logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:57 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

الحرارة لا تنخفض وشحوب وجه طفلتها يزداد، تكاد تُجن من الخوف عليها، لقد تأخر أشرف كثيراً تحاول الاتصال به ولكنه لا يجيب هاتفه. تباً. لن تنتظر أكثر ستأخذها بنفسها للطبيب، نظرت إلى ساعتها فوجدت الوقت قد تأخر كثيراً، خروجها من المنزل بطفلتها في ذلك الوقت ليس آمناً أبداً ولكن ليس أمامها خِيار آخر، فُتح الباب في هذه اللحظة فكان لها طوق نجاة، أسرعت تخرج من حجرة صغيرتها تطالع القادم بلهفة، مالبثت أن خبت وهي تعقد حاجبيها ترى أشرف يتقدم بخطوات مترنحة لتدرك بكل صدمة أنه أخلف وعوده مجددا وتناول هذا السم الهاري الذي يُذهب عقله ويخرب حياتهم، ماإن رآها حتى ابتسم قائلاً:.

مساء الفل آسوسو.
ليه بس ياأشرف شربت الهباب ده تاني حرام عليك. انت مش وعدتني تبطل.
بقولك إيه متطيريش الدماغ اللي عاملها، روحي شوفيلك حاجة تشتغلي فيها أو أقولك نامي أحسن عشان أنا عايز أنام.
تقدمت منه قائلة بحدة:
لأ مش هتنام، هتدخل تاخد حمام عشان تفوق وتسمعني. بنتك مولعة نار والحرارة مبتنزلش ولازم ناخدها لدكتور.
متاخديها انتِ مستنية إيه؟
عقدت حاجبيها لبرودة كلماته قائلة:.

مستنياك. الوقت إتأخر ومش هينفع أنزل الشارع دلوقتي لوحدي ولا إيه ياجوزي وسندي.
لأ طبعا مش هينفع، أنا قلتلك عايز أنام، أقولك متوديهاش لدكتور. اعمليها اللي اسمه ايه ده اللي كانت أمي بتعملهولي لما أسخن، مكسرات. سماعات..
كمادات.
أيوة ايوة هو ده.
عملتلها واديتها كمان خافض حرارة وبرضه مفيش فايدة الحرارة مبتنزلش.
أشاح بيده قائلاً:
بقولك ايه اتصرفي وابعدي عني الساعة دي قلتلك فاصل وعايز أنام.

اتجه لحجرته فقالت بقلة حيلة:
ياأشرف رايح فين حرام عليك أنا..
قطعت كلامها وقد وجدته يشيح بيده مجددا قبل أن يدلف إلى الحجرة ويصفع الباب خلفه فتطلعت إثره بخيبة أمل قبل أن تعقد حاجبيها بغضب ثم تتجه إلى حجرة طفلتها توقظها وتجهزها للخروج ثم تسحب حجابها ترتديه بسرعة على عبائتها وتحمل حقيبتها تسند طفلتها وتغادر المنزل بسرعة.

كانت تسير بخطوات مرتعشة تتلفت ذات اليمين وذات اليسار، تتمسك بيد صغيرتها تبحث بعينيها عن سيارة أجرة توصلها لأقرب مشفى فقد اغلق الأطباء في هذه المنطقة أبوابهم ولم يعد أمامها سوي اللجوء لأقرب مشفى، انتشر الظلام حولها يرسل الرعب في أوصالها خاصة وقد فرغت الشوارع من المارة فيما عدا بعض الشباب الذين تجمعوا حول هواتفهم وبعض الرجال الذين يرمقونها بنظرات مريبة زادت من رعبها. ظلت تردد في نفسها كلمات لطالما سمعتها من زوج خالتها وهو يرددها على مسامعهم صغاراً.

قد لا يقتلك العدو بقوة يحوزها وإنما يُرديك خوفاً تملكك منه فسلبك قوتك وجعلك ضعيفاً أمامه، يشم رائحة الخوف فتزيد شوكته قوة ويزداد تجبراً بينما تتجمد وتخطئ ثم تُهزم وبالنهاية تقع ضحية له. أظهر له بعض من قوة زائفة وسترى كيف يولي من أمامك مدبراً. ولتكن واثقاً ان الله دائماً معك ولن يُضيعك.

نعم ستتظاهر بالقوة وستسير بخطوات ثابتة وستخرج من هذه الليلة حالكة السواد كليل الأعمى لنور الفجر الذي سيوصلها هي وطفلتها لبر الأمان.
انتِ ياحلوة، رايحة على فين ياقمر؟ ماتعبرينا طيب.
لم تعرهم اهتماماً وهي تسرع الخطى بعد أن شعرت بتتبع هذان الرجلان لها.
لأ ماهو مينفعش التقل ده. متزوديهاش وتعملي فيها شريفة قوي كدة، اومال نازلة في الساعة دي تعملي ايه يعني؟ تدلعي وتملي القلل.
أستغفر الله العظيم.

تمتمت بحنق شابه القلق، تلعن زوجها الذي تركها عرضة لكل هذا وتلعن غبائها وضعف حيلتها حين ذهبت لتسعف ابنتها دون اللجوء لأحد. لتشعر بالمرارة وعقلها يردد بألم. وهل لديكِ أحد ليساعدك؟
وجدت أحدهم يسحبها من يدها قائلا بنبرة ثقيلة ممطوطة كنبرة زوجها حين يتعاطى المخدر:
استنى بس.
نفضت يدها من يده قائلة بغضب:
سيب ايدي ياحيوان انت.
لمعت عيناه بغضب مماثل وهو يقول:
مين اللي حيوان يا...
انتِ كنتِ فين ياسعاد؟

انتشلها صوته من الضياع وبث في قلبها القوة وشعورا بالأمان تغلغل إلى أعماقها. فاستداروا جميعا إليه وهو يردف قائلاً:
أنا لفيت الدنيا عليكِ. حتى لو زعلتي مني حقك عليا بس مكنش ينفع تسيبيني وتنزلي من العربية. ومين الناس دول؟ أكيد كانوا هيوصلوكي البيت. والله مش عارف أشكركم ازاي ياجماعة، تاهت مني وبقالي شوية بدور عليها.

كان يتجه صوبها أثناء حديثه ليسحبها من يدها ويخرجها من جمودها وهو يتجه بها إلى سيارته يفتحها ويجلسها فيها هي والصغيرة مردفاً:
مردودة ليكم يارجالة. معلش مضطرين نمشي بسرعة عشان اتأخرنا على البيت. سلام.
صعد بدروه للسيارة وقادها مغادراً تتبعهم عيون الرجلين، قبل أن يحك أحدهما مؤخرة رأسه قائلاً:.

شفت الراجل أخدها من وسطينا إزاي. معلش تبقى في إيدك وتقسم لغيرك، تعالي نقعد هناك ياعبده نشربلنا السيجارتين دول ونروق على دماغنا حبتين جايز تُرزق.
ليتقدما بإتجاه أحد الأركان بخطوات مترنحة يجلسان على الرصيف ثم يشعلان سجائرهما يطلقون أنفاساً من جحيم تسوقهما رويداً رويداً نحو هلاك محتوم.

منحني أبي مالم يستطع مخلوق قط أن يمنحني إياه. منحني أبي ملاذاً ألجأ إليه عندما تضيق بي السُبل، منحني احتواء واستيعاب لمشاعري. منحني القوة لأواجه كل التحديات، منحني روح هي مزيج من عفو ومقدرة. منحني أبي وطن جدرانه دافئة وأعمدته قُدت من صخر لا ينكسر.

أغلق طاهر الكتاب وكلماتها تتردد في قلبه وعقله، كم كان والدها عظيماً حتى أنه لم يترك لأحد فرصة في التقرب إليها، بالتأكيد ستقارنه بوطنها وبالتأكيد سيفوز الأخير بكل سهولة، فلا شيء قد يشبه الوطن. ولكنه لن ييأس أبداً. سيبذل قصارى جهده ليشبه أباها لعلها ترى فيه الوطن ويوما ما حين تقول أنها تحبه ستنطقها بكل جوارحها ولن تكون مجرد تمثيلية وكلمات فارغة كما سمعها اليوم.

تنهد بحب ثم خلع عنه نظارته و اعتدل نائما يضم الكتاب إلى صدره لينام قرير العين.
كان يوجه بصره للأمام يتطلع إلى الطريق بحنق، يتخيل مصير سعاد ان لم يكن ماراً بسيارته من ذلك الطريق بالصدفة ورأي هؤلاء الرجال يضايقونها، أفزعته التخيلات ليجد نفسه يقول بحدة:
ممكن أعرف إيه اللي نزلك من البيت في الوقت المتأخر ده ياسعاد؟

سمع صوت شهقاتها فنظر إليها على الفور ووجدها تتمسك بطفلتها بقوة بينما تنسكب دموعها انهاراً تُغرقه بفيضان من ألم. يدرك أنها تعاني الآن من صدمة التفكير في هذه اللحظات الأخيرة بدروها مد يده لها بعلبة مناديل قائلاً بحنان:
طب متعيطيش، اهدي بس وقوليلي ايه اللي حصل؟
قالت بصوت متقطع من وسط دموعها:
تقي عيانة قوي. وكنت. واخدها للدكتور. من دكتور. لدكتور. ملقتش حد موجود. والوقت إتأخر وأنا...

صمتت فزاد من سرعة السيارة قائلا:
انا عارف دكتور صاحبي هاخدك انتِ وتقى ليه دلوقتي حالا. مش عايزك تقلقي وأنا جنبك.
ليلمس وجنة الصغيرة بحنان قائلا بصوت لا يعكس قلقه وهو يشعر بحرارة جسدها المرتفعة:
بإذن الله هتبقى كويسة وزي الفل. بإذن الله.

كانت تدرك أنه يحاول بث الطمأنينة في قلبها، ولقد نجح في ذلك فلطالما كان في وجوده جوارها سنداً ودعماً، تُعده بمثابة أخ لم تلده أمها ولقد كان دوماً لها نعم الأخ حتى أصبح زوجها لايطيقه ففرق بينهما ومنعها عن زيارة بيت خالتها ورؤيتها هي ووحيدها، لتتمرد على أوامره بين الحين والآخر. تزورهما حين تشعر أنها تحتاج لدفء العائلة كي تمضي قدما في حياتها.

لم تستطع النوم مطلقاً يقلقها التفكير، ظلت تجول في حجرتها حتى كادت ان تُجن من أفكار سوداء أحاطتها لتقرر النزول إلى المطبخ لتشرب كوباً من الشيكولا بالحليب، فلطالما نجح هذا الكوب في إراحة عقلها من التفكير المفرط. توجهت للمطبخ بخطوات حذرة، تدعوا الله أن لا يراها أي مخلوق، وبالفعل تحقق لها ذلك حتى دلفت إلى المطبخ لتجده هناك، واقفا يمنحها ظهره فتجمدت كلية ثم بدأت في التراجع بحذر، ليلتفت إليها على الفور ويطالعها بنظرة شملتها بالكامل وجمدت أطرافها مجدداً، توقفت مكانها تطالع هيئته العفوية بدورها. لأول مرة تراه لايرتدي بذلة رسمية و يلبس منامة بسيطة بينما ظهر شعره المصفف دائماً بعناية بمظهر عفوي تتهدل بعض خصلاته على جبينه فتمنحه مظهراً جذاباً للغاية أخذ منها أنفاسها كلية وتركها تعافر كي تلتقط بعضها، رفع حاجبه متسائلاً بنظرة ساخرة أحنقتها، فتطلعت إلى الكوب بيده قائلة:.

أنا. معرفتش أنام ف. ، يعني قلت انزل أشرب كوباية شيكولاتة باللبن لانه يعني بيخليني أعرف أنام.
عقد حاجبيه للحظة قبل أن تعود ملامحه لبرودتها وهو يتقدم منها مما أثار اضطرابها قائلا بسخرية:
عندك اللبن سخن وعلبة الشيكولاتة جنب الغلاية. Help ur self.

تخطاها مغادراً فتقدمت من الطاولة لتجد الحليب ساخنا كما قال وبجواره علبة الشوكولا، عقدت حاجبيها في حيرة، تتساءل بصمت، هل كان يُعد له كوباً بدوره وهل يعاني مثلها من الأرق ويُريحه هذا المشروب؟ هزت كتفيها قبل أن تمد يدها وتسحب كوباً لتضع فيه مشروبها فإذا بها تنتفض على صوته وهو يقول بسخرية:
بالمناسبة لما تحبي تغريني بتلبسي هدوم تانية خالص مش بيجامة أطفال مرسوم عليها ميكي.

استدارت تطالعه بصدمة، فانطلقت ضحكته الساخرة لتصيبها بغضب لا مثيل له ولكن قبل أن تُسمعه عبارات لاذعة يستحقها كان قد اختفى من أمامها، لتضرب الأرض بقدمها تطالع منامتها بحنق قبل أن تضع الكوب من يدها وتتجه بخطوات غاضبة نحو حجرتها، تقرر بحزم أنها لن تخرج من حجرتها ليلاً أبداً مهما حدث وإلا ظن هذا المعتوه أنها تخرج خصيصاً لأجله وهذا فقط في أحلامه المريضة.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:58 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

كان يطالع الجريدة باهتمام بينما يرتشف القهوة من فنجاله الصباحي، حين تسللت إلى أنفه فجأة رائحة عطرة هي مزيج من عود المسك والياسمين، رائحة تميز هذه الفتاة التي رغم صغر حجمها إلا أنها أظهرت من القوة مالم يره في فتاة قط، حمحمة من تجاهها جعلته يبتسم للحظة قبل أن تختفي ابتسامته وهو ينحي الجريدة جانباً مطالعا إياها، فستان بسيط كعادتها ولكنه يحمل تصميم أنثوي رقيق يزيد من جمالها ويجعلها أنثى رائعة الجمال كهذه المنامة البسيطة التي كانت ترتديها ليلة البارحة.

من كان ليقول أن منامة أطفال تحمل رسماً كرتونياً بسيطا قد تقلق راحته وتثير في قلبه مشاعر عديدة جعلته يتلظي على سريره بنيران لم يعرفها منذ زمن بعيد، رأته يتأمل فستانها فأصابها الحنق. هل يظن انها ارتدت ذلك الفستان من أجله أيضا؟ لتقول بحدة:
على فكرة انا مش لابساه عشانك.

صدمة على وجهه دامت للحظة قبل أن ينفجر ضاحكاً، ليزول حنقها تماماً لرؤيتها إياه ضاحكاً، لقد بدا وكأنه رجل آخر تماماً بالتأكيد ليس بارد السمات الذي اعتادته، توقف عن الضحك وهو يطالعها بنظرات غامضة قائلاً:
ومين قال انك لو حابة تبهري ماهر بدران هتلبسي فستان بسيط زي ده؟
عاد إليها حنقها بقوة لتقول بغيظ:.

الكون مبيدورش حواليك ياجلالة الملك، وأكيد مش كل هم البنات في مملكتك انهم يقدروا ينولوا اعجابك، أنا كل همي في الدنيا هو صلاح. صلاح وبس.
قصدك ثروة صلاح.

مش محتاجة أثبتلك اني بحب صلاح ومهتمة بيه عشان هو صلاح ابن اختي، الطفل اللي خدته وهو لسة يادوب مكملش يومين واديته من قلبي وعطفي وحناني لحد مابقى جزء مني، مش هتقدر تفهم قيمة المشاعر اللي اتولدت مابينا لأن قلبك ده عبارة عن صخرة قاسية لا تعرف مشاعر ولا هي حية أساساً.
وفري رأيك ده لنفسك وقليلي كنتي جاية هنا ليه؟

اكيد مش عشان افطر مع سموك. أنا كنت رايحة أدور على شغل وشفت ان من الذوق إني أعرف حضرتك بس الظاهر طلعت غلطانة.
قالت كلماتها وإستدارت مغادرة ليوقفها صوته الصارم وهو يقول:
استنى هنا.
استدارت تطالعه فقال لها بغضب:
هو أنا مش قلتلك ان مفيش عندنا ستات بتشتغل.
وانا قلت لحضرتك اني مش من عيلة بدران أساساً وقوانينكم متمشيش علية.
والمطلوب؟

انا متعودتش اقعد كدة من غير ماأشتغل وخصوصاً ان كريمة هانم بتاخد صلاح فترة الصبح فببقي فاضية والملل بيقتلني، أنا مدرسة لغة عربية وشاطرة في مهنتي وحرام أقعد كدة لا شغلة ولا مشغلة.
ولو رفضت.
مش من حقك ترفض، انت مش َوصي علية ولا أنا قريبتك حتى عشان تتحكم فية.
أطرق برأسه للحظات لتتململ هي واقفة تُساءل نفسها هل تمادت قليلا؟ لا. ربما تمادت كثيراً وسيطردها الآن من المنزل. رفع وجهه إليها يقول ببرود:.

مادام مصممة يبقى هتدي درس خصوصي لبنت واحد صاحبي، هو كان قاللي انه محتاج لمدرسة لغة عربية تأسس بنته وان مفيش مدرسة لحد دلوقتي قادرة توصلها، بتطفشهم كلهم، لو حابة تجربي تمام. هعتبرها خدمة بقدمهاله لإني محتاجه في صفقة كبيرة وهيكون حسابك معايا انا، يعني انا اللي هديكي مرتبك اللي أحددهولك كل شهر. ها. إيه رأيك؟
موافقة طبعاً.
أي شيء أهون من الجلوس هنا وحيدة رغم كل من حولي.

تمام هتكلم معاه النهاردة وهتبتدي من بكرة بإذن الله.
هزت رأسها وإستدارت مغادرة ليوقفها نداءه بإسمها المجرد لأول مرة. كم بدا مألوفا لديها رغم ذلك غريبا عليها وكأن حروفه قد صار لها نغمات تصلها فتطرب أذنها، نفضت أفكارها المجنونة هذه وهي تستدير إليه تطالعه بصمت ليقول هو بهدوء حازم:.

لأول وآخر مرة هسمحلك تكلميني باللهجة دي، هتتحديني بعد كدة هتخسري، أنا مبهددش ولا ده أسلوبي. أنا بنفذ علطول لكن لإنك غريبة عننا هعتبره إنذار ليكي عشان لو اتعاملت بعد كدة متلوميش الا نفسك.

عاد إليها حنقها الذي تثيره لهجته المتعالية تلك. كادت ان تقول له شيء لاذع ولكنها مالبثت أن أطبقت فمها على كلماتها وإستدارت مغادرة، يتابعها بعينيه قبل أن تظلل ثغره ابتسامة وهو يدرك كم هو صعب عليها كبحها لنفسها ولكنها استطاعت ذلك في نهاية الأمر، هذه المتمردة الصغيرة، تثير فيه مشاعر غريبة ظن أنها اندثرت منذ زمن مع فتور أصابه لسنوات تجاه كل شيء لتظهر هي والصغير يقلبان حياته رأساً على عقب ويعيدان الحماس إليه، يثيران فيه كل ما ظن أنه واراه بالماضي. لا يدري هل الخير فيما يحدث أم هناك خطر يحيطه ولابد له من الحذر؟ نفض أفكاره الآن وهو يعود لالتقاط الجريدة وقراءة عناوينها يحاول أن يشغل باله عن التفكير دون جدوى.

كانت تجلس على الطاولة تطعم صغيرتها بحنان، رفعت تقي يدها قائلة بضعف:
كفاية ياماما. أنا شبعت.
لازم تاكلي كويس ياحبيبة ماما عشان تاخدي العلاج وتبقى كويسة.
طب مفيش فطار ليا؟

التفتت إليه تطالعه بعيون أدرك مشاعرها جيداً، هي مزيج من البرود والحنق، يعرف أنها غاضبة منه لإنه لم يأخذ طفلته للطبيب البارحة، لن تعذره أبداً حتى وان قال لها أنه لم يكن قادراً على رفع يده إلى أذنه، ستصرخ في وجهه أنها تلك المخدرات التي تؤذيه وتدمر حياتهم وستسبب له ألما بالرأس هو في غنى عنه وقد استيقظ للتو.
تجاهل نظراتها وهو يقول للصغيرة:
انتِ عاملة ايه دلوقتي ياتقي؟ الحرارة خفت؟

أيوة يابابا، بس لسة جسمي بيوجعني ومش قادرة أتحرك.
قالت سعاد بحنان:
قومي هاتي عروستك من الأوضة عشان تفطر معاكي ياقلبي.
نهضت الصغيرة تتجه إلي حجرتها بهدوء بينما أردفت سعاد ببرود:
الدكتور قال ان مرضها ملوش أي سبب عضوي وغالباً سببه نفسي وإنها محتاجة تغير جو.
يدرك من تركيزها على بعض الكلمات انها تلقى عليه اللوم في حالة طفلتهما ليتجاهل مجددا تلميحاتها قائلاً بهدوء:.

بسيطة خدي أجازة بكرة ونروح نفسحها في أي حتة.
بنتك محتاجة كام يوم تقضيهم في مكان بعيد عن هنا، بعيد عن أي حاجة ممكن توترها. أنا هاخد أجازة فعلا وآخدها اسكندرية عند مروة صاحبتي تروق أعصابها حبة.
بس انا مش هينفع أغيب عن المحل كام يوم.
لا تستطيع أن تغيب عن مكان عملك؟ أم عن أصدقاء السوء وتلك المخدرات اللعينة؟
مطلبتش منك تسافر معانا، قلتلك هروح أقعد عند صاحبتي مروة.
وهي صاحبتك ايه اللي وداها اسكندرية؟

مُغيب أنت. لقد أخبرتك ولكنك كالعادة لا تنتبه لما أقول أبداً.
قلتلك انها راحت لجدة صلاح في اسكندرية تعيش معاها.
لم تخبره بأنها تعيش أيضا مع عم صلاح حتى لا يتهم صديقتها بسوء أو يمنعها من السفر.
طيب طيب. قومي اعمليلي حاجة أفطر بيها خليني أنزل. ورايا كذا مشوار هعملهم.
نهضت على مضض تُعد له الطعام بينما عادت الصغيرة لتجلس جوار أبيها الذي قال لها:
انتوا روحتوا لمين ياتقي. للدكتور عيد ولا الدكتور حسام؟

كلهم كانوا قافلين العيادات أصل الوقت كان متأخر وفيه رجالة وحشين زعقوا لماما في الشارع وكانوا عايزينها تروح معاهم البيت.
شعر أشرف بالدماء تغلى بعروقه فقبض على يديه بقوة قائلاً وهو يجز على أسنانه:
وبعدين ياتقي؟
تظاهرت الصغيرة بإطعام الدمية قائلة ببراءة:.

عمه محمد جه وركبنا معاه العربية وزعق لماما برضه عشان نزلت لوحدها في الشارع في وقت متأخر زي ده، ماما عيطت فسكت وودانا لدكتور صاحبه اسمه الدكتور فتحي وبعدين وصلنا البيت.

الآن فقط يشعر بدمائه تغلى في أتون مستعر، تفور من رأسه وتجعله يود لو ارتكب جريمة، لن يستطيع الآن لومها وإلا ستصرخ بأن اللوم يقع على عاتقه دون غيره فهو من تركها تذهب وحدها الطبيب في وقت متأخر كالبارحة ليتعرض لها ذئاب الليل وهي وحدها، ووحده ابن خالتها اللعين من أنقذها.
الفطار ياأشرف.
مش طافح.
قال كلمته بحدة ثم أسرع مغادراً المنزل طارقاً الباب خلفه بقوة أثارت صدمة سعاد لتطالع صغيرتها قائلة بحيرة:.

هو بابا ماله ياتقي؟
هزت الصغيرة كتفيها بحيرة قبل أن تعاود إطعام دميتها، لتهز (سعاد) رأسها يمنة ويساراً بحزن.

كانت تجلس بجواره تتأمل الخارج بشرود، هذا الرجل يثير اضطرابها إلى أبعد الحدود، نظراته إليها تحمل إليها شعور تحاول تجاهل تأثيره عليها، بالتأكيد هو ممثل بارع حتى يستطيع التظاهر بتلك المشاعر، فلا يمكن أن يحمل لها عشقا بين ليلة وضحاها إلى جانب أن الرجال لا يعرفون العشق بل يدعونه فحسب، ليتهم كانوا كأبيها مشاعرهم تنبت في قلوبهم ثم تخرج للنور واضحة لا زيف فيها، ولكن لا مجال لذلك فقد مضى عهد الصدق في الحب وضاع العشق مع الزيف والخيانة والتضليل.

زفرت بقوة لتحين منه نظرة إليها، فاتنة هي لا تدرك جمالها الذي يجعله عاجزاً عن التركيز، بينما يدرك ان الوصول لقلبها يحتاج إلى خطة محكمة وصبر طويل وقد نفذ الصبر منذ أن رآها مجددا، يود لو جازف بكل شيء واعترف لها بحبه ولكن هيهات أن تصدقه بل ستصرخ كاذب أو مجنون ربما كان مجنونها ولكنه لم يكن أبداً كذاباً، حتى قبلها كان يدلف العلاقة بقلب صادق وما إن يدرك حتمية الفراق حتى يفارق على الفور ويخبر شريكته صراحة.

توسمت فيكي شراكة الروح فتنافرت الأرواح وصار البُعد واجباً.
أما هي فاختلفت عنهن. تلاقت أرواحهما قبل حتى أن يعرف اسمها ليدرك أنها توأم الروح وأنه لابد وأن يفوز بقلبها.
توقف بالسيارة فانتبهت لتقول له بحيرة:
وصلنا؟
أشار لمحل هذا الصائغ الشهير أمامهما قائلا:
ده جواهرجي عيلتنا لو حابة تغيريه مفيش مشكلة.
هزت كتفيها قائلة:.

مش هتفرق، قلتلك مكنش ليه لزوم بس انت صممت عشان تُحبك الرواية. وانا وافقت على شرط أدفع الفاتورة.
رغم كلماتها التي أحبطته في يوم يُعده أسعد أيام حياته وقد جاء لشراء محبس سيضعه حول إصبعها ليشعر بها تخصه حتى وان لم تصبح له بعد إلا أنه لم يستطع سوي تأمل ملامحها بحب قائلاً:.

من فضلك ولغاية ماتخلص التمثيلية عامليني على اني راجل شرقي مستحيل يقبل تدفعي فاتورة حاجة جايبهالك، وان كان ولابد فاستني لحد ماتخلص حكايتنا وهكتبلك فاتورة بتمن كل حاجة هجيبهالك وساعتها ياستي ادفعيهالي ومش هقولك لأ.
هزت رأسها بهدوء وقد بدا لها نزاعها معه على شيء كهذا أمر تافه لا داع له.
رن هاتفها فغادر السيارة بينما تبحث في حقيبتها عن الهاتف ليستدير حول المقدمة ويفتح لها الباب ينحني قليلا قائلا:.

اتفضلي انزلي يابرنسيسة.
طالعته بدهشة فقد كانت هذه فعلة أبيها حين كانت تركب معه السيارة ونفس كلماته، هبطت من السيارة بكيان مضطرب حتى أنها لم تنتبه لهاتفها الذي رن ثانية ليستقيم طاهر قائلاً:
تليفونك.
أجابته دون أن ترفع عينها عن طاهر قائلة:
أيوة ياماما. وصلنا. حاضر ياحبيبتي. سلام.
أغلقت الهاتف فقال على الفور:
بتوصيكي علية وبتقولك نخرج نتفسح بعد مانجيب الشبكة قبل مااوصلك البيت مش كدة؟

فغرت فاهها تتساءل هل كان صوت والدتها مرتفعاً حتى سمع جملتها بالكامل؟ لا لم يكن. صوت والدتها ضعيف حتى أنها سمعته بالكاد لتقول بحيرة:
انت عرفت ازاي؟
ابتسم قائلا بمرح:
حماتي بقى وحافظها.
شعرت بالحنق لعفويته معها وكأنه يعرفها منذ زمن، لتقول ببرود:
احنا دلوقتي لوحدنا فمفيش داعي تعيش في الدور ومفيش جمهور يسقفلك.
ابتسم غامزاً لها وهو يقول:
التكرار بيعلم الإتقان يابرنسيسة.

مجدداً هذا اللقب الذي كان يطلقه عليها والدها، تباً لقد جعلها هذا المدعو طاهر تشتاق لأبيها بقوة وكأنها لا تشتاق إليه بما يكفي.
استغفرت الله ثم تقدمته إلى المحل يتبعها وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة. ، راضية.
تتطلع إلى الغسق حتى ظننتها عاشقة تذوب، فالتهب الفؤاد يبغى ادراك غيب محجوب، لا يرتضي الظن في عشقها له ولكن يبغى يقين يعقوب.
استدارت صفية تطالع محدثها الذي لم يكن سوي الجد رءوف لتبتسم قائلة:.

الله على الكلام الموزون ياسي رءوف، إلا قولي ياحاج معناته إيه الكلام الحلو ده؟
هو انتِ مفهمتيهوش ياحاجة صفية؟
هزت رأسها نفياً فابتسم ساخراً من نفسه هامساً:
والله راحت عليك يارءوف، قوللي بقى هترد تقول ايه بس دلوقتي؟ بحبك ياصفية وبتغزل فيكي والله هتقول عليك مجنون.
اقترب يجلس على الكرسي جوارها وهو يقول بابتسامة:.

ده بيت شعر كدة ألفته لما شفت الدكتور عزت وهو واقف مع الدكتورة حنان، كانت سرحانة ومش واخدة بالها منه فحسيته غيران ونفسه يطمن يعني ان كان في بالها ولا مش واخدة بالها أساساً.
ومين سي يعقوب اللي جايب سيرته ده؟
ده سيدنا يعقوب اللي كان عنده يقين ان ابنه هيرجعله رغم ان ولاده فهموه ان الديب أكله. ورغم مرور سنين كتير على فراقه بس كان متأكد انه هيرجعله.
نظرت صفية إلى الأمام وقالت بحنين:.

تعرف ياسي رءوف اهو انا عندي يقين سيدنا يعقوب ده، وعارفة ان ابني هيرجعلي مهما فرقتنا الظروف وبعدته عني المدعوءة اللي اسمها المخدرات دي.

لا تكوني واثقة هكذا أيتها السيدة الطيبة فكم من رجال حولتهم هذه المخدرات اللعينة إلى مسوخ يتنكرون لكل شيء حتى دينهم وربهم ويأتون بكل فاحشة يحسبونها هينة وهي عند الله شيء عظيم. ربما الأمر يبدو مستحيلاً بعد كل ماسمعته عن المدعو أشرف ولكنني سأبذل قصارى جهدي كي أنقذه من براثن الإدمان وآمل أن أستطع القيام بذلك.
قال بابتسامة:.

بإذن الله ابنك هيرجعلك ياحاجة صفية وهيبوس رجلك عشان تسامحيه ووقتها بقلبك الطيب هتسامحيه وهترجعي معاه وتسبيني في الدار الكبيرة دي لوحدي بعد مااتعودت عليكي.
ياريت ياسي رءوف بس يحصل وانا مش هفوتك أبداً وهزورك علطول.

ألن تأخذيني معك؟ هل فات الأوان لنبني بيتاً؟ هل مضى العمر فذهب الأمل وبقي فقط انتظار اللحد؟ لا والله أبداً. لن أكون رءوف الفيومي إن فقدت الأمل، سأظل جوارك حتى تدركين مشاعري فإما إتحاد وإما فراق للأبد.
سرحان في إيه ياسي رءوف؟
في سي رءوف دي.
ها..
أصلها يعني بتفكرني بأيام زمان وحلاوة أيام زمان.
احمرت وجنتاها فعادت صبية صغيرة لم يتقدم بها العمر وهي تقول بإبتسامة خجول:
متكسفنيش بقى يارءوف بيه.

لغوا البهوية ياست ياطيبة؟عاملة زي الطربوش على الاسم إنما سى رءوف، هييييح حاجة تانية. بتفكرني بسي السيد وأمينة وزمن كنا فيه رجالة.
يووووه. جتك الايه ياسي رءوف. ضحكتني.
تدوم ضحكتك الحلوة.
ربنا يسعدك دنيا وآخرة.
فقط كوني حدي وسأنال السعادة في الدارين.
فراشة؟!

الحقيقة أنا طلبت من الجواهرجي يعمل الطقم ده مخصوص على شكل فراشة زرقا طايرة وقلت يارب يعجبك أصل حسيت انك بتحبي اللون الأزرق ده غير ان الفراشة دي بتشبهك قوي. رقيقة لكن قوية مبتحبش العبودية بتطير وتحلق فوق الزهور وشعارها دايماً مفيش أجمل من الحرية.

تحب اللون الأزرق حقاً وشعارها (لا شيء أجمل من الحرية)تتمنى ان كانت يوماً شيء غير كونها إنسانة أن تكون فراشة تحلق من زهرة إلى زهرة، لا يُقيدها حد ولا يحول شيء بينها وبين الحرية.
أطبقت على يدها بقوة عاقدة حاجبيها، ليقول بإبتسامة:
ها إيه رأيك. تحبي نروح فين بعد كدة؟
مش هنروح في حتة، وصلني البيت حالاً.

عقد حاجبيه وهو يرى ملامحها المتجهمة، يدرك ان الطريق لقلبها مليء بالعوائق، قد أحاطته بالحواجز، يحتاج وقتاً أطول حتى يكسب ثقتها. والكثير، الكثير من الصبر.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:58 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

كانت تجلس متصفحة رسائل هاتفها تجيب أسئلة بعض أهالي المرضى اللذين تعالجهم في المساء حين أعلن هاتفها عن وصول رسالة من طاهر، عقدت حاجبيها تتساءل عن فحواها، كادت أن تتجاهلها وقد شرعت للتو في الرد على الرسائل كي تُخرجه من عقلها وتفكيرها فمنذ أن عادت وكان هو محور أفكارها.

طريقته معها. كلماته. أفعاله وتصرفاته تشبه والدها إلى حد كبير حتى كادا أن يكونا توأمين لتنفض أفكارها مجدداً. لا أحد يشبه أباها أبداً، هي فقط أحلامها التي تتمنى وجود رجل يشبه أباها حتى تفتح قلبها له، قلبها الذي تصدع من صدمات الغدر والخيانة والكذب حتى باتت شروخه غير قابلة للإصلاح والترميم.

حسمت رأيها ستفتح رسالته وتنتهي من الأمر فلا يشغل بالها ولا تضرب أخماس في أسداس تتساءل عن محتواها. جرت عيناها على سطورها ومع كلمات رسالته تتسارع خفقاتها كأنهما في سباق.

حبذا القسم في المحبين قسمي لو يلاقون في الهوى ما ألافي حيلتي في الهوى وما أَتمنى حيلة الأَذكياءِ في الأَرزاق لو يُجازَى المحبُّ عن فَرْطِ شَوْقٍ لَجُزيتُ الكثيرَ عن أَشواقي وفتاة ٍ ما زادها في غريب الحسن إلا غرائب الأخلاق ذقت منها حلواً ومراً، وكانت لذة ُ العشق في اختلاف المذاق ضرَبتْ موعداً، فلما التقينا جانبتني تقول: فِيمَ التلاقي؟
أحمد شوقي؟ شاعر أباها المفضل؟!صدفة أخرى؟!

انتفضت على صوت رسالة أخرى.
ايه رأيك؟
نفضت مشاعرها المضطربة وهي ترفع احد حاجبيها تكتب قائلة:
في ايه؟
في صاحب الحكاية وحبيبته؟
وأنا مالي؟

صمت من جانبه للحظات شعرت هي فيهم بالذنب، لماذا تعامله هكذا وهو يقدم لها معروفاً؟ هل صارت حقاً تمقت الرجال؟ وهل هو كبقية الرجال؟ ضربت على رأسها بحنق تقول لنفسها. بالطبع هو كذلك ألا ترين؟ يطالعك بنظرات تقطر اعجاباً ويلقى على مسامعك عبارات رقيقة كالغزل ثم يراسلك دون داع وتحمل كلماته أشعاراً بينما يقول الجد رءوف أنه يعشق أخرى. دعي عنك غباءك ولا تضعفي للحظة واحدة وإلا ندمتي.
بتفكري في إيه؟

طاهر انت عايز مني إيه؟
صمت مجددا ثم بضع كلمات أطاحوا بثباتها وقرارها الذي اتخذته منذ لحظات.
عايز أطمن عليكي، حسيت النهاردة وانتِ في المحل انك اتمنيتي يكون باباكِ معاكِ في اليوم ده وحاسس كمان دلوقتي انك مفتقده جدا ومحتاجاه جنبك بكرة عشان تقفي قصاد الكل بثبات وتكملي. وعايز أقولك متخافيش انا جنبك ومش هسمح لحد يإذيكي أبداً.

هذا ماشعرت به وتشعر به حقاً، ربما هي تمثيلية ولكنها وجدت نفسها اليوم تتخيل لو أنها حقيقة ماذا كان ينقصها؟ ليكون بالتأكيد وجود أبيها، كما إنها حقاً تخشى الغد ورد فعل عمها الذي اتخذ وضع الصمت والتجاهل لكل مايحدث ولم يُبدِ رغبة في الصراع أو الصراخ حتى غاضباً. تبغى وجود أباها ليحميها من عمها إن كان يُعد لها شيء سيصيبها بالضيق او يدمر مخططها. ولكن كيف شعر بها ولماذا يُبد لها هذا الرجل كل هذا الكم من الاهتمام؟ الأولى أن يوفره لحبيبته. أصابتها هذه الفكرة بحنق شديد فكتبت وهي تقول بصوت مسموع غاضب:.

أنا مش خايفة ولا محتاجة حد جنبي، من فضلك التزم بدورك في التمثيلية السخيفة دي ومتقلقش علية، وفر قلقك لحبيبتك وسيبني في حالي.
أغلقت هاتفها بالكامل وزفرت بقوة، لتسمع صوت أمها تقول في قلق:
مين اللي بيكلمك ياآيات؟
اعترتها صدمة فقالت باضطراب:
ده. ، ده...
واحد بيعاكس مش كدة؟ تعرفيه؟
إلى أي مدى من كلماتها قد استمعت والدتها؟ يبدو أنها استمعت لآخر جملة فقط لتهز رأسها قائلة:.

ده واحد في النادي ياماما مُصر على أنه معجب بية مع انه بيحب واحدة تانية.
متأكدة؟
هو بنفسه قاللي.
وعايز منك ايه لما هو بيحب واحدة تانية؟
قالت بحيرة:
مش عارفة ياماما.
تحبي أخلي عمك رأفت يتدخل؟
أسرعت تقول:
لا لا مش مستاهلة طبعا، المهم انتِ كنتي عايزة حاجة؟
كنت عايزة أطمن عليكي.
هو ايه حكايتكم النهاردة؟ أنا كويسة مفيش فية حاجة؟
حكايتكم! قصدك مين؟
ها. طاهر. هو كمان لسة مكلمني يسأل علية.

ابن حلال. بيحبك وبيخاف عليكي بجد، بس ياترى انتِ كمان بتبادليه مشاعره؟
عقدت(آيات) حاجبيها قائلة:
قصدك ايه ياماما؟
قصدي انه مش باين عليكي انك عروسة فرحانة بخطوبتها وشبكتها ياقلب ماما ولا باين عليكِ المشاعر اللي بتتكلمي عليها واللي صرحتي بيها قدامنا كلنا. لا أنا غبية ولا عمك وأكيد شاكين في الموضوع.
ياماما..

اسمعيني ياآيات أنا ماصدقت انك وافقتي على انك تتخطبي وتتجوزي انا كنت فقدت الأمل وانتِ اديتهولي من تاني بس لو كنتِ وافقتي على طاهر عشان متتجوزيش عصام فكدة انتِ بتغلطي وبتظلمي راجل بيحبك وربنا يابنتي ميرضاش بالظلم، متكمليش وأنا هكلم عمك رأفت في موضوع عصام واقوله كل شيء قسمة ونصيب.

وهل سيدعني وشأني بعد أن أدرك أن المال بيدي؟ بالطبع لا. طيبة ياأمي لم تدركين بعد كم هو ثعبان سام هذا الرجل الذي تزوجتيه. ربما في ارتباطي بطاهر حماية لي حقاً.
ياماما صدقيني انتِ فاهمة الأمور غلط، انا فعلا بحب طاهر بس متعودتش أظهر مشاعري قدام الناس، انا مصممة اكمل وبإذن الله هتفرحي بية قريب.
كاذبة. كاذبة. كاذبة.
يارب يابنتي يارب. نفسي أعيش لحد ماأشيل ولادك بين ايدية. نفسي أشوفهم قبل مااموت.

أسرعت إليها تجثو على ركبتيها تحتتضن يديها قائلة:
بعيد الشر عنك ياأمي.
ربتت والدتها على يدها قائلة:
ربنا يسعدك يابنتي.
ثم تطلعت إلى ملامحها الجميلة مردفة:.

بس لازم تسمعي الكلمتين دول كويس وتحطيهم قصاد عنيكي دايماً. لما بنحب ويبقى حبيبنا محور حياتنا بيصعب علينا قوي لما نلاقي منه جفا وعدم اهتمام، حتى لو كنا عارفين ان اللي بنحبه بيحبنا بس الاهتمام يابنتي عامل زي المية للورد بيحييه ويخليه دايما مفتح ولو قل بيفضل يجففه لحد مايموت. فاهماني يابنتي؟

هزت آيات رأسها ثم وضعت رأسها على حجرها لتبتسم والدتها بحنان وتملس على خصلاتها لتغمض آيات عيناها تنوي ان تظهر بعض الحب ل طاهر حتى ترضى أمها وتُزيل شكوك عمها وتأمل أن لا يسيء طاهر فهمها ويدرك ان كل ماتفعله هو جزء من مسرحية سخيفة وافقت على القيام بها لتشعر الآن بالندم وهي بين أحضان أمها تخون ثقتها بهذه الكذبة اللعينة وتمنحها أملاً زائفاً لن يتحقق.

كان يجلس في كُرسيه الهزاز يغلق عينيه وهو يستعيد كلماتها، تريده أن يوفر قلقه لمحبوبته ولا تدري أنها هي ذات الكتاب الأحمر محبوبته منذ الأزل، منذ أن رسم صورة لها فتجسدت أمامه وصارت حقيقة مالبثت ان إختفت من أمامه لتعود مجددا للظهور وفي هذه اللحظة أقسم لنفسه أنه لن يتركها قط، سيكون ظلاً لها حتى تقع في غرامه مثله وأكثر، لا ينسى حين نادته في محادثتها باسمه مجرداً. لقد تسارعت خفقاته واشتعل جسده بالكامل من حروف خطتها بيدها فما باله لو نطقتها او أسمعته كلمات الحب وهي تشعر بها حقاً، لشعر أنه مات وانتقل للجنة دون ريب.

فتح عيونه يطالع الكتاب جواره على المنضدة ثم يسحبه. يفتحه ثم يقرأ بصوت مسموع حالم:.

عندما نعيش لأنفسنا تتضاءل الحياة وتفقد معانيها وتصير فارغة من المشاعر والأحاسيس، لكن ان نعيش لغيرنا فنجد حياتنا تتبدل وتتلون وتصبح ذات هدف تحول بيننا بين الضياع وتحمينا من السقوط في جحيم يهلكنا. ننظر إلى الحياة نظرة عميقة نكون أكثر مراعاة للظروف. نثق نتفاهم نمنح نتسامح ننضج نثق بأنفسنا ونحقق ذاتنا نشفي ارواحنا. نتحول من جماد لا يشعر حين نأخذ من الحياة التي نعيشها وبكل جدارة. ، لقب إنسان.

أغمض عيونه مجددا يضم الكتاب إلى صدره وعلى شفتيه ترتسم هذه الابتسامة الراضية والتي تمنحها له دوماً كلماتها.

كان يرتجل من سيارته حين رآها تشير لسيارة أجرة فتوقفت لها، ناداها فلم تسمعه. أسرع إليها ولكنها رحلت قبل أن يصل إليها، تطلع إلى المبنى الذي خرجت منه للتو عاقداً حاجبيه متسائلا عما تفعله في الإدارة التعليمية، مشي بخطوات سريعة حتى دلف إلى إحدى الحجرات بعد أن طرق الباب بعجلة وسمع أحدهم يسمح له بالدخول، ماإن وقعت عيناه عليها حتي ابتسمت بترحاب قائلة:
أهلا وسهلا يا أستاذ محمد نورت الإدارة كلها.

تسلمي يامدام ميرفت.
ليردف دون مواربة:
هي سعاد كانت هنا بتعمل إيه؟
عقدت حاجبيها قائلة:
بتقدم طلب أجازة عشان تراعي تقي، انت مش عارف انها تعبانة؟
أعرف ولكن مرضها بسيط لايحتاج إلى أن تأخذ سعاد إجازة.
أستاذ محمد روحت فين؟كنت عايز حاجة؟
ها. آه. اتفضلي. أستاذ صادق بعتلك الأورق دي.
أخذت منه الأوراق تتطلع إليها بإهتمام قبل أن تقول:
كدة تمام، قوله يومين ويتصل بية اقوله عملت إيه.

ابتسم لها شاكراً قبل أن يغادر، كاد أن يتصل بسعاد ليطمئن عليها ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، يخشى ان تشعر بإهتمامه كالبارحة حين أصر أن تصعد الي منزلها ثم تتصل به وتخبره أنها بخير مُغلق عليها باب، فقد طالعته للحظات بنظرات حيرة لم تلبث ان رحلت عنها و كأنها تنفض أفكارها بعيداً، ثم صعدت تاركة له رسالة.
*أنا بخير. شكرا على صنيعك معنا. *.

لم يفعل شيئاً لتشكره عليه، لقد أنقذ نفسه قبل أن ينقذها لو تدري هذه النيران المشتعلة التي ظلت تحرق قلبه طوال الليل وهو يتخيل ماكان من الممكن أن يحدث لها لولا وجوده لأدركت مشاعره دون شك. تنهد وهو يصعد إلى سيارته، يقودها بإتجاه مدرسته مجددا وفي خياله تراءت له وهي ترتعش البارحة خوفا، ليلعن زوج خالته وزوجها والرجال في حياتها، من تركوها وحيدة تشعر بالعجز والخوف وقلة الحيلة.

وقفت تبدل ثِقلها من قدم لأخرى، تنتظر أن ينتهي من فحص هذه الأوراق أمامه، ان كان مشغولاً إلى هذا الحد فلم استدعاها؟ حتى أنه لم يدعوها للجلوس. هل ينوي إذلالها ام تعذيبها؟ عقدت حاجبيها بقوة وقد قررت أن تستدير مغادرة وليكن مايكون. كادت ان تفعل ليترك ماهر ماأمامه من أوراق فجأة وكأنه شعر بنواياها، يطالعها بنظرة متفحصة قبل أن يقول:.

أنا كلمت محمود وقال انه مستنيكي عشان يعرفك على بنته منار، اعملي حسابك انك هتروحيله النهاردة الساعة 5.
يصدر أوامره مجددا وكأنها دون رأي، حسناً لن تعترض هذه المرة فالملل يقتلها والعمل يومياً سيخفف من وطأته عليها.
طبعا مش هينفع تروحي وتيجي وانتِ لابسة كدة.
عقدت حاجبيها وهي تطالع نفسها بحيرة، لباسها محتشم ولا تشوبه شائبة لتترجم حيرتها قائلة:
ليه. ماله الفستان ده؟
ميليقش باسم عيلة بدران.

قال جملته بلهجة متعالية جعلتها تقول بخنق وغيظ:
قلتلك قبل كدة انا مش من عيلة بدران.
وجودك جوة البيت هنا يخليكي من العيلة حتى لو شيء مؤقت.
كادت أن تقول شيئاً فقاطعها بكفه قائلا بحزم:
أنا قلت كلمة ومش هرجع فيها يااما تنسى الموضوع كله. بعد الضهر هاخدك محل صديقة لية هنجيب منها شوية فساتين.

طالعته بغيظ قبل أن يرن هاتفها لتطالع شاشته قبل أن تتبدل ملامحها تماماً وتنبسط أساريرها لتتجاهل ماهر كلية وهي تجيب هاتفها وسط دهشته قائلة بحنين وشوق امتزج بعتاب:
بقالي يومين هتجنن وأكلمك وتليفونك مقفول، عاملة ايه؟ وحشتيني.

تأملها ماهر رغماً عنه عفويتها وملامحها الجميلة التي أضائتها السعادة لسماع صوت محدثتها، بهذه الفتاة شيء يجذبه يحاول تجاهله بكل قوته ولكن حركة عفوية كتلك التي فعلتها معه الآن تميزها عن غيرها فيجد نفسه يقع تحت سحر يحاول الفكاك منه بكل قوته.
محمد طول عمره راجل وجدع ربنا يسعده ويحقق له أحلامه.
قطب جبينه متسائلا.

من هو هذا المحمد الذي تتكلم عنه بأريحية بل وتدعو له أيضا. هل هو حبيب أم صديق؟ وجد عقله رافضا أن يطلق عليه أي من تلك الألقاب.
عقدت حاجبيها قائلة:
وهي عاملة ايه دلوقتي؟ الدكتور قال إيه؟
لتنفرج أساريرها مجددا وهي تقول بسعادة:
الله بقى على الأخبار الحلوة، استنى عندك متتحركيش جايالك حالا.
لتغلق الهاتف وتستدير فتتجمد ملامحها السعيدة للحظة وهي تطالع وجهه قبل أن تزول ابتسامتها، ليقول هو ببرود:
خلصتي تليفونك؟

لن تعتذر ان كان هذا ماينتظره، انها صديقتها الوحيدة التي ستجيب اتصالها في أي وقت وأي مكان حتى وان كانت على فراش الموت. لتجيب ببرود بدورها:
انت مش شايف اني قفلت الموبايل؟
تجاهل كلماتها وهو يطالع أوراقه مجدداً قائلا:
اتفضلي دلوقتي على أوضتك ومتنسيش ميعادنا بعد الضهر.
لا ماهو مش هينفع.
رفع إليها عيناه قائلا:
ايه هو ده اللي مش هينفع؟
صاحبتي جت اسكندرية ومحتاجاني يعني تنساني اليومين دول خالص. سلام.
أنساكي؟!

قالها بصدمة وهو يتابعها تغادر بخطوات مسرعة لا يصدق أنها فعلت ذلك للتو قبل أن يضرب كفاً على كف وهو يقول بدهشة:
البنت دي أكيد مجنونة.
وحشاني ياجليلة، انتِ عاملة ايه يااختي.
انا بخير ياسميرة، ازيك انتِ وازاي بناتك؟
نهال بخير وبتذاكر أهي، انتِ عارفة انها في ثانوية عامة بقي.
ربنا يوفقها طب وسعاد عاملة ايه؟
والله حالها لا يسر عدو ولا حبيب ومفيش باليد حيلة، ربنا يصلح حالها ويسعدها سعاد بنت بطني.

مالها سعاد ياسميرة؟ قلقتيني.
اأهي زي ماهي. مستحملة وحاطة في قلبها وساكتة عشان بنتها بس ياضنايا هتلاقيها منين ولا منين؟جوز لحست عقله المخدرات اللي بيشربها وأب شايف حالها وسايبها. وبنتها كمان تعبت َالدكتور قال لازم تروح تغير جو في اي مكان فسافرت اسكندرية يومين يمكن يكون فيهم الشفا.
اسكندرية. ياقلبي يابنتي. سافرت لوحدها؟

ومين بس اللي هيروح معاها؟ أس المصايب اللي جاب لبنته الكافية ولا الراجل اللي ماصدق جوز بنته وقال ياداهية خدي الداهية ولا أنا اللي لما جيت اقول اروح معاها قاللي هتسيبيني وتسيبي بنتك التانية فين يمين طلاق مامسافرة ولا معتبة باب الشارع.
معلش ياسميرة. انتِ عارفة توفيق، مش جديد الكلام ده عليه، طول عمره كدة وانتِ رضيتي واتحملتي. وبعدين أنتِ اصلا متقدريش تبعدي عنه.

في الأول كنت قاعدة معاه عشان بحبه لكن بعد كدة بناتي كانوا السبب في اني اتحملته طول السنين اللي فاتت دي. والله خايفة اكون باستحمالي ضريتهم اكتر. مش كفاية انه مانعني أشوفك وازورك. كمان بيدمر حياة بناتي بقسوته.
لا حول ولا قوة الا بالله، ادعيله بالهداية ياسميرة. لعلها ساعة إجابة.
ربنا يهديه لأجل خاطر بناته.
يارب. مش عايزة حاجة ياسميرة؟

عايزة سلامتك يااختي، سلميلي على محمد واشكريه على اللي عمله مع سعاد أصلها حكيتلي قبل ماتسافر، جمايله كترت علينا قوي، مش كفاية نقل نهال من مدرستها ووصي أصحابه عليها.
محمد ابنك ياسميرة وعيب قوي لما أم تشكر ابنها.
ربنا يباركلك فيه ويسعده ويحقق له كل أحلامه ويرزقه ببنت الحلال اللي تستاهله.
تنهدت جليلة قائلة:
يارب. مع السلامة يااختي.

أغلقت الهاتف لتستدير إلى ابنها الجالس يطالعها عيون ظهر بهم عجزه وقلة حيلته، لتدمع عينا جليلة وهي تقول:
سافرت ياابني اسكندرية يومين عشان تقي.
سافرت مع تقي لوحدهم ياماما، الله أعلم ايه اللي مستنيهم هناك وهيبقوا بخير ولا..
لم يستطع إتمام عبارته وقد أصابته غصة في حنقه، لتربت والدته على يده قائلة:
اللي حفظها هي وتقى هنا قادر يحفظهم هناك. قوم ياابني اتوضي وصلي وادعيلهم.

فرك وجهه بقوة قبل أن ينهض ويتجه إلى الحمام بينما تابعته والدته بنظرة حزينة، تدرك مشاعره جيدا تجاه ابنة أختها كما تدرك أنها السبب في حرمانه منها فرفضها لتوفيق بالماضي جعله حانقاً عليها حتى أنه رفض محمد كزوج لابنته فقط لانه ابن غريمه. لتتنهد بحزن قائلة:
ربنا يهديك ياتوفيق، ضيعت بنتك وكسرت قلب ابني عشان قلبك الأسود وياريتك حاسس انك عملت حاجة. اللهم أصلح الحال واجبر القلوب ياااااارب.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
أفضل 5 طرق لتحقق الربح من الكتابة بالعربية بسهولة [دليل شامل] arwa
0 452 arwa
وحيد حامد – قصة حياة أحد أبرز أعلام الكتابة في تاريخ السينما المصرية laila
0 406 laila
التعليم تكشف حقيقة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تدريس هذا الكتاب Moha
0 322 Moha
الرجل الذي عمل مدرّساً لمدة 17 عاماً على الرغم من أنه لم يكن يجيد القراءة ولا الكتابة! Moha
0 312 Moha
نادين نجيم في ورطة والسبب هذا الكتاب Moha
0 350 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، الكتاب ، الأحمر ،











الساعة الآن 03:03 PM