logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 01:00 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

حين شعرت بالخوف يغمر وجدانها وترتعش له أوصالها، حين احتاجت ليد تربت على يدها وتمنحها أماناً، حين ضاقت بها السبل أطلت صورته في رأسها وتردد اسمه في ذهنها لتلجأ له على الفور وماإن رأته حتى تبدل خوفها أمناً.
انتِ بتقولي ايه؟

كنت رايحة المستشفى سمعتهم بيزعقوا في المكتب لقيت رجلي وخداني عندهم والحمد لله اني سمعتهم. مش طايقين علاقتنا. حاسينها تهديد لمصالحهم، قالوا هيفرقوا بينا. هيإذوك ويفضحوك قدامي. هيظبطولك بنت ترمي بلاها عليك أو يطلعوا إشاعة انك بتسرق رواياتك من المسلسلات والأفلام. وان فضلت متمسكة بيك هيخطفوني ويقتلوني ولو دورت وراهم هيقتلوك هم كمان.
إيه الناس دي؟

طلعوا عصابة و قتالين قتلة ياطاهر وأنا مش عارفة أتصرف ازاي ولا اعمل ايه. تخيل خايفة اروح البيت. خايفة على امي ونفسي وعلي.
بترت حديثها فجأة وقد كادت أن تقول انها تخشي ماقد يفعلونه به، تعترف لنفسها ولأول مرة انها تهتم به حقاً ورغم ان شعورها يقلقها الا أنها في هذه اللحظة يتغلب خوفها واهتمامها على اي شعور آخر.
قال طاهر بحزم:.

مش عايزك تخافي أو تقلقي. مش هيقدروا يعملوا حاجة طول ماانا جنبك. أنا هعمل كل اللي أقدر عليه عشان احميكي.
وانت ذنبك ايه؟ هيإذوك.
قلتلك متقلقيش. انا هتصرف، أهم حاجة دلوقتي انك تركني عربيتك في جراج الفيلا، من هنا ورايح أنا اللي هوديكي وأجيبك.
ووجودي جوة الفيلا انا وماما معاهم.
مش هيقدروا يعملولك حاجة جوة الفيلا عشان الشكوك متحومش حواليهم، أهم حاجة دلوقت ياآيات انك متروحيش أي حتة من غيري مفهموم؟

هزت رأسها وقد أرسلت كلماته إلى قلبها أماناً وسلام. صدحت بعض الموسيقى فعقدت حاجبيها وهي تتجول بعينها في المكان قائلة:
ياخسارة المكان اتغير قوي حتى الموسيقى غيروها. للأسف مفيش حاجة بتفضل على حالها.
تحبي تسمعي حاجة تانية على ذوقي. هتهدي أعصابك وتروق بالك. ايه رأيك؟
أكيد طبعاً.
أمسك هاتفه وفتح ملف الموسيقى يشغل مقطوعة رقيقة لبيتهوفن، اتسعت عينا آيات قائلة:.

مش معقول تعرف ان بيتهوفن هو الموسيقى الأقرب لقلبي.

بقى كدة كمان بالنسبة لي، ادمنت موسيقاه وحبيت شخصيته وكفاحه لدرجة اني قريت كل الكتب اللي نزلت عنه. تعرفي انه من أعظم الشخصيات في عالم الموسيقى لانه مش بس طور الموسيقى لكن كمان خلي كل جملة موسيقية ليها معنى، بتكلم المشاعر وتأثر في الوجدان، اللي استغربته انه رغم عبقريته كان شخص خجول وحالته المرضية وصممه خلوه بعد عن الناس ورغم كدة قدم تسع سيمفونيات في قمة الروعة وخمس كونشرتات للبيانو وأربعة وعشرين سوناتة للبيانو وكونشرتو للكمان واوبرا وحيدة.

قالت بابتسامة رقيقة:
انا من عشاقه لكن فيه معلومات اول مرة أسمعها منك دلوقت.
ابتسم بدوره قائلاً:
قلتلك قريت كل حاجة عنه وحبيت فيه الرجل والموسيقى. ولولا اني مرتبط بكتابة رواية مكنتش اترددت لحظة اكتب سيرته الذاتية تعرفي أكتر حاجة جذبت انتباهي ايه؟
طالعته متسائلة فأردف:
انه كان بيتميز بالثقافة وعزة النفس لكنه عاش طول حياته من غير زوجة وبيت ووطن ودفا. كان آخر النبلاء ومات وحيد. الموضوع ده أثر فية جامد.

اول مرة في حياتي أقابل راجل بالعطف والاحساس ده.
وياتري ده شيء كويس بالنسبة لك؟
ها. آه طبعاً اكيد، المهم أنا كنت عايزة أسألك عن حاجة.
اتفضلي.
جاء النادل وتوقف أمامهما يسألهما عما يرغبان فقالا في نفس واحد:
قهوة تركية.
تبادلا النظرات للحظة قبل أن تقول:
الظاهر ان بينا حاجات مشتركة كتير.
فوق ماتتخيلي. كنتِ عايزة تسأليني عن حاجة. ياتري ايه هي؟
لتقول هي بارتباك:
لأ خلاص نسيت. لما أفتكر هسألك.

لم تنسى ولكن لم تشأ ان تفسد تلك اللحظات بسؤاله عن حبيبته، تشعر بغصة في قلبها كلما تتخيل طاهر مع أخرى، يخبرها ماتشعر به انها تُكن اعجاباً له، لايمثل حتى الآن خطراً ولكنه قد يفعل ان استمر وقد يستمر إعجابها ويكبر كلما عرفته ورأت كم يشبه أباها ويشبهها إلى حد كبير، كم يختلف عن الآخرين، جاء النادل ووضع القهوة أمامهما ثم انصرف.

اتسعت عيناها حين رأته يرفع فنجاله إلى شفتيه يرتشف رشفة وهو مغمض العيان، لتدرك بكل قوة الآن أنها تقع بالحب.

وقف أمام النافذة التي تطل على الحديقة بعد إصلاح كسرها ينتظر وصول مروة وكانها ستعود الآن. لقد أخبرته لن تعود قبل العاشرة، حسناً لقد ذهبت منذ ساعة كاملة وبقي ساعة أخري، كانت ترتدي عند ذهابها فستاناً رائعاً من هذه المجموعة التي اختارها لها، يشعر بالندم على فعلته تلك فقد زادها الفستان حُسناً وجعله يتلظي بنيران تحرق جسده وهو يتخيل نظرات الرجال إليها الآن.

زفر بقوة وهو يتجه إلى مكتبه، يجلس على كرسيه، هذه الفتاة تفعل به ماعجزت عنه العديد من النساء، تُعيده مراهقاً تكويه نار الغيرة ويحزنه الفراق. رن هاتفه فأجابه قائلا:
مساء الخير ياعماد.
مساء الفل على الكبير قوي. أخبارك إيه؟
انت ياابني مش شفتني النهاردة واتكلمنا مع بعض.
بطمن عليك ياميهو. الحق علية.
اتلم ياعماد وبلاش تعصبني.
يعني بتعصبك ميهو مني وعلى قلبك زي العسل لما بتقولها منار.
انت غيران من بنتك؟

من ناحية غيران فغيران قوي، مش كفاية بتقعد مع مس مروة ساعة بحالها وأنا لأ. انا عايز آخد درس عربي ياماهر. اللغة ضايعة عندي خالص.
عماد بطل هزار أنا على آخرى.
مالك بس ياماهر؟ خلاص سيبنا من الهزار ونتكلم جد حبتين. أنا بجد معجب بيها وبرقتها.
عماااد.
فيه ايه ياماهر؟والله ياسيدي إعجاب بريئ، انت عارف كنت بحب المرحومة مراتي قد إيه واني رافض اتجوز بعدها، لكن بصراحة لأول مرة اعيد التفكير في قراري ده.
عماااد.

عماد عماد. جري ايه ياماهر؟ هو انا قلت حاجة عيب ولا حرام؟
مروة مخطوبة واعمل حسابك تدور على مدرسة تانية لمنار، لأنها مش هتيجي عندك تاني.
لأ ورحمة باباك انا ماصدقت منار ترتاح لمدرسة وتحبها، خلاص والله. اهي طلعت مخطوبة يعني خلاص جيم أوفر، اوعي تمنعها تيجي تدي الدرس ياماهر اعمل معروف، مستقبل بنتي هيضيع.
عشان باباها عينه زايغة.

بريئ ياباشا وربنا، وبعدين مس مروة قامت بالواجب وصدرتلي الوش الخشب خفت ياأخويا يكون العيب فيا والبنت كارهاني انا بقالي سنين برة الملعب بس الحمد لله طلعت مخطوبة والعيب مش فيا.
انا مش فاهم حاجة.

دخلت مع الدادة أقدملها الضيافة. جاتوه وعصير. فيها حاجة دي؟ لقيتها ياأخويا بصيتلي بصة الظابط وهو بيستجوب حرامي الشنطة وقالتلي بكل حزم أستاذ عماد، أنا قدامي ساعة والسواق هيجيلي وكل الوقت اللي بتضيعه ده من وقت بنتك ومصلحتها، لا عايزة جاتوه ولا عصير. ياريت تتفضل برة وتقفل الباب وراك سمعت الدادة ورايا كاتمة ضحكتها بالعافية، تقهقرت وخرجت بكرامتي قبل مااتهزأ.
ضحك ماهر بقوة فقال عماد بغيظ:.

اضحك ياأخويا اضحك. عموماً انا قلت البنت ليها في السكة الدوغري واتصلت بيك عشان أتقدملها وربنا. يلا اللي سبق بقى. يابخته.
عماااد.
ماقلت خلاص. والله توبة. عرفت ياسيدي انها مخطوبة ومش هاجي جنبها تاني.
لا تاني ولا أولاني. قلتلك دور على مدرسة تانية لبنتك.
مش هينفع ياماهر.
خلص الكلام ياعماد. سلام.

أغلق الهاتف وجلس يفكر في هذه المحادثة، من الواضح أن الجميع يرون فيها مارآه هو بكل وضوح ورفض تصديقه بالماضي، عليه توخي الحذر اذاً وإلا ضاعت منه هذه الفتاة للأبد. وهل يرغب في وجودها بحياته؟ اجابه قلبه. بكل تأكيد أيها الأبله. ولكن ماذا عن عليّة؟ تبا لما ورط نفسه فيه. وجد نفسه يستعيد كلماتها لعماد لترتسم على شفتيه ابتسامة قبل أن تختفي فجأة وهويتذكر كلمات عماد، عماد صديقه رجل وسيم وغني ومرح. قد يجذب اي فتاة إليه ان أراد. صدها له قد يعني شيئاً واحداً. انها حقاً فتاة مرتبطة مشاعرها بأحدهم. هذا المحمد ربما. أثارت فيه هذه الفكرة نيراناً تشتعل مع كل لحظة.

يعني الست جايباك البيت لإبنها تديله درس، وبعدين وزعته وعايزاك تاخد مقاساتها بما انك مدرس حساب.
هنقول ايه؟ ستات مجنونة يامروة ودماغها لسعت.
طيب وانت عملت ايه؟
قلتلها نازل أجيب المتر وجاي وقلت يافكيك.
ضحكت مروة بقوة بينما اكتفت سعاد بابتسامة واسعة لتقول مروة بعد أن هدأت ضحكاتها:
يانهار. أنا مضحكتش كدة من زمان.
وأنا بطلت أدى دروس من قليل. ياما شفت. إنما قوليلي يامروة ايه الشياكة دي كلها.
دي أقل حاجة عندي.

متتغريش قوي كدة بكرة ترجع ريما لحارتها القديمة وترجعي تاخدي مني سلفة عشان تكملي الشهر.
تنهدت مروة قائلة:
والله الحارة وحشتني وحياتي وسطكم. هما صحيح كام يوم اللي غبتهم عنكم بس حاسة كأنهم شهور.
أنتِ مش مرتاحة مع أهل صلاح؟
بالعكس. مرتاحة جداً بس..
بس إيه؟
مش عارفة فيه جوايا حاجة بتقولي ان ده مش مكاني واني في يوم هفارقه فالفراق دلوقتي اهون من بعدين. ولا إيه رأيك ياسعاد. سعاد. روحتي فين؟

ها. لا أبداً مروحتش في حتة. انا معاكم اهو. هروح بس اطمن على تقي في ملعب المطعم وهرجع بسرعة. عن اذنكم.
عقدت مروة حاجبيه تتابع سعاد ثم تنظر إلى محمد قائلة بحيرة:
هي سعاد مالها؟
هز محمد كتفيه قائلاً بحيرة:
مش عارف ممكن تكون افتكرت حاجة عن اشرف عكننت عليها. كانت كويسة الصبح.
منه لله خلي الوردة المفتحة تقفل. القدر ده غريب قوي لما أشرف يكون نصيب واحدة زي سعاد.
تنهد محمد وهو يطرق برأسه قائلاً:.

اهو أنتِ قلتيها. النصيب.
كان هيجري حاجة لو كنت انت نصيبها يامحمد.
رفع وجهه اليها بسرعة متسائلاً فأجابته على الفور:
حبك ليها واضح جداً لكل الناس. اهتمامك ونظراتك. كل ده ميطلعش غير من إنسان بيحب. تقريباً طول عمره.
ولما هو واضح قوي كدة مشافتوش هي ليه؟

لأنها كانت دايماً شايفاك اخ وانت محاولتش تصحح اللي هي شايفاه أو تصارحها بحبك. خبيت مشاعرك جواك وسيبتها تضيع منك، يعني ايه باباها رفضك لانه بيكره والدك وكان نفسه يتجوز والدتك قبل مامة سعاد. خدتها قوي على كرامتك وبعدت. كنت وقفت اتحديت حاربت. وأكيد في الاخر كنت هتنتصر.
أنتِ عرفتي كل ده منين؟

من مامة سعاد. حكيتلي مرة لما جت عندي عشان تشوف سعاد ايام ماكانت غضبانة من جوزها ورفض باباها يقعدها في بيته، وقتها انا جيت في الكلام على ابو سعاد فاضطرت أمها كالعادة تبرر تصرفات جوزها. ماهو ده اللي ضيع الدنيا. اب يغلط وأم تبرر وفي النهاية أسرة تعيسة وحياة اتعس.
كل ده ملوش لازمة دلوقتي. سعاد اتجوزت وبقي ليها زوج وبيت وبنت. وانا خلاص برة الصورة.

مش شايفاك برة الصورة يامحمد، بالعكس شايفاك جواها، حاول تبعد لان وجودك في الصورة هيخربها أكتر ماهي خربانة وممكن يسببلها مشاكل من غير حدود مع واحد بعقلية أشرف. انا هقوم اطمن عليها وأشوف اتأخرت ليه.
نهضت مغادرة بينما أطرق محمد برأسه مجدداً، يدرك ان مروة على حق. لقد حاول كثيراً الإبتعاد عن ابنة خالته ولكن لطالما فشل. ربما وجب عليه حقاً الخروج من الصورة علها ترتاح ويرتاح هو. ولكنه يشك في ذلك.

نثرت على وجهها بعض الماء علها تهدأ سخونته، جسدها كله يشتعل غيرة. ماالذي حدث لها؟ منذ فترة صغيرة كانت ترى مروة عروساً مناسبة لمحمد بل لطالما حثته على التقرب منها والزواج بها وطالما رفض. اليوم على غير العادة ترفض الفكرة بل وتغار لرؤيتهما يتضاحكان سوياً. لماااذا؟
اجابتها صورتها بالمرآة.

تعرفين لماذا فلا تحاولي الإنكار، يقولون في التحقيقات الإنكار لا يفيد. تدرين ان نظرتك لابن خالتك تغيرت من أخ لرجل وليس اي رجل بل رجل تجسدت به كل مواصفات فتى أحلامك. كيف لم ترى فيه ذلك من قبل؟ كنتِ معمية بصورة الأخ فغاب عنكِ حين كنتِ تشتاقين لرؤيته وصحبته انك تفقدين الحبيب لا الأخ. غاب عنكِ اهتمامك به وظننته اهتمام أخت بأخيها، لم تعلمين حتى الفترة الأخيرة ان الفرق يقبع في اختلاجات القلب فمع الأخ يدق القلب بصورة طبيعية بينما مع الحبيب تتقافز الخفقات حتى تعجز أحدث أجهزة القلب قياسها.

نظرت إلى صورتها بعجز قائلة لنفسها:
مالعمل اذاً؟
وجدت صديقتها خلفها تطلعها بالمرآة بنظرة حملت عشرات الأسئلة، فتحت حقيبتها وأخذت منديلها تمسح به وجهها قبل أن تقول:
معلش اتأخرت عليكم، حسيت اني دايخة شوية قلت أغسل وشي عشان أفوق.
قالت مروة بقلق:
أنتِ وشك اصفر فعلا، ماتيجي نكشفلك عشان نطمن مش جايز تكوني...
صمت فاستحثتها سعاد قائلة:
جايز أكون إيه؟
ترددت مروة للحظة قبل أن تقول بحسم:
جايز تكوني حامل ياسعاد.

لتتسع عينا سعاد بقوة وهي تدرك إمكانية حدوث ذلك فقد تأخرت فترتها الشهرية بالفعل، يجب أن تجري اختباراً تبتهل إلى أن يخيب ظنونها وظنون صديقتها.
توقفت سيارة الاجرة أمام الفيلا ونزل منها محمد تتبعه مروة، كاد أن يعود إلى السيارة حين استوقفه صوتها وهي تقول:
محمد فكر كويس في اللي قلته. الوضع دلوقتي بقي معقد أكتر واكتر لو طلعت سعاد..
قاطعها قائلاً بألم قطرت به حروفه:.

عارف يامروة ومقدر ومن النهاردة هخرج من حياة سعاد كحبيب وكابن خالة متقلقيش. أنا اكيد يهمني سعادتها ومستعد اضحي بأي حاجة عشانها.
ربتت على ذراعه قائلة بشفقة:
ربنا يعينك ويقدرك.
هز راسه ثم ركب السيارة مغادراً لتنتفض هي على صوت جاء من خلفها يقول هادراً:
ممكن اعرف مين الباشا اللي موصل الهانم نص الليل.
استدارت تطالعه فوجدت ملامحه مكفهرة للغاية لتقول باضطراب:
أنا. هو..
تمالكت نفسها وهي تقول بحدة:.

اولا احنا مش نص الليل ولا حاجة. الساعة لسة عشرة، ثانياً ده يبقى محمد زميلي في المدرسة.
زميلك. تصدقي عداكي العيب. زميلك يوصلك بصفته ايه ياهانم؟
انت مالك؟قلتلك دي حياتي الشخصية وأنا حرة فيها.
أمسكها من ذراعيها يقربها منه قائلاً بعيون التمع فيهم الغضب ممتزجاً بشيء آخر مس قلبها وبقوة:.

من اللحظة اللي شفتك فيها مبقتيش حرة يامروة، مش ممكن هسمح لراجل يقرب منك أو يحط عينه عليكي، بإرادتك او غصب عنك بقيتي من عيلة بدران وماهر بدران بيحافظ علي عيلته ويحميها حتى من نفسها، لو وصلت هحبسك جوة اوضتك محدش يشوفك او يلمسك غيري انا. انا وبس.

اقشعر بدنها ونظراته تحوم حول وجهها تزامناً مع نبراته التملكية، شيء بداخلها كان يشعر بالسعادة لسماع هذه الكلمات بينما رفضها الجزء الآخر والذي تغلب على نظيره فنفضت عنها يديه قائلة:
انت اكيد مجنون وانا مش هسمح بجنانك ده، من بكرة هاخد صلاح وأمشي وساعتها وريني هتمنعني ازاي ياماهر باشا.

تركته وغادرت متجهة إلى غرفتها بخطوات غاضبة بينما تابعها ماهر وهي تذهب، ليضرب قبضته بيده لاعناً جنونا أصابه حين رآها تربت على ذراع الرجل، يقسم ان الشياطين تملكته في هذه اللحظة ليدرك ان وجودها بحياته خطراً على سلامته العقلية وانه ربما من الأفضل لو غادرت حياته للأبد.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 01:00 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

مالك يامروة طمنيني عليكي؟أنتِ كنتِ كويسة امبارح؟
قالت مروة من بين عبراتها:
خلاص ياسعاد. مبقاش ليا مكان في البيت ده، انا ماشية النهاردة، هرجع القاهرة مع صلاح.
حصل ايه بس خلاكي تاخدي القرار ده؟ والأستاذ ماهر والست كريمة وافقوا على الكلام ده؟
انا مستنية كريمة هانم تصحى عشان استأذنها، لكن البيه التاني ده ملوش دعوة بية. ولو فكر يمنعني مش هيحصل كويس أبداً.

أدركت سعاد ان حالة صديقتها الحزينة وسر قرارها يخص عم صلاح، لابد وانه قام بشيء أحزنها او ربما قال لها شيئاً جرحها، لتقول بهدوء:
طيب قومي كدة اغسلي وشك وبطلي بكا وانا هلبس واجيب تقي ونجيلك واللي أنتِ عايزاه هيحصل بإذن الله.
ماشي ياسعاد هستناكِ.
أغلقت الهاتف ثم تركته وهي تنهض وتتجه لخزانتها كي تبدل ملابسها.

طرقات على الباب جعلتها تترك منشفة وجهها وتتجه إليه لتفتحه، تجمدت في مكانها وهي تطالعه بدهشة بينما وجد نفسه يجول على ملامحها الرقيقة الندية، يشعر ببراءة عيونها مجدداً تجذبه بقوة كأول مرة رآها، لاحظ حزن بهذه العيون اليوم وانتفاخ بسيط جعله يدرك انها كانت تبكي. اللعنة ملاحظته هذه إصابته بغصة في قلبه. تمالكت مروة نفسها وهي تتذكر الليلة الماضية لتقول بانفعال:.

خير يااستاذ ماهر. جاي بنفسك تتأكد اني خلاص همشي من البيت ولا جاي تمنعني اني آخد صلاح لعلمك بقى...
انا آسف.
اتسعت عيناها وفغرت فاهها وهي تطالعه بصدمة، ماهر بدران المغتر بنفسه. الرجل الذي لايري مطلقاً أنه يخطئ جاء يعتذر لها إنه شيء لا يصدقه عقل.
احمم. أنا عارف اني غلط امبارح وزودتها معاكي، مش من حقي فعلاً أتدخل في حياتك الشخصية. وعد مني انها هتكون آخر مرة.

زال غضبها منه بالكامل واحتلت قلبها الحيرة، ماالذي جعله يغير موقفه منها هكذا؟ ولماذا لم يسعدها ذلك؟ استدار ليغادر ولكنه توقف والتفت ينظر إليها قائلاً:
كنت قلت لعماد انك مش هتدي لبنته درس تاني لانه طلبك للجواز، لو حابة تكملي معنديش مانع ولو هترتبطي بيه قوليله يتفضل..
مش هتجوزه. أنا أصلا مش هتجوز أبداً.

كلماتها الحازمة التي قاطعته بها جعلته عاجزاً تماماً عن استيعابها، ماذا تعني بكلماتها تلك؟ليقول بحيرة:
مش فاهم. قصدك إيه؟
اللحظة اللي قررت فيها اني أربي صلاح كانت اللحظة اللي اتخليت فيها عن حلم اي بنت ببيت وشريك تقضي معاه عمرها. تعرف كان كل واحد بيتقدملي يقولي ايه؟
طالعها متسائلاً فاردفت بابتسامة ساخرة شابتها المرارة:.

كان بيخيرني يااما أرجع صلاح لعيلته او أنسى طلبه وكنت طبعاً بنسى طلبه مش لإني وعدت اختي وهي بتموت اني أربيه و آخد بالي منه. لأ. لإني في اللحظة اللي شلت فيها صلاح بين ايدية وبصلي فيها بعيونه البريئة وقعت في الحب. وانا لما بحب حد مستحيل اتخلى عنه ومستعدة اضحي بأغلى حاجة عندي عشان خاطره. والوحيد اللي في قلبي دلوقتي هو صلاح وهيفضل طول العمر صلاح.
عقد حاجبيه بقوة قائلاً:
ومحمد زميلك؟

زميلي وبس. يبقى ابن خالة صاحبتي. راجل بجد وأخلاقه عالية وتتمناه أي واحدة وكان ممكن احبه ويحبني و يقبل بصلاح ويعتبره زي ابنه كمان. لولا انه..
تحفزت كل ذرة بكيانه لمعرفة المانع. لتردف هي بحزن:
بيحب صاحبتي من زمان.
زعلانة لانه بيحبها؟
هزت رأسها نفياً قائلة:
لأ. زعلانة لأنها محستش بحبه وفرقهم القدر. هي اتجوزت وهو عايش على اطلال حبه. مأساة تقطع القلب. مش كدة؟

الدنيا فيها مآسي كتير، لكن مادام كان فيه راجل زي محمد ممكن يقبل حبيبته بطفل، ده معناه ان ممكن تقابلي محمد تاني.

معتقدش. من صغري وأنا منحوسة. مش هلاقي الراجل ده. بس انا ليه حاسة انك فجأة بتشجعني أحب واتجوز، متفكرش اني ممكن أتنازل عن صلاح أبداً ومش طمعانة في فلوسه زي ماانت فاكر تقدر تحرمه من الميراث وبرضه مش هتخلي عنه. هشتغل ليل ونهار وهعيشه كويس، أكيد مش زي هنا بس كفاية اني هكون معاه أعوضه حنان الأم واكون له كل حاجة بيتمناها ومحتاجها.
طالعها بنظرة غامضة أثارت اضطرابها ثم قال:.

وجود صلاح في اي مكان أصبح مرتبط بوجودك وطول ماانتِ متمسكة بيه هو كمان هيتمسك بيكي ومش ممكن يتخلى عنك أبداً مهما حصل. نورتي عيلة بدران يامروة.
مست كلماته شغاف قلبها وسارعت من خفقاتها نبرة صوته حين نطق اسمها، إلى جانب هذه النظرة التي أرسلها إليها قبل رحيله، شعرت بها تحتويها وتضمها بخفة لتنتفض قائلة:.

لأ رايحة فين؟متبقيش خفيفة وكلمتين حنينين يثبتوكي ويعملوا فيكي كدة. اعقلي يامروة واعرفي ده مين وانتِ مين، ده ماهر بدران وانتِ. أنتِ ولا حاجة.
أصابتها هذه الفكرة بالحزن فاغلقت الباب واستندت بظهرها عليه ترفع يدها وتضع كفها على قلبها تربت عليه كما اعتادت دوماً حين تشعر بالألم ينخر فيه، لتطيب جرحه وتزيح عنه الوجع.
أخبار الكاتب إيه؟
انتفضت آيات على صوت ابن عمها لتقول بحنق:.

مش تستأذن يابني آدم انت قبل ماتدخل أوضتي؟
الباب مفتوح هستأذن ليه يعني؟ رخامة؟
دي أوضتي بابها مفتوح او مقفول تخبط وتستأذن قبل ماتدخل. مفهوم ولا لأ؟
طيب طيب. اهدي شوية. مالك؟بقت أخلاقك صعبة قوي، المفروض انك عروسة وفرحانة ولا مش فرحانة.
قالت بنفاذ صبر:
أستغفر الله العظيم. فرحانة طبعاً.
جلس على طرف مكتبها يؤرجح قدمه في الهواء قائلاً:
مقلتليش أخبار الكاتب إيه؟
اسمه طاهر. طاهر الفيومي. كويس ياسيدي.
بتحبيه؟

رغم انه ميخصكش بس آه بحبه. ارتحت؟
وانا مالي ياستي ربنا يهني سعيد بسعيدة. انا بس مستغرب.
عقدت حاجبيه قائلة:
مستغرب ليه بقى؟
أبداً. كنتِ بتقولي مبحبش الخاينين ومش ممكن ارتبط بخاين. غيرتي رأيك بسرعة قوي؟ياعيني عليكي يايويو. صُومتي وفطرتي على خاين.
نهضت قائلة بعصبية:
قصدك ايه؟ متلفش وتدور ياعصام. كلمني دوغري.
استقام يخرج من جيبه ورقة مصورة من مجلة منحها إياها وهو يقول:.

شوفي كلام البيه اللي كاتبه عن حبيبته وقد ايه هي الانسانة اللي حلم بيها طول عمره وماصدق لقاها ومش ممكن ينساها أو يتنازل عنها أبداً ولا يفكر يحب غيرها وأهو نساها وحب غيرها وهيتجوز كمان. رجالة خاينة ملهمش أمان.
قرأت الرسالة التي كتب فيها طاهر اعترافه لمحبوبته ونشرها بهذه المجلة.
لأول مرة أكتب عن نفسي وعنكِ حبيبتي بعد إحجامي.
فأنا رجل ككل الرجال كرهت العشق قبل أن يزور أحلامي.

قالوا عنه عذاب ولوعة فخِفته كخوفي من ذنوبي وآثامِي.
أكفر به بينما أكتب عنه الكلمات ربما في عمل درامي.
حتى عشقتك فصار العشق ديناً أعلن بمحرابك مقامي.
يقولون العشق بأس فوجدته طيب يمحو آلامي؟
أتعلمين صغيرتي؟
ماإن رأيتك حتى قلت فاتنة تعجز عن وصفها أقلامي
بكِ شيء من نفسي حتى صرتِ انتِ نفسي. روحي وغرامي
كشعاع نور أزلتِ عتمة القلب أنرتِ حياتي وبددتِ ظلامي.
عمّرتِ أشلائي، وأعدتِ بناء مدينتي بعد حطامي.

صرتِ شغفاً يطاردني في أحلام صحوي و منامي.
صرتِ حروف عشق تتردد على لساني فيحلو كلامي.
حلمت بكِ طوال العمر وحين وجدتك وجدت سلامي.
عن عشقك لن أتوب أبداً. ولن أنسى.
أعلنها كما أعلنت منذ الميلاد إسلامي.

هل هناك حب في هذا الزمان يحمل مشاعر كهذه التي حملتها رسالته إلى محبوبته؟ لقد نفذت كلماته إلى روحها فاحتوتها مشاعر عديدة، مابين فرح وحزن. حب وصدمة. اعجاب وغيرة. تمنت لو احبها أحدهم كما أحب طاهر محبوبته، تدرك بعد هذه الكلمات أن اهتمامه بها شفقة على حالها بينما تسكن القلب حبيبة غبطتها من كل قلبها تمنت للحظات أن تكون هي حتي أفاقت من أمنياتها حين وصلها صوت ابن عمها يقول بشماتة:
ها إيه رأيك؟

طالعت الورقة للمرة الأخيرة قبل أن ترفع عيناها إليه قائلة ببرود:
المجلة إصدارها ده كان من سنة. يعني قبل مااعرف طاهر. بمعنى تاني ماضيه وهو حر فيه. الماضي بالنسبة لي ميهمنيش اللي يهمني هو الحاضر واحساسه من يوم ماحبني، وبعدين طاهر مبيخبيش حاجة عني و حكالي عنها، هم انفصلوا وقعد فترة رافض الحب لحد ماشافني. وده كفاية علية قوي.
تجهمت ملامح عاصم واكفهرت ثم قال ببرود:.

دي حياتك وانتِ حرة فيها بس حابب أنبهك. طاهر هيديكي مقلب عمرك وبكرة افكرك.
عصام متستفزنيش.
خلاص خلاص انتِ حرة. انا ماشي. سلام.
غادر بينما تابعته بعينيها بحنق قبل أن تقول:
ابتدينا.
زفرت بقوة ثم جلست في مكانها قبل أن تلتقط الورقة مجدداً وتقرأها حتى النهاية، لتجد نفسها رُغما عنها تذرف دموعاً. تتمنى من كل قلبها لو دخلت حياة طاهر قبل هذه الفتاة وأحبها هي.
ولا بنساك ولا ثانيه
وكل دقيقه والتانيه.

بفكر فيك وانا وياك
حبيبى أنت اللي بالدنيا
تفوت أيام وبتعدى
وحبك ليا مش قدى
بحبك حب مش موجود
مالوش وصف وكلام عندى
عارف ايه أحلى حاجه حاصله ليا
إنى منك وأنت برضه بتجرى فيا
أنت اّخر كل يوم باخدك في حضنى
وأنت أول كل يوم شيفاك عينيا.

جلس طاهر يستمع لكلمات مطربه المفضل، يعيش حروف أغانيه فتتغلغل إلى أعماقه وتمس أحاسيسه، تذكره بمحبوبة كان يعشق طيفها فلما اقترب منها زاد العشق واحتدم. يصحوا على صورة أخذها من صفحتها على الفيسبوك وينام محتضناً هاتفه الذي يحمل نفس الصورة. يشعر أنها منه تسري في كيانه لا تغيب وان غابت عن عيونه. رن هاتفه فوجدها هذه النغمة التي خصها بها أسرع بإجابتها قائلاً:
ألو..
كنت نايم؟
لأ صاحي من شوية. انتِ كويسة؟

انا تمام. بس الشغل بدأ.
شغل ايه ده؟!
بيحاولوا يفرقوا بينا، جابلي عصام رسالة حب و َاعتراف اللي نزلتها في مجلة الساعة السنة اللي فاتت واللي بتعترف فيها بمشاعرك لحبيبتك.
صمت من جانبه وقد شعر بالاضطراب. هل عرفت أنها المعنية بكلماته؟ لاشيء بالرسالة قد يلمح لها بذلك. هل ربطت بينها وبين اهتمامه بها؟ هل أدركت انها هي من أحبها دوماً؟
روحت فين؟
معاكِ.
مش هتسألني رديت عليه وقلتله إيه؟
مستني تقوليلي.

قلتله ان ده ماضيك وانت حر فيه وانك حكيتلي عنه. قلتله كمان ان اللي يهمني هو اخلاصك ليا من يوم ماحبيتني.
أفرج عن أنفاسه قبل أن يقول:
خدي بالك دي لسة البداية ومادام دوروا وقدروا يجيبوا الرسالة دي يبقى ناويين يكملوا ويدوروا أكتر.
خايف يدوروا؟
لأ طبعا. معنديش حاجة مخبيها ولا خايف منها، أنا واضح وقولتلك على كل حاجة من اول لحظة.
مقلتليش على كل حاجة.
عايزة تعرفي ايه ياآيات؟

راح كل شيء عن بالها ماإن نطق اسمها بهذا الحنان، حاولت التذكر. نعم نعم. تذكرت.
هي فين حبيبتك دلوقتي يا طاهر؟
موجودة.
مبشوفهاش معاك أبداً. ولا بسمعك بتكلمها. مسافرة؟
لأ. بشوفها وبكلمها ومعايا علطول.
امتى بس؟
بشوفها أول مابفتح عيني وقبل ماأنام.
ترددت قبل أن تقول:
انتوا. متجوزين؟
لأ.
اومال ازاي بتبقى موجودة معاك اول مابتصحي وقبل مابتنام؟
ها. أصلها جارتي.
بتحبها قوي مش كدة؟
قلتلك أكتر من نفسي.
طب ليه مبتتجوزوش؟

لسة الأوان مجاش.
صمتت فقال:
سكتي ليه؟
مش لاقية حاجة اقولها.
خلصتي أسئلتك؟
الأسئلة عاملة زي المية مبت...
بترت كلماتها فاستحثها قائلاً:
ما إيه ياآيات؟
مبتخلصش، أقولك حاجة ياطاهر ومتقولش علية مجنونة.
قولي يامجنونة.
طاهر!
خلاص خلاص. قولي ياستي.
اوقات كتير بحس ان بابا رجع للدنيا من تاني واتجسد فيك. نفس طريقته كلامه معاملته ليا حتى بلاقيني برد عليك بنفس الطريقة اللي كنت برد عليه بيها.
ودي حاجة حلوة ولا وحشة؟

حلوة طبعاً انت متعرفش واحشني قد إيه ووحشني القعاد والكلام معاه
خلاص ياستي كل مايوحشك تعالي اقعدي معايا واتكلمي. من النهاردة اعتبريني بابا طاهر.
بطل هزار بقى.
مبهزرش. وجودي في حياتك بأي صفة شرف ياآيات.
صمتت مجددا وقد أثرت بها كلماته حتى اعجزتها عن التفوه بحرف.
آيات..
انا مضطرة اقفل ياطاهر. ماما عايزانى.
سلميلي عليها وخدي بالك من نفسك.
ماشي سلام.

أغلقت الهاتف فاغلقه بدوره ووضعه جانباً. شعور بالذنب اجتاحه لقولها كم يشبه والدها، يدرك ان السبب هو كتابها الأحمر الذي تحدثت فيه كثيرا عن والدها ليحاول قدر المستطاع ان يكون مثله حتى تفتح له أبواب قلبها على مصراعيهم. خدعها لأنه يحبها. اكتفي بهذا المبرر ليُسكت ضميره، أعاد تشغيل الأغنية وترك كلماتها تطغى على شعوره بالذنب وبالفعل نجح في ذلك
يا أجمل حلم انا حلمته
واحساس غالى صدقته
وأقولك أيه يا أغلى حبيب.

وأجمل حلم حققته
في قلبي هواك معيشنى
بعيش ليك وأنت بتعيش لي
بقيت عشقي ولما تغيب عينيك عني بتوحشني
عارف ايه أحلى حاجه حاصله ليا
إنى منك وأنت برضه بتجرى فيا
أنت اّخر كل يوم باخدك في حضنى
وأنت أول كل يوم شيفاك عينيا.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 01:01 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

نعم يااختي بقى جايباني على ملا وشي عشان في الاخر تقوليلي ما انا كويسة اهو ياسوسو ايه بس اللي يخليني اسيب البيت؟! أمال مين اللي كانت بتعيط من شوية وبتحلف انها مش هتعيش ثانية واحدة في البيت ده وهتاخد صلاح وترجع القاهرة؟
مش أنا طبعاً. أكيد كنتِ بتحلمي. ابقى اتغطى ياسوسو وانتِ نايمة.
بت انتِ هتجنيني؟ انطقي لأديكي علقة ترجع عقلك اللي اتلحس ده لنافوخك.
ضحكت مروة تقول من بين ضحكاتها:.

لأ خلاص من غيز عُلق ياأبلة. انا فعلا كنت بعيط ومش طايقة اقعد في البيت ثانية واحدة، بس الوضع اتغير دلوقت.
وايه يااختي اللي غيره؟
اعتذار ماهر وكلامه.
عقدت سعاد حاجبيها بحيرة قائلة:
الأستاذ ماهر اعتذرلك بنفسه. واعتذرلك بقى عن ايه ياست مروة؟
عن كل حاجة ضايقتني منه، تعرفي قاللي ايه كمان؟قاللي ان وجود صلاح أصبح مرتبط بوجودي واني طول ماانا متمسكة بيه هيتمسك بية ومش ممكن يتخلى عني أبداً.
قالت سعاد بصدمة:.

مين اللي مش هيتخلي عنك. ماهر؟
لأ طبعاً. صلاح. ماتركزي ياسعاد.
مركزة والله بس فسري انتِ كلامك ووضحيه. يعني خلاص مش هتسافري؟
لأ طبعاً.
وانتِ دلوقت كويسة ومبسوطة.
جداً.
أمال ليه حسيت أول ماجيت ان عنيكي مليانة دموع وانك مش مبسوطة؟
انا مبسوطة بجد ياسعاد لكن..
صمتت فاستحثتها سعاد قائلة:
لكن إيه؟
أشارت لقلبها قائلة:.

قلبي مش مريحني، فاكرة لما قلتلك ان احنا الاتنين معرفناش يعني ايه دقة قلب تهز الكيان وتصحى المشاعر. معرفناش يعني ايه القلب يكون متلخبط ومش على بعضه ودقاته من سرعتها توجع لما يكون في حضرة شخص معين. أنا لقيت الشخص ده. وحسيت بكل الأحاسيس دي.
والشخص ده يبقى مين؟
لا تقولي محمد. بالله عليكِ لا تفعلي.
ماهر. ماهر بدران.
فغرت سعاد فاهها ببلاهة وهي تطالع صديقتها لتقول مروة بتنهيدة:.

انا زيك مكنتش مصدقة لغاية النهاردة الصبح. كنت فاكرة لما بيدق قلبي بسرعة وأحسه مليان بالمشاعر في حضرته ان السبب خوفي منه وكرهي ليه. بس كل ماكنت بعرفه كنت بحس ان كرهي ليه ملوش مبرر وان جواه شخص تاني بيشدني لكن فضلت مشاعري دي غريبة وملهاش تفسير، لحد ماجالي واعتذرلي وقاللي كلمتين حلوين وكأني كنت مستنية ايده تطبطب على قلبي وتقولي انا زي ماانتِ شايفاني. أنا حد كويس أستاهل قلبك اللي حافظتي عليه طول عمرك.

بس ده ماهر بدران يامروة. اللي رفض جواز أختك من أخوه وشافكم اقل من مستواهم وخلي مامة صلاح تخرجه من البيت. انتِ نسيتي ولا إيه؟ نظرته ليكي مش هتبقى مختلفة عن أختك وكلامه ليكي متفسريهوش بطريقة تانية والا هتنصدمي بجد.
نكست مروة رأسها بحزن قائلة:.

مش ناسية وفاكرة هو عمل ايه كويس بس هو اعترفلي بنفسه انه غلط لما عمل كدة. أما كلامه فمش مفسراه على أنه اهتمام خاص منه وعارفة اني مش في دماغه أساساً بس قلبي هو اللي اتأثر وحب من غير ماأحس والنهارده بس اعترف بمشاعره.

مش عارفة أقولك ايه يامروة؟ خايفة أشجعك وتلاقي في الآخر طريقك مسدود وخيالك وأحلامك أوهام. بس عارفة ان الحب مش بأيدينا ومش بكلمة هيختفي. كل اللي هقولهولك حاولي تقاوميه ومتديلوش فرصة يكبر. إن كان لك نصيب معاه وقتها سيبي قلبك براحته وان مكنش يبقى الجرح مش هيكون كبير.
رفعت مروة عينيها لسعاد قائلة:
تفتكري فيه فرصة ولو واحد بالمليون انه يحبني؟
انتِ أصلا تتحبي ولو محبكيش يبقى عبيط واهبل والخسارة ليه طبعاً.

اوقات كتير بحس باهتمامه لكن برجع وأقول ده اهتمام باسم العيلة مش أكتر. تعرفي انه رفض عريس متقدملي من غير مايقولي. صاحبه اللي أديت لبنته الدرس من يومين.
وايه اللي خلاه يرفض؟
قلتلك اسم العيلة.
وهو اسم العيلة هينضر في ايه لو اتجوزتي؟ لأ ده كدة يبقى فعلا مهتم بيكي.
لأ ماهو رجع وقاللي وسابلي حرية الاختيار.
حيرتيني يامروة.
انا كمان احترت. وده اللي تاعب بالي وقلبي.

بقولك ايه تعالي ننزل الجنينة نقعد شوية مع صلاح وتقى. القعدة مع الأطفال بتروق البال وتسعد القلب وتبعد التفكير.
صحيح مقلتليش محمد مجاش معاكم ليه؟
عند ذكره دق القلب وهز الكيان لتصحو المشاعر. وأصابت القلب حيرة حتى ان خفقاتها من سرعتها تسبب الألم. تماماً كما وصفته صديقتها. لا. مستحيل أن يكون الحب. عليها أن تبعد عن بالها هذه الأفكار.

صحيت الصبح لقيته سايبلي رسالة في الريسيبشن. رجع القاهرة لان المدير بتاعه لغى أجازته فجأة لنقص في عدد المدرسين.
لم يستطع وداعك إذاً..
تبا للهوى حين يصحبه الألم والعذاب، فرفقاً ياالله بالمحبين إنهم لم يأثموا وإنما استسلموا فقط لسلطان الحب.

رنين هاتفها بإسمه جعلها تنتفض، لقد كانت تفكر فيه للتو. تدرك بكل قوة أنها تقع في غرامه، كما تدرك أيضاً انه واقع بغرام أخرى، لماذا هي سيئة الحظ بالحب؟ ماان تقع في غرام أحدهم حتى يصبح خائن او متصيد ثروات وانتهى بها الأمر مع رجل مغرم. توقف رنين هاتفها، انها المرة العاشرة التي يتصل بها اليوم ولم تجب اي من اتصالاته، وضعت جبهتها على سطح مكتبها تغلق أهدابها على دموع ترقرقت في عيونها، كانت هذه التمثيلية خطأ منذ البداية كان عليها أن تتحدث مع والدتها، توضح لها كل شيء بدلا من هذه الورطة التي وجدت نفسها في متاهتها.

رن هاتفها مجددا فرفعت رأسها تطالع شاشته. انه هو مجدداً. من الأفضل أن تظل صامدة و لا تجيب فكلما تحدث عزفت كلماته على أوتار قلبها وأغرقتها في لُجة من المشاعر، أشاحت بوجهها عن حروف اسمه ثم مالبثت ان عادت بنظرها إلى الشاشة قبل أن تمد يدها وتسحبه مجيبة إياه فبادرها على الفور في لهفة قائلاً:
آيات أنتِ كويسة؟
ايوة كويسة.
زفرة منه ثم قال:.

الحمد لله. انا كنت هتجنن واجيلك حالا البيت اطمن عليكِ، عدم ردك على التليفون قلقني قوي.
شعرت بالذنب لأنها أصابته بالقلق متناسية الخطر الذي يحدق بها ومايمكن أن يظن ان هي لم تجب هاتفها. لذا قالت بندم:
معلش ياطاهر أنا آسفة، الموبايل كان سايلنت ومخدتش بالي.
المهم ان انتِ بخير. آيات.
نعم.
خدي بالك من نفسك. انتِ مش عارفة غلاوتك عندي. قصدي عندنا كلنا.
شعرت بكلمات تنفذ إلى أعماقها فتصيبها برعشة، تنحنحت قائلة:.

احمم. متخافش علية ياطاهر طول ماانا في البيت مش هيقدروا يإذوني عشان متحومش حواليهم الشبهات، انت بنفسك قلت كدة.
عارف بس غصب عني قلقت وخصوصاً انك مكلمتنيش عشان أوديكي المستشفى ولما مردتيش كلمت جدي وقالي انك خدتي أجازة النهاردة.
متأسفة مرة تانية ياطاهر، مكنش قصدي اعمل كدة، انا بس محسيتش اني هقدر أشتغل وأنا في الحالة دي.
طب إيه رأيك تطلعي معايا رحلة؟
رحلة؟!

الحقيقة هي مش رحلة ترفيهية بالنسبة لي قد ماهي رحلة عمل، رايح إيطاليا، هزور كذا مكان هناك عشان أقدر أوصف البيئة هناك كويس وأوصف سكانها كمان في الرواية الجديدة بتاعتي، لو حبيتي تطلعي معايا هكون سعيد جداً ولو رفضتي هأجلها طبعاً لاني مش هينفع أسيبك لوحدي وأسافر.
مش هينفع تأجلها ده شغلك متحسسنيش بالذنب.
مش مهم الشغل، المهم انتِ. انا ممكن أضحى بكل حاجة عشان خاطرك.

صمتت والحيرة تأخذها في دوامتها، ان كان يحب أخرى لماذا إذا تصلها كل هذه المشاعر من خلال كلماته واهتمامه. وجدت نفسها تترجم حيرتها إلى سؤال ملح:
ليه ياطاهر؟
ليه إيه؟
ليه مستعد تضحي بكل حاجة عشاني؟ انا لا أختك ولا حبيبتك.
صمت للحظات احتبست فيها أنفاسها ليقول بعدها:
انتِ أمانة في رقبتي آمني عليها جدي وانا لازم احافظ على الأمانة دي حتى لو هضحي بأي حاجة.

واجب إذاً هي بالنسبة إليه، نفضت هذه الغصة بعيداً عن قلبها وهي تقول:
وانا مش مستعدة تضحي علشاني بأي حاجة، هتروح رحلة إيطاليا وهتكمل روايتك.
مستحيل أنا مش هروح من غي...
قاطعته قائلة:
أنا جاية معاك.
بجد يا آيات؟
أيوة. انا محتاجة بريك من الضغط العصبي اللي انا عايشة فيه. هقول لماما اني رايحة أحضر مؤتمر في إيطاليا وانك هتكون معايا ومفتكرش هتمانع.

يبقي حضري نفسك، هحجز التذاكر بكرة ونسافر الصبح على أول طيارة وهنزل دلوقتي أخدلك أجازة طويلة من المستشفى.
متتعبش نفسك هكلمهم في التليفون.
كدة كدة هروح عشان أسلم على جدي قبل ماأسافر.
تمام سلملي عليه.
هيوصل، سلام مؤقت.
سلام.
اغلقت الهاتف ووضعته جانباً ثم تنهدت، كلما أرادت الإبتعاد عنه وجدت نفسها تقترب أكثر، لا تدري حكمة القدر ولكنها ستستسلم لها في الوقت الراهن.

كان يجول كليث جريح في هذه الحجرة التي منحوه إياها بالمستشفى، يتفصد جبينه عرقاً ويرتعش كيانه باكمله، يؤلمه جسده كما لو كان هناك من يدس به الإبر الحادة، امسك راسه بكلتا يديه يإن بصوت مسموع وقد كاد رأسه ان ينفجر من الألم، اتجه إلى الباب وطرق عليه بقوة ينادي بألم:
افتحولي الباب، مش قادر هموت ياناس. أنا رجعت في كلامي. ارحموني وخرجوني من هنا. انتوا ياعالم يااللي برة. حد يخرجني من هنااااااا.

فُتح الباب فكاد ان يهرب منه ولكن دلف رجلان كتفه أحدهم بينما الآخر أعطاه حقنة ليتشنج جسده بالكامل ثم يرتخي بين ذراعي الرجل الذي أسرع الآخر بمساعدته بحمل أشرف حتى السرير يضعانه عليه ثم يخرجان كما دلفا ويغلقان الباب بالمفتاح. يأسفان كالعادة على بشر استسلموا لمخدر لعين حتى صار ادماناً يسري في دمائهم يجعلهم عبداً له يفعلون من أجله كل الموبقات.

والله يا كريمة هانم مش عارفة أشكرك ازاي على اليوم الجميل ده اللي قضيته وياكم، بس حقيقي مضطرة امشي لاني اتأخرت.
ياريت تشرفينا تاني ياسعاد قبل ماترجعي القاهرة، انبسطنا بجد بوجودك معانا النهاردة أنتِ والأمورة الصغيرة تقي.
أكيد ياهانم. عن اذنكم يلا ياتقي.

أسرعت تقي تقبل الجميع متتابعين، السيدة كريمة ثم الصغير وأخيراً مروة قبل أن يغادرا توصلهما الأخيرة إلى الباب فوجدت ماهر بالباب قد وصل للتو، هز رأسه لسعاد والصغيرة محيياً، فقالت تقي بانبهار:
هو ده حسين فهمي ياماما؟
نهرتها سعاد قائلة بإحراج:
بس ياتقي. معلش ياأستاذ ماهر أول مرة بس تشوف رجل عيونه ملونة فافتكرت انك الممثل حسين فهمي.

هل أرادت تصليح الموقف؟ حسنا لقد زادته سوءاً بكل تأكيد، بينما كتمت مروة ضحكتها ووجنتي سعاد يكتسبان حمرة خجل قانية بينما قال ماهر بهدوء:
ولا يهمك. محصلش حاجة.
لينزل على ركبتيه يواجه الصغيرة يمد لها يده قائلاً:
انا مش حسين ياحبيبتي، أنا اسمي ماهر. ماهر بدران. وانتِ اسمك إيه؟

هل وجب عليه ان يكون بهذا اللطف مع الصغار؟ تباً انها تزداد حباً له مع كل لحظة تكتشف فيها كما كانت مخطئة بحقه حين ظنته مغروراً انانياً.
تقي. انت عم صلاح الصغير؟
اومأ برأسه فمدت يدها تسلم عليه قائلة:
يبقى من العيلة وممكن أسلم عليك. ماما قالتلي مسلمش على غريب.
انا بقول كفاية كدة ويلا نمشي.
نهض مستقيماً يقول برصانة:
معاكِ عربية يامدام..
صمت فقالت:
سعاد. لأ هاخد تاكسي.

مينفعش يامدام سعاد، الوقت متأخر و السواق بتاعي هيوصلك اتفضلي معايا.
ظهر التردد على وجه سعاد للحظة قبل أن تهز رأسها موافقة وتخرج ولكن قبل أن تختفي استدارت تنظر إلى مروة تهمس دون صوت:
جامد.
اكتفت مروة بابتسامة بينما تختفي سعاد عن ناظريها، ثم أسرعت بالتوجه إلى حيث السيدة كريمة والصغير حين تناهي إلى مسامعها صوت بكاؤه.
بتتكلمي جد ياماما؟ أشرف دلوقتي في مصحة لعلاج الإدمان؟
آه والله يابنتي ده اللي حصل.

انا مش قادرة أصدق. اشمعني دلوقتي احنا ياما اتحايلنا عليه. معقولة اللي حصل لتقي فوقه؟
مازلتي طيبة صغيرتي وطيبتك تطغى على تفكيرك، ان لم يهتم لأمه سيهتم لصغيرته؟ لا أظن. هو فقط رأي انه المستفيد ان فعل فقد وعده الحاج رءوف بعمل ذا عائد يفوق الخيال. انه المال اللعين ما حث ولدي على العلاج وليس العاطفة صغيرتي.
طيب مش هنزوره ياماما ولا نشوفه لو محتاج حاجة نجيبهاله؟

أصيلة يابنتي والأصيل في الشدة بيبان. بس مش هينفع نزوره دلوقتي. هو في فترة كدة سي رءوف قالي عليها مينفعش فيها حد يزوره. هنطمن عليه بالتليفون وبس.
فترة إنسحاب. نعم. تسمع عنها بكل تأكيد.
ربنا يشفيه ويعافيه ويخلصه من السم اللي بيجري في دمه عشان يرجعلنا بألف سلامة.
ايوة يابنتي كدة ادعيله، هو مش محتاج غير دعواتنا.

بدعيله ياماما في كل وقت مش عشان خاطري والله. لأعشان خاطر بنته وعشان خاطرك. انتِ مش عارفة وجودك في دار المسنين وانتِ ليكِ بيت وابن عامل فية إيه.
متشيليش همي ياسعاد، أنا كويسة قوي هنا، الله يباركلها دكتورة نجاة بنت سميحة صاحبتي اللي اتوسطتلي أقعد هنا بحكم شغلها من غير ماأدفع حاجة. بقالي عيلة تانية بيخافوا علية ويهتموا بية، زيك وزي تقي بالظبط. صحيح أخبارها ايه دلوقت؟

اتحسنت قوي الحمد لله وبإذن الله يومين ونرجع.
ترجعوا بالسلامة يارب.
مش عايزة حاجة ياماما أبعتهالك؟
عايزة سلامتك ياضنايا. خدي بالك انتِ من نفسك ومن تقي.
حاضر ياحبيبتي. لا إله إلا الله.
محمد رسول الله.

أغلقت سعاد الهاتف ووضعته جانباً، وجدت ابتسامة تتسلل إلى ثغرها وأمل في القلب ينبعث مع معرفتها بوجود زوجها الآن بمصحة لعلاج الإدمان، تدعوا الله أن ينجح في التخلص من تلك السموم، فربما وقتها تعيش حياة حلمت فقط بها وكانت مستحيلة والآن صارت بالإمكان.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
أفضل 5 طرق لتحقق الربح من الكتابة بالعربية بسهولة [دليل شامل] arwa
0 452 arwa
وحيد حامد – قصة حياة أحد أبرز أعلام الكتابة في تاريخ السينما المصرية laila
0 406 laila
التعليم تكشف حقيقة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تدريس هذا الكتاب Moha
0 322 Moha
الرجل الذي عمل مدرّساً لمدة 17 عاماً على الرغم من أنه لم يكن يجيد القراءة ولا الكتابة! Moha
0 312 Moha
نادين نجيم في ورطة والسبب هذا الكتاب Moha
0 350 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، الكتاب ، الأحمر ،











الساعة الآن 03:03 PM