رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس
دلف ادم و يوسف وانصدموا بشده فقد كانت يارا تجهش بالبكاء والجميع يحاول تهدأتها . استغرب ادم كثيرا هل تبكي هكذا بسببه وخشي ان تهدم كل خططه ولكن مهلا هم لا يحاولون تهدأتها هم يحاولون اقناعها بشئ ! تقدم ادم حتي صار امامها: في ايه ! سميه: يا جماعه صدقوني مش هتسمع لحد دلوقتي الموضوع انتهي . ادم بصدمه: موضوع ايه اللي انتهي ! احمد: يا يارا اسمعي الكلام اديله فرصه بس وهتخلصي بعدها منه .
فزع ادم من فكره انها اخبرتهم عما حدث وانا ترغب الان فى انتهاء الخطبه وكذلك والدتها تقف معها وان مخططه على وشك الفشل لذلك صاح بنفاذ صبر وصوت عالي: هو ايه ده اللي تخلص مني هو ده لعب عيال مكنش موقف يعني . ثم التفت ليارا: ممكن تبطلي عياط وانا صدقيني اتنرفزت مش قصدى اضايقك متزعليش منى بقي . تطلع اليه الجميع بصدمه ويارا اولهم . بادر رأفت: موقف ايه ؟ وزعل ايه ؟ ادم بتعجب: اومال هي عايزه تخلص مني ليه !
نظر الجميع لبعضهم البعض ثم ما لبثوا ان انفجروا ضاحكين حتي يارا اتسعت شفتاها عن ابتسامه جميله . رأفت وهو يضرب ادم علي كتفه: لا دا انت وقعت بقي . يا سيدى الدكتوره بتعيط علشان قاست دبله ضيقه ومعرفتش تقلعها ومش راضيه تخلي الرجل بتاع المحل يمسك ايديها يقلعها.واحنا بنحاول نقنعها .
احس ادم بالاحراج الشديد وانه تسرع كثيرا وحاول تدارك نفسه وقال: ااااه طب ماشي . والتفت ليارا ورأى ابتسامتها ظل ينظر اليها برهه من الزمن عيونها تلمع بالدموع ومع ذلك ابتسامتها رائعه وانفها ذو اللون الاحمر وشفتاها التى ترتجف احس انه يرغب فى تذوقها ثم تتدارك نفسه سريعا و قال: هاتي ايدك اخلعهالك انا . قالت يارا وهى تمسح دموعها بيدها كالاطفال ورغم اختناق صوتها لكن ظهرت به بعض الحده: يا بابا اللي يخلعها يا هفضل زى ما انا كده وعنها ماطلعت . احمد: يا بنتي انا خايف اعورك .
يارا: وانا خايفه من ربنا ومفيش مقارنه خالص يا بابا مينفعش حد تانى يلمس ايدى لو سمحتوا . تطلع ادم ويوسف ورأفت باندهاش ممتزج بالاعجاب . ووالدتها ووالدها بالفخر . ووافق احمد في النهايه . وحاول جاهدا الا تصيبها ولكنه فشل و ضغط عليها بشده فتأذت يارا ونزفت يدها الدماء فأطلقت صرخه مكتومه . اضطرب احمد وخافت سميه واروا كثيرا وفزع ادم عندما رأى الدماء وهتف بهم: حد يجيب مناديل واقترب منها محاولا الامساك بيدها لكنها سحبتها سريعا وهى تتألم . فأحضر يوسف المناديل وهتف ادم ب اروي:اكتمي الدم بسرعه .
اروي ببكاء: حاضر . واخذت المناديل وعالجت يد يارا وهي تبكي وما ان انتهت خرجت مسرعه من المكان حتي يتوقف بكاؤها فخرج يوسف خلفها يوسف: خرجتي بره ليه ! اروي بخضه: هاااا يوسف: ممكن مش تعيطى تانى . اروي بحده: افندم وده يخصك في حاجه. يوسف: حاليا لا بس بفكر اخليه يخصني . التفت اروي لتغادر فقال يوسف: شكلك ببقي احلي وانتي بتضحكى .
دلفت اروي للداخل فوجدت يارا تضحك بشده اروي بغيظ: انتى ابت معندكيش دم خوفتينا عليكى وخلتينى اعيط وانتى بتضحكى دلوقتى . يارا بضحكه بسيطه ساحره: اصل انا كنت هاجى اشترى الشبكه برجل واحده ودلوقتى هلبسها بايد واحده .. ونظرت لاروي ثم انفجروا ضحكا سويا وادم لم يستطع منع ابتسامه صغيره تسللت لشفتاه ثم اخفاها سريعا متمتما: طفله مجنونه . واكملوا اختيار الشبكه وانتهوا وغادروا علي وعد باللقاء بعد يومين حتي يذهبوا للتسوق لحفله الخطوبه.
بعد يومين ذهب كلا من يارا واروي مع ادم ويوسف كان كلا الفتاتين يجلسان بالخلف وطوال الطريق اما صامتين او يتحدثوا مع بعضهم فقط . عندما وصلوا الي المول ذهب ادم ويوسف الي الكافتيرا ينتظروا الفتيات حتي ينتهوا ودلف الفتيات الي المحلات الخاصه بالملابس اولا وقضيا وقتا طويلا حتي حصلوا علي ما ارادوا وبعد الانتهاء خرجوا وذهبوا اليهم وفي طريقهم الي الكافتيرا . يارا: اوبس انا نسيت شنطتى جوه هدخل اجيبها وارجعلك متمشيش علشان منتهش . اروي: حاضر يالا بسرعه .
وغادرت يارا وظلت اروي تنتظرها حتي اتي شابين يبدو عليهم الانحراف. احد الشباب: واقف لوحدك ليه يا جميل .. الشاب الاخر: غلطان اللي سابك كده تعالي نوصلك .
خافت اروا كثيرا عندما رأتهم وتراجعت وظلت تسير في طريقها حتي وصلت الي اول الكافتيرا . قام يوسف ليحضر مشروبين له ولادم وعندها لمح اروي تأتي مسرعه خائفه ويلاحقها شابين فأسرع اليها . يوسف: اروي انتي كويسه . تنهدت اروي واتجهت خلفه: اااه لااا ااااه يوسف: ايه يا استاذ انت وهو يلزم خدمه . احد الشباب: اومال عامله محترمه ليه لما انتي ليكي في الرجاله اهه يعني لاز لم يكمل كلامه حيث تلقي لكمه من قبضه يوسف في غضب وهو يقول: دى انضف منك ومن عشره زيك افتح بقك تانى وشوف اللي هيحصلك ودفع الاخر في كتفه بقوه: لم صحبك وغوروا من هنا .
وامسك اروي من معصمها وجرها خلفه . سحبت اروي يدها بعنف وقالت: انت اتجننت ازاى تمسك ايدى كده كلكو واحد وبعدين محدش طلب منك تتدخل فا متعملش فيها سبع رجاله في بعض سامع، بسببك السافل ده قال كلام زباله عنى وانت السبب انت قالتها بصراخ . يوسف بصدمه: انتي شايفه كده طب حقك عليا انا فعلا غلطان عن اذنك .
احست اروي بضيق شديد من نفسها لانه لا ذنب له سوى انه ساعدها وهي اصلا من احتمت بظهره منهم لقد اخطأت حقا وقررت الاعتذار منه ولحقت به . عندما وصلت الي الطاوله الخاصه بهم تذكرت يارا فشهقت تطلع ادم ويوسف اليها فقالت بخوف: يارا ... يارا مشيت وسبتها مش هتعرف تيجي لوحدها . انتفض كلا منهما وقال ادم: ازاى تسبيها وتمشي كده . يوسف: خلاص يا ادم هنلاقيها متقلقش الانسه اكيد مكنتش تقصد . اروي ببكاء: يارا بتخاف من الاماكن المفتوحه والزحمه خايفه يحصلها حاجه. ادم: اطلبيها علي الموبيل .
طلبتها اروي ولكن الخط مغلق ظلت تحاول وتحاول حتي فتح الخط واجابت يارا . في مكان اخر قبل بعض الوقت عادت يارا ولم تجد اروي ظلت تبحث عنها ولكنها لم تجدها فأحست بالخوف حاولت العوده الي الطاوله بالكافتيرا ولكنها لم تتذكر الطريق فجلست في جانب الممر وظلت تبكي بشده وجسدها يرتجف وضربات قلبها تتعالي واحست بزعر شديد الا ان رن هاتفها ووجدتها اروي فأجابت . اروي: يارا حبيبتي انتي فين ! ؟
يارا ببكاء شديد وصوت متقطع: انا مش مش عا عارفه ان نا انا في فين ان انا خا خا خايفه اوى اوى . اروي: اهدى يا يارا علشان خاطرى انتي واقفه فين قوليلي وانا هجيل ولم تكمل فقد قطع الخط. اروي بضيق: يا باي ودا وقته ادم بقلق: ايه اللي حصل هي فين ؟ اروي: الفون بتاعي فصل وملحقتش اعرف . ادم بنفاذ صبر: اففف اديني تليفونها بسرعه . املته اروي رقمها وقالت له: ابعت لها رساله الاول علشان هي مبتردش علي ارقام غريبه الا نادرا . بعث ادم برساله ليخبرها انه هو ثم قام بالاتصال وفتح الخط ادم: يارا انتي معايا .
يارا باختناق: اايووا ايوه . ادم بقلق من صوتها: انتى فين ؟! يارا وقد بدأت تخور قواها: ممش مش عاعا عارفه . ادم: طب اوصفيلي ال... قاطعته اروي: يالا نروح مكان ما سبتها لما بتخاف كده مش بتتحرك من مكانها . يوسف: ايوا يالا كان اسم المحل ايه ؟
اخبرته اروي الاسم ادم: يارا متقلقيش احنا جايين ليكى اهه. يارا: ببسررعه الله يخخليييكك بسسرعه. ذهبوا الي هناك وظلوا يبحثوا عنها حتي وجدوها وكانت منهاره تمام من البكاء وعلي وجهها علامات الزعر والفزع . جرت اروي عليها واحتضنتها واوقفتها . اروي ببكاء: حببتي انا اسفه و الله مكنتش اقصد انا اسفه . يارا بضعف وشعرت ان روحها تنسحب من جسدها: انا عايزه اروح حالا .
يوسف بقلق من منظرها: طب ارتاحى شويه شكلك تعبان اوى . اقترب ادم فابتعدت اروي عنها: تعالي نقعد شويه علي ما تفوقي كده انتي شكل ولم يكمل كلامه فلقد وضعت يارا يدها علي راسها وبدأت تترنح الا ان سقطت بين يديه مغشيا عليها . اروي بفزع: يااااااراااااااااااااا ادم بصراخ: ياارااااااا فوقي يااراااا حملها ادم ووضعها علي احد المساند بجوار المحلات وحاول افاقتها ولم يستطع وهى لم تستجب ابدا . حملها مره اخرى وذهب بها الي السياره ووضعها في الخلف وجلست اروي بجوارها وانطلق الي المشفي وبعد قليل.
الدكتور: متقلقوش هي كويسه بس فهموني اللي حصل وصلها لكده دا قربت توصل لحاله انهيار عصبي . حكي له ادم عما حدث فقال الدكتور: تمام هى عندها فوبيا من الاماكن المفتوحه خدوا بالكم منها ومتعرضوهاش لحاجه كده تاني ومتقلقوش هي كويسه وهتفوق دلوقتي . ظلوا فتره قليله من الزمن يوسف: انتو اول مره تروحوا المول ده. اروي ببكاء: ايوه . خرجت الممرضه من الغرفه واخبرتهم انها افاقت دلفت اروي اولا .
اقتربت منها اروي: انا اسفه يا يارا والله غصب عنى انا السبب حقك عليا وبدأت دموعها تنساب بشده . احتضنتها يارا وقالت بمرح: هى الجوازه دى منحوسه اصلا يوم الشبكه الصبح اقع ورجلى كانت هتكسر ووانا بنقى الشبكه ايدى اتعورت وكانت ممكن لا قدر الله تتقطع ودلوقتى وانا بجيب الفستان كنت هضيع واموت ثم قالت بغمزه: تكونش دى علامات ان الواد الحليوه اللى هتجوزه فقر ولا حاجه انا بدأت اشك فيه يعنى هو ممكن يك...
قاطعها صوت ضحكه مكتومه فرفعت راسها لترى فوجدت يوسف يكاد يموت ضحكا ويحاول كتمها اما ادم فكانت علامات الغيظ باديه بشده على وجهه فلو كانت النظرات تحرق لماتت محترقه الان من نظرته . تصاعدت الدماء بشده الى وجهها وتحول لونها للاحمر ضحكت اروي بشده عليها وقالت لها بهمس: هو اللى فقر متأكده . يوسف بضحكه مكتومه: ههه حمدلله على سلامتك . يارا بخجل شديد وصوتها يكاد يخرج: الله يس... لم.. مك .
لم يستطع يوسف واروي التماسك اكثر من ذلك وانفجروا ضحكا . وكز ادم يوسف بشده كما فعلت يارا مع اروي . اقترب ادم من يارا قليلا: حمدلله على السلامه يا دكتوره . يارا احست بهروب الدماء من جميع انحاء جسدها لوجهها ولم تستطع الرد فأومأت برأسها . فقال ادم بخبث: مش عارف افرح علشان حليوه ولا ازعل علشان فقر انتى ايه رايك. تعالت ضحكات يوسف واروي اما يارا فقد ماتت من قمه توترها و لم تدرى ماذا تفعل او بما تجيب فاحنت راسها الى الاسفل وحاولت ان تهدأ قليلا . جلسوا قليلا حتى هدأ الجو فقال يوسف: بس يا دكتوره حضرتك بتخافى من الاماكن المفتوحه ليه مقلتيش ده .
يارا بتوتر: ابدا لان اروي كانت معايا فامكنتش خايفه شكرا بجد مكنش فى داعى للمستشفى . ادم باندفاع: انتى مش عارفه عملتى فينا ايه انا قلقت عليكى جامد انتى تقريبا كنتى بتموتى بين ايديا . ارتبكت يارا كثيرا واحمرت وجنتها اكثر وتمتمت بهمس " بين ايديا ! " اما يوسف نظر لادم بخبث وعندما لمحه ادم ادرك اخيرا ما تفوه به فقال ببرود: قصدى يعنى قلقتينا عليكى الانسه اروي كانت خايفه جامد عليكى . ابتسم كل من اروي ويوسف اما يارا فكانت شارده فى كلمته فحدثت نفسها: ازاى كنت بين ايديه ثم اتسعت عيناها فجأه وقالت بصوت مسموع: مش معقول . التفوا اليها جميعا وفهمت اروي صدمه يارا وخافت عواقب ذلك فيارا لن تحب ما حدث ابدا . قالت يارا لاروي: انا جيت هنا ازاى !
اروي ارتبكت كثيرا ولم تدرى بم تجيب لاحظ يوسف وادم توترها فقال يوسف: انتى اغمى عليكى فادم شالك وجابك هنا بس كده . يارا بضيق شديد واضح: وهو مكنش فيه حل غير كده . ادم باستغراب: يعنى كنت اسيبك على الارض لحد ما راجل تانى يجى يشيلك وبعدين انتى وقعتى بين ايديا وكنتى بتترعشى جامد ومكنش قدامنا حل تانى .
خجلت يارا بشده ولكن غضبها سيطر عليها: كان ممكن ببساطه تطلب من اى ست تيجى تساعد اروي يسندونى وبعدين دا مركز كبير يعنى كان فيه اكيد عيادات كان ممكن يجى اى ممرضه منهم كان قدامكوا حلول كتيرثم التفتت لاروي بغضب وعتاب: وانتى ازاى توافقى دا انتى اكتر واحده عارفه انى بكره اروح الاماكن دى علشان ميحصليش كده واحس بضعفى فاكره لما قولتلك اوعدينى لو حصلت ووقعت كده متخليش راجل يلمسنى ان شاالله حتى اموت فى الشارع ليه يا اروي ليه ثم بكت بشده: استغفر الله العظيم سامحنى يارب مكنتش فى وعى مكنتش حاسه باللى حواليا سامحنى يارب استغفر الله العظيم .
احتضنتها اروي وبكت معها: انا اسفه والله انا كنت خايفه اوى معرفتش افكر او اتصرف انا اسفه . يارا بصوت مختنق: ربنا اكبر من اى خوف يا اروي استغفرى ربنا كتير . ثم رفعت راسها من احضان اروي ونظرت لادم ويوسف الذان كانا يحدقان بها بدهشه فهى طفله مجنونه اوقات تبكى كثيرا واوقات تضحك كثيرا ولكن فى كل حالاتها تذكر ربها ولا تنساه ابدا .
مسحت يارا دموعها كالاطفال وابتسمت وقالت: وانتو كمان يا هندسه لازم تستغفروا ربنا على اللى حصل حتى لو مش فى نيتكوا حاجه وحشه استغفروا برضو . ظل ادم يتطلع اليها وحدث نفسه: يا الهى ام تكن تبكى منذ قليل كيف ضحكت هكذا . قالت يارا لاروي: اروي اتصلى ب بابا يجى ياخدنا . يوسف باستنكار: واحنا ايه شوال بطاطس . ابتسمت يارا وقالت: لا بطاطا .
اومأ ادم وسكت وهو يتطلع اليها بنظرات متعجبه من اى خليط هذه الفتاه " طفله .. مجنونه .. متدينه جدا .. جميله جدا .. ابتسامتها رائعه .. علقها يفكر رغم انه من تصرفاتها الطفوليه تشعر ان ليس لديها عقل .. ولكنها بلا شك تستطيع امتلاك اى قلب ... ولكن لحظه ليس قلب ادم فهى فقط وسيله ليحقق انتقامه ولكنه لو لم يكن يسعى للانتقام لكان احبها بلا شك " (( ولكن هل هو حقا لن يحبها انا شخصيا لا اظن ذلك )) وظلوا يتحدثوا قليلا حتى وصل احمد اطمأن عليها ثم غادروا المشفي وعندما وصلو اطمأنوا عليها وغادر ادم ويوسف وبقيت اروي معها .
دلف ادم الي منزله وجلس يفكر فيما حدث معها وكيف كانت وانها ضعيفه جدا وتذكر عندما حملها بين ذراعيه وكم كانت قريبه منه وكيف خاف عليها ولكنه حدث نفسه قائلا: حلو اوى مسكت عليها نقطه ضعف وطلعت اضعف مما اتخيل ودا بيسهل مهمتي . وبعد غد ستصبحين ملكى افعل بيكي ما اريد فلتنتظرى قليلا يا فتاه ..
استيقظ ادم صباحا على رائحه ورد جميله نهض توجه الى الاسفل فوجد يارا جالسه على طاوله الطعام ظل ادم يتطلع اليها كانت ترتدى قميص ادم فقط كان يصل اعلى ركبتها بقليل وتتدلى ارجلها من الطاوله وتترنح للامام والخلف بشكل جميل ترفع شعرها لاعلى بعشوائيه وتتساقط بعض خصلاته على وجهها وعنقها بشكل جذاب تضع وعاء به بعض حبات الفراوله على قدمها وتتناول منه وهى شارده وعلى وجهها ابتسامه ساحره ظل يتطلع اليها الى عينيها الناعستين وشفتاها الورديه المغطاه بلون الفراوله الاحمر ثم اقترب منها وضع كلتا يديه بجوارها كل يدى فى اتجاه فحاصرها بين ذراعيه طبع قبله صغيره على جبينها ثم قال ادم: صباح جميل بطعم الفراوله .
يارا بابتسامه: صباح كل حاجه حلوه . ادم بهمس وهو يتلاعب بخصلاتها: هو انتى كل يوم هتصحى حلوه كده . يارا وهى تضع فراوله فى فمه: انت اللى كل يوم هتفرحنى كده . ادم يمسك يدها ويقبلها: انتى احلى حاجه حصلت فى حياتى واقل حاجه اقدر اقدمها انى انور وشك بالضحكه دايما انتى الفرحه اتخلقت علشانك اصلا.. يارا بحب: هو انا قلتلك قبل كده انى بحبك . ادم يقبل وجنتها ويهمس بجوار اذنها: بحب اسمعها كل يوم ولا اقولك خليها كل ساعه او ممكن حتى كل ثانيه . يارا بضحكه: والمقابل .
ادم بمكر: لا متقلقيش هوفيكى حقك . ثم حملها فجأه شهقت يارا وتمسكت جيدا بعنقه: يا مجنون هتوقعنى . ضحك ادم: دا انا شايل بنوته عندها 3 سنين . وكزته يارا فى كتفه فضحك بشده وخرج من الفيلا وهم ان يلقيها فى مياه البحر لكنه لمح لمعان عنيها بالدموع فتوقف واجلسها على الشط وجلس بجوارها ونظر اليها بقلق: حبيبتى مالك فى حاجه ضايقتك .
امسكت يارا يده وقربتها منها وطبعت قبله طويله على كل يد ثم نظرت لعيناه قائله: ادم انت بجد بتحبنى ! تطلع اليها ادم لحظه وقد فهم مخاوفها وسببها فجذبها لحضنه وهو يهمس فى اذنها: بحبك اكتر من اى حاجه فى حياتى بحبك اكتر من حياتى نفسها ولو لقيت كلمه اكبر من بحبك توصف احساسى هقولهالك ثم ابعدها ونظر لعينها الدامعه وقال: ان بعشقك يا يارا انتى فرحتى وانتى حبيبتى وامى واختى وصاحبتى انا مش عايز اى حاجه ولا اى حد غيرك انتى جنبى بحبك اوى وهفضل احبك لاخر نفس فى عمرى .
تساقطت دموعها فامتدت يده على وجهها ومسح دموعها وقال: متخافيش انا هفضل جنبك وعمرى ما هبعد عنك ابدا انا مقدرش اعيش من غيرك . ثم اقترب منها وعيناه مركزه على شفتاها الورديه بنكهه الفراوله ثم اغمض عيناه واقترب اقترب ثم سمع صوت فزع له وفتح عيناه وجد نفسه فى غرفته محتضنا وساده السرير.
جلس ادم على حافه السرير وهو يحدث نفسه: ايه الحلم ده مش ممكن هيحصل لا انا هحبها ولا هى هتحبنى دى لعبه وهتنتهى كده كده ثم اغمض عيناه قليلا متذكر شكلها وهى جالسه على الطاوله فابتسم وقال معقول تكون جميله كده وشعرها الاسود الفحمى هل محتمل ان يكون هكذا وان كان هكذا فسوف اصبح عاشقا لهذه الخصلات الفحميه الثائره . ابتسم من افكاره ثم نفض راسه بشده حتى يخرج هذه الافكار ثم قال: ده مش ممكن يحصل ابدا ابدا . ثم توجه للحمام لعل المياه تزيح ذلك الاجهاد النفسى عنده .
بقي يومين علي الخطوبه قضتهم يارا في التسوق والاستعداد لحفله خطوبتها يوم الخطوبه استيقظت يارا علي صوت اروي في الصباح . اروي: يارا يالا بقي قومي كل ده نوم . يارا بنوم: شويه كمان بس انا عايزه انام اروي وهى تسحب يارا من قدمها: يالا يا بت اصل الزوق معاكي مينفعش . سقطت يارا علي الارض متألمه ...
يارا بغيظ: يا كلبه طب امسكك بس اااااااه ضهرى . جرت اروي للخارج ويارا خلفها ظل يضحكان قليلا حتى وصلا لحديقه المنزل الخلفيه فجلسا على العشب ظلت يارا تضحك بينما تنهدت اروي بضيق فنظرت اليها يارا باستغراب يارا: مالك يا بت . اروي بتنهيده: بصى انا مش عايزه اشغلك دماغك النهارده بس مش قادره اسكت خلاص . اعتدلت يارا: فى ايه قولى انجزى وانتى من امتى بتسكتى اصلا اشجينى ياختى اشجينى . نظرت اروي اليها بغيظ ثم نظرت للارض وقالت: يوسف . يارا بدهشه: يوسف مين ؟ اروي بضيق: لا بصى هى مش طالبه غباء هيكون مين يعنى . يارا: فتى البيض البشمهندس صاحب ادم .
اروي: اه هو ده . يارا بابتسامه خبيثه: اه ماله بقى . اروي بتوتر: اص.. ل يعنى ان.. ا يعن. ى ثم قالت بسرعه: غلطت فيه جامد . تطلعت اليها يارا: غلطتى فيه ازاى يعنى . اروي: بصى هحكيلك كل حاجه من الاول . يارا وهى تعقد ذراعيها امام صدرها وتنظر اليها نظرات ثاقبه: اه اتفضلى من الالف للياء .
حكت اروي ليارا عن كل المواقف اللى مرت عليها مع يوسف وخصوصا اخر موقف وضحته بالتفصيل صمتت يارا قليلا ثم قالت: بصى جميل انك تعترفى بغلطتك بصى هو حرام طبعا تقفى تتجادلى معاه بس هو ساعدك وانتى دخلتى فيه شمال انا شايفه انك لازم تعتذرى منه بس طبعا بحدود ربنا فاهمانى اكيد . ثم صمتت وشردت قليلا نظرت اليها اروي: روحتى فين ! يارا: اصل انا كمان غلطت فى ادم بس اسوء منك بمراحل . اروي: ازاى يعنى .
يارا بخجل: ضربته بالقلم . شهقت اروي: نااااااااعم حصل امتى ده... يارا: يوم ما كنت عندك . اروي: ايوه ازاى يعنى وليه وامتى وفين احكى بالتفصيل انجزى . حكت يارا لاروي عن ما حدث اروي: يخرب عقلك انتى ازاى فكرتى كده يعنى هو غلطان انه ساعدك وضربتيه وفى الشارع لا وزعقتى فيه ومشيتى وسبتيه انتى اتجننتى . يارا: يعنى انا كمان لازم اعتذر صح !
اروي: طبعا معتقدش ان البشمنهدس ادم يفكر كده ثم ضحكت قائله: والله هبله النهارده خطوبتك للراجل اللى ضربتيه يالا سخريه القدر ههههههههههههههه ضحكت معها يارا ظلا هكذا الي ان صاحت بهم سميه: يالا يابت انتى وهى علشان تفطروا وتجهزوا كده . وبالفعل انتهيا فطارهم ودلفت يارا الي حمامها واخذت حماما طويلا تهتم بنفسها وبشرتها فاليوم يوم خطوبتها مع فارسها المجنون . وبعد ان انتهت خرجت وقامت بوضع الكثير من المسكات علي بشرتها وفعلت اروي المثل ثم جلسوا يتحدثون سويا اروي: بس قوليلي ايه رأيك في بشمهندس ادم دلوقتي لسه مش عايزاه .
يارا بشرود: مش عارفه يا اروي رغم انى مشفتوش غير مرات قليله بس حاسه اني اتعلقت بيه اوى وحاسه اني مش عايزه غيره خلاص . اروي بمرح: نهارك ابيض انتي حبتيه من يومين . يارا بابتسامه: دا لسه مش حب يا اروي دا اسمه قبول اسمه تعلق اسمه اعجاب مثلا لكن مش حب خالص انا لغايه دلوقتي متعاملتش مع ادم معرفش عيوبه وقت ما اعرفها واحبها وقتها بس اقدر اقولك اني بحبه . اروي برخامه: ماشي يا ست الدكتوره يالا قومي نغسل وشنا ونصلي العصر سوا . يارا: يالا يا اخره صبرى يالا . واكملت الفتاتان يومهما في المر ح والضحك واللعب سويا في فرحه عارمه
في المساء كانت اروي تساعد يارا لتستعد كانت يارا ترتدى فستان متسع لونه احمر قاني ينتهي بشريط مزخرف باللون الذهبي واعلي الخصر قليلا حزام باللون الذهبي به فيونكه من الخلف علي شكل قلب وترتدى حجابها باللونين معا وحذاء بكعب لونه ذهبي ولاول مره تضع كحل بعينيها فكانت غايه في الجمال والرقه والخجل . اما اروي فكانت تردى فستان باللون البني وعلي الخصر من الجنب ورده كبيره باللون البرتقالي وحجابها باللون البرتقالي فكانت هى الاخره جميله جدا. استعدت الفتاتين وبعد دقائق اتي ادم ووالده ويوسف كان ادم يرتدى بنطال جينز اسمر وتيشرت ابيض وجاكيت اسمر يرفع شعره الاسود للخلف ولحيته الصغيره التى زادته وسامه على وسامته .
تطلع يوسف باروي ووجدها كفراشه جميله كانت جميله جدا بالنسبه له ولكن تذكر كلامها فادار راسه ولم يتطلع اليها مجددا اما هى فكانت مشغوله مع يارا واحست بعيونه تراقبها فالتفت وجدته ينظرلها ولكنه اشاح راسه بغضب عنها فعلمت انه ما زال غاضبا بسببها فقررت ان تعتذر له اليوم . كانت الحفله صغيره فقط العائلتين يارا ووالدها ووالدتها واروي ووالدها وادم ووالده ويوسف احضرت سميه الشبكه لادم وتعلم ان هناك مشكله علي وشك الوقوع .
وقد كان فقد رفضت يارا وبشده ان يلبسها ادم الشبكه لانه لا يحل له لمسها تفجأ ادم بها كثيرا ولكنه لم يستطع الاعتراض فهى علي حق فقام والدها والبسها لها . كان ادم يتطلع اليها كثيرا فهى استطاعت ببساطتها جذب انتباهه ولاول مره يرى جمال عينيها رغم سوادها الا ان رموشها طويله وثقيله ورسمه عينيها جميله وزادها الحكل جمالا . اما يوسف فقد فتن ب اروي وجمالها ولكنه ما زال حزينا مما حدث في المول ومن طريقه كلامها . جلسوا سويا يتجاذبوا اطراف الحديث فقال رأفت: ما شاء الله بنتك زى القمر يا احمد ولا ايه رأيك يا ادم .
ادم باندفاع: قمر . ثم أنب نفسه علي انجراف مشاعره نحوها وحدث نفسه: مش حلوه اوى يعني في بنات كتير احلي منها . يوسف: ما شاء الله عليها بجد ربنا يحميها . احس ادم انه علي وشك ان يلكم يوسف لو تفوه بكلمه اخرى . واحست اروي انها علي وشك خنق يوسف اذا اكمل مدح بصديقتها .
اما يارا فكانت في موقف لا تحسد عليه وكانت تشتعل وجنتها خجلا ولم تشعر باى شئ حولها من فرط ارتباكها وشعرت انها تود الهرب من امامهم لو فقط تستطع . بعد قليل ترك الجميع يارا وادم بمفردهم قليلا . ظل ادم يتطلع اليها والي الحمره التي كست وجنتها بنظرات منبهره من جمالها الاخاذ علي الرغم من انها فتاه عاديه لكن بالنسبه له احس انها فاتنه . فقال بدون وعى: انتى ازاى حلوه كده ! يارا باحراج: لو سمحت يا بشمهندس بلاش كلام كده ارجوك .
ادم وقد استعاد حزمه: المهم عايزك تستعدى الشهر اللي جاى ده علشان نخلص اللي ورانا بدرى بدرى ماشي . يارا باندهاش من تغير نبرته سريعا: ربنا ييسر . ادم: انتى خلصتى كل حاجه ؟ يارا: يعنى بحاول . ادم: تمام اوى كده ربنا يعينك لسه قدامك حاجات كتير التقيل جاى ورا قالها بنبره غاضبه فاستغربت يارا ولكنها تجاهلتها فكرت قليلا ثم قالت: هو انت لسه زعلان منى .
تطلع اليها ادم باندهاش ثم تذكر ما قالته وما فعلته فقال بغيظ من بين اسنانه: ابدا وهزعل ليه ! يعنى هو انتى عملتى حاجه تزعل لا سمح الله . يارا حدثت نفسها: اووووووف بقى انا لازم اعتذر يعنى وبعدين شكله رخم اصلا اوووف اوووف . ثم قالت بصوت مسموع: انا عارفه انى غلطت فى حقك شويه بس يعنى ان... قاطعها ادم بحاجب مرفوع: شويه ! اممممم انتى فكره انتى عملتى ايه وقلتى ايه ولا مش فاكره . صمتت يارا ولم تجيب فأكمل هو: افكرك انا بقى " همجى ... انتى اعلى من انك تنزلى لمستواى ... فقر ... ومغفل .. دا كله كوم والقلم كوم تانى . صمت قليلا ثم قال:ها المفروض ابقى مبسوط مش كده .
تمنت يارا لو تنشق الارض وتبتلعها الان هو يتذكر كل كلمه قالتها منذ اللقاء الاول هل هى فعلت كل هذا احمرت وجنتها بشده وظلت تفرك يديها فى توتر بالغ ولم تدرى بماذا تجيب لم تستطع رفع عينها اليه فتمتمت وهى تتطلع الى الاسفل: انا اسفه . نظر اليها بسخريه بطرف عينه وكان على وشك قول شئ وهى كانت على وشك الانصهار من شده الحرج والخجل ولكن انقذها دخول والدها ووالدتها ووالد ادم ووالد اروي.
في الخارج وقف يوسف داخل الشرفه وصوره اروي لا تفارقه لقد قابلها ما يقارب 4 مرات وقد اعجب بها جدا وتمني فقط ان تكون بجواره فرفع يده الي السماء واغمض عينيه وقال بهمس: ياااااارب لو هى خير ليا وريني اشاره بس، طب اكلمها ولا لأ،طب هى ممكن تبقي نصيبي نفسي اوى اكلمها النهارده واسمع صوتها بس مش عارف ازاى وانا زعلان منها يارب حققلي امنيتي دى وانا اكيد هتقدم لها من بكره علشان خلاص مش عايزها بعيده عنى . - ربنا كبير متقلقش هيحققلك اللي بتتمناه .
التفت يوسف سريعا ووجدها اروي . اروي: لو بتطلب من ربنا بنيه صافيه هيسمع منك وهيحققلك اللي بتتمناه. يوسف بفرحه عارمه: بجد انتي شايفه كده . اروا بابتسامه بسيطه: ربنا اللي قال كده " ادعوني استجب لكم " وقال ايضا " انا عند ظن عبدى بي ان كان خير فله وان كان شرا فله " يوسف بفرح: يااااااااااااااارب . اروي باحراج: انا بصراحه كنت يعني جايه اعتذر علي الكلام اللي قلته في المول انا اسفه بس اعصابي كانت تعبانه شويه وغلطت في حقك رغم انك ساعدتني انا بجد اسفه ممكن تقبل اعتذارى . يوسف بابتسامه جذابه: ممكن بس بشرط .
اروي باستغراب: ايه هو ! يوسف: هتنفذيه ؟ اروي باستغراب اكبر: لو اقدر مش هتأخر. يوسف: طب تعالي ندخل وهقولك جوه دلفت اروي الي الصالون وورائها يوسف وكان الكل جالسا احمد ورأفت ومحسن " والد اروي " وسميه وادم ويارا جلست اروي بجوار يارا وهى لا تدرى ما سيطلبه يوسف منها هل ستستطيع تنفيذه . تنحنح يوسف فانتبه الجميع له فقال: انا بصراحه يعني كنت ناوى ااجل الموضوع شويه بس خلاص معنتش قادر وجبت اخرى . والتفت الي محسن وقال: عمي انا يشرفني اطلب ايد بنتك اروي.
شهقت يارا بفرح وضحك كلا من احمد وارأفت ومحسن وسميه وسعد ادم كثيرا اما اروا فقد تلقت اكبر صدمه بحياتها ففرغت فمها حتى كاد يقبل الارض واتسعت عيناها بدهشه ولم تنطق بحرف واحد . اكمل يوسف بمرح وهو ينظر الي اروي: ايه رايك يا عمي والله انا طيب وابن حلال واستاهل كل خير وبالله عليك ما ترفض دا حتي يا بخت من وفق راسين في الحلال ونظر الي رأفت وقال: ما تقول حاجه يا عمي . رأفت بضحكه: والله يا يوسف من ناحيه طيب وابن حلال دى ماشي لكن من ناحيه تستاهل كل خير اشك بصراحه ثم نظر لمحسن: يوسف ابني وانا اللى مربيه واضمنه زى ادم بالظبط .
يوسف: يكرم اصلك يا عمي دايما ناصفني . احمد: انا متعاملتش معاه كتير بس اشهد انو راجل ومشفتش منه الا كل خير . يوسف: والله انت اللي فيك الخير كله ربنا يخليك للبشريه . سميه: اروي بنتي واتمنالها كل خير ويوسف طيب وابن حلال وجدع ويستاهل اروي . يوسف: والله انتي ست كبره يسلم فمك واخر جمله دى احلي حاجه ادعيلي بقي عالطول . ادم: يوسف صاحبي من واحنا عيال واخويا الوحيد واذا كنت حضرتك شايفني كويس فايوسف احسن مني بمراحل. رغم انو يستاهل قطع رقبته واهبل بس يالا ممكن نبقي نعالجه الاول.
يوسف بغيظ: انت معندكش من الاحمر يا بني ادم ولا علشان خطبت خلاص يا تقول كلمه عدله يا تحط لسانك جوه بقك وتسكت خالص ... فاهم... نظر اليه ادم نظره اخرسته: حقك تقول اللى انت عايزه انت الكبير اصلا حبيبى يا برنس . ثم التفت الي محسن وقال برجاء: ها يا عمى ازغرط . صمت محسن قليلا ثم قال: طالما دا رايكوا انا موافق بس رأى اروي اهم . تهلل يوسف وفرح كثيرا وقال: لا دى بقي سيبها عليا . ذهب يوسف امام مقعد اروي ونظر اليها وانفجر ضاحكا من منظرها فكانت لازالت فارغه فمها وعينها متسعه جدا وتنظر امامها بلا حراك فجلس علي ركبته امامها وناداها: اروي .
فانتبهت ونظرت له فقال بجديه: انا والدى ووالدتى متوفيين من وانا عندى 16 سنه ومليش اخوات ومفيش في حياتي غير ادم وعمى رأفت وشغلي اذا كانت دى تعتبر حياه اصلا فهل تقبلي تبقي كل حياتي وتقفي جنبي وتبقي امي وبنتي واختي وصاحبتي وصمت قليلا ينظر اليها وقال: وزوجتي وحبيبتي . ثم قام وامسك ورده وعاد يجلس امامها مره اخرى وقال: اروي تقبلي تتجوزيني وتكملي معايا باقي حياتي ؟!
ظل الكل ينظر اليه في حنان وادم تأثر كثيرا برفيق عمره فهو قابل الكثير من المصاعب بحياته اما يارا فقد اغرورقت عيناها بالدموع من اجل صديقتها ومن اجل كلام يوسف ايضا فلقد احست بحزنه الشديد . ظلوا هكذا حتي قال يوسف: ركبتي ورمت معنتش قادر احياه عيالك قولي حاجه طب بصي بلاش تقولي خدى الورده وانا هفهم انك موافقه بس بسرعه الله يكرمك ركبي بتصوت وخدى بالك لو رفضتي مش هسامحك عمرى كله يالا هه وغمز لها بعينه . ضحك الجميع علي روحه المرحه وتطلعت اليه اروي ثواني ثم ...
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل السادس
ظلوا هكذا حتي قال يوسف: ركبتي ورمت معنتش قادر احياه عيالك قولي حاجه طب بصي بلاش تقولي خدى الورده وانا هفهم انك موافقه بس بسرعه الله يكرمك ركبي بتصوت وخدى بالك لو رفضتي مش هسامحك عمرى كله يالا هه وغمز لها بعينه . ضحك الجميع علي روحه المرحه وتطلعت اليه اروي ثواني ثم قامت بخطف الورده وخرجت مسرعه من الغرفه فصاح يوسف فرحا: وافقت وافقت . وانقض علي ادم واحتضنه بقوه وهو لا يصدق ثم احتضن رأفت واحمد ومحسن وكان يرقص فرحا فلقد استجاب الله له وسوف تصبح من احبها قلبه من نصيبه .
اما يارا فقد انطلقت وراء اروي واوقفتها واحتضنتها بشده وانهمرت دموعهما سويا وخرجت لهم سميه واحتضنت اروي وقالت لها: هتبقي عروسه يا حبيبه ماما . اروي ببكاء: انا مبسوطه اوى ربنا عوضني بيكي عن ماما الله يرحمها وجنبي بابا وكمان الانسان الوحيد اللي اتشديت ليه هيبقي جنبي انا مبسوطه اوى اوى ثم خرت ساجده علي الارض تشكر ربنا علي عطائه . نادى احمد عليهم فدلفوا الي الصالون مره اخرى وظاهر عليهم اثار الدموع .
فضحك يوسف قائلا: اهو انتو البنات كده تزعلوا تعيطوا تفرحوا تعيطوا برضو . ضحك الجميع عليه وعلي الفتيات ايضا... قال يوسف: نقرى الفتحه بقي . محسن: علي خيره الله .
كان ادم يتطلع علي يوسف ويرى فرحته بعروسه علي عكسه تماما ورأى كيف يتطلع الي اروي وكيف يتطلع هو الى يارا فهو يري في اعين يوسف الحب اما في عينيه فيرى الاستغلال والكره فقط .
رأفت: بما انى مسئول عن الواد ده فا يالا نحدد ميعاد الخطوبه . يوسف مسرعا: لا مش خطوبه انا عايز كتب كتاب عالطول ولا اقولك الفرح كمان اسبوعين ايه رأيكم . دهش الجميع من سرعته وضحكوا عليه كثيرا ولكن امام اصراره وقد علم ان جميع من حوله ذوى قلب ضعيف فاستغل ذلك قال: ارجوك يا عمي توافق انا عايش لوحدى محتاج حد جنبي وانا مش ضامن عمرى محتاج احس ان حد بيهتم بيا ارجوك توافق .
نظر محسن اليه ثم الي اروي التى لمعت عيناها بالدموع فهو يحتاجها وبشده وقال لها: ايه رايك يا بنتي الفرح كمان اسبوعين موافقه ؟! نظر اليها يوسف مدعيا الحزن وبرجاء قال: ارجوكى وافقى . قالت اروي: اللي تشوفه يا بابا . اما ادم ويارا فقد فهما يوسف وادعاؤه فابتسما وتم تحديد يوم الزفاف بعد اسبوعين وفي خلال الاسبوعين سيحضر لها الشبكه ويلبسها اياها يوم زفافهم .
قضت اروي ويارا وسميه الاسبوعين في تجهيز كلا من اروي ويارا وشراء كل ما يلزم العروسين وكان لابد من الانتهاء خلال هذين الاسبوعين لان اروي بعد الزواج لن تصبح متفرغه ليارا فسوف تسافر هى وزوجها الي بلده اخرى لقضاء شهر العسل ولكن لاسبوعين فقط لانهم سيعودا من اجل زفاف يارا وادم . وكذلك يوسف وادم قما بشراء كل ما يلزمهم وسافر ادم الي مطروح ليري بيته هناك ما ان كان يحتاج الي اى شئ.
يوم الزفاف كانت يارا مع اروي طوال الوقت لا تفارقها ابدا وقضت اروي يومها في عمل المسكات والعنايه بالبشره والشعر وترتيب اغراضها . وكذلك ادم ظل مع يوسف طوال الوقت وقضى يوسف يومه عند الحلاق ليهندم شعره الناعم وذقنه التي تمنحه وسامه علي وسامته ويلقى النظره الاخيره علي منزله قبل ان تنيره ملاكه الذى يحبها .
في المساء كان الزفاف في حديقه الفيلا حضر الكثير من اصدقاء يوسف وادم وحضر اهل يوسف من الخارج ليحضروا الزفاف هم ليسوا علي ارتباط وثيق به فهم لا يلتقوا الا في المناسبات . وكذلك اهل اروي حضر القليل منهم ايضا . كانت اروي تبدو كالملاك في الفستان الابيض وحجابها يزيدها وسامه ولم تضع الكثير من المكياج فلقد كانت رائعه دائما بدونه هى تختلف عن يارا ف اروي صاحبه بشره بيضاء عيونها رماديه جذابه ورموشها سوداء طويله وفمها صغير بانف دقيق وجسد متناسق فكانت فاتنه تبدو كالاميرات .
اما يارا فكانت ترتدى فستان باللون البنفسج من طبقتين الطبقه السفلي مزخرفه كلها باللون الفضي والطبقه العليا باللون البنفسج الشفاف فكان يظهر لمعان الطبقه السفلي الذى اضفي لمعانا عليها وتردى حجاب باللون البنفسج والفضى وحذاء فضي فكانت تشبه سندريلا فكانت حقا فاتنه . عندما راى يوسف اروي توقف الزمن من حوله كأنه لا يرى غيرها ولم يرى ابدا بجمالها ظل ينظر اليها والي الخجل البادى عليها فهي قد خطفت قلبه من اول يوم رأها فيه وسكنت كل خليه من قلبه انه يعترف الان انه حقا يحبها ولا يستطيع العيش بدون اميرته الساحره . اما ادم فلم يكن بحال افضل من يوسف فعندما رأى يارا تزكر اول يوم رأها فيه وكانت ترتدى البنفسج ايضا حقا ان هذا اللون رائع عليها يجعلها رائعه ساحره جذابه تبدو كملكه متوجه وحمره الخجل الذى يعشها قد سيطرت عليها الان فافقدته عقله فحدث نفسه قائلا: ماذا ستفعل بي صاحبه البنفسج !
جلس يوسف بجوار اروي يحاول ان يتماسك حتي لا يعبر لها عما يجيش بصدره حتي لاتحزن فهو يعمل انه لا يحق له الان ولكنها بعد قليل ستصبح ملكه للابد . حضر المأذون وتم عقد القران وكانت اروي لا تصدق ما يحدث وافاقت علي صوت يوسف يقول: قبلت زواجها . والمأذون يقول: بالرفاء والبنين . احتضنتها يارا وقالت لها: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير الف مبروك يا صديقه عمرى ربنا يسعدك يا حبيبتي . اروي وهى تحتضنها: عقبالك يا وزه انا خلاص دخلت القفص وانتي اللي عليكي الدور .
يارا بضحكه مرحه: انا خايفه من الافراح اللى بتحصل بسرعه دى هو احنا لسه عرفناهم علشان نتجوز ربنا يسترها شكلنا هناخد على دماغنا فى الاخر . كان ايضا ادم يحتضن يوسف: الف مبروك يا برنس ربنا يفرحك ويرحمنا من هبلك شويه . يوسف بفرحه: الله يبارك فيك يا ادم عقبالك انتي اللي عليك الدور . ثم التفت الي اروي وقال: مش ملاحظه حاجه يا اروي.. نظرت اليه اروا وقالت ضاحكه: لا طبعا ملاحظه والتفتت الي يارا قائله: ملاحظه انتي حاجه يا يارا .
نظر ادم ويارا الي بعضهم ثم الي يوسف واروي باستغراب فضحا كلا من اروي ويوسف بشده وقال يوسف بفخر: طول عمرى محظوظ وانت نحس يا حبيبي انت خطبت قبلي بس انا اتجوزت قبلك وضحك بشده . قالت اروي: وانا بأيد نفس الكلام طول عمرى حظى حلو وانتي منحوسه يا روحى وانفجرت ضاحكه هي الاخرى . اغتاظ ادم ويارا كثيرا وهما بقول شئ وبان في عينيهما الشر فأمسك يوسف يد اروي وركضا من امامهما .
توقف يوسف هو واروي بالشرفه فاقترب منها ونظر اليها بحب وقال: انتي عارفه انك جميله اوى النهارده . خجلت اوري كثيرا ولكنها اجابت بمرح: النهارده بس . يوسف بهمس: النهارده وامبارح وكل يوم يا اميرتي . ابتسمت اروي بسعاده فأمسك يوسف يدها وقبلها وقال لها: هو انا قولتلك قبل كده اني بحب اشوف ضحكتك . اندهشت اروي ونظرت اليه بخجل كبير ثم ما لبست ان ضحكت بشده وتمتمت: فتي البيض . عقد يوسف حاجبيه وسأل باندهاش: نعم !
ضحكت اروي و قالت: اقولك حاجه ومتزعلش مني . قال يوسف بهمس: مقدرش ازعل منك ابدا . فقالت اروي مبتسمه: اصل انا من يوم الماركت وانا مسمياك فتي البيض . وانفجرت ضاحكه وهى تكمل: مكنتش اعرف انك هتبقي جوزى . يوسف بغيظ: فتي البيض ! دا اسم رحته زفت حتي .
ظلت اروي تضحك ويوسف يتطلع اليها بحب وابتسامه ساحره علي شفتيه واستغل ذلك وقام بتقبيلها علي خدها. شهقت اروي فأمسك يوسف يدها وخرج من الغرفه وذهب الي الضيوف بالخارج يوسف: استأذن انا بقي طبعا مش معترضين يالا يا اروي سلمي علي الجماعه علشان نمشي . احتضنها الجميع وزرفت الكثير من الدموع ويوسف كذلك احتضن الجميع وسلم عليهم وامسك يدها وغادر مسرعا ____
وصل يوسف الي الفيلا الخاصه به ووقف عند الباب وامسك بيد اروي وشعر بارتجافت جسدها . دلف الي الفيلا واشعل الضوء ثم رأها تدخل فقال: انتي بتعملي ايه . دهشت اروي: هدخل ! يوسف: لا استني عندك . اروي بدهشه اكبر: نعمممم ! فأسرع اليها يوسف وحملها فجأه فصرخت اروي به: انت بتعمل ايه نزلني هقع نزلني .
يوسف ضاحكا: فعلا انتي تقيله اوى وآمالها قليلا للامام فشهقت بفزع وهى تتشبث بعنقه وتدفن راسها في كتفه: هقع يا يوسف هقع . قهقه يوسف بضحكه اهتز لها قلبها وهو تستمع لدقات قلبه تضرب بعنف . فهمس يوسف قريبا من اذنها: طول ما انتي بين ايديا وانا جنبك مش عايزك تخافي ابدا ... مفهوم . ثم انزلها فجرت مسرعه تبحث عن غرفتها الجديده وهى تشعر بارتباك شديد دخلت اكثر من غرفه ويوسف يقف في مكانه ينظر اليها وهى تجرى مرتبكه ويضحك عليها بشده .
ذهب اليها وامسكها من كتفها واوقفها امامه ثم اشار الى غرفه وقال بهدوء وهو مبتسم: دو اوضتنا ادخلي غيرى فستانك في حمام جوه وانا هستخدم الحمام اللي بره ولما تخلصي نادى عليا علشان نصلي ركعتين سوا . اروي وهي تنظر الي الارض: حاضر وركضت من امامه مسرعه .
دلفت الي غرفتها وجدتها جميله واسعه بها حمامها الخاص تنهدت بسعاده فقد رزقها الله برجل حنون كيوسف فقامت واخذت ملابسها ودلفت الي الحمام واخذت شور وابدلت فستانها ثم توضأت وخرجت ارتدت اسدالها وجلست علي طرف الفراش فقد خجلت ان تخرج اليه . بعد قليل من الوقت سمعت طرق علي الباب ودخل يوسف وجدها جالسه علي الفراش وحمره الخجل تكسي وجهها فاقترب منها: مش ناديتي عليا ليه ؟ قالت بخجل وهى تنظر الي الارض: ااه مش عارفه اتحرجت ؟
يوسف بضحكه: طب يالا يا مدوخاني . فقامت اروي وصلت خلف يوسف لاول مره في حياتها فتحقق حلمها بأن يصلي زوجها بها وشكرت الله كثيرا في سجودها علي نعمته عليها ظلت تبكي فتره شكرا لله . سمعها يوسف وهي تنتحب فأطال سجوده . انتهوا من الصلاه واحتضنها يوسف ومسح لها دموعها وقبل رأسها وقال لها هامسا: انا هفضل طول عمرى جنبك وهشيلك في عنيا وهفضل احبك عمرى كله ومش عايز حاجه غير انك تفضلي جنبي .
اروي بحب: ربنا يخليك ليا . ونظرت الي عنيه هامسه: انا بحبك اوى... نظر اليها يوسف بعشق واقترب منها .. " عيب بقى دى اسرار بيوت يالا نمشى ونبقى نجى وقت تانى "
بعد انا غادر يوسف واروا وقف ادم ويارا سويا فبادرت يارا بسؤال يشغل تفكيرها منذ مده فقد كان ادم يتجاهلها بشده ايام الخطوبه طوال اسبوعين لم تذكر انه اتى لزياتها سوى مره واحده او مرتين ولم يهاتفها او يهاتف والدها ليطمأن عليها ولم يبدى بها اى اهتمام فشعرت انه ربما لم يعد يريد وجودها بقربه فقررت مصارحته بما يعتل صدرها . يارا بتردد: ممكن يا بشمهندس اسألك سؤال. التفت اليها ادم: اكيد . يارا: هو انت مش عايز خطوبتنا دى ! انصدم ادم بشده وقال بدهشه: ايه ! ليه بتقولي كده ؟!
يارا: مش لسبب معين بس عندى احساس كبير انك مش عايز الخطوبه دى ولو ده حقيقي صدقني انا هبعد بس ياريت تصارحني . فكر ادم سريعا ثم قال: انا مش عارف اخد راحتي معاكي لا في الكلام ولا حتي الخروج او اني اشوفك براحتي علشان كده انتي حاسه اني بعيد بس خليكي فاكره انتي اللي طلبتي كده من الاول . يارا: انا مش ده اللي شاغلني لاني لا يمكن اعمل حاجه حرام علشان ارضيك او حتي ارضى نفسي بس انا قلبي حاسس غير كده . شعر ادم انه في مأزق وفكر سريعا ولم يجد الا حلا واحدا فنظر اليها قليلا ثم قال: ممكن تستني هنا ثواني وهجيلك تانى وهثبتلك ان احساسك غلط . وغادر ادم وذهب الي الصالون حيث كان يجلس والدها ووالده ووالدتها وبعض الحضور وقال: بابا لو سمحت، عمى بعد اذنك انا عايز اكتب كتابي علي يارا دلوقتي.
صدم الجميع مما قاله ادم وشهقت يارا فالشرفه تطل علي الصالون حتي لا تبقي هى وادم بمفردهم . احمد بدهشه: دلوقتي ازاى يعنى ! ادم: هو المأذون لسه هنا ولا مشي ؟ رأفت: لأ لسه جوه بياخد واجب الضيافه . ادم: حلو اوى احنا هنادى عليه ووسط الناس اللي موجوه وهنتكب كتابي علي يارا حالا . وتركهم وعاد وبعد قليل وفي يده المأذون . لم تفق يارا من صدمتها الا عندما قال ادم: قبلت زواجها . والمأذون يقول: بالرفاء و البنين .
بارك الحضور لادم ويارا وكانت مازالت واقفه علي حافه الشرفه اعطاها والدها الدفتر وقامت بالتوقيع وهي مغيبه تمام ولم تستوعب بعد احتضنها والدها ووالدتها وهى واقفه بلا حراك غير مستوعبه لما يصير حولها . امسك ادم يدها واخذها الي الشرفه مره اخرى ولم تفق الا علي غلق الباب . فانتبهت ونظرت اليه . ادم: صدقتي دلوقتي انى مش عايز غيرك . خجلت يارا بشده ولم تنطق بحرف .
امسك ادم يدها وقبلها قائلا: انا عايز اعترفلك بحاجه مسموح ليا دلوقتي يا سمو الملكه . وصلت يارا الى اقصى مراحل الخجل ولم تعد قدماها قادره علي حملها وبدأت عيناها تزوغ والصوره تهتز امامها . فلقد تعبت يارا كثيرا ولم تأكل اى شئ منذ الصباح وارهقت نفسها حتي تكون جوار صديقتها في كل شئ و صدمتها بكتب كتابها والان هذا الخجل الذى سببه اليها ادم فهى لم تعد تقوى علي التحمل بدأت الرؤيه تتلاشي تدريجيا الا ان اختفت تماما ولم تشعر بشئ بعدها و سقطت بين ذارعي ادم زوجها .
ادم بلهفه: ياااارااااااا حاول افقتها لم تستجب تطلع اليها قليلا بين ذراعيه ثم حدثها قائلا: انتى يمكن تكونى بريئه بس انتقامي هيبقي منك ومش هسمح انك تكتشفي او تحسي بحاجه عارفه انا هركن انتقامي منك علي جنب لغايه يوم الفرح وبعدها اما تبقي في بيتي وتحت ايدى هعمل اللي انا عايزه لكن دلوقتي وخلال الاسبوعين دول لازم اخليكي تثقى فيا وتحبيني والموضوع مش صعب عليا علشان انا ادم الشافعى ومفيش بنت منفسهاش بس ابصلها هو مش ذنبك علشان كده هعيشك اسبوعين في السحاب في سابع سما وبعدها هرميكي لسابع ارض زى ما ابوكي عيش امي في سابع سما وبعدين رماها لسابع ارض ثم ضحك بتوعد والشرر يتطاير من عيونه فلقد استطاع شيطانه وغضبه السيطره عليه ثم حملها وفتح الشرفه ودلف اللي الداخل .
فزع احمد ورأفت وسميه فضحك ادم مطمئنا: متقلقوش اصلها اتكسفت شويه انا مكنتش اعرف انها خفيفه كده. تنهد الجميع بارتياح وابتسمت سميه وقالت: وكمان حبيبتي تعبت اوى النهارده ومكلتش حاجه من الصبح خالص كل ده مره واحده جاب نتيجه عكسيه . احضر ادم الماء وبدأ في افاقتها حتي فتحت عنيها في تعب وتطلعت اليهم واحمرت وجنتها خجلا فجلس ادم بجوارها وامسك يدها: كل ده علشان قولتلك يا سمو الملكه اومال لو قولت حبيبتي هتعملي ايه . ضحك الجميع اما يارا فكانت في موقف لا تحسد عليه واشتعلت وجنتها واحست انها علي وشك الاغماء مره اخرى . فأحضرت لها سميه كوبا من العصير وبعض الفطائر .
يارا بضعف: مش عايزه يا ماما صدقيني . كانت سميه علي وشك الرد عندما اخذ ادم منها الصنيه التي عليها الطعام . وقال: هتاكلي لوحدك ولا ااكلك انا. هبت يارا جالسه وامسكتها منه وقالت بحياء شديد: لأ هاكل انا .
ضحك الجميع عليها وابتسمت هى وهى في قمه سعادتها . بعد قليل من الوقت اقترب منها ادم وهمس فى اذنها: يعنى كان لازم تتعبى ادى يا ستى الناس كلها قاعده معانا ومش عارف استفرد بمراتى شويه . خجلت يارا ونظرت للاسفل ودقات قلبها ترقص وتقرع كالطبول حتى انها شعرت ان جميع الحاضرين يشعرون بها. رأفت: مش يالا يا ادم ونسيب يارا ترتاح شويه ولسه الايام جايه . ادم: تمام يا بابا يالا بينا .
نهض ادم واتجه نحو الباب ثم توقف وعاد اليها وانحنى ليقترب منها ثم همس بجوار اذنها: كنتى زى القمر النهارده انا هسيبك دلوقتى ترتاحى واشوفك قريب سلام ثم رجع للخلف قليلا ينظر لعينيها ثم قال: سلام يا زوجتى العزيزه . وابتسم بمكر وغادر تاركا خلفه قلب ينبض بعنف وانفاس متقطعه ...
صباح اليوم التالى استيقظ ادم وجلس على فراشه يسترجع ذكريات يومه السابق تذكر جمال يارا وخجلها تذكر ضحكاتها الساحره مع صديقتها تذكر تحركها كالفراشه وسط الحضور تذكر استحيائها كما اقترب منها تذكر كيف كتب كتابه عليها وانها الان اصبحت مدام ادم الشافعى والان يجب عليه ان يهتم بها حتى لا تشعر بشئ وحتى لا تفسد خططه ولكن هل يظلمها ام هى تستحق بقى لديه مشكله واحده الان وهى تأنيب الضمير الذى يسيطر عليه بعد الاحيان ولكن ادعاءه للاهتمام لابد منه الان . نهض ادم ونزل الى الاسفل وجد والده يجلس فى غرفه المعيشه وبيده صوره كبيره له و لزوجته ولادم يتطلع اليها بنظره حزينه ومشتاقه تنهد ادم بغضب واصر بداخله على اكمال طريقه .
دخل ادم لوالده: صباح الخير يا بابا . وضع رأفت الصوره بجانبه وابتسم: صباح الخير يا عريس . ابتسم ادم: خلاص بقى عريس دى كان امبارح. ضحك والده وقال: بعد الفرح هتبقى عايز تفضل عريس لسنه قدام وبكره هفكرك . وضحكا سويا . رأفت: ايه رأيك يا ادم اسافر القاهره الفتره اللى انت فيها فى مطروح واهو ارتاح هناك اكتر بدل ما اقعد لوحدى وكمان عارف انى مليش فى الاكل اوى اخرى احضر فطار او غدا خفيف .
ادم: يا بابا ما انا حاولت اقنعك كتير تجيب واحده تبقى هنا تنضف وتطبخ انت اللى رافض . تنهد رأفت: انا مش عايز واحده تانيه تدخل المطبخ غير امك يا ادم وانت عارف ده واذا كان على تنضيف البيت فا الشغاله بتيجى يومين فى الاسبوعين تنضف وتمشى وبعدين حتى لو وافقتك مينفعش اقعد لوحدى معاها فى البيت . ادم: يا بابا هو انت هتحب فيها .
رأفت بابتسامه: يا حبيبى الخلوه بين الراجل والست فى كل الاحوال غلط لان دى فتنه والناس بتضعف . ادم بتنهيده: يعنى هتسافر خلاص شكلك واخد قرارك . رأفت: المده اللى انت هتقعدها بره ولما تنزل عرفنى قبلها هاجى عالطول واهى تبقى مراتك مكان مامتك وسطينا . غضب ادم وقال بصوت عالى: محدش هيبقى مكان امى خالص يا بابا خالص ..
ونهض وترك والده وصعد لغرفته وصفع الباب خلفه بقوه وظل يدور فى الغرفه كالثور الهائج ثم اتجه الى خزانته وفتحها واخرج مذكرات والدته تطلع اليها قليلا ثم همس لنفسه بصوت غاضب: والله يا احمد الزفت لوريك والله لابهدل بنتك اللى بتحبها دى واخليك تتحسر على عمرها اللى هيضيع افرحوا يومين علشان الجحيم اللى جاى.
ارتدى ادم ملابسه عباره عن بنطال جينز ازرق داكن وقميص ابيض فتح اول زرارين ورفع كمه الى اعلى قليلا وصفف شعره الاسود الناعم للخلف ووضع عطره المفضل وارتدى كوتش ابيض نظر لنفسه فى المرآه وابتسم ابتسامه شر: لازم نبدأ بدرى بدرى ثم عبس وجهه بغضب والتف للخروج ودع والده وصعد الى سيارته وغادر الى منزلها
استيقظت يارا على صوت والدتها تنادى عليها بصوت عالى من المطبخ تنهدت بانزعاج وفتحت عينها ببطء ثم تنهدت وهى تتذكر ليلتها السابقه نظرت ليدها والي الدبله التي تزينها ابتسمت فهي الان اصبحت مدام ادم الشافعى عندما راته اول مره احست بشئ غريب داخلها فهو الحليوه خاصتها يا الهى كم تعشق طلته وثقته بنفسه هو مغرور قليلا ولكن هو رائع صحيح انه هادئ وليس كصديقه يمزح كثيرا ولكنها ايضا احبت هدؤه فهو رزين لدرجه رائعه جرئ جدا تذكرت كيف قال لها البارحه " دا كلو علشان قولتلك سمو الملكه اومال لو قلتلك حبيبتى هتعملى ايه " امام الجميع دون ان يتردد قال لها حبيبتى وقال لها ايضا زوجتى العزيزه يا الهى كم هو رائع ووسيم وايضا " ياااااااااااراااااااااا "
انتفضت يارا على صوت والدتها مره اخرى نازعه اليها من ذكرياتها فتنهدت بسعاده وضحكه جميله ترتسم على شفتاها ثم نهضت وخرجت لوالدتها ... يارا بصوت عالى: لازم قوه مكافحه الارهاب دى على الصبح . سميه بابتسامه: صح النوم يا ختى قولى على الضهر انتى بقالت عشرين ساعه نايمه . يارا وهى تحيط سميه من الخلف وتتطبع قبله على وجنتها: يا سوسو يا حببتي انا عروسه برضو ولازم انام براحتى ولا ايه . ضحكت سميه: ماشى يا ست العروسه يالا تعالى اعملى حاجه تكليها علشان انا بحضر الغدا .
تركتها يارا واتجهت للثلاجه: انا هشرب عصير ولا حاجه على ما الغدا يجهز علشان اعرف اكل معاكوا . " يااااااااااارااااااااا " سمعت يارا صوت والدها ينادى عليها فضحكت هى وسميه وقالت يارا لها: اهى قوه مكافحه المخدرات جت ... وخرجت تقفز للخارج لتذهب لوالدها وضحكت عليها سميه: الله يكون فى عونك يا ادم . يارا: تمام يا فندم ... وقفزت من فوق الاريكه لتقع فوق والدها . احمد انتفض من قفزتها فوقه: بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتى دول . يارا وهى تعتدل وتمسك يد والدها: دلوقتى نهاهاهاهاهاها .
ضحك احمد فخرجت سميه وقالت: بتقول عليا قوه مكافحه ارهاب وانت مخدرات يرضيك كده . نظر اليها احمد بضحكه ثم ليارا: يا بت اتقى الله دا احنا برضو اومال انتى ايه . ضحكت سميه ونظرت ليارا: عندو حق انتى ايه بقى . وقفت يارا امامهم وهى تضحك بدلع شديد: انا قوه مكافحه الاداب هيهيهيهيه " ضحكه قليله الادب " قهقه احمد بشده وشهقت سميه وهى ترفع الملعقه التى بيدها وهمت بالركض وراء يارا فضحكت يارا وقفزت تركض من امامها وظلوا يضحكوا بشده على طفولتها الجميله فمن يراها لا يصدق انها دكتوره فى السنه الاخيره ذات 22 عاما فهى يكفى لها 5 اعوام. بعد قليل صعدت لغرفتها لبست اسدالها وادت فريضتها وجلست فى شرفه غرفتها تقرأ بعض ايات كتاب الله .
دق جرس الباب فى منزل احمد فتح احمد فوجده ادم رحب به بشده وادخله الى غرفه الاستقبال و ونادى على سميه من المطبخ فخرجت له وفى نفس الوقت خرجت يارا عندما سمعته ينادى كانت ما زالت ترتدى اسدالها يارا وهى تقفز له وتقول بمرح: بتنادى على سوسو ليه يا ابو حميد عايزاها فى ايه ها قولى . ضحك احمد وضربها على راسها بخفه: مالك انتى يا بت مراتى وانا حر وبعدين انتى هتفضلى تنطى زى الهبل كده امشى زى الناس اومال . ضحكت سميه وقالت: مين دى اللى زى الناس يارا دى حبيبتى مولده عبيطه .
انقضت يارا على سميه وقبلتها قبله طويله مؤلمه وقالت: انا عارفه انها بتوجعك بقى انا عبيطه يا ماما . امسكها احمد من كتفها وهو يحاول ان يتماسك حتى يبعدها عن سميه: اهدى يا بت هتموتى الست دى لسه صغيره ابعدى عنها . ضحكت سميه بشده وهى تمسك خدها: مفتريه . نظرت يارا الى احمد بنظره حزن مسصطنعه: كده برضو حتى انت يابابا. احتضنها احمد وهى يضحك وحضن سميه بذراعه الاخر وقال: ربنا يخليكو ليا .
كل هذا رأه ادم وسمعه فهو يجلس فى حجره الاستقبال مقابل لهم ظل يتطلع اليهم بمشاعر مضطربه ومتداخله حزن وانكسار وغضب وندم واشتياق وسعاده وحب ورغبه وحسد . كان سعيد انه يرى عائله جميله هكذا يمزحون ويضحكون رغم مشاغل الحياه فهم معا. كان يحسد يارا على وجود كل من والدها ووالدتها بحياتها على عكسه تماما فهو والدته تركته وابتعدت وهو الان يبتعد عن والده وكان غاضب لان احمد سعيد هكذا وهو كان سببا فى تعاسه امه وابيه . اما مشاعر الحب استغربها ادم كثيرا ظل ينظر الى يارا وجهها الجميل واسدالها الطويل التى تمسكه وهى تمشى حتى لا تتعركل به ضحكتها مزاحها و روحها المرحه وطفولتها كل شئ بها جميل كل شئ هو يرغب ان يكون معهم وبينهم الان .
افاق على صوت احمد يضحك بشده وهو يقول: اااااه يا ربى نسيت يا بت اتهدى فى ضيوف جوه .. شهقت يارا: يا فضحتشى ضيوف فين ومين وامتى.. احمد بضحكه: فى الصالون كنت بنادى على مامتك اقولها وانتى طلعتى زى المدب فى النص نستينى ثم نظر باتجاه الصالون فوجد ادم يجلس امامه يتطلع اليه ويبتسم فعلم انه رأى ما حدث فضحك والتف ليارا وقال: والضيف شاف كل حاجه كمان . اتسعت اعين يارا ونظرت للخلف وجدت ادم جالس ويتطلع اليها بنظره ساحره فصرخت يارا: عااااااااا ورفعت اسدالها وجرت مسرعه نحو غرفتها . ضحك كل من احمد وسميه عليها بشده وادم ايضا .
دلفت يارا الى غرفتها بسلام بعد ان كادت تقع عده مرات ووضعت يدها على قلبها: يا ربى يخربيت الفضايح هيقول عليا ايه دلوقتى ياربى يعنى لازم اتهبل دلوقتى طب هو كان لازم يجى دلوقتى طب انا هرفع وشى فيه دلوقتى ازاى ياربى الحمد لله انى كنت بالاسدال والا كان شافنى ثم ضحكت وقالت: يا هبله بقى جوزك خلاص يعنى لازم يتعود على عبطتك وهبلك ده ايوه ايوه لازم يتعود ثم جلست على الارض: لا يا ابله انتى لازم تعقلى بقى هو هادئ ورزين وبيضحك بالعافيه اصلا اكيد هيحبك تبقى هاديه زيه ايوه ايوه لازم تعقلى ثم وضعت يدها على خدها وقالت بتفكير: طب ليه هو ميتهبلش زيي ايوه ثم ضحكت بشده: ههههههههه ياربى ادم هههههه ويبقى اهبل زيي لا لالالالا مش قادره اتخيل ههههههههههه " يااااااااااااااارااااااااااا " انتفضت يارا فوجدت والدتها تقف بجوارها وتضحك بشده عليها: انتى بتكلمى نفسك خلاص الفيوز الاخير ضرب .
قامت يارا بسرعه وامسكت كتف والدتها وقالت بلهفه: هه مشى خلاص مشى صح . ضحكت سميه: لا وعايز يشوفك . شهقت يارا: يا ربى لالا مش عايزه اطلع مش عايزه اشوفه مش هعرف . سميه: يا تطلعى يا هو هيجيلك هو قالى كده . ضربت يارا بيدها على صدرها: يالهوى هو قلك كده هو مجنون يجى هنا فين . ضحكت سميه: اخلصى اعدلى طرحه الاسدال وتعالى ورايا اخلصى . تنهدت يارا ووقفت مكانها لا تتحرك فهزتها سميه بصوت عالى: يالاااااااا . عدلت يارا من نفسها وخرجت خلف والدتها وهى تستشهد كما لو كانت ذاهبه لحرب .
دلفت يارا للصالون وراسها يكاد يقبل الارض من نظرها للاسفل تطلع اليها كل من ادم واحمد ولم يستطع احمد كتم ضحكاته فضحك فسمعته يارا وشتمت نفسها مئات المرات بداخلها وودت لو انشقت الارض وابتلعتها . جلست وبعد قليل غادر احمد وسميه وظلت هى مع ادم . هل يشعر احدكم بما تشعر به الان فلينقذها احدهم قاطع تفكيرها صوت ادم: انا بقول كده برضو . نظرت اليه يارا وقالت بغباء: هاا ادم بابتسامه: انا كمان بقول ان السجاده شكلها حلو .
مازالت يارا تشعر بالغباء: ها يعنى ايه مش فاهمه . ضحك ادم عليها كانت تبدو لطيفه وهى غبيه هكذا ثم قال: يعنى انتى عماله تبصى للارض فقولت يمكن السجاده عجباكى ولا حاجه . نظرت اليه يارا بعد ان استوعبت ما يقول ثم اخفضت عينها ثانيه فى خجل شديد واحمرت وجنتها، تطلع اليها ادم لحظات ثم قال: بس انا احلى منها على فكره ولا ايه رأيك مش انا حليوه برضو كان فى واحده قالتلى كده قبل كده .
"ماتت يارا الله يرحمها كانت طيبه " يارا حقيقه قد انصهرت من الخجل حاول ادم ان يجعلها تنسي خجلها فتحدث فى امور عاديه حتى تنظر اليه على الاقل فقد بدأ يعتقد انها نامت على هذه الوضعيه تحدث عن عمله قليلا وايضا عن دراستها تحدث على مكان سكنهم وانهم سيقضوا بعض الوقت فى مطروح ثم يعودوا الى الاسكندريه ومن الممكن ان يسافروا بعض المرات الى القاهره ليكونوا وسط عائلته . وانقضى الوقت سريعا فى محادثتهم حتى استأذن ادم وانصرف ...
بعد مرور اسبوع كان قد زارها ادم مرتين او 3 مرات وبدأت تعتاد يارا عليه وهو بدأ يعتاد عليها .
فى الاسبوع الثانى ذهب ادم الي زياتها وكانوا يجلسان بمفردهم دون ان يكون احد مطلع عليهم ليست المره الاولى ولكن فى كل مره يتركهم والدا يارا يسعد ادم بذلك وهو حتى لا يدرى السبب ادم: انا مبسوط اوى . يارا: يارب دايما بس اشمعنا دلوقتي يعني . ادم: علشان قاعد معاكي لوحدنا . ابتسمت يارا واحمرت وجنتها خجلا فلم يستطع ادم ان يقاوم وقام وجلس بجوارها حتي اصبح ملاصقا لها، اضطربت يارا كثيرا وخجلت بشده وحاولت ان تبتعد عنه ولكنه امسك بيدها ولم يمهلها الفرصه ثم ارتفعت يده الاخرى تتلمس وجنتها ثم طبع قبله صغيره عليها وهمس بجوار اذنها: انتي حلوه اوى كده ازاى . حاولت الابتعاد مره اخرى فلم يعد بمقدورها احتمال ما يحدث.
فأمسكها مره اخرى قائلا: واللي مجنني انى مش عارف انتى بتعملي فيا ايه ؟ ثم نظر الي عنيها مباشره وقال: قوليلي بتعملي فيا ايه وليه بحبك كده . وصل خجل يارا الى ذروته في هذه اللحظه وعندما سمعت كلمه بحبك رفعت عنينها لتستقر بعينيه وظلت تنظر اليه ولاحظت اقترابها الشديد منه فقامت مسرعه قبل ان يمسكها مره اخرى وقالت محاوله ان تدارى ارتباكها: انا عايزه اكلم اروي ينفع اااه هكلمها انا هروح اجيب تليفوني . وركضت مسرعه خارج الغرفه دون ان تعطيه فرصه للرد.
اما ادم بعد خروج يارا شد علي شعره بشده وهو لا يدرى ما اصابه بقربها كيف انجرفت مشاعره هكذا كيف استسلم هكذا وضع يده علي وجهه وتنهد بمراره:مينفعش اتعلق بيكي مينفعش . عادت يارا بعد قليل ممسكه بهاتفها وجلست في المقعد المقابل لادم يفصل بينهما منضده صغيره . اخرج ادم هاتفه وقال: استني هتصل انا بيهم . طلب ادم رقم يوسف ووضع التليفون علي وضع المايك ووضعه امامهم علي المنضده . وبعد قليل فتح الخط . يوسف بسعاده: ادم باشا منور الدنيا كلها . ادم: وحشتني يا راجل هو الجواز يخدك مننا كده .
يوسف بضحكه: ياعم لما تتجوز هتفهم. ادم: يسهله يا عم . يوسف: بطل قر انت بس . ادم بابتسامه: انا مش بقر انا بحسد وبحقد وبنطق بس . فلتت ضحكه من يارا فسمعها يوسف وقال: ايه ده هى الدكتوره جنبك . نظر ادم الي يارا ورمقها بنظره حارقه وقال: اه نادى مراتك يارا عايزه تكلمها . يوسف: طب استنى معايا ثواني .
ادم بصوت هامس وهو ينظر الي يارا بغضب: لينا حساب اما نقفل معاهم . توترت يارا من نظرته ولكن قلبها يرقص فرحا فلقد شعرت بغيره ادم عليها . يوسف: احم احم ادم انت لسه معايا . ادم: اه معاك اهه يوسف: طب الدكتوره لسه جنبك . ادم بغيظ: اه يوسف: اذيك يا دكتوره اخبارك ايه .
همت يارا بالرد فقاطعها ادم: وانت مالك يا خفيف هما بيتكلموا سوا تتحشر ليه لم نفسك احسنلك انا ناويلك من زمان بس ماسك نفسي . يوسف: ما خلاص يا عم انت علشان بتلعب شويه رياضه علي شويه كارتيه وحبه مصارعه هتقرفنا بقي . ادم: تصدق انا كنت ناوى اقولك خبر حلو بس رجعت في كلامي . يوسف: لا خلاص قول يا برنس دا حتى يعني الدنيا ماشيه معاك حلاوه انت كمان وقاعد مع خطيبتك وكده بقي الا قولي صحيح انتو ازاى قاعدين لوحدكوا . ابتسم ادم بينما ضحكت ويارا امسك ادم يد يارا حتي تخفض صوتها فسكتت يارا وحاولت كتم ضحكاتها .
يوسف: بتضحك علي ايه يا روح خالتك . ادم: اصل دا الموضوع اللى كنت هكلمك فيه . يوسف بدهشه: موضوع ايه ده . ادم: مستعد تسمع يعني . يوسف بنفاذ صبر: اخلص يالا بقي . ادم بابتسامه صغيره: اصل انا اتجوزت. وساد الصمت الا شهقه اروي حتي قال يوسف: ناااااااعم يا خويا ات ايه ! اروي: بت يارا الكلام ده بجد انطقي ؟
يارا بضحكه: استهدى بالله بس والله خدني علي خوانه . اروي: ليه ياختي كنتى شاربه حاجه اصفره . قهقهت يارا فضغط ادم علي يدها فانخفض صوتها . يارا: والله ما كنت اعرف الاسبوع اللي فات يوم فرحكم بعد ما انتو مشيتو لقيته رجع المأذون تاني وكتبنا الكتاب . يوسف: وبتقول عليا اهبل دا انت ابو الجنان كله تكتب كتابك من غيرى وكمان مش ليك اهل يا بنى ادم انت يحضروا . ادم: يا عم يحضروا الفرح ما انا مكنتش قادر استني بصراحه .
ودار حوار من العتاب والمباركه وسادت الفرحه بينهم هم الاربعه ثم اغلقوا الخط. التفت ادم الي يارا وهب وافقا من مكانه فوقفت هي الاخرى مسرعه ورجعت للخلف هى تعود وهو يتقدم نحوها حتي التصقت بالحائط وضع يديه الاثنين علي الحائط بجوارها فأصبحت مقيده الحركه يحاوطها ذراعيه من الجهتين فابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت ارضا وهى خجله بشده فصاح بها: بصيلي وانا بكلمك . لم تستجب يارا فصرخ بها: بقولك ارفعى عنيكي ليا .
فزعت يارا من صرخته ورفعت عنيها اليه واستقرت علي عينيه ولاول مره تلاحظ يارا فرق الطول بينهما فكان اطول منها كثيرا فهى تكاد تصل الي اول كتفه فوجهها امام قلبه مباشره ظل ينظر اليها الي عينيها بشكل خاص ثم اقترب منها حتي شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ثم ...
رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل السابع
التفت ادم الي يارا وهب وافقا من مكانه فوقفت هي الاخرى مسرعه ورجعت للخلف هى تعود وهو يتقدم نحوها حتي التصقت بالحائط وضع يديه الاثنين علي الحائط بجوارها فأصبحت مقيده الحركه يحاوطها ذراعيه من الجهتين فابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت ارضا وهى خجله بشده فصاح بها: بصيلي وانا بكلمك . لم تستجب يارا فصرخ بها: بقولك ارفعى عنيكي ليا .
فزعت يارا من صرخته ورفعت عنيها اليه واستقرت علي عينيه ولاول مره تلاحظ يارا فرق الطول بينهما فكان اطول منها كثيرا فهى تكاد تصل الي اول كتفه فوجهها امام قلبه مباشره ظل ينظر اليها الي عينيها بشكل خاص ثم اقترب منها حتي شعرت بأنفاسه تلفح وجهها حتي وصل الى اذنها وهمس: حسك عينك اسمعك بتضحكي بصوت عالي قدام حد انا بس اللى اسمع واشوف ضحكتك صمت قليلا واغمض عينيه يشتم رائحتها ثم قال: مفهوم . رجع للخلف بضع خطوات ونظر لعينيها وقال مره اخرى: مفهوم . فأومأت يارا برأسها مواقفه .
فقال ادم: لأ انا عايز اسمع صوتك . فابتلعت يارا ريقها بصعوبه تحاول اخراج صوتها وقالت بصوت يكاد يكون مسموع: ايوا مفهوم . ثم نظرت ايه وقالت: ممكن تبعد شويه يا بشمهندس . اقترب منها ادم خطوه وقال: مش عايز اسمعها تاني، اطلبي اللي انتي عايزاه من غيرها . استغربت يارا وقالت: ايه دى .
ادم بابتسامه ساحره اخترقت قلب يارا فهو حقا وسيم لم تلاحظ انه بكل هذه الوسامه فهى لم تقترب منه هكذا من قبل ابدا فهو في نظرها اليوم متهور . ادم: مش عايز اسمع كلمه بشمهندس دى خالص من يوم ما اتخطبنا وانتى بتقولي بشمهندس حتي مبتقوليش بشمهندس ادم فأنا عايز اسمع اسمى بس اتفقنا . خجلت يارا اكتر وتوترت بشده . فقال لها: مبحبش اعيد كلامى كتير ها اتفقنا ؟
يارا بارتباك: مش هعرف يا بشمهندس انا اتعودت علي كده ومن فضلك ابعد شويه مينفعش كده . ادم باصرار وهو يقترب اكثر: تاني بشمهندس طب ايه رأيك لو قولتيها تانى هعمل حاجات مش هتعجبك وانا مش هبعد الا لما اسمع اسمي . يارا بارتباك اشد فهو اصبح امامها تماما: يا بشمهندس افهمن ولم تستطع ان تكمل كلامها فقد اختطف ادم قبله سريعه من وجنتها . تسمرت يارا مكانها واحمرت وجنتها بشده وارتجف جسدها واحست بالنار تسرى بها . تطلع اليها ادم وابتسم وقال: كل مره هتقولي يا بشمنهدس هتاخدى من ده ان مكنش اكتر ها اسمع اسمى بقي.
لم تنطق يارا وحاولت دفعه عنها لكنها لم تستطع حاولت تصنع الجديه ليبتعد ولكن ارتباكها غلبها . فاقترب ادم مره اخرى واسند ذراعيه بجوارها مره اخرى وقال: ها مفيش سمعان كلام برضو خلاص انتى حره . فابعدت وجهها سريعا عنه وقالت بسرعه: خلاص خلاص هسمع الكلام .. قال ادم: يا ايه ! يارا بخجل شديد واضح: اادم . طبع ادم قبله علي خدها مره اخرى وابتعد عنها وازاح ذراعيه عن الحائط فتحررت منه وجرت باتجاه الباب . فأوقفها قائلا: يارا.
توقفت يارا مكانها . فقال لها: اجهزى علشان هنخرج . لم تلتفت يارا وقالت بتوتر: مش عايزه اخرج . ادم بتحدى وهو يقترب منها: تاني مفيش سمعان كلام . سمعت يارا صوت خطواته في اتجاهها فقالت مسرعه: خلاص قول لبابا علي ما اجهز وفتحت الباب وخرجت مسرعه. ضحك ادم وحدث نفسه قائلا: مفهاش مشكله افرحلي معاكى يومين باقي اقل من اسبوع اظبط نفسي فيهم معاكي وبعدين نفكر في الانتقام بعدين . استأذن ادم من والد يارا للخروج قليلا ووافق احمد .
اصطحب ادم يارا وعندما وصلت الي سيارته وقفت متردده اتركب بجواره ام في الخلف فتح ادم لها الباب الامامى ولكنها تحركت للخلف فقال لها: رايحه فين ! يارا: هركب ورا . ادم: ليه ان شاء الله سواق الهانم انا تعالي هنا يا يارا احسنلك بدل انتى حره. خشت يارا ان ينفذ تهديده فذهبت وجلست بجواره . ظلا صامتين طوال الطريق حتي وصلا الي احد المطاعم علي البحر .
حاول ادم تجاهل المواضيع التى تربكها حتي تتحدث معه فتحدث فى حوارات عامه حتى تلاشي ارتباكها تدريجيا وعادت اليها روحها المرحه . يارا بشغف: عايزه اخد صوره ممكن . ادم باعتراض: لا مش ممكن واتفضلى امشى يالا . يارا بتذمر: ارجوك يا بشمن... قاطعها ادم وهو يقترب منها: هاااا يا ايه ! يارا بسرعه وهى تبتعد: ادم ادم احم ابتسم ادم بخبث: طب يالا نتمشى على البحر شويه .
يارا: عايزه اخد صوره جنب المطعم الاول بليييييز بلييييييز بلييييييز . ادم: يا ماما انتى كبرتى على الحاجات دى يالا يا بت الناس قدامى واخلصى مش عايز الناس تبص علينا . يارا: اوووف بقى انا مالى بالناس انا هاخد صوره بقى هه . ادم: انا مش هصور حد وخدى بالك انا مبحبش عدم سمعان الكلام فاهمانى . يارا: لا ما انت مش هتصورنى انت هتتصور معايا . ادم: افندم دا بعدك .
يارا: يالا بقى الله يخليك هناخد سيلفى ادم: لا وسليفى كمان دا انتى اتهبلتى رسمى انا اتصور سيلفى ومعاكى لا مش هيحصل . يارا: بس ... قاطعها ادم ساحبا يدها لتمشى خلفه فقامت بفتح الهاتف وفتحت الكاميرا ورفعت يدها الاخرى دون ان يلاحظها ادم وثبتت الكاميرا عليهم ثم نادت عليه . يارا: ادم . ادم: همممممم دون ان يلتفت . يارا مره اخرى: ادم . ادم بصوت اعلى دون ان يلتفت: همممممممم. يارا وقد بدأت يدها المرفوعه تألمها: ااادم . التفت ادم بحده: افندم ...
فالتقطت يارا الصوره سريعا فوجأ ادم بها وضغط على يدها ونظر اليها بغضب توترت قليلا ولكنها رفعت الهاتف لترى الصور فابتسمت ابتسامه واسعه كأنها تحاول ان تمنع نفسها من الضحك ولكنها عجزت فالصوره يارا تنظر لادم ببلاهه وادم ينظر اليها بغضب ممسكا يدها وكانت تبدو ملامحه كأنه على وشك لكمها كان شكله مخيف حقا . ادم: انتى اتهبلتى ازاى تعملى كده .
مشى بها سريعا حتى وصل للسياره وفتح لها الباب ودفعها داخله بعنف واغلق الباب بقوه انتفضت معه يارا وركب هو الاخر واستدار اليها: الصوره دى تتمسح فورا والموضوع ده ميتكررش تانى مفهوم . استجمعت يارا نفسها قليلا: لا مش همسحها وباقى اليوم هقضيه صور يالا هه ونظرت اليه وقالت: وبمزاجك على فكره او غصب عنك مش هتفرق معايا اصلا . ادم بصوت عالى وغاضب: ياااارا لميت مره قلت انا مليش فى الهبل ده انتى مبتسمعيش الزفت الكلام ليه . خافت يارا من صوته ولمعت عيناها بالدموع وارتجفت شفتاها .
تنهد ادم بغضب وضرب يده بقوه على مقود السياره ثم ادارها ورحل . احضرها ادم الى شط البحر وقال: انزلى هنتمشى يمكن تروقى شويه . نظرت اليه يارا بحزن: مش عايزه منك حاجه . ادم وهو يشعر انها ابنته المدلله: انتى حره وانا اللى كنت هقولك نتصور هنا . نظرت يارا له بسعاده وانفرجت شفتاها عن ضحكه طفوليه جميله: بجد . ادم بابتسامه: ويا ستى انا موافق كل مكان نروحه ناخد صوره اتفقنا . يارا بفرحه عارمه: يس يس اتفقنا .
نزلوا سويا و تمشيا علي البحر قليلا وهم يتحدثون وطوال الطريق كان ممسكا بيدها . ثم سألها: تحبى تروحي فين .! يارا بمرح طفولي: عايزه اروح الملاهى واكل ايس كريم وغزل بنات . ادم باستغراب: ملاهى وايس كريم وغزل بنات ! ليه معايا طفله ؟ يارا بتذمر طفولى: مليش دعوه عايزه اروح المعموره مليش فيه علشان خاطرى علشان خاطرى . ابتسم ادم وقال: طيب يا زنانه هنروح بس انا عايز اسالك سؤال انتى متأكده انك في جامعه ودكتوره وهتتخرجى السنه الجايه كمان . يارا بدلع: هل عندك شك ؟
ادم: عارفه لولا اننا في الشارع كنتى وريتك عندى ايه، يالا اتفضلي قدامى . وذهبا الى المعموره و لم تلعب سوى لعبه واحده فيارا كما يقال انها من اصحاب القلوب الضعيفه لم تستطع اللعب اكتر من لعبه استهزأ ادم بها بشده وهو تذمرت بدلع . واحضر لها ايس كريم وغزل بنات والكثير من الشيكولاته .
احب ادم طفوليه يارا كثيرا ومرح معها كثيرا ولم يشعر بمثل هذا الفرح من قبل واخذت يارا العديد والعديد من الصور علي البحر وفي الملاهى وهما يأكلان الايس كريم وغيرها وغيرها من الصور . ولكن لم يعرف كلاهما ان هذه الصور ستصبح مجرد ذكرى مريره وهذه الفرحه لن تدوم . انتهي اليوم بسعاده كل من ادم ويارا وودعها ادم بقبله علي يدها وغادر .
قبل الزفاف بيوم واحد . كان ادم يجلس مع يارا يمزحون ويضحكون وفجأه رن هاتفه ادم: السلام عليكم المتحدث: بشمهندس ادم انا ابراهيم السواق بتاع المهندس رأفت . ادم: ايوا يا عم ابراهيم خير . ابراهيم: البشمنهدس رأفت تعب جامد واحنا راجعين من الشركه وجبته علي المستشفى ياريت حضرتك تيجى . انتفض ادم وقال: مستشفي ايه بسرعه. ابراهيم:مستشفي ادم بقلق: انا جاى حالا .
اغلق ادم الخط وجرى خارج الغرفه قلقت يارا كثيرا وخرجت خلفه ولكن لم تستطع الحاق به . فذهبت الى والدها واخبرته فطلب رقم رأفت فأجابه العم ابراهيم واخبره بما حدث. اخبر احمد يارا وسميه واخبرهم انه سيذهب وهم يتبعوه عندما يجهزوا
مر بعض الوقت واحمد بجوار ادم وبعد قليل طمأنهم الطبيب علي والده وكان ذلك انخفاض بضغط الدم و الامر ليس خطير اطمأن ادم قليلا ولكنه مازال قلقا فهو يريد رؤيه والده . جائت يارا وسميه وقفت سميه بجوار زوجها اما يارا فذهبت الى ادم كان جالسا علي احد المقاعد يرجع راسه للخلف مغمض العنين وعندما رأته يارا ورأت علامات الارهاق والحزن والقلق علي وجهه اقتربت منه ووضعت يدها علي كتفه فتح ادم عينيه فكانت حمراء جدا رق قلب يارا له فأمسكته من كتفه واحتضنت رأسه علي صدرها وظلت تسمح علي شعره وهى تقرأ بعض ايات القران، احس ادم بالحنان رغم شعوره بصدمه مما فعلته يارا فقد تخلت عن خجلها من اجل ان تواسيه ولم يشعر ادم بنفسه الا وهو يرفع يديه ليضم خصرها بقوه كأنه يحتمي بها تشبثت به اكثر وظلت هكذا حتي هدأ تمام وابتعد عنها ورفع عينيه اليها فجلست يارا بجواره فالتفت اليها فأمسكت يده وطبعت قبله صغيره علي باطنها وقالت بحنان: ثق بالله يا ادم بأذن الله بابا هيبقي كويس قوم صلي ركعتين قضاء حاجه وادعيله وهيبقي كويس صدقني متقلقش عليه ربنا هيحميه .
جاءت اليه سميه وربتت علي كتفه وقالت: قوم يا حبيبي اتوضي وصلي واقرى قران صدقني دا هيريحك اوى قوم يا بني متخفش ابوك راجل وبعدين الدكتور طمنا عليه ثم رفعت وجهه بيدها وقالت بحنان اموى: ابني انا متعودتش انو يضعف خالص مفهوم . تطلع ادم اليها لحظات ثم امسك يدها وقبلها. ابتسمت سميه وقالت بعاطفه: مش انا زى ماما برضو و انت ابنى اللي مخلفتوش اعتبرني زى ماما يا حبيبي . وقف ادم امامها وتذكر والدته ولكنه تدارك نفسه وقبل راسها ويدها وقال: اكيد يا طنط ربنا يبارك لينا فيكي .
جاء احمد من بعيد بعد ان كان يتابع الموقف وقال: خياااااااانه مراتى وجوز بنتي ونظر ليارا وقال: وانتى ساكته ! فضحكت يارا وقالت بمرح: اااااه قلبي مره ماما وصحبتي ومره ماما وجوزى انا انجرحت قلبي بينزف مشاعرى مكسوره انى اغرق اغرق اغرق . فضحك الجميع وشعر ادم بمدى طيبه سميه وانها تشبه امه كثيرا واحس انه من الممكن ان يعتبرها كوالدته واحس بمدى براءه يارا وحنانها وانها لا تستحق ما ينوي فعله بها وللغرابه شعر ايضا بحب احمد وطيبته ولكن هيهات ...
دلفوا جميعا الى غرفه رأفت ليطمئنوا عليه. ادم بقلق: بابا انت متأكد انك كويس . رأفت بابتسامه: انا الحمد لله تمام . يارا: كده يابابا تخضنا عليك . رأفت: حقك عليا يا صغيرتي وبعدين انتو بتعملوا ايه هنا المفروض تكونوا بظبطوا نفسكوا فرحكم بكره . يارا: حضرتك بتقول ايه يا بابا احنا هنأجل الفرح طبعا علي ما حضرتك تتحسن شويه . رأفت: لا طبعا الفرح هيتعمل في معاده.
يارا بدهشه: ازاى بس مينفعش . قال رأفت باصرار: الفرح بكره ودا اخر كلام وانا كويس ومفييش حاجه وكمان يوسف واروي هينزلوا بكره عشانكم خلاص الموضوع منتهي . نظرت يارا الى ادم: انت هتفضل ساكت كده حاول تقنع بابا . ادم بشرود:لا بابا معاه حق الفرح هيتعمل بكره في ميعاده وقال بغضب مكتوم: لازم يتعمل بكره لازم . يارا بذهول: انت ليه بتتكلم كده !
ادم وقد اقترب منها محاولا تدارك الموقف: انا لسه هستني انا خلاص معنتش قادر عايز اخدك ونسافر بقي شهر عسل وكده يا اما والله اخطفك وغمز لها بعينه وقال: ومش عايز اعتراض والا انتى عارفه انا ممكن اعمل ايه . خجلت يارا واومأت برأسها موافقه ولم تدرى انها بذلك تلقي نفسها في جحيم حبيبها . حدث ادم نفسه قائلا: لازم الموضوع ينتهى قبل ما اتعلق بيكى اكتر من كده انتى طيبه اوى بس بنت احمد الادهم في الاخر وانا مش هسيب حقي لمجرد انى اتعلقت بيكى ومع الوقت هنساكى خالص بس بعد ما انهيكي ولازم في اسرع وقت قبل ان اضعف امامها لانها ... تهتم بي حقا ...
فى مكان اخر يوسف: يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو مسى نهارنا فل ... تيرار تيرا تيرااااااااااااا اروي: بس بس كفايه دا صوت دا دا صوت . يوسف وهو يلتف لها: مالو صوتى ياختى مش عجبك مش كفايه بساعدك وبقطع الطماطم احمدى ربنا وسبينى اظهر فنى . اروي بسخريه: فنك ! فن ايه دا ايوه ايوه عرفتوا دا فن رجل المعزه صح .
نظر اليها يوسف بغيظ والقى بسكينه على الطاوله والتف اليها: انتى بتتريقى عليا من فتره فتى البيض ودلوقتى رجل المعزه انتى قد اللى بتقوليه دا . قالت اروي بدلع: قده ونص وتلت اربع عندك اعتراض يا بيبى . اقترب منها يوسف: بطلى دلع علشان اخرته مش هتعجبك وانتى عرفانى دمى حامى ومبسبش حقى... ابتعدت اروي خطوه للخلف: احم احم حضرتك احنا مبنتهددش احنا جامدين اوى..
قالتها اروي وهى ترفع اصبعها فى وجهه فسحبها يوسف بقوه فاصطدمت بصدره شهقت اروي وحاولت ان تبتعد وظلت تتلوى تحت يديه ولكن هيهات ان يهرب الغزال من الاسد ضحك يوسف بمكر وقال: مبتهددش ها متأكده ثم نظر لشفتاها ورجع للخلف قليلا برأسه ونظر اليها من اعلى لاسفل ثم اقترب من اذنها حتى شعرت اروي بأنفاسه بعنقها وقال: اما من ناحيه جامدين فانتى فعلا جامده جدى ..
خجلت اروي كثيرا ونظرت للاسفل فامسك يوسف بذقنها ورفع وجهها له وقال: اللى بيلعب بالنار بتلسعه وانا اصلا محروق بيكى من زمان فا بلاش الدلع دا قدامى علشان واقترب منها وهمس: علشان انا بضعف بضعف اوى وطبع قبله بجانب عنقها واغمض عنيه يستنشق عبيرها دفنت اروي راسها فى صدره واحاطت خصره بذراعها واغمضت عنيها لتستشعر بالامان الذى تعشقه من زوجها وكل ما تملك ...
ظلا هكذا حتى صاحت اروي وهى تدفعه عنها ولانها كانت مفاجأه بالنسبه له فابتعد مباشره عنها: عااااااااااا الاكل اتحرق ربنا يسامحك يا يوسف هتاكل اكل محروق ااااااه دى اخره تعبى . ضحك يوسف وقال لها: قولتلك بلاش دلع قدامى ادى الاكل اتحرق معايا ضعف هو كمان قدامك . امسكت اروي بالخياره المجاوره لها ورفعتها لترميه بها فقهقه يوسف وجرى للخارج سريعا وهو يقول: مفتريه وضعت اروي الخياره مكانها وضحكت بخفه على جنان زوجها فعاد يوسف وامال رأسه من الباب وقال: بس بحبك ضحكت اروي: والله بحب مجنون ربنا يهديك ويخليك ليا يارب . يوسف من الخارج: سمعتك على فكره. ضحكت اروي وحاولت انقاذ ما يمكن انقاذه من الطعام .
فى مكان اخر تحديدا السعوديه جلست ساره امام كريم كريم: اتفضلى يا مدام ساره فى اى خدمه اقدر اقدمهالك . ساره: انا مش عايزه غير حاجه واحده عايزه اطلق وباسرع وقت ممكن . كريم باندهاش: تتطلقى ! خير ايه اللى حصل انا عارف ان حضرتك بتحبى استاذ تامر كتير . ساره: بعد اذنك يا استاذ كريم انا مش عايزه ادخل فى تفاصيل حضرتك موافق تساعدنى ولا لأ كريم بحب: انتى عارفه كويس يا ساره انى مستعد اقدم حياتى لو طلبتى اكيد طبعا موافق اساعدك بس طالما عايزه طلاق مطلبتيش منه ليه .
شعرت ساره بضيق فهى تعرف جيدا ان هذا الشخص يحبها بشده ويرغب بها لنفسه ولكنها لا تتقبله ابدا ابدا ولكن هو فقط القادر على مساعدتها لذلك تمالكت نفسها وقالت: اكيد طلبت بس هو رفض وانا عارفه انى مش هقدر عليه لوحدى ومفيش فى ايدى حل غير اللى هقوله لحضرتك واتمنى تساعدنى . كريم: موافق اتفضلى انا سامعك وصدقينى هعمل المستحيل علشان اخلصك منه ثم همس لنفسه: يمكن دى فرصتى اتقرب منها وتبقى مراتى يا سلاااااام . سمعته ساره وتأفأفت وشعرت بضيق شديد ولكن ثقتها بالله ستساعدها ثقتها فالله هى من تقويها وتشعرها بالراحه لذلك ستتوكل على الله ثم على كريم اخبرت كريم ما تنوى فعله ورحب كثيرا ووافقها ثم غادرت بأمل ان تتخلص من ذلها قريبا ...
فى صباح يوم الزفاف استيقظت يارا علي صوت اروي ففتحت عينيها فوجدت اروي امامها فهبت واقفه واحتضنتها بشده . يارا بسعاده: اروييييييي . اروي: يخربيت عقلك ودنى عامله ايه يا عروسه . يارا: عامله صينيه بطاطس واتحرقت واخرجت يارا لسانها لاروي . ضحكت اروي وقالت: امممم طب اتحرقت ليه خلاص البشمهندس ادم جاب اخرك .
ابتسمت يارا بحب: ادم هو في زى ادم ولا حلاوه ادم ولا حب ادم ثم التفتت الى اروي وامسكتها من كتفها وقالت: بحبه اوى يا اروي بحبه اوى خلاص مقدرش اعيش لحظه من غيره بقي كل حياتى خلاص . ثم وقفت وظلت تدور في الغرفه وهى تفرد ذراعيها: بحبه بحبه اوى . ادمعت اعين اروي وهى ترى سعاده صديقه عمرها . التفتت يارا فوجدت اعين اروي الدامعه فاستغربت فجلست بجوارها وقالت بقلق: مالك يا اروي انتي بتعيطى ليه ! هو يوسف مزعلك ؟!
اروي بضحكه: لأ يا حبيتي دى دموع الفرحه علشان شيفاكى فرحانه اما بقي يوسف فدا مفيش لا احن ولا اطيب ولا احسن منه دا هو اللى طلعت بيه من الدنيا . احتضنتها يارا وقالت: ربنا يفرحنا دايما. ثم غمزت لاروي وقالت: عملتى ايه فى اسبوعين العسل ها قوليلى يالا . اروي بضحكه: اقسم بالله هبله انا مش عارفه مستحملك على ايه .وبعدين تعالى هنا لحقتى تحبيه من اسبوعين بس .
ضحكت يارا: اولا واخده بالى انا انك بتهربى بس هعديهالك . ثانيا بقى بصى هوالحب اللى انا كنت رسماه ونفسى اعيشه الحب اللى بجد مش مجرد كلام لسه موصلتلوش بس انا بحب اسمعه بحب اشوفه بحب ضحكته اللى بشفها من السنه للسنه بحب صوته بحب هدؤه حاسه انو بقى وجوده فى حياتى شئ اساسى يمكن يكون حب فطرى لانو بقى جوزى ولسه حب العشره مجاش بس اللى انا حاسه بيه فعلا انى محتاجه وجوده جنبى دايما وبحب وجودى جنبه . اروي: هييييييييييييح ايوا الله يسهله . يارا بخجل: اخرسى يا بت عيب كده ايه قله الادب دى اووووف قومى من هنا بقى وقذفتها بالوساده فصاحب اروي بضحك وخرجت من الغرفه .
قضت يارا يومها تهتم بنفسها وشعرها وبشرتها فاليوم لاول مره سيري ادم شعرها . ظلت اروي معها طوال الوقت تساعدها وتعتني بها . اما ادم قضي يومه شاردا يفكر فيما نوى فعله شعر انه تعلق كثيرا بيارا ولكنه عاند نفسه واصر علي انه لا يحبها فقط تعود عليها وظل يفكر كيف سيكون رده فعلها هى رقيقه وحساسه للغايه كيف ستتقبل الامر .
وكان يوسف يتابع صديقه ولا يدرى لما هو هكذا لماذا يفكر كثيرا وما الذى ينوى فعله . تقدم يوسف من ادم وجلس بجواره يوسف: لسه اللى فى دماغك فى دماغك يا ادم . ادم بتنهيده:يوسف الله يخليك انا فى دماغى مليون حاجه ومش ناقص . يوسف: انا عارف انك عنيد وهتعمل اللى فى دماغك بس انا خايف عليك يا صاحبى انت اتعلقت بيارا .
نظر له ادم نظره حارقه: اتهيالى اسمها دكتوره يارا ولا ايه . ابتسم يوسف بمكر وخطر بباله فكره لعله يستطيع تغير ادم يوسف: لا ما انا اقولها اللى انا عايزه ما هى مش لازماك بقى . تتطاير الغضب من اعين ادم: يوسف الزم حدودك مش عايز نزعل سوا وانت عارف زعلى وحش . يعلم يوسف حقا ما هو غضب ادم ويعمل انه من السهل جدا ان يقتله ادم الان فهو يعلم انه غيور جدا جدا ولا يرى امام غضبه وغيرته ومن الواضح ليوسف انه يغيير على يارا بشكل كبير ويشعر انها ملكه وحده فقط ولكن رغم قلقه من رده فعل ادم سيحاول ...
يوسف: انت ايه اللى مضايقك يا عم اولا بعد ما تسيبها انت هتبقى بره اللعبه وانا اللى هبقى قريبها جوز صحبتها بقى وكده وتصدق معاك حق المفروض مقلقش انت هتوجعها واحنا موجودين نسعدها بنقصك يا عم واصلا لو حاو.. لم يكمل بسبب لكمه من قبضه ادم الحديديه التى طارت لوجهه ادت الى سقوطه عن الكرسى نهض ادم وامسكه من قميصه وقال بنبره صوت مخيفه: يارا بتاعتى وانا بس اللى هسعدها وانا اللى هزعلها وحاول تجيب سيرتها تانى يا يوسف واقسم بربى ما هرحمك وقتها ثم قال بصراخ: سمعتنى ودفعه ونهض وضع يوسف يده على جانب شفتيه ليزيل الدماء وضحك بسخريه وقال: مضايق ليه يا ادم مضايق ليه مش انت مبتحبهاش وواخدها وسيله مضايق ليه وبعدين هو انت فاكر انك بعد ما تسيبها انا بس اللى هتكلم ما كل الناس هتتكلم والرجاله قبل الستات وانت طبعا فاهمنى .
عاد ايه ادم وامسكه مجددا من ياقه قميصه وقبل ان يقول شيئا امسك يوسف يده وانزلها عن قميصه بعنف وقال: بطل جنان بقى وفوق لنفسك اذا كان انا اللى انت عارف ومتأكد انى عمرى ما هبصلها لانى متجوز وبحب مراتى اتجننت عليا ومش قادر تتحمل كلامى ما بالك بقى بالناس الغريبه صارح نفسك يا ادم دلوقتى اخر فرصه ليك والنهارده قرار نهائي وبعد كده مفيش قرارات فيه ندم يا صاحبى والتف يوسف ليغادر لكنه عاد مره اخرى وقال: اه على فكره مراتى اما كلمتنى قالتلى ان الدكتوره يارا الفرحه مش سيعاها وانها اتعلقت بيك جامد .. فوق يا ادم ارحمها ومتكسرش قلبها فوق يابن الشافعى فوق وتركه يوسف ورحل .
جلس ادم على الارض وهو ينظر الى الفراغ باعين فارغه ولكن انفاسه غاضبه متسارعه ترن كلمات يوسف فى اذنه هل سيندم هل من الممكن ان تصبح لغيره هل رجل اخر ... احتدت عيناه غضبا وانطلقت انفاسه الحارقه بسرعه اكبر لا يمكن ان تكون لغيرى هى لى فقط مهما فعلت بها هى لى فقط .
حل المساء كان حفل الزفاف في قاعه كبيره حاولت يارا كثيرا اقناع ادم ان يكون الفرح بقاعتين منفصلتين ولكنه رفض واصر ان تكون بقاعه واحده . حضر اهل ادم من القاهره " هنتعرف عليهم في البارات الجايه لان ليهم دور مهم في القصه بتاعتنا " وحضر الكثير من اصدقائه وحضر بعض من اهل يارا واصدقائها . كانت يارا كملاك في فستانها الابيض كانت غايه في البساطه والرقه لم تصبغ وجهها باى الوان سوى قليل من الكحل وملمع الشفاه وكان حجابها عاديا طويل ولونه الابيض زادها اشراقا فكانت آسره للقلوب اولهم قلب ادم الذى ما ان رآها حتي تسمر مكانه وظل يتطلع اليها باعجاب واضح فهى من ملكت قلبه وان انكر هو ذلك . كان ادم يرتدى بدله سوداء وقميص باللون الابيض ولم يرتدى ربطه عنق فهو لا يحب ما يقيده مع شعره الاسود الناعم الغزير ولحيته الخفيفه المهندمه فكان غايه في الوسامه وآسر هو ايضا قلبها فهو من ملك قلبها وهى لم تنكر ذلك.
نزلت اروي مع يارا ثم ظلت تبحث عن يوسف حتى وجدته على احد الطاولات فى القاعه ذهبت اليه وبمجرد ان نظرت لوجهه بوضوح حتى شهقت ووضعت يدها على فمها عندما رأت فمه المتورم قليلا امسكته من يده فقام معها ودخلوا الى احد الطرق الهادئه فى خارج القاعه اروي وهى تضع يدها على جانب فمه بهدوء: حبيبى ايه اللى حصل، ايه عمل فيك كده وبدأت تدمع عينها عندما تألم من لمستها . فامسك كفها وقبله وقال: اروي حبيبتى اهدى انا كويس .
اروي بانفعال: كويس ازاى انت مش شايف وشك عامل ازاى مين عمل كده . يوسف بهدوء: اهدى يا اروي . ادم اللى عمل كده . شهقت اروي: ادم ! ليه انتو اتخانقتوا .
يوسف بضيق: حاولت معاه كتير مبيسمعش الكلام حاولت بهدوء حاولت استفزه حاولت بالعنف مفيش فايده اللى فى دماغه فى دماغه ومصمم بكت اروي: كان لازم اقول ليارا عل الاقل كانت تبقى عارفه هى مكنتش هتبعد عنه بس على الاقل مكنتش هتتوجع اوى انا غلطانه بس انا وعدتك مقلش مقدرش اقول يارا لما هتعرف يا يوسف مش هتسامحنى مش هتسامحنى خالص. وبكت بحرقه . ضمها يوسف وهو يتنهد بضيق: احنا ساكتين غصب عننا غصب عننا انا كمان اديت وعد ومش قادر انطق بحرف واحد . اروي: ربنا يهديه ويحنن قلبه عليها ثم ابتعدت عن حضنه بس هو ضربك ليه برضو .
يوسف بضحكه ساخره: اصله غيران عليها . اروي بتمنى: ربنا ينور بصيرته ويهديه ويسعدهم سوا ويشيل الافكار الهبله دى وربنا يقوى يارا يااااااااااااارب . يوسف وهو يحتضنها مره اخرى: اللهم امين . يالا ندخل اروي: يالا يا حبيبى .
فى احد الاركان بالقاعه يقف احدهم ويدخن بشراهه وهو ينظر لادم بحقد وكره كان يود ان ينظر ليارا هكذا ايضا ولكنه كان ينظر اليها بانبهار تام اعجب بها بجمالها الهادئ ملامحها الجذابه ضحكتها الخلابه ردود افعالها التلقائيه البريئه نظرات الحب التى تغلف عينها جسدها المثير كان ينظر لكل انش منها ولذلك اضاف لانتقامه انتقام جديد ولكن لتسليته الخاصه: وربى يا ادم لهوريك اللى عمرك ما شفته وزى ما استقويت عليا وخدت حقى منى زمان هاخد حقى منك دلوقتى اصبر عليا بس اما بقى مراتك الحلوه هتبقى ليا وبين ايديا فى يوم من الايام ووقتها ابقى خدت حق حبى اللى ضيعته انت وربى ما هرحمك يابن الشافعى .
استمر الزفاف ساعتين من المباركات والفرح ورأى الجميع الحب في عيون كل من ادم ويارا واطمأن قلوبهم بأنهم قد وجدوا الحب اخيرا ولن يعرف الحزن طريق لهم . لكنهم لم يدركوا انا الحزن هو عنوان حياتهم القادمه . انتهي حفل الزفاف وحي ادم ويارا الجميع وبكت يارا كثيرا في احضان والدتها وصديقتها وابيها ووصي والدها ادم عليها كثيرا وودعوا الجميع وغادروا. غادروا الي حياه الجحيم .!
في مرسى مطروح . وصل ادم الى الفيلا الخاصه بهم . دلف ادم من البوابه الخارجيه التى تفصلهم عن العالم الخارجى دلف الى داخل عالمهم الصغير ثم بعد قليل دلف من البوابه الداخليه لمنزلهم .. صف السياره ثم خرج منها واخرج الحقائب الخاصه بهم وخرجت يارا ايضا وظلت تتطلع حولها بانبهار شديد فقد كانت الفيلا غايه في الجمال تحيط بها حديقه واسعه وبسين كبير وفي مواجهتها تماما البحر بزرقه مياهه التى اخفاها الليل . عندما وصل ادم الى جوارها امسكته يارا من يديه وظلت تصرخ بانبهار وضحكه جميله تتراقص علي شفتيها والفرح يدور من حولها , نظر اليها ادم بنظرات مليئه بالحب والخوف والغضب والندم .
ساروا سويا حتى وصلوا الى باب الفيلا ففتحه ادم ودلف الى الداخل تركت يارا يده وظلت تتجول في المنزل كان مكون من طابقين الطابق الاول به صاله استقبال كبيره وغرفه نوم متوسطه الحجم وغرفه مكتب ومطبخ وحمام والسفره . صعدت الى الطابق العلوى ووجدته يتكون من اربع غرف نوم واحده تبدو للاطفال واثنين اخرين تبدوان غرف جلوس بها قاعده عربي ووسادات ارضيه ويفصل بينهما حمام واخر غرفه تبدو غرفه نومهما فهى اكبر الغرف بالمنزل وبها حمام ملحق بها . بدأت يارا تشعر برهبه فالمنزل واسع جدا وكبير جدا عليها ولكنها تذكرت ان ادم سيكون بجانبها من اليوم فلا داعى للخوف . التفتت تبحث عن ادم فلقد اعتقدت انه صعد خلفها ولكنها لم تجده فنزلت للاسفل مره اخرى وجدته وافقا كما هو خلف الباب ولم يتحرك خطوه واحده .
ذهبت اليه وامسكت يده وقالت باستغراب: لسه واقف عندك ليه تعالى يالا نتفرج علي البيت تانى سوا ثم نظرت اليه وقالت: البيت جميل اوى يا ادم جميل اوى ثم سحبته من يده ولكنه ثبت مكانه فارتدت هى للخلف . تنهد ادم ثم قال: البيت ده انتى هتعيشى فيه لوحدك . يارا باستغراب: لوحدى ازاى يعني ؟!
ادم ببرود: بصي بقي انا استحملتك كتير اوى بس خلاص كده معنتش طايق ابص في وشك وزهقت من اللعبه السخيفه دى فا لحد هنا وخلاص بح انتهينا . تسمرت يارا مكانها وهى تنظر اليه ولاول مره ترى نظرات الكره والغضب بعينه وعجز لسانها عن النطق ولكنها حاولت جاهده فخرج صوتها بصعوبه: انا مش فاهمه حاجه انت بتقول ايه يا ادم . وشدت قبضتها علي يده .
فسحب يده منها بعنف فارتدت للخلف بقوه فقال بعصبيه: اولا اسمى مش عايز اسمعه منك ابدا اذا كنت طلبت دا منك قبل كده فكان لسبب معين فى دماغى فا متكرهنيش في اسمى الله يخليكى اعملى حاجه عدله فى حياتك بقي . ثانيا انا عارف انك غبيه وانا هوضحلك كل حاجه انتى كنتى مجرد وسيله لحاجه في دماغى وبس ولما حسيت انك بدأتى تشكى فيا وتبوظى خططى اضطريت اتجوزك واعيش دور العاشق الولهان مع اكتر انسانه كرهتها فى حياتي وهى انتى ايوا انتى افهمى انا بكرهك بكرهك عشت اسوء اسبوعين في حياتي معاكى وانتى قريبه منى كنتى سهله اوى اخد منك اللى انا عايزه وقت ما اعوز اقرب اقرب ووقت ما اعوز ابعد ابعد وانتى هبله ومبتفهميش بس خلاص ذهقت وقرفت منك ومن وجودك جنبى وكنت مستني بس اتجوزك علشان انفيكى عن العالم هنا .
ثم اقترب منها وقال بصوت يشبه فحيح الافعى: انا ماشى من هنا يمكن اغيب يوم اتنين اسبوع شهر عشره واعتقد انى هطول لانى مش حابب اشوف وشك تانى ابدا . ثم امسكها بعنف من ذراعها تألمت يارا كثيرا ولكن هل يقارن هذا الالم الجسدى بالالم النفسي الذى تشعر به .
ضغط ادم علي يدها وقال بغضب ونبره تحذيريه: حسك عينك تخرجى من باب الفيلا الا علشان تشترى حاجه ضرورى من الماركت جنب البوابه الخارجيه وحسك عينك اعرف انك مسكتى التليفون تكلمى حد او تشتكى لحد ومش معنى انى مش موجود انك تدورى علي حل شعرك لأ متقلقيش دبه النمله انا هعرفها . ولو حد من اهلك كلمك ردى عادى ولا كأن فى حاجه مش عايز حد يعرف حاجه وانا تليفونى فيه خاصيه اضافه المكالمات لما يحبوا يكلمونا سوا هبقي اكلمك ولو انى مش طايق اسمع صوتك بس هبقي مضطر غير كده مترنيش عليا ابدا ولا تفكرى تفكرينى بيكى لانى عايز انضف بقي من الارف ده ودراستك هتتأجل السنادى غصب عنك مش بمزاجك ثم شدد قبضته علي يدها ونظر لعينيها بشر وقال بتوعد وتحذير: واوعى اوعى بس تفكرى مجرد تفكير انك تهربي او ترجعى لاهلك وقتها مش عارف ممكن اعمل فيكى ايه بس وربى ما هرحمك فاهمه والله ما هرحمك ولا هينجدك منى حد وقت ما يجيلي مزاجى ارجع تبقي موجوده هنا زيك زى رجل الكرسى فاهمه ثم ابتسم بسخريه وقال: واحمدى ربنا جايبك علي البحر وبيت ولا في الاحلام اهه محرمتكيش من حاجه يا ستى .
ابتعد عنها وامسك بحقيبه ملابسه وقال: كلامى واضح طبعا ثم خبط بخفه على وجنتها وقال: اتهيألى واضح يا قطه . ثم استدار وغادر . وقفت يارا مكانها بلا حراك تنظر الى المكان الفارغ الذى كان يقف به منذ قليل وسمعت صوت سيارته تغادر وتبتعد شيئا فشيئ حتى اختفى صوتها تماما . لم تبكى يارا ولم ترمش حتى بعينها وما زالت كلمات ادم وصوته تتردد داخل عقلها " انتى مجرد وسيله ... عايز انضف بقي من الارف ده ... مش طايق اشوف وشك او اسمع صوتك ... وربي ما هرحمك ... اكتر انسانه كرهتها في حياتى ... كانوا اسوء اسبوعين ... اكتر انسانه كرهتها ... افهمى انا بكرهك بكرهك بكرهك بكرهك .. " وضعت يارا يدها علي اذنيها واطلقت صرخه عاليه وسقطت مغشيا عليها على ارض منزل الاحلام والتى اصبح لها مجرد كابوس ...
اما ادم فقد خرج وقال في نفسه لقد حققت انتقامى الان حيث ان خطه ادم كانت " يتزوجها ويجعلها تعشقه ولا تستطيع العيش بدونه ثم يبعدها عن بيت ابيها لمده 7 اشهر ويزيقها فى هذه الاشهر شتى انواع العذاب بالطبع تتسائلون لما 7 اشهر لما ليس اكثر او اقل ولكنه اختار ان يذهب بها الى والدها فى نفس اليوم الذى ترك فيه احمد والدته ويمنحها لقب مطلقه ويرميها اليه كالجثه الهامده ولكن داخلها روح تعافر لتظل علي قيد الحياه " ولكنه عندما وجد انه لا يستطيع العيش بقربها فهو يضعف امامها حيث تعلق بها كثيرا قرر ان يبتعد عنها فقام بتوقيع عقد لمده غير محدوده من الاشهر لتشطيب تصميم وديكور احدى الشقق الجديده فسيبتعد عنها هذه الاشهر ثم يعود اليها وسيكون قد اعتاد علي بعدها فيستطيع اذيتها كيفما يشاء وبعد ذلك يذهب بها الى والدها وبذلك سيكون حقق انتقامه .
شرد ادم قليلا يتذكر ملامحها المصدومه فلقد تلقت اكبر صدمه في حياتها هو خائف ان تغادر وتعود فهى بكل بساطه حره الان وبامكانها الرحيل ولكنه يشعر انها لن ترحل وانه عندما يعود سيجدها هو وضع كاميرات مراقبه على البوابتين بوابه الفيلا وبوابه المنطقه حتى يعرف ان خرجت هو يعتقد انه هكذا يحقق انتقامه ولكن هل كذلك حقق انتقامه منها ام من والدها ام من نفسه ...
فى صباح اليوم التالى استيقظت يارا و وظلت تنظر حولها باستغراب شديد فلم تدرى ما هذا المكان او كيف اتت الى هنا ظلت تتطلع فتره من الزمن حولها برهبه ثم ما لبثت ان نادت علي والدها ووالدتها لعل احد يجيبها فلم تجد اى اجابه خمنت ان تكون في منزل اروي فنادت عليها ولكنها صمتت فجأه وبدأت تستوعب ما حدث وتتذكر رويدا رويدا كلمات ادم وانه غادر وتركها فسمحت للدموع بالخروج من مجاراها وظلت تنهمر على وجنتها و فستانها وهى تنتحب بصوت عالى وتعلو شهقاتها ثم ظلت تصرخ وتصرخ فتره طويله حتى هدأت قليلا فنظرت لفستانها بسخريه مريره وهو تحدث نفسها بصوت ضعيف جدا فلقد تأذت حنجرتها اثر صراخاتها: هو ده حلم كل بنت تعيش في بيت جميل علي البحر و تلبس الفستان الابيض و تتجوز انسان بتحبه ثم بدأت تبكى مره اخرى: بس هو مش بيحبها هو بيكرهها كانت بالنسبه له مجرد وسيله بس ليه بينتقم منى كل ده علشان ذعقت له يوم العربيه كل ده علشان قلم خلاص ارجع وانا هتأسف والله .
ظلت تبكى فتره ليست بقصيره وكلماته تتردد داخلها حتى احست انها على وشك الاغماء مره اخرى . فقامت تجر فستانها وتجاهد حتى تصل لغرفتها وقفت امام المرآه الكبيره وظلت تتطلع لنفسها باعين دامعه اختلطت فيها الدموع باللون الاسود اثر الكحل التى كانت تضعه . ثم التقت هاتفها وفتحته فظهرت صوره لها مع ادم يوم الملاهى وهم يأكلون الايس كريم ووجه كل منهم ملطخ به والابتسامه تشق طريقها اليهم تطلعت الى ادم والى نظره الحب التى كانت تطل من عنيه اليها وحدثت نفسها: ازاى كان بيبصلى كده وهو بيكرهنى لا هو اكيد بيحبنى انا متأكده ثم مسحت عينيها بقوه وابتسمت بضعف: هو اكيد عامل فيا مقلب ايوه اكيد مقلب وهيرجع دلوقتى هو بس عايز يختبرنى ويشوف انا بحبه قد ايه وبثق فيه ولا لأ ينفع يجى يشوفنى كده دا منظر عروسه فرحها النهارده .
ثم نظرت لنفسها بالمرآه وقالت: لا يا ادم انا هثبتلك انى بثق فيك علشان مترجعش تلاقينى زعلانه وتزعل منى وبعدها هبقي اعاتبك بطريقتى . ثم ابتسمت ونزلت الى اسفل واحضرت حقيبتها واخرجت منها بيجامه رقيقه من الستان باللون الاسود ودلفت الى حمام الغرفه وظلت به بعض الوقت ثم خرجت وصففت شعرها ورفعته لاعلى وتركت خصلات تتساقط منه على عنقها ووجهها ووضعت قليل من الميكب فبدت فاتنه قامت بتعليق فستانها ونزلت الى الاسفل تتنظر قدومه .
سمعت رنين هاتفها على اذان الفجر فقامت توضأت وصلت وجلست مره اخرى تنتظره . ظلت قرابه الساعتين حتى شروق الشمس ولكنه لم يأتى بدأت تشعر بالقلق الشديد عليه لم تأخر عليها هكذا اتهاتفه ولكن من الممكن ان يكون مشغولا او ربما نائما فتزعجه فما العمل بدأت دموعها تنهمر لما تركتنى لما ولكنى حبيبي سانتظرك طوال عمرى وانا واثقه انك ستعود حتى غفت مكانها من التعب ... فهى وبكل بساطه قد كذبت الواقع لعدم قدرتها على تحمله فاوهمها عقلها الباطن انه سيعود وانه فقط يمزح معها ... " احيانا يتخذ بعض الاشخاص القرارات في حياتنا ومن منظورهم هى مناسبه وصحيحه لنا ولهم ولكنهم لا يدرون ما تأثير تلك القرارات علينا ولا يدرون ابدا الا بعض فوات الاوان "...
استيقظت يارا في الصباح ووجدت نفسها قد غفت على كرسى قامت لتبحث عنه ولكنها لم تجده ظلت تنادى عليه ودلفت الى الخارج ولكن لا اجابه قلقت عليه كثيرا فأمسكت هاتفها لكى تهاتفه ولكنه توقفت فجأه وتذكرت كلماته " غير كده مترنيش عليا ابدا ولا تفكرى تفكرينى بيكى لانى عايز انضف بقي من الارف ده " لا لا هذا لم يحدث .
حسنا لن اهاتفه حتى لا يغضب منى ولكنى قلقه عليه ماذا افعل فامسكت هاتفها تعبث بارقامه حتى وصلت لرقم والده واوشكت على الاتصال به ولكنها تذكرت ايضا كلماته " وحسك عينك اعرف انك مسكتى التليفون تكلمى حد او تشتكى لحد ومش معنى انى مش موجود انك تدورى علي حل شعرك لأ متقلقيش دبه النمله انا هعرفها . ولو حد من اهلك كلمك ردى عادى ولا كأن فى حاجه مش عايز حد يعرف حاجه " ظلت يارا تنظر الى الهاتف وانهمرت الدموع بغزاره وبدأ صوتها يعلو وشهقاتها تزداد ثم صرخت: ليه ليه بتعمل فيا كده ليه . ثم استدركت نفسها وظلت تستغفر ربها وتستغفر وتوضأت وظلت تصلى الى الله تبثه شكواها فهو الوحيد القادر علي مداواه قلبها .
بعد مرور عده ايام عليها لا تفعل شئ سوى انها تصلى وترتفع صرخات قلبها الى ربها وتبكى حتى انها لم تأكل شيئا فضعفت كثيرا . وذات يوم ارتفع رنين هاتفها فاسرعت اليه ووجدت ادم المتصل تهللت اسريرها وقامت بالرد سريعا . يارا بلهفه: ادم .! لا رد يارا مره اخرى: ادم رد عليا انت معايا صح ! ثم سمعت يارا صوت والدتها: يارا حبيبتي انتى كويسه . يارا: ماما انتى ! هو ادم عندك ؟
سميه باستغراب: عندى فين يا يارا هو ادم مش معاكى وجنبك دلوقتى . سارع ادم بالرد: معلش يا طنط بقي هى بس لسه صاحيه من النوم ومش مركزه ثوانى هفوقها وارجعلك . وضع ادم سميه على الواتينج وحدث يارا بعنف: انتى متخلفه مش قلت مش عايز حد يعرف حاجه وقلتلك اما حد يعوز يكلمنا سوا هبقي اتنيل اكلمك هتفضلى غبيه كتير .
يارا بصدمه: ادم انا مش ثم صمتت واختنق صوتها كثيرا اثر بكائها: انت ليه بتعمل كده انا عملت ليك ايه بس فهمنى حرام عليك تبعد وتسبنى كده . ادم بعصبيه: انا مبحبش الزن الكتير وعلشان كده مكنتش عايز اكلمك خلى يومك يعدى وردى على مامتك عادى ومش عايزها تحس بحاجه ابدا فاهمه . يارا: يا ادم اسمعنى بس . سميه: يارا حبيبتي انتى فوقتى دلوقتى يا كسلانه . يارا وهو تحاول كتم شهقاتها ودموعها وقالت بصوت حاولت ان يبدو طبيعى: اه يا حبيبتي انا ميت فل وعشره ومش نقصنى غير انى اشوفك . سميه: انتى عارفه يا حببتي انتى لسه عروسه مينفعش دلوقتى خالص وبعدين بابا مشغول اما ادم يخلص اجازته تبقوا تنزلوا نشوفكوا . يارا بصدمه: يعنى مش هشوفكم سنه ونصف يا ماما انتى بتهزرى .
سميه: لا يا بنتى مش للدرجاى ادم اكيد هياخد اجازه وهينزلك نشوفك مش كده يا بنى . ادم: اكيد طبعا بس كام شهر كده وننزل ان شاء الله . سميه: طيب احمد بيسلم عليكوا كتير واسيبكوا انا بقي خدوا بالكوا من نفسكوا خد بالك من يارا يابنى . لا اله الا الله . ادم ويارا: محمد رسول الله . اغلقت سميه وبقت يارا مع ادم يارا: ادم انت مش هترجع بقي .
ادم: لا مش هرجع ولميت مره اقولك مش عايز ولا طايق اسمع صوتك ولا عايز اشوف وشك تانى افهميها بقي. يارا ببكاء: بس ليه فهمنى . ادم: بصي بقي من غير رغى كتير انا مش هنزل الا لما يجيلي مزاج وانتى اى حد يكلمك الفتره دى ويسألك عنى قولى في الحمام، نايم، خرج يجيب حاجه من بره، مش جنبى عندك ميت حجه . يارا بعند: هكدب يعنى لا يا ادم مش هكدب . ادم بصراخ غاضب: يارااااااااا متعنديش معايا احسنلك انا لسه لغايه دلوقتى معملتش حاجه ولما ارجعلك هيبقي ليا تصرف تانى . يارا: يعنى هترجع ! ادم بابتسامه خبيثه: اكيد انتى ناسيه انك قاعده فى بيتى يعنى اكيد هرجعله ووقتها هفهمك كل حاجه وهنزلك تشوفى اهلك بس اصبرى شويه صغيرين كمان مفهوم يا شاطره .
يارا: وانت هتكلمنى تانى ؟! ادم بنفاذ صبر: والله غبيه لأ مش هكلمك ابدا يا بنت الناس افهمى مش طايق اسمع صوتك خالص افهمى . واخر حاجه علشان زهقت خلاص لما حد يكلمنى واكلمك تانى تتكلمى معاه ومتنطقيش اسمى ولا لسانك يخاطب لسانى ابدا مش ناقصه ارف مفهوم . واغلق الخط بوجهها دون ان يترك فرصه للرد .
عندما اغلق ادم الخط نظر امامه بشرود: مش عارف انا ازاى كلمتك كده انتى كنتى وحشانى اوى بس لا انتى تنفعينى ولا انا انفعك خالص وخلاص ان هخلص شغلى وارجعك لاهلك وتنتهى الحكايه السخيفه دى بقي . اما يارا فظلت تنظر للهاتف بذهول اهذا ادم حقا لا غير معقول . فكرت يارا ان تعود ادراجها الى بيت ابيها ولكنها قررت ان تظل تنتظره علي اعتقاد منها انه سيعود بعد ايام حتي تعرف لما كل هذا ... ولكنها اخطأت بحق نفسها كثيرا . مرت الايام وامتددت لاسابيع وامتدت لشهور ويارا تنتظر عوده ادم وخلال هذه الشهور كان هناك بعض المكالمات بينها وبين ابيها وامها واروي وابيه وعندما كانت تحاول التحدث معه كان يغلق الخط بوجهها .
مرت 5 اشهر قضتها يارا فى التضرع الى ربها ولم تجف دموعها يوما حدثت لها الكثير من حالات الاغماء وكانت تمر عليها ايام فاقده للوعي وعندما تستعيد وعيها تجد نفسها بمفردها فتتعالى صراخات قلبها . اهملت طعامها كثيرا فكانت تقضى اياما لا تأكل شيئا ولم تنم بالغرفه المخصصه لهم ابدا فكانت تنام بالطابق الاول فى الغرفه الاضافيه رغم ان معظم ايامها قضتها علي الارض اثر فقدانها للوعى . ذبلت يارا كثيرا وضعف جسدها بشده واصبحت عينيها غائره يحيط بها الكثير من الهالات السوداء واختفت ابتسامتها تمام وكانت تنام وصورها هى وادم بين ذراعيها واثر الدموع على وجهها .
وعندما كانت تحاول عدم التفكير فيه فكانت تشغل نفسها بالتنظيف الفيلا والتى كانت كبيره جدا عليها فكان ينتهى دائما يوم التنظيف هذا باغمائها واصبحت الزهره الملونه التى تنشر بعبيرها الضحكه على وجوه الجميع وروحها المرحه يعشقها الجميع، مجرد جسد بلا روح فهى رغم ما فعله ادم بها ما زالت تحبه بل بعده عنها يقتلها . فكانت تتحرك وتعيش لان الله لم يكتب اجلها بعد فيارا كانت دائما ايجابيه ولكنها كانت حساسه و ضعيفه ايضا ولم تكن تقوى على مواجهه كل هذا فشعرت انها تنتهى وتموت بالبطئ وشعرت انه يوم اخر وتتوقف حياتها ...
يارا ببساطه قررت انها تستناه قرار متهور فأى انثى عاقله ستغادر خاصه ان الطريق امامها مفتوح ولكنها قررت ان تنتظره وهى حتى لا تعرف السبب هل كان قرارها صائبا ام خاطئا ... من يدرى ...
صباح يوم جديد جلس يوسف امام اروي ووضع يده على بطنها المتكور قليلا وقال بمرح: مين حبيب بابا . ردت اروي بمرح مماثل: انا . يوسف: مين روح بابا اروي: انا يوسف بضحكه: علشان خاطر مين بابا يخاطر يتعب ميت سنه تيرا تيرا اروي بضحكه رنانه: هو انت كل اما تيجى جنبى تغنى الاغنيه دى . يوسف بحب: وهو انا كل اما اغنى هتضحكى الضحكه الجامده دى .
ابتسمت اروي: ربنا يخليك ليا يا يوسف انتى مش بتخلينى اعمل حاجه غير انى اضحك وافرح اصلا ربنا يخليك لينا . يوسف: ويخليكو ليا انتى و القرد الصغنون اللى جوه ده . تضربه اروي فى كتفه: متقولش على ابنى قرد دا هيطل زى القمر هيبقى مفاجأه كده حاجه مش موجوده خالص. يوسف بغيظ: انتى هتقوليلى على مفاجأته هو وامه ربنا يسامح اللى كان السبب. ضحكت اروي بشده وهى تتذكر يوم اخبرته بحملها وكيف فاجأته اقصد خدعته.
Flashback منذ اربعه اشهر اروي نائمه ويذهب يوسف لايقاظها فهذه المره الاولى التى يستيقظ قبلها يوسف: اروي حبيبتى مش يالا بقى كفايه نوم . تفتح اروي عيونها ببطء ثم تغلقها مجددا وتقول بصوت ناعس: ها شويه كده شويه كده . يوسف يسحب الغطاء قليلا: يالا يا وردتى بلاش كسل يالا يرضيكى انزل الشركه النهارده من غير ما نفطر سوا . تسحب اروي الغطاء عليها: 3 دقائق ونص وهقول سيبنى بقى .
ضحك يوسف: من الواضح انك مبتجيش غير بالجد وقام بنزع الغطاء بشده عنها وقام بحملها سريعا شهقت اروي: ياختااااى نزلنى يا يوسف خلاص وربنا صحيت اهه هقع هقع ضحك يوسف: اخر مره بعد كده اقول يالا يبقى يالا مفهوم يا اما هروح عامل حاجات مش كويسه انا بقولك اهه وادينى حذرتك اروي وهى تتمسك به: حاضر حاضر نزلنى بقى . يوسف: بشرط تدينى 3 بوسات حالا والا مش هنزلك ابدا ولازم يعجبونى . اروي بغيظ: بلاش استغلال ونزلنى بقى .
دار يوسف بها قليلا واروي تصرخ وتتشبث به ثم توقف وقال: هااااا اروي بتعب: خدنى على الحمام بسرعه يا يوسف . يوسف بمكر: يا جامد هنعمل ايه بقى . اروي وهى على وشك جلب ما بداخلها كله الان: يوسف مبهزرش بسرعه اجرى .. يوسف بقلق: مالك فى ايه . اروي: مش قادره بطنى اتحرك يا اما نزلنى .
تحرك يوسف سريعا فى اتجاه الحمام وانزلها امام الحوض فانقضت اروي على الحوض وظلت تستفرغ بعد الوقت ويوسف يمسح على ظهرها برقه حتى انتهت واعتدلت، لاحظ يوسف اثار التعب جليه على وجهها فقال: انتى شكلك تعبان جامد يالا نروح لدكتور اروي: لا انا كويسه روح انت يا حبيبى شغلك وانا هنام ساعه كمان ولا حاجه وهبقى كويسه. يوسف باعتراض: لا هنروح للدكتوره تشوفك . اروي بعناد: خلاص انا كويسه روح انت ولما تيجى لو لسه تعبانه نروح للدكتوره. يوسف بضيق: ماشى وابقى طمنينى عليكى .
وتركها يوسف على مضض وذهب لعمله قامت اروي بعمل تحليل وسلمتها للطبيبه وانتظرت النتيجه وتاكدت انها حامل فرحت كثيرا وقامت بمهاتفه يوسف اروي بتعب مصطنع: يوسف الحقنى مش قادره بموت ... يوسف بقلق شديد: اروي حبيبتى مالك انتى كويسه فيكى ايه قوليلى . اروي وهى تحاول كتم ضحكاتها: تعال بسرعه مش قادره ااااااااااه اااااااه مش قادره يا يوسف ..
وانهت المكالمه بصرخه واغلقت الخط وسقطت ارضا من الضحك وقامت بتحضير ما تشاء وجلست تنتظر قدوم يوسف، عندما انقطع الخط هب يوسف واقفا وخرج من الشركه ركضا ركب سيارته وانطلق كالسهم ناحيه بيته وقلبه يكاد يموت قلقا وصل اخيرا صعد ركضا وفتح الباب سريعا وهى يناديها بلهفه: اروييي اروي من الداخل: انا فى الصالون يا يوسف . دخل يوسف سريعا لكن تسمر مكانه مما راى فلقد وجد مجموعه من البلالين معلقه على الجدار واروي تجلس اسفلها تلعب فى هاتفها وهى تضحك ولا يظهر عليها اى مرض ..
فاقترب منها: اروي فيه ايه وايه اللى انتى عاملاه ده . اعطته اروي دبوس: شايف البلالين دى قول فرقعها وانت هتعرف فيه ايه . اغتاظ يوسف: انتى جايبانى على ملى وشى علشان افرقع بلالين .! اومأت اروي براسها ايجابا وضحكت ضحكه جميله اذابت قلب يوسف وجعلته يخضع لها تنهد يوسف وقام بفرقعه الاربع بلونات مره واحده وجد بداخلها ارواق صغيره اخذها وعندما هم بفتحها هتفت اروي: افتحهم بالترتيب .
فتح يوسف اول ورقه وجد بها you تنهد وفتح الثانيه are going عقد حاجبيه استغرابا وفتح الثالثه to have فتح الرابعه والاخيره a baby ظل ينظر للورق وقال بصوت هامس: you are going to have a baby يعنى يعنى ثم نظر لاروي والدموع تتلألأ فى عنيه وصرخ: يعنى انتى حامل .
ضحكت اروي ولمعت عيناها هى الاخرى واومأت بشده ايجابا يوسف: هبقى اب هبقى اب ثم اتجه الى اروي حملها ودار بها وهو يصرخ حماسا: هبقى ااااااااب ثم نظر اليها: خضتينى كدهون اخص عليكى بس فداكى اى حاجه ضحكت اروي ودفنت وجهها بصدره: احنا الاتنين بنحبك اوى قالت وهى تضع يدها ويده على بطنها End flashback
ضحكت اروي واحتضنت يوسف ولكن هناك ما يعكر صفو الحياه دايما وما يعكر صفوهم شئ واحد قالته اروي: اخبار ادم ويارا ايييييييه ؟ هل يدرى احد الجواب لا اليس كذلك حسنا حسنا سنعرف من الايام...