزقت قلب كل من بالغرفه ولا يسمع اى صوت سوى صوت انفاسهم العاليه وشهقاتها المؤلمه .
كانت اروى وسميه تبكيان بحرقه على منظر يارا وادم يموت قهرا من كلماتها الاذعه المؤلمه واحمد احس بخنجر ينغرس داخل صدره ليمزقه بعنف .

التفتت يارا لادم وابتسمت بألم محاوله تمالك نفسها وقالت بسخريه: ليه بس انا اللى اتصدم تحب اقولهم حياتنا كانت عامله ازاى اهو يبقى الكل عرف حقيقه جديده النهارده .
وضع ادم يده على فمه ليمسح عليه ببطء ونظر اليها ولم يتحدث .
فأكملت: بس انا مش هعمل كده عارف ليه لانى قلتلك انى مش هقول وانا قد كلامى .
وامسكت حقيبتها بعنف واسرعت باتجاه الباب لتخرج ولكن امام الباب اوقفها صوته الهادئ: قولى ...

نظرت اليه بابتسامه حزينه وقالت بهدوء: اقول ايه بالظبط ؟ واقول ليه ؟ هيرجعلى ايه حياتى هترجع زى الاول ! ولا قلبى هيبقى زى الاول ! ولا حتى عائلتى اللى باعتنى هتبقى بالنسبالى زى الاول ! ولا يمكن اق...
قاطعها رأفت: انا عارف ان اللى حصل صعب عليكى واحنا فعلا غلطنا بس يا بنتى حياتكوا دلوقتى بقت احسن وادم اتعلق بيكى .
اكمل يوسف بتوتر: ادم فعلا حبك وبيغير عليكى من الهوا عمرى ما شفته بيضحك زى ما كان بيضحك وهو معاكى وهو قالى انه خلاص اتعلق بيكى وميقدرش يستغنى عنك .

اغمضت يارا عينها لا ترغب فى سماع اي شئ ما يقولون هم لا يعرفون شئ وهى لا تريد قول شئ هى فقط تريد الابتعاد الان لان اعصابها بدأت تتلف وستفقد نفسها بعد قليل .
اقتربت اروى منها ووضعت يدها على كتف يارا: كنتى دايما بتقوليلى ان اللى بيغلط لازم له فرصه تانيه واننا لازم نسامح الناس اللى بنحبهم لما نبقى قادرين على ده انتى وهو عشتو فى بيت واحد تحت سقف واحد بدأتو حياه جديده سوا وحبيتوا بعض وانتى بلسانك اعترفتى بده ليه علشان غلطه هتدمرى سعادتك انسى يا يارا ولو على الاقل اديهم فرصه يخلوكى تسامحيهم ..

انفجرت يارا ضاحكه فابعدت اروى يدها ونظرت اليها بتعجب كما فعل الجميع ...
فقالت يارا: انا موافقه اعمل اللى بتقولى عليه بس عايزه اسألك كذا سؤال وردى عليا .
نظرت اليها اروى وأومأت بتوتر ...
فسألتها يارا: ايه اكتر اكله بيحبها جوزك ؟
فتح الجميع فمه من الصدمه والاستغراب الشديد !
بينما ادم اعتصر وجهه بيده يعلم جيدا ما ترمى اليه فلقد قررت افصاح الحقيقه .
تعجبت اروى: ايه لازمه السؤال دا دلوقتى مش فاهمه !
قالت يارا باصرار: ردى عليا وخلاص .

قالت اروى: المكرونه بأنواعها .
امسكت يارا يد اروى وقالت: مين لبسك الدبله دى .
اروى بتنهيده: يوسف
قالت يارا: اكتر لون بيحبه.
اروى وهى متعجبه للغايه: الازرق .
يارا: صوت المقرئ المفضل عنده
اروى: سعد الغامدى
يارا: بتقلب وهو نايم ولا...

" يااااااااراااااااا " صرخ ادم بها بقوه ليفزع كل من كان بالغرفه
ولكن تجاهلته يارا وقالت: عرفتى الحاجات دى كلها ازاى .
اروى وقد وصل تعجبها الحد الاعلى: يارا انتى بتقولى ايه انا مش فاهمه حاجه ! يوسف يبقى جوزى واكيد اعرف عنه كل حاجه لانى معاه دايما وجنبه دايما واكيد عرفت كل عاداته بس انتى ليه بتعملى كده ؟ يارا ارجوكى فهمينى .
يارا بهدوء: اسألينى نفس الاسئله كده
اروى: يارا علش...

قاطعتها يارا صارخه وقد فقدت اخر اعصابها وانهمرت دموعها بشده واختنق صوتها: اسألينى اسألينى ايه اكلت جوزى المفضل هقولك معرفش .. ايه لونه المفضل هقولك معرفش .. بيحب ايه بيكره ايه برضو معرفش .. الدبله اللى فى ايدى انا اللى اخترتها لوحدى وانا اللى نقلتها لايدى الشمال لوحدى .. لانه جوزى على الورق بس .. جوزى قدامكوا وبس .. جوزى اللى مش عايش معايا غير شهر واحد بس .. بقالى 6 شهور متجوزه وجوزى مشفتوش غير شهر واحد فاهمه يعنى ايه ! يعنى انا مجرد لعبه بالنسبه ليهم .. مجرد وسيله هما خدوها لاسبابهم .. جوزى علشان ينتقم وبابايا علشان ينفذ وعده .. كنت مجرد لعبه بيحركوها مكان ما هما عايزين .. مكنش ليا قيمه عند حد فيهم .. تعرفوا انتو ايه عن حياتى علشان تقولولى اعمل ايه ؟

تعرفوا ايه عنى علشان تتكلموا عن سعادتى ؟ تعرفوا انى مجرد واحده اتسابت يوم فرحها اللى المفروض اسعد يوم بحياتها جوزها رماها ورا الباب بفستان فرحها وقالها بكرهك ! انا مجرد واحده عايشه لوحدها بقالها 5 شهور مفيش حد معبرها كأنها واحده منبوذه محدش عايزها ! انا مجرد واحده اتكسرت بدل المره الف واتوجعت بدل المره ميه ! انا مجرد واحده اتهانت كرامتها واتهانت انوثتها !
ثم اشارت لوجنتها التى تحمل اثار اصابع ادم عليها وكانت تحاول اخفائها بحجابها قد المستطاع: انا مجرد واحده اضربت وكله بسبب جوزها ! عرفتى ليه بسأل يا اروى عرفتى ليه .

لم تستطع اقدامها الصمود اكتر من ذلك فوقعت جالسه على ركبتيها على الارض واكملت بألم وانكسار ودموعها تنهمر: مكنتش محتاجه فلوس ولا عربيه ولا منصب مكنتش محتاجه غير بيت صغير اعيش فيه مع انسان يحبنى انسان يخاف عليا انسان يبيع نفسه ويشترينى كان نفسى ابقى عايشه مطمنه مش كل يوم خايفه وانا لوحدى وحتى لما رجع كنت خايفه برضو عارفه ليه لانه لما كان يخرج كنت ابقى خايفه يبعد عنى ويسبنى تانى انعدمت ثقتى فى انه هيفضل جنبى كنت عايشه كل لحظه على اعصابى ...

كان نفسى اضحك كل يوم وانا فى حضنه مش اعيط كل يوم وهو مش جنبى .. كان نفسى لما اسمع صوت غريب فى البيت يبقى جنبى يطمنى مش لما اسمع صوت احس انه اخر يوم فى عمرى .. كان نفسى يمسح دموعى مش يمد ايده عليا ..
ثم صرخت بوجع: كان نفسى اعيش ... الاقى حد جنبى انا كنت ساعه ما امثل انى زعلانه بلاقيكى جنبى وبلاقى ماما وبابا وانتو الثلاثه فاتحين ليا حضنكوا دلوقتى كنت بموت من القهر ومش لاقيه حد معايا .. كان نفسى بس فى حضن يطمنى ده كتير يا اروى قوليلى دا كتير عليا !

لما كنت بتعب كنتوا بتفضلوا جنبى طول الليل لحد ما اخف اما دلوقتى كنت بيغمى عليا اصحى الاقى نفسى على الارض زى ما انا .. كانت ماما بتجرى ورايا علشان اكل رغم انى كلت قبل كده 3 مرات لكن دلوقتى مكنتش باكل بالايام ومكنش حد جنبي .. كان نفسى يبقى امامى فى صلاتى .. يقعد جنبى ونقرأ قران سوا .. انام على كتفه ونفكر فى اسامى اولادنا .. اتخانق معاه علشان طبخت رز وهو بيحب المكرونه .. نزعل سوى ويصالحنى .. يدخل عليا بورده .. يجيبلى شيكولاته .. نسمع فيلم كرتون سوى .. يعاملنى كأنى بنته مش يحرمنى من كل حاجه وكمان يسمعنى كلام زى السم ويعاملنى معامله اسوء من معامله الاعداء حتى ...
ثم هدأت وتحدثت بصوت اشبه بالهمس وهى تنظر امامها بأعين منصدمه مفتوحه والدموع تأخذ مجراها: ودا كله علشان جوزى ينتقم من ابويا ولا الاقى ابويا هو اللى مسلمنى ليه ...

وصمتت وتسارعت انفاسها بشده ثم اكملت: ايوا حبيته وحبيت حتى قسوته عليا وكنت متقبلاه فى كل حالاته حتى بعد ما ضربنى اول ما لجأت .. لجأت لحضنه ! فاكره يا اروى لما سألتينى انتى بتحبى ادم ولا لا قولتلك انا دلوقتى متعلقه بيه لما اتعامل معاه واعرفه واعرف عيوبه واحبها يبقى وقتها كده ابقى بحبه ...

صمتت ثواني ثم قالت بانكسار يصف جيدا انكسار قلبها: اهو انا بقى حبيته ! كنت مستعده استناه عمرى كله .. فضلت مستنياه كل يوم لا كل ساعه وكل دقيقه وعايشه على امل انه يرجعلى وانى اصحى فى يوم الاقيه جنبى .. عارفه كنت مستعده اعيش جنبه عمرى كله مهما كان قاسى او شديد عليا حاولت اقرب منه بس لا ازاى عمره ما سمحلى كان دايما يسمعنى اسوء كلام واحده تسمعه من انسان بتكرهه فما بالك بقى بالانسان اللى بتحبه وجوزها كمان كان دايما يبعدنى عنه ويجرحنى بكلامه ومع ذلك اول ما يبتسم كنت انسي كل حاجه ..

عارفه انا النهارده طلبت منه يفضل جنبى مسكت ايده وطلبت منه يفضل جنبى ويطمنى ...
ثم ابتسمت بمراره: عارفه عمل ايه !
بكت بحرقه واكملت: سحب ايده وسبنى ومشى اتخلى حتى عن انه يطمنى ... عن انه يبقى قريب منى .. عايزانى اديله فرصه تانيه طب ازاى ! عايزانى اسامحه طب ووجعى اعمل فيه ايه ! طب وخوفى اتخلى عنو ازاى ! لا لا مش هقدر مش انا اللى بعدت هو اللى اتخلى عنى ...
وجعنى اوى يا اروى وجع قلبى اوى ..

انهارت يارا باكيه بحرقه وشهقاتها تتعالي بجنون
ولا يتوقع احد ما يشعر به كل شخص بالغرفه تهاوت اروى على الكرسى وهى تبكى بحرقه على حال صديقتها .. كيف عاشت كل ذلك بمفردها ! واكثر ما يخيف اروى الان ماذا ستفعل يارا عندما تعرف ان اروى وايضا والدتها سميه كانوا يعلمون ؟! .
يسندها يوسف الذى اتسعت عينه اللامعه بالدموع على حال زوجه صديقه وهو غير مصدق ان صديقه فعل ذلك !
وسميه سقطت جالسه على الاريكه وهو تضع يدها على فمها واعيناها متسعه تنهمر منها الدموع على حال صغيرتها التى تحملت كل ذلك بمفردها !
و احمد اخذت الدموع مجراها على وجنته وهو يرى زهره عمره ذابله امامه !

ورأفت يضع يده الاثنين على فمه غير مصدق ما فعله ابنه بتلك الرقيقه التى كانت لا تفعل شئ بحياتها سوى الضحك !
اما ادم فاحمرت عيناه بشده وشعر بمدى بشاعه ما فعله كان يعتقد انه بابتعاده عنها يرحمها من اذيته ولكنه لم يدرى انه بذلك اذاها اشد اذى وقتل كل جميل بها تلك الورده الجميله التى كانت تنبض بالحياه قتلها هو بكل بشاعه دون رحمه ..
قبض على يده بقوه وشعر حينها انه لا يستحق حبها له هو اقل من ان تحبه ملاك مثلها كل هذا الحب !

تنهد بألم واتجه اليها وهى قابعه على الارض تبكى بحرقه وعيناها متسعه دلاله على انها ما زالت منصدمه وامسكها من ذراعها واوقفها ...
التفتت يارا اليه ولقد اصبحت الرؤيه لديها مشوشه بفعل الدموع وايضا هى مجهده بحق رفعت بصرها اليه وقالت باستعطاف: لييه ! انا عملت فيك ايه ؟ ليه تعمل فيا كده ! انا والله العظيم حبيتك والله حبيتك ؟

اخذت نفس عميق ثم وضعت يدها على يده الممسكه بذراعها وازاحتها ببطء وقالت: مبروك نجحت نجاح باهر فى انتقامك وبرتبه امتياز نجحت فى انك تكسرنى وتذلنى ورمتنى لابويا جسد من غير روح .. نجحت فى انك تموت قلبى وتحوله لحجر زيك بالظبط .. نجحت فى انك تكرهنى فى الحب لانى لما حبيتك مخدتش غير الوجع .. نجحت فى انك تغير جوايا حاجات كتير عمرها ما هترجع زى الاول ابدا .. نجحت فى انك تصنع واحده جديده نسخه طبق الاصل من مامتك اضافه ان الوجع مش من حبيبها دا من ابوها وحماها وجوزها مبروك يا زوجى العزيز ...

عاد ادم خطوه للخلف مدمرا كليا من الداخل ولكنه مع ذلك يقف امامها صامدا وقال بهدوء: يارا انتى م...
قاطعته يارا بحده وعينها رغم انها تمتلئ بالالم كانت تمتلئ ايضا باصرار لم يعهدهم احد فى يارا: مش عايزه اسمع صوتك تانى ولا عايزه اشوف وشك خالص ومش عايزاك فى حياتى ابدا ... واقتربت اكثر من وجهه وعادت اليه نفس كلماته: اصل انا نفسى اخلص من الارف ده بقى ...
ثم اغمضت عينها وسقطت دموعها وابتعدت عنه وذهبت باتجاه والدتها وهى تسير بظهرها وتنظر اليه
اغمض ادم عينه ووضع يده على وجهه متنهدا بألم .

امسكت يارا يد والدتها وقبلتها بضعف: انا اسفه مكنتش عايزه اقول حاجه قدامك علشان متشليش همى بس انتو كان لازم تعرفوا الحقيقه كان نفسى افضل فى حضنك بس للاسف مش هقدر افضل فى مكان واحد مع با.. اقصد الاستاذ احمد علشان كده انا هبعد فتره اريح فيها اعصابى وبعدين هكلمك متقلقيش عليا انتى واروى اللى فضلتوا ليا فى حياتى انتو اللى هقدر اعتمد عليكو لانكو يهمكوا وضعى متقلقيش عليا اتفقنا .

واحتضنتها يارا بضعف شديد فهى تشعر ان قواها على وشك النفاذ ولكنها تماسكت وتساقطت دموعها على كتف والدتها واغمضت عينها لتشعر ببعض الحنان الذى افتقدته ... ولكن سميه من شده تألمها من وجع يارا وانها كانت على علم بكل شئ فلقد اخبرها احمد من قبل فلم تبادل يارا الحضن وازدادت دموعها بشده وانتفضت بقوه ...

فتحت يارا عينها بصدمه وابتعدت ببطء وهى تنظر لوجه والدتها بخوف وابتلعت ريقها بصعوبه واشارت اليها باصابع مرتعشه: ا... نتى ان... تى ك . ماان ... وانهمرت دموعها وانتفضت بقوه وصرخت: وانتى كمااااان كنتى عارفه يا ماما كنتى عارفه ...
ثم وللحظه تشنجت واستدارت بسرعه ونظرت لاروى نظرات متوسله مستجديه ان تقول انها لا تعرف وقالت بصوت مختنق: قولى لا الله يخليكى قولى لا .
نظرت اروى للارض وهى تبكى بحرقه ...

لتغمض يارا عينها بألم شديد وهى تشعر بروحها تخرج منها وصرخت: اه اه اه
ثم ضحكت بشده ودموعها تنهمر بقوه وسرعه فباتت تضحك وتبكى بنفس الوقت لتقول بصدمه: كنت لعبه ليكو كلكو ليكو كلكو كلكو ظلت تصرخ بها وهى تعود بظهرها للخلف حتى اصطدمت بالحائط فنزلت بجسدها عليه حتى استقرت على الارض ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تنتفض بشده وتبكى ودموعها تنهمر وهى تطلق اهات مؤلمه: اه كنت لعبه كنت مجرد لعبه انا مسواش حاجه عندكوا انا محدش بيفكر فيا وصرخت: عملت ايه ! عملت ايه انا !
اه اه اه اه اه ...

وظلت تنتفض بقوه ودموعها تغرق وجنتها وجميع من بالغرفه يشعر بالحزن الشديد عليها والدها والداتها صديقتها حماها يرغبون بضمها بتهدئتها ولكنهم يعرفون انهم سبب تعبها هم السبب اقرب الاشخاص اليها هم السبب فلم يجرأ احد منهم على الاقتراب منها .
اما ادم فظل يراقبها بملامح متألمه وعيناه تشتعلان غضبا من نفسه ومن والدها ومن والده ومن كل شئ يشتعل غضبا لرؤيه صغيرته هكذا لرؤيه زهرته هكذا تحرك خطوه باتجاهها ولكنه توقف مكانه عندما توقفت فجأه ومسحت دموعها بعنف وهى تنهض من جلستها وابتلعت ريقها واخذت نفس عميق وقالت بضعف ولكن بحزم: مش عايزه اشوف حد فيكو تانى ابدا .. استاذ احمد ومدام سميه انا اسفه بس بنتكوا ماتت خلاص انتو قتلتوها ...
واستاذ رأفت متشكره اوى على كل حاجه عملتهالى وكل لحظه حسيت فيها انك قريب منى بس خلاص انتهينا واه بهنيكوا بجد على الخطه الممتازه لتنفيذ الوعد بجد بهنيكوا .

ثم التفتت ليوسف واروى: بشمهندس انت بجد صديق ممتاز لانك وقفت جنب صاحبك وفى نفس الوقت جنب بابا صاحبك انت بجد رائع و كمان زوجتك انسانه رائعه جدا باعت اعز اصدقائها وسبتها تعيش اروع جرح فى حياتها وهى بتتفرج ...
خلى بالك منها رغم كل حاجه مراتك فعلا مفيش منها خلى بالك منها ومن ابنكو و ربوه بس امانه لما يكبر لو صاحب اوعى تخليه زيكوا .

ثم التفتت لادم: اما انت بقى مثال رائع للزوج والابن اخدت انتقام مامتك بذمه كبيره اكيد هى فرحانه جدا بيك دلوقتى وبهنيك على النجاح الرهيب اللى حققته فى الكام شهر دول وبهنيك على ذكائك اللى يوصلك لاكتر الطرق اللى تقتل بيها المرأه بجد انت رائع وكمان بهينك على الهدوء والبرود اللى انت عايش بيهم بجد تاخد جائزه عالميه فيهم ...

ثم رفعت اصبعها فى وجهه: بس من النهارده كل الحب اللى جوايا ليك مات وبايدك ... مش عايزه لا اشوف وشك ولا اسمع صوتك تانى ابدا وورقه طلاقى توصلنى ثم تعمدت تلقيده قائله: كلامى مفهوم .
ثم حملت حقيبتها هم احمد وسميه بالتحدث ولكن يارا لم تعطى لهم الفرصه وقالت: متسألوش هروح فين او هبقى فين ارض الله واسعه وثقوا فيا مش هتعرفوا مكانى ابدا واه رأفه منى بيكو هسيب تليفونى مفتوح لو عايزين تتصلوا بيا اتصلوا بس انا مش هرد هستمتع بس بانكم مش عارفين توصلولى واه متقلقوش عليا انا عشت فى بلد غريبه 5 شهور لوحدى فا انا اقدر اخد بالى من نفسى كويس وتحركت باتجاه الباب والتفتت لادم لتقول قبل ان تخرج: يا ريت يوصلنى رساله قريب انى اخيرا خلصت من الرابط اللى بيربطنى بانسان زيك .

ومفيش مانع دلوقتى بقى من حبه دراما من اللى بتبقى فى الافلام مهو انا بصراحه عشت جوه قصه رائعه فاحب اقولكم من كل قلبى الوداع يا عائلتى الكريمه وخدوا بالكوا انا مقلتش الى اللقاء انا قلت الوداااااااع ...
والتفت لتغادر ولكنها توقفت وعادت ووقفت امام ادم: اقولك بلاش ورقه الطلاق انا عايزه اسمعها اغمضت عينها واخذت نفس عميق ثم اعادت نظرها اليه وقالت بصوت يجمع الكثير من المشاعر المؤلمه: طلقنى .

تسمر ادم ولاول مره بحياته لا يعرف ماذا يفعل لاول مره يشعر بعجز حقيقى بألم لا يقدر الكينج على تحمله نظر لعينها وغرق فى محيط مشاعرها وجد حزن والم واصرار وحب ولكنه وجد ايضا رجاء وتوسل فاتبعهما وقال: يارا انتى لازم تسمعى ال... قاطعته يارا: اسمع ايه لا تبرير ينفع ولا توضيح ينفع ولا اعتذار ينفع كفايه لحد كده كفايه اللى انا عرفته واللى شفته واللى عشته ! انا بترجاك تخلصنى من وجعى بقى لو حاسس بذره شفقه نحيتى ارحمنى ولمره واحده بس اسمعنى وارجوك طلقنى .

اغمض ادم عينه بقوه ووضع يده على شعره وحاول ان يظل متماسكا تحيط به هاله البرود الخاص به ..
جاء رأفت ليتحدث: بنتى ا ...
قاطعته يارا: انا مش بنت حد ولو فعلا ليه اى قيمه عندكوا ياريت تسبونى لمره فى حياتى اخد قرارى بنفسى كفايه لعب بحياتى بقى كفايه .

ما زال ادم مغلقا عيناه يستمع لكلامها حقا هو لا يرغب فى ابتعادها عنه ابدا يحاول ان يتماسك حتى لا يندفع ويحتضنها ويخبرها كم هو يريدها بجواره وانه فعل ذلك لانه لم يكن يريد اذيتها تمنى ان يندفع ويقبلها بقوه لتعود اليه حياته وان يمنعها مطلقا من التحدث هكذا ويخبرها انه لا يريد سوى قربها ... قربها فقط...
يارا بحده: طلقنى يا بشمهندس ...

فتح ادم عينه لتقع على عينها المليئه بالدموع لكم مره كان هو السبب فى هذه الدموع ! لكم مره لم يراعى مشاعرها او كيف يؤلمها !
افاق من تفكيره على صوتها الضعيف: ارجوك طلقنى..
نظر اليها للمره الاخيره ثم تحدث ببطء وبنبره هادئه: ... انتى طالق ...

شهقت اروى وسميه واغمض احمد عينه بقوه و وضع رأفت يده على وجهه واغمض يوسف عينه بتألم وشد على شعره بقوه .
اما يارا فاغمضت عينها لتسقط الدموع من عينها ببطء لتغرق وجنتها وابتسامه مهزومه ترتسم علي شفتيها ...

نعم هى كانت تتطلب منه نعم هى تعلم ان ذلك هو الحل الامثل ولكن للحظه تمنت الا يستجيب لها ان يرفض تركها لمره واحده لا يتخلى عنها بل يتمسك بها ولو على الاقل يحاول ان يمنعها ولكنه نطق بها قالها لها لم يعد يربطهم شئ انتهى كل شئ نعم هى صدمت اليوم ولكن تلك الكلمه وذلك الاستسلام وذلك الانسحاب هم صدمتها الكبرى شعرت برأسها يدور بقوه فتحت عينها لترى لاول مره نظره الالم فى عينه نظره حزن لم تعهدها منه لم تفكر بشئ او بمعنى اصح لم تستطع التفكير بشئ توقف كل شئ من حولها كل شئ لدرجه شعورها بتنفسها يتوقف دقات قلبها تباطئت بقوه ..
تحركت باتجاه الباب ضائعه تائهه والتفتت اليهم ونظرت اليهم نظره اخيره وابتسمت بتألم فتلك كانت نظره الوداااااااااع
وفتحت الباب ورحلت .

خرجت يارا واغلقت الباب خلفها واختفت الابتسامه المتألمه التى كانت على وجهها وضعت يدها على قلبها وانهمرت دموعها بشده وشعرت انها غير قادره على التنفس اخدت تجرى فى الممر لتخرج من المشفى وهى لا ترى امامها من دموعها المنهمره ظلت تجرى حتى اصطدمت بشخص التفتت يارا اليه وقالت بصوت باكى: انا اسفه ..وهمت بالرحيل
فقال الشخص: ولا يمهك ان...
ولكنه وجدها ترحل فأمسك معصمها وقال: ثو ...

فاستدارت له بقوه وسحبت يدها بعنف و استدارت مره اخرى لترحل فأمسك معصمها مجددا: اس ...
فلم تشعر يارا غير ويدها الاخرى تطبع صفعه مدويه على وجهه وسحبت يدها بعنف .

استدار كل من بالممر اليهم على صوت صفعتها ولكنها لم تبالى بهم او بالشخص الذى امامها ورحلت مسرعه ...
خرجت يارا من باب المشفى وهى تشهق بقوه ودموعها تندفع بغزاره وخرجت بين السيارات حتى عبرت للطريق الاخر ظلت تسير بلا هدف وهى لا ترى امامها جيدا وبدأت تفقد قواها وتشعر برأسها يدور بشده ويؤلمها بقسوه اصبحت الرؤيه تختفى تدريجيا فوضعت يدها على رأسها واخذت تترنح وصوت واحد يتردد داخل اذنها بقوه كلمه واحده تتكرر مرارا وتكرارا صوته الهادئ نبرته المتألمه نظرته الحزينه كلمته لها " انتى طالق ... انتى طالق ... انتى طالق " ظلت تتردد الى ان اختفت الرؤيه تماما ولم تشعر يارا بعدها بشئ ولم ترى غير تجمع الناس من حولها قبل ان تغلق عينها تماما ..

اما بداخل تلك الغرفه فلم ينطق احد منهم بحرف واحد ولم يسمع فى الغرفه سوى صوت شهقات اروى و سميه ...
بدأ جسد احمد يضعف بشده ووضع يده على قلبه واطلق صيحه تألم فاستدعى رأفت الطبيب ليراه
واروى تعبت كثيرا فاستأذن يوسف واخذها وذهبوا الى منزلهم .
نام احمد او بالمعنى الصحيح اعطاه الطبيب ادويته فأدى ذلك لنومه مرغما وظلت سميه بجواره ..

خرج ادم من الغرفه ووقف فى الممر واستند بضهره عليه وارجع رأسه للخلف واغمض عينه يتذكر كلماتها منظرها دموعها يشعر بروحه تتمزق بعنف يشعر بقلبه يؤلمه حد الحجيم يشعر بنفسه يضيق وهو لا يقوى على فعل شئ .
خرج رأفت اليه استند على الحائط بجواره وتحدث بهدوء: انا مش هقولك عملت كده ليه لاننا السبب من الاول ورغم انى كنت عارف انك مبترحمش اى حد بيأذى مامتك وبتأذيهم بدون ما تفكر مهما كان الوجع اللى هتسببه ليها ورغم ذلك وافقت وضغطت على احمد كمان بس انا هسألك سؤال واحد ضربتها ليه يا ادم انتى عمرك ما مديت ايدك على بنت مهما كان ازاى تمد ايدك عليها وكمان مراتك ليه عملت كده .

رد ادم بهدوء: انا مش ندمان انى ضربتها لان غلطتها بالنسبالى لا تغتفر .
تنهد رأفت بألم وهو يرى ابنه بهذه القسوه وقال: انا مش فاهم انت ازاى بالقسوه دى ازاى بعد اللى عرفته ازاى بعد ما ظلمتها قلبك محنش ليها ..
وصمت ومد يده لجيب بنطاله واخرج ورقتين ومد يده بها لادم قائلا: امسك اقرى رساله مامتك ليك كويس يمكن تفهم منها حاجه اقرأها دلوقتى يا ادم .
فتح ادم عينه بسرعه ونظر الى يد والده بصدمه وجدها رساله والدته له والصوره التى تجمعهما ايضا رفع رأسه ونظر لوالده بحده وقال: دول لقيتهم فين .
نظر رأفت اليه وقال: انا اخدتهم من اوضتك .

ادم بحده: امتى وازاى يا بابا امتى .
رأفت: امبارح العصر لما مراتك نزلت انا كنت طالع فوق اناديها ولقيتهم على الكمدينو جنب سريركم خفت يضيعوا او يقعوا فأخدتهم علشان اشيلهوملك .
اغمض ادم عينه ووضع يده الاثنين على شعره وشد عليه بعنف وارجع رأسه للخلف وضربها بالحائط عده مرات وحدث نفسه بصوت هامس: يااااربى ذنب تانى فى حقها يااااااربى .
اخذهم من والده وخرج من المشفى مسرعا .

فى منزل يوسف
دخل يوسف واروى تستند على ذراعه ومازالت تبكى بحرقه اجلسها يوسف وحاول تهدأتها
يوسف: حبيبتى علشان خاطرى اهدى هى الصدمه كبيره عليها باباها ومامتها وجوزها وصاحبتها مكنش سهل انها تتقبل الموضوع هى شويه وهتهدى وهتتكلموا واكيد هتتصافوا انتو طول عمركوا سوا وبتحبوا بعض اكيد مش هتفضل شايله منك كتير اهدى وادعيلها ربنا يريح قلبها .
احتضنته اروى وقالت: انتى متعرفش يارا لما بتزعل بتشيل اوى يا يوسف يارا مش هتسامحنى بسهوله مش هتسامحنى ابدا هتفضل شايله مننا كلنا ومش هتصالح عمو وطنط ابدا يارا اتوجعت مننا جامد والموضوع مش هيعدى بالساهل يا رتنى وقفت جنبها ياريت .

ثم ابتعدت عنه فجأه وقالت باتهام: انت السبب انت اللى خلتنى اوعدك انت السبب فى انها تزعل منى وتبعد عنى انت السبب .
تفاجأ يوسف من موقفها المهاجم وقال وهو يمسك يدها: اروى حبيبتى اهدى بس .. انتى عارفه ان غصب عنى وقد ايه حاولت ارجع ادم عن اللى فى دماغه بس مقدرتش وبعدين احنا كنا مضطرين نسكت مش بمزاجنا عمو وطنط وعمو رأفت كمان كانوا عايزين كده انا مكنش بايدى حاجه .
بكت اروى بشده: انا اسفه انا مش عارفه قولت كده ازاى بالله عليك متزعلش منى .

احتضنها يوسف: حبيتى انا مقدرش ازعل منك قومى نتوضى ونصلى وادعيلها واكيد هنكلمها لحد ما نوصل لها متقلقيش .
اروى: هتبقى كويسه صح مش هيجرلها حاجه .
يوسف: هى فى رعايه ربنا يا اروى هو هياخد باله منها .
قامت اروى مع يوسف وظلت تصلى وتدعو الله ان يقف بجوار صديقتها وان يطيب جراحها والا تصاب باى مكروه حتى غفت مكانها .
حملها يوسف لفراشها وضعها عليه وظل يمسح على شعرها وهو يقول بشرود: ياترى هتعمل ايه يا صاحبى دمرت حياتك بايدك .

فى مكان لا يوجد به صوت سوى صوت الرياح وحفيف الاشجار يجلس ادم على الارض بجوار قبر والدته ينظر الى القبر بشرود وعينه حمراء كالدماء يعبث الهواء بخصلات شعره ويلفح وجهه لتسير القشعريره فى جميع انحاء جسده ينظر امامه بحزن شديد تألمه روحه بشده يتذكر كلمات صديقه " فوق يا ادم قبل ما يفوت الاوان " " صدقنى يا صاحبى هتندم ندم عمرك " يتذكر كلماتها له فى المشفى عندما امسكت يده " خليك جنبى متسبنيش انا بستمد قوتى منك وجودك جنبى بيطمنى ".

يتذكر عندما استيقظت مساء عندما كانت تدعو له يتذكر صدى صوتها فى اذنه " بحبك ... بحبك ... بحبك " يتذكر عندما احتضنته فى المطبخ كيف كانت فرحه كيف شكرته كيف كانت متعلقه به كطفله صغيره .. تذكر عندما كان مريض كيف اعتنت به وسهرت بجواره .. تذكر نظراتها الهادئه له .. تذكر ضحكاتها .. تذكر عندما قبلته على وجنته عندما اخبرها برجوعهم .. تذكر عندما تحدثت معه فى السياره عن انها ستنسى كل شئ فقط ليبقى بجوارها .. تذكر يوم وقوفها بالمطبخ وتلطخها بالطحين وكيف وقعوا سويا .. تذكر عندما كتبت على الرمال ليتك تحبنى كما احبك .. تذكر كل لحظاتها معه ...

زاد احمرار عينه وانقبض فكه بشده و بدأ يتحدث مع والدته: انا من اول مره شفتها وانا متعلق بيها كنت خايف تضيع منى انا عارف انى فى غضبى مبشفش قدامى وخصوصا لما يبقى الموضوع متعلق بيكى انا كنت خايف اءذيها علشان كده بعدت فى دماغى انها كده هرتاح من غيرى بس انا وجعتها اوى يا امى وجعتها لدرجه انى مقدرش ادويها كله جه عليها للاسف كنا كلنا انانين ومحدش فكر فيها انا مش هعتب عليها لان كلنا نستاهل اللى هى عملته وزياده انا هتعب اوى من غيرها انتى عارفه انا اتعلقت بيها وحبيتها قد ايه عارفه كم الوجع اللى جوايا دلوقتى ياريتك جنبى كان نفسى اترمى فى حضنك دلوقتى عارف انك لو كنتى جنبى كنتى هتزعلى منى جامد بس احنا عملنا كده علشانك بس اكيد اننا اتصرفنا غلط انا كنت هحاول اعوضها بس هى اختارت تبعد نظره الحزن اللى فى عنيها قتلتنى مبحسش انى ضعيف غير قدامها انا قسيت عليها وكان نفسى افضل جنبها واخليها تسامحنى اينعم انا عمرى ما اعتذرت من حد او اتأسفت بس ليها كنت مستعد اعمل كل حاجه واى حاجه.

هى الوحيده اللى قادره تفرحنى وتضحكنى من قلبى هى الوحيده اللى كنت مستعد اجيب لها كل حاجه بس للاسف ضيعت كل حاجه فى لحظه وحرمت نفسى من السعاده ومن وجودها جنبى انا مكنتش عايزها تبعد عنى بس خلاص كله انتهى هى اختارت وانا نفذتلها طلبها كل حاجه انتهت يا امى كل حاجه رجعت بقيت لوحدى تانى رجعت لادم الكينج خلاص يارا بعدت عنى وبعد معاها كل حاجه كان ممكن تتغير للاحلى دلوقتى حياتى هترجع زى الاول واسوء اه بايدى حاجات كتير اعملها بس طالما دا اختيارها وقرارها انا نفذتلها اللى هى عايزاه واتمنى انها تقدر تنسى وانا انسى ونعيش حياتنا تانى .
ظل ادم امام قبر والدته حتى الصباح ثم نهض واظلمت عيناه وارتدى قناع البرود واصبح وجهه خالى من المشاعر وملامحه مبهمه التعابير عاد لقوته لسيطرته التى لما نرى منها شيئا حتى الان ...


look/images/icons/i1.gif رواية أحببتها في انتقامي
  25-03-2022 05:27 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل السادس عشر

عندما يتحدث احدهم عن تألم الروح او يخبرك بمدى الوجع الذى يعانيه عاده تستخف بكلامه وتشعر انه بالتأكيد يبالغ ! ولكن صدقا وجع الروح هو اقصى انواع الوجع.
عندما تشعر بأن الجميع الجميع بلى استثناء يستغى عنك يتركك كزهره وحيده وسط حديقه ومن حولك لا يفكر سوى ب يالا الجمال انها حديقه ولكنها حديقه مليئه بالاشواك مليئه بالاوراق المتساقطه وان كان بها شئ جيد فهى فقط الاوراق المعلقه بالاشجار ولكنها ذابله وانت تدور وتدور لتبحث عن زهره اخرى لا تجد ! لتبحث عن ماء لا تجد ! وايضا لا تجد حتى الهواء !.

احساس بالضيق يلازمك تتألم بشده ومن اكثر الاحباء لقلبك حسنا من كنت تظنهم كذلك ولكن تكتشف ومره واحده انك وحيدا حزينا متخاذلا .
احساس انك تريد التنفس ولا تستطع ! تريد البكاء ولكن تأبى دموعك السقوط ! تريد العيش ولكن كل ما حولك يرغب بموتك ! ولذلك لم ترى امامك سوى الرحيل!.
عندما تجد من تعشقهم يتلذذون فقط من رؤيه دموعك ! يستمتعون برؤيه الامك ! يفرحون برؤيتك عاجزا ضعيفا ! تجدهم يلقون بك بكل سرور على حافه الهاويه فيصبح كل تفكيرك وقتها اتمنى لو اقابل الموت فى طريقى !.

... انتى طالق ...

فتحت يارا عينها سريعا وهى تتنفس بسرعه وضربات قلبها متعاليه وجبينها متعرق بشده وضعت يدها على قلبها والاخرى على وجهها تمسح عليه ببطء ثم نظرت حولها بتعجب كانت تجلس فى غرفه بيضاء كل ما حولها كان ابيض الحوائط الباب النوافذ الارضيه الطاوله والفراش وفرش الغرفه بالكامل فحدثت نفسها بسخريه: حمدلله على سلامتك يا يارا وصلتى الدار البيضاء بنجاح او ممكن تكونى فى الجنه .

وفجأه فتح الباب ودلفت امرأه جميله كانت تبدو فى مثل عمرها ترتدى حجاب بسيط وملابس محتشمه نظرتها البنيه دافئه وملامح وجهها قلقه وبمجرد ان رأت يارا ابتسمت بود ودلفت وقالت: حمدلله على سلامتك
يارا باستغراب: الله يسلمك
اتسعت ابتسامه الفتاه عندما ادركت معالم يارا المتعجبه وقالت: انا مريم وانتى ؟
يارا وزادت معالمها تعجبا وقالت بغباء: هو انتى تايهه ؟
ضحكت مريم بخفه: هههه لا انا جيالك انتى .

يارا: جيالى انا ! بصى ارجوكى فهمينى انا فين؟ وبعمل ايه هنا ؟ وجيت هنا امتى ؟ ومين جابنى ؟وانتى مين ؟ وتعرفينى منين ؟ وكمان انا كنت بحلم انى بطلق ومش فاكره حاجه تانيه ممكن تقوليلى هو الطلاق فى الحلم حاجه وحشه ؟ .
ضحكت مريم: اهدى اهدى دى كلها اسأله ادينى فرصه اجاوب .
عقدت يارا حاجبيها وبدأت بالتذكر رويدا رويدا عندما قالت مريم
اولا: انتى دلوقتى فى المستشفى
وثانيا: جيتى هنا علشان اغمى عليكى
وثالثا بقى: انا اللى جيبتك هنا .
عقدت يارا حاجبيها اكثر واكثر وهى تتذكر الحقيقه وتتذكر ما فعله ادم وعائلتها بها ولهذا هى لم تكن تحلم كان هذا فقط التعبير عن الواقع الذى تعيش بداخله الان...

اكملت مريم: انا معرفكيش انا كنت ماشيه على الرصيف جنب البحر لقيتك مره واحده اغمى عليكى قدامى معرفتش اتصرف فجيبتك على المستشفى هنا علشان يفوقوكى وبقالك 3 ساعات نايمه فكنت قلقانه عليكى ...
بدأت الدموع تتجمع فى عين يارا عندما تذكرت احداث امس تتذكر الحقيقه التى المتها كثيرا تخلى والدها ووالدتها عنها بهذه البساطه ولم تشعر بشئ الا انها فى حضن دافئ ودموعها تنهمر بغزاره ظلت تبكى مده ليست بقصيره حتى هدأت قليلا ثم ابتعدت عن حضن مريم .
مريم بحزن عليها: انا مش هقولك مالك ولا فى ايه انا هقولك ان مفيش حد يستاهل انك تعملى كده فى نفسك عشانه ولا فى حاجه تستاهل انك تحرقى روحك كده علشانها وبعدين ليكى رب كبير ادعيه وهو مش هيخذلك ابدا .

يارا بامتنان: ونعم بالله ربنا يخليكى وشكرا على وقوفك جنبى تعبتك معايا .
مريم بابتسامه: عيب عليكى انتى زى اختى ولا انا منفعش .
يارا وظهر على وجهها شبه ابتسامه ان كان يعتبر كذلك: لا طبعا تنفعى ونص وبعدين دى حاجه تشرفنى .
مريم: طب بصى بقى انا بقول بما انك كويسه يالا نخرج من هنا .
اومأت يارا لها وقامت معها وخرجوا من المشفى سألتها مريم: تحبى اوصلك فين . ؟
تجهم وجه يارا وقالت بهمس: مش عارفه .

مريم باستغراب: مش عارفه ازاى ! هو انتى مش من هنا .
يارا: لا من هنا بس مش عايزه ارجع بيت اهلى .
مريم: وترجعى بيت اهلك ليه ... وامسكت يد يارا اليسرى: مش انتى متجوزه فين جوزك .
شعرت يارا بقلبها يحترق وقالت وقد امتلأت عينها بالدموع: انا اطلقت امبارح .
شهقت مريم من الصدمه ثم تمالكت نفسها وحاولت مواساتها: انا اسفه خير قدر الله وما شاء فعل متزعليش اكيد مكنش فيه خير ليكى ربنا شيالك الاحسن متقلقيش .

تنهدت يارا: ونعم بالله .
امسكت مريم يدها ساحبه اياها خلفها نحو سيارتها دون ان تقول اى كلمه فتحت لها الباب ودفعتها للركوب واستدارت وركبت هى الاخرى وكل ذلك تحت اندهاش يارا وتعجبها .
ابتسمت مريم عندما نظرت ليارا ووجدتها تنظر اليها بنظرات تعجب فقالت: ممكن تسيبيلى نفسك خالص وانا هحللك الموضوع .

صمتت يارا وهى تفكر ماذا تفعل وكيف تتصرف الان نعم هى تركتهم ولن تعود ابدا ولكنها لاول مره تشعر بالضياع هكذا ..
ظلت مده طويله تفكر فى كل شعور ولد بداخلها تجاه ادم كيف يفعل بها هذا ؟ كيف كان قادرا على اظهار حبه بهذا الشكل فى البدايه ؟ وكيف كان قادرا على ان يتحول هكذا مره اخرى ؟ لديه سرعه رهيبه بتغيير المزاج كيف تحول من انسان يبتسم بوجهها يغازلها يتحدث معها مقرب منها يحبها او كما اعتقدت هى الى انسان يكرهها يسمعها اسوء الكلام يؤذى مشاعرها بارد كأنه خلق من جليد تاهت فى دوامه افكارها عما حدث لها منهم او بالاخص عما حدث لها منه !
حتي فاقت من شرودها على صوت مريم تقول: يالا وصلنا ..

نظرت يارا اليها ثم نظرت للخارج باستغراب: احنا فين ؟
مريم بابتسامه: احنا قدام بيتى .
يارا باستغراب: بيتك ! طيب احنا جاينا هنا ليه . ؟
مريم بابتسامه وهى تضع يدها على كتف يارا: مش انتى مش عارفه تروحى فين خلاص انا يا ستى جيبتك تعيشى معايا لانى عايشه لوحدى ..
اندهشت يارا وقالت: مريم انتى باين عليكى انك طيبه بس دا ميخلنيش اثق فيكى لدرجه انى اعيش معاكى ومن اول لقاء بينا انا اسفه بس انا شفت كتير يخلينى مثقش حتى فى اهلى .

ونظرت للاسفل بحزن .
مريم بود: معاكى حق خلاص قوليلى هتعملى ايه دلوقتى .
صمتت يارا وظلت تبحث عن حل ثم قالت: هحجز فى اى فندق وخلاص اسكندريه مليانه .
مريم: تمام تقدرى تعتبرى بيتى فندق واحجزى عندى اوضه .
حاولت يارا التحدث ولكن قاطعتها مريم: وهخليكى تدفعى ايجار كمان يا ستى .

صمتت يارا تفكر وتحدث نفسها هى شكلها طيب ومهتمه بيا وكمان بتتعامل معايا كويس ممكن يكون ربنا بعتهالى ؟ لا لا يا يارا اوعى تثقى فى حد تانى اذا كان اهلك واعز اصحابك وجوزك باعوكى يبقى مستنيه ايه من حد غريب...
جوزى ! يا ترى بيعمل ايه دلوقتى زعلان انى مشيت ولا عادى ...
ثوانى .. ثوانى انا اطلقت خلاص معدش حاجه تربطنى بيه بقى غريب عنى امتلئت عيناها بالدموع ..

فقالت مريم: ارجوكى يا يارا انا عايشه لوحدى والله محدش هيضايقك علشان خاطرى انا نفسى اعملك اى حاجه وانتى محتاجه حد جنبك دلوقتى وافقى بقى ويالا ندخل
فكرت يارا لبرهه ثم قالت: موافقه .
فرحت مريم وامسكت يدها ودلفوا الى المنزل سويا ولم يدرى اى منهما ان تلك الخطوه ستغير الكثير بمجرى حياتهم ...

توتر واضطراب يقف الجميع يملأهم الخوف من القادم يتهامسون فيما بينهم عن ماذا سيحدث لهم ؟ كيف سيتعامل معهم ؟ هل سيمرر الامر مرور الكرام ام سيعاقب من تخاذل ؟
ظلوا فى هذا القلق الا ان عم الصمت القاعه ولم يسمع بها سوى صوت خطواته ..
جميع العيون اتجهت اليه منهم من ينظر باعجاب ومنهم من ينظر بحالميه ومنهم من ينظر بفخر ولكن الجميع مع ذلك ينظرون بخوف وترقب .
سار بخطوات متزنه رأسه مرفوع بجاذبيته ووسامته المعتاده بعينه الزيتونه التى غلفتها نظره حاده يترك عطره اثرا بعد كل خطوه يخطوها لتذوب الفتيات خلفه على اثرها ...

وصل الى نهايه قاعه الاجتماعات واستدار بهدوء لينظر اليهم ثم اسقط نظره الى عده اوراق امامه ونظر اليها بدقه وحرافيه ولكن بهدوء زاد التوتر فى قلوب الجميع ثم اغلق اوراقه بهدوء ورفع نظره اليهم .
ادم بهدوء: طبعا مش عارفين انا جمعتكم هنا ليه ... اولا انا مش عاجبنى الشغل خالص الفتره اللى فاتت ومش معنى انى مش موجود انى مش عارف اللى بيحصل وبالتالى الاسماء فى الورقه اللى مع احمد مش عايز اشوفهم تانى فى الشركه ومطلوب من مدير الحسابات يخلص استحقاقتهم ويديهم مرتب شهر زياده وبعدها لو شفت خيالهم ولو حتى بره الشركه هيشوفوا منى وشى التانى اللى انا متأكد ان محدش عايز يشوفه .

ثانيا انا هبقى بره البلد شهرين ونص واحتمال توصل ل 3 شهور عايز الشغل يمشى بالمسطره واى حد هيقصر فى شغله مش هتعدى .
ثالثا اذا كانت الناس مش مدركه مدى اهميه وكبر الشركه بتاعتنا فى السوق وبالنسبه للناس اللى متعينه جديد فاحب اوضح اننا مؤسسه كامله مش مجرد شركه هندسه يعنى مش تصميمات بس احنا اللى بنرسم واحنا اللى بنفذ ودا اللى كبر شركتنا فاى غلطه هتسبب خلل فى الشغل صاحب الغلطه هيروح ورا الشمس .
واخيرا بقى انا مبحبش اعيد كلامى تانى ابدا فياريت تفهموا سريعا سريعا لان انا عندى مشكله مع عدم الفهم .

صمت ادم وتوقفت انفاس الجميع فى القاعه حتى تحدث مديرا ظهره لهم يستند بيده على الطاوله امامه: تقدروا تخرجوا .
خرج الجميع مسرعا من القاعه ولم يبقى سوى ادم ويوسف .
عم الصمت بينهم الا ان قطعه يوسف قائلا: هتبعد كده خلاص هتستسلم مش هتدور عليها يا ادم .
ظل ادم على صمته ولم تتغير حتى ملامح وجهه ..
يوسف: ادم اللى بتعمله دا مش صح لازم ترجعها لانك بتحبها .

وايضا لم يجد رد
انفعل يوسف: انت يا بنى ادم حرام عليك اللى بتعمله دا احنا دمرناها مينفعش تبعد كده انا مش فاهم ازاى تبقى مطلق مراتك امبارح وابوها مرمى فى المستشفى وابوك بيتقطع من جوه وانت جاى الشغل ولا على بالك برودك ده انا مبقتش طايق اتعامل معاه .
رد ادم بهدوء: صوتك احنا فى الشركه ...
صرخ يوسف بصوت عالى وهو يعود للخلف مبتعدا عن ادم قليلا: لا انا مش قادر استحمل ! بس تصدق كويس انك طلقتها لان واحده زيها متستهلش كتله البرود اللى زيك بكره تتجوز وتنساك وتعيش حياتها مبسوطه ...

راقب يوسف انقباض فك ادم والشرر الذى بدأ يتطاير من عينه واطمأن انه استطاع لمس وتر سيوقظ ادم فأكمل قائلا: اكيد هتلاقى راجل بدل ما يضربها يحضنها ويمسح على شعرها ويواسيها ! هتلاقى راجل بدل ما يحبسها وينفيها عن العالم هيلففها العالم كله ويخدها بدل شهر شهور عسل ! هتلاقى راجل بدل ما بيظهر عليها قوته ساعه ما يشوفها يضعف قدامها ! هتلاقى راجل بدل ما يمنع نفسه عنها ويجرح انوثتها هيقدرها ويقرب منها ويحسسها بانوثتها ! فعلا كويس جدا انك طلقتها بجد عملت فيها خير ...

نظر يوسف لادم وجده كمن يحترق حيا ملامحه اصبحت مظلمه مخيفه وعيونه يغلفها الهلاك وانفاسه متسارعه بشده تعبر عن غضبه الشديد رفع نظره ليوسف فابتلع يوسف ريقه بصعوبه واغمض عينه وحدث نفسه: سامحينى يا اروى بحبك اوى الله يرحمنى كنت طيب .
اقترب ادم منه ووضع يده على كتفه ففتح يوسف عينه ليفاجأ بملامح ادم الهادئه وبروده المعتاد تحدث ادم ببرود: واضح ان اعصابك تعبانه اشربلك حاجه كده وبعدين كمل شغلك .. انا خارج هروح اظبط ورق السفر متنساش تهدى كده وتروق اعصابك ... وازاح يده وغادر وكأن شيئا لم يكن .
اما يوسف فسقط فمه ارضا من الصدمه فلقد توقع ان يقتله ادم على كلماته انا يسلخه ثم يقتله ولكنه لم يفعل شيئا وضع يوسف يده على راسه وصرخ: باااااااااااااااااااااااارد
وخرج من المكتب محدثا نفسه: والله ما انا شغال يا بن الشافعى انا هروح اقعد جنب مراتى واولع انت .

فى المشفى
تجلس سميه بجانب زوجها وقد بدأت حالته تتحسن ويجلس معهم رأفت
احمد بضعف: انا كده خلاص خسرت بنتى .
رأفت: متقلقش يا احمد يارا محتاجه فتره تهدى فيها بس وبعدين هترجع وهتبقى كويسه .
ردت سميه: يارا عناديه وعنادها وحش اوى وطالما قررت تبعد يبقى فعلا هتبعد يارا قطعت ناس كتير علشان كذبوا عليها كذبه بسيطه فا بالك باكبر كذبه فى حياتها .
تنهد احمد: عايز اطمن عليها نفسى اعرف راحت فين
رأفت: متقلقش عليها اكيد عند حد من صحباتها بس انا شايف اننا نسيبها تفكر مع نفسها شويه .
احمد: طب وادم ؟

رأفت: انا معرفش عنه حاجه ومش عايز اشوفه دلوقتى خالص هو كمان شويه وهيروق وهيفكر بعقل ..
احمد: هى خلاص معدش فيها تفكير خلاص طلقها وانتهى الموضوع ويارا عمرها ما هتوافق تتجوزه تانى .
تنهد رأفت: محدش عارف الايام مخبيه ايه ربنا يفرحهم ويسعدهم حتى لو بعاد عن بعض .
احمد وسميه:اللهم امين.

فى حوالى الساعه 2 بعد منتصف الليل ..
دق باب منزل يوسف فاستيقظ بفزع هو واروى ونظرا لبعضهم باستغراب قام يوسف سريعا وامرها بالا تخرج من الغرفه نهائيا .
ذهب يوسف الى الباب وفتحه ليفاجأ بلكمه عنيفه تحطم انفه وفكه كله سقط على اثرها على الارض ظل مستلقى دون حركه فهو يعلم هذه اللكمه جيدا ويعلم صاحبها جيدا مسح فمه المحطم بيده ونهض ليفاجأ بلكمه اخرى تلاها العديد والعديد من اللكمات فى جميع انحاء جسمه ولكن يوسف لم يستقبل فقط بل سدد بعض لكمات ايضا ولكنها ليست لا بقوه ولا سرعه ولا كثره اللكمات التى تلقاها حتى سقط الاثنين على الارض وهم يتنفسون بصعوبه ويوسف اصبحت حالته يرثى لها ...

قال يوسف بهدوء: صبرت ليه مسكت نفسك لحد دلوقتى ليه .
رد ادم بهدوء مماثل: كان عندى حاجات اهم اعملها .
يوسف بغضب: حاجات اهم من مراتك !
ادم ببرود: السفريه دى مهمه جدا ...
يوسف بصوت عالى: بارد ! وجاى دلوقتى هنا ليه هو انا قلت حاجه غلط .

نهض ادم بسرعه ولكم يوسف بيد فى وجهه واليد الاخرى فى بطنه فتأوه يوسف بشده ..
فأمسكه ادم من ياقه قميصه وتحدث بنبره مميته: سواء على ذمتى او لا محدش هيعرف يقرب منها غيرى .
ضحك يوسف بشده وتألم فى نفس الوقت فدفعه ادم بعنف على الاريكه وخرج من المنزل دون كلمه اضافيه .
خرجت اروى من الغرفه مسرعه وجلست بجوار يوسف على الارض وهى تبكى بشده فأمسك يوسف يدها وضحك بصعوبه لان عضلات وجهه شبه محطمه وقال وهو يمسح الدماء عن فمه: اروى حبيبتى اهدى انا متعود منه على كده .

اروى ببكاء: دا انسان همجى معندوش دم ازاى يجيلو جرأه يعمل كده وفى بيتك كمان .
استند يوسف عليها متألما واطلق ضحكه عاليه: ههههههه هو كده عمل حاجه ! كده كان بيسلم عليا بس وبعدين انا استاهل اصلا انا اللى خرجت جنانه .
اروى باستغراب: بيسلم عليك بس ! وتستاهل ! انا مش فاهمه حاجه وبعدين مهما كان ايه يستدعى انه يعمل كده فيك مفيش حاجه تستاهل .
يوسف: لا فى ... صحبتك.
اتسعت عين اروى بدهشه: ازاى وايه دخل يارا .

ضحك يوسف وحكى لاروى ما قال لادم وما قاله ادم له وعندما انتهى ضحكت اروى من بين دموعها وقالت: يعنى هو بيحبها وبيغير عليها اومال طلقها ليه .
ثم وكزته فى كتفه فتألم وقالت: وبعدين يا استاذ يا محترم انت ازاى تتكلم عنها كده .
ضحك يوسف وامسك يدها: انا عارف صاحبى كويس وعارف ايه يوجعه اينعم بيصعب عليا كتير جدا انى افهمه بس انا عرفت انه بيغير عليها من الهوا علشان كده قولت ادوس على الوتر ده بس هو الحمد لله متأثرش خالص وسبنى ومشى ودلوقتى جه يدوس على رقبتى ابن الشافعى .

ضحكت اروى وقامت واحضرت الاسعافات الاوليه وجلست تعالج جراحه بهدوء وهو ينظر لها بحب ثم وضع يده على بطنها المتكوره: اخبار حزقول ايه .
ذمت شفتيها: ايه حزقول دى متقولش عليه كده .
اقترب منها مخطفا قبله من شفتيها فخجلت واحمرت وجنتها ونظرت للارض فابتسم وامسك ذقنها رافعا رأسها اليه ثم احتضنها بهدوء وقال: ربنا يخليكو ليا وميحرمنيش منكو ابدا وتفضلوا دايما مالين عليا حياتى .

فى صباح اليوم التالى سافر ادم لاتمام اعماله فى مرسى مطروح وهناك قرر انه سيمر على بيته ولكنه لكن يسكن به لشعوره بالغربه تجاهه ..
دلف ادم الى الفيلا ظل يتطلع حوله وتذكر عندما فتح الباب يوم خروجه وارتمت يارا بحضنه فأغمض عينه بتألم وهو يتذكر ضحكتها الرنانه .. دموعها المنسابه على وجنتها بسببه .. شعرها الحرير المتطاير .. ملابسها الطفوليه .. نظرات عينها الساحره .. تذكر يوم احتضانه لها من خصرها واوشاكه على تقبيلها ..

نظر للمطبخ وتذكر عندما كانت تجلس بطفوليه على طاوله المطبخ .. تذكر احساسه بسخونه جسدها اسفله يوم وقوعهم بسبب الزيت .. تذكر شفتاها التى كان يموت عشقا لها ويريد بشده تذوقها .. تذكر يوم قامت بتعقيم حرقه وعندما اصيبت ورغم ذلك اهتمت به .. تذكر يوم مرضه عندما نامت بجواره واراح نفسه على كتفها .. تذكر قبلتها على وجنته فرحا ..

تذكر عندما جلسوا سويا على الشاطئ .. وعند تذكره كل هذا احس بالاختناق فخرج مسرعا للحديقه بجوار المنزل ظل يدور يدور وقبضه يده تكاد تتمزق من شدتها الا ان وقع بصره على اصيص لوردتين جملتين من يراهم يعرف جيدا انهم خلقوا ليكونوا سويا تميل اوراقهما على بعض كأنهم يحتضنوا بعضهم فاقترب منهم واشتم عبيرهم ولاحظ انهما بدأ يزبلا ولاحظ ايضا بعض كلمات محفوره عليهم فأمال رأسه اكثر ليرى كلمات يارا يارا خاصه ادم واسفلها عاشقه لك حد الجنون فأغمض عينه بشده وارجع رأسه للخلف وازدادت قبضته ثم قام بلكم الحوض امامه فجرح يده .. خرج مسرعا من الحديقه ووقف امام البحر وايضا داهمت يارا افكاره تذكر عندما كانت تجلس امام البحر ويتلاعب الهوا بخصلات شعرها .. تذكر عندما كانت فرحه وقامت بالغنى والدوران امام البحر ..

وفجأه تذكر عندما اخفت صندوق صغير فى الرمال فاتجه مسرعا اليه باحثا عن اى اثرا للمكان ظل يدور ويبحث حتى وجد العلامه التى وضعتها فأسرع بالحفر حتى وصل للصندوق فاخرجه وجد كتابه عليه من الخارج زوجى وحبيبى ورفيقى للجنه .. اعشقك
تنهد وفتحه بهدوء وجد بداخله عده اوراق صغيره ومعها بضعه اشياء فوجد قلب صغير ومعه ورقه مكتوب عليها لقد اعطيتك قلبى فلا تجرحه
زفر ادم الهواء من فمه بألم واخذ الصندوق ودلف للداخل جلس بغرفه المكتب واكمل فتح الاوراق
وجد مفتاح صغير ومعه ورقه مكتوب عليها قلبى الصغير لم يستطع احد العثور على مفتاحه سواك انت فاحرص على الا يضيع منك لان وقتها ستترك قلبى بلا حمايه.

امسك الثالثه وجدها ورده صغيره ومعها ورقه مكتوب بها بحبك انت تفتحت اوراقى ولكن اذا اهملتنى سأذبل وستموت اوراقى
احمرت عين ادم بشده وشعر بغصه مؤلمه فى قلبه ولكنه اصر على اكمالهم امسك الورقه التاليه وكان بها ليتك انت بى تكتفى
امسك اخرى احبك كما لم احب احدا وارغب بك كما لم ارغب احدا فانت من سكنتنى ولا اريد احدا غيرك
واخرى لا تذهب يا رجلى ... فماذا افعل انا بدونك
واخرى نعم انا غاضبه منك حد الجنون ولكنى ارغب فى رؤيتك رغم الجحيم
وامسك اخر ورقه وكان بها حتى لو لا اكون موجوده يوما ما لا تنسى انى سأحبك دائما ...

اغمض ادم عينه واسند رأسه على مؤخره الكرسى وظل يفكر بها وبكلامها وكيف احبته وكيف انه لم يفعل شيئا سوى انه سبب الام لها اذاها بشده وهى كان خطأها الوحيد حبها له وانتظارها له وانها رغم تخليه عنها لم تتخلى هى عنه ظل جالس لفتره ثم تنهد واغلق الصندوق ووضعه بين اشياءه وقام من مكانه استعدادا للرحيل لاتمام عمله .

بعد مرور شهرين ونصف كان ادم عائدا للاسكندريه عندما رن هاتفه وهو بالسياره وجده يوسف فرد عليه
يوسف: ايه يا برنس مش ناوى تنزل بقى .
ادم: هو مش انا مظبتك قبل ما امشى المفروض تزعل بقى وتحل عنى .
يوسف بضحكه: ليه كده بس يا كينج دا انا بحبك يعنى وبعدين يا عم انا متصل اقولك اخبار جميله .
ادم: قول
يوسف: يالهوى على البرود على العموم يا عم قولى مستعد الاول ولا ايه ...

لم يجد رد لان ادم فصل الخط بوجهه امسك يوسف الهاتف وابتسم ثم طلبه مره اخرى واخرى حتى اجاب ادم
فقال يوسف مسرعا: انزل بقى بجد محتاجك
ادم: انا على الطريق
يوسف: بجد .. ثم ابعد الهاتف ونظر اليه ثم حدث نفسه قائلا: بابن الثم وضع الهاتف مره اخرى: حبيبى ومقلتش ليه .
ادم: عارف عارف انك شتمتنى فى سرك بلاش الشويتين دول .
يوسف بضحكه رنانه: حبيبى يا كينج دايما قافشنى.
ادم: انجز
يوسف: تعالى على المستشفى اصلك بقيت عم يا سيدى
ادم بابتسامه فرحه: بجد طب اقفل بقى.
يوسف بغيظ: يا بنى فى حاجه اسمها الف مبروك .. فرحتنى .. والله اتبسطلك ..ربنا يفرحكوا بيه .. اى حاجه يا بأف اوف منك اوف .
ادم: بأف ! طب لما اجيلك نتكلم ...
واغلق الخط بوجه يوسف ولكنه لم يستطع ان يدارى فرحته بكونه اصبح عم وان اقرب اصدقائه اصبح اب اخيرا زاد سرعه السياره بصوره جنونيه وغادر متوجها للمشفى .

كانت يارا تعمل بالمطبخ وهى شارده حتى دلفت مريم: صبح صبح يا عم الحج .
يارا بابتسامه: صباح الخير
مريم: برضو يا بنتى بتشتغلى لوحدك .
يارا: خلاص يا مريومه سبينى براحتى انا خلصت وهمشى بقى .
مريم: برضو هتروحى مش كفايه بقى بقالك اكتر من شهر بتروحى تسألى الناس عليها حرام عليكى نفسك .
يارا بتنهيده: مهما حصل اروى هتفضل اعز صحباتى ولازم اشوف البيبى ولانى مش قادره اكلمها اسألها على صحتها وولادتها امتى بضطر اروح اسأل عليها بنفسى مش هطمن ولا ههدى الا لما تولد واشوف البيبى بتاعها واطمن عليها .

مريم: انتى طيبه اوى ... طب يالا روحى ومتتاخريش وربنا يطمنك ويريح قلبك يا ستى .
يارا: عارفه انا بدأت اطمن من الجو هنا لما ارجع هعيش حياتى بقى وهبدأ صفحه جديده معاكى ويارب يا مريم متخذلنيش انتى كمان .
مريم: يا يارا والله انا مش هعمل حاجه تضايقك ابدا انا ما صدقت لقيت اخت ليا ومحترمه ومتدينه زيك كده رغم انك معرفتنيش ايه حصل معاكى بس انا ميهمنيش غير انك تبقى مبسوطه .
احتضنتها يارا وقالت: اوعدك هحكيلك على كل حاجه النهارده .
وتركتها يارا وغادرت
فتنهدت مريم: ربنا يسعدك ويريح بالك

وصل ادم للمشفى وهاتف يوسف فاخبره يوسف على مكانه فصعد اليهم طرق الباب ودلف وجد احمد وسميه ورأفت ويوسف وبالطبع اروى والطفل الصغير ..
احتضن والده الذى عاتبه على سفره المفاجئ وتأخره ثم سلم على يوسف واحتضنه وبارك له ثم اتجه لاحمد ظل ينظر اليه لحظات فقام احمد واحتضنه وبكى فبادله ادم الحضن وهى يشعر بانه يحتضنه لرغبته فى اى شئ قريبا من يارا ...
احمد: حمدلله على سلامتك يا بنى .
ادم: الله يسلمك يا عمى .
احمد: لسه شايل منى يا ادم .

ادم: يا عمى كلنا غلطنا انا وانتم ومحدش له حد يلوم التانى كلنا غلطنا فيها واذناها .
بكت سميه فاقترب ادم منها فقالت له: نفسى اطمن عليها اعرف كويسه ولا لا برن عليها مبتردش عليا ومعرفش عنها حاجه خالص قلبى واجعنى عليها اوى .
ادم: اطمنى باذن الله هى كويسه .
قاطع كلامهم صوت بكاء الطفل فالتفوا اليه جميعهم فاقترب ادم منه وحمله بهدوء ونظر اليه بحنان جارف رغم توتره من حمل طفل صغير هكذا فاقترب يوسف منه ووضع يده على كتف ادم واليد الاخرى يداعب بها انف الطفل وقال: زياد يوسف ..

ابتسم ادم وانخفض وطبع قبله على جبينه وامسك بيده الصغيره وقال: الاسم جميل اكيد مش اختيارك .
يوسف بضحكه: لا يا عم مش اختيارى ..
نظر ادم لاروى: الف مبروك .
نظرت اروى اليه وهى غاضبه منه بسبب ما فعله بصديقتها وبسبب ضربه ليوسف اخر مره .
لاحظها ادم وفهم سبب غضبها وايضا لاحظها يوسف فحاول تدارك الموقف وقال: اروى اللى اختارت الاسم .
ادم: ربنا يباركلكو فيه .
اروى بهدوء: يارا اللى كانت مختاراه ليا وقالتلى اول ولد يجى سواء ليكى او ليا هنسميه زياد .

حبست الانفاس لذكر اسمها واغمض ادم عينه بهدوء ثم فتحها ووضع الصغير على فراشه واستأذن منهم وخرج من الغرفه ..
يشعر بالاختناق .. يشعر بضعفه الشديد من مجرد ذكر اسمها .. اخرج ورقه من جيبه وكانت احدى اوراقها من الصندوق وفتحها حتى لو لا اكون موجوده يوما لا تنسى انى سأظل احبك دائما
تنهد واطلق كلمه واحده وحشتينى

ذهبت يارا امام منزل اروى ودلفت لمنزل جيرانها كما تفعل كل يوم فاستقبلتها المرأه بالترحاب
المرأه: اهلا يا بنتى اتفضلى
يارا: الله يخليكى يا طنط مش عايزه اتعبك انا عارفه انك زهقتى منى .
المرأه: عيب عليكى تقولى كده ادخلى ادخلى
يارا: معلش يا طنط مش عايزه اتاخر اروى اخبرها ايه !
المرأه: خدوها على المستشفى من ساعتين تلاته كده شكلها كده بتولد !
يارا: مستشفى ايه يا طنط
المراه: مستشفىتقريبا
يارا: متشكره اوى يا طنط معلش تعبتك معايا الفتره دى .

المرأه: ولا يهمك يا بنتى .
استأذنت يارا ورحلت مسرعه فى اتجاه المشفى حتى وصلت ونزلت مسرعه ولانها لم ترغب فى ان يراها احد اخفت وجهها قليلا بحجابها وصعدت وصلت للممرضه الجالسه بالاستقبال: لو سمحتى اوضه المريضه اروى محسن رقم كام ...
بحثت الممرضه عنها: اوضه 580 الدور الخامس
يارا: تمام شكرا .
ذهبت يارا مسرعه باتجاه الاصانصير وفتحته وصعدت به ...

فى نفس الوقت الذى قرر فيه ادم الذهاب للاسفل لشراء مشروبات للجميع وقف ادم امام باب الاصانصير ينتظر وعندما وصل وفتح الباب نادى يوسف على ادم فالتفت ادم اليه فلم تلمحه يارا ولكنها لمحت يوسف فاستدارت مسرعه وضغطت على الزر ونزلت للاسفل مسرعه حتى وصلت للدور الرابع فقررت صعود الدور الاخير على السلالم اما ادم فعندما وجد ان الاصانصير تحرك مجددا لم ينتظر وقرر النزول على السلالم كانت يارا تصعد بهدوء وهى تنظر لهاتفها بيدها وادم ينزل السلالم بسرعه وهو ينظر فى ساعته فمر بجانبها دون ان يلاحظها وهى ايضا لم تلاحظه ..

صعدت يارا للدور الخامس وذهبت بهدوء باتجاه الغرفه وبالقرب منها وجدت سميه تخرج فاستدارت بسرعه حتى مرت من جوارها بعدها خرج احمد ورأفت ويوسف ظلت مستديره واستمعت لحوارهم وهى خائفه من ان يراها احد
يوسف: الحمد لله اهو نام واروى نامت هى كمان شويه كده وندخلهم تانى .
احمد: بإذن الله يا بنى .

وغادروا متجهين للاسفل وعندما رحلوا تحركت يارا بسرعه باتجاه الباب وفتحته بهدوء لترى اروى وهى نائمه كالملاك وبجوارها الطفل الصغير نائما ايضا اقترب منهم ببطء وامتلئت عينها بالدموع وبدأت بالهبوط على وجنتها وضعت يدها على خد اروى وقبلت جبينها وقالت بصوت خافت: حمدلله على سلامتك .
ثم اقتربت من الطفل وامسكت يده الصغيره وقبلتها وظلت تمسح على بشرته بحنان: نورت الدنيا كلها انا متأكده ان ماما سمتك زياد علشان احنا متفقين سوا على كده انا ابقى خالتو اوعى تنسانى انا هبقى اجى اشوفك بس ممكن مش كتير لما تكبر متزعلش منى انا والله بحبك اوى ...

ثم طبعت قبله على وجنته والتفت سريعا ودموعها تملأ وجهها وتبلل شفتاها فتحت باب الغرفه بهدوء ثم خرجت واغلقته واستدارت لتفاجأ بادم امامها مباشره .
توقفت عن التنفس وشعرت باكثر من شعور شعرت بالغضب منه ومما فعل .. شعرت بالحزن لعدم بحثه عنها او محاوله ايقافها .. شعرت بالسعاده لرؤيتها له .. شعرت بالحنين لان تكون بجواره .. شعرت بالرغبه الشديده فى احتضانه .. شعرت بالالم بسبب ما فعله بها .. شعرت بوجع شديد داخل قلبها .. شعرت بمدى اشتياقها له وكم ترغب بشده فى نسيان كل شئ فقط لتمسك يده وتظل بجوراه .. شعرت بالاهانه لتذكرها ضربه لها .. شعرت بالقهر لتذكرها اطلاقه لكلمه انتى طالق بسهوله بدلا من اثناءها عن ذلك او حتى اجبارها لتظل معه ..

حسنا هى كانت غاضبه ولكنها كان ترغب فى ان يتمسك بها ولكنها شعرت بشعور واحد سيطر على كل تلك المشاعر شعرت بالحب شعرت بمدى عشقها له وان الحياه عادت اليها الان عند رؤيته .. شعرت برغبه فى لمس وجنته الخشنه ولحيته الصغيره ورغبتها بطبع قبله على جبينه .. شعرت برغبتها فى الاحساس بنبضات قلبه الان ترغب فى احتضانه بشده واخباره كم اشتاقت اليه .. ولكن لم يحدث شئ من هذا ...

اما ادم فعندما رأها تمرد قلبه ونبض بعنف وتسارعت انفاسه .. هو ايضا شعر بالحنين اليها .. هو يرغب فى معاتبتها لابتعادها عنه كل هذا الوقت .. يرغب فى صفعها ليضمها بعدها ويخبرها الا تفعل به هذا .. يرغب فى الهجوم على شفتيها ليثبت لها انها ملكه ولن تكون لغيره .. يرغب فى الاستمتاع برائحتها ويشم عبيرها الذى يعتبر بالنسبه اليه اكسجينه .. يرغب فى المسح على وجنتها وازاله دموعها المتساقطه .. يرغب فى الاقتراب منها وامساك يدها ولو بالعنف واخذها والرحيل بعيدا لمكان ليس به احدا غيرهم هو وهى فقط .. يرغب فى وجودها بجانبه وان يشعر بحبها وخوفها عليه مجددا .. يرغب فى رؤيه طفوليتها وتذمرها لاصغر الاشياء امامه .. يرغب فى مداعبتها حتى تغضب عليه فيحتضنها ليهدئها .. يرغب فى رؤيتها نائمه بجواره ..

يشعر بالحزن لتذكره بكائها يوم ان عرفت يشعر بالعجز لعدم مقدرته على تهدءتها او احساسها بالامان .. يشعر بالوجع لقولها انها لن تستطيع مسامحته .. يشعر بالغضب الشديد من نفسه لانه ضربها بقوه بدون اعطائها فرصه لتبرير او الايضاح .. يشعر بمدى حقارته عندما راى مدى تغيرها وان الورده الجميله قد زبلت بسببه .. يشعر بالدماء تغلى فى عروقه كلما تذكر كلمات يوسف وانه من الممكن ان تكون فى احضان رجل اخر .. هى الان تقف امامه بمفردها ولكن ربما فى المره القادمه يكن بجوارها احدهم .. شعر بالغضب الشديد وانه الان يشعر برغبه حارقه فى اخذها فى حضنه واخبارها كم اشتاق لها ولكن ايضا لم يحدث شيئا مما يرغب به ...
ظلا ينظرون الى بعضهم بنظرات عديده ولكن معظمها يغلفها الحب والاشتياق والحنين .

همت يارا بالرحيل من امامه مسرعه وهى تحاول منع دموعها من السقوط ولكن كالعاده ابت دموعها الاستماع اليها وانهمرت لتغرق وجنتها الناعمه بالدموع ومرت من جواره بخطى مسرعه وشعرت بانفاسها المتسارعه ودقات قلبها التى تجزم بأن جميع من بالمشفى يسمعها لعلوها وقوه نبضاتها وعندما تجاوزته توقفت مكانها عندما اسمعت لاسمها بصوته عندما نادها بصوت اقرب للهمس كأنه يحدث نفسه .

عندما تقدمت اليه شعر بدقات قلبه تزداد ولكنه حافظ على هدوءه الخارجى وعندما رأى دموعها المنهمره بغزاره تشتت قلبه حزنا عليها ولكن عندما مرت بجواره واحس انه على وشك خسارتها ومعاناه بعدها مره اخرى شعر بوجع رهيب فى قلبه وكل ذره من جسده ترغب فى قربها فلم يشعر سوى بصوته الهامس يناديها: يارا...
توقفت شعر بالراحه لانها توقفت حسنا سيتحدث معها الان سيطلب منها البقاء معه سيطلب منها نسيان كل شئ وفقط فلتعود ولكنه وجدها على وشك الرحيل مجددا فنادى بصوت عالى: يااااااارا .

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 13 < 1 2 3 4 5 6 7 8 13 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
إلى الإنسانة التي أحببتها حباً لا يوصف، إلى من تربعت في قلبي، janatna
0 683 janatna

الكلمات الدلالية
رواية ، أحببتها ، انتقامي ،











الساعة الآن 01:32 PM