logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:55 مساءً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

فتحت عيناها فقط حين شعرت به يُغلق الباب خلفه مغادراً المنزل، لقد تعدي الوقت الظهيرة بسويعات قليلة وهذه ليست عادتها حقا ولكنها لم تقوى على النهوض ومواجهته فلا طاقة لها مطلقاً، تدرك اليوم شيئاً واحداً.

لن تنتظر أحداً ليساعدها، ستصعد وحدها من جُب آلامها العميق وستترك مشاعرها في قراره، لن تعاتب أحداً يدرك تماماً مايفعله، نعم يحاصرها الظلام من كل مكان ولكن قوة إيمانها بأن ماهي فيه هو إبتلاء من الله سيزول ذات يوم ستجعله مصباحاً ينير لها عتمة الطريق، فإما ان تجد عوض الله في آخر الدرب أو يكون كل هذا كابوساً يوقظها منه الموت.

نهضت من سريرها تطالع صغيرتها النائمة بحنان تميل مقبلة إياها بحب غلبه الحزن، قبل أن تتجه إلى الحمام.

إغتسلت ثم ارتدت ملابسها دون أن تنظر إلى المرآة تدرك أن لطمته لها البارحة قد تركت أثراً على وجنتها وشفتيها لذا فقد آثرت اليوم عدم الذهاب إلى المدرسة حتى تستطيع إخفاء آثار الضرب، طرقات على الباب جعلتها تتجه إليه متوجسة تنظر من خلال عدسة الباب لترى صديقتها ففتحت الباب على الفور وما إن شاهدتها مروة حتى نظرت إلى وجهها بصدمة امتزجت بألم فأسرعت سعاد ترتمي بحضنها وتجهش بالبكاء.

لا يستطيع أن يصدق عيناه، إنها هي. من ظل يبحث عنها تقريباً طوال عمره، عرفها منذ عام وعدة أشهر تقريباً، كان يتوق لمعرفة إسمها على الأقل والآن بات يعرف عنها الكثير بفضل جده، ربما لو استمع لجده من قبل لكان قابلها منذ رحيلها عنه او قبل ذلك بقليل، فلطالما أصر عليه جده أن يأتي في يوم غير يوم الجمعة حتى يلتقيها فكان يصر بدوره ألا يفعل، قد رأي من النساء ماجعله عازفاً عنهن كارها التواصل معهن مثلها تماما مع الرجال حتى رآها، مهلاً راجع كلمات جده عنها بسرعة فأدرك شيئاً واحدا لا غير، حبيبته تحتاج إلى معاملة خاصة حتى يقنعها بنفسه وعشقه. حسنا. لا بأس. لديه كل الوقت لفعل ذلك وهو خطيبها، فبينما تظن هي انها تمثيلية محكمة من قِبله سيجعلها هو اليقين الأكيد في حياته وسيسعي جاهدا لإتمام زيجته منها مهما كلف الأمر.

طاهر ياطاهر.
ها. نعم ياجدي.
وكزه الجد قائلا:
مش هتسلم على الدكتورة.
إنها أغلى الأماني أيها الجد العزيز، مد يده ترتعش خفقاته وهو على وشك لمس يدها وبالفعل حين تلامست الأيدي، أدرك طاهر بكل قوة أنه وجد توأم الروح فقد شعر لحظتها بالكمال وكأن يدها خُلقت لتسكن يده، وجد نفسه يردد بهمس قائلاً:.

وأشتاق الى روح تشاركني كل شيء. يحتضن كفي أناملها كما يحتضن قلبي حروف اسمها وأتعهد إليها ألا أغار حتي من فنجال قهوتها حين يلامس ثغرها أو نسيم هواء يتخلل خصلاتها. أتعهد إليها ألا أغار من أهداب تحتضن صورتها بينما يعجز الصدر عن ضمها إليه ليجد أخيراً السكن.

لم يستطع أن يترك كفها يطالعها مع كلماته بنظرة جعلتها تضطرب بشدة من الداخل ولكن جل مابدا عليها هي تقطيبة صغيرة جعلتها تميل موجهة حديثها إلى الجد قائلة:
انت مش قلت ياجدي إنه بيحب واحدة تانية.
ترك يدها على الفور بينما علق الجد بدهشة:
والله ده اللي بقاله سنة بيقولهولي.
ابتسم طاهر قائلاً:
وأنا أعمل إيه بس قصاد الجمال ده كله؟ ماهو بصراحة ياجدي انت مقلتليش انها حلوة قوي بالشكل ده.

لقد اخبرتك أيها الكاذب. ماذا حدث لك؟ هل نسيت ذات الكتاب الأحمر حين رأيت كم هي فاتنة ابنتي آيات، حسنا هذا ما رغبته دون شك ولكني أخبرتك عن عقدتها فلا تزد.
قالت آيات بسخرية:
عشان تصدقني ياجدي لما قلتلك ان مفيش راجل مخلص أبدا لحبه.
طالعها بعينين تطوفان على ملامحها قائلاً:
وليه متقوليش اني شفت حبيبتي فيكِ؟
ابتدينا، انا بقول ياجدي نفضها سيرة وبلاها الحكاية دي من أولها.
همس الجد لحفيده قائلا بغيظ:.

انت جرالك إيه بس؟هو ده اللي اتفقنا عليه.
لم يجبه بينما عيونه متعلقة بفتاته التي أطلت من ملامحها برودة تطالعه بها أقسم ان يزيلها لتبدو كهذه النظرات المحبة التي طالعت بها جده الذي قال:
سيبك منه ده بيهزر، مش انتِ بتثقي فية؟
هزت رأسها على الفور فأردف قائلاً:
يبقى اقعدوا مع بعض اتفقوا على التفاصيل وأنا هروح أجيبلكم عصير.
طالعت آيات إبتسامة طاهر البلهاء ببعض الشك فقال الجد:.

انتوا لسة واقفين اقعدوا اتكلموا وأنا مش هتأخر.
تنهدت آيات ثم جلست بينما همس الجد لطاهر قائلاً:
اقعد يافالح واتعدل بقى. فضحت عيلة الفيومي. أعمل فيك إيه بس؟ تعرف لو عكيتها تاني هعلقك.
ثم تركهما مغادراً ليجلس طاهر بدوره يطالعها بنظراته تلك شعرت آيات بأنها لن تستطيع القيام بهذا الأمر مع ذلك الخائن لحبيبته على مايبدو، لتفتح فمها تبغى الرفض ولكن قبل أن تفعل وجدته يقول بهدوء وقد شعر بدواخلها وماتريد قوله:.

أنا آسف لو اديتك فكرة غلط عني بس صدقيني لما تعرفيني هتلاقي اني بحب الهزار.
مش هلحق اعرفك، كل الموضوع كام يوم وكل واحد يروح لحاله.
قال في نفسه..
تظنين ذلك بينما انتهى الأمر حبيبتي، لقد أصبحت لكِ منذ اللحظة الأولي وسأحرص بكل ماأوتيت من حب وذكاء واهتمام وجاذبية أن أجعلكِ لي في أقرب وقت.
وعلى فكرة بقى. أنا مبحبش الهزار بالشكل ده.
طب ممكن نبتدي من جديد. طاهر حسين الفيومي. 33 سنة كاتب و رسام أحياناً.

طالعت يده الممدودة إليها بتردد للحظات قبل أن تمد يدها إليه بدورها قائلة:
تمام. آيات محمود المنياوي، 27 سنة دكتورة علاج طبيعي.
ترك يدها هذه المرة على الفور قائلاً بابتسامة:
تشرفنا. ممكن اعرف إيه المطلوب مني بالظبط عشان اقدر أقوم بمهمتي؟
سؤال تجاوبني عليه الأول. انت ليه اصلاً قبلت انك تقوم بالدور ده؟ معتقدش كاتب زيك فاضي قوي وعنده وقت فقال يتسلى شوية.
تراجع في مقعده قائلا بابتسامته تلك:.

انا فعلا مش فاضي وعندي كتاب لازم أخلصه قبل معرض القاهرة السنة دي، بس جدي طلب مني خدمة لواحدة بيعتبرها زي بنته وانا طلبات جدي أوامر وأهم عندي من حياتي وارتباطاتي كلها.
شعرت بصدقه فتعجبت لتعبر عن مشاعرها قائلة:
لما انت بتحب جدي رءوف قوي كدة سايبه يعيش في دار المسنين ليه، مخدتوش يعيش معاك ليه؟

ظهر الحزن فجأة على ملامح طاهر حتى كادت آيات أن تندم على طرحها لهذا السؤال وتطلب منه نسيانه فلا علاقة لها بحياته الشخصية يفعل بها مايشاء ولكنها وجدته يقول:.

لما بابا وماما الله يرحمهم توفوا في حادثة عربية، غلطت غلطة كبيرة قوي في حق جدي، مقدرتش أتعامل مع شعور الفقد والحزن فقفلت على نفسي وبعدت عن كل اللي حوالية وحطيت كل مشاعري في كتبي، بعدت عن أقرب الناس لية في وقت كان اكيد محتاجلي فيه ولما فقت من اللي انا فيه كان خلاص فات الأوان وجدي جه المكان ده وارتاح فيه، اترجيته كتير يرجع يعيش معايا بس مع الأسف كان بيرفض ويقول انه مرتاح هنا أكتر.

تراجعت بدورها في كرسيها وهي تقول متفهمة:
الشعور بالوحدة بين حبايبك أصعب ألف مرة من لما تكون لوحدك فعلا. وعشان كدة جدي فضل يعيش معانا هنا.
هز رأسه موافقاً ثم قال:
بيتهيألي ننسى الكلام عني وعن جدي شوية ونتكلم أكتر عنك، جدي قالي اني المفروض هاجي اتقدملك، حفلة بسيطة نلبس فيها الدبل و...
حيلك حيلك. من غير حفلة طبعا بعيد عن إني مش عايزة حد يعرف فأنا والدي مات قريب واكيد مش هعمل حفلة.

الله يرحمه. تمام قوليلي ايه المطلوب مني وأنا هنفذه بالحرف؟

ترددت للحظات تفكر. هل عليها المُضي قدما في تلك الخطة أم عليها وأدها وهي مازالت بالمهد؟خاصة وهي لا ترتاح لهذا الطاهر كثير المزاح بنظراته التي تثير الاضطراب في نفسها. ليستقر رأيها. ستكمل للنهاية. فوجودها مؤقتاً مع هذا الرجل أهون عندها من الزواج بابن عمها عصام لذا ستخبره بما عليه فعله وفي نفس الوقت ستكون حذرة في التعامل معه حتى تنتهي من هذه التمثيلية السخيفة تلك.

تصفعك الحياة فتتألم بصمت وتخبر الجميع حين يسألونك عن حالك أنك بخير، تكتوي برغبة البكاء أمامهم ولكنك على العكس تبتسم، تنتظر الليل كي تطلق دموعك الحبيسة وصرخاتك المكبوتة. حتى يأتي هذا الشخص الذي يفهم ألمك ويحتويك قد يكون صديقاً أو حبيباً. لا فرق. ليصبح صدره ملجأك حين تضيق بك الدنيا فإنك ترتمي بين ذراعيه وتفرغ مكنون قلبك فتشعر على الفور براحة في القلب تجعلك قادراً على تحدي كل الصعاب.

شعرت مروة بالدماء تغلى في عروقها لتقول بحنق:
أنا شايفة ان كفاية قوي لحد كدة وكل واحد فيكم لازم يروح لحاله ياسعاد، أشرف مبقاش إنسان طبيعي ممكن يتعاش معاه أو يتآمنله.
مسحت سعاد دموعها بأناملها قائلة بضعف:
وأنا بإيدي أعمل إيه بس؟
قالت مروة باستنكار:
تطلبي الطلاق او حتى تخلعيه. سعاد اللي أعرفها مش بالضعف اللي شايفاه ده. انتِ جرالك إيه؟

كبرت وعرفت ان اللي ملوش ضهر بياخد على قفاه يامروة، أشرف عرف ان بابا في صفه ومهما عمل فية مش هيقفله وعشان كدة بيعمل معايا كل ده وعارف في النهاية اني مضطرة أقبل لإني مش هعرف أعمل معاه حاجة ولا ليا حد ياخدلي حقي منه حتى الطلاق مش هيطلق ولو فكرت أخلعه هيقتلني او ياخد بنتي مني.
ودي عيشة دي؟
هزت سعاد كتفيها قائلة:
ربنا موجود وقادر يفرج همي.

ونعم بالله. والله ماأنا عارفة هسيبك إزاي كدة وهمشي، هفضل قلقانة عليكي ياسعاد.
عقدت سعاد حاجبيها قائلة:
تمشي تروحي فين؟
اسكندرية.
زادت تقطيبة سعاد الحائرة وهي تقول:
هتروحي اسكندرية ليه؟
تنهدت مروة قائلة:
دي حكاية طويلة لا فيكي عقل ولا بال تسمعيها.
لأ فية. قوليلي هتسافري اسكندرية ليه؟ وهتسافري لوحدك ولا هتاخدي صلاح معاكِ.
صلاح السبب أصلاً في مرواحي اسكندرية.
السبب. إزاي يعني؟
هحكيلك ياسعاد. هحكيلك كل حاجة.

أغلقت الحقيبة ثم حملتها حتى باب الشقة، وقفت تطالع جنباتها بشيء من الحنين، لقد عاشت عمرها كله هنا، تراءت لها ذكرياتها مع أهلها، جميعهم وافتهم المنية وتركوها وحيدة، ظلت هكذا ترى في العزلة عن البشر راحة تسمع فيها أفكارها ومشاعرها بوضوح وتبتعد بها عن اللغو والمشكلات. حتى تعرفت بسعاد فصارت لها أخت عوضتها غياب أختها فخرجت من عزلتها وشعرت بأنها حية من جديد ثم جاء الصغير صلاح لتدرك أن وجود شخص آخر بحياتها نعمة تحمل الروح لها وتجعلها تنبض بالألوان. وها هي من جديد تبتعد عمن تحب مضطرة، تضحي بأحدهم من أجل الآخر، تشعر بطعنة تنفذ إلى قلبها لأنها مضطرة لترك صديقتها في هذه الحالة من أجل طفلها، نعم طفلها هذا الذي شعرت بأنه خرج من رحمها هي ليضحي جزءا من روحها إن ابتعد عنها تموت. سقطت دموعها على وجنتيها وهي تقول بأسي:.

سامحيني ياسعاد. سبتك وهسافر غصب عني بس أوعدك اول ماهقدر هجيلك علطول ووقتها مش هسيبك أبداً.
طرقات على الباب جعلتها تحمل الصبي وتذهب إليه تفتحه بعد أن مسحت دموعها، نظرة منه شملت وجهها فأدرك أنها كانت تبكي ولكنها أطرقت برأسها أرضا، لتعود وترفعها إليه حين قال:
هاتي صلاح أشيله.

وجدت نفسها تتمسك به لا إرادياً وتهز رأسها نفياً، وللغرابة لم يصر على طلبه بل اكتفي بهزة من رأسه مفسحا لها الطريق لتتقدمه ففعلت بينما حمل حقيبتها وأغلق الباب يتبعها بهدوء.

توقفت أمام سيارته الفارهة والتي بدت غريبة عن هذا المكان البسيط، تتطلع إلى هذه الحارة التي عاشت بها عمرها كاملاً، تسلل إليها صوت مذياع مقهى الحي لتحين منها نظرة إلى هناك، وجدت عم ناجي صاحب المقهى يلعب الطاولة مع عم رأفت جارها يجتمع بعض سكان الحارة حولهم فتضج الأصوات تشجيعاً لهم، بينما يجلس بجوار المقهى عم سعيد على كرسيه الذي لايفارقه يبيع الحلوى لبعض الأطفال. نظرة شاملة منها لحي تشابهت فيه ملامح سكانه وظروفه، قلوبهم نقية رغم عثرات الزمن لتتساءل بصمت عن سكان القصور وما الذي ينتظرها هناك في الإسكندرية لتفيق من شرودها على صوته العميق ذو النبرات الرزينة:.

يلا بينا.
حانت منها نظرة مضطربة إليه قبل أن تهز رأسها بهدوء وتصعد إلى سيارته بعد أن فتح لها الباب ثم اتجه إلى مكانه خلف المقود ليقود رحلتها نحو المجهول.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:56 مساءً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل السادس

كان الجد رءوف يحمل صينية عليها كوبين من العصير متجهاً إلى حيث يجلس حفيده مع الطبيبة آيات حين لمح السيدة صفية تجلس وحدها تمنحه ظهرها، يهتز جسدها بضعف ليدرك بصدمة أنها تبكي، عقد حاجبيه للحظة قبل أن ينادي الممرض جابر يمنحه بعض المال ويطلب منه جلب كوبين من العصير للطبيبة آيات وضيفها، ثم يتجه إلى صفية يتوقف خلفها تماماً وهو يقول:
مين بس اللي مزعل الست صفية ومخلي دموعها الغالية تنزل بالشكل ده؟

مسحت صفية دموعها بسرعة قائلة:
مفيش حد مزعلني ياسي رءوف، أنا بس انطرفت عيني، واقف ليه؟ ماتيجي تقعد.
وضع الصينية على الطاولة أمامها وجلس بهدوء يطالعها بنظرة متفحصة لملامحها قائلا بلهجة بها شيء من العتاب:
بتخبي علية؟للدرجة دي حاسة اني غريب عنك. أنا بجد زعلان منك.
قالت بسرعة:
لا والله ماتزعل مني.
ثم أردفت بمرارة:
أنا بس مش عايزة أشيلك همي، أنت شلت منه كتير.

هم إيه اللي شلت منه كتير ياست ياطيبة، وهو انتِ لما تفضفضيلي باللي في قلبك بتشيليني همك؟ بالعكس بقى. انتِ زي ماتكوني بتخِفّي همك وتحطيه في بير عميق بيسيبه في قراره وبيتخلص منه بطريقته وبتفضل ميته رايقة عشان تشربي منه وتروي قلبك وتريحيه.
ابتسمت قائلة:
كلامك حلو قوي ياسي رءوف، عامل زي البلسم بيطيب الجرح. العلام حلو مفيش كلام.
ابتسم بدوره يناولها كوب العصير قائلا:.

طب اشربي ده و يلا قوليلي بقي إيه اللي مزعل ست الكل ومنزل دمعتها؟
تناولت الكوب منه وقد عاد الحزن إلى ملامحها، تتنهد قائلة:
سعاد.
عقد حاجبيه قائلا:
مش كان ميعاد زيارتها ليكِ النهاردة، هي بقى اللي زعلتك بالشكل ده؟
سعاد تزعلني؟ دي عاملة زيك بالظبط. ملاك ماشي ع الأرض يطيب في القلوب المجروحة. سعاد دي تبقي بنتي اللي مخلفتهاش.
أومال فيه إيه بس؟
كلمتني النهاردة تعتذر عشان مش قادرة تيجي لإنها آخدة دور برد.

ودي فيها إيه دي؟
فيها كتير. سعاد لو أخدة دور برد كانت برضه هتيجي، سعاد صوتها فيه حزن وألم أنا اللي عارفاهم كويس، أكيد أشرف عامل فيها حاجة، يمكن ضاربها وهي مش عايزانى أشوفها عشان منقهرش عليها، ياريتني جنبها أواسيها، ياريتني أقدر احميها بس أعمل إيه ما باليد حيلة.

شعر الجد بألمها يضربه في قلبه، لقد مست هذه السيدة قلبه منذ اللحظة الأولى لها في هذا المكان، جذبه إليها هذا الحزن الرابض بسكناتها وطيبة قلبها التي غمرت بها الجميع، يإن قلبه لحزنها حتى يشعر بأنه يخصه كما يخصها ليقول بحزم:
مبقاش فيه حل تاني لازم سعاد تطلب الطلاق.
قالت صفية بمرارة:.

وتفتكر انها مفكرتش تتطلق، تفتكر اني مشجعتهاش؟ لكن منعها خوفها على تُقي. كان هيحرق قلبها عليها ويحرمها منها، مهو بقى قادر ويعملها.
تساقطت عبراتها على وجنتيها قائلة:.

ده لا يمكن يكون أشرف إبني أبدا، والله ياسي رءوف أنا ما قصرت في تربيته. لما أبوه مات الله يرحمه كنت له الأب والأم ومسبتوش لحظة لكن لما كبر أصحاب السوء اتلموا عليه وجروه لطريقهم عشان يدمن ويصرف عليهم من شغله، أصله كان صنايعي وكسيب، وواحدة واحدة الإدمان أكل عقله وبقي واحد تاني خالص بيإذي مراته وبنته وبيرمي أمه في الشارع.
اهدي ياست صفية. كل مشكلة وليها حل ومشكلة أشرف حلها الوحيد يتعالج من الإدمان.

رافض نهائي انه يعترف بإدمانه أو إنه لازم يتعالج.
قال بابتسامة:
سيبيها علية ومبقاش رءوف الفيومي ان ماعرفت أحل مشكلة أشرف ابنك في أقرب وقت وده وعد مني.
منحته نظرة امتنان، تثق بأنه قادر تماماً على تحقيق وعوده، فمثل هذا الرجل يمنحك وجودك جواره ثقة وأمان وإيمان بأن الله يبعث ملائكته في هيئة بشر يمدون يد العون لكل محتاج فتُجبَر الخواطر وتنجبِر القلوب.
فهمت هتعمل إيه؟

ربما. فقد سحرتني عيناكِ وفتنني ثغرك وحديثك حتى أنني ضعت في متاهتهم التي جذبت روحي فلم أستطع أن أعود لنفسي حتى هذه اللحظة.
أستاذ طاهر. انت مركز معايا؟الظاهر مفيش فايدة وحضرتك هتودينا في داهية.
قال طاهر:
متيأسيش بسرعة كدة، ابني جسر من الأمل فوق بحور اليأس وعدي بخطوة واثقة تديكي قوة وتوصلك لبر أمان.

عقدت حاجبيها وأُلجم لسانها من الصدمة. هذه كانت كلمات والدها الدائمة لها كلما أصابها اليأس وتملك منها الإحباط، طالعته بحيرة ليدرك انه استخدم كلمات والدها التي قرأها في مذكراتها ليردف بسرعة محاولا دحض ظنونها:
صدقيني. أنا فهمت كل حاجة، هتلاقيني بكرة اخدت ميعاد من عمك وهجيلكم البيت وهقول كل اللي قلتهولي، ياريت متقلقيش مني او تخافي. انا جنبك وهفضل جنبك لحد ما تخرجي من أزمتك.
تباً. تباً. تباً.

مجددا كلمات والدها ينطق بها وهو مؤمن كلية بحروفها. ترى ماالذي يدور بعقلها الآن؟
انت مين؟
لأول مرة تلين ملامحها منذ أن رأته وكأن كلمات والدها كانت سحراً جعلها تفتح قلبها له ولو قليلاً، ربما عليه أن يتبنى أفكاره وكلماته علها تكون المفتاح لقلبها. أو ربما تكون العكس وتخيفها منه، ليقول مجازفاً:.

أنا راجل مصري زي أي راجل في بلدك يادكتورة، ممكن يكون أي حاجة. لكن وقت ماتحتاجه بنت بلده بتظهر شهامته وبيبان أصله.
عادت ملامحها مغلقة كما كانت وهي تقول بسخرية:
الحقيقة مشفتش اي دليل على كلامك. الراجل كان زي مابتقول في زمن جدي وجدك، والدي ووالدك. لكن في الزمان ده. sorry. سامحني لو مش قادرة أصدقك. ورا شهامته المزعومة دي هتلاقي مصلحة او غرض وبعد شوية بيظهر وبتبان حقيقته.

تراجع في مقعده يطالعها بابتسامة هادئة وهو يقول:
وتفتكري ايه مصلحتي او غرضي من مساعدتك؟
مطت شفتيها قائلة:.

مش عارفة لحد دلوقتي بس بكرة أكيد هعرف، اعذرني يااستاذ طاهر لو مش قادرة اكون لطيفة وشاكرة لحضرتك الخدمة الكبيرة اللي بتقدمهالي بس ده لإني واثقة من انكم مبتعملوش حاجة لله زي ثقتي تماماً في أن بعد كل اللي قلتهولك ده لا هتزعل ولا هتضايق وهشوفك بكرة عندنا في البيت بتشرب القهوة مع عمي وبتطلب إيدي وده لغرض في نفس يعقوب زي مابيقولوا. ودلوقتي بعد اذنك مضطرة أستأذن لإني إتأخرت على مريض، الدار دارك.

نهضت مغادرة بخطوات واثقة زادت من اتساع إبتسامته وهو يقول:.

ذكية وواثقة من نفسك وتباني قوية لكن ضعيفة من جوة ومحتاجالي. الميكس اللي كان نفسي فيه يادكتورة، عندك حق تتعقدي من جنسنا بعد اللي شفتيه وقالهولي جدي وعندك حق تشككي في نيتي من ناحيتك، صحيح انا كنت جاي وناوي أساعدك فعلا لوجه الله. عشان انقذ بنت بريئة من ايدين شياطين كل همهم طمعهم فيها وفي فلوسها بس بعد ماشفتك بقى همي انقذ نفسي وأحافظ على البنت الوحيدة اللي شغلت عقلي وقلبي. ورغم كل الكلام اللي قلتهولي هاجي بكرة فعلا وادق بابك عشان احط دبلتي في صابعك اليمين ووقتها صدقيني مش هيهدالي بال غير لما أنقلها لصابعك الشمال وتبقى حبيبتي وملكي بجد ياآيات.

ليغمض عيناه على طيفها بثوب زفاف أبيض تتألق بين جفونه كعروس أحلامه ويقظته.

تأملت صغيرها الذي ينام بين ذراعيها بأمان، تتساءل بضعف. هل اتخذت القرار الصحيح حين آثرت الاستسلام لآل بدران أم كان عليها مواجهتهم حتى آخر رمق؟ليخبرها عقلها على الفور بما رفض قلبها تقبُله. في النهاية كانت ستخسر بكل تأكيد فلا مال لديها لتحاربهم به ولا طاقة لها بتحمل خسارته مطلقاً. فقد بات لها ذلك الطفل الصغير أغلى ماتملك؛ روحها التي ان غابت عنها تفنى وتزول.

لقد ظنت بعد وفاة أختها أنها صارت وحيدة وأن هذه الوحدة ستحيطها بكل قسوة فكان الصغير عوضاً جعلها تشعل شموع حياتها من جديد فتبدد ظلام اليأس الذي كاد أن يبتلعها. ربما تخشي القادم بكل ذرة في كيانها، تخشي أُناساً رفضوا أختها وقللوا من شأنها وسيعاملوها بالمثل ولكنها ستتحمل قليلاً حتى تستطيع أن تحتفظ بطفلها أو ربما الهرب به.

رفعت ناظريها إلى الطريق المظلم تتأمله في شرود، من كان ليظن أن هذه الفتاة ذات الروح المرحة البريئة ستضحي ذات يوم بروح عجوز عاجزة لا حيلة لها في أمرها؟ من كان ليعتقد ولو للحظة أن الفتاة التي ظنت أنها ستصل إلى السماء بطموحها ستصحو ذات يوم وتجد أنها في قاع الأرض تناضل من أجل الصعود للسطح لتجد أنها ماتحركت رغم كل محاولاتها قيد أنملة؟ شعرت بوجنتها رطبة فمدت أناملها تتلمسها لتدرك بألم أنها دموع سكبتها ضعفاً، مسحتها بسرعة عندما استيقظ الطفل يبكي بقوة تهدهده بلطف بينما كانت هناك عيون تابعت كل حركة صدرت عنها حتى هذه اللحظة يحاول صاحبهما التعرف على هذه الفتاة أكثر ليدرك سر تمسكها بطفل ليس لها. هل طمعاً بمال تدرك جيداً أنه سيرثه أم حباً له؟ لينفض هذا الاحتمال الأخير فما من امرأة عاقلة قد تضحي بكل شيء من أجل طفل لا يخصها، ولا رجل قد يرغب بامرأة تربى طفل ليس من لحمه ودمه حتى لو كانت جميلة كهذه الفتاة، فالجميلات كُثر. ربما الاحتمال الأقرب للحقيقة هو طمعها في ثروة ابن أخيه، وسيعمل جاهداً أن لا تنال منها قرشاً ولتوفر دموع التماسيح تلك لغيره فلن تجدي معه نفعاً ولولا حالة والدته لحاربها في المحاكم حتى نال الوصاية على الطفل ولم يكن ليصطحبها معه. ولكن لا بأس. فليصبر قليلاً وليلقنها درساً لن تنساه بكل تأكيد.

أفاق من أفكاره على صوتها وهي تقول ببرود:
عايزة اغير لصلاح الحفاضة وأكله.
طالع الطريق وهو يسرع قليلاً بسيارته قائلاً ببرودة مماثلة:
فيه استراحة قريبة هنقف فيها وهناك تقدري تعملي اللي انتِ عايزاه.
أشاحت بناظريها عنه تشعر بالغيظ من لهجته المتعالية تلك فتململ الصغير بين يديها وكأنه شعر بها لتربت على ظهره بحنان تطالع الطريق بدورها صامتة.

طالعها وهي تتنقل بين المطبخ وطاولة الطعام تحضر له العشاء بصمت تتحاشي النظر إليه، تظهر على وجهها آثار فعلته فتزيد مقترنة بعينيها الحزينة من شعوره بالذنب. لا يعلم ماالذي يحدث له؟ وكيف يسيئ إليها هكذا وهي حبيبته التي طالما أحبها في صمت؟ لا ينسى سعادته في هذا اليوم الذي أخبرته فيه والدته أنها ستخطبها له، كاد أن يطير من السعادة وقتها فكيف هان على قلب عاشق إيذاء معشوقته؟ انها غيرته المجنونة تلك عليها، يخشى ان يفقدها كما فقد الأمل في أن تحبه، يدرك بكل ذرة في كيانه أنها لا تكن له في قلبها سوي نفوراً وكرهاً وكيف لا تنفر منه وهو يعاملها بصلف وقسوة، بل يعامل الجميع هكذا، حتي والدته لم تسلم من أذاه فأرسلها إلى الشارع ومنه إلى دار العجزة ذاك، يخشى عليها بطشه حين يغيب عنه الوعي والشعور ويتحول لوحش لا يرحم، تباً لهذه السموم التي تأكل جسده وعقله وللأسف لا يستطيع أن يتخلى عنها حتى أنه أصبح موقناً من إدمان سيذهب بعقله ويتركه ذات يوم خاسراً.

زفر بقوة وفرك وجهه بيديه قبل أن ينهض ويتجه خلفها إلى المطبخ، كانت آتية فوقف بوجهها، توقفت تنظر إلى الأرض تنتظر ان يفسح لها الطريق كي تمر، ولكنه لم يفعل. بل امسك بيدها التي تحمل طبق الفول واخذه منها يضعه جانباً ثم يرفع كفها إلى ثغره لاثماً إياه برقة، سحبت يدها على الفور فتمسك بها قائلا بندم:
آسف ياسعاد، سامحيني. صدقيني. والله العظيم غصب عني. أذيتك بتإذيني يابنت الناس وتنكد علية عيشتي.

ظلت صامتة تطرق رأسها أرضا ليجد بعض قطرات من الدموع تتساقط منها، فمد يده يرفع ذقنها لتطالعه بعينيها الدامعتين العاتبتين ليقول بألم:
ربنا ياخدني ويريحك مني.
أطرقت برأسها مجددا تقول بصوت حزين:
متقولش كدة. ربنا يخليك لمامتك ولبنتك.
وانتِ ياسعاد؟مش عايزة ربنا يخليني عشانك؟ للدرجة دي كرهتيني يابنت الناس.
قالت في مرارة:.

انا بكره تصرفاتك معايا ياأشرف، انا خلاص تعبت وجبت آخرى ومبقتش قادرة أستحمل، انا هانت علية نفسي وبقيت اتمنى الموت في كل لحظة..
قاطعها واضعا يده على فمها قائلا:
بعيد الشر عنك.
هالته نظرة الخوف بعينيها فرفع يده عن فمها قائلا:
متخافيش مني، انا مستحيل أضربك وانا في وعيي. الله يحرقها المخدرات اللي عملت فية كدة وخليتك تخافي مني.
بطلها ياأشرف، روح اتعالج منها عشان خاطرنا كلنا.
وغلاوتك عندي حاولت بس مقدرتش.

حاول مرة واتنين وتلاتة. حياتنا بتضيع ياأشرف بسبب الهباب اللي بتشربه ده، انا مش خايفة على نفسي، أنا خايفة على بنتك، تقي بقت بتخاف هي كمان منك.
شعرت بصراعه الذي ظهر على ملامحه لتصر عليه قائلة:.

تعرف لما مامتك بتحكي عنك زمان ببقى مش مصدقة ان أشرف اللي بتحكي عنه ده هو أشرف اللي عرفته، منهم لله اللي ادوك القرف ده وعودوك عليه وخلوك البني آدم اللي بقيته ده. اوعدني ياأشرف اوعدني تبعد عن المخدرات عشان خاطر تقي بنتك.
طالع عيناها المتوسلتان إليه بقلب تاق لها عشقاً ليقول بحب:
اوعدك ياسعاد بس سامحيني، قولي انك سامحيني من قلبك وارضي عني، انتِ متعرفيش دموعك بتعمل فيا ايه.

قبل ماأسامحك عايزاك تروح لماما صفية وتطلب سماحها هي كمان وترجعها بيتها، فيه حد يبقى عنده أم زيها ويسيبها تبعد عنه؟
هروحلها وأستسمحها، ها. قلتي ايه بقى. سامحتيني؟

هزت رأسها ليغمرها بقوة فاستسلمت لغمرته مرغمة، تأمل في أن يتغير لأجلها فتحيا بسلام، طافت يداه على جسدها وهو يقبل جيدها برغبة فاغمضت عينيها تستسلم لإجتياحه رغم نفور قلبها، تخشي رفضاً سيعيدها في هذه اللحظة بضع خطوات إلى الوراء وهي غير مستعدة إطلاقاً لذلك بل ترغب في التقدم خطوات والحصول على سعادة لطالما حلمت بها وحتى الآن لم تنل ولو جزء بسيط منها.


look/images/icons/i1.gif رواية ذات الكتاب الأحمر
  01-03-2022 12:57 مساءً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل السابع

دلفت السيارة من خلال باب حديدي عتيق إلى حديقة كبيرة تمتلئ بالأشجار وتنتهي بمنزل مهيب تنير أضواءه عتمة الليل، وما إن فتح ماهر باب السيارة مغادرا حتى هبت بعض النسائم التي حملت لها شعورا عميقاً بالرهبة، هبطت من السيارة بدورها وتبعته بصمت تحمل الصغير الذي نام بعد أن غيرت حفاضه ومنحته طعامه، فتح باب المنزل ثم دلف إلى المنزل الصامت، قال ماهر ببرود:.

ماما نايمة دلوقتي، هوريكي أوضتك اللي هتنامي فيها مع صلاح وبكرة الصبح هاجي آخده عشان ماما تشوفه.
هزت رأسها بصمت فتقدمها بهدوء لتتبعه. توقف وإستدار إليها قائلا:
هاتي صلاح أشيله.
تمسكت به دون إرادة منها وهي تطالع ماهر بخوف بدا على ملامحها، ليقول الأخير بهدوء:.

صلاح يبقى ابن أخويا واللي فاضلنا منه يعني لايمكن هأذيه أو أضره أو أخطفه حتي، مينفعش كل ما آجي أقرب منه أحس إنك خايفة عليه مني، احنا صحيح رفضنا جواز أخويا من أختك بس ده ابننا. لحمنا ودمنا. ياريت متخليش الماضي قدامك عشان ده هيأثر على حاضر صلاح ومستقبله.
كادت ان تصرخ قائلة:.

الماضي ده أخد أختي مني وانتوا كنتوا السبب، ومش هسمح ليكوا تاخدوا صلاح مني مهما حصل، خايفة عليه أكيد بس مش هسمح لخوفي يغلبني بالعكس هيقويني ويقدرني أحافظ على وجوده معايا.

وجدته يمد يده إليها فترددت للحظة قبل أن تمد يدها بالصغير له فحمله من بين يديها ليرتعش جسدها بالكامل حين لامست أنامله يدها بعفوية، تمالكت نفسها بسرعة حتى لا يلاحظ ارتجافتها تلك فيظن انها تأثرت به بينما كل ماتشعر به تجاهه هو شعور عميق بالنفور، فبسببه رفضت السيدة كريمة تقبل زيجة أخيه من فتاة بسيطة لا جاه لها ولا مال وبسببه ابتعدا الزوجين فارين بعشقهما بعيدا وبسببه عانت أختها في فترة حملها وكادت أن تفقده حيث لم تجد المال للعلاج وكان بمقدوره أن يساعدهما فلا يضطر الزوجين لرهن المنزل حتى يستطيعا الحجز بمستشفى خاص جعلتها تحتفظ بالجنين وتكمل فترة حملها على خير، كان من الممكن بكل بساطة أن يدعم أخاه ولكنه تخلي عنه فكانت النتيجة فراق وموت وفي النهاية يطالبها بكل هدوء ان تتخلى عن الصبي. لا لن تتخلى عنه أبدا وليفعل ما يستطيع فسيجدها أمامه دوماً، تتحداه بكل قوة.

أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول:
هبعتلك منيرة الصبح تجهزي صلاح عشان آخده لماما.
وجدت نفسها تقول:
هاخده ليها بنفسي.
عقد حاجبيه فأردفت:
صلاح مش متعود يبقى مع حد غريب وانتوا بالنسبة له ناس غريبة اول مرة يشوفهم فهيبقي عصبي وممكن يعيط وده هيتعب والدتك وأعتقد أن ده شيء هيكون مرفوض واكيد كمان مش مستحب أبداً بالنسبة لك. مش كدة؟
طالعها ببرود حيث لاحظ نبرتها الساخرة التي أنهت بها جملتها ليقول بتحدي:.

أي حاجة ممكن تضايق أمي او تتعبها فيها أذى ليا وساعتها ممكن أعمل أي حاجة عشان أمنع ده. هسيبك تيجي مع صلاح وهو بيشوف امي بس بحذرك لو كلمة منك ضايقتها هتتعاملي معايا أنا شخصياً وساعتها مش هتحبي أبدا الوش التاني لماهر بدران.

طالعها بنظرة أرسلت الخوف لأوصالها ثم استدار مغادراً الحجرة لتلتفت إلى هذا الصغير النائم في السرير وتتجه إليه تتمدد جواره دون أن تبدل ملابسها وتحيطه بذراعيها لتشعر مجدداً بأمان إنتزعه منها هذا الماهر بكلمات بسيطة لتدرك أنها خطت بقدميها جحر الشيطان وعليها ان تأخذ حذرها حتى لا تلدغها حيّاته وترديها قتيلة.
هلّ الصباح.

كان لها دوماً صباحاً معطر بالياسمين تتمنى فيه الخير للجميع، تتفاءل دوماً بشمس تزيل عتمة الحياة وتنير اليوم بضياء وأمل ونقاء وإبتسامة، لم تيأس أبداً من أن صباحها ذات يوم سيأتي لها بأحلامها ولكنها اليوم لاترى في صباحها إشراقة أمل بل تراه مفعم بشعور عميق بالخوف. تدرك في قرارة نفسها أن عائلة بدران وعلى رأسهم هذا الرجل حاد القسمات يروها أقل شأناً منهم، وأن هذا الماهر مااصطحبها مع صلاح سوي لإنه يخشى أن تسوء حالة والدته ان هي أطالت الصراع معه علي حضانة الطفل، وأنه في أقرب وقت سيتخلص منها ويأخذ الصغير. تمسكت بطفلها تحتضنه وتقبل رأسه بحب، لا تريد أن تنزله أرضاً رغم ثقل وزنه، تشعر انها لو تركته يبتعد عنها ولو للثانية فسيكون فراق للأبد.

انتفضت على صوت طرقات فادركت أنها الخادمة أتت تستدعيها فسمحت لها بالدخول، لتقول الخادمة باابتسامة:
صباح الخير ياهانم.
هانم! بين ليلة وضحاها تحولت من مروة ل مروة هانم. يالسخرية القدر.
صباح النور.
البيه الكبير قالي أوصلك مع البيه الصغير لأوضة الهانم الكبيرة.
انا جاهزة.

تقدمتها الخادمة فاتبعتها مروة حتي آخر الرواق حيث توقفت أمام احد الحجرات وطرقت الباب فسمح لها بالدخول، فتحت الباب وأشارت الأخيرة بالدخول فدلفت مروة تتطلع إلى قاطني الحجرة، وقعت عيناها على سيدة مسنة تستلقي في السرير مستندة بظهرها إلى وسادة، تتطلع إلى الصغير في يدها بلهفة امتزجت بحب جعل الدموع تترقرق في عينيها، لتقول بصوت ضعيف متهدج النبرات:
هو ده صلاح ياماهر. هو ده حفيدي؟

حانت من مروة نظرة إلى الرجل الذي وقف جوار والدته يطالع الأولي بنظرة ثاقبة وملامح جامدة تبدلت كلية ماان سمع صوت السيدة كريمة، ولدهشتها رأته يركع على الفور جوارها يمسك يدها بحنان قائلا:
هو ياأمي. هو.
لم تنظر والدته إليه بل تعلقت عيناها بالصغير وقد بدأت دموعها بالتساقط وهي تقول:
شبهكوا قوي وخصوصاً صلاح، وكأنه نسخة صغيرة منه فيما عدا لون العينين أخدهم منك.

نفضت مروة عنها دهشتها وتقدمت تجاه السيدة كريمة حتى أصبحت جوارها، مدت إليها يدها بالصغير فتمسك بملابسها وكأنه يأبى الإبتعاد عنها، نهض ماهر واقفاً ينوي ان ياخذه عنوة ويمنحه لوالدته فأشارت له الأخيرة بالتوقف، تعاود النظر للصغير تبتسم قائلة من وسط دموعها وهي تمد يديها إليه:
تعالي لتيتة ياحبيبي. هغنيلك أغنية..
كان فيه مرة طفل صغير كان طيوب
عمر شقاوته ولا مقالبه ماكانوا بالنسبة له عيوب.

أصل برائته ويا حلاوته خلوه يسحر أي قلوب
ولما يزعل حد يصالحه وبكدة كان دايما محبوب.

مع انتهاء الأغنية كان الطفل قد استجاب لصوت السيدة العذب فذهب إليها لتأخذه في حضنها تبكي مع آخر كلماتها، شعرت مروة بقلبها ينفطر لمرأي هذا المشهد، تدرك بكل وضوح ان خوفها من هذه السيدة لا أساس له فيبدو انها ام حنون فقدت ولدها فوجدت في الصغير العوض عنه كما وجدته مروة عوضا لها عن غياب اختها، بينما حانت منها نظرة إلى الرجل الواقف أمامها فوجدته يطالع هذا المشهد بعينين حزينتين أثارا تساؤلاتها، تلاقت عيناه مع عينيها في هذه اللحظة فعادت ملامحه باردة لا تعكس شيئاً، بينما تململ الصغير وعاد للبكاء يرفع يده باتجاه مروة قائلا:.

ماما.
ترددت مروة في أخذه منها فأشارت لها السيدة كريمة براسها تشجعها، حملت مروة الصغير بينما تمسح كريمة دموعها بأناملها قائلة بطيبة:
معلش يابنتي مرحبتش بيكي، متتخيليش فرحتي بإني شفت صلاح أخيراً عاملة فية إيه.
وكان ممكن تشوفيه من سنة لو كانت بلغتنا بوجوده.
شعرت مروة بالغيظ قائلة:
قلتلك اني حاولت أبلغكم.
محاولتيش كفاية.
اسكت ياماهر.

صمت هذا العملاق على الفور ماان سمع أمر والدته واعتدل في وقفته لتختفي السخرية تماما من وجهه حتى يُخيل إلى مروة انه عاد طفلا صغيراً أمامها، بينما قالت كريمة بنبرة آسفة:.

معلش يابنتي، أعذريه. أنا كنت بموت ولما عرفت ان ليا حفيد دبت الروح فيا من تاني. أكيد كان ليكِ أسبابك اللي خليتك متتصليش مرة تانية بينا او متجيش اسكندرية عشان تبلغينا بوجوده بنفسك، مش مهم الماضي دلوقتي، لازم ننساه عشان صلاح ولا إيه ياولاد؟
رمقت مروة ماهر بنظرة حانقة بادلها إياها الأخير ثم أشاح بوجهه عنها لتستطرد كريمة قائلة بحزن:
ياريت تسمعوا الكلام عشان اقدر أعيش اليومين اللي فاضلينلي مع صلاح بسلام.

بعيد الشر عنك ياماما.
بعيد الشر عنك ياكريمة هانم.
تداخلت الكلمات فرمق كل منهما الآخر بنظرة طويلة جعلت كريمة تنقل بصرها بينهما قبل أن تبتسم للحظة بوهن ثم تخفي ابتسامتها قائلة:
من فضلكم سيبوني دلوقتي أرتاح شوية ولو مكنش فيها تعب ليكِ يابنتي، ابقى تعالى مع صلاح بعد الضهر أقعد معاه شوية.
مفيهاش تعب ولا حاجة ياكريمة هانم. أنا تحت أمرك.
الأمر لله يابنتي.

ابتسمت لها مروة قبل أن تستدير مغادرة يتابعها ماهر بعينين باردتين، استدار لأمه قائلا:
هسيبك ترتاحي وهرجعلك بعد شوية.
بشويش على مروة ياابني، دي سابت كل حاجة وجت معاك عشان تسعد ست كبيرة بحفيدها.
وليه متقوليش جاية طمعانة في فلوس صلاح؟

لسة بتحكم على الناس باللي حصل معاك زمان، ياابني مش كل الستات وحشة ولا كلهم بيبقوا طمعانين في الفلوس، فيه في الدنيا دي قلوب بيضا ونقية زي الألماس لما بتعمل حاجة بتعملها لوجه الله.

في زمانا ده مع الأسف مبقاش فيه الألماسة الحرة اللي تحس بيها انك ملكت الدنيا ومافيها، الألماس الموجود عبارة عن أحجار مزيفة وقت ما تمتلكيها بتحسي انك خسرتي كتير قوي ومع الأسف خسارة ورا خسارة بتثبت حقيقة حاولت أنكرها كتير وهي ان الألماسات البيور اللي زيك وزي تيتة سميحة انقرضوا مع مرور الزمن ياامي.
كادت ان تقول شيئاً ولكنه أسرع يردف وهو يربت على يدها قائلاً:.

زي ماقلتي، انتِ تعبتي ولازم ترتاحي هسيبك وارجعلك كمان شوية.
استدار مغادراً فتنهدت تتابعه بعينيها قبل أن تقول:
لو مكنتش قدرت تشوف في عيون البنت دي قوة ونقاء الألماس ياماهر يبقى مشكلتك أكبر مما تصورت.

تأمل طاهر هذا الرجل الذي يطالعه بنظرة متفحصة، لا تبدو على ملامحه إمارات الشر والغدر كما وصفته له آيات ولكنه يثق بوجود الشر في قلبه ليس لإنه كاتب إعتاد أن يرى أبطاله مضطهدين من قبل أُناس يشبهون هذه الشخصية القابعة أمامه ولكن ليقينه بها هي، حبيبته آيات لا يمكن أن تكون كاذبة يجعلها نقاؤها أصدق الناس على وجه الأرض.
ممكن أعرف سبب الزيارة دي إيه يااستاذ طاهر؟
أخرجه السؤال من أفكاره ليتنحنح قائلا:.

الحقيقة أنا جاي النهاردة أطلب إيد الدكتورة آيات.
عقد رأفت حاجبيه بشدة قائلا:
وانت تعرفها منين؟
بتعالج جدي، الحقيقة من أول لحظة شفتها فيها وقلبي اتعلق بيها واتمنيت تكون شريكة حياتي.
أمسك رأفت غليونه ووضعه في فمه يشعله بهدوء ثم ينفث الدخان قبل أن يقول ببرود:
مع الأسف يااستاذ طاهر، مشاعرك دي هتضطر تحتفظ بيها لنفسك لإننا معندناش بنات للجواز.
نهض طاهر واقفا بينما رأفت يردف قائلا:.

بنت أخويا آيات مخطوبة لإبني عصام وفرحهم الشهر الجاي.
بس أنا مش موافقة ياعمي على عصام.
استدار الاثنان يطالعان صاحبة الصوت التي وقفت تطالع عمها بقوة فتنت طاهر مجددا وجعلته أسيرها، بينما تدلف هي دافعة كرسي جلست عليه سيدة تشبهها كثيرا، ليوقن من انها والدتها ابتسم لها مرحباً فبادلته إبتسامته بأخرى، بينما قال رأفت بغضب:
سامعة بنتك ياحورية؟

وانا قلت إيه يعني ياعمي؟ الجواز قسمة ونصيب. طلب وقبول وانا رافضة ابن عمي.
وموافقة علي الكاتب ده؟
قالها بسخرية أثارت حنق طاهر ولكنه تمالك نفسه حين استمع إليها تقول:
أيوة موافقة لإني بحبه.
بضع كلمات منها جعلت خفقات قلبه تتسارع وكأنهم في سباق ماراثوني ليتطلع إلى عينيها بنظرة حب رأتها السيدة حورية بوضوح فاطمأنت على فتاتها بينما غفلت عنها آيات وهي تطالع بقوة هذا الذي قال بحنق:.

شايفة بنتك بتقول إيه؟ مش موافقة على ابني رجل الأعمال عصام رأفت وموافقة على حتة كاتب...
من فضلك أنا مقبلش تستهين بيا، أنا كاتب كبير وليا اسمي وثروتي تعادل ثروتكم وأكبر، أنا مش جاي من الشارع وطمعان فيكم. انا جاي أتقدم عشان بحب بنتكم من كل قلبي وعايز ارتبط بيها وبتمنى توافقوا.
قال عبارته بصدق حتي كادت ان تصدق أحرفه ولكنها تدرك انه كغيره من الرجال مخادع ويستطيع تزييف مشاعره من أجل إتقان تمثيليه.

سمعت يارأفت؟ قدامك أهو بيقولك بيحبها وهي بتحبه وهيتجوزوا. انت مش كنت عايز تجوزها لعصام عشان خايف عليها تفضل على عنادها ومتتجوزش. أهو جه اللي أقنعها بالجواز. ايه مشكلتك بقى؟
معنديش مشاكل، مادام انتوا شايفين انه عريس مناسب ليها يبقى رأيي ملوش اي أهمية ووجودي ملوش لازمة عن إذنكم هسيبكم مع بعض تتفاهموا براحتكم.

تركهم مغادرا بخطوات غاضبة بينما تنادي السيدة حورية بإسمه ولكنه لم يعرها اهتماماً، لتضع آيات يدها على كتف والدتها قائلة بتردد:
ماما انا..
قاطعها والدتها قائلة:
متقلقيش ياقلبي، عمك هيزعله يومين وبعدين يروق، هو في الآخر ميهموش غير سعادتك. المهم عندي انك تكوني مبسوطة. مش انتِ مبسوطة؟
هزت رأسها بابتسامة باهتة، فتقدم منهما طاهر في هذه اللحظة وركع أمام حورية فطالعته آيات بدهشة وهو يقول:.

مش عايزك انتِ كمان تقلقي عليها، أوعدك اني أحبها وأحطها جوة قلبي وعيوني طول العمر واني عمري في يوم ماازعلها ولا أخليها تنام وعيونها مدمعة.
ابتسمت حورية قائلة بحنان:
مش عايزة اكتر من كدة. ربنا يسعدكم يا ولادي.
نهض طاهر يطالع هذه التي تأملته بحيرة تتساءل عن سبب فعلته تلك وكيف شعر بدواخل امها ومنحها ماتحتاجه تماماً من طمأنينة قبل أن يقول:.

لو تسمحيلي. هاجي آخدك بكرة للجواهرجي عشان تختاري شبكتك وعشان المرحوم والدك مش هنعمل حفلة بس اوعدك بفرح يليق بأميرة قدرت تتربع على عرش قلبي وتكون ملكته بلا منازع.
هزت رأسها دون وعي فإبتسم مستأذنا بالإنصراف لتتابعه وهو يغادر بقلب تصارعت مشاعره، تتعجب من كلمات يغدقها عليها لم تطلبها منه في اتفاقهما ولكنها جعلت تمثيليتهما تبدو حقيقية تماما ولو لم تكن شريكة بها لصدقتها كلية.

ابن حلال وباين عليه بيحبك قوي ياأيوش. ماتيجي نقعد في أوضتك وتحكيلي عنه اكتر.
ها. أحكيلك عنه إيه بس؟
كل اللي تعرفيه.
وهل اعرف عنه شيئاً؟ ليمر بخاطرها شريط الذكريات وتجد بعض الأشياء التي ذكرها عنه جده في بعض أحاديثهما، ستخبرها بما قاله وربما تزيد قليلاً من عندها. لا بأس. لقد مر اليوم بسلام وكانت النتيجة افضل بكثير مما توقعت لذا فلتحمد الله على ذلك ولتدعوه ان تنقضي هذه الليلة أيضاً، بسلام.

قالت مروة باستنكار:
اتصالحتوا؟ازاي ياسعاد قدرتي تسامحي بسهولة كدة بعد اللي عمله فيكي.
مكنش في وعيه يامروة وجالي واعتذر ووعدني ميكررهاش.
وصدقتيه؟ الراجل اللي بيشرب الهباب اللي بيشربه جوزك مبيقدرش يوفي بوعوده.
كان لازم أديله فرصة عشان خاطر بنتي، انتِ متعرفيش حالتها النفسية كانت عاملة ازاي اليومين اللي فاتوا دول.
وهي أخبارها إيه دلوقتي؟

لسة على حالها رغم أنها عرفت اني اتصالحت مع باباها بس لسة مبتاكلش، يادوب بغصب عليها تاكل لقمتين بالعافية، وجت من عند ماما النهاردة دخلت نامت علطول.
ياحبيبتي ياتقي، اللي شافته برضه مش قليل عليها.
أكيد، المهم سيبك مني وقوليلي عاملة ايه مع عيلة بدران؟
تنهدت مروة قائلة:
الحقيقة خوفي قل شوية بعد ماقابلت كريمة هانم وقعدت معاها نتكلم شوية، بتعاملني حلو وبتدردش معايا عن حياتي وحياة اختي وجوزها الله يرحمهم.

الله يرحمهم.
لكن ابنها الكبير أعوذ بالله، مش طايقني اساسا ولو عليه هيطردني من البيت ويفرق بيني وبين صلاح، ده لما دخل عليا انا ومامته وشافني قاعدة جنبها بنتكلم بصلي حتة بصة وكأني بسرق أمه.
أكيد فاكرك طمعانة فيهم زي ماقولتيلي بس لما يعرفك هيتاكد انه غلطان ويعتذرلك كمان.
مش عايزاه ياستي يعتذرلي ولا يبقى ليه اي احتكاك بيا أساساً، أنا عايزاه يسيبني في حالي وبس.
واشتغلتي؟

لسة. بكرة هسأله عملي ايه في الموضوع ده.
ياحبيبتي يابنتي.
قالت مروة بقلق:
مالها تقي ياسعاد؟
سخنة مولعة مش عارفة من إيه؟
أكيد أخدت دور برد، وديها لدكتور.
هعملها كمادات ولو الحرارة منزلتش هوديها لدكتور.
ابقى طمنيني ياسعاد.
أكيد يامروة، سلام دلوقت.
أغلقت سعاد الهاتف وهي تسرع لتحضر طبق به ماء وقطعة قماش نظيفة، تدعوا الله أن يشفي ابنتها ولا يُريها فيها أي سوء ابداً.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
أفضل 5 طرق لتحقق الربح من الكتابة بالعربية بسهولة [دليل شامل] arwa
0 452 arwa
وحيد حامد – قصة حياة أحد أبرز أعلام الكتابة في تاريخ السينما المصرية laila
0 406 laila
التعليم تكشف حقيقة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تدريس هذا الكتاب Moha
0 322 Moha
الرجل الذي عمل مدرّساً لمدة 17 عاماً على الرغم من أنه لم يكن يجيد القراءة ولا الكتابة! Moha
0 312 Moha
نادين نجيم في ورطة والسبب هذا الكتاب Moha
0 350 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، الكتاب ، الأحمر ،











الساعة الآن 03:01 PM