logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
  14-03-2022 09:54 مساءً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الخامس

نظر لها مراد بضيق وقال:
-قومى يا بنت منصور الصاوى من هنا!
كانت سلمى تضحك عليهم،فإبتسم لهم مراد قائلاً:
-قوموا يالا جهزوا نفسكم الناس زمانها جاية.
غادرت سلمى وألاء الى الغرف المخصصة لكلٍ منهما.
تنهد مراد قائلاً:
-يا ترى دماغك طالعة ناشفة لمين يا ألاء؟ أبوكى مكنش كده ولا أمك، أكيد أبوكى الحقيقى كان كده!
"عودة الى وقت سابق"
كانت سلمى تلعب بأصابعها وتفركهم من التوتر،فوجه أبيها كلامه لها بحدة قائلاً:
-ما تنطقى يا سلمى صاحبتك من يوم موت أمها بتروح فين كل أسبوع ؟دى أمانة ولازم أحافظ عليها!

إنتفضت سلمى من نبرة أبيها الغاضبة،وقالت بتلعثم:
-طط طنط ولاء الله يرحمها قبل ما تموت قالت لألاء إنها مش بنتها،وإنها بنت عيلة كبيرة أوى، واحدة من العيلة دى لما ألاء اتولدت حبت تتخلص منها،فادتها لممرضة تتصرف فيها،والممرضة خافت، وكانت طنط ولاء ولدت ولد ومات،فبدلوا ألاء مكان الولد ده،يعنى مامت ألاء الحقيقية خدت الطفل الميت، وطنط ولاء أخدت ألاء، وقالتلها إن الممرضة دى عرفت مين عيلتها وهيا سابت المستشفى علشان خافت منهم ووصت ناس زمايلها يحذفوا السجل بتاعها من المستشفى كلها، وسابت عنوانها مع طنط ولاء، ومن يوم ما ماتت ألاء بتروح كل أسبوع للممرضة دى، بس للأسف الممرضة مسافرة ولسه مرجعتش!

جلس مراد بتعب على إحدى الكراسي،وتنهد قائلاً:
-يعنى السر اتكشف،وألاء عرفت إن دول مش أهلها، وهيا دلوقتى بتدور عليهم أهلها!
نظرت له سلمى بدهشة؛ فأبيها كان على علم بذلك الأمر ولم يخبرها، والأهم أنه لم يخبر ألاء، فقالت بنبرة هادئة:
-يعنى يا بابا إنت كنت عارف كل ده ومقلتش!
نظر لها أبيها قليلاً ثم نهض متجهاً الى الباب ليغادر قائلاً:
-منصور الصاوى الله يرحمه قالى إن الموضوع ده لازم يفضل سر،مكنتش أعرف ان ولاء الله يرحمها هتقول لألاء حاجة قبل ما تموت!

عودة الى الوقت حالى
فى غرفة سلمى
كانت ألاء قد ارتدت ملابس مناسبة للسهرة مكونة من: بنطال جينز، وشميز بكم من اللون الكشمير، وتركت خصلاتها القصيرة حرة تتراقص على كتفيها.
أما سلمى ارتدت فستان من اللون الأفوايت، به ورود من اللون الزهرى، وحجاب باللون الزهرى.
إبتسمت سلمى وإتجهت الى ألاء التى تضع يدها على خصلاتها القصيرة وقالت:
-ليه دايما بتقصيه ؟شعرك بيبقى أحلى وهو طويل يا ألاء!
وضعت ألاء يدها على شعرها تتحسس خصلاته، وغامت عيناها بدموع حبيسة تهدد بالنزول، قائلة بشرود:
-ماما الله يرحمها كانت دايماً بتقولى كده، بس أنا بحبه قصير .

أضافت سلمى بمرح ؛لتخرجها من دائرة الحزن التى تغلقها على نفسها، وقالت:
-ولو العريس المستقبلى محبش الوضع وكان عايز شعرك يبقى طويل!
نظرت لها بأمتعاض قائلة:
-لا يا حبيبتى أنا مش هغير نفسي علشان حد أبداً، ولو مش عاجباه، يروح يدور على حد تانى، أنا كده وعاجبنى شكلى!
"فى الأسفل"
كان اللواء حامد الشناوى ومعه مصطفى قد وصلوا، ورحب بهم مراد.
جلسوا معه قليلا، ثم نادى مراد على الخادمة فاتت تلبى نداؤه قائلة:
-نعم يا مراد بيه!

أجابها مراد بإبتسامة قائلاً:
-روحى نادى للبنات، وجهزى السفرة.
إنصرفت الخادمة لتلبى طلبه، وصعدت الى ألاء وسلمى لتطلب منهم النزول لتناول العشاء، وقالت لها ألاء أنهما سيلحقا بها الآن.
غادرت الخادمة لتجهيز السفرة كما أمرها مراد.
كان مصطفى مل من الجلوس ؛فهو يجلس وحيدا ووالده يتحدث مع مراد ويتذكرون ما حدث فى طفولتهم،ويسترجعون ذكريات الماضى.
فقرر مصطفى الخروج الى الحديقة ومحادثه حمزة.
بعد وقت ليس بالكثير، كانت سلمى تتهادى فى خطواتها على السلم، تتبعها ألاء متجهتان الى المكان الذى يجلس فيه مراد وصديقه.
وقفت سلمى بجانب ألاء وعرفهم مراد على حامد.
نظر لهم حامد بابتسامة قائلاً:
-ما شاء الله الاتنين زى القمر.

أشار مراد على سلمى قائلاً بابتسامة:
-دى سلمى بنتى.
ثم أشار الى ألاء قائلاً بابتسامة:
-والشيطانة دى تبقى بنت منصور صاحبى الله يرحمه، معزتها عندى زى سلمى بالضبط.
نظرت له ألاء بدهشة، لماذا يلقبها بذلك اللقب أمام رجل غريب عنها ؟وهذه أول مرة تراه فيها!
إقتربت منه، وهمست فى أذنه قائلة بضيق:
-أونكل مراد،خف عليا شوية لو سمحت!
ابتعدت عنه،ووقفت فى مكانها بجوار سلمى، أما مراد إبتسم لها بخبث قائلاً:
-يالا إتفضلوا على العشا !

لفت نظره عدم وجود مصطفى،فقال بتساؤل:
-أمال مصطفى فين ؟لسه بيتكلم بره فى التليفون ولا ايه؟
جاء حامد ليتحدث، قطع كلامه دخول مصطفى الذى قال بابتسامة موجها حديثه لمراد:
-انا هنا يا عمى كنت بكلم واحد صاحبى فى التليفون.
نظرت كلاً مِن ألاء وسلمى لبعضهما بدهشة عند رؤيتهما لمصطفى،أما مصطفى نظر لسلمى بابتسامة حالمة.
لاحظ مراد نظرات الدهشة على وجه كلا من ألاء وسلمى، وقرر سؤالهم عن هذا الأمر عند رحيل ضيوفه.
وضع مراد يده على كتف مصطفى قائلاً:
-طيب يالا بقى الأكل زمانه برد،خلينا ناكل.

مر العشاء على خير وسط تكملة الحديث عن ذكريات الطفولة، ونظرات ألاء الساخطة لمصطفى الذى ينظر لسلمى طوال الوقت وهو يبتسم، أما سلمى تود لو تنشق الأرض وتبلعها من نظرات، وإبتسامات مصطفى لها،التى تُشعرها بالخجل، وعدم قدرتها على التركيز فى الحوار الدائر أثناء العشاء.
بعد ذهاب حامد ومصطفى، جلس مراد أمامهم قائلاً بهدوء مخيف:
-أنا عايز أعرف بقى، ليه كنتوا بتبصوا لمصطفى بالطريقة دى؟
تنهدت ألاء، ونظرت الى سلمى الصامتة تنظر بترقب لأبيها ولم تتحدث هى الاخرى.
عندما طال صمتهم، تحدث مراد فجأة بحدة قائلاً:
-متنطقى إنتى وهيا!

ضحكت كلا من ألاء وسلمى على صوت مراد الحانق عليهم،فنظر لهم مراد بضيق وقال:
-بتضحكوا على ايه يا بت انتى وهى؟
هدأت ألاء ثم قالت بهدوء:
-بصراحة يا أونكل كنت عايزة أشوف حضرتك وإنت متعصب،بقى مزاج عندى أشوفك متعصب كده، وعلى العموم إحنا إندهشنا لما شفنا حضرة الضابط؛ لإنه كان فى الكباريه اللى إحنا رحناه،وهو اللى أنقذنا هو وزميله اللى اسمه حمزة.
ألقت كلماتها على مسامعه، وغادرت الى غرفتها ولحقتها سلمى.

فى اليوم التالى
كلفت ألاء فى الجريدة بإجراء تحقيق مع أحد الفتيات التى تعمل كسارقة فى وسائل النقل العامة، وعن السبب الذى دفعها الى ذلك.
تنهدت ألاء بضيق وهى تقف أمام مكتب حمزة،لا تريد طلب هذا منه،ولكنها تريد أن تقابل إحدى الفتيات لإجراء التحقيق معها .
حزمت أمرها،وأخذت نفس عميق،ودقت على باب مكتبه.
أذن لها حمزة بالدخول،فدخلت ووقفت أمامه بدون أن تتفوه بشئ.
كان حمزة بيده ملف يقرأ فيه، وعندما لم يتحدث من أذن له بالدخول،رفع رأسه عن الملف وتفاجأ أنها ألاء تقف أمامه،وتنظر له بدون أن تتحدث بشئ،فقال بهدوء:
-إتفضلى يا أنسه ألاء.

جلست ألاء على الكرسي بجوار مكتبه وقالت:
-أنا جاية لحضرتك النهاردة؛ لإنى كُلفت فى الجريدة إنى أعمل تحقيق مع واحدة من البنات اللى بتسرق فى المواصلات العامة، عايزة أعرف بتعمل كده ليه، وظروف حياتها إيه،وأنا طالبة منك تخلينى أقابل واحدة منهم أكيد فى هنا كتير!
صمت حمزة قليلاً ينظر لتعبيرات وجهها الجامدة دائماً،إنها فى حاجته الآن ولكنها لا تصرح بذلك، ولا يبدو عليها إلا الجمود.
تنهد حمزة بتعجب من أمر تلك الفتاة، ووقف متجها الى الكرسى المقابل ليجلس عليه قائلاً:
-طيب يا أنسة ألاء أنا عندى طلبك.

قبل أن ترد ألاء عليه،تم فتح الباب بسرعة، وكان الفاعل مصطفى الذى إندهش من وجود ألاء فى مكتب حمزة، وقال بإحراج واضح لدخوله المكتب بهذا الشكل:
-أنا أسف يا حمزة، مكنتش أعرف إن عندك حد هنا!
صمت مصطفى قليلاً ينظر الى حمزة الذى تجهم وجهه بسبب فعلته الخرقاء، ثم تنحنح قائلاً وهو يمد يده الى ألاء:
إذيك يا انسة ألاء!

نظرت ألاء ليده الممدودة إليها بضيق،لا تحب التطفل عليها، ولكنها إبتسمت بتصنع ومدت يدها هى الاخرى قائلة:
-الحمد لله يا حضرة الضابط.
نطق حمزة أخيرا وقال:
-مصطفى ابعت هات سميحة الوحش من الحجز بسرعة، أنسة ألاء عايزة تتكلم معاها شوية.
أوما مصطفى برأسه وقال:
-ماشي يا حمزة.
خرج مصطفى وحل الصمت عليهما، كلاهما يتصنع إنشغاله بشئ ما؛ حتى يتجنبا النظر فى عينى بعضهما.

بعد وقت قليل
عاد مصطفى ومعه إحدى المسجونات وتدعى سميحة،فتاة تسرق فى وسائل النقل العامة.
غادر مصطفى وترك الفتاة تقف أمام كلا من حمزة وألاء،الذين نظروا لها بتحفظ.
وقف حمزة ودس يديه فى جيب بنطاله، ينظر الى الفتاة التى كانت تنظر له بترقب،قائلاً بهدوء مخيف:
-الأنسة ألاء كانت عايزة تقعد تتكلم معاكى شوية، اسمعيها، وجاوبى على أسئلتها،وإن حاولتى تعملى حركه كده او كده، أنا قاعد هنا وهراقبك اقعدى معاها،وشوفى هيا عايزة منك ايه!
امثلت الفتاة لأمره،وجلست مع ألاء دون فعل أى شئ،وحاولت قدر المستطاع أن لا تغضب حمزة.

بعد فترة
دار التحقيق كما خططت له ألاء، وجاوبت سميحة على كل الاسئلة التى وجهتها لها، وانبهر حمزة بطريقة عمل ألاء، وتعاملها مع سميحة بكل أدبٍ ورقى، كأنها فتاه عادية، وليست فتاة سرقت وتتم معاقبتها.
قام حمزة بصرف سميحة ووقفت ألاء أمامه بإبتسامة قائلة:
-سيادة المقدم مش عارفة أقولك إيه، بس حقيقى شكراً على كل حاجه عملتها، ومساعدتك ليا فى التحقيق.
أجابها حمزة بابتسامة، أظهرت نواجزه، قائلاً:
-لا شكر على واجب،وأنا عارف إن الصحافة سلطة رابعة، ربنا معاكم.

انصرفت ألاء الى منزل مراد؛ فقد تاخر الوقت لرجوعها الى الجريدة، ولكن هناك شعوراً أخر تولد لديها من جلوسها أمام حمزة طيلة ثلاث ساعات لا تعرف ماهيته، ولكنه شعور لذيذ يدغدغ حواسها، شعوراً احبته.
فى اليوم التالى صباحاً فى "فيلا حامد الشناوى"
جلس حامد بضيق قائلاً:
-يعنى إنت عايزنى أتصل بالراجل أقوله إعمل حسابك جايين نخطب بنتك النهاردة!

أوما مصطفى برأسه مؤكدا حديث أبيه، وقال بإبتسامة بلهاء:
-أيوة يا بابا هو ده، عايزك تتصل بيه تقوله إحنا جايين نخطب بنتك النهاردة!
أمسك مصطفى هاتف أبيه، وطلب رقم مراد، ووضع الهاتف بسرعة على أذن أبيه، قائلاً بترجى:
-أرجوك يا بابا قله كده، أنا هيحصلى حاجه لو بنته دى راحت لحد تانى، هقتلها وأقتل نفسي!
ضحك حامد، وجاء ليتحدث قاطعه صوت مراد الذى أجاب على هاتفه قائلاً:
-السلام عليكم،إذيك يا حامد عامل إيه؟

أجابه حامد بإبتسامة:
-وعليكم السلام الحمد لله يا مراد، إنت اللى عامل ايه؟
صدح صوت مراد قائلاً:
-الحمد لله يا حامد أخبار مصطفى ابنك إيه؟
نظر حامد لابنه بخبث، فى حين أن مصطفى ينظر له بترجى أن يتحدث، فصمت حامد قليلا ثم قال:
-بخصوص مصطفى بصراحة إحنا عازمين نفسنا عندكم النهاردة على فنجان قهوة،عايزينك فى حاجة بخصوص سلمى!
ضحك مراد بخبث قائلاً:
-وسلمى مالها دى قعدة رجالة؟

أجابه حامد بضيق:
-متستهبلش يا مراد من الأخر ابنى عايز يتجوز بنتك وأنا جاى الليلة أخطبهاله!
ضحك مراد قائلاً:
-تنورونا يا حامد وأنا فى إنتظاركم.
أغلق حامد الهاتف،ونظر لابنه بإنتصار قائلاً:
-ولا يهمك يا وحش، هنروح نخطبها النهاردة!
نهض مصطفى بسرعة، وقبل وجنة أبيه،قائلاً بفرحة:
-شكراً يا سيادة اللوا، ربنا يخليك ليا!
أبعده حامد عنه بابتسامة قائلاً:
-يا ابنى انشف شوية، ده إنت ظابط شرطة قد الدنيا، بقى بنت كيوت ورقيقة زى سلمى جابتك على وشك بالطريقة دى!

نظر له مصطفى بهيام قائلاً:
-وهيا رقيقة بشكل،دى بسكوتة يا بابا!
أنهى مصطفى حديثه مع أبيه وهاتف صديقه حمزة ليذهب معه.
أجاب حمزة على هاتفه قائلاً:
-يا ابنى هو أنا مش هخلص منك ولا ايه،النهاردة الجمعة، يعنى أجازة ارحمنى بقى شويه!
ضحك مصطفى قائلاً:
-لولا انى محتاجلك مكنتش عبرتك أصلا، المهم عايزك تتشيك كده وتيجى معايا؛ الليلة رايح أخطب سلمى.
إندهش حمزة من سرعة صديقه، فلم يعرف الفتاة إلا منذ يومان فقال:
-إنت مجنون لحقت تقع، وبعدين عايزنى معاك ليه؟ مش سيادة اللوا جاى معاك!

نظر مصطفى للهاتف فى يده بضيق،ولكن لابد ان يقنعه ليأتى معه فتذكر الاء وقال بخبث:
-خلاص متجيش يا عم حمزة،أبوها هيكون موجود وأبويا، وصاحبتها ألاء، مهى عايشة معاهم فى البيت!
أجابه حمزة بسرعة:
-لا يا مصطفى أنا هاجى معاك، كنت بهزر يا ابنى، إنت صاحبى ومقدرش أسيبك فى يوم زى ده!
ضحك مصطفى بشدة على سرعة عدول حمزة عن قراره وقال:
-شكلك وقعت انت كمان يا معلم!

تحدث حمزة بضيق:
-اقفل يا مصطفى وإنت دايما قافلنى كده!
مر الوقت سريعا،وحل المساء،وأخبر مراد ..سلمى أن مصطفى سياتى اليوم للتقدم لخطبتها،إندهشت من الأمر فى البداية فهو لم يعرفها الا منذ يومان، ولكن شعور بالسعادة ملأ قلبها، وقررت رؤيته ثم ستؤدى صلاه الاستخارة،وإن أحست برضا وراحة نفسية تجاهه ستوافق عليه.
حضر حمزة ومصطفى ووالده،ورحب بهم مراد وجلسوا يتحدثون لحين نزول سلمى وألاء.
كانت سلمى ترتدى فستان من اللون البنفسجى، مرصع بفصوص من اللون الأبيض،وارتدت حجاباً من خامة الشيفون باللون الأبيض.

جلست بجانب ألاء التى تلعب بهاتفها على السرير قائلة بحزن:
-يعنى مش هتنزلى معايا يا ألاء!
نفت ألاء براسها قائلة:
-مبحبش الجو ده يا سلمى، وبعدين أونكل مراد معاكى تحت عايزانى بس فى ايه؟
أجابتها سلمى بحزن وشعور بخيبة الأمل قائلة:
-عايزة صاحبتى معايا يا ألاء،ماما متوفية وكنت عايزاكى جنبى،مكنتش حابة أبقى لوحدى!
شعرت ألاء بحزنها فهى تمتلك نفس الشعور وقالت بتأفف:
-طيب اسبقينى يا أختى وهحصلك.

ابتسمت سلمى لها قائلة بفرحة:
-بجد يعنى هتنزلى ورايا!
أومات لها ألاء برأسها مؤكدة حديثها وقالت:
-أه هنزل وراكى يالا إنزلى ليطفش من أولها.
إحتضنتها سلمى بفرحة وبادلتها ألاء أحضانها.
نزلت سلمى ورحبت بهم،وجلست بجوار أبيها بخجل وتجنبت النظر لمصطفى.
نظر مراد لسلمى بتساؤل قائلا:
-أمال المجنونه منزلتش معاكى ليه؟

ابتسمت سلمى لأبيها قائلة:
-مكنتش راضية تنزل، وأنا اللى إتحايلت عليها،فهي شوية كده ونازلة ورايا.
كان حمزة يستمع لكلامهم، ويتمنى أن تهبط بسرعة من الأعلى ليراها.
نزلت ألاء من الأعلى متجهة إليهم،وقد ارتدت فستان من اللون الوردى بثلثى كم، يصل بعد ركبتها بكثير؛ لا يظهر من ساقها سوى القليل،وتركت خصلاتها القصيره حرة ولم تقيدها.

تعلقت عينى حمزة بها، ولكن شعر بالضيق لعدم ارتدائها لحجاب وستر جسدها،لم يكن جسدها مكشوفا ولم يظهر منه سوى القليل،ولكنه لا يريد لاحد رؤية أى شئ منها .
أنب نفسه على ذلك التفكير فليس من حقه...


look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
  14-03-2022 09:55 مساءً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السادس

رحبت ألاء بهم، ووقفت أمام حمزة قائلة بابتسامة:
-اذيك يا سيادة المقدم!
نظر لها حمزة بابتسامة قائلاً:
-الحمد لله،أخبارك ايه يا أنسة ألاء!
أجابته ألاء بإبتسامة:
-الحمد لله.
جلسوا يتحدثون حتى نطق حامد فجاة:
-بص بقى يا مراد، بدون مقدمات، إحنا جايين نطلب إيد سلمى لمصطفى ابنى!

نظرت سلمى للأرض بخجل، أما مراد إبتسم لحامد قائلاً:
-والله الرأى رأى سلمى،هيا اللى تقول موافقة ولا لأ!
نظر حامد لسلمى التى تنظر للارض بخجل وقال:
-طيب نسيبهم يقعدوا مع بعض شوية،ايه رايك ؟
أجابه مراد وهو ينظر لسلمى بإبتسامة:
-معنديش مانع، يالا بينا نقعد هناك ونسيبهم يقعدوا مع بعض.
انصرف كلا من مراد وألاء وحمزة وحامد الى مكان مجاور لهم.

كانت ألاء ملت من الجلوس معهم، وعندما انتقلوا الى مكان أخر ليتركوا سلمى تجلس مع مصطفى، فنظرت الى مراد قائلة:
-أونكل مراد عندى شغل هطلع أخلصه.
جاءت لتنهض، أوقفها صوت مراد قائلاً:
-اقعدى يا ألاء !
تأففت ألاء بضيق وقالت:
-هقعد أعمل ايه بس؟
نظر لها مراد قائلاً:
-يا بنتى اقعدى، هو انتى لازم تعملى اللى فى دماغك، اقعدى يا ألاء علشان سلمى مش علشانى!

نظرت له بخجل من كلماته، ولكنها لا تحب اللمة والجلوس مع أشخاص لا تعرفهم، فقالت بأسف:
-حاضر يا أونكل هقعد، بس لو اترفدت من الجريدة حضرتك لازم تجيبلى شغل تانى
ضحك مراد باستمتاع قائلاً
-خليل ميقدرش يعملها،ده أنا أرفده وأقعده فى بيتهم.
ابتسمت ألاء لمزاح مراد وقررت الجلوس معهم.
أما عند سلمى ومصطفى
كانت تتحدث معه بخجل؛ فهذه المرة الاولى التى تجلس فيها مع شخص بمفردها، أما هو كان يتحدث معها كأنه يعرفها منذ زمن،وليس من يومين فقط.

نظرت سلمى له بذهول وقالت:
-يعنى إنت عايزنى لو حصل بينا نصيب أسيب شغلى!
أجابها بضيق ظهر على ملامحه قائلاً:
-أولاً: أنا مقصدتش كده،أنا قصدى إن لو شغلك ده هيعرضك لخطر زى المرة اللى فاتت، يبقى قلته أحسن !
لانت ملامحه قليلا ثم أكمل حديثه بجدية قائلاً:
-ثانياً: أنا مش ضد إن الست تشتغل، لا طبعا أنا مؤيد لشغلها ؛لإنها لازم تعتمد على نفسها، وتبنى شخصيتها المستقلة.
-صمتت سلمى قليلاً فقد أعجبها تفكيره ثم قالت:
من الناحية دى إطمن خلاص مبقاش فى خطر فى شغلى ؛لإن بابا صاحب رئيس التحرير، وعمل مشكلة، ورئيس التحرير أقسم بالله إن عمره مهيسمح لينا أنا وألاء إننا نشتغل فى حاجه زى دى تانى.

ابتسم مصطفى قليلاً ثم قال:
-وإنتى متوقعة إن ألاء هتسكت !دى تقريباً مبتعملش حاجه إلا المخاطر.
ضحكت سلمى عقب كلماته وقالت:
-معاك حق دى مجنونة وبتحب المغامرة اوى.
صمتت قليلا ثم قالت:
-أظن كفاية كلام كده بقى، و يالا نقعد معاهم شوية.
أجابها مصطفى بابتسامة:
-يالا بينا.

اتجهت سلمى خلف مصطفى الى المكان الذى يجلس فيه الجميع، ووجدت ألاء تلعب بهاتفها، فجلست بجانبها قائلة:
-المزة بتاعتى بتعمل ايه؟
اقتربت منها ألاء وهمست فى اذنها،قائلة بخبث:
-اقعدى انتى مع المز بتاعك، وسبينى أنا قاعدة هنا اطق!
ابتسمت سلمى، وهمست فى أذنها هى الاخرى قائلة بخبث:
-طيب ما أنا سايباكى قاعدة مع حضرة الضابط!
نظرت لها ألاء ورفعت حاجب لها وقالت:
لمى نفسك أحسن ليكى يا سلمى، إنتى عارفانى لما بقلب.

رجعت سلمى للوراء قليلا قائلة بابتسامة:
-لا وعلى ايه الطيب احسن
جلسوا يتحدثون قليلاً ثم استاذنوا للرحيل،وأخبرهم مراد أنه سيبلغهم بقرار سلمى فى أقرب وقت،أما ألاء لا تعرف سر إنجذابها السريع لحمزة،وأيضا شعور الإنتماء الذى يراودها.
نفضت تلك الأفكار من راسها وصعدت الى غرفتها لتنام.
أما سلمى أدت صلاه الأستخارة، ودعت الله ان ييسر أمورها، ويلهمها الصواب،ويبعد عنها الشر،ويقرب منها الخير.

فى اليوم التالى
فى منزل جلال نصار
كان الجد يتناول الإفطار مع أحفاده حسن وحمزة، ويراقب شرودهم وتنهيداتهم بين الحين والأخر.
كان حمزة شارداً فى ألاء وإنجذابه السريع إليها، لا ينكر الأفكار المجنونة التى راودته ليلة أمس بالتقدم وطلب يدها للزواج، ولكنه أقنع نفسه بصعوبة ان يتريث ويفكر جيداً، ويترك الأمور تسير الى أن ياتى أمر الله.
أما حسن شارد فى مريم، التى لم يرها من الأمس وتجنبها البقاء فى المكان المتواجد به، لا ينكر أنها ارتدت ليلة أمس ثياب ساترة لجسدها،ولكنه يعلم انها عنيدة أيضا ولا تقتنع بسهولة.

نطق الجد أخيراً وقال:
-عندى ليك عروسة حلوة يا حمزة!
نظر اليه حمزة بدهشة فأول مرة يتحدث معه جده فى أمر زواجه .
ظل الجد يتابع تعبيرات وجه حمزة، التى تتغير بين الحين والأخر،من الدهشة، ثم التساؤل،وأخيرا الضيق، فعلم أنه على حق،وأن حمزة شارداً فى فتاة ما،ولهذا قرر ان يفاتحه فى موضوع زواجه حتى يتكلم،ويفصح عما فى داخله.

نظر حمزه لاخيه حسن قليلاً ثم قال:
-انت تعرف حاجه يا حسن عن موضوع العروسة اللى جدك جايبها دى؟
نفى حسن براسه وقال:
-لا والله، أنا أول مرة أسمع الكلام ده يا حمزة!
نظر حمزة الى جده مرة أخرى وقال:
-عروسة ايه يا جدى اللى بتتكلم عنها، دى انا اللى مفروض أختار عروسة وأقول لحضرتك عليها!
ابتسم الجد بمكر ودهاء قائلاً:
-هو إنت كنت جبت حد وأنا قلتلك لا، لقيتك ساكت يا حمزة قلك أجبلك انا!

صمت حمزة قليلا،ً وظهر الضيق على وجهه وقال:
-عندك حسن أهه يا جدى،شفله عروسة وسيبنى أنا!
نظر له حسن بسخرية وقال:
-لا ملكش دعوة بيا أنا، انت الكبير يا حلو!
تحدث الجد بجدية قائلاً:
-خلاص يا حمزة، أنا اتفقت مع الناس إننا هنروح ليهم النهارده تشوف البنت،وهيا كمان تشوفك.

وقف حمزة معترضاً، ولم يجد مفر من حديث جده إلا أن يعترف بمشاعره التى يكنها لألاء،فقال:
-لا يا جدى، أنا فى بنت معجب بيها، ومستنى الوقت المناسب علشان أتقدملها!
ضحك الجد بصوت عالى قائلاً:
-أيوة كده،هو أنا كان لازم أجيب سيرة عروسة علشان تنطق يا حمزة!
نظر كلا من حمزة وحسن بعدم تصديق لبعضهما، وقال حمزة:
-يعنى حضرتك كنت بتستفزنى يا جدى؛ علشان أقول، ومفيش عروسة اصلاً!

ضحك الجد قائلاً:
-أه يا ابنى،إنت شارد بقالك يومين، فقلت أكيد بنت اللى مشقلبة حالك بالطريقة دى، وكنت عارف إنك مش هتنطق،فقلت أجيب ليك سيرة العروسة دى علشان تنطق بقى!
جلس حمزة بإرتياح قائلاً:
-ده إنت سيبت مفاصلى يا جدى!
أكمل الجد حديثه قائلاً:
-طيب البنت دى كويسة،أخلاقها عالية ولا ايه؟
نظر له حمزة بابتسامة قائلاً:
-إطمن يا جدى،حفيدك مش بيختار أى حد.
ربت الجد على كتفه وقال:
-طيب خدلنا ميعاد مع أهلها علشان نروح نخطبهالك.

عبست ملامح حمزة قليلاً وقال:
-بصراحة يا جدى أهلها متوفيين وملهاش حد، وعايشة مع صحبتها، ووالد صحبتها يبقى صديق للوا حامد والد مصطفى، وراجل محترم جداً حتى امبارح مصطفى اتقدم لسلمى بنته.
صمت الجد قليلاً ثم قال:
-طيب كلم صاحبك يتفق معاهم على ميعاد مناسب نروح فيه.
عقب إنتهاء الجد من حديثه، دلف حمزة بسرعة الى غرفته ليهاتف مصطفى!
نظر حسن الى جده بضيق وقال:
-طيب وأنا يا جدى؟

ابتسم الجد له وقال:
-انا عارف كل حاجه يا حسن، وإن مريم واكلة عقلك وانت بتحبها، استنى بس نخلص موضوع أخوك وأنا أفاتح عمك فى الموضوع،أنا كنت لمحت ليه قبل كده ولقيته معندوش مانع.
نهض حسن بسرعة،وقبل رأس جده،قائلاً بامتنان:
-ربنا يخليك لينا يا جدى!
"فى شقة فوزى نصار"
خرج والدها الى عمله، فذهبت الى أمها قائلة بضجر:
-أنا عايزة أخرج يا ماما، مينفعش كده!

تركت أمها ما بيدها بملل وقالت:
-بقولك إيه يا مريم، روحى قولى لبابا أحسن، أنا مش فاضية.
تأففت مريم بغيظ، ودبت قدميها فى الأرض قائلة:
-لا بقى مش عيشة دى، أنا بنت ولازم أتفسح، وأخرج زى كل البنات!
نظرت لها أمها وقالت بتهكم:
-معاكى إن لازم تعيشى حياتك وسنك،بس بإحترام، مش تلبسي عريان،وتفترى على الناس، وتصاحبى بنات مش محترمة،وتقعدوا طول النهار تتكلموا دى عملت إيه،ودى سوت إيه،واخر إهتمامكم الموضة والفاشون والكلام على الناس !

صمتت أمها قليلاً تنظر الى ملامح ابنتها الغاضبة ثم استكملت حديثها قائلة:
-فين سهام يا مريم البنت المتدينة المحترمة اللى كانت بتجيلك هنا ؟من ساعة ما اتعرفتى على الزفتة اللى اسمها ملك؛ وإنتى حالك اتغير، بقيتى مغرورة بالفلوس ومش همك إلا إنك تعيشى حياتك.
أعمى الغضب عينى مريم، ولم تدرى بحالها سوى وقد ألقت فى وجه أمها تلك الكلمات التى تشبه بالسهام القاتلة فقالت:
-وأظن إنك كنتى زمان زيي كده، حتى إنك حرمتى مرات عمى فاروق من بنتها اللى إنتوا لغاية دلوقتى متعرفوش حاجة عنها،انتى مش قديسة يا ماما،أنا سمعت كل حاجة لما بابا كان بيزعق ليكى.

تركت أمها تقف فى دهشة من حديث ابنتها، التى كانت بمثابة طعنات غائرة لها، كيف أمكنها قول ذلك؟ كيف تجرأت على التفوه بتلك الكلمات؟ كيف أتتها الجرأة لتقف وتهين أمها بتلك الطريقة؟
فرت دمعة خائنة من عيناها وقالت:
-كده برده يا مريم،ربنا يسامحك يا بنتى، أنا عارفة إن اللى إنتى فيه ده بسبب عمايلى زمان، بس ربنا يعلم أنا تبت وندمت أوى على اللى عملته.

رفعت يديها الى السماء قائلة:
-يارب اظهر الحق،ورد الغايب، وخليهم يسامحونى، واهدى مريم بنتى،وارزقها الزوج الصالح اللی يقوِّمها ويقربها منك.
دخل حمزة الى غرفته وأمسك هاتفه بحماس ليهاتف مصطفى .
طال الإنتظار،وتأفف حمزة وكان على وشك إنهاء الإتصال،ولكن قاطعه صوت مصطفى الذى قال:
السلام عليكم، اذيك يا حمزة،إنت بتتصل ليه؟ للدرجة دى واحشك ده، أنا هقابلك فى المديرية كمان ساعة!

تأفف حمزة من كثرة حديث صديقه وقال:
-بص يا مصطفى أنا على أخرى، المهم اتصلت لإنى عايزك تكلم سيادة اللوا،يكلم مراد الأسيوطى وياخد منه ميعاد لجدى ؛علشان أتقدم لألاء!
تعالت ضحكات مصطفى فى الهاتف، مما أثار حنق حمزه، وأغلق الهاتف فى وجهه.
حاول مصطفى الإتصال كثيراً، إلا أنَّه دائماً ياتيه الرد
"هذا الرقم مغلق أو غير متاح من فضلك حاول الإتصال فى وقت لاحق"
ضحك مصطفى بإستمتاع أكثر على سرعة غضب حمزة،وقرر تلبية طلبه، وذهب الى أبيه وأخبره بطلب حمزة.

بعد ساعة فى مديرية الأمن
كان حمزة يتجول فى الغرفة بضيق ؛فلم يصل مصطفى الى الان،لا يعرف ماذا فعل ؟هل أخبر أبيه أم لا ؟
عندما سئم من الإنتظار،قرر الذهاب الى اللواء حامد بنفسه، وإخباره بما يريد .
اتجه حمزة الى باب الغرفة،ولكن قاطعه دلوف مصطفى الى المكتب بابتسامة.

لم يتسنى لحمزة الحديث ؛فعندما دخل مصطفى قال بحماس:
-أنا قلت لبابا وهو كلم مراد الأسيوطى،وهو مستنيكم النهاردة؛ لإن بكرة عنده إجتماعات وحاجات كتير تخص الشركة.
ابتسم حمزة على الموافقة على طلبه،وقرر الإتصال بجده؛ ليستعد ويخبر حسن وعمه ليتجهزوا،فاليوم سوف يذهب لطلب يد من جذبته بشده لها للزواج.
أخرج هاتفه وأخبر جده،وطلب منه إخبار شقيقه حسن وعمه،وفرح الجد لفرح حفيده الذى يظهر جلياً خلال صوته عبر الهاتف.

فى فيلا مراد الأسيوطى
تناولت ألاء الإفطار برفقة سلمى ومراد، وتأهبت للذهاب الى الجريدة.
أخذت حقيبتها، وإستعدت للخروج، قاطعها صوت مراد قائلا:
-استنى يا ألاء، عايزك فى موضوع!
التفتت ألاء له وعقدت حاجبيها،قائلة بتساؤل:
-موضوع ايه يا أونكل؟ هنتأخر على الجريدة!
ابتسم لها قائلاً:
-تعالى بس إنتى وسلمى اقعدوا،وهفهمكم كل حاجة.

جلست كلاً من سلمى وألاء أمام مراد،منتظرين أن يتحدث ويخبرهم ما يريده.
صمت مراد قليلاً ينظر لهم ويراقب تعبيرات ألاء الجامده دائما، ثم قال:
-بصى يا ألاء من غير لف ودوران،الضابط حمزة نصار جاى الليلة هو وأهله علشان يطلب إيدك للجواز!
نظرت ألاء بصدمة لمراد على ما تفوه به، ما هذه السرعه؟ لم تعرفه إلا ليومان فقط، لا تنكر إنجذابها إليه، وشعور الإنتماء له التى تشعر به دائماً عندما تكون معه .
أفكار كثيرةومتداخلة راودتها،وحل الصمت على الجميع إلا سلمى التى إحتضنتها بسعادة.

تحدث مراد؛ ليقطع الصمت الذى حل عليهم فقال:
-رأيك إيه يا ألاء،
تنهدت ألاء تنهيدة طويلة وقالت:
-ماشي يا أونكل هكون فى إنتظارهم باليل إن شاء الله، بعد إذنك لازم نمشي علشان منتاخرش على الجريدة.
"فى المساء"
كانت ألاء بغرفتها،تفكر كثيراً مشاعرها متضاربة، شئٌ بداخلها يخبرها أن تستسلم لإنجذابها له، و أخر يخبرها أن تتريث وتفكر أنه زواج وحياة أخرى.
صعدت الخادمة لتخبرها أن الضيوف قد أتوا.

ابتسمت سلمى واقتربت منها،وإحتضنتها قائلة بسعادة:
-ألف مبروووك يا لولو، ربنا يتمملك على خير!
نظرت لها ألاء ببرود، ولم ترد سوى بعد لحظات، قائلة:
-على إيه يا سلمى ؟لسه يا حبيبتى لسه.
صمتت قليلاً ثم ابتسمت قائلة:
-متشغليش بالك بيا يا سلمى، فكرى إنتى بس علشان مصطفى ميستناش كتير،مصطفى شخص محترم، وإن شاء الله يكون من نصيبك.

هبطت ألاء الدرج هي وسلمى، وكانت ألاء ترتدى فستان من اللون الازرق الباهت، بثلثى كم يصل الى الكاحل،وتركت شعرها حراً .
أما سلمى ارتدت فستان من الأورجانزا،وحجاب من اللون الأفوايت.
كان قد حضر حمزة وجده وعمه فوزى وشقيقة حسن،وايضاً حضر معهم مصطفى.
رحبت بهم كلاً من سلمى وألاء وجلسوا بجوار مراد .
مصطفى ينظر لسلمى بابتسامة،وسلمى تنظر الى الأرض بخجل.

ألاء تنظر لعائلة حمزة بغموض،وشعور بالانتماء تجاههم يتسرب إليها مرة أخرى، ولكن شعور مختلف عن شعورها تجاه حمزة.
كان الجد ينظر لها بتحفظ، لا يعجبه كونها لا ترتدى الحجاب،ولكنها إختيار حفيده وهو يثق ثقة عمياء فى إختيارات حمزة، ولكن مهلاً لم ذلك الشعور أنها تنتمى اليه؟ تعبيراتها الجامدة تلك تشبه تعبيرات شخص عزيز على قلبه.
نفض جلال تلك الأفكار من رأسه، واقترب من حمزة هامساً فى أذنه قائلا بضيق:
-البنت مش لابسه حجاب يا حمزة!

صمت حمزة قليلا،ً ثم تكلم هامساً هو الأخر لجده
-ألاء مع إنها مش لابسه حجاب إلا إنها يا جدى محترمه جداً،وحاطه حدود لتعاملها مع الناس كلها، وإن شاء الله ربنا يهدى وتلبس الحجاب.
ابتعد الجد عن حفيده،وأخذ يدقق النظر مرة أخرى بألاء قليلا،ً ثم قال بابتسامة موجها حديثه لمراد:
-أستاذ مراد، أنا جاى أطلب ايد ألاء للجواز لحفيدى.


look/images/icons/i1.gif رواية انتقام مجهولة النسب
  14-03-2022 09:56 مساءً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل السابع

صمت حل على الجميع،حتى تحدث مراد قائلاً بحبور:
-والله الرأى رأى ألاء،أنا عن نفسي مش هلاقى حد أحسن من حمزة، لكن ألاء هيا اللى هتتجوز، ورأيها هو ألاهم.
وجه الجميع أنظاره تجاه ألاء،منتظرين أن تتحدث فقالت بجمود:
-قبل ما أقول رأيي، كنت عايزة أقعد أتكلم مع حضرة الضابط شوية لوحدنا!

صمت حل على الجميع بعد طلبها ذلك،ينظر لها الجد نظرات غير مفهومة؛ لجرأتها على طلب ذلك الطلب، كيف هى من تطلب أن تجلس مع حمزة بمفردها؟ ولكن أعجبه جرأتها وعدم إدعائها الخجل المصطنع مثل فتيات هذه الأيام.
أما مراد شتمها فى سره قائلاً
-الله يخربيتك يا ألاء، الناس تقول علينا ايه!

أما حمزة ابتسم بخبث عقب كلامها،وسلمى لكزتها بخفه بدون ان يدرى أحد، وهمست لها قائلة:
-الله يهدك يا شيخة،إنتى جريئة كده ليه! أنا مكنتش كده يوم ما ما طلبنى مصطفى للجواز.
نظرت لها ألاء بسخرية وهمست لها هى الاخرى قائلة:
-كسوف إيه بس يا سلمى،ده جواز وحياة تانية، لو عملت فيها مكسوفة مش هقدر أخد قرار.
نطق الجد بعد صمت دام لدقائق:
-حقك يا بنتى، لو سمحت يا أستاذ مراد نسيبهم يقعدوا شوية مع بعض!

ابتسم له مراد وقال:
-أمرك يا حاج جلال، بس ياريت بلاش أستاذ دى، انا زى ابن حضرتك ولا ايه؟
ابتسم له الجد وقال:
-أه طبعا يبنى انت زى فوزى وفاروق ولادى.
نهضوا جميعا لمكان أخر وتركوا ألاء تجلس بمفردها مع حمزة.
ابتسم لها حمزة بخبث وقال:
-انا مكنتش متوقع الحركة دى منك، وان انتى اللى تطلبى إننا نقعد لوحدنا يألاء، المفروض الطلب ده أنا اللى أطلبه !

صمتت قليلا ثم نظرت له بجمود وقالت:
-مبحبش أعمل فيها دور المكسوفة،والخجل، والحياء دول، لان اللى طلبته ده أظن حقى، لان ده جواز وحياة تانية يا حضرة الضابط ولا انت إيه رأيك؟
أجابها بابتسامة:
-معاكى حق فى اللى قولتيه،وبعدين عايزة تتكلمى معايا فى إيه؟ أنا كلى آذان صاغية!
ابتسمت له، ثم رسمت قناع الجدية مرة اخرى على وجهها وقالت:
-هو سؤال واحد بس يا حمزة، انت ليه عايز تتجوزنى ؟

صمت قليلا ينظر لتعبيرات وجهها الجامدة،لا يمكنه أن يعرف ما تفكر به تلك الخرقاء،فقال:
-بصى يا ألاء أنا مش هقولك إنى حبيتك أبقى بكذب عليكى؛ لإن أنا معرفكيش إلا من يومين،بس أنا معجب بيكى:بطريقتك فى شغلك،وإسلوبك مع الناس، الحدود اللى حاطاها فى تعاملك مع اللى حواليكى، إحترامك مع إنك مش لابسة الحجاب، وأهم حاجة انى بنجذب ليكى بسرعة أوى، لما جدى جابلى سيرة الجواز وان فى بنت عايزنى أتجوزها لقيتنى بقوله، لا أنا فى بنت شاغلة تفكيري، ومشقلبة كيانى على الأخر، وطول الوقت بفكر فيها.

صمت قليلاً يري وقع كلماته عليها، ولكن كالمعتاد تعبيرات وجهها جامدة،فقال بنبر تحمل الغيظ لاحظتها ألاء:
-ها جوابى كافى على سؤالك؟ ولا عايزة اجوبة تانية!
دغدغ جوابه شعورها وأحاسيسها، ألهب مشاعر الانثى بداخلها،جوابه هو ما تشعر به أيضاً، أيقنت أنها هى الأخرى تحمل نفس المشاعر له، نعم لم تصل لدرجه الحب ولكنها أعجبت به وهذا كافٍ الآن، فليأتى الحب لاحقاً!
تنهدت بخفه قائلة:
-لا يا حمزة جوابك كافى بالنسبالى، وردى هيوصلك بعد بكرة إن شاء الله.

غادر حمزة برفقة عائلته، ومعهم مصطفى الذى ظل ينظر لسلمى ويبتسم لها طوال فترة تواجده بالفيلا.
جلست ألاء مقابل مراد الذى ينظر لها بغيظ؛ جراء ما فعلته فقال:
-ينفع كده يا ألاء، إنتى اللى تطلبى تقعدى معاه! ده المفروض هو اللى كان يطلب كده مش انتى!
ابتسمت له تلك الإبتسامة المستفزة التى يبغضها مراد فقال:
-يا بت بلاش الإبتسامة المستفزة بتاعتك دى، متخلنيش أتعصب!

ضحكت قليلاً ثم قالت:
-شوف يا أونكل، أنا عملت كده علشان أعرف أخد قرار،حكاية مكسوفة دى حضرتك عارف إنه مش أنا، وبعدين خلاص أنا قعدت معاه وجده كان موافق، حضرتك مضايق ليه بقى؟
إنتصرت عليه بردها،فقال بابتسامة:
-غلبتينى يا بنت منصور
طغى الجمود على ملامحها فقالت له:
-بس أنا مش بنت منصور يا أونكل مراد، ولا بنت ولاء، وحضرتك عارف كده كويس،سلمى قالتلى إن بابا منصور الله يرحمه حكالك على كل حاجة.

نظر مراد لابنته التى توترت واهذت تفرك فى يدها بشده،ثم وجه نظره الى الاء قائلاً:
-طيب يا الاء بما ان خلاص اللعب بقى على المكشوف. لسه بتروحى للست الممرضه دى؟
صمتت قليلا ثم قالت بشرود:
-لا يا أونكل أنا سبت رقم تليفونى مع جيرانها، وقلتلهم أول ما توصل يدوها الرقم،ويبلغوها إن ألاء منصور الصاوى سالت عليها،علشان تعرف وتتصل عليا.

دلَّك مراد جبهته بأصابع يده وقال:
-ألاء إنتى لو عرفتى مين عيلتك هتعملى إيه يا بنتى فى الناس اللى بعدتك عن أهلك،لان زى ما أنا وانتى عارفين إن في حد من عيلتك هو اللى عمل كده، والممرضة قالت إنها ست.
علت دقات قلبها،وتنفست بسرعة،واحمرت عيناها بشدة، وبرزت عروق جبينها عقب كلامه،واشتعل الحقد بقلبها تجاه من فرقها عن والدها ووالدتها، نعم لا تعرف من، ولكن مجرد التفكير يجعلها حاقدة عليها، وتريد قتلها.

نهضت بسرعة من أمامهم،وقالت وهى تصعد لغرفتها:
-هخليها تتمنى الموت، ومش هتطوله إلا لما أخد حقى منها.
نظرا فى أثرها بصدمة كلاً من سلمى التى عقدت الصدمة لسانها من كلام ألاء، أما مراد قال بخوف:
-يارب تفضلى متعرفيش أهلك يا ألاء ؟أحسن من إنك تدمريهم وتدمرى نفسك.

فى منزل جلال نصار
عاد الجميع الى المنزل جميعهم شاردين، ففوزى شارد فى أمر أخيه الذى مازال يرفض العودة، أما حسن يفكر فى مريم هل ستوافق به ام لا؟ وحمزة شارد فى ألاء هل ستوافق أم سترفض؟ تعبيراتها الجامدة لم توحى له بأى شئ! أما الجد يفكر ف ابنه هل سيعود يوماً ويبقى معهم؟ أم لا؟
صعد فوزى الى شقته، وعندما دلف وجد زوجته وابنته فى انتظاره، فتحدثت مريم بتساؤل قائلة:
-كنت فين يا بابا؟ رجعت من الشغل متأخر، ونزلت علطول .

جلس فوزى بجانب ابنته وقال:
-كنا بنخطب لحمزة ابن عمك.
شحب وجه مريم بشدة،وانصدمت من المفاجاة، لم تتخيل أن يحدث هذا بأحلامها، ظنت أن جدها أراد تزويجها لحمزة، ولكن كل هذا تبخر فى الهواء، عقدت الصدمة لسانها ولم تتفوه بشئ،وتلألأت الدموع بمقلتيها تهدد بالنزول،فنهضت لتدخل غرفتها حتى لا يلاحظها والديها، وقالت بخفوت:
-تصبحوا على خير، عايزة أنام.

غادرت مريم الى غرفتها، أما مديحة نظرت طويلاً الى زوجها، ثم قالت:
-انت مقلتش يعنى إنكم رايحين تخطبوا لحمزة!
نظر لها قليلاً وهو صامت لا يتفوه بشئ،ثم نهض من مجلسه واتجه الى غرفته؛ ليبدل ثيابه وينام على جانبه من الفراش، يوليها ظهره كما اعتاد دوماً منذ أن علم بما فعلته بأخيه، وزوجة أخيه، وابنتهما.
أما مريم دخلت الى غرفتها، وألقت نفسها على فراشها، تبكى وتنعى حبها الذى لم يكتب له الحياة، وتم وأده قبل أن يخرج للنور.

فى صباح اليوم التالى
ذهبت مريم الى النادى بعد أن ارتدت ملابس ساترة لجسدها،لاتريد الإصطدام بحسن فى الوقت الحالى،
كانت ملامحها شاحبة، وعيناها منتفختين من أثر البكاء.
جلست أمام صديقتها ملك التى نظرت لها وقالت:
-مالك يا مريم وشك أصفر وعينك حمرا ووارمة كده؟ هو بباكى ضربك ولا ايه؟

ترقرقت الدموع فى عينى مريم، وقصت لملك ما حدث، وبكاؤها المتواصل طوال الليل.
صمتت ملك قليلا ثم قالت بخبث:
-طيب انتى ناوية تسبيه كده للبت دى ؟ده انتى بتموتى فيه، انتى لازم تعملى أى حاجه علشان حمزة يتجوزك انتى ويسيبها،حتى لو إضطريتى تدبسيه فى الجوازة دى، ومسيره يحبك!

رمشت مريم بعينيها عدة مرات تحاول استيعاب ما تتفوه به صديقتها،وتتساءل ماذا تقصد ملك بتدبيسه فى الزواج ؟فترجمت ما يدور فى عقلها الى سؤال أخبرت به صديقتها فقالت:
-انتى قصدك ايه يا ملك؟ يعنى ايه أدبسه فى الجوازة؟
نظرت ملك لها بشر وقالت:
-لا الموضوع ده بعدين مش دلوقتى إحنا نستنى لغاية ما نشوف الموضوع ده هيمشي إزَّاى!

دق هاتف مريم وكانت أمها،فابتعدت لتجيبها، فى حين أتت فتاة تدعى نهى صديقة لملك ومريم، فجلست نهى بجوار ملك وهتفت بتساؤل قائلة:
-هيا مريم كانت عايزاكى فى ايه يا ملك ؟وليه طلبت تتكلم معاكى لوحدها؟
نظرت لها ملك بخبث وقالت:
-جايالى علشان أساعدها لإن حمزة راح يخطب بنت غيرها،وأنا بقى لإنى متواضعة هساعدها.
نظرت لها نهى بعدم تصديق قائلة:
انتى تساعديها! ازاى بس؟ ده انتى بتكرهيها ومصاحبها علشان تدمريها يا ملك.

ضحكت ملك بخفوت؛ حتى لا تسمعها مريم التى مازالت تتحدث فى الهاتف وقالت:
-مهو أنا علشان مبحبهاش هساعدها،وأضيع حمزة من ايدها.
عقدت نهى حاجبيها بعدم فهم قائلة:
-ازاى يعنى؟ مش فاهمة يا ملك.
نظرت ملك للجانب الاخر حيث تقف مريم وقالت:
-بكرة تعرفى كل حاجه يا ندى.

مر اليوم بسلام وجاء اليوم الذى ستخبرهم فيه ألاء بقرارها.
ارتدت ملابسها المكونة من: شميز باللون الأزرق، وبنطال جينز،وربطت شعرها على شكل ذيل حصان، وحملت حقيبتها، وهبطت الى الأسفل، وجدت سلمى ومراد فى انتظارها على مائدة الإفطار .
جلست ألاء بجانب سلمى قائلة:
-صباح الخير.
أجابها كلا من مراد وسلمى:
-صباح النور.

شرعت ألاء فى تناول إفطارها فتحدث مراد قائلاً بتساؤل:
-ها يا ألاء، المفروض النهاردة نرد على الناس!
صمتت ألاء قليلاً تبتلع الطعام ثم قالت"
-قولهم انى موافقة يا أونكل.
إحتضنتها سلمى بسعادة وقالت:
-ألف مبروك يا روحى!
بادلتها ألاء أحضانها وقالت بابتسامة واسعة:
-الله يبارك فيكى يا روحى.

ابتعدت عنها ألاء، ثم أكملت حديثها بخبث قائلة:
-وعقبالك انتى كمان،لما توافقى على مصطفى!
تلونت وجنتى سلمى من الخجل، والتفتت الى أبيها الذى كان صامتا ينتظر ردها، فأخفضت نظرها الى الأسفل،قائلة بخفوت:
-انا كمان موافقه يا بابا.
اقترب مراد من ابنته بابتسامة، وقبلها من جبينها قائلاً:
-ألف مبروك يا روحى.
ابتسمت لأبيها وقالت:
-الله يبارك فيك يا بابا تسلملى.
نظرت ألاء فى ساعتها،وقالت بجدية:
-يالا يا سلمى هنتأخر على الشغل!

-طيب يالا روحوا انتوا دلوقتى، ونتكلم لما ترجعوا إن شاء الله .
نطق بها مراد وهو يتناول هاتفه ؛ليتحدث مع صديقه حامد.
غادرت الفتاتان، وانطلقت سلمى بسيارتها،كلا منهما تفكر فى حياتها وما ينتظرها،فألاء شاردة فى مستقبلها مع حمزة هل تخبره بحقيقة نسبها أم لا؟
قررت أن تخبئ تلك الامور لحين أن تصبح علاقتها به مترابطة أكثر، لا تعرف هل ستدم علاقتها به أم لا ؟
لا يمكنها المجازفة بإخباره،وتعرية نفسها أمامه وحياتها معه لا تزال على المحك.

أما سلمى شاردة فى علاقتها بمصطفى التى أخذت منحنى أخر سريعاً، وإنجذابها له،وإرتياحها النفسي تجاهه،هذا ما جعلها توافق على الإرتباط به مع أنها لا تعرفه.
عقب ذهاب كلاً من سلمى وألاء، هاتف مراد صديقه حامد وأخبره بموافقه كلاً من سلمى وألاء، وطلب منه إخبار حمزة بالأمر؛ لأنه ليست بحوزته رقم هاتفه، وأخبره أنه ينتظره الليلة هو ومصطفى وعائلة حمزة للإتفاق على كل شئ.
أغلق حامد الخط مع صديقه، وكان فى طريقه الى المديرية.

بعد قليل
وصل اللواء حامد الى المديرية،وتوجه الى المكتب الذى يتواجد به حمزة ومصطفى دائماً،وفتحه مباشرة دون الطرق على الباب كما تعود دوما أن يفاجئهم، قائلاً:
-بتعملوا ايه؟
نظر له مصطفى بغيظ وقال:
-ولا حاجة يا سيادة اللوا، اتفضل بيتك ومطرحك!
أما حمزة وقف بابتسامة قائلاً:
-اتفضل يا سيادة اللوا، نورت المكتب والله.
دلف حامد المكتب بإبتسامته المعهودة، وجلس على الاريكة المواجهة لمكتب حمزة، وقال:
-طيب أنا جيت أبلغكم إن سلمى وألاء وافقوا،ومراد مستنى النهاردة علشان نروح نتفق على كل حاجة، وطلب إنى أقولك تبلغ عيلتك يا حمزة تشرفوه فى الفيلا النهاردة.

ظهرت السعادة جلية على وجه كلاً من مصطفى وحمزة،وقال حمزة:
-أنا هروح أتصل بجدى أبلغه؛ علشان يجهزوا نفسهم نروح النهاردة.
ابتعد حمزة قليلاً،وأخرج هاتفه وتحدث مع جده وأخبره أن يحضر نفسه هو وعمه وشقيقه حسن؛ للذهاب الى مراد،والإتفاق على كل شئ.
أنهى الجد إتصاله بحمزة، وهاتف فوزى ليخبره ؛فهو مازال فى منزله ولم ياتى الى الآن للعمل.
كان فوزى يتناول إفطاره بصحبة ابنته وزوجته، ودق هاتفه فتوقف عن تناول الطعام، والتقط الهاتف، وأجاب قائلاً بمزاح:
-السلام عليكم يا حاج لحقت أوحشك!

أجابه جلال قائلاً بمزاح هو الأخر:
-وعليكم السلام، لا يا حبيبى موحشتنيش، ما إنت فى وشى علطول، أنا اتصلت اقولك جهز نفسك رايحين الليلة نتفق على جواز حمزة؛ لإن العروسة وافقت.
ابتسم فوزى بإتساع قائلاً:
-إيه الخبر الحلو ده على الصبح يا حاج،حاضر هجهز نفسي، ربنا يتمم بخير.
أنهى إتصاله مع أبيه، فباغتته مريم بسؤالها قائلة:
-هو فى ايه يا بابا؟
نظر لها بإبتسامة قائلاً:
-رايحين نتفق النهاردة مع أهل عروسة حمزة،ونحدد ميعاد الخطوبة.
ابتلعت مريم ريقها،يجب ان تجد حلاً فالامور ستخرج عن السيطرة قريباً،يجب أن تتحدث مع ملك على وجه السرعه؛ لكى تتزوج حمزة،وليس تلك الفتاه الدخيلة عليهم.

طقطق والدها بأصابعه أمام وجهها قائلاً بتساؤل:
-رحتى فين يا مريم؟
ابتسمت له بتصنع وقالت:
-ولا حاجة يا بابا سلامتك.
كانت مديحة تنظر لإبنتها بشرود؛ فهى تعلم بمشاعر ابنتها تجاه حمزة،ودعت الله أن يريح قلب ابنتها، ويرزقها الله بالزوج الصالح، وتتمنى أن تتزوج بحسن ؛فهو القادر على تقويمها،وإبعادها عن صديقات السوء، اللاتى يجتمعن حولها ويحاولن افسادها،وقد بدأت ابنتها بالفعل طريق الفساد.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >





الكلمات الدلالية
رواية ، انتقام ، مجهولة ، النسب ،











الساعة الآن 01:32 PM