logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 12 < 1 3 4 5 6 7 8 9 12 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:40 مساءً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد مكتملة
تقديم الرواية

مجرد اغتصاب... فيها توهان عبث بالمصير
توقف...
أريد العودة...
لا عودة بعد الآن أيتها الجميلة فقد حان وقت الجريمة...
توقف أريد العودة...
ماذا تخالين نفسك فأنا القوي وأنتي مجرد عاهرة جميلة...

لا صوت يسمع لصراخي... لا نجدة لاستنجادي وأصبحت في ذاكرة الماضى مجرد خاطئة...
لعنت اليوم الذي ولدت فيه فتاة جميلة...
وأخال لوهلة أن وأد البنات رحمة في مجتمع يدعي الفضيلة...
لا زالت ألمح ذلك النور الخافت في آخر الممر، يا ليتها كانت نهاية لحياتي...
يا ليتها كانت نهاية لحياتي...
فضيحة...
مجرد فتاة أخرى تلحق بأهلها الفضيحة...

فنحن الإناث إذا ما ابتلينا كان بلاؤنا اغتصاب... فتلبس ثوب الفضيحة... فنحن الإناث إذا ما ابتلينا كان بلاؤنا ثوبا وجسدا والوجه الجميل...
فنحن الإناث إذا ما ابتلينا كان بلاؤنا صمت في مجتمع يدعي الفضيلة...

إيمان بن علي

عذبتني حيرة مشاعري نحوه، بالرغم من قسوته كان يحنو علي أنا فقط، طلب المغفرة وتوسلني، أعطاني الأمان وأسرة دافئة، لكني لست قديسة كي أسامحه تماما برغم كل ما يفعل لي، مازال هذا الألم يأبى أن يزول.
أنا لست قديسة.
أنا مجرد فتاة تعذبت، تألمت، عانت من قسوة الحياة.
أنا لست قديسة.
فصول رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الأول

داخل عينيكي شعلة من التمرد... تخبرني أن الحياة بيننا لن تكون دائما وردية... لكن ستكون مليئة بالأشواك... فأنتي الفتاة المدللة من الجميع وشاء قدري أن ينبض قلبي لكي أنتي فقط ياحبيبتي المدللة...
أنطلق زاهر بالسيارة بأقصى سرعة للحاق بطائرتهم... تمللت بيسان بعصبية وهي جالسة بجواره... فهو ظل صامتا بمجرد أنطلاقه بالسيارة... وكل ثانية تمر بينهم بدون كلام جعلت أعصابها كشعلة اللهب...

تأففت بصوت مسموع عندما يأست منه... ثم هتفت بحدة: هدي السرعة شوية
تجاهل سؤالها واستمر في قيادة سيارته بنفس السرعة
صاحت بيسان في وجهه عندما ظل صامتا: بقولك هدي السرعة شوية..
نظرت له بغضب فبادلها بنظرة هادئة... سرعان ماتحولت الى ابتسامة ماكرة.. مرة واحدة دون مقدمات ضغط على الفرامل لزيادة السرعة أكثر...

أنتفضت في مكانها مذعورة... خوفها جعل أعصابها تنهار.. هتفت باتجاهه: أقف... أقف
... ألقى عليها نظرة جانبية وزينت شفتيه شبح أبتسامة... عندما رأت أبتسامته وتصميمه على زيادة السرعة...
صاحت بانفعال: أقف يازاهر... ليرتخي جسدها مباشرة مرتطم بظهر الكرسي...
أصابه الهلع عندما رأها تفقد الوعي... فقام بأيقاف السيارة على جانب الطريق... أقترب منها وبأصابع ترتجف ربت بخفة على خدها...

تحدث بنبرة خائفة: فوووقي حبيبتي... سامحيني مكنتش أقصد
حاولت بصعوبة كتم أبتسامتها فهي كنت تتصنع فقدان الوعي... هربت ضحكة من بين شفتيها... ثم قامت بفتح عينيها: أنا كويسة
لم يستعب عقله للحظات ماحدث وأنها كانت تمثل عليه... تنهد براحة قائلا بهدوء: كنت بتضحكي عليا وأنا كنت هموت عليكي من الخوف... حاول الابتعاد عنها ليس غضبا منها ولكن من نفسه بسبب تهوره بزيادة السرعة ولكنها قامت بأمساك كف يديه بحب: بجد بخاف من السرعة العالية وكان ممكن يغمي عليا...

وكنت عايزاك توقف العربية بأي طريقة وملقتش غير الطريقة دي
تأمل ملامح وجهها بعشق فهو عاشق متيم... ظل صامتا مكتفيا بالنظر أليها... ضغط على كف يديها برقة ثم قال:متعمليش كده تاني.. مش متخيلة إحساسي كان عامل ازاي لما شوفتك أغمى عليكي... حسيت أن روحي بتتسحب مني...

هزت رأسها وهمست: عارفة عشان ده هيكون نفس احساسي.. مش هعمل كده تاني
رفع كف يديها بالقرب من شفتيه وقام بتقبيل باطن يديها برقة:اوعديني
ردت بخفوت:أوعدك
تحرك باتجاه مقعده وقبل تحركه بالسيارة قالت بيسان: بلاش تسوق بسرعة
رد عليها بابتسامة:مش هسوق بسرعة... ثم تحرك بالسيارة على نفس سرعتها الأولى.

أردت بيسان أن يقلل من السرعة... فقامت بوضع يديها على قدميه قائلة بدلال:خايفة لسه من السرعة
حركتها البسيطة على قدميه جعلته يفقد التركيز... فهمس بصوت أجش:بس كده أحنا هنتأخر
نظرت له بأغراء:بليززز يازاهر... بليززززز
انهارت حصونه ودكت حتى أصبحت مجرد ذرات من الرمل تحت نظراتها وحركات شفتيها المغرية التي توعده بلذة النعيم... قال باستسلام:حاضر هسوق براحة... بس أدعي الطيارة متفوتناش
زينت شفتيها أبتسامة واسعة... وهي ترد بلهجة رقيقة: مش هنتأخر...

في فندق الفورسيزون... وفي أحدى الغرف
_ مالك ياصفية
_ مليش ياناصر ما أنا كويسة قصادك
تحدث بغير أقتناع: لا مش كويسة وطول الفرح وشك مش بيضحك ولو ضحكتي الضحكة بتطلع منك ميته...
تأففت بضيق: بقولك مفيش
نظر لها بتمعن ثم قال بلهجة هادئة: أحنا مش عشرة يومين يابنت عمي... قولي أيه اللي مضايقك.

شعرت بالضيق فهو مصر على معرفة سبب تغيرها... أخذت نفس عميق ثم أخرجته ببطء شديد: هقولك ياناصر... من الوقت اللي زاهر قال هيتجوز بيسان بنت نجم بيه وأنا مش مرتاحة
_ ومش مرتاحة ليه
_ هيتعب معاها وعدم أرتياحي زاد لما شوفتها في الفرح وشوفت زاهر وحسته أنه مضايق بسبب تصميمها أن الفرح يفضل شغال... بيسان دلوعة وزاهر راجل لو أستحمل دلوقتي بكرا لا وممكن تحصل مشاكل بينهم.

تحدث ناصر بهدوء: متشغليش بالك باللي هيحصل في المستقبل... متعرفيش ممكن يحصل أيه... ممكن اللي شاغل بالك ده ميحصلش أبدا ويفضلو مع بعض طول العمر
مطت شفتيها وتمتمت قائلة: ده أبني الوحيد ومش عايزه في يوم يبقا حزين... أنا معرفش متجوزش ليه واحدة من البلد عندنا من توبنا مش واحدة مولودة في بؤها معلقة من دهب.. واحدة ممكن تقوله شوف أنا بنت مين وأنت أبن مين..

تحدث ناصر بلهجة صارمة: لحد كده وكفاية ياصفية.. أبن أحسن ناس في أسوان... أبن عضو في مجلس الشعب اللي ناس لما يعدي من قصادهم يقومو يقفو أحتراما ليه... اللي الكل بيعمل ليه ألف حساب... مش معنى أني أشتغلت عند نجم كام سنة يبقا أبني مش مناسب... أبنك من أكبر عيلة فيكي يأسوان اللي نجم بيعمل ليها ألف حساب...
شعرت بغضب زوجها وأنها أخطئت... فقالت: حقك عليا
هتف في وجهها: حقك ولا مش حقك.. أقفلي على الكلام في الموضوع ده...
ردت صفية: حاضر...

حاول كريم الاتصال باأكنان ولكن تليفونه غير متاح... فقام بالاتصال بمنزله... لترد عليه كاترينا
تحدث بانفعال: فين أكنان
ردت كاترينا بلهجة هادئة: في المستشفى مع زهرة
تحدث باستفسار: مستشفى ليه ومين زهرة دي
أجابته قائلة: زهرة شغالة عنده وفي المستشفى معاهاعشان مامتها ماتت.

قطب بين حاجبيه بتمعن.. تمتم بخفوت: من أمتى ياأكنان بتقفل تليفونك وكمان
تحدثت كاترينا: بتقول حاجة ياكريم بيه
فاق من شروده: أه... قوليلي أسم المستشفى اللي موجود فيها
أغلق الهاتف مباشرة عندما أعطته العنوان... ثم خرج من المطار بخطى سريعة... فالموضوع الذي يريد التحدث فيه لا يحتمل التأجيل لدرجة أنه قطع رحلته مقررا البقاء حتى يتحدث مع أكنان...

في المستشفى مازالت زهرة موجودة... ظلت بجوار الباب الموجود بداخله والدتها تأبى التحرك من هذا المكان
... منتظرة بزوغ النهار لكي تقوم بدفن والدتها...
تحدث أكنان بلهجة حانية: ملهوش لزمة وجودك في المستشفى... تعالي معايا عشان تروحي وبكرا الصبح أنا هخلص أجراءات الدفن...
رفعت رأسها المنحنية ونظرت له بعيون حمراء منتفخة من كثرة البكاء... ردت عليه بصوت متهدج متألم:أنا مش هتحرك من هنا...

لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال بأصرار: تعالي معايا وبكرا الصبح هجيبك هنا بنفسي
تحدثت بألم: وأنا بقولك هفضل هنا مش هتحرك الا وهي معايا لحد لحد ماأدفن... تهدج صوتها فلسانها لم يستطع نطق باقية كلامها
نزعة من الالم توغلت داخل قلبه لرؤيتها هكذا... أقترب منها وقال:هي ماتت... وجودك ملهوش داعي.

سيطرتها الهشة على نفسها أنهارت دفعة واحدة عندما قال ماتت... أخذت الكلمة تتكرر داخل عقلها كصدى الصوت... كلمته كانت القشة التي جعلتها تفقد ماكانت تدعيه من هدوء ظاهري... صاحت في وجهه بهستيرية: لااا أنا هفضل هنا... شعرت بارتخاء في قدميها... فجلست على الارض وأسندت ظهرها على الحائط... أحنت رأسها فوق كلتا ركبتيها وأغمضت عينيها... حدثت نفسها بألم... خلاص بقيتي وحيدة في الدنيا... ليه سبتيني يأمي... ليه... ليه... أرجيعلي تاني
... أنسابت دموعها بغزارة في صمت... ثم هتفت... أنا محتاجاكي أوي..

شعر بالهلع عند رؤيتها هكذا: زهرة... زهرة... حاول جذبها من يديها لكي تقوم
دفعت يده بعنف... هتفت في وجهه بهستيرية ودموعها لم تتوقف عن التساقط: سبني.. أنا هفضل هنا مش هتحرك
... أخذت تبكي بصوت عالي...
حاول أكنان تهدئتها لكنه فشل... فجأة أرتخى جسدها أمام عينيه واقعة الارض... فاقدة الوعي..

أكنان بهلع: زهررررة... جلس بكلتا ركبتيه على الارض... حاول افاقتها لكنها ظلت غائبة في عالمها الخاص.. هتف بحدة... دكتور هنا بسرعة
بعد مرور عدة دقائق... وفي داخل أحدى غرف المستشفى... ظل أكنان واقفا في مكانه يتابع في صمت كل حركة يقوم بيها الطبيب وهو يكشف على زهرة
عندما أنتهى الطبيب قال: أضطريت أديها حقنة مهدئة وكلها كام ساعة وتفوق..

بدون أن تتحرك شفتيه بالكلام... أشار للطبيب بالأنصراف... بمجرد خروجه وأغلاق الباب جذب أقرب كرسي في متناول يديه ووضعه بالقرب من فراشها... جلس عليه ونظر لها بشرود... محدثا نفسه... لحد أمتى هتسأل نفسك ليه هي بالذات بتعمل معاها كده... وليه خوفك وهلعك عليها لما أغمى عليها... معقولة لسه بتسأل... فين ذكائك؟

فاق من شروده على صوت طرقات على الباب... بمجرد ألتفاته لأعطاء الأذن بالدخول... وجد كريم أمامه
شعر كريم بالفضول عند رؤية أكنان جالسا بجوارها وملامح وجهه حزينة..
أندهش أكنان من تواجد كريم هنا... نهض من مكانه قائلا بخفوت: أنت مسافرتش ليه
أشار كريم باتجاه الفراش: هو في أيه بالظبط... أيه اللي بيحصل وأنت مخبيه عن الكل
رد بضيق: تعالى نتكلم برا...

وفي خارج الغرفة
تحدث أكنان بهدوء: مقولتيلش أنت ليه لحد دلوقتي مسافرتش... وأيه اللي خلاك تفوت رحلتك وتيجي ليا هنا
_ أيه أخبار صفقة الشركة الصينية
_ مالها الصفقة وليه السؤال ده دلوقتي
_ ماهو ده السبب اللي خلاني أفوت رحلتي
هز أكنان رأسه بعدم فهم: بلاش كلام الالغاز... أتكلم علطول...

رد كريم: هقول السبب... قبل ماأركب الطيارة سمعت خبر في النشرة أن صاحب الشركة أيلون أتفق مع مجموعة الشهاب في صفقة المنتجع السياحي
أبتسم أكنان قائلا: وأنت بقا ضيعت وقتك ومسافرتش عشان خاطر كده... متصلتش بيا ليها ووفرت على نفسك وقتك اللي ضيعته على الفاضي
أبتسم بتهكم ورد قائلا: ماهو لو تليفونك مفتوح وعرفت أتصل بيك... كان زماني سافرت دلوقتي... بس أعمل أيه في قلبي الطيب... قولت لازم أبلغك باللي سمعته عشان عارف أنك لو خسرت الصفقة دي هتخسر كتير..

أخرج تليفونه من جيبه ووجده مغلق... تحدث بذهول: التليفون مقفول بجد... دي أول مرة تحصل
سأل كريم بلهجة فضولية: وياترى السبب أيه... والسبب ليه علاقة بالبنت اللي جوا
قال بنبرة حازمة: ملكش دعوة بيها... خليك في موضوع الصفقة اللى ضيعت رحلتك عشانها... من الأخر كل اللي سمعته ده شوشرة وايلون مش عبيط عشان يدي الصفقة للي أسمه شهاب
رد كريم بهدوء: طب من غير نرفزة... مش هجيب سيرتها... وعلى العموم مفيش دخان من غير نار وخد حذرك بعد كده
قال بهدوء:هاخد حذري أكتر...

قطع حديثهم أصوات مرتفعة على بعد عدة أمتار
أشارت ضحى لولدتها: الموظف بتاع الاستقبال قال أنها موجودة في الاوضة اللي هناك...
تحدثت أمينة بدعاء: أن شاء الله خير
ضحى بصوت مضطرب: زمانها محتاجنا أوي جنبها ياماما... بقا ملهاش حد غيرنا
وعندما أقتربو من الغرفة تفاجئت بتواجد كريم أمامها
ضحى بلهجة مضطربة: حضرتك
كريم بذهول: أنتي..

سألت أمينه أبنتها: هو مين ده
تمتمت ضحى بخفوت: ده كريم بيه ياماما... كريم اللي كلمتك عنه
هزت رأسها عندما تذكرت: أه أفتكرت... السلام عليكم
رد كلا من أكنان وكريم قائلين: وعليكم السلام
ثم توجهت بحديثها ناحية كريم: شكرا ليك يأبني على كل اللي عملته مع بنتي... ثم قامت بالدعاء له... يارب ياسعدك يابني سعادة دايمه مفهاش حزن... ويرزقك الله كل ماهو جميل ويملىء قلبك بالسعادة..

رد كريم: أنا معملتش حاجة تستاهل... أي حد مكاني كان ممكن يعمل كده
هزت رأسها نافية: لا مش أي حد... ولاد الاصول المتربين هما اللي مش بيسكتو على الغلط وبيساعدو المحتاج وأنت أبن أصول
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: العفو... عشان أنتو ناس طيبين ربنا وقف اللي يساعد ضحى... أنا كنت مجرد وسيلة
ردت أمينة والابتسامة تزين محياها:ونعم الاخلاق... أحنا مش عارفين هنرد جميلك أزاي...

قال ببتسامة: أنا معملتش حاجة تستاهل ولو عايزه ترديلي الجميل يبقا تعزميني في مرة على الاكل عندكم... أصل أنا طول عمري عايش برا وأسمع على حلاوة وجمال الاكل هنا
هتفت بابتسامة: من عينيا هعملك أحلى أكل... بكرا تشرفنا وهتدوق أحلى حاجة
شعرت ضحى بالخجل... همست لأمها: ازاي الكلام ده ومامت زهرة وجنازتها..

ردت بخفوت: يالهوووي أنا نسيت... ثم وجهت كلامها الى كريم... معلش العزومة هتتأخر شوية... عشان عندنا حالة وفاة
ظل أكنان متابع صامت للحوار الدائر بينهم... لاحظ نظرات كريم الخاصة لضحى وأهتمامه الزائد بيها...
سأل كريم: مين اللي مات
تحدث أكنان قائلا: أم زهرة... ثم توجه بكلامه الى ضحى وأمها... أدخلو ليها هي محتاجكم معاها لما تفوق
سألت ضحى بفضول: حضرتك اللى أتصلت بيا..

رد أكنان بهدوء: أيوه... بعد أذنكم وأشار الى كريم بالتحرك معاه
قال كريم: هستئذن دلوقتي وأكيد هنتقابل بعدين... ثم أنصرف مع أكنان
تذكر كريم من تكون زهرة فهتف قائلا: زهرة دي تبقا صاحبة ضحى
أستشعر أكنان الي أين ممكن يؤدي الكلام... فقال بمرواغة: مين ضحى دي وباين حكايتها طويلة... بس باين من نظراتك ليها... أن في حاجة
رد كريم بارتباك: بنت ساعدتها وبس... ومفيش حاجة بينا..

غمز بمكر: وساعدتها أزاي
_ الموضوع طويل هبقا أحكيه ليك بعدين...
_ وأنا هستنى
_ وأنت أيه حكايتك مع زهرة
رد بابتسامة ماكرة: لما تحكيلي الاول هبقا أحيكلك
أبتسم كريم بخفة وقال: ماشي أتفقنا
سأل أكنان: هتسافر أمتي..

سكت لعدة ثواني قبل الرد حتى قرر ماذا يريد: هاا.. أجلت السفر بعدين... لحد مانشوف حل لشهاب
غمز له بأحد حاجبيه: عليا الكلام ده... بس هعديها ليك
قال كريم مستفسرا: أخبار بيسان أيه
ضرب على رأسه بخفه... ليهتف قائلا: ياااه ده نسيت خالص
سأل كريم بفضول: نسيت أيه..

هتف بضيق: بعدين ياكريم... سلااااام دلوقتي... وعندما أنصرف كريم... أخرج هاتفه وقام بتشغيله... وأتصل برقم ببيسان.. فهو أستئذن منها وقال أنه سيعود سريعا... لكن ماحدث بعد ذلك من وفاة والدة زهرة جعلته يخلف وعده بعدم العودة سريعا.. هتف بغضب: زمان بيسان زعلانة منك...

في المطار
أخفى زاهر غضبه بصعوبة.. تحدث بهدوء ولكنه كان يغلي داخليا: سوق براحة يازاهر... بخاف بخااااف... أهو الطيارة فاتتنا
زمت شفتيها بحركة طفولية: وأنا ذنبي أيه
عقد بين حاجبيه بعبوس: طبعا ملكيش ذنب ياحبي
ردت بتوتر: أنت بتتريق عليا
_ لا العفو مش بتريق... أنا السبب
_ طب هنعمل أيه دلوقتي..

فكر زاهر في حل لوضعهم هذا.. وبعد تفكير طرأت على باله فكرة جعلته يبتسم... فهتف قائلا: لقيت حل
سألت بفضول: حل أيه؟
زينت شفتيه أبتسامة ماكرة: هنقضي شهر العسل في الصعيد في بيت العيلة
أتسعت عينيها بصدمة وهي تقول: أنت بتتكلم جد
غمز لها قائلا: طبعا... هروح أشوف أقرب رحلة طالعة أمتى... وتحرك مبتعدا
هتفت بيسان: أستنى يازاهر بس...

تحدث بأصرار: خلاص يابيسان أنا قررت... ثم تركها غير مبالي بمنادتها له
تكلمت بلهجة عالية حتى يسمعها:أنا مش عايزه أسافر... أسمع الجو حر موووت... زاااااهر أستنى
سمعت رن هاتفها المتواصل... قالت بحدة: الووووو دون النظر الى رقم المتصل
_ لدرجة دي زعلانه مني
_ عندما سمعت صوته... شعرت بالهدوء... أخذت عدة لحظات حتى أستوعبت ماقال... وهزعل منك ليه ياكينو
_ عشان وعدتك أجي علطول بعد مأخلص مشواري المهم..

أبتسمت بيسان بخفة: لا مش زعلانة... أنااتلهيت في الفرح واللي حصل بعد كده... ملحقتش أسألك قبل ماتمشي مشوار أيه المهم اللي خلاك تسيب فرحي
تحدث بارتباك: مش لزم تعرفي... هبقا أقولك بعدين
قالت مبتسمة وهي تحك أنفها بخفة: أنفي البوليسية تخبرني بوجود رائحة أنثى في هذا المشوار
زينت ملامح وجه شبه أبتسامة: خليكي دلوقتي في زاهر وشهر العسل وهنبقا نتكلم مع بعض.

زمت شفتيها بضيق عندما تذكرت ماحدث.. قالت بعبوس: شهر عسلي الضرب بعد ماميعاد الطيارة فاتنا وناوي يخلني أقضي شهر العسل في الصعيد.. تخيل ياأكنان أنا شهر عسلي هيكون في الصعيد في بيت أهله
سأل أكنان: ومين السبب ان ميعاد الطيارة يفوت
أجابت بارتباك: أااانا
تحدث أكنان بهدوء: يبقا بلاش تنكدي على نفسك...

تمتمت بضيق: بس
قال بلهجة حازمة: من غير بس يابيسان زاهر بيحبك... بلاش نكد
ردت بضيق: حاضر... سلاااام أنا شايفة زاهر جاي
_ سلاااام يابيسان هبقا أتصل بيكي بعدين

وفي الغرفة الموجودة بداخلها زهرة...
عندما رأتها أمينه بهذا الوضع... نائمة طريحة الفراش لا حول لها ولا قوة... شهقت بحزن: ياعيني عليكي يابنتي
قالت ضحى بخفوت: وطي صوتك ياماما
جلست ضحى وأمها بجوار الفراش
تمتمت ضحى بخفوت: قولتي لبابا يعمل عزا للست هدي.

ردت أمينة بخفوت: من غير ماحد فينا يتكلم... أبوكي بيعرف في الواجب وهو قال من نفسه أنه هيتكفل بكل حاجة... بس تعرفي اللي أسمه كريم محترم أوي... ربنا يبارك في شبابه... لما نفوق من جنازة وعزا الست هدى هعمله أحلى أكل..
قالت ضحى بارتباك: أااه عندك حق ياماما...
قالت أمينة: مش حسه بحاجة غريبة ياضحى... الراجل اللي شغاله عنده زهرة
سألت بفضول: ماله
قالت أمينه بلهجة مترددة: أنه هو اللي أتصل وفضل مع زهرة لحد ماأحنا جينا
_ أنا شايفة واحد مرضاش يسيب واحدة وهي أمها متوفيه

بمجرد أخباره أنها أستيقظت وتريد الانصراف مع جاراتها... ذهب اليها مباشرة... وبمجرد أن دلف الى الداخل وجد ضحى تقوم بأسنادها متجهين ناحية الباب لكي ينصرفو
هتف قائلا: هخلي السواق يوصلكم
قالت زهرة: كفايه تعبك معايا لحد كده... عم عبد الفتاح هيجيب لينا عربية دلوقت
تحدث بحدة: مفهاش تعب... أتصلو بيه وقولي مفيش داعي يتعب نفسه... عربيتي وسواقها موجودين
وبعد شد وجذب وافقت زاهرة على مضض على ركوب سيارة أكنان

ظلت بيسان صامتة طوال الرحلة حتى وصلت الى بيت العائلة...
هتفت سعدة الخادمة عندما رأت زاهر.. وأخذت تزغرط: لوووولي... زاهر بيه وعروسته... أهنه...
ابتسم زاهر: أزيك ياسعدة...
سعدة بفضول عندما رأتهم بمفردهم: أومال فين ناصر بيه والست الحاجة
رد أكنان: لسه في مصر... الاوضة بتاعتي جاهزة..

ردت سعدة: أوضتك ديما متوضبة يازاهر بيه... مش محتاج مني أيتوها حاجة
تحدث بهدوء: شكرا ياسعدة... ثم أمسك بكف بيسان برقة... كلها لحظات وتشوفي أوضتي... هتعجبك أوي
مطت شفتيها بضيق: أنا مضايقة منك ومش هكلمك
أدعى عدم الفهم: مضايقة مني وأنا عاملتك حاجة
نظرة له بعبوس: مضايقة عشان صممت على اللي في دماغك
أبتسم بخفة: أنا متأكده أنك هتتبسطي أوي..

_ أشك
_ وأنا واثق أنك هتقوليلي خلينا هنا شهر فوق شهر العسل
هزت رأسها برفض... وصممت على عدم الرد...
قال بهدوء: هو فينا من كده
وبدون سبق أنذار وجدت نفسها محمولة بين كلتا ذراعيه.. صرخت في وجهه: نزلني... لم يبالي بصراخها.. وصعد بيها حتى باب غرفته... ثم قام بأنزالها..
أبتسم بمكر: نورتي أوضتي ياعروسة... وفتح لها باب الغرفة على مصرعيه..

زمت شفتيها وهي تقول: هدخل طبعا أومال هروح فين دلوقتي... دلفت وهي تدق بحذائها بعنف على أرضية الغرفة...
تحدث بمكر: أنا نازل أجيب الشنط... ياتري فيها أيه
قالت بارتباك: أنت بتحلم مفيش حاجة ماللي في دماغك هتحصل
غمز لها بمكر وابتسامة واسعة تزيين شفتيه: هنشوف...

سمع أحمد خبر وفاة والدة زهرة فذهب اليها مباشرة... لكنه وصل متأخر بعد أنصراف الجميع... دلف الى الداخل فوجد زهرة ورجل أخر في الشقة... تفاجئت زهرة بوجود أحمد أمامها مباشرة
لم يبالي أحمد بهذا الراجل... تجاهل وجوده تماما... نظر لها برقة وتحدث قائلا: البقاء لله
ردت بذهول: الحمد الحمد لله
قال بلهجة أسفة: عايزك تسامحيني على كل اللي عملته معاكي
_ مش وقته الكلام ده يأحمد.

شعر أكنان بالغضب عندما نطقت أحمد فهو تذكر الاسم بمجرد خروجه من بين شفتيها... أراد الفتك بيه... لكنه تحكم في غضبه بصعوبة وظل مستمع للحوار الدائر بينهم
قال أحمد بأسف: أنا عارف أنه مش وقته... بس أنا عايزك تسامحيني على كل غلطة أرتكتبها في حقك... أنا عرفت باللي حصل زمان... عرفت رشا عملت معاكي أيه... عرفت أنها هي اللي لبستك تهمت السرقة وأن والدك مات بسبب اللي عملته رشا فيكي... بسبب غيرتها منك... أنا طلقتها خلاص... سامحيني يازهرة أنا جيت عليكي كتير وظلمتك وبعد كل ده هددتك...

قالت بألم: ملهوش لزمة الكلام ياحمد... أنا مش زعلانة منك... عشان شيلتك من تفكيري تماما
هتف بانفعال: أنتي بتقولي أيه
ردت بفتور: اللي سمعته... أمشي ياحمد وياريت مشوفكش تاني
تحدث أحمد برجاء: أنتي لسه بتحبيني أنا متأكد من كده... أنا عايز أتجوزك يازهرة
شعر أكنان بالغضب عندما علم بكمية الظلم الذي تعرضت له زهرة من المدعو أحمد والمسماة رشا وشعر بالغضب من نفسه أيضا فهو شارك أيضا في ظلمها..

وبمجرد سماعه عرض الزواج صاح بغضب: بتقولك أطلع برا
التفت أحمد له قائلا بضيق: وأنت مين بقا
هتف أكنان: ملكش فيها
وكاد كلاهما يمسك في الاخر... لولا صياح زهرة: عشان خاطري أمشي... لو ليا معزة عندك
رد بعناد: مين ده الاول
قالت برجاء: عشان خاطري
فكر أحمد للحظات مقدرا الموقف.. لو دخل في شجار مع هذا الشخص سيخرج خاسرا فهو ضعف حجمه... رد عليه باستسلام: حاضر عشان خاطرك
ردت زهرة بامنتان: شكراا.

وأنصرف أحمد بعدها مباشرة
لم يتبقى سوى زهرة وأكنان وأصبح كلايهما في مواجهة الاخر
أكنان بأصرار: يلا معايا عشان أوصلك
ردت بتعب: توصلني فين
نظر لها بتمعن: أوصلك فين وأنتي كنتي عايشة فين قبل كده
... مش أنتي شغالة عندي وفي نفس الوقت عايشة هناك..

قالت بلهجة مرهقة: كنت عايشة عندك عشان ظروف مرض أمي وشغلى ومكنتش أقدر أوفق كل ده مع بعض... ودلوقتي السبب اللي كان مخليني مضطرة أعيش عندك خلاص
سألها مستفسرا: تقصدي أيه بكلامك
قالت بفتور: قصدي أن مينفعش أعيش عندك تاني
رد برفض: ومينفعش ليه..

تنهدت بحدة: زمان عشان خاطر أمي الله يرحمها... ودلوقتي مينفعش عشان الناس ممكن تتكلم
تحدث بأصرار: هو أنتي نسيتي شغلك عندك.. المسافة من هنا لشقتي بعيدة... أزاي هتوفقي بينهم
أجابته بتعب: هوفق أن شاء الله.. ممكن تمشي عشان بجد تعبانة أوي وعايزه أنام
يأس أكنان من محاولة أقناعها بالذهاب معاه وقبل خروجه هتف بغضب: أنتي الخسرانة... ومن بكرا تيجي الشغل ثم أغلق الباب خلفه بعنف... وجد السائق بانتظاره في الخارج بالقرب من السيارة
تحدث السائق قائلا: أوصل حضرتك فين..

صاح بغضب: غورمن وشي... ليدلف الي السيارة وجلس في كرسي السائق وأنطلق بأقصى سرعة تاركا خلفه زوبعة من الاتربة... ظل يقود بدون أدارك منه... نظر للمكان الذي توقف فيه بصدمة... حدث نفسه بألم: معقولة يأكنان بعد السينين دي كلها... تجيبك رجلك في المكان ده... لأمتى يازوزو... قوليلي لأمتى هفضل عايش بذنبك... لأمتى هفضل أكنان اللي بيأذي غيره... دبحتك وذليت زهرة...


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:40 مساءً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الثاني

يأس أكنان من محاولة أقناعها بالذهاب معاه وقبل خروجه هتف بغضب: أنتي الخسرانة، ومن بكرا تيجي الشغل ثم أغلق الباب خلفه بعنف، وجد السائق بانتظاره في الخارج بالقرب من السيارة
تحدث السائق قائلا: أوصل حضرتك فين...

صاح بغضب: غور من وشي، ليدلف الي السيارة، جلس في كرسي السائق وأنطلق بأقصى سرعة تاركا خلفه زوبعة من الاتربة، ظل يقود بدون أدارك منه الى أي جهة يسوق، نظر للمكان الذي توقف فيه بصدمة، حدث نفسه بألم: معقولة يأكنان بعد السينين دي كلها، تجيبك رجلك في المكان ده، لأمتى يازوزو، قوليلي لأمتى هفضل عايش بذنبك، لأمتى هفضل أكنان اللي بيأذي غيره، دبحتك وذليت زهرة، ماحدث مع زوزو جعل روحه مشوهة، هتف بغضب، ليه؟

ليه جيت هنا، مش كفاية لحد كده ياأكنان، مش كفاية عذاب، أنت بقالك سينين بتكفرعن ذنبك، وبعد مرور فترة من مناجاة نفسه والدعاء، شعر بالهدوء النفسي، وأعترف لنفسه بحبها، لمعت عينيه عندما وصل منحنى أفكاره عند هذه النقطة، هز رأسه بتصميم، مقررا الاعتراف لها بمشاعره تجاهها ولكن قبل المواجهة يجب أن يقوم بدفن الماضي، خطى باتجاه سيارته بتصميم وعزيمة، وأنطلق بيها الى الجراج الخاص بيه، ترجل من سيارته، وأقترب من سيارته القديمة فهي ظلت سنوات مركونة من يوم الحادث المشؤم، وضعها بنفسه هنا وكل فترة كان يأتي لمشاهدتها فقط من الخارج دون يجرؤ على قيادتها، لم يستطع التخلص منها، فهو أراد وجودها لكي تذكره بما فعل من ذنب لا يغتفر...

دلف الى داخلها بعزم ثابت، مقررا قيادتها والتخلص منها، وطوي صفحة الماضي، وضع يديه على عجلة القيادة.. أستعدادا لتشغيلها، فجأة رن هاتفه.. فقام بأخرجه من جيبه، ورفعه فى تجاه وجهه لرؤية رقم المتصل، أمسكه بحركة خاطئة، ليقع على ارضيه السيارة.. هتف بحدة: أووووف، هو ده وقت، ثم أحنى رأسه لألتقاطه، لفت نظره بريق يلمع في الركن.. أمتلكه الفضول لمعرفة ماهية هذا الشيء، مد أصابع يده وأمسكه، رجع في مكانه وقبضة يده مغلقة على ماأمسكه، فتح كف يديه، ناظرا له...

تمتم بخفوت: فردة حلق، فردة حلق، شرد للحظات، وميض ذكرياته تفجر دفعة واحدة داخل عقله، ليهتف بصدمة: مستحيل، مستحيل، طب أزاي، دي فردة الحلق الضايعة بتاعت زهرة، وأخر حد ركب العربية معايا كانت زوزو، هز رأسه بعنف غير مصدق مارأت عينيه، العربية متفتحتش من زمان، ايه اللي جاب فردة الحلق دي هنا، مستحيل تكون بتاعت زوزو، طب أزاي، زهرة مش زوزو، وزوزو مش شكل زهرة، السر فين، تنفس بعمق، أهدى يأكنان وفكر بعقلك، أستعاد ما مر من مواقف له مع زهرة...

مستحيل زهرة تكون زوزو، تسرب الشك بالتدريج داخل عقله، فقرر كسر الشك باليقين ومعرفة كل شيء عنها، حدث نفسه: هتصل بأمين يجمعلي معلومات عنها، بس أنا مش هستحمل الكام الساعة وممكن يوم عشان يجمعلي المعلومات عنها، تذكر زهرة وأحمد وعلاقتهم الوثيقة، وأيضا تذكر أنه كلف أحد الحراس عنده بمراقبة جميع تحركاته، أمسك هاتفه وقام بالاتصال بهذا الحارس، أخذ منه العنوان وفي خلال أقل من ربع ساعة كان موجود أمام باب شقته، وضع أبهامه على جرس الباب...

في داخل غرفة رشا وبجوارها والدتها
القت أبتسام نظرة على رشا تدل على الضيق: كفاية لحد كده يارشا وتعالي معايا، حالتك مش عاجبني وسايبة البنات مش نضاف، ده أنا أول مادخلت قالوللي أنهم ميتين من الجوع، أنا بنفسي خلتهم ياخدو شاور وأكلتهم ودلوقتي هما نايمين
ردت بانفعال: أنا مش هتحرك من شقتي، هفضل هنا هروح معاكي
لم ترد عليها ولكنها نهضت من جانب أبنتها وأغلقت مصاريع النافذة، فبرودة الهواء كانت لاتحتمل، قالت بهدوء ظاهري:أسمعي الكلام وبلاش عناد يارشا، أنتي شايفة نفسك عاملة أزاي، شكلك بقا زي الشبح...

هزت رأسها بعنف: بقولك لأ أنا هفضل هنا في شقتي مع جوزي وبناتي
قالت أبتسام: فوووقي يارشا أحمد طلقك، وعمره ماهيرجع ليكي طول مانتي بالمنظر ده...
أهتز جسد رشا بشدة وهي تقول: أحمد هيرجعلي، وزي ماخلته يتجوزني هخليه يرجعلي، نهضت من مكانها بحركة مترنحة، متجهة ناحية الدولاب، أخرجت منه عدة صور، وأقتربت من أمها...
نظرت لها أبتسام بقلق وهي ترى أضطراب أبنتها الواضح...

جعلتها رشا تشاهد الصور: الصورة دي من فرحنا شوفي كان بيضحك ليا أزاي، والصورة دي وأحنا بنرقص مع بعض، وشايفة الصورة دي، الصورة دي بتقول أنا الكسبانة وزهرة الخسرانة، وأشارت بأبهامها على زهرة وهي تقف على عدة أمتار بجوارهم، دي بقا زهرة، شوفتي بصت القهر اللي في عينيها وأنا برقص مع أحمد في فرحنا، ضحكت بهستيرية، مكنتش مصدقة لما أتصلت بيها، جيت جري عشان تتأكد، ثم مطت شفتيها متصنعة الحزن وقالت، ياحراااام مصعبتش عليا...

نظرت لها بصدمة: كفااااية يارشا مش عايزه أٍسمع حاجة تاني، كفاية صدمات ليا فيكي...
أشارت رشا لخارج الغرفة.. وقالت باضطراب: أنا سامعة جرس الباب، هروح أشوف مين، ثم خرجت من الغرفة وتبعتها أبتسام مباشرة
فتحت رشا الباب وقالت: نعم
دلف أكنان الي الداخل مباشرة، تحدث ببرود: عايز أكلم أحمد
ظلت رشا صامته تتأمل الغريب، كرر سؤاله قائلا: عايز أكلم أحمد
قالت رشا: أنت مين وعايز أحمد لها
نظر لها بتمعن وقال: وأنتي مين
_ أنا مرات أحمد
_ رشا صح
_ أيوه، مقولتش أنت عايزه ليه.

ظهر على وجهه تعبير شرير عندما أكدت تخمينه، أصبحت عينيه داكنتين، خطت رشا الى الخلف بخوف، لكن يده أمسكت رسغها بعنف: أنت بقا رشا اللي أذت زهرة
صاحت أبتسام في وجهه: سيب بنتي بدل ماتصل باخوها يسجنك
نفض يديه بقرف دافعا أيها.. قال بهدوء: أنتي مش أد الكلمتين دول، متعرفيش بتكلمي مين...
هتفت بغضب: أطلع برا
رد بلامبالاة: فين أحمد الاول...

نتيجة دفعه لرشا سقطت الصورة الممسكة بيها تحت قدميه، خطى خطوة للامام، داس بطرف حذائه على الصورة، حرك قدميه للاطاحة بيها، أتسعت عينيه بصدمة وهو يرها بعد هذا السنوات، أحنى ظهره وبأصابع مترددة ألتقط الصورة، هتف بحدة قائلا: مين دي
ردت رشا بتقزز عندما أشار الى صورة زهرة: دي ولا حاجة...

نظر لها بوجه شرير: بقول مين دي
ردت رشا بخوف: زهرة، دي تبقا زهرة
بنبرة قاسية قال: عايزك تحكيلي كل اللي عملتيه معاها بالتفصيل
هتفت أبتسام: أطلع برا بدل ماأتصل بأبني معتز يحسبك، أبني ظابط على فكرة.

جلس أكنان على أقرب كرسي واضعا قدم فوق الاخري.. وقال بابتسامة ساخرة: وأنا بتليفون واحد بس مني، أطردلك أبنك من شغلي
شعرت أبتسام بالخوف من تهديده فمظهره وطريقة كلامه تخبرها أنه قادر على تنفيذ كلامه، فقررت أعطائه مايريد من معلومات: أنا حكيلك كل حاجة
مع كل كلمة تنطقها، جعلت سخطه في أزدياد، بمجرد أنتهائها، نهض من مكانه بغضب هائل من نفسه، من الجميع فالكل قام بأذيتها حتى هو، قال لهم بلهجة قاسية: اللي حصل مش هعديه بالساهل، حدث نفسه، وأنت يأكنان هتجيب حقها منك أزاي، ثم أنصرف من داخل الشقة يكاد لا يرى أمامه من شدة غضبه...

بمجرد خروجه أخذت رشا تضحك بهسترية: شوفتي ياماما، حتى هو مدلوق عليها، هي فيها أيه زيادة عني، أستمرت في الضحك بصوت عالي، حاولت ابتسام تهدئته لكنها أستمرت في الضحك، أستيقظت الفتاتين مفزوعتين من نومهم على صوت أمهم، رمت الفتانين نفسهم في حضن جدتهم، فقامت بضمهم بحنو..
كررت أبتسام توسلها: الله يهديكي كفاية، بناتك خايفين منك.

بعد فترة هدئت رشا وتوقفت عن الضحك
قالت أبتسام برجاء: تعالي معايا
هزت رشا رأسها بالنفي وقالت بهدوء: أنا داخلة أنام
وعندما أختفت رشا من أمامها، أتصلت بأبنها لكي يأتي لشقة شقيقته في منتهى السرعة

تقلبت بيسان على الفراش بعدم راحة، فتحت عينيها بالتدريج ونظرت للسقف بعيون ناعسة، لفتها أنه ليس المنظر المتعودة عليه عندما تستيقظ، مرت مشاهد ضبيبة لزاهر وهو يقوم بنزع ملابسها، أبتسمت بخفة متخيلة أنه حلم...
فتح الباب ودلف زاهر، حاملا بين يديه صينية محملة بالطعام...
أبتسم قائلا: صباح الخير، لو مكنتيش صحيتي، كنت صحيتك بنفسي...

نزعت الغطاء من فوقها، حتى تستطيع الجلوس براحة، أتسعت عينيها بصدمة عندما رأت ماترديه من غلالة نوم رقيقة، خضبت حمرة الخجل وجنتيها، قالت بحدة: مكنش حلم، أزاي تعمل كده وتغيرلي هدومي وأنا نايمة
غمز له بخبث: ده أنا يدوب عقبال ماطلعت الشنط لقتك نايمة بهدومك، حاولت أصحيكي مصحتيش، أبتسم بمكر، ده أنتي طلع نومك تقيل
زمت شفتيها بحركة طفولية: أنا مش نومي تقيل..

هز كتفيه وقال: ده أنا غيرتلك هدومك وفضلتي نايمة متحركتيش خالص، كلمة شرف مني متجاوزتش حدودي...
تذكرت شعورها بالسعادة وهي متخيلة أنها تحلم، قالت بخجل: طب ممكن تدور وشك، عشان عايزه أقوم أدخل أخد شاور
زينت شفتيه أبتسامة متلاعبة: ملهوش داعي الكسوف، ماأناشوفت كل حاجة
هتفت بخجل: زاااهر.

رد بابتسامة: حاضر هدور وشي، خدي شاور بسرعة عشان محضرلك حتت برجرام سياحي هتتبسطي منه أوي
ضيقت بين حاجبيها بعبوس، متمتمه بخفوت: أشك
سأل زاهر: بتقولي حاجة ياروحي
_ بقول أي حاجة منك أكيد هتطلع حلوة
أجاب بثقة: طبعا...
دافت بعدها مباشرة الى الحمام...

زاهر كان جالس على الفراش، ناظرا باتجاه باب الحمام، والابتسامة تزيين شفتيه، أتسعت عينيه بصدمة، نهض من مكانه مفزوع، يامصبتك السودة يازاهر، وأتجه ناحيه باب الحمام.. همس بخفوت: فتحي، أمشي دلوقتي يافتحي دي بتخاف من نفسها، أمشي أبوس رجلك، أمشي الله يخليك، ده أنا جايبها هنا بالغصب...
نظر له فتحي ببلاهة وبالرغم من توسل زاهر له رفض التزحزح من مكانه...

همس بغضب: بقولك أمشي، هتبوظلي تخطيطي، دي ممكن تخلعني فيها، أمشي أنت دلوقتي وأنا هظبطك، مش عايز تتحرك يابارد.. مادام الزوق مش نافع معاك، يبقا أستعمل العنف، ألتقط أقرب شيء بجانبه كانت المنشفة، وقام بتحريكها أمامه، في هذا الوقت خرجت بيسان ورأت زاهر يتصرف بغرابة
سألت بفضول: مالك يازاهر بتلف الفوطة في الهوا كده ليه
غمز لفتحي بمعنى أثبت في مكانك وقال بهدوء ظاهري: كان في ناموسة بهشها...

نظرت له بتوتر وهي ترى تعبيرات وجهه وتلويحه بايده الحرة خلفها: قولي بصراحة يازاهر، هو في حاجة ورايا
تصنع الهدوء وقال: أبدا ياحبي، مفيش حاجة
_ أومال بتعمل كده له
_ مانا قولتلك بهش ناموسة
_ بجد يازاهر
_ طبعا بجد.. ومالك وافقة عندك ليه، ماتتحركي، قطع كلامه صائحا عندما رأى حركة فتحى المتأهبة، أوعى يافتحي
فصرخت بيسان برعب هي أيضا.

في شقة والدي ضحى، في داخل غرفة نومهم
قال بملامح متهجمة: أنا تعبت يأمينة...
_ حصل ايه ياحج
_ مبقتش مرتاح في العيشة هنا، مش مرتاح لنظرات الناس
_هو حد قالك حاجة ضايقتك
تحدث بحدة: كنت قطعت لسان اللي بيتكلم، بس مبقتش مرتاح، أنا فكرت كتير وخلاص خدت قرار
سألت أمينة: قرار ايه؟

قال بلهجة حازمة: هنسيب الشقة هنا.. وهنعيش في منطقة تانية منعرفش حد فيها ولاحد يعرفنا
خرجت الكلمات بصعوبة من حلقها: أنت بتقول أيه ياحج، أحنا طول عمرنا عايشين هنا بين أهلنا وناسنا، مستحيل الكلام اللي بتقوله ده
تكلم بحدة: المستحيل أننا نفضل هنا بعد اللي حصل مع ضحى
ردت بألم: لسه بردو، بعد اللي حكيته ليك وأن ضحى كويسة..

_ نظرات الناس مبترحمش يأمينة، أحنا أطمينا عليها، طب والناس، مفيش حد مصدق أنها طلعت من المصيبة دي كويسة، ومين هيقدر يتقدملها من المنطقة ولو غريب وجاه سأل هيطفش بعد مايعرف حكايتها، زي مابقولك مفيش قصادنا غير اننا نعزل من هنا، فكري في مستقبل ضحى بعدين، أكيد مش عايزها تعنس جنبك.

هزت رأسها بالنفي: طبعا لأ، طب وشغلك
_ قدمت على معاش مبكر
_ يالهوووي هتسيب الشركة
_ مفيش حل قصادي غير كده، المعاش مع الفلوس اللي محوشها هفتح سوبر ماركت
_ وحسام؟
_ هو كمان هيسيب الشركة وهنشتغل مع بعض
هتفت أمينه: يالهوووي، هو كمان
رد بضيق: وبعدين معاكي يأمينة..

قالت أمينة بقلة حيلة: لا حول ولا قوة الا بالله، اللي تشوفه صح أعمله ياحج...
نهض من مكانه وقال: أنا خارج عايزه حاجة من برا
هزت رأسها نافية، أتجه ناحيه الباب وقبل تحريكه المقبض...
نادت أمينه: أستنى ياحج، في موضوع كنت عايزه أكلمك فيه
سأل عبد الفتاح: خير، موضوع أيه..

وحكت له ماحدث مع كريم وعزومتها له، عندما أنتهت من حديثها، سألت بتوتر: متزعلش مني أني قولت ليه يجي في أي وقت قبل ماأخد الأذن منك
تحدث بهدوء: مش زعلان يأمينة، أنا نفسي أرد ليه جميله اللي هفضل شيله طول العمر فوق راسي، أنا حاولت أخد نمرته من محسن ومرضاش، حاولت أقابله ومعرفتش عشان أشكره، كويس أنه هيشرفنا في البيت، هو هيجي أمتى عشان أقوم معاه بأحلى واجب ضيافة
ردت أمينه: كمان كام يوم، هو هيتصل بينا
قال عبد الفتاح: تمام نكون عملنا حسابنا..

قاد أكنان سيارته بسرعة هائلة، حتى وصل ألى شقته، وفي داخل غرفته، أخرج من جيبه صورتها صورة زوزو التي أخذها من فوق الأرض، تأمل كل تفصيله فيها، بدايه من فستانها.. وشعرها الحريري ذو اللون البني وعيونها الزرقاء التي ظلت تطارده في أحلامه لوقت طويل، أنصدم من نظرات زهرة الى أحمد، نظرة عاشقة تزنف ألما، هتف بألم: أااااه، أاااه وأنا كمان كملت عليكي، أمسك رأسه بعنف، وليه عاملة في نفسك كده، ليه متخفية في الشكل ده، هز برأسه بعنف أكثر وأكثر، هتف لنفسه بانفعال، وبعدين معاكي يازوزو، تحرك ناحية الباب عازما على الذهاب لها لكي يتأكد، لكي يواجهها لماذا خبئت عنه حقيقتها...


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:41 مساءً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد الفصل الثالث

قاد أكنان سيارته بسرعة هائلة، حتى وصل إلى شقته، وفي داخل غرفته، أخرج من جيبه صورتها صورة زوزو التي أخذها من فوق الأرض، تأمل كل تفصيله فيها، بدايه من فستانها.. وشعرها الحريري ذو اللون البني وعيونها الزرقاء التي ظلت تطارده في أحلامه لوقت طويل، أنصدم من نظرات زهرة الى أحمد، نظرة عاشقة تزنف ألما، هتف بألم: أااااه، أاااه وأنا كمان كملت عليكي، أمسك رأسه بعنف، وليه عاملة في نفسك كده، ليه متخفية في الشكل ده، هز برأسه بعنف أكثر وأكثر، هتف لنفسه بانفعال، وبعدين معاكي يازوزو، تحرك ناحية الباب عازما على الذهاب لها لكي يتأكد، لكي يواجهها لماذا خبئت عنه حقيقتها...

قاد سيارته في تجاه منزلها ولأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بفقدان السيطرة على نفسه لا يعلم كيف يتصرف، وعندما كاد يصل الى منزلها، قام بأيقاف سيارته، واضعا رأسه على عجلة القيادة، أنسابت من عينيه دمعة وحيدة معلنه عصيانها وتمرده على ذنب ظل في طي الكتمان لعديد من السنوات، رفع رأسه بصعوبة ناظرا بشرود.. تمتم بخفوت:هتروحلها تقولها أيه، هتقولها ليه؟

ليه خبيتي حقيقتك عني؟
هز رأسه بعنف قائلا، مش معقولة متعرفنيش...
معقولة بتمثلي عليا...

ومتخفية في شكلك ده عايزه تنتقمي مني، بسبب اللي عملته فيكي زمان، بس أحنا أتقابلنا صدفة في الكافيه وكان ده شكلك عشان كده معرفتكيش لما شوفتك، يبقا متغيرتيش عشان معرفكيش، هتف بصياح، دماغي هتنفجر.. هتجنن، هتجنيني يازوزو، وياترى أيه حكايتك، لزم أعرف ليه عملتي نفسك مش عارفني وخلي المواجهة بعدين لما تتأكد من شكوك، ختم كلامه بأصرار، ثم توجه الى سيارته عائدا لمنزله، وتوعد نفسه باكتشاف الحقيقة...

أنتفضت بيسان من مكانها، عندما شعرت بكائن ما فوق رأسها...، صرخت بأعلى نبرات صوتها: زااااااااهر، وأندفعت ملقيه نفسها على صدره، خاف فتحي من صراخها فاتسعت عيونه وثبت قدميه بعنف فوق رأسها، جعلتها تصرخ متألمة وبصوت مرتعش: أاااه شيل البتاع اللي فوق راسي بسرعة يازاهر
هتف زاهر بانفعال: فتحي، وحاول نزعه لكنه ظل متشبثا رافض التزحزح من شدة خوفه
بيسان برعب مختلط بألم: همووووت، هموووووت..

زاهر حاول التحدث بصوت هادىء في محاولة منه لبث الطمأنينه:بلاش تصرخي، وانا هتصرف، مد يده باتجاه.. قائلا بخفوت، تعالى يافتحي وأنا هجبلك كيلو جوز لوحدك أنت وبس، وهجوزك كمان بس انزل من فوق راسها، ثم جذبه بهدوء، وأبعده تماما من فوق رأسها، وأمسكه باحكام في قبضة يده، وبمجرد مابيسان رأته هتفت بفزع: فاااااار فاقدة الوعي على صدره قبل الانتهاء من الصراخ...

القه بعنف، ثم أحكم قبضته عليها حتى لا تسقط على الارض، تحدث بهلع: بيسااااان حبيتي، فووووقي، ووجه نظرات شريرة لفتحي قائلا: هموووتك، فر فتحي هاربا الى الخارج
وهو مازال واقف ممسك بيها، لمس خدها برقة: بيسااان، وربت على وجهها بخفة لأفاقتها
فتحت بيسان عيينها بالتدريج وعندما تذكرت ماحدث هتفت بخوف: فااااار يازاهر، الفار كان فوق راسي وخربشني، أاااه يارسي...

زاهر برقة: مفيش حاجة أنا بصيت مفيش أي جرح
بيسان بتوسل: أنا عايزه أمشي من هنا يازاهر، عشان خاطري...
قبل أن يجيب زاهر سمع أصواب دربكة عالية في خارج الغرفة، لتدخل صفية مندفعة..

صفية بابتسامة: مصدقتش نفسي لما سعدة قالت أنك هنا في أوضتك، عين العقل لما تقضي شهر العسل هنا، عشان مفيش أحلى من هنا، ثم وجهت كلامها الى بيسان وقالت بلهجة باردة: طبعا عاجبك المكان هنا، هو في زي أسوان ولا هوا أسوان، ميقدروش قيمتها غير اللي عايشين فيها، مش الخواجات اللي طول عمرهم عايشين برا..

شعرت بيسان بعدم الراحة والاستهزاء في نبرة صوتها، وقبل فتح فمها بالكلام، نغزها زاهر بخفة عندما أستشعر تهورها، متمتما بخفوت، بيسان
بيسان بابتسامة ماكرة: للأسف لسه مشفوفتش حاجة، أصل وقت ماجينا البيت مخرجناش من الاوضة، ونظرت الى زوجها بدلع، أنا عايزه أخرج ياحبيبي، مش كفايه بقا، أنا زهقت..

مطت صفية شفتيها بامتعاض: زهقتي من أيه، ده انتي مكملتيش يوم، أنا هستناك على العشا أنت ومراتك، وقبل أن تهم بالخروج، دلف فتحي الى الداخل مقترب من قدميها...

بيسان بمجرد رؤيتها للفأر، أختئبت خلف زاهر.. وهتفت برعب: الفار راجع تاني يازاهر وأشارت باتجاهه، وأتسعت عينيها بصدمة وهى ترى صفية تقوم بحمله
دعى زاهر أن تمر هذه الليلة على خير، رد عليها بهدوء: ده مش فار
قاطعت صفية كلام زاهر، وقالت بضيق عندما رأت خوفها: فار مين ده، ده فتحي سنجوبي..

بيسان بتوتر: سنجوبي أيه يازاهر
قال برقة: ده مش فار وهو في فار بيطير بردو، ده سنجاب ياقلبي، سنجاب ليه جناحات
بيسان بخفوت: خرجني من هنا يازاهر
تحدثت صفية بخبث عندما رأت خوفها: هروح بقا أشوف بقيت أخواتك يافتحي أصلهم واحشوني أوي.. وأنصرفت
أتسعت حدقتها بصدمة: أخوات مين دول يازاهر، والبتاع ده اللي شكله وحش بيعمل أيه مع مامتك..

_ ممكن تقولي أن ماما عندها هواية، هوايه غريبة شوية
_ مش فاهمة كلامك وأيه علاقة سؤالى بهواية مامتك
_ هي ليه علاقة وثيقة، بس كوني متأكده أن حيوانات ماما مش بيخرجو من المكان بتاعهم، هو مفيش غيرالمصيبة فتحي اللي بيخرج زي ماهو عايز..

هزت رأسها بأدراك ثم قالت: أنت بتقول هواية غريبة وحيوانات، وهما زي البتاع اللي شبه الفار.. دقت قدميها على الارض بعنف وهتفت قائلة: أنا مش هبات هنا خالص ومش هبات وبس، أنا مش هقعد هنا دقيقة واحدة
تحدث بهدوء: أهدي كده يابيسان، مينفعش نمشي دلوقتي، خليها بكرا أكون حجزت في أي فندق
بيسان بانفعال: مفيش بكرا يازاهر، أنا عايزه أمشي دلوقتي، ثم ذهبت الي شطنتها وفتحتها
سأل زاهر: بتعملي أيه..

بيسان وهي معطية له ظهره: زي مانت شايف بجهز شنطتي عشان همشي
جز على أسنانه بحدة: وأنت بقا هتمشي لوحدك
بيسان بهدوء: لا طبعا أنا معرفشي أمشي لوحدي، هتيجي معايا
كرر زاهر: مفيش خروج يابيسان
بيسان بضيق: هخرج يازاهر، وتجاهلت وقوفه، وقامت بتجهيز حقيبتها
التفتت خلفها عندما سمعت صوت أغلاق الباب، وأمام نظراتها المندهشة وضع المفتاح في جيبه...

وقال بهدوء: وريني هتخرجي أزاي
هتفت بحدة: أفتح الباب
تحسس زاهر المفتاح ثم قال: مش هفتح وأهدي شوية
أبتعد عن الباب وأقترب منها، وفي لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه، حاولت الافلات ولكن قبضته كانت محكمة حول خصرها الغض...
هتفت وهي تشعر بالتوتر من لمسات أصابعه على خصرها، قالت بتوتر: سبني أخرج أناااا، أنااا مش عااايزه..

أبتسم بمكر: مش عايزه أيه بالظبط
هتفت بتوتر: أنت أنت متقدرش ترغمني على حاجة مش عايزها
حركة أصابعه أزدادت في العبث...
زاغت عينيها بين الباب المغلق وزاهر، شعرت أنه يريد أخضاعها وجعلها تستسلم والقبول بالبقاء، همست: لأ..

بيد واحدة أمسك خصرها وباليد الاخرى أمسك كف يديها وقربه من شفتيه ونثر عليها قبلات خفيفة، قال برقة: لأ على أيه بالظبط، أنا متأكد بعد اللي يحصل بينا، كل أنفعالك وتوترك ده هيروح، ليلة جوازنا أتأخرت كام ساعة وغمز بأحد حاجبيه، بس هتتعوض
سحبت يديها وقالت بتوتر: أنتي متقدرش ترغمني على حاجة، أنا عايزه أمشي من هنا..

أبتسم بمكر: ومين قال أني هرغمك ولا هستعمل أي عنف، أنا فكرت كل التوتر والانفعال اللي أنتي فيه مش هيروح غير بحاجة واحدة وهتنسي كل اللي حصل.. مع كلامه أخذ يقرن القول بالفعل، أخضعها لمشاعره الملتهبة...
همست بخجل:زاهر
همس هو الاخر بصوت أجش:زاهر بيعشقك
أخذها بين احضانه وبعد فترة صمت الكلام بينهم، واستسلمت له دون مقاومة

طرقت أمينه الباب ودلفت إلى داخل غرفة ابنتها، رفعت ضحى رأسها لرؤية الطارق، جلست أمينة بجوارها
تحدثت بهدوء: عايزه اتكلم معاكي في موضوع مهم
تركت الكتاب الممسكة بيه بجوارها فوق الفراش، وقالت: خير ياماما
_كل خير ياضحى، والدك كلمني في موضوع مهم، وانا قولت لزم إنتي تعرفي
_قلقتيني ياماما موضوع ايه اللي مهم..

تنهدت بعمق: احنا هنسيب الشقة هنا، هنزعل نهائي وهنسكن في منطقة تانية
اتسعت عينيها غير مصدقة، فوالدها رجل دقة قديمة، لا يحب التغيير، سألت بفضول: مقلكيش السبب
ردت بلجلجلة:ملهوش لزمة
تذكرت زهرة، فسألت بشرود:وزهرة ياماما، لما نعزل هنسبها كده لوحدها وهي محتاجنة اوي الفترة معاها
ردت أمينة بحنية:ماهو احنا مش هنمشي دلوقتي، على الاقل شهر أو اتنين...

_ طب مينفعش تعزل معانا، انا مقدرش اسيبها، هي ملهاش غيرنا دلوقتي، مش معقولة نتخلى عنها بعد مابقيت يتيمة
شعرت أمينه بالشفقة تجاه زهرة.. فقالت:خلاص ياضحى، أنا هكلم ابوكي وححاول اقنعه
دفعت ضحى نفسها بين ذراعي والدتها، وقالت بابتسامة:ربنا يخليكي ليا ياست الكل، ممكن طلب صغير كمان
_ اشجيني وقولي
_هنزل اقعد عند زهرة شوية
_ انزلي بس تعالي قبل ماابوكي يجي من برا..

هزت ضحى رأسها بالايجاب وقبلت رأسها:ربنا يخليكي ليا ياقمر، ثم أشارت الي عيونها، من العين دي قبل العين دي
هبطت ضحى السلم في عدة خطوات، طرقت على باب الشقة
سمعت صوتها من الداخل:دقيقة ياللي على الباب وافتح...
هتفت ضحى:أنا ضحى يازهرة، ملهوش لزمة الدقيقة اللي هتوقفيني بسببهم، افتحي واقفلي علطول...

تركت زهرة الباروكة من يدها ووضعتها على الكرسي:حاضر هفتح أهو، وفتحت الباب.. دلفت ضحى واغلقت الباب بسرعة...
عندما رأت عيون زهرة المنتفخة وعلامات البكاء تاركه علامتها على وجهها، انقبض قلبها بألم:شدي حيلك يازهرة، وحاولت التكلم في موضوع اخر، ياااه بقالي كتير مشوفكيش من غير لينسز وباروكة، نفسي في يوم زهرة الحقيقية تظهر، زهرة الجميلة...

انهارت مقاومة زهرة فهتفت بألم: زهرة الحقيقية هي السبب في كل المصايب اللي حصلت ليها، جمالها هو السبب في كل مصايبها، السبب في موت أبوها، السبب في رقدة امها في السرير من صدمتها، أنسابت دموع الألم على وجنتيها وهى تتكلم، ماتو وسابوني لوحدي في الدنيا.. هتفت ببكاء، أااااه، أااااه
ضحى حضنتها، واخذت تهدي فيها:عشان خاطري بلاش تعيطي، إنتي مش لوحدك، أومال أنا بعمل ايه...

هتفت زهرة من بين دموعها:أنا خلاص تعبت، وعايزه اموت، فكرت كتير اموت نفسي بس مقدرتش
ضحى بحزن: استغفري واستهدي بالله، معقولة عايزه تموتي كافرة، أنا هدخل اعملك كوباية ليمون تهديكي شوية
بعد عدة دقائق خرجت ضحى من المطبخ ووضعت الصينيه على الطاولة التي بجوارهم، ومدت يديها بشطيرة باتجاه زهرة، قالت برجاء:خدي السندوتش ده عشان خاطري...

هزت زهرة رأسها برفض:مليش نفس
ضحى بتوسل: عشان خاطري، إنتي بقالك يومين محطتيش لقمة في بؤك، كده تقعي من طولك
ردت بحزن:ياريت
هتفت ضحى: متقوليش على نفسك كده، بعد الشر عليكي، استمرت عدة دقائق تترجها حتى تناولت منها الشطيرة على مضض وعند انتهائها وتناولها كوب الليمون أيضا بالغصب...

هدأت زهرة قليلة، وقالت: احمد شوفته النهاردة
اتسعت عينيها بذهول:احمد اياااه
هزت رأسها بالايجاب:هو، جاه يعزيني ويطلب مني اسامحه وطلب يتجوزني
ضحى بصدمة: ده بيستهبل، هو جي يعزي ولا يتجوز، كويس انك خلصتي منه، طول عمره مش بيفهم، واحد قليل الذوق مش بيفكر غير في نفسه
تنهدت زهرة: بعد السينين دي جاي يقولي انا عرفت الحقيقية وبيطلب مني اسامحه، وقالي انه عرف ان رشا هي اللي فرقت بينا وعرف انها السبب في سجني وقالي انه طلق رشا...

شتمت بصوت مسموع: تسامحي مين اللهي يولعو هما الاتنين، ونفسي اشوف رشا عشان أمسكها من شعرها واعمله مكنسه اكنس بيه الشارع وبعدين اولع فيها، أه بس مين يحطها تحت ايدي، وجاه إمتى الزفت ده
ردت زهرة بصوت حزين: جاه بعد مالكل مشي، ماعدا اكنان بيه كان لسه موجود، وكان هيتخانق مع احمد، أنا مش قادرة افهم الشخص ده خالص
ضحى بفضول: انهو واحد..

_ اقصد اكنان بحس انه عنده اكتر من شخصية، مش قادرة أفهمه، اوقات بيعاملني كويس واوقات بيعاملني وحش، الفترة اللي فاتت كان معايا في تعب ماما، والنهارده لما رفضت امشي معاه وقولت ليه مينفعش الأول كنت ببات مع الموظفين هناك عشان المستشفى كانت قريبه من شقتك، بس دلوقتي خلاص ميصحش وبعدين لقيته انفعل عليا وراح مزعق، أنا مش قادرة افهم البنأدم ده
تمتمت ضحى: ده ممكن يكون ملهوش غير حاجة واحدة، إن ممكن يكون بيحبك..

ردت زهرة بلهجة قاطعة:يحب مين، انتي اكيد اتجننتي، ده نتيجة الروايات اللي بتقريها، الغني اللي بيحب البنت الفقيرة الحلوة الكيوت وبعدين يتجوزو، ويخلفو صبيان وبنات ويعيشو في تبات ونبات، الكلام ده في الروايات، وقوليلي بقا هيحب ايه، هو شاف فيا ايه عشان اجذبه ويحبني وده طبعا مستحيل يحصل...

ردت ضحى باصرار:شاف روحك الحلوة وقلبك الطيب
قالت زهرة بابتسامة حزينة:ده انتي دماغك باظت من كتر الروايات، طب اسكتي، قال حب روحي الحلوة قال، ياختي اتنيلي، زي مابقولك هو واحد في بؤه معلقة من دهب، شايفني قصاده نوع مختلف وبيسله نفسه، اوقات بيكون طيب، واوقات بيكون شرير، بحس انه عنده اكتر من شخصية
ضحى بمكر:طب انتي ولا مرة فكرتي فيه، كده ولا كده، ده الواد مز...

زهرة شردت للحظات، تنهدت بعمق: مانتي عارفة اللي فيها ياضحى، أنا خلاص انتيهت من يوم الحادثة أيها، وموضوع الحب والجواز شيلته من دماغي...
ضحى بحزن: بس اللي حصل ده كان غصب عنك.. مكنش برضاكي، نفس القي الحيوان اللي دبحك واعتدى عليكي، مش معقولة حياتك تقف عند كده
زهرة بألم:قدري ومكتوب وراضيه بيه..

قالت ضحى بأمل: مش ناوية ترجعي زي الاول، شيلي الباروكة واللينسز.. واظهري بشرتك الحقيقة، مش كفايه السينين دي كلها مستخبية ورا شكلك ده لحد امتى، هتفضلى كده
زهرة بألم:لحد ماموت، ده عقابي لنفسي على اللي حصل ليا
ضحى بلهجة حزينة: بس ده مكنش ذنبك..

تقلب في الفراش بعنف، همس هو نائم:أنا عارف اشكالك كويس، تعالي وانا هبسطك على الآخر، استيقظ مرة واحدة، جلس فوق الفراش، صدره اخذ يعلو ويهبط بعنف.. وقطرات العرق تلمع على فوق جبينه وعلى صدره.. مسح بكف يديه حبيبات العرق بقسوة وهتف صارخا: أنا عايز ارتاح.. ارتاااااح..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 12 < 1 3 4 5 6 7 8 9 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، زهرة ، ولكن ، دميمة ،











الساعة الآن 03:03 PM