رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثامن
اروا: يارا و ادم اخبرهم ايه ! تنهد يوسف وهو ينام على قدمها بخفه: لسه مكلم ادم امبارح بحاول اخرج منه الكلام مفيش خالص بيقول كويسين حتى مش موافق نروح نزرهم مش عارف ليه . تنهدت اروا: انا مكلمه يارا الصبح صوتها مش عاجبنى من يوم فرحهم وهى متغيره مش بتهزر معايا زى الاول وحتى لما قلتلها على الحمل فرحت بس الحماس من صوتها راح مش عارفه قلقانه عليها اوى يا يوسف . يوسف: اطمنى يا حببتى اكيد هينزلوا وانا هكلم ادم تانى واذا منزلوش هنروح احنا ميهنش عليا تفضلى قلقانه . اروا وهى تطبع قبله صغيره على جبينه: ربنا يخليك ليا يا حبيبى .
بدأت يارا تتدارك الامها وشعرت انها مقصره فى حق نفسها وبشده فهذا سيحاسبها الله عليه فمن الاشياء التى يسأل الله عنها " عن عمره فيما افناه " وهى تهمل عمرها كثيرا لذلك قررت يارا ان تصبح اقوى وان تحاول ان تشغل تفكيرها عن ادم فيما ينفع . فاخذت عده قرارات وهى ان تزيد وردها اليومى من القرأن وبدل قرأته سوف تحفظه لعله يكون شفيعا لها . وايضا قام ادم بتأجيل عامها الدراسى ولكنها ستلتزم بان تعرف كل ما يخص عامها النهائى حتى تصبح ايسر بالنسبه لها عند دارستها وستقرأ كتب كثيره ومراجع طبيه قد تستفيد بها فيما بعد .
ولكن هل يغيب النبض عن القلب فبالرغم من كل هذا كانت تفكر فيه كثيرا وتنتظره كثيرا حتى يعود فهى لم تخطأ ابدا وستخبره بذلك واذا كان يريد الانتقام منها فما السبب ستنتظره حتى تعرف وبعد ذلك ستقرر اتبقى معه ام ترحل فما فعله بها ليس بقليل اهتمامه ونظراته وكلامه هل من الممكن ان يكون كل هذا مجرد تمثيل هى لا تصدق ذلك فهى متأكده من حبه لها ولكن لما يفعل ذلك لذا قررت ستنتظر ولكن ... هل ستتحمل هى ذلك ! هل كل جرح نستطيع مداواته بسهوله ! هل عندما تعرف حقيقه الامر ستكون بدايه لهم ام ستكون النهايه و النهايه لكل شئ وللابد ؟!
فى صباح يوم جديد استيقظت يارا وجدت انه يوم كايامها الماضيه خرجت لترى البحر بهدؤه الجميل صباحا فهى فى هذا المكان بمفردها فهى فى شاطئ خاص من شواطئ مطروح لا يوجد من يرها او تراه فقط المياه امامها والبيت خلفها وهى تقف على الرمال فى المنتصف جلست على الرمال قليلا تنظر فقط للمياه ويدور بينهم حوار للعيون البحر: تستهلى انتى اللى عامله فى نفسك كده .
عقلها: معاك حق انا استاهل قلبها: لا طبعا انا مغلطش انا حاسس لا انا متأكد انو بيحبنى . البحر: انت غبى لو بيحبك مكنش سابك 5 شهور لوحدك تعد الايام على النتيجه وكل يوم تقعد قدامى القعده دى . عقلها: انا كمان معاه ان انت غبى علشان تستناه الوقت دا كله وتعذب فى روحك لوحدك ارجع لبيتك ولاهلك هما اللى هيفضلوا جنبك وابعد عن ادم بقى . ارتجف قلب يارا من اسمه: انا بحبه . البحر: انت هنا من 5 شهور لوحدك حبيتو امتى وازاى . عقلها: حبتيه فى اسبوعين .
قلبها: الحب مش محتاج وقت وبعدين ملكوش دعوه بيا انا مبسوط كده كفايه انو عايش جوايا . عقلها: متأكد انك مبسوط ! توتر قلبها قليلا ولم يجب البحر: رد متأكد انك مبسوط ؟! تنهدت يارا وقالت: هستناه لاخر عمرى.
وقامت سارت باتجاه المنزل حتى وصلت للحديقه ظلت تستنشق عبير الازهار حولها والهواء يداعب خصلات شعرها ثم اتجهت الى حوض ازهار يبدو انها تعتنى به خصيصا كان به زهره بيضاء جميله اوراقها تلتف على بعضها بشكل جميل تفوح منها رائحه عطره قريبه جدا من زهره اخرى لونها يميل للون الاسود فهى ذات لون بنفسجى داكن ولكن شكلها رائع اوراقها كبيره ورائحتها ايضا رائعه فكان يبدو انهما تتعانقان وقد حفرت يارا على الاصيص الخاص بها من الخارج "يارا خاصه ادم" وكتبت اسفلها "عاشقه لك حد الجنون" نظرت اليها يارا بابتسامه حزينه وقالت وهى تتلمس الحفر والورده: انتى اول زهور شفتها لما شوفت الحديقه وجودكم جنب بعض غريب رغم ان الفرق بينكم كبير الا انكو زى ما تكونوا اتخلقتو علشان تبقوا سوا علشان كده انا اعتنيت بيكو بقالى 5 شهور الا حاجه بسيطه يمكن الاقى حد يعتنى بيا .
هه احلام يقظه صح بس انا بحبكوا اوى علشان انتو شبهى انا وادم هو بعيد عنى ومختلف عنى تماما بس فى نفس الوقت محاوطنى و حوليا كأنه جنبى ودا بيخلينى مش قادره ابعد عنه . تنهدت يارا: كفايه كده بقى النهارده هنقضيها كلام . وابتسمت ورحلت ..
فى مكان اخر ارتدى ادم ملابسه مكونه من بنطال رياضى اسود يعلوه فانله رياضيه تبرز عضلات ذراعيه وكوتشى ابيض به خطوط سوداء وحمل حقيبه ظهر صغيره و زجاجه الماء فى يده وخرج ركب سيارته واتجه الى النادى وصل ودلف الى الغرفه المخصصه لتبديل الملابس ووضع حقيبته داخل خزانته وخرج . ظل يمشى ببطئ حول الاستاد ولا يفكر سوى فى " كيف هى .. كيف حالها ... ... لماذا انتظرته ... هل تشتاق اليه ... هل تأكل هل تشرب ... كيف تنام ... وكيف وكيف وووو " تنهد بضيق وبدء يسرع فى خطواته ثم اسرع واسرع ثم ظل يركض ويركض حوالى 20 لفه .بغضب وسرعه حتى اوقفه مدرب . المدرب: مش كفايه يا بشمهندس خد ريست .
نظر اليه ادم بالامبالاه ووضع يده على كتف المدرب: خليك فى حالك ... ثم استدار: عن اذنك يا ... يا كابتن . واكمل جرى للمره 21 . جاء مدرب اخر: انتى بتعمل ايه هنا . المدرب 1: شفت المهندس ادم بيجرى بسرعه وكتير قلت اجى اقوله ان كده مش صح . المدرب 2: ادم الشافعى هههههه انت متعرفش ان ده محدش بيقوله اعمل ومتعملش دا اللى هو عايزه بيعمله ومحدش يقف فى وشه والا قول عليه يا رحمن يا رحيم .
المدرب 1: لا لا لالا خالص دا اتكلم بالامبالاه فظيعه . المدرب 2: احمد ربنا هو اصلا مبيظهرش لحد غضبه ابدا مغضبش غير مره واحده وكان الكل مش مصدق ان ده ادم البارد كان جبروت من الاخر اتجنبه خالص مش عايزين نخسرك . ضحك كلاهما ورحلا. ظل ادم يجرى ثم اتجه الى غرفه الملاكمه ارتدى القفازات وظل يضرب كيس الرمل بشده وعنف ثم نزع القفازات وظل يضرب بيده بقوه الا ان سقط ارضا وعظام يده تكاد تكون تكسرت بجانب ظهور الكثير من الجروح بها وتلون بعضها للون الاحمر او الازرق او الاخضر نام على الارض وفرد كلتا ذراعيه واغمض عنيه بشده صارخا: اخرجى بقى اخرجى من راسى اخرجى.
وظل هكذا بعض الوقت ثم خرج وعاد الى منزله اخذ حمام فى وقت ليس بقصير ثم خرج وتدثر بفراشه يتطلع للسقف شاردا لا يقابل النوم جفناه ظل مده طويله حتى استمع الى اذان الفجر فقام وتوضأ وظل يصلى ثم جلس فى الشرفه يتابع الشروق ثم نظر الى الشمس وقال: وحشتينى .
استيقظت يارا لصلاه الفجر وجلست تقرأ ايات كتاب الله ثم صلت وجلست تتابع الشروق ومياه البحر ثم وضعت يدها على قلبها ونظرت للشمس وقالت: وحشتنى .
فى القاهره كان رأفت يجلس مع اخته الصغرى عبير ... رأفت: انتى عارفه ادم بيحبك ومتعلق بيكى قد ايه والله الموضوع كان بسرعه بقالى 5 شهور بحاول افهمك وانتى ولا انتى هنا . عبير: مش هسامحه ومش هصالحه يخطب ويكتب كتابه وانا معرفش حتى يوم فرحه مقدرتش اشبع منه وبقالى 5 شهور مستنيه يكلمنى او يجيب مراته ويجى يزورنا وهو ولا هنا عايزنى اسامحه عالطول كده .
رأفت: يا بيبو يا حبيبتى انا شخصيا مكنتش اعرف انتى هتتجددى على ادم ما انتى عارفه قد ايه عنيد ودماغه ناشفه ومبيخدش رأى حد . عبير: مش مشكلتى هو عنيد اه وبغلب كتير معاه بس اللى عمله المرادى كتير وانا مش هعديه بالساهل . رأفت: اووف منك طب انا عندى فكره . . عبير: ايه هى قول .
رأفت: هخليه ينزل من مطروح على اسكندريه البنت تشوف اهلها هناك وتقعد معاهم فتره وبعدين اجيبهم واجى على هنا ونقعد معاكوا زى ما انتى عايزه ايه رأيك . عبير: طب ما تخليه ينزل على هنا عالطول واحشنى اوى يا رأفت . رأفت: طب انتى عمتو ووحشك ما بالك بقى بالغلبانه اللى ما شافتش ابوها وامها بقالها 5 شهور الموضوع مش سهل عليها حرام يعنى وبعدين انتى قلبك ابيض بقى .
عبير: اوووف طيب ماشى بس ميتأخرش عليا اتفقنا . رأفت: اتفقنا يا بيبو . عبير: طب يالا كلمه . رأفت: دلوقتى ! عبير: حالا ... رأفت: الساعه لسه 10 زمانهم نايمين دول عرسان يا بيبو . عبير: مليش فيه صحيه . تنهد رأفت وامسك الهاتف وطلب رقم ادم وبعد قليل فتح الخط . رأفت: السلام عليكم . ادم: وعليكم السلام ازيك يا بابا اخبارك ايه .
رأفت: انا الحمد لله يا حبيبى انتو اخباركوا ايه وحشتنى يا بنى . ادم: وانت اكتر والله يا بابا احنا بخيرالحمد لله . رأفت: عايز اشوفك يا ادم وعايز اشوف مراتك مش معقول كل الوقت ده تنهد ادم وصمت قليلا ثم قال: حاضر يا بابا ربنا ييسر . رأفت: ادم من الاخر انا مكلمك علشان تنزل انت ومراتك بقى . ادم: بابا انا مش عايز انزل دلوقتى . رأفت: ادم انت دماغك ناشفه اه ومحدش يجبرك على حاجه بس كفايه كده لازم تنزل انت وحشتنى وكمان احمد ومراته يارا وحشتهم ودا غير ان عبير مستحلفالك . ادم: بيبو كمان .
رأفت: علشان خاطرى يا ادم كفايه بعاد وغربه وانزل انت والا اقسم بربى اجيب العيله كلها واجيلك وشوف انت بقى . صمت ادم يفكر " هل حان وقت رؤيتها لما اشعر اننى لا استطيع ولكن فليكن " تنهد ادم: حاضر يا بابا انا هشوف امورى كده وهظبط احوالى هنا واخلص شغل كده معايا يعنى بالكتير اوى 3 اسابيع شهر كده . رأفت: كل ده . ادم: يا بابا انت عارف انى متابع شغل الشركه من هنا وفى شغل تحت ايدى لازم يخلص معلش نصبر الشويه دول بقى لو عايز تنزل انت من القاهره يبقى تمام انزل حتى تشيك على البيت وانا هعرف يوسف يبقى معاك .
رأفت: طيب يا ادم مطولش يا بنى . ادم: حاضر يا بابا هقفل انا بقى وسلميلى على كل اللى عندك وسلام خاص لبيبو مش عايز حاجه . رأفت: ما تنادى يارا اكلمها . ادم ببرود: هى مش جنبى دلوقتى بتاخد دوش هخليها تكلمك متقلقش . رأفت: طب وصل ليها سلامى وخد بالك منها ومن نفسك . لا اله الا الله . ادم: حاضريا بابا . محمد رسول الله .
واغلق ادم الخط واطلق تنهيده حاره تدل على احتراق روحه من الداخل . ليه ليه اتعلقت بيها كده دول هما اسبوعين بس وبقالى 5 شهور مشفتهاش ومع ذلك لسه مستوليه على كل تفكيرى ليه كده فيها ايه مميز هى متختلفش عن غيرها ياترى بتعمل ايه دلوقتى يا ترى فعلا بتاخذ دوش اووووف اوووف ايه اللى انا بفكر فيه ده اووووف اطلعى من دماغى بقى يا شيخه اوووف . وقام وظل يعمل على التصميم حتى يشغل وقته .
فى المساء رن هاتف يارا كانت ادم فامسكت يارا هاتفها واجابت بهدوء عكس ما يشتعل بداخلها شوقا اليه فهى متيقنه انه اما احدى والداها او والده يارا: السلام عليكم . ادم: وعليكم السلام . توترت يارا هو من حدثها يا الهى .
ادم: بابا كان عايز يكلمك ابقى رنى عليه وان كلمك عن رجوعنا او كده هتقولى ادم عنده شغل لما يخلص هننزل واتكلمى عادى فاهمه ولا اعيد تانى . تنهدت يارا بضيق: فاهمه يا بشمهندس اى اوامر تانيه . ادم ببرود قاتل: لا اخاف عليكى متفهميش كفايه كده على عقلك الصغير. يارا بسخريه: بتخاف عليا لا والله فيك الخير طب اذا كنت خلصت اهاناتك هقفل انا بقى . صمت ادم واغمض عنيه قليلا فقالت يارا: اه صحيح لما تحب تبلغنى حاجه يا ريت تبعت ماسيدج اصل متعودتش اكلم حد غريب .
ادم باستهزاء: قلتلك قبل كده اخاف متفهميش اصل فى ناس الغباء فيها متأصل يالا سلام يا قطه واغلق الخط بوجهها . نظرت يارا للهاتف ودموعها تنهمر بهدوء على وجنتها عقلها: هو ده اللى انتى مستنياه هو ده اللى انت متحمل كل الاهانات دى علشانه انت غبى وانا قرفت منك . قلبها: هه جت عليك انت كمان اشتمنى اشتمنى وبعدين ليه مش عايز تفهم انا عايز ابعد بس مش قادر مش قادر صدقنى . عقلها: انا تعبت من كل حاجه من اهماله ومن اهانته ومن اقناعك انا زهقت شفلك حل علشان انا شويه وهفرقع . قلبها: يارب الاقى حل ليا انا وانت يااااااارب .
نظر اليه العقل باستخفاف وشعر القلب باحتراق . تنهدت يارا: انا لازم الاقى حل بقى فى نفسى انا تعبت . قامت توضأت وارتدت اسدالها وظلت تصلى وتتعالى صرخات قلبها لربها تطلب منه العون والمساعده.
فى اليوم التالى هاتفت يارا رأفت واطمأن عليها وسألها على وضعها وكيف حياتها مع ادم وهى كالمعتاد تقول ما تتمنى حدوثه وليس ما يحدث بالفعل . ثم اتصلت على والداها واطمأنت عليهم ايضا وعملت انهم فى مدينه اخرى لزياره بعض الاقارب .
فى منزل يوسف تجلس عمه يوسف " فريال "ومعها ابنتها " اميره " ذات 20 ربيعا فتاه جميله ذات عيون خضراء داكنه ولكنها تعد كتله برود متحركه كما انها وللاسف تحب يوسف وكان هذا سببا كافى لكره اروي لها . فريال: حبيبى يا يوسف ايه عمل فيك كده هو الجواز بهدلك كدهه ثم نظرت لاروي وقالت: منه لله اللى كان السبب ومهتمش بيك كويس . يوسف وهو يحاول كتم ضحكته: ابدا يا عمتو انا كويس خالص دا حتى صحتى جات على الجواز . اميره: لا خالص يا يوسف دا حتى خسيت خالص . اروي: استغفر الله العظيم مش عيب يا حبيبتى تقوليله يوسف كده حتى انتى صغيره يعنى . اميره: صغيره ايه دا الفرق بينى وبينه 8 سنين مش كتير يعنى اذا كنتى انتى شايفه نفسك كبيره مش مشكلتى . يوسف: احم احم اروي حبيبتى تعالى معايا نجيب الحاجه من المطبخ .
امسك يوسف يدها وسار بها تجاه المطبخ وبمجرد ان دلف ترك يدها ودخل فى نوبه ضحك اغتاظت اروي كثيرا وضربته فى كتفه بقوه فامسك يدها وضمها لصدره: يا حبيبتى سيبك منهم انت عارفه انى بحبك ومش هحب غيرك وبعدين الضيق مش وحش علشانك وعلشان البيبى . اروي: اوووف هولع فيهم وربنا وخصوصا البت المسلوعه دى قال كبيره قال لو بس تسبونى عليها . يوسف بضحكه: انا غلطان انى قولتلك اصلا انها معجبه . ضربته اروي بصدره مره اخرى: بقى كده على اساس يعنى انى مكنتش ملاحظه اصلا وان انا اللى سالتك . يوسف بقهقه:خلاص خلاص اهدى بقى واتجهليها اتفقنا . اروي بغيظ: ربنا يصبرنى .
يوسف: هههه طيب يالا نطلع . اروب: ما بلاش خليهم يمشوا بقى. يوسف بضحكه: يا بنتى عيب دى مهما كان عمتى . اروي: طب بالله عليك انت عايزها تفضل هنا . يوسف بهمس: بصراحه لا ثم ضحك وقال: بس لازم نطلع يالا بقى . اروي بتنهيده لتهدء قليلا: يالا . خرجوا وساعد يوسف اروي على الجلوس .
فقالت فريال: هو صحيح يا بنى مراتك مش هتخس شويه طلع ليها بطن كبيره. احمر وجه اروي غيظا وقبضت يدها كانها على وشك لكم احدهم . اما يوسف حاول كتم ضحكته فهو يعلم ان اروي على وشك الانفجار الان . اروي بغيظ: ايه دا يا طنط انتى متعرفيش مش انا طلعت حامل علشان كده بطنى كبرت . فريال: ليه ياختى متجوزه بقالك قد ايه علشان تحملى . التفتت اروي ليوسف وقالت بهمس شديد: سيبنى اولع فيها بالله عليك . امسك يوسف يدها وضغط عليها بهدوء بمعنى اهدأى اميره: جرى ايه يا ماما بقالها 5 شهور واسبوعين الوقت كفايه يعنى .
اروي: واخده بالك من وقت جوازى اوى. اميره: لا يا حببتى مش وقت جوازك انتى دا وقت جواز يوسف ابن خالى بقى . التفتت اروي ليوسف مره اخرى: والله هولع فيها . جاهد يوسف لمنع ضحكته ولكن فلتت منه ابتسامه صغيره . فريال: ياختى اروبه حملتى عالطول كده وبطنك كبرت بدرى بدرى ياما تحت السواهى دواهى اللى يشوفك يقول طيبه . وصل الغيظ باروي اقصاه فالتفتت ليوسف وقالت وهى تعض على شفتها السفلى: لا هولع فيهم مبدهاش بقى . استندت اروي على كرسى بجوارها ووقفت وقالت: معلش يا جماعه كترنا فى الكلام انا تعبت وعايزه انام معلش شرفتونا .
وقفت فريال واميره ووقف يوسف . فريال: حلو اوى احنا بنطرد من بيتك يا يوسف . اميره: ايه قله الذوق دى ميصحش كده ما تتكلم يا يوسف . يوسف بهدوء: اللى غلطوا فيها دى مراتى وغلطوا فيها فى بيتى وقدامى وهى معاها حق فى اللى قالته وانا ساكت وقلت يمكن تهدو شويه بس للاسف يا عمتو زدوتيها كتير . شرفتونا .
نظرت اميره وفريال بضيق واضح لاروي ويوسف وغادرا على الفور وبمجرد ان اغلق يوسف الباب . اميره: كان لازم تزوديها كده يا ماما اهو خطتنا فشلت ويوسف كده زعل مننا . فريال: انا مش هسيبه فى حاله وهخرب حياته دى علشان يتجوزك وفلوس ابوه تبقى بتاعتنا والهبابه اللى معاه دى هنطفشها متقلقيش . ضحكت اميره وغادرت هى ووالدتها . كان يوسف مازال خلف الباب واستمع لحوارهما واغمض عنيه حزنا فمعظم عائلته تطمع فى اموال والده ويريدون تخريب حياته ولكنه سيبتعد عنهم جميعا سياخذ زوجته وطفله ويغادر هذه المدينه ...
عاد لاروي وجدها جالسه وتبكى بهدوء فجلس بجوارها: حبيبتى ليه بس كده دا انا فهمتك كل حاجه علشان تبقى عارفه وواخده بالك ومتزعليش دموعك غاليه عليا اوى علشان خاطرى متعيطيش . اروي: هى ليه الناس وحشه كده ربنا يسامحهم متقلقش عليا يا حبيبى انت عارف بقى حامل ولازم اتدلع شويه . ضحك يوسف فقالت اروي: بس انا زعلانه منك علشان كنت بتضحك على كلامهم . يوسف بضحكه: انا كنت بضحك عليكى انتى انتى كان لازم تشوفى شكلك عامل ازاى كنتى رهيبه ههههههههههه. اروي وهى تضع راسها على كتفه: يا راجل انا حلوه فى كل حالاتى اصلا . طبع يوسف قبله على رأسها: انتى حبيتى وبموت فيكى ووضع يده على بطنها: ربنا يخليكو ليا ويديمكوا نعمه فى حياتى .
فى مساء احدى الايام كانت يارا تسير وتضع عصبه على عينها وتفرد كلتا يديها وتفكر وتفكر ثم تضع يدها على قلبها وتضغط بقوه كأنها تعتصره وتفكر " منذ رحيل ادم وهى تعيش بمفردها كان من اليسير عليها ان تعود لاهلها ولكنها تعلم انه اذا عادت بعد زواجها بيوم وروت لاهلها ما حدث لن يكون هناك فرصه اخرى للقائها بادم سيقف اهلها فى طريق معرفتها للحقيقه فى طريق حبها فعندما تشعر ان روحك تتعلق بشخص ولا تستطيع العيش بدونه عندما تشعر بانه الهواء الذى تتنفسه عندما تشعر بانك اصبحت انت هو وهو انت نعم عرفته منذ زمن قليل ولكن فى هذه المده لمس بداخلها وتر لم يلمسه احد وامتلك قلبا لم يملكه احد فمنذ ان ارتبط اسمها باسمه ارتبط معه روحها بروحه وقلبها بقلبه وعقلها بعقله حتى ان لم يرتبط جسدها بجسده ولكن هى احبت احبته كما هو بعناده بجفائه بهدوءه بكلماته الساحره بعيونه الزيتونيه الخلابه بابتسامته التى تأسر قلبها بجرأته بحبه لها نعم هى متأكده من حبه او على اقل تقدير متأكده من تعلقه بها كما انها حتى احبته فى بعاده لم ترغب بالرحيل فاحيانا يكون عذاب الحب ايضا شيقا وممتعا فهى لا ترغب فى ان يذهب حتى وجعه من داخلها لا ترغب فى رحيله عنها لا ترغب فى الانتهاء من الم عشقه وعناء حبه فقط ترغب فى قربه منها حتى وان كان فقط زكرياته القريبه حتى وان كان غائب يكفى ان يعيش بداخلها لتعيش باقى عمرها معه تنتظره وتحبه بل وتزداد عشقا له ".
جلست على الرمال وهى ترى امامها امواج البحر المتلاطمه والهواء البارد يلفح وجهها والقمر مكتمل وضوءه يضفى على جمال البحر جمالا اخرجت مزكراتها وفتحت صفحه بيضاء وخطت كلماتها " انتظرتك انتظرتك كثيرا حتي مل الصبر مني انتظرتك كثيرا حتي سبل جفن عيني انتظرك حبيبي رغم شقائى فانت حزني وانت هنائى يرقص القلب من مرآك رغم وجود الم فتاك لا اردى احقا احبك ام اني ابغاك ولو اني ابغي لما يسعد قلبي لدي رؤياك اراك غير مكتمل بنظرى ولكني لا ارى في غيرك الكمال لا اريد ابدا محادثتك ولكني ارغب حقا في الكلام قل لي عزيزى هل هذا جنون ام طيف حبك بدأ في الثبات قلبي ثار صارخا اريده تمنعت تمردت تزمرت ولكن ماذا افعل فعقلي ايضا يرغبك فككت حصاري حول نفسي فاصبحت جوارحي تعشقك ومازالت كما انا انتظرك ".
اغلقت دفترها واحتضنتها ودموعها تنهمر على وجنتها بهدوء ثم نهضت بهدوء وعادت الى المنزل واغلقت الباب عليها وظلت تنظر فى ارجاء المنزل تتذكر كل لحظه لها معه كيف كان يغازلها لمسه يده ليدها قبلته الدافئه على وجنتها صوته الجميل يداعبها رائحته التى تسكرها تتذكر كيف احتضنته يوم مرض والده وكيف كان متشبث بها خروجها معه ومعاملته لها كطفله مشاكسه كان دائما يخبرها انها قطه مجنونه مشاكسه ابتسمت وقامت بفتح جهاز اللاب توب الخاص بها وفتحت الصور التى التقطتها لهم ومعظمها كانت بدون علم ادم كان تلتقطها خلسه ففى معظم الصور هو لا يركز على الكاميرا بعينه ولكن يكفى انه بجوارها ظلت تتطلع اليها صوره تلو الاخرى وقلبها يكاد يتقطع من الالم كم تمنت ان تفعل هذا وهو معها يحتضنها بين يديه تمنت عودته فاليعود ويغضب عليها ولكن كفى فراق كفى بعاد ارح قلبى رجاءا اغلقت فايل الصوروفتحت فايل خاص بالفيديوهات وفتحت اول فيديو لهم.
يوم اختيار الشبكه كان يوسف يصور ما يحدث ظلت تتطلع اليه ولاحظت انها كان عابثا وهذا يعنى انه حقا لم يكن يريدها انهمرت دموعها ثم فتحت فيديو اخر يوم فرح اروي ويوسف وظلت تتطلع للفرحه فى عيون صديقتها وايضا ادم كان سعيدا بشده فى ذلك اليوم كان يبتسم ويتحدث بمرح مع صديقه وجاءت لحظه اجتماعهما سويا لتسلم هى على اروي وهو على يوسف وكم كانت قريبه منه وضحكته وضحكتها ومزاح اصدقائهم معهم ثم عندما سخر يوسف واروي منهم ولكنها انهارت بشده عندما استمعت لما قالته هى " يارا بضحكه مرحه: انا خايفه من الافراح اللى بتحصل بسرعه دى هو احنا لسه عرفناهم علشان نتجوز ربنا يسترها شكلنا هناخد على دماغنا فى الاخر ."
اغلقت اللاب بقوه والقت بنفسها علي الفراش تبكي بشده فكل يوم يمر يأخد معنويا وماديا من عمرها قدرا ادى الى هلاك روحها قامت وتوضأت وظلت تصلى واثناء سجودها ظلت تبكى وتنتحب وتدعو الله ان يفرج كربها ويريح قلبها حتى نامت من التعب مكانها على سجاده الصلاه ...
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل التاسع
استيقظت يارا على صوت منبهها قبل الفجر بساعه وتوضأت ارتدت اسدالها ووقفت تصلى قيام الليل ودموعها تنهمر على وجنتها فلقد اصبحت تلك الدموع اعز اصدقائها وظلت تدعو الله الواحد الاحد ان يفرج كربها ويعينها ويمنحها الصبر والقوه ويلين قلب زوجها ويزرع حبها بقلبه . ثم جلست تقرأ وردها من القرآن وكم كان صوتها عذب جميل به نبره تقشعر لها الابدان ودفئ صوتها تعكس نقاء روحها وكلما كانت تقرأ ايات العذاب كانت تتعالى شهقاتها خوفا منه سبحانه وتعالى وكلما تقرأ ايات النعيم وجمال جنته تبكى خشوعا وكرما فى عطفه وكان هذا هو الوقت الوحيد الذى لا يجول ادم فيه بداخلها لان قلبها عامر بحب الله سبحانه وتعالى ولا تتذكر احد سواه .
صدع اذان الفجر من هاتفها فقامت و صلت فريضتها وجلست تدعوه. وفجأه استمعت الى صوت بالخارج ولكن الصوت كان هادئا للغايه ارتعبت وتذكرت حالات الخوف الشديد التى تنتابها كلما احست بشئ فى هذا المكان الواسع، تكرر سماع الصوت مره اخرى ولكن هذا الصوت اشد فظلت تفكر ماذا من الممكن ان يكون خافت كثيرا ظلت تردد باسماء الله لعلها تهدء قليلا لقد كانت بالطابق الاسفل والصوت يصدر من الطابق العلوى فدلفت الى المطبخ سريعا وهمت بامساك سكين حاد ولكنها خشت ان تمسكه فامسكت بمطرقه طويله من الخشب واثناء خروجها من المطبخ سمعت صوت عالى شديد فانتفض قلبها هلعا و اختبأت خلف احد كراسى غرفه الاستقبال وهى تتطلع الى الدرج الذى يؤدى الى الطابق العلوى شعرت بخطوات تقترب من الدرج اغمضت عنيها خوفا وهى تردد بذكر الله حتى اقترب صوت الخطوات من المقعد الذى تختبأ خلفه هلعت كثيرا واطلقت الشهادتين فلقد كانت تظن انها ستموت الان لا محاله وحمدت الله كثيرا انها مازالت باسدالها حتى لا يراها رجل غريب عنها وحتى تموت وهى متطهره بوضوئها ومتعففه بحجابها.
فتحت عنيها قليلا ونظرت حولها وجدت ذالك الرجل بكتفيه العرضين يوليها ظهره ويضغط على رأسه بشده بمجرد النظر اليه شعرت انها ضعيفه جدا وان وقعت تحت يده ستصبح كالنمله تحت قدم الفيل لذلك استغلت انه لا يراها وقامت مسرعه وقامت بضربه على راسه من الخلف ولانه اطول منها كثيرا وصلت الضربه الى اسفل راسه مائله لكتفه فتأوه الرجل بشده وامسك رأسه ومال للامام قليلا وهتف بتألم: ااااااااااااااااااه دماغى حسبى الله . ثم اعتدل والتف اليها سريعا تسمرت يارا مكانها لا لا غير معقول لا يمكن انا احلم انا اتخيل لا يمكن هل حقا ما اسمعه قالت بشهقه: ها ادم ! ثم وبدون سابق انذار عندما استدار لها ارتمت بحضنه تبكى ..
عاد ادم الى مطروح ووصل مع اذان الفجر دلف الى المنزل بهدوء صف السياره بعيدا عن المنزل حتى لا يصل صوتها ليارا فهو يعلم انها مستيقظه الان لا يريد ان يقلقها ثم حمل حقيبته ودلف الى المنزل وتحرك بهدوء كان المنزل هادئا و الانوار مغلقه صعد بهدوء الى الاعلى فتح باب الغرفه الرئيسيه ودلف بهدوء اعتقادا منه ان يارا بداخلها ولكنه وجدها فارغه كما انه لا يوجد بها شئ يدل على ان هناك احد يسكن بها وضع الحقيبه على الارض بقوه فأصدرت صوتا عالى نسبيا ودلف سريعا اضاء الانوار وذهب باتجاه الدولاب وفتحه وصدم بشده فهو فارغ تماما لا يوجد به اى ملابس تسمر ادم وظل ينظر للفراغ امامه و سؤال واحد يجول بفكره " هل حقا رحلت ؟ " شعر ادم بمشاعر عديده ومختلفه بالحزن والندم والغضب والخوف والاشتياق والحب ولكن سيطر غضبه عليه بشده فصفع باب الدولاب بشده فاصدر صوتا مرعبا وجرى باتجاه الدرج ونزل عليه سريعا حتى وصل الى غرفه الاستقبال ظل يدور حول نفسه ويشد على شعره بقوه ولكنه فجأه شعر بضربه مؤلمه على كتفه فاطلق صوتا متألما ونتيجه الضربه مال للامام قليلا ولكن سرعان ما استدار ويده على راسه وتتحرك قليلا على كتفه والشرر يتطاير من عينه هم ان يقول شيئا ولكن عجز عن الكلام عندما ارتمت يارا بحضنه وظلت تبكى وتبكى وهى تردد الحمد لله يارب ...
ظل ادم مندهشا قليلا ثم انحنى ليضع راسه بالقرب من كتفها يشتم عبيرها الطبيعى الاخاذ ثم تدارك نفسه وابعدها عنه بعنف شديد فسقطت على الكرسى خلفها بقوه ونظرت اليه بعنين دامعتين حمراء بشده تأملها ادم من رأسها الى اسفل قدمها وحدث نفسه قائلا: يا الهى لقد ذبلت كتير وضعفت كثيرا واصبحت نحيله ووجها شاحبا واختفت النضره من وجنتها ولمعان عنيها الجميله يغطيه دموعها المنهمره ونظراتها المصدومه ثم تغاضى عن حديثه الداخلى وقال بجفاء بنبره عاليه: انتى غبيه حد يضرب حد كده ايه كنتى فكرانى حرامى .
لم تجب يارا فقط تحدق به مندهشه وهى تقول بهمس: انت رجعت ... بجد رجعت . امسكهاادم من يدها بقوه وسحبها حتى التصقت به: انا اول ما جيت وطلعت الاوضه وملقتكيش ولقيت الدلاب فاضى افتكرت انك مشيتى وعارفه لو كان ده حصل كنتى هتبقى جنيتى على روحك ثم ابتسم بسخريه: بس طلعتى تلميذه شاطره وبتسمعى الكلام وتنفذى الاوامر . لم يجد ادم منها رد سوى نظره مليئه بمعانى كثيره الم وانكسار وامان وحب وخوف ولهفه وحزن وتعب ثم تقابل جفني هذا البحر العميق معا وفقدت يارا وعيها وسقطت بين يديه. انتفض ادم وحملها سريعا واجلسها على شازلوج كبير وحاول افاقتها ولكن لم يستطع فهى يبدو عليها الضعف والتعب الشديد فيبدو انها اهتملت نفسها كثيرا انب نفسه بشده وحملها ووضعها فى الغرفه الاضافيه بالاسفل وعندها علم انها تستعمر هذه الغرفه واصبحت غرفتها استغرب لما هذه ولكنه تجاهل الامر ووضعها ومسح على وجنتها وطبع قبله صغيره عليه وقال بهدوء: وحشتينى . وضع الغطاء عليها ثم غادرها صاعدا لاعلى توضأ وصلى الفجر ثم تدثر بالفراش ظل بعض الوقت على سريره ثم استسلم للنوم فهو متعب جدا ...
استيقظت يارا قرب الظهيره وكان راسها يألمها بشده نظرت لنفسها وجدت انها مازالت ترتدى اسدالها فاستغربت كثيرا . ثم تذكرت ما حدث فابتسمت وقالت: ليس جديدا فانت دائما تأتى الى احلامى بس انا حاسه انو مش حلم ان حاسه لسه بلمسه ايدك على خدى حاسه برائحه البرفان بتاعك ثم وضعت يدها على رأسها وقالت: بس بس كفايه لحد كده .
ثم قامت وتوضأت و صلت ركعتى الضحى ثم اخذت حماما سريعا وارتدت بيجامه باللون الوردى عليها قطه صغيره بارزه ورفعت شعرها ذيل حصان ثم نظرت للمرآه وابتسمت قليلا وقالت: لقد اصبحتى سيئه للغايه يارا اللون الوردى كان بيبقى جميل اوى عليكى كنتى شبه الاطفال فيه وبروحك المرحه كنتى بتبقي طفله فعلا حضن بابا وهزارى مع ماما وجرى ولعب وضحك بس ولكن الان انتى مجرد امرأه بائسه تركها زوجها وتحاول هى استعاده روحها فرت دمعه من عنيها فمسحتها سريعا ونظرت لنفسها وقالت بتحدى: بس انا خلاص هتغلب على شيطانى وهبقى اقوى ههتم بأكلى وهاخد بالى من نفسى ولما يرجع ادم ابقى افهم منه كل حاجه ثم نظرت من نافذتها للسماء الزرقاء وقالت: خلاص ياربى عهد جديد والنهارده بدايه يوم جديد وانا مش هضعف تانى ولا هستسلم لاحزانى ثم امسكت دفتر مزكراتها التى تخط به بعض خواطرها واشعارها ففتحت وكتبت به مبتسمه لبدايه جديده.
" اياك يا قلبى ان تحزن فمعك الله فما اجمل هو رحيم بك اعلم من اى بشر فى الكون الاعظم " اغلقته ونظرت لنفسها بالمرآه مره اخرى ولكن هذه المره مبتسمه ثم خرجت الى غرفه الاستقبال وقامت بفتح النوافذ لترى منظر البحر الرائع امامها واتجهت الى كل نوافذ الدور الارضى وفتحتها لترى نور الله يشق طريقه الى منزلها تلك هى المره الاولى التى تفعل بها ذلك ولكن سيكون هكذا دائما ثم اتجهت الى المطبخ . وقفت يارا تعد طعام الافطار .وبعد قليل خرجت لتضعها على المائده واثناء دخولها للمطبخ مره اخرى شهقت وهى ترى ادم امامها ووضعت يدها على فمها واتسعت عنياها بشده .
اما ادم فلقد استيقظ على صوت حركه بالمنزل كان هناك قرآن يصدع من الاسفل بصوت هادئ وجميل ورائحه بطاطس تداعب انفه وحركه سريعه واحيانا بعض الضجيج فاعتقد انها والدته فقام نشطا وفتح نافذه غرفته وتطلع الى البحر امامه مبتسما ثم عبس فجأه عندما تذكر ان هذه يارا وليست والدته دلف الى حمام الغرفه واخذ حمامه سريعا ثم ارتدى بنطال من القطن وتيشرت ثقيل قليلا فالجو بارد جدا اليوم ونزل الى الاسفل ببطئ ثم توجه الى المطبخ ثم بالقرب منه رأها تخرج حامله احد الاطباق صدم من منظرها الخلاب ظل ينظر اليها من اعلى لاسفل باعجاب شديد حذائها الوردى ذو فرو كثير يحاوط قدمها الرقيقه لتدفئتها من البرد و بنطالها الوردى يرسم قدميها بحرافيه شديده وجاكت وردى يرتفع برقه على عنقها كأنه يحتضنها وتلك القطه المشاغبه فى الخلف تغطى ظهر الجاكت واذنيها بارزه للاعلى كأنها تفتخر بكونها قريبه من جسدها ثم يالهى ما هذا خصلات حريريه سوداء كالفحم ترتفع بعذوبيه لاعلى تصل الى منتصف ظهرها فاذا كان هكذا وهى تقيده فكيف سيكون ان اطلقته سوف يصل حتما الى اسفل ظهرها سقطت منه خصلات متمرده على وجهها وعنقها فمثل تلك الخصلات الجذابه لا تعرف التقييد انها حقا تبدو حوريه جميله جدا حقا انها رائعه لم يرها هكذا مطلقا رغم انه كتب كتابه عليها لكنه كان دائما يراها بحجابها وملابسها المحتشمه ولم يرى خصلاتها الحريريه ابدا فمنظرها هكذا فاتن حقا فحدث نفسه قائلا: ما اشهى جمالك يا قطتى صاحبه البنفسج .
ثم افاق ادم على شهقتها عندما رأته . فتنهد بحراره تسرى فى جسده واقترب منها محاولا معارضه رغبته بالتهامها الان. وقف امامها وقال ببرود: ايه شفتى عفريت . يارا بصدمه: انت رجعت امتى وازاى وليه انا معرفش ثم صمتت قليلا واضعه يدها على جبينها متذكره ثم قالت: يعنى انا مكنتش بحلم امبارح . نظر اليها ادم وقال: دا كان كابوس يوم ما رجعت واستدار ليغادر . افاقت يارا وقالت بحزن: طب مش هتفطر . نظر ادم الى المائده فوجد بطاطس مقليه فرسكس وبجوارها بعض من الكاتشب وصوص المايونيز وهو حقا يعشقها لان والدته كانت تعدها له دوما . فقال ببرود: مفيش مانع الاكل ريحته حلوه ثم القى اليها نظره وقال: حد يلاقى خدامه تخدمه وتحضرله فطار ملوكى ويعترض . صدمت يارا كثيرا من اطلاقه للفظ "خدامه " اهذا ما يراها عليه .
ثم قال باستهزاء: بس مزاجك حلو يعنى بيجامه وردى و منزله شعرك على خدك وفاتحه شبابيك الفيلا كلها وقصادك البحر يعنى ماشيه معاكى حلاوه اهه. ادركت يارا للتو انه رأها بشعرها وملابس المنزل لاول مره فخجلت كثيرا واحمرت وجنتها بشده وهمت ان تقوم لتفر من امامه وترتدى اسدالها ولكنها تذكرت انه زوجها وواجب عليها ان تظهر امامه فى ابهى صورها فهو واجب عليها وامر الله لها فلن تعصيه هي . ظل ادم يتطلع اليها والى حمره وجنتها المشتعله خجلا وادرك انها انتبهت للتو انه رأها هكذا فتراقصت ابتسامه على شفتيه . تذكرت يارا انها تركت البيض على النار فرائحه حريق بدأت تداعب انفها بشده فقامت من امامه مسرعه فأمسك معصمها وقال: مفيش داعى تعملى مسكوفه وتدخلى تلبسى هدومك بقى وكده بلاش شغل الملاك البرئ وكفايه تمثيل بقي . افلتت يدها من يده بشده وقالت بصوت عالى نسبيا: اولا انا كنت هدخل المطبخ ثانيا بقى انا مش بدعى الخجل وثالثا انا مش بمثل على حد همثل عليك ليه رابعا ملكش دعوه بيا لو سمحت .
وانصرفت من امامه مسرعه ودلفت الى المطبخ . اما ادم فاشتعل غضبا من صوتها المرتفع عليه وقام خلفها يتوعد لها وبمجرد ان دلف الى المطبخ سمع صوت انينها وهى تحاول ايقاف النيران المشتعله بالمقلاه امامها وعندما رأها تمسك بكوب ماء لتطفأ به صرخ بها: انتى اتهبلتى هتولعى فينا حد يطفى الزيت بالمايه. فزعت يارا وسقط كوب الماء منها فدلف ادم وحاول بشده اخماد النيران ودفع يارا الخلف حتى لا تصاب وحتى تتيح له المجال فوقعت على الارض وسقطت على احدى قطع الزجاج فدخلت معظمها فى ذراعها من اعلى فصرخت بالم فصاح بها بتأفف: بطلى تصرخى مفيش حاجه خلاص يخربيت كده ... حتى استطاع اخمادها ولكنه حرق نفسه حرق بسيط من الدرجه الاولى بيده فتألم لاحظته يارا فانتفضت وتحاملت على نفسها وقامت سريعا بالركض الى غرفتها واحضرت صندوق الاسعافات الاوليه واخرجت مرهم للحريق وذهبت اليه مسرعه وامسكت بيده فسحبها منها بشده فنظرت اليه وعينها مليئه بالدموع من خوفها وقلقها الشديد عليه وايضا الم يدها الغير محتمل وامسكت بيده مره اخرى فسحبها فامسكتها ثالثا وقالت: اعتبرنى ممرضه بالله عليك تعالى معايا.
فاستسلم لها وضعت يده برفق تحت الماء فتلقائيا سحب يده متألما فبكت بشده: انا اسفه انا السبب . ثم اجلسته ووضعت من المرهم عليها ووزعته برفق وهى تبكى ظل يتطلع اليها والى خوفها الشديد عليه كيف تخاف عليه هكذا دموعها تتساقط من اجله هو من جرحها وتركها بمفردها لابد انها تكرهه الان وتتمنى له السوء ولكن هى لا تفعل ذلك لم هى نقيه هكذا ولما هى جميله هكذا ثم انتبه الى بطئ حركت يدها اليمنى حيث كانت تحركها بصعوبه بالغه فاستغرب ذلك ولكنه ادعى تجاهله للامر ولم يسأل انتهت فخرج وتركها .
فدلفت الى غرفتها بعدما اشتد بها الوجع واصبح لا يطاق وضعت وجهها بالوساده واطلقت صرخه ولكنها كتمت بس الوساده وقامت ودلفت الى الحمام حتى تتمكن من نزع الزجاجه العالقه بيدها .
تذكر ادم انه لم يتأكد من غلق الغاز فعاد الى المطبخ مره اخرى وتأكد منه ولكنه انصدم عندما وجد بقع من الدماء على حوض المياه التى غسل فيه يده تتبع الدماء الى ان وجد كميه كبيره على الارض بجوار الزجاج وكميه ايضا على الكرسى التى جلست عليه يارا لكى تعقم يده خرج كالمجنون من المطبخ وذهب الى غرفتها فوجد دماء ايضا على الوساده وعلى السرير وبعض البقع على الارض شد على شعره بشده: ازاى هى كانت سليمه قدامى ايديها ورجليها مفهمش حاجه هتكون اتعورت ازاى وفين ! خرج يبحث عنها سمع صوت انينها داخل الحمام ففتحه ودلف سريعا دون استئذان .
ثم قال بقلق: انتى كو قطع كلامه وانصدم بشده وتسمر مكانه مما رأي فيارا كانت واقفه تبكى بشده اما مرآه الحوض وتنزف بشده واختلطت الدماء بالماء على الحوض وارضيه الحمام وملابسها ملطخه بشده فقطعه الزجاج التى بذراعها كبيره جدا ويارا لا تستطيع اخراجها مش شده الالم كما انها لم تستطع الوصول اليها بشكل كامل فكانت تعجز عن اخراجها وتبكى بحرقه. فزع ادم من ذلك المنظر ودلف اليها سريعا قال بقلق شديد: يا.. ر... ر. اااا . ثم اقترب منها وهم ان يسمك ذراعها فنظرت اليه يارا ودموعها تتساقط بغزاره وابتعدت عنه قليلا: مش عايزه اتعبك اتفضل انت انا كويسه وهقدر اتصرف . ادم بعصبيه: واضح اوى ممكن تسبينى اتصرف قالها وهو يمسك بمعصمها حتى يرى ذراعها .
حاولت يارا سحب يدها ولكنه اطبق عليه جيدا فلم تستطع وايضا بدأت قواها تخور وتشعر بدوار يداهمها . حاول ادم اخراج الزجاجه ولكن كانت عالقه بيدها بعنف وايضا كم الجاكت كان يعيقه عن اخراجها كامله فبدون تفكير اتجهت يده الى سوسته الجاكت ليقوم بفتحه . شهقت يارا: انت بتعمل ايه ! ووضعت يدها الاخرى على السوسته . ادم بعصبيه وصوت عالى: انا مش جاى العب ممكن تهدى علشان اعرف اخرجها عايزك تقلعى الجاكت علشان اشوف هى فين بالظبط واخرجها لون الدم عمينى . خافت يارا كثيرا من صوته العالى واحرجت بشده وازاحت يدها ببطئ وهى تبكى بشده فأمسكها ادم واجلسها على طرف البانيو وجلس بجوارها ثم امسك بطرف الجاكت فاغمضت يارا عينها بشده وظلت تضغط على شفتها السفلى من الخجل فتح ادم الجاكت وقال بازاحته من اليد السليمه ثم حاول ازاحته من يدها المصابه ولكنها حكت الزجاجه قليلا فصرخت يارا بألم شديد وزاد دوارها فامسكت بتيشرت ادم وامالت رأسها للامام قليلا .
نظر اليها ادم بانبهار من جمالها المفرط حتى عند بكائها وانتبه انها الان ترتدى فقط بادى بحمالات رفيعه باللون الاسود فاظهر جمالها وخصلات شعرها تتساقط على جانبى وجهها . ثم تدارك نفسه وحاول السيطره على مشاعره ونظر الى ذراعها فكانت الزجاجه اسفل مفصل الكتف بقليل حاول معرفه كيف تأذت وهم ان يقوم بسؤالها ولكنه فجأه تذكر عندما دفعها فى المطبخ وسقطت الى الارض فعلم انه السبب فيما حدث لها فأغمض عنيه بشده واحس بالذنب الشديد . ادم بهدوء: ممكن تهدى خالص وتبطلى حركه انا عارف انها هتوجعك شويه بس استحملى شويه اتفقنا . يارا بضعف وبصوت باكى: ماشى وقد بدأت تشعر بدوار الدنيا من حولها وان قواها تخور اكثر واكثر .
امسك ادم ذراعها وثبته بقوه حتى لا تتحرك فتأذى نفسها بشده وقام بامساك قطعه الزجاج بهدوء ثم بدأ بسحبها فصرخت يارا بقوه فتركها ادم ثم امسكها مره اخرى وسحبها ولكن تلك المره بقوه حتى ينتهى من هذا الوضع المؤلم فاخرجها ادم اما يارا فشعرت كأن روحها تنسحب منها فصرخت بقوه كبيره وعينيها لا تتوقف عن البكاء . بدأت الدماء تخرج بشده فاحضر ادم قطعه من القماش وبعض القطن وحاول كتم الدماء ولكن الجرح عميق فقام بربطه كانت يارا تستند على كتفه فارجعها للخلف قليلا حتى يقوم ليتصل بالمشفى القريب ولكن وجدها فاقده للوعى فحملها ووضعها على السرير بغرفتها
اتصل ادم بالمشفى وطلب دكتوره تأتى لها بعد حوالى ربع ساعه اتت الدكتوره ومعها ممرضه دلفت غرفه يارا وقامت بتعقيم الجرح وخياطته وكتبت لها على دواء واخبرته انها ستكون بخير هى فقط فقدت الكثير من الدم وبحاجه للرعايه وستصبح بخير . فطلب منها ادم ان تظل الممرضه معها حتى تصير بخير فوافقت والقت السلام وغادرت جلست الممرضه بجوارها قليلا وعندما اتى ادم الى الغرفه بعدما اوصل الطبيبه اخبرته الممرضه انها تود اداء فريضتها فاوصلها الى الحمام وعندما رأته بتلك الحاله فزعت بشده فأشار لها ادم على الحمام بالطابق العلوى وعلى غرفه بجواره فصعدت الممرضه لاعلى.
ودلف ادم الى غرفه يارا وظل يتطلع اليها وهى نائمه تبدو كالملاك حقا لم يشعر بنفسه الا وهو يمرر يده بهدوء على خصلات شعرها وعلى وجهها وامتددت يده لذراعها السليم يتلمسه بنعومه حتى وصل الى كفها فامسكه وقربه الى فمه وطبع قبله رقيقه عليه ثم تركه ووقف امام نافذه الغرفه يفكر ويفكر ويأنبه ضميره بشده على ما فعل معها ولكن هيهات ان يدعه شيطانه او نفسه الاماره بالسوء فصر اسنانه بغضب هى فقط وللابد اداه انتقامه . بعد قليل من الوقت استيقظت يارا وفتحت عينها ببطئ فانتبه ادم اليها .
ادم: انتى كويسه دلوقتى ! يارا بضعف: الحمد لله . ادم: طب ارتاحى انتى نزفتى كتير . يارا وحاولت الجلوس فاستندت على يدها فألمتها فتأوهت، فأمسكها ادم من كتفها واسند ظهرها فلاحظت يارا انها ما زالت ترتدى البادى فقط فخجلت كثيرا وانزلت بصرها الى الارض خجلا وحاولت النهوض .. فقال ادم بجديه: طول عمرى بقول عليكى غبيه ما قولنا اقعدى اتهدى واللى انتى عايزاه الممرضه هتجبهولك . انتبهت يارا وقالت: ممرضه ايه ! وبتعمل ايه هنا ؟! ادم: المفروض جايه تهتم بيكى بس طلعت تصلى ومش عارف راحت فين .
يارا باندهاش: يعنى فى واحده ست معاك فى البيت لوحدكوا ! ادم: هو ايه اللى لوحدنا ما انتى موجوده اهه .؟! يارا: هو انا مش كنت متنيله نايمه ازاى تقعد معاها وقامت يارا من السرير ووقفت قبالته وقالت: رد عليا بقي ينفع اللى بيحصل ده . ادم بدهشه فقد شعر بغيرتها: هى جت علشان ليكى مصل هتاخديه علشان ممكن الزجاجه دى تسببلك تسمم او اى مضاعفات مش قاعد احب فيها يعنى وبعدين طلعت فوق تصلى .
يارا بعصبيه: وكمان طلعت فوق ثم دفعته من كتفه وقالت: ابعد من وشى يا ادم . خرجت يارا من الغرفه بينما ابتسم ادم وحدث نفسه: بتغير عليا معقول ! صعدت يارا الى الاعلى وصعد ادم خلفها ولكنها لم تنتبه له ودلفت الى الغرفه وجدت الممرضه نائمه على سجاده الصلاه وهى امرأه فى الثلاثينات من عمرها . فاشفقت عليها وايقظتها بهدوء وقالت لها: ايه اللى نيمك كدا . الممرضه بقلق: انا اسفه والله ما حستش بنفسي اسفه والله اسفه.
يارا بهدوء: اهدى اهدى محصلش حاجه انتى تعبانه ولا حاجه نمتى ليه كده فهمينى براحه ومتقلقيش . الممرضه: انا امبارح كنت ورديه باليل والمفروض كنت اروح النهارده ولما البشمهندس جوزك اتصل اضطريت اجى بس كنت تعبانه اوى ونفسى انام انا اسفه والله بس متبلغيش الدكتوره الله يخليكى . نظرت اليها يارا بعطف وقالت وهى تربط على كتفها: ولا يهمك متقلقيش قومى روحى بيتك وارتاحى واليومين الى كنت هتقعديهم معايا اعتبريهم اجازه وهتاخدى فلوسك كلها وانا الحمدلله كويسه وكتر خيرك على اللى عملتيه . نظرت اليها الممرضه: طب وحقنك .
يارا بابتسامه: قوليلى بس المواعيد والمفروض اخدها امتى وفين وانا هتصرف متقلقيش يالا قومى هروح اجيبلك الفلوس على ما تحصلينى على تحت . ونهضت يارا وخرجت فى اتجاه غرفتها وخرجت خلفها الممرضه ووجدت ادم يخرج من غرفه بجوارها واعطاها المال وتركها تنصرف . عادت يارا ومعها المال ولكنها لم تجدها فسالت ادم عنها فكان رده: انتى قاعده مع راجل مش رجل كرسى مش انتى اللى هتصرفى فى وجودى . وتركها وغادر . عادت يارا الى غرفتها وبدلت ملابسها باخرى ثقيله فلقد شعرت بالبرد الشديد ودلفت الى الحمام فوجدت حالته يرثى لها فقامت بتنظيفه رغم ان ذراعها يؤلمها وانتهت وعادت الى غرفتها والقت بنفسها على السرير وذهبت ف نوم عميق .
فى مكان اخر م2: على فكره احتمال ادم يجى القاهره قريب . م1: حلو اوى كده اللعب احلو . اخبار البت اللى سيبها فى مطروح لوحدها ايه م2: زى ما هى انا مستغرب والله هى ليه لحد دلوقتى ممشيتش من هناك بقالها 5 شهور مستنياه علشان ايه دى هبله . م1 بسخريه: الحب يا مغفل يعمل اكتر من كده انت مسمعتش عن المقوله اللى بتقول ومن الحب ما قتل . بس خليها تستوى على الاخر وبعدين نرمى الطعم وانا متأكد انها هتشبك .
عند اروى ويوسف اروى: ها يا يوسف هينزلوا ولا هنروح احنا . يوسف: انا لسه قافل مع ادم اهه وقالى انهم هينزلوا على اخر الشهر ده . اروى بتأفأف: اوف بقى انا لسه هستنى . يوسف يضمها: يا حبيبتى يمكن بيصلحوا اللى بينهم سبيهم على راحتهم. تنهدت اروى وصمتت وهى تفكر فى يارا وانه من المؤكد ان ادم سيحبها فكل من عرفها احبها فروحها نقيه لدرجه كبيره تجعل من امامها يعشقها ولكنها مع ذلك تشعر بحزنها وتخاف عليها كثيرا واكثر ما تخاف منه هو ان تعرف يارا الحقيقه وما سيكون رده فعلها تنهدت اروى مره اخرى مغمضه عنيها مستسلمه للنوم فى حضن زوجها امانها وراحتها .
مر يومين كانت يارا تقضى معظم وقتها فى غرفتها وبالكاد ترى ادم وكانت تحضر بعض الوجبات السريعه وتترك له بعضا منها وتحاول الا تحتك به فى احد الايام حوالى الساعه 10 مساء كانت يارا ترتدى بنطالا من الجينز الازرق الداكن وبلوفر باللون الابيض و ترفع شعرها لاعلى بعشوائيه فتساقطت خصلات كثيره علي وجهها وعنقها لتتطاير من نسمات الهواء القاسيه وهى تجلس على الشاطئ امام البحر وبيدها مزكراتها تخط بها بعض كلماتها . كان ادم يقف بالشرفه المطله على البحر بعدما اخذ حماما دافئا ليدفئه فى هذا الجو القارص رآها جالسه على الرمال وخصلات شعرها تتراقص بنعومه ظل يتطلع اليها فلقد كانت جميله رقيقه مغريه وتعصف بكيانه كأمواج البحر ظل هكذا فتره ليست بقصيره حتى شعر بالبرد يدب فى اوصاله فعطس بقوه ودلف الى الداخل .
عادت يارا الى الفيلا ولملمت شعرها كحكه ودلفت الى المطبخ لتعد مشروبا ساخنا وشاورت عقلها اتعد له ام لا فهو يتجاهلها باستمرار لم هى تهتم به ولكنها حسمت امرها بالصعود اليه . طرقت يارا باب الغرفه بحرج ففتح لها ادم وعلى وجهه مؤشرات البرد فسألته هل يرغب بمشروب فقال لها: لا مش عايز حاجه واتفضلى انزلى ومش عايز اشوفك تانى ممكن . يارا بحزن: خد بالك من نفسك واقفل البلكونه باين عليك التعب وممنوع تخرج البلكونه نهائى ادم بقسوه: ملكيش فيه انزلى وملكيش دعوه .. واغلق الباب بوجهها ادمعت اعين يارا ونزلت الى الاسفل . بينما ادم احس بمفاصله تتكسر وبدوار خفيف وبروده شديده ولكنه عنيد ورأسه اصلب من الحجاره ولم يعترف لنفسه بان به بوادر الانفلونزا لا يعرف ايعاند نفسه ام يعاندها لانها طلبت منه عدم الخروج للشرفه فدخل الشرفه مره اخرى ونام على المقعد بها .
ظلت يارا مستيقظه حزينه على ما يمر بحياتها وعلى بعد ادم عنها وعن جفائه فى معاملتها وبكت بشده وظلت تقرأ فى كتاب الله وتدعوه ان يقرب بينهم ويرزقها حبه ثم اذن الفجر فقامت وارتدت اسدالها وصلت فريضتها وجلست قليلا تفكر هل هو نائما ام استيقظ للصلاه اتصعد اليه ام لا فأخذت قرارها بعدم الصعود ثم جلست تستغفر الله وتقول بعض الادعيه وكان ادم فى الكثير منها ثم فجأه سمعت صوت تكسر شئ بالاعلى فهبت واقفه وصعدت جريا على الدرج وحتى وصلت الى غرفته فطرقت الباب ولا رد نادت عليه ولكن ايضا لا رد ففتحت الباب ودلفت وانصدمت مما رأت ...
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل العاشر
عند اذان الفجر استيقظ ادم وجسده كله يألمه ولم يستطع التحرك تحامل على نفسه ووقف ثم ما لبث ان وقع على المقعد مره اخرى من دوار راسه فقام مره اخرى ودلف الى الغرفه بصعوبه وهو يكاد يرى امامه و تحامل على نفسه وتوضأ وصلى ثم بدأ يشعر بدوار يعصف به ورأسه تألمه بشده وحبات العرق تندفع بشده على جبينه اقترب من فراشه وجلس عليه ولكنه شعر بحلقه جاف يرغب ببعض الماء فاقام وحاول الامساك بالكوب بجوار السرير ولكن لرجفه يده لم يستطع وسقط الكوب وسقط ادم على الارض شبه فاقدا للوعى .
ذهبت اليه يارا وجلست على الارض بجواره وامسكته من كتفه ورفعت رأسه على قدميها: ادم ادم انت كويس رد عليا . فتح ادم عينيه ببطء شديد ونظر اليه وقال: بر.. رر. دااا..ن بررد... ان اوى . بكت يارا وقالت: حاول تسند عليا علشان تنام على السرير . قامت وامسكت بيده وضعتها على كتفها ووضعت يده الاخرى بيدها ولفت هى ذراعها عليه وحاولت مرات كثيره ولكنه ضخم جدا بالنسبه لها فوقعوا اكثر من مره وكان ادم يشعر بها ويبتسم ثم يغمض عينيه ثم يشعر بها ثانيا حتى استطاعت اخيرا ان تضعه على الفراش وغطته بلحافه واحضرت بطانيه اخرى وغطته بها ايضا ثم خرجت الى الحمام واحضرت ماء وقطعه قماش لتقوم بعمل كمادات له وحضرت اليه مشروب دافئ وصعدت اليه مره اخرى اشربته المشروب بصعوبه بالغه فهو شبه فاقد للوعى وظلت طوال الليل بجواره تضع له الكمادات .
فى حوالى الساعه 7 صباحا استيقظ ادم وهو يشعر بالارهاق فوجدها بجواره يبدو على ملامحها التعب الشديد ادم بضعف: انتى هنا من امتى ؟ يارا: احم من امبارح . ادم بدهشه: منمتيش ! يارا وهى تغير الموضوع: انت عامل ايه دلوقتى لسه حاسس بحاجه . كان ادم يشعر بألام بارحه فى رأسه وجسده وحرارته كذلك لم تنخفض كليا ومازال رأسه يدور فقال ادم وهو يغمض عينه: حاسس بحاجات كتير .
ظلت يارا بجانبه ثم ذهبت الى المطبخ واعدت له حساء دافئ واحضرت معاها الدواء وصعدت اليه مره اخرى واطعمته واعطته خافض للحراره وتركته ينام قليلا . ففتح ادم عينيه وهو غير واع رأها بجواره شارده تنظر للخارج فناداها بضعف شديد وهو لا يشعر بشئ حوله: يارااا التفتت يارا اليه وقالت بلهفه: انت كويس فوقت خلاص . نظر اليها ادم بضياع واشار لها ان تأتى بجانبه فذهبت وجلست بجواره فأمسك بطرف طرحه اسدالها وازاحها ببطء وشعر انه يجاهد ليفعل هذا فتساقطت خصلات شعرها على ظهرها فنادى عليها: يارا . يارا: نعم عايز حاجه اعملهالك .
ادم وهو يغيب عن الوعى: نامى جنبى . انصدمت يارا ونظرت اليه بتوتر:هاااا ادم اغلق عينه وهو يقول: امى كانت بتعمل كده وظل يردد امى امى . فاشفقت يارا عليه وجلست بجانبه على الفراش وتمددت بجواره فشعر بها ادم فقام ونام على كتفها ولف ذراعه على خصرها واغمض عنيه وذهب فى عالم اخر . احرجت يارا كثيرا ولكنه يحتاج الى امه الان فحاوطت كتفه العريض بذراعها وظلت تمسح على رأسه وظهره الى ان نامت هى الاخرى فهى حقا متعبه ...
عند الساعه 1 ظهرا استيقظ ادم وكان حاله افضل كثيرا فحرارته انخفضت والام جسده ورأسه هدأت ولكن مازال رأسه يدور قليلا . اشتم رائحه ورد جميله تنبعث بجواره فالتفت فرأى يارا نائمه بجواره وخصلات شعرها تتطاير على وجهها ووجهه وهو نائم على كتفها قرب قلبها ظل ينظر اليها بحنان ثم ادرك وضعهما فانتفض جالسا ففزعت يارا اثر حركته وقالت وهى تضع يدها على جبينه: انت كويس فيك حاجه .
نظر ادم اليها بدهشه وقال: انتى بتعملى ايه هنا انتى اتهبلتى ازاى تنامى جنبى كده . يارا والدموع تتجمع بعنيها: انت اللى طلبت منى والله . صدم ادم وحاول ان يتذكر ولكنه لم يستطع فقال لها: هتفضلى قاعده كده قومى يالا من هنا . تجمعت الدموع باعين يارا ووقفت وعادت للخلف قليلا ودموعها على وشك الانهمار .
قام ادم من السرير ووقف امامها مباشره ثم فجأه احس بدوار شديد فاترنح ثم سقط عليها فلم تستطع ان تتوازن فسقط كلاهما على الارض يارا فى الاسفل وادم فوقها ظل ينظر كلا منهما فى عين الاخر وتاه بشكل كامل تطلع ادم الى خصلات شعرها الثائره على الارض عيناها التى تلمع بالدموع مضيفه لها بريقا رائعا انفها الذى اصبح احمر اللون من البكاء وجنتها التى تلونت بلون الاحمر من الخجل شفتاها المترجفه رفع نظره لعيناها ثم نزلت لشفتاها مجددا .
ظلت يارا تتطلع لعيناه الزيتونيه ولاحظت نظراته المتفحصه لها ولكنها خجلت كثيرا عندما رأت نظرته العميقه لشفتاها فاغمضت عنيها وارادت دفعه عنها ولكنها فى نفس الوقت ارادت قربه منها . لم يشعر ادم بنفسه الا وهو يقترب من عنقها يشتم عبيرها الآخاذ وهو مغمض العنينين ثم امسك بخصلات شعرها وسحبها ليملأ انفاسه برائحه الورد المنبعثه منها ثم تسلسلت يده لتمسح دموعها المنسابه على وجنتها وهو يقترب منها ولكن شهقه يارا اعادته لواقعه فنظر اليها نظره غامضه فقالت بهدوء: ايدك ساقعه .
سقط فم ادم ارضا من الصدمه وحدث نفسه: احقا يا فتاه . ثم قام عنها سريعا وتمسك بشباك السرير حتى توازن جيدا فنهضت يارا على الفور هى كانت مندهشه مما قالت ولكن ماذا تفعل فجسدها كان يحترق كانت تشعر بسخونه جسدها ويده كانت كتله من الجليد لم تستطع التحمل ليس ذنبها... شعر ادم بضيق من نفسه لانه لم يسيطر على مشاعره وحاول ان يجعل الموضوع فى صفه ليدارى ارتباكه فقال باستفزاز: هو انا قولتلك قبل كده انك سهله اوى ووقت ما اعوز اقرب منك هقرب ووقت ما اعوز ابعد هبعد انتى اصلا مش من نوعى المفضل .
رفعت يارا عيناها بصدمه شديده من كلماته اللاذعه التى اصابتها فى مقتل فهو لم يجرح كبريائها فقط ولكنه جرح انوثتها ايضا فاشتعلت عينها بنار التحدى فهى تعلم جيدا انه فقد السيطره على نفسه منذ قليل ومازالت انفاسه غير منتظمه فاقتربت منه ورفعت يدها ترتب خصلات شعره الاسود بنعومه ودلال فابتلع ريقه بصعوبه واغمض عينيه يرغب فى ملامسه خصلات شعرها وقفت على اطراف اصابعها واقتربت من اذنه فأصبحت خصلات شعرها قريبه من كتفه فاقترب منها يشتم عبيرها مجددا ولم يستطع مقاومه رائحته الخلابه ظلت هكذا دقيقتين ثم همست بجوار اذنه: هيا ادم ابتعد عنى الان .
قال وهو مغلق العينين ويغرس رأسه فى شعرها: لا استطيع . فضحكت بانتصار وعادت للخلف سريعا ونظرت اليه بتحدى لتقول: يبقى متقلش انك تقدر تبعد وقت ما انت عايز يا بشمهندس . ورمقته بنظره انتصار اخرى وخرجت مسرعه .
اما ادم فوقف مكانه منصدما من نفسه وضعفه امام خصلاتها المجنونه ومنصدم اكثر من تصرفها هل هذه طفلته الصغيره ثم حدث نفسه قائلا: ياربى انا ليه مش قادر ااذيها ليه مش قادر ابعد عنها ليه كل حاجه فيها بتشدنى ضحكتها طفوليتها جنانها شعرها رائحتها ليه فيها ايه مختلف ياربى . ثم دلف الى الحمام اخذ دش سريعا وخرج وارتدى ملابسه مكونه من بنطال قطنى ثقيل باللون الاسود وبلوفر باللون الرمادى وصفف شعره فبدا جذابا وقرر تجاهلها حتى لا يحدث تصادم بينهم ثم جلس فى شرفه حجرته قليلا يتذكر ما فعلت معه اعتنت به ... بكت من اجله ... لم تنم وظلت بجواره ... وافقته ان تنام بجواره ليطمئن ... عندما اطعمته بيدها ... وتذكر عندما كانت تحاول ايقافه وسقطت مرات متتاليه فاعتلت ابتسامه صغيره شفتاه . احس بالجوع فنزل لاسفل ليرى شئ ياكله .
اما يارا فبمجرد ان خرجت من الغرفه واغلقت الباب استندت عليه من الخارج وبدأت دموعها تنهمر واحست ان صوتها يخونها ويعلو شهقاته جرت مسرعه الى غرفتها جلست على فراشها تبكى بشده لقد جرحها مره اخرى الى متى ستتحمل هى متعلقه به وتحبه كثيرا ولكنه فقط يتفنن بجرحها . قامت توضأت وصلت لله تدعوه ان يريح قلبها ويطيب جراحها ويجعلها قره عين لزوجها ويزرع حبها فى قلبه انهت صلاتها واصبحت تشعر بشعور جميل بالراحه والاطمئنان كأن الله بعث فى قلبها الامان . قامت اخذت حماما طويل لتريح اعصابها ثم خرجت وقررت ان تعيش كما كانت بطفوليتها وتعود لحياتها سابقا وتتجاهل وجوده تماما حتى لا يتعمد مضايقتها . ارتدت احدى بيجاماتها ذات الرسومات الكرتونيه و صففت شعرها بطريقه طفوليه وخرجت الى المطبخ لتعد بعد من الشطائر والسندوتشات .
نزل ادم عن الدرج ثم ذهب اللى المطبخ ووقف مصدوما مما يرى .. فكانت يارا ترتدى بيجامه باللون الابيض بيها رسومات باللون الزهرى والاسود لرسومات كرتونيه كثيره ومضحكه وكانت تصفف شعرها بطريقه مضحكه كانت تفرقه من النصف وتلفه كحكه على كلا الجانبين وترتدى قفازات على شغل قرد صغير فى يديها وترتدى حذاء فرو على شكل قطه بآذان كبيره فى قدمها وامامها طبق كبير به حوالى مائه سندوتش وطرمس بجوارها وتبحث عن شئ ما وهى تدندن باغنيه اجنبيه بضحكه جميله فكانت تبدو كطفله شرسه انطلقت ضحكه من فم ادم غصب عنه فالتفتت يارا اليه وحاولت تجاهله ولكنه قال: ايه اللى انتى عملاه ده . قالت ببرود: عادى يعنى الكحكتين علشان يدفوا ودانى والشبشب علشان يدفى رجلى والجوانتى علشان يدفى ايدى ايه الغريب . ابتسم ادم: انا مش قصدى لبسك انا قصدى ايه السندوتشات دى كلها .!
تطلعت يارا لابتسامته الجميله قليلا ثم قالت بمرح وضحكه واسعه متناسيه جرحه لها منذ قليل هل اخبرتكم من قبل انا يارا من الاشخاص التى تنسى سريعا ما يحدث تسامح فورا وتواجه دائما الاساءه بالحسني فتناست تمام ان الذى امامها ادم وقالت بحماس: اصل الجو برد وانا فى الشتا بقلب دب قطبى وبجوع كتير فقولت اعمل سندوتشز كتير وانا ايدى سقعه قبل ما البس الجوانتى علشان لما تدفى معملش حاجه وكمان بص عملت طرمس نسكافيه علشان يدفينى ثم قفزت وقالت بغمزه: خطه فى منتهى الذكاء صح .
تطلع اليها ادم قليلا ثم اقترب منها وقال: طب انا ممكن اكل من السندوتشز دى . يارا بضحكه جميله متناسبه تماما الخلافات بينهم: اكيد بس عتدفع على كل سندوتش ضريبه . ادم متناسيا هو الاخر نفسه امام طفوليتها: وايه هى الضريبه يا ست المستغله . يارا وهى تضع يدها اسفل ذقنها وترفع نظرها للسقف وتفكر: ههههههم تطلبى ايه يا يارا تتطلبى ايه . ثم صفقت بحراره وقالت بصراخ: شيكولاته وشيبسى وايس كريم و بيبسى ولبان ومصاصه وبنبونى وبسكويت وباتيه وو قاطعها ادم مبتسما: ههههه بس بس كل ده علشان شويه سندوتشات دا انتى مفتريه وطماعه اوى .
اقتربت منه يارا ووكزته فى كتفه بخفه وقلت بدلع: اخص عليك تستخسر فيا حاجه برضو . امسك ادم يدها وقربها منه ونظر فى عينها وقال بصوت هادئ: الغالى يرخصلك . ظلا يطلعان باعين بعضهم حتى عادوا لارض الواقع اخيرا فابتعدت يارا بسرعه وهى تعض شفتها السفلى من الاحراج ومن سخافه ما فعلته اما ادم فاتخذ الوش الخشب ورمقها بنظره حائره وخرج سريعا من المطبخ . جلست يارا على طاوله المطبخ وحدثت نفسها: هو ليه بيعمل كده اوقات بحس انو بيحبى واوقات بحسه بيكرهنى مبقتش عارفه هو ليه بيعمل كده انا بنسى كل حاجه لما بشوفه بنسى زعلى بنسى قسوته وبدوووب فى ضحكته مش عارفه هنفضل كده لحد امتى يارب حلها من عندك .
خرج ادم الى خارج الفيلا وجلس امام البحر يتطلع الى تلاطم امواجه ثم حدث نفسه قائلا: انا عايزاها عايز افضل معاها بس لا انا انفعها ولا هى تنفعنى لازم المسأله دى تنتهى فى اقرب وقت ممكن انا لازم ارجعها لابوها اسكندريه وهبقى كده نفذت انتقامى وفى نفس الوقت هبعدها عنى للابد . عاد ادم الى الفيلا بعد فتره من الوقت وجدها مازالت تجلس شارده على طاوله المطبخ ظل يتطلع اليها ماذا سيحدث بها عندما تعلم الحقيقه عندما تعرف تلاعبه بها للانتقام من والدها ثم ابتسم بخفه على منظرها وحدث نفسه: كويس انك لميتى شعرك اصله بيجننى . ثم حمم قليلا: احم احم فالتفتت اليه يارا . فقال بصرامه: جهزى نفسك هننزل بعد بكره اسكندريه . قفزت يارا من فوق الكرسى واقتربت منه سريعا وعلى وجهها علامات السعاده: انت بتتكلم جد خلاص هشوف بابا وماما .
ادم ينظر بعجز لابتسامتها الساحره التى تنبض بالحياه ولكنها بعد غد ستتوقف تماما: اه هنتحرك بكره بعد الفجر جهزى نفسك ولمى حاجاتك . انقضت يارا عليه باندفاع وغير وعى وطبعت قبله خاطفه على خده وجرت مسرعه على غرفتها تقفز كالاطفال وهى تقول: شكرا شكرا هوا وهبقى جاهزه . اندهش ادم ووضع ادم يده على خده مكان قبلتها وابتسم بأسى فهو يريد ان يغير قراره ويبقى معاها متناسيا العالم اجمع ولكن شيطانه سيطر عليه وعمق فكره الانتقام داخله فتغلب الكره على الحب .
اما يارا بمجرد دخولها غرفتها وضعت يدها على فمها واتسعت عيناها محدثه نفسها: ياختااااااااى ايه اللى انا هببته ده انا بوسته ياختاااااااى انا بوسته مكنش قصدى والله مكنش قصدى انا متعوده اعمل كده مع بابا ياختااااااى يقول عليها ايه دلوقتى اووووف اوووووف منك اه منك يا يارا اه . ثم ضحكت بس انا هنزل واشوف بابا وماما واروى وااااااو ثم بدأت بالغناء وبدأ صوتها يعلو شيئا فشيئا دون وعى منها . فسمع ادم صوتها تدندن " اهلا اهلا اهلا باعز الحبايب اهلا ... اهلا اهلا اهلا بالقمر اللى غايب اهلا ... وحشتونى وحشتونى وحشتونى " ثم استمع لصوت ضحكتها ترن بشده فى جميع اركان الفيلا .
فى المساء كان ادم يجلس فى شرفه غرفته يتطلع للبحر بهدوء وكانت امواج البحر هادئه كما لو كانت تشاركه هدوئه الذى يسبق العاصفه رن هاتفه فنظر اليه وجده يوسف فتح الخط. ادم: يوسف اذيك يوسف: بخير يا برنس اخبارك ؟ ادم: بخير الحمد لله انتو اخباركوا ؟ يوسف: تمام صمت قليلا: يارا عامله ايه يا ادم .
شعر ادم بضيق لذكر يوسف لاسمها هكذا فقال بغيره واضحه فى صوته:قلت قبل كده اسمها دكتوره يارا وبعدين انت اصلا تسال عليها ليه . ضحك يوسف بمراره وقال: اما امرك عجيب صحيح هم يضحك وهم يبكى . بسأل علشان مراتى عايزه تتطمن وبعدين غيران عليها منى ليه ما انت هتسيبها ومع الوقت هتتجاوز الموضوع وهتبقى لغيرك . ادم بغضب: اتلم يا يوسف وملكش دعوه حياتى وحياتها واحنا حرين .
يوسف بنرفزه: حياتها ! حياتها انت لعبت بيها وخربتها ودمرت طفولتها وبرائتها اللى انا وانت والكل عارفها كويس وعارفين كمان قد ايه هتتكسر وهيضيع كل ده بسببك بسبب انانيتك وغضبك اللى عميك ما فكرتش ممكن توصل حالتها لايه مفكرتش وجاى دلوقتى تقولى حرين . ادم يستمع الى كل كلمه ويعرف تمام المعرفه انه محق ولكن عناده منعه من الاستماع . فقال بهدوء بارد: الموضوع منتهى انا هرجع يارا بعد بكره لابوها وابقى خلصت مهمتى وكل واحد يروح لحاله . يوسف بنفاذ صبر: مهمه ! الدكتوره بالنسبالك مهمه راجع نفسك يا ادم هتندم ندم عمرك يا ادم وهتقول ياريت اللى جرى ما كان . على العموم انت حر انا كنت متصل اقولك ان انا عايزك فى شويه حاجات كده مستنيك يالا تصبح على خير . ادم: حاجات ايه ؟
يوسف: حاجات فى الشغل وموضوع كمان كده لما تيجى هنتكلم . ادم: ماشى . يوسف: فكر كويس يا صاحبى قبل فوات الاوان سلام . اغلق يوسف الخط .
التفت يوسف وجد اروى تجلس خلفه وتبكى بصمت ضمها اليه فقالت ببكاء: يارا هتنهار يا يوسف كان لازم تعرف بما انك كنت عارف كان لازم نقولها انا عرفت وسكت علشانك يارا لو عرفت مش هتسامحنى . يوسف بأسف: غصب عنى مضطر اسكت هو عايز كده الكل عايز كده مقدرش اتكلم ربنا يكون فى عونها يا اروى ادعيلها . اروى ببكاء اشد: يارا طيبه ومش هتستحمل كل ده ومش هتسامحنى انا كل اما كنت بسمع صوتها الشهور اللى فاتت قلبى كان بيتقطع عليها كانت بتحاول تدارى حزنها روحها مرجعتش غير الكام يوم اللى فاتوا يا يوسف يارا بتحبه ومش هتستحمل غدر بالشكل ده ذنبها ايه فى كل ده ذنبها ايه .
ثم وضعت يدها على بطنها المتكوره متألمه: اااااااه بطنى . فزع يوسف ونظر لها وجدها تبكى وتضحك فى ان واحد نظر اليها باستغراب: فيه ايه . اروى بابتسامه: ابنك الشقى بيضربنى ااااه اااه بيضربنى والله . ضحك يوسف ووضع يده على بطنها: بس يا ولد عيب كده التم اومال . ضحكا سويا ثم دمعت اعين اروى مجددا فضمها يوسف بقوه وقال مطمئنا: انتى هتبقى جنبها و كلنا هنبقى معها وهنبقى جنبها وباذن الله هتبقى قويه وتتحمل ادعيلها وابقى خدى بالك منها اتفقنا . اروى بدموع وهى تشد على قميصه وتدفن راسها فى صدره: حاضر اتفقنا .
خرجت يارا الى الشاطئ لمحها ادم وكانت على وشك ان ترفع رأسها لاعلى فتراجع على الفور ثم خرج لينظر اليها وجدها تحمل علبه صغيره وبداخلها ورقه وبعض اشياء لاحظ انها سترفع راسها للاعلى مجددا فتراجع فورا وبعد ثوانى تطلع اليها مجددا وجدها تحفر فى الرمال فى منتصف الشاطئ وتضع العلبه الصغيره به ثم غطتها بالرمال ورسمت حولها قلب صغير ووضعت قطعه صغيره من الخشب بجوارها كعلامه على المكان ثم ضحكت وقامت تقدمت من البحر وفردت ذراعيها وظلت تدور حول نفسها وهى تضحك حتى وقعت ارضا وهى تضحك بشده وتدندن اغنيه " نسم علينا الهوا " ثم قامت وبدأت تقفز كالاطفال هنا وهناك وضحكاتها تتعالى وتتردد فى المكان ثم جلست ارضا وكتبت شيئا على الرمال باصبعها قرب ادم وجهه لعله يتبين وصدم مما كتبت فلقد كتبت " ليتك تحبنى كما احبك " احس ادم بخنجر يطعن فى قلبه تألم كثيرا فدخل سريعا واغلق الشرفه وارتمى على سريره يتطلع الى سقف غرفته بشرود ثم قال " للاسف احببتنى فى انتقامى " وتنهد بحزن مغلق عيناه متألم قلبه .
فى مكان اخر يجلس الرجلان معا ورائحه السجائر تملأ المكان . م1: معرفتش اخر الاخبار . م2: هاااا هات اللى عندك . م1: البرنس رجع مطروح . م2: كويس كويس اوى لوحصل حاجه اعرفها دبه النمله توصلنى . م1: من الناحيه دى متقلقش . م2 وهو ينفث دخان سجاره بغيظ وغل: كده اللحم بدأ يستوى ولم يبدأ يستوى لازم نعمل ايه .! م1 بضحكه شريره: نعلى النار لحد ما تتحرق . وضحكا سويا بصوت عالى هاهاهاهاهاهاهاهاهاها " شكلهم وحش اوى"
صباح يوم جديد استيقظ ادم وقام بفتح شرفه غرفته وجد الجو رائع فالربيع اوشك على القدوم ظل ينظر للبحر امامه بشرود ثم دلف الى غرفته اخذ ملابسه ودلف الى الحمام اخذ حماما وخرج ارتدى ملابسه المكونه من بنطال رياضى اسود و فانله رياضيه سوداء وارتدى جاكيت ابيض وكوتشى اسود فى ابيض وصفف شعره واخذ حقيبته ووضعها على ظهره وخرج من الغرفه نزل للاسفل بهدوء وجد باب غرفتها مغلق فعلم انها ما زالت نائمه فخرج من المنزل بدأ بالركض حول المنزل الخاص بهم بسرعه حتى تعب وقف وانحنى للامام ووضع يديه على ركبتيه واخذ يتنفس بسرعه ثم بدأ بممارسه رياضه الضغط سريعا حتى لم تعد يداه قادره على الصمود فسقط نائما على ظهره على الرمال ظل ينظر للسماء ثم نهض نزع سترته ورماها ارضا ونزل الى الماء واخذ يسبح بسرعه وبقوه حتى توقفت عضلات كتفه عن العمل فعاد للشاطئ منهك بشده بعد هذه الرياضه لمده 3 ساعات متواصله وضع المنشفه على رقبته وارتدى سترته وحمل حقيبته واتجه ليعود للمنزل بمجرد ان فتح الباب ودلف وجد يارا ترتمى بحضنه وحالتها يرثى لها تبكى بشده فاستغرب قليلا ولكن بمجرد تكلمها وضحت كل شئ ولكن لم يقل استغرابه بل زاد لدرجه الاندهاش .
قبل 3 ساعات استيفظت يارا تململت فى الفراش وقامت دلفت للحمام اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها بنطال من الجينز باللون الاسود وبادى باللون الاحمر رفعت شعرها بمشبك تاركه خصله او خصلتين بجانب اذنها خرجت من الغرفه متحمسه فاليوم ستعود لاهلها ياااااااااه هوووو ذهبت الى المطبخ بدأت بتحضير طعام الافطار وجهزته ووضعته على الطاوله وترددت ماذا تفعل كيف توقظ ادم فاستجمعت نفسها وصعدت طرقت الباب ولم تجد رد طرقته مره اخرى وايضا لا رد بدأ القلق يتغلغل اليها فتحت الباب بهدوء وجدت الغرفه فارغه انقبض قلبها دلفت للحمام لم تجده نزلت للاسفل سريعا وهى تبكى و تردد: لا لا بالله عليك لا . ظلت تبحث عنه وتنادى عليها ولكن لا اجابه .
وقفت امام باب المنزل واستدارت نظرت للمنزل ثم جلست بجوار الباب: ليه يا ادم ليه مشيت وسبتنى ليه كده ليه ارجع بقى انا تعبت سبتنى تانى زى اول مره سبتنى علشان خاطرى اطلع بقى انا عايزاك جنبى كفايه وجودك الله يخليك ثم بدأ صوتها يعلو ويعلو وهى تبكى بمراره ظلت على هذا الحال قرابه الساعتين ثم فجأه فتح الباب فقامت مسرعه وبمجرد رؤيتها لادم ارتمت بحضنه بلا وعى وهى تبكى وتنتفض بشده: اوعى تسبنى تانى والله ما اقدر اعيش تانى من غيرك انا مستعده استحمل اى وجع اى وجع الا وجع بعدك عنى تانى مش عايزه حاجه غير انك تطمنى بوجودك جنبى علشان خاطرى متمشيش علشان خاطرى .
انصدم ادم من كلامها وانهيارها هكذا كل هذا فقط من اجل خروجه بعض الوقت كيف كانت اذا عندما تركها رفع ادم يديه يحركها على ظهرها بهدوء ليهدءها قليلا: انا هنا مرحتش فى حته اهدى . ابعدها قليلا عنه وقال: محصلش حاجه لكل ده ممكن تسيبينى اطلع اغير هدومى .
انتبهت يارا انه يرتدى ملابسه وهى مبتله بالماء وتتساقط منه قطرات الماء على الارض كل ملابسه مبتله وخصلات شعره اااااااه رائعه " احم احم مش وقته " فقالت وهى تمسح دموعها بظهر يدها كطفله صغيره: ايه اللى عمل فيك كده . تجاوزها ادم صاعدا للاعلى: نزلت المايه . وهم بالصعود فوجدها تمسك معصمه وهى ترفع يدها لتمسك المنشفه على عنقه وترفعها لتجفف شعره: انت اكيد اتجننت ازاى تنزل المايه وانت لسه تعبان انت ناسى انك مودع دور برد قريب اتهيالى مش صغير علشان حد يفكرك .
اندهش ادم مما فعلته كلامها قربها منه حركه يدها على شعره نظره القلق الباديه عليها حركه شفتاها وهى تتحدث ظل يتطلع الى ملامح وجهها الصافيه وحركه عيونها ورموشها الراقصه وتلك الكرزتين التى تتحدث بلا توقف ويفكر " كيف مذاقها بالتأكيد رائع " ابتلع ريقه بصعوبه وظل ينظر اليها وعندما شعر انه على وشك ان يفقد قدرته فى السيطره على نفسه دفعها عنه وهم بالصعود سريعا ولكنها قالت: غير هدومك وانا هعملك حاجه سخنه تشربها عايز منى حاجه تانيه . حدث نفسه: تبا تبا تبا .
واستدار سريعا ساحبا ايها من يدها لتلتصق بصدره ووضع يده على خصرها بقوه ساحبا ايها اليه اكتر فشهقت واغمضت عيناها بقوه حاولت دفعه ولكن لم يتحرك انش واحد ظل ينظر لوجهها نظر لعيناها المغلقه ثم انتقل بصره لشفتاها مجددا وعندما استمع لشهقتها لم يزيده ذلك الا رغبه فاقترب منها حتى شعر بانفاسها الساخنه فاغمض عنيه وسلم نفسه لما يريده فاقترب اكتر وووو...