رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون
الأخير نهض الجد قائلاً: الوقت إتأخر. هقوم أمشي عشان ترتاحوا. حمد الله على سلامتك يابنتي. نهض كل من طاهر وآيات بدورهما لتقول الأخيرة: الله يسلمك ياجدي. قال طاهر برجاء: ماتبات معانا النهاردة، مش لازم ترجع الدار. قال الجد: لأ لازم عشان هفوت على صفية في المستشفى أوصلها في سكتي. قاعدة مستنياني في الكافتيريا بعد الكل مامشي. قال طاهر: أخبار مرات ابنها ايه دلوقت؟
في العناية، هتبقى بخير بإذن الله، المشكلة في صفية. ابنها ضاع خلاص وحرق قلبها عليه. هياخد إعدام أو أقل مافيها مؤبد. والله حرام. الست الطيبة دي متستهلش كدة. ابتلاءات يابنتي. ربنا يصبرها على ابتلائها. بالمناسبة الرائد لبيب قاللي ان المجرمين اللي قبضوا عليهم اعترفوا على عمك وابنه ودلوقت بيصدروا أمر ضبطه وإحضار، الموضوع طلع أكبر من خطفك ومحاولة قتلك. دول طلعوا بيتاجروا في المخدرات.
اتسعت عينا آيات بصدمة بينما قال طاهر بحماس: قلتلها. والله قلتلها. إحساس الكاتب اللي جوايا لا يمكن يكدب. هز الجد رأسه موجهاً كلماته لآيات قائلاً بحنان:.
كدة انتِ خلصتي منهم ياآيات وآن الأوان تفرحي يابنتي. متتخيليش فرحتي انك طلعتي البنت اللي كان طاهر بيحبها ونفسه يلاقيها، تعرفي لما طلبت منه يخطبك كدة وكدة. كان نفسي التمثيلية تقلب حقيقة وتنسيه ذات الكتاب الأحمر لاني مكنتش أتمنى لحفيدي واحدة غيرك. طلعتي انتِ هي وحفيدي طلع بيفهم بجد لما قاللي مستحيل هقدر أنساها ياجدي أو أفكر في غيرها لإني أول ما عيني شافتها قلبي قاللي هي دي اللي اتخلقت من ضلعك ياطاهر.
مست روحها كلماته التي قالها لجده، فحانت منها نظرة إليه لتجده يطالعها بعشق، شعرت بالخجل فعادت بعينيها سريعاً إلى الجد الذي ابتسم مردفاً: ربنا يهنيكم ياولادي. ثم مال مقبلاً رأس آيات فقال طاهر: أنا كدة هغير على فكرة. بس ياولد لآخدها في ايدي وأنا نازل. أسرع طاهر يمسك يدها يسحبها تجاهه فوقعت في حضنه ليتأمل مقلتيها العشبيتين قائلا بحب: تاخدها ايه بس؟ ده انا ماصدقت لقيتها.
سحبت نفسها من حضنه وقد شعرت بنفسها تذوب خجلاً فابتسم الجد قائلاً: بكرة هاجي آخدك من بدري ياآيات تحضري القبض عليهم.. قاطعته قائلة: لا ياجدي. مش عايزة أشوفهم. براحتك يابنتي. تصبحوا على خير. تلاقي الخير ياجدي. غادر الجد بينما قال طاهر لآيات: حابة تنامي؟ هزت رأسها نافية فابتسم قائلا: يبقى نعمل اتنين قهوة تركي ونقعد نتكلم شوية.
ابتسمت فأمسك يدها يسحبها معه تجاه المطبخ وكأنه يأبى أن تبتعد عن ناظريه لثوان، تشعر بحبه لها في كل لحظة فيزداد العشق ثورة في شرايينها، لقد ازدادت حباً لكتابها الأحمر الذي جعل كل ماحلمت به وظنته مستحيلاً حقيقة تعيش تفاصيلها.
كانت بدرية تحمل كيس كبير على ظهرها به ماأمكنها إيجاده في مكب النفايات في الشارع الجانبي، خفيف حملها لا يكفي لتحصيل قوتها هي وأطفالها، تأمل ان تجد في هذا المكب شيء تستطيع بيعه كي تعود إلى أطفالها فقد كلّ البدن من كثرة المشي والبحث. سمت بالله واستدارت حول الصندوق لتتسع عيناها رعباً وهي ترى جثتين ملقيتان على جنب لتنطلق من أعماقها صرخة هزت الحي بأكمله.
كانت تجلس في سريرها قد جافاها النوم، فرغم ان حالة صديقتها مستقرة والطبيب قد أخبرهم أنها ستكون بخير إلا أنها رغماً عنها تشعر بالقلق، تتمنى فقط لو خرجت سعاد من سباتها وتحدثت معها، تعلم أنها مسألة وقت يستعيد فيه الجسد عافيته ولكنها تتعجله ففي رؤية صديقتها تتحدث وتضحك من جديد حياة. تضحك؟ كيف تضحك وقد مرت بأسوأ مايمكن أن يتعرض له المرء؟الخيانة. لقد غدر بها من آمنته على نفسها. تساءلت في حيرة مريرة:.
كيف يستطيع المرء دفن آدميته ليقتل روح خلقها الله؟ كيف يستطيع أن يسلب حياة دون أن يرف له جفن؟ أي شيطان تملكه ليقتل ملاك كسعاد؟ وما الذي فعلته لتستحق رجل مثل هذا الأشرف؟ لاشيء. هو ابتلاء من الله إذاً وقد أنقذها منه. عسى أن يكون القادم خيراً.
تنهدت. ياالله. كم تحتاج وجوده الآن حدها ليربت على يدها ويمنحها الحنان والأمل، أغلقت عيناها لتشعر به يضمها ويربت بيد حانية على شعرها يخبرها أن كل شيء سيكون على مايرام. سمعت صوته يهمس بأذنها. فقط اخلدي للنوم وغدا سيكون أفضل بإذن الله. صوت رسالة أخذها من أفكارها وجعلها تفتح عيناها لتري هاتفها وتطالع رسالة من محور أفكارها ماهر فحواها. لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي.
وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ وجدت ابتسامة تظلل ثغرها تلمس الكلمات بأناملها، جاءها على الفور اتصالاً وارداً منه فأجابته قائلة: ألو. إيه اللي مصحيكي لحد دلوقت؟ وإيه اللي مصحيك؟ انتِ. صمتت فأردف:.
ماتقوليلي بقى ان أنا كمان اللي مسهرك واني وحشتك لدرجة انك مش قادرة تنامي وعايزة ترغي معايا للصبح وان كلمة بحبك مبتفارقش خيالك ولا ثانية ومطيراكي فوق في السما.. قاطعته قائلة: حيلك حيلك. ايه ده كله؟مش للدرجة دي طبعاً. قال باحباط: بقى كدة يامروة؟ده معناه اني بحبك اكتر مابتحبيني. ابتسمت قائلة:.
وليه متقولش اني عديت المرحلة دي وبقيت بحس انك جنبي لدرجة اني حرفياً دلوقتي في حضنك وبتطبطب عليا عشان أنام وأنا مش راضية أسيب حضنك وأنام. بجد يامروة؟ انتِ دلوقتي في حضني؟ غمض عنيك. حس بية. أنا أهو. جوة حضنك. سامعة دقات قلبك. تنهد قائلاً: كنتِ فين من زمان؟ مستنياك. اتأخرتي قوي. المهم اني جيت والنصيب جمعنا. صمت فأردفت بعد لحظات: سكت ليه؟ بفكر. في إيه؟
في صلاح. بعد ماحسيت بالحب الحقيقي اللي قاللي انه لاقاه في مها حسيت بالذنب من ناحيته بيكبر جوايا. تفتكري سامحني؟ أكيد. اللي بحاول أخفف بيه عن نفسي احساسي بأنه كان سعيد في حياته قبل مايموت.
مها كانت دايماً تقولي عنه جملة مفهمتهاش غير لما حبيتك. قالتلي هتتمني في شريك حياتك حاجات كتير يمكن متلاقيهاش فيه بس هتلاقي ان هو ده وبس اللي كان ممكن تكملي معاه وانك لو رجع بيكِ الزمن واتخيلتي شريك حياتك هتتجسد صورته قدامك. هتبقى عايزاه زي ماهو كدة بعيوبه ووميزاته لان شخصيته دي هي اللي حبيتها ولاقيتيها بتكملك وهو الوحيد اللي هتحسي ان حضنه ملجأك وأمانك وراحتك وقت ماتحتاجيه بس تغمضي عنيكِ هتلاقيه جنبك بيديكي كل اللي تحتاجيه وأكتر حتى لو كان مجرد طيفه.
مروة. ياعيون مروة. أنا عايز أتجوزك في أقرب وقت. سعاد بس تقوم بالسلامة وهنتجوز، من غيرها مش هتكمل فرحتي. انتِ كدة هتخليني أدعيلها ليل ونهار. قالت بدلال: مستعجل؟ أثبتهالك ازاي دي؟أنا مش قادر أبعد عنك ثانية من ساعة ماقلتيلي بحبك. متخلنيش أجيلك البيت حالا. تجيلي فين يامجنون؟ بيتك ياحبيبتي ما انتِ خلاص ياماما بقيتي مراتي من اللحظة اللي اعترفتيلي فيها بمشاعرك. فاضل بس عقد المأذون وشهادة الشهود.
لما نكتب العقد نبقى نقعد لوحدينا ياشاطر. أصل الشيطان أشطر منك وانت حلو قوي وممكن أستغل الفرصة. أنا بحذرك أهو. ابتسم قائلاً: انتِ شايفاني حلو. ها. لأ. مش قوي يعني. هي عنيك تسحر حبتين. لأ متسحرش ولا حاجة دول حتى مش شبه الممثل كريس ايفانز أبداً. امم. مش شبه كريس ايفانز، قلتيلي. مروة روحي نامي عشان انتِ فعلا بتزوديها وممكن دقايق وتلاقيني عندك. لأ. تيجي فين؟ أنا هنام طبعا. أنا نمت خلاص. تصبح على خير.
تلاقي الخير ياحبيبتي. أغلقت الهاتف تضمه إلى صدرها بحب قبل أن تغمض عيناها على صورته التي تجسدت أمامها تبتسم وقد شعرت بيده تربت على شعرها بحنان ترسلها إلى عالم الأحلام لتضمه أحلامها كما واقعها.
وقف محمد أمام نافذة العناية المركزة يطالع حبيبته النائمة بقلب يتمزق ألماً على حالها، وضع يده على الزجاج يتمنى لو اخترقه ليمسك يدها يخبرها ان تتمسك بالحياة لأجله، فهذه اللحظات التي شعر فيها تضيع منه كانت أسوأ لحظات حياته على الإطلاق. استند بجبينه على الزجاج يناجي روحها. حبيبتي. وكأنك تملكين أعماقي. لايعرفني أحد قدر ماتعرفينني ولا أعرف أحداً قدركِ.
أغترب عن العالم بأجمعه وأكتفي بكِ وكأن الكون أنتِ وأنتِ فقط محوره وكينونته. إكتفيت بقربك حتى وإن كان عذاباً. فعذاب قربك يهون ان قورن بعذاب الفراقَ. وحين صار البعاد واجباً، استبقاني ندائك فصار الواجب حراما. آه كم أتوق لأري غادرك فأشرب من دمائه وأكسر عظامه. قد حرمني وصلك بالماضي البعيد وقد كاد يحرمني وجودك فلعنة الله عليه أراه الله لوعة القلب وحرقة الفؤادَ.
نزلت دموعه تباعاً يدرك أنها لن تنضب حتى تقر عينيه برؤية مقلتيها وتطرب أذنيه بسماع صوتها. عسى ذلك أن يكون قريباً. لا حول ولا قوة الا بالله. أقولها ايه الست الغلبانة دي؟ اقولها ان ابنك راح منك وانتِ روحك فيه. قال الضابط بعملية: ياأستاذ رءوف كدة كدة كان رايح، اللي زي أشرف ده نهايته بتبقى معروفة. ياالسجن ياالموت. أطرق رءوف برأسه قائلا: انا لله وانا اليه راجعون.
المهم دلوقتي هنحتاج والدته في المشرحة عشان تتعرف عليه بعد تقرير الطب الشرعي. هتقدر تجيبهالنا ولا نستدعيها من الدار؟ قال رءوف بحزن: لأ هجيبها أنا بنفسي وربنا يستر بقي لما تشوفه. هز الضابط رأسه فهو يعلم معزة الأبناء في قلوب أمهاتهم حتى وان كان هؤلاء الأبناء كهذا الأشرف.
كانت تطالعه بعيون غشيتها الدموع. تتلمس وجهه بأنامل مرتعشة. يصرخ قلبها من الوجع ويإن من الألم. عقلها وقلبها غير قادران على استيعاب فقدانه. ودت لو صرخت. طفلي. فلذة كبدي. لا أصدق أنها لحظة الوداع هل توقف قلبك عن الخفقان حقاً؟ هل هو لقاؤنا الأخير؟ أكاد أجن. أتذكر لحظاتك الأولى حين احتضنتك بين ذراعي توسمت فيك هناءي وسندي في الكبر وكبرت تناديني أمي فاكتفيت بها سر سعادتي. حتى حين جحدتني أملت في توبة. ماهذه؟ دموع؟
هل ينعيك جسدي وأذرف دموع الفراق؟ هل تقبلت الحقيقة الفاجعة؟ هل رحلت دون وداع؟ دون صفح؟ ألم تأتي وتطلب مني العودة إلى كنفك؟ هل رحلت وقلبي يإنّ من أفعالك؟ رحماك ياالله. ارحم صغيري. قد زال الحزن من قلبي فلا أحمل له الآن إلا ذكريات طفولته. لن أذرف دمعي مجددا منه بل سأذرفه عليه وأبتهل ان تسامحه. قد عصاك مُجبراً سلب عقله ماحرّمته عليه. فسامحه من أجل أم أقسمت ان تمنحه السعادة في الدنيا والآخرة.
رضيت ياالله فامنحه غفرانك عسى أن تجمعنا جنتك. فلا قلبي يتحمل جهنم المصير لولدي حتى ان كان عاصياً فقلبك ياكريم غفور. تعالي نشيجها تحتضنه بقوة، خشي عليها رءوف من حزنها فحاول ان يثنيها عن ذلك، تشبثت بولدها فسحبها مرغماً يخرجها من المشرحة وما إن خرجت حتى تهاوت على الأرض مغشياً عليها.
رواية ذات الكتاب الأحمر للكاتبة شاهندة الفصل الثلاثون والأخير
قالت جليلة بصدمة: مات؟ انت متأكد ياابني؟ الأستاذ رءوف لسة مكلمني وقاللي انه هو والست صفية راحوا واتعرفوا عليه في المشرحة، مات بجرعة زايدة. قالت سميرة: أهو غار في ستين داهية، ده انا لو كنت طلته بأيدي كنت كلته باسناني. مش كفاية عذب بنتي طول ماكانت عايشة معاه لأ كمان كان عايز يحرمني منها. الله يجحمه مطرح ماراح. لا حول ولا قوة الا بالله، صلي علي النبي ياسميرة واستغفري، الميت متجوزش عليه غير الرحمة.
رحمة. ميستاهلهاش. وهو يعني كان رحم بنتي ولا بنته ولا حتى أمه. صحيح يامحمد أخبار الست صفية ايه بعد ماعرفت؟ تنهد محمد قائلاً: أغمي عليها والأستاذ رءوف معاها في المستشفى. لا حول ولا قوة الا بالله. ربنا يصبرها. الضنا غالي مهما عمل وهي كانت روحها فيه. قال محمد: المهم دلوقت هنقول لسعاد ولا مش وقته؟ قالت جليلة: مش عارفة ياابني سيبها للظروف، احنا ماصدقنا انها فاقت. ده الروح ردت فينا من تاني.
حانت منه نظرة إليها من خلال نافذة حجرة العناية فوجد الطبيب يفحصها باهتمام. تذكر حين كان يطالعها من خلال هذه النافذة فوجدها تحرك يدها، شعر بأنه يتوهم. أمنياته تهيئ له ذلك ربما، ولكن ماان فتحت عيناها وصوبتها تجاهه مباشرة حتى شعر بروحه المسحوبة تعود إليه وتبعث الحياة في جسده، أسرع يستدعي الطبيب والأهل وهاهو منذ نصف ساعة ينتظر خروج الطبيب ليطمأنهم عليها.
خرج الطبيب بالفعل من غرفة العناية المركزة يقول لتلك الوجوه التي تطلعت إليه بترقب: مدام سعاد فاقت صحيح بس لسة محتاجة راحة، مسموح لفرد منكم بس بالزيارة، ولمدة ربع ساعة بالكتير. الممرضة هتسألها عن اللي حابة تشوفه وتبلغكم. ياريت نلتزم بالتعليمات عشان مصلحة المريضة. هز الجميع رءوسهم شاكرين الطبيب قبل أن يغادر وهم ينتظرون الممرضة التي ستخبرهم أي منهم سيحظي بزيارتها.
خرجت الممرضة تقول لهم أن المريضة تريد رؤية السيدة صفية فأخبروها أنها غير موجودة، طلبت منهم أن يختاروا من بينهم إذاً فتركوا والدتها تدلف إليها يدركون كم ترغب في أن تكون حدها تطلب منها الغفران لذنب اقترفته يداها حين تركت زوجها يفعل مايريده بطفلتيها دون أن تتخذ موقفاً ينقذهما من براثنه. احتضنت حورية إبنتها قائلة بلهفة: وحشتيني ياآيات. منهم لله كانوا عايزين يحرموني منك.
متخافيش عليا ياماما أنا أهو قدامك. بخير وزي الفل. طالعت حورية بامتنان طاهر الذي يقف على مقربة منهم يطالعهم بحنان قائلة: كتر خيرك ياابني، انا مش عارفة من غيرك كنا عملنا إيه؟ متقوليش كدة ياماما، انا كنت بحمي روحي ماهي آيات تبقى روحي وانتِ عارفة. خرجت آيات من حضنها قائلة: لو شفتي أنقذني ازاي ياماما كنت قلتِ خطيب بنتك بطل. حركات ورصاص وآكشن ولا أبطال الروايات. ربنا يحميه. ثم حدجتها بنظرة فاحصة قبل أن تقول:.
مش رأفت وعصام دخلوا السجن. لسة مكملة في التمثيلية دي ليه يا آيات؟ طالعها طاهر بدهشة بينما قالت آيات بصدمة: انتِ كنتِ عارفة؟ سمعتك وانتِ بتكلميه لما قلتيلي حد في النادي بيضايقك. قطبت آيات جبينها قائلة: وايه اللي سكتك لحد دلوقت؟
احساسي انه بيحبك. شفت الحب في عينيه من أول لحظة. شفت اهتمامه بيكِ وبكل حاجة بتحبيها. قلت حبه هيخليكي تحبيه وده اللي حصل مش كدة؟ طمنيني وقوليلي انك بجد مكملة عشان بتحبيه. عشانك انتِ مش عشان أي حد تاني. ظهرت مشاعرها على وجهها وهي تستدير وتطالع طاهر تمد يدها إليه فتشابكت أناملهما علي الفور يقترب منها وهي تقول بحب:.
هو الإنسان اللي حلمت بيه واتمنيته وكفرت بوجوده لغاية مادخل حياتي ورجعلي إيماني بإن الحب لسة موجود والراجل اللي بيحب من قلبه ومستعد يضحي بحياته عشان حبيبته لسة موجود. وقتها بس عرفت انه يستاهل قلبي وسلمتهوله من غير شروط. جاست عيناه على ملامحها بحب همس به جهراً قائلاً: بحبك ياآيات. أنا كمان بحبك. ابتسمت حورية بحنان قائلة: ربنا يهنيكم ياولادي. الفرح امتى بقى؟ أنا عايزة أحفاد بسرعة.
رفع طاهر حاجبيه مشيراً إلى كلمات أمها لتطرق آيات رأسها بخجل قائلة: حددوا الميعاد وأنا موافقة. ايه ده؟موافقة ببساطة كدة؟ يلا ياماما بسرعة نحدد قبل ماترجع في كلامها. ابتسمت حورية قائلة: إيه رأيكم في آخر الشهر؟ أظن مناسب؟ مناسب جداً حتى ألحق أوضب عش الزوجية. قطبت آيات جبينها قائلة: طاهر انا مش هقدر أسيب الفيلا وأبعد عن ماما، أنا.. قاطعها وهو يطالعها بحب قائلاً:.
وتفتكري اني ممكن أبعدك خطوتين عنها وروحك فيها؟ ماقالتلك مهتم بيكِ وباللي بتحبيه. انتِ مخدتيش بالك ولا ايه؟ أنا قصدي الدور التاني، هوضبه على ذوقنا ياحبيبتي. ابتسمت بحب تطالعه بنظرة جعلته يرغب في إتمام زيجتهما في التو واللحظة ولكن يمنعه انشغال جده ببعض الأشياء في الوقت الحالي وانهاء كتابه حتى يتفرغ لها تماماً ويسعدها كما أراد وتمني.
أظن دلوقتي بعد ما اطمنتي على صاحبتك نقدر نرجع اسكندرية ونفرح ماما بخبر ارتباطنا؟ تقدر تسافر انت وانا هحصلك، مش هقدر أسافر قبل مااقعد معاها ونتكلم. صحيح هي فاقت بس لسة مطمنتش عليها ياماهر. انت متعرفش سعاد بالنسبة لي ايه. انتِ كمان متعرفيش انتِ بالنسبة لي ايه. يعني مش ممكن هسيبك لوحدك وأسافر مهما حصل. رغم إن ماما وحشتني هي وصلاح بس أمري لله استنى معاكِ لحد ماتتطمني عليها خالص وبعدين نسافر.
انا كمان الست كريمة وصلاح وحشوني. طب ايه رأيك نسافر دلوقت نشوفهم ونطمن عليهم ونرجع بكرة تكون الزيارة بقت مسموحة. ولا هتعبك؟ ولاتعب ولا حاجة. وبعدين حتى لو هتتعبيني فالتعب يهون عشان خاطرك يامروتي. ماهر. عيون ماهر. بحباااااااك. ابتسم قائلا: اهو عشان الكلمة دي أنا مستعد أعمل أي حاجة ياحبيبتي. ابتسمت بحب وهي تطالعه، تدرك أن القدر ابتسم لها أخيراً وأن ماظنته بالبداية شراً آل إلى خير كثير بإذن الله.
ازيك دلوقت ياسعاد؟ أطرقت سعاد برأسها قائلة: بخير يامحمد. الحمد لله على كل حال. ربنا نجاني بأعجوبة هفضل شاكراه عليها عمر بحاله. الحمد لله. ربنا نجاكي عشان خاطرنا كلنا. رفعت إليه عينان ممتنتان وهي تقول: أنا مش عارفة أشكرك ازاي على الدم اللي اتبرعتلي بيه. أنقذت حياتي كتر خيرك. تأمل مقلتيها بحب قائلاً:.
تشكريني؟ هو انتِ مش عارفة غلاوتك عندنا. مش عارفة غلاوتك في قلبي عاملة ازاي؟ مش عارفة بحبك قد ايه؟ ده لو كان جرالك حاجة كنت مت ياسعاد. نفسك في الدنيا كفاية قوي عشان أكون مرتاح وراضي. محمد أنا... متقوليش حاجة دلوقت. قومي بالسلامة ونوري بيتك وبعدين هيكون لينا كلام تاني مع بعض. أهم حاجة دلوقت تشدي حيلك لأننا كلنا مستنيينك ترجعي لحياتنا من تاني. نظرت إليه بعيون ممتنة قبل أن تقول:.
ماما صفية أخبارها ايه دلوقت؟ أحسن الحمد لله، انا روحتلها واطمنت عليها بنفسي. أستاذ رءوف كتر خيره مش سايبها لوحدها أبداً. أطرقت برأسها قائلة: راجل طيب قوي ربنا يبارك فيه ربنا دخله حياة ماما صفية في الوقت المناسب، أنا مش عارفة من غيره كانت هتستحمل اللي حصلها من.... صمتت لا تستطيع نطق اسمه علي شفتيها دون أن تشعر بألم حارق بقلبها، لتجده يمسك يدها فرفعت عيناها إليه فرأته يتطلع إلى عينيها بحنان قائلاً:.
انسيه وانسى اللي عمله فيكِ. هو أخد جزاؤه خلاص. أهم حاجة دلوقت تفكري في المستقبل. في بنتك. في نفسك. في حياتك اللي بإذن الله هتكون أحسن. همست: انت لسة هتسافر؟ ازاي أسافر وأسيبك دلوقت؟ ده حتى القدر مهنش عليه يفرقنا ياسعاد. أنا جنبك وهفضل طول عمري جنبك مهما حصل. ضمت أناملها يده، تطالعه بنظرة رأي بهما نظرة أراد أن يصدقها بكل جوارحه فإن صدقت فماهو إلا بعض الوقت وتصبح له. لمّا الجمال يوصل لقمة مداه.
ويلمس طرف ثوبك يعترف إنه انتهى ولولا الكمال ما يِنسب إلا لله كان اِتجه صوبك يا سدرة المنتهى لما الرجولة توصل لقمة مداها وتلمس طرف ثوبك تعترف إنها انتهت حتى البطولة إنت نجمة في سماها نجمة تزين دروبك فيك الخصال اتجمعت والورد لملم وراقه كفكف عبيره والعطر يحكي لرفاقه صابته غيرة والندى لما اهتدى غسل ذنوبه وابتدا ياخذ شكل ماسة على تاج الأميرة والورد لملم وراقه كفكف عبيره والعطر يحكي لرفاقه صابته غيرة.
والندى لما اهتدى غسل ذنوبه وابتدا يتنفس أنفاسك يا رقة إحساسك ماهر متبصليش بالشكل ده، الناس كلها بتبصلنا. وهي فيها ايه لما الواحد يفضل باصص لمراته اللي كان بيعد الثواني عشان تكون على ذمته. هو عيب ولا حرام؟ قالت بخجل: لأ. لا هو عيب ولا حرام بس يكسف؟ أمال لو قلتلك نفسي أعمل إيه دلوقت. ده أنتِ هتموتي من الكسوف بقي. اتسعت عيناها باستنكار قائلة: ماهر اياك. انت مجنون وتعملها. رفع حاجبه بخبث قائلا:.
أعمل إيه ها؟ دماغك راحت فين بس؟ انا كان قصدي أشيلك وألف بيكِ. لكن مادام فكرتي فيها يبقى توكلنا على الله. اقترب منها فعادت برأسها للوراء قائلة: ماهر. خلاص هستني لما نروح البيت وساعتها...
لم يكمل كلماته وإنما وصلتها أفكاره من خلال عينيه لتطرق برآسها خجلا وقد احمرت وجنتاها بقوة، ليبتسم بحب وهو يدرك كم أصابها بالخجل، يعشق رقتها وخجلها تماماً كما يعشق قوتها، يدرك انها مزيجاً رائعاً من كل شيء. فتاة لم يرى مثلها من قبل سلبته عقله قبل قلبه لتصبح عن جدارة حبيبته وزوجته. في مكان قريب مال محمد علي أذن سعاد يقول بحنان: يعني مش آن الأوان ياسعاد؟ طالعته بحيرة فقال:.
حفيد عم رءوف اتجوز البنت اللي بيحبها وصاحبتك اتجوزت الراجل اللي بيحبه، ده حتى عم رءوف قدر يقنع الست صفية بمشاعره ناحيتها ويتجوزوا. أنا بقى موقعي ايه من الإعراب ياأستاذة. فاعل مرفوع بالضمة. انتِ هتهزري؟! أعمل إيه طيب؟ ماانت مستعجل وأنا لسة... قاطعها قائلا: لسة إيه ياسعاد؟ مش متأكدة من مشاعرك؟ هزت رأسها نفياً قائلة: بالعكس. متأكدة جداً. أمال إيه المشكلة؟
ماما صفية. وتقى. ووضع بابا بعد مااتشل وماما رجعتله عشان تاخد بالها منه. حاسة ان لسة شوية على مانقوم بالخطوة دي.
طنط صفية هي نفسها اللي شافت ان الحياة لازم تستمر ووافقت تبتدي من جديد مع حد بيحبها، تقي وبتحبني وهتفرح قوي لو عرفت اني هتجوزك وهكون لها الأب اللي اتمنيته، أما والدك فحالته مستقرة لا هتتقدم ولا هتتأخر ومامتك جنبه وآخدة بالها منه يبقى فين المشكلة. بالعكس انا شايف الوضع محتاج فرحة بجد تبدل حالة الحزن اللي موجودة في العيلة. وبعدين أنا مبقتش قادر أبعد عنك ثانية واحدة، اللي كان واقف مابينا راح، ضيعنا كتير ومش عايزين نضيع أكتر. ها. إيه رأيك؟
طالعته للحظات بتردد قبل أن تلمح التوق في عينيه لتلبي أمنيته بإبتسامة رقيقة وهزة من رأسها، كاد يهلل على إثرها ولكنه تمالك نفسه واكتفي بإبتسامة سعيدة واسعة ليمسك يدها بحب فأطبقت بأناملها عليه تتسع ابتسامتها الجميلة بدورها. كانت تداعب بأناملها صدره العاري بعد وقت حميمي اشتعلت فيه مشاعر العشق فألهبت قلوبهم بنار لا تحرقهم بل تزيدهم ظمأ للمزيد. سحب يدها لتعتليه فتطلعت إليه قائلة بدلال: طاهر احنا لسة..
صمتت بخجل فرفع حاجبه مشاكساً وهو يقول: لسة إيه؟ متكسفنيش بقى وقولي احنا هننزل مصر امتى؟ ماما وحشتني بقالنا شهر هنا. نفسي أشوفها فيس تو فيس. اممم. زهقتي مني؟ أسرعت تقول: لأ طبعاً بس هي كمان وحشتني. رفع يده يعيد خصلة سقطت على وجهها إلى خلف أذنيها قائلاً:.
هي كمان وحشتني ووحشني جدي رءوف، أقولك تعالي نلغي رحلة الجندول في البندقية اللي كنا رايحينها بكرة والكونسرت بتاعة ألحان بيتهوفن اللي كنت حاجزها في الأوبرا آخر الأسبوع و... استنى استنى تلغي ايه؟لأ. مفيهاش حاجة لما نأجل سفرنا مصر أسبوع كمان. طيب وماما؟ أكلمها فيديو طب وجدي؟ كلمه فيديو. بس مصر وحشت..
مالت تصمته عن الكلام بقبلة تحولت إلى قبلات نسي معها كل شيء وتذكر فقط عشقهما، هذا الذي بدأ بنظرة ثم كلمات في كتاب أحمر تبعه لقاء وتمثيلية كانت نهايتها حقيقة سعيدة للجميع. تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم