logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:38 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الرابع عشر

بمجرد رؤيته لمحاولة هروبهم
هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك
قامت ضحى بالعدو بأقصى سرعة... وعندما عبرت الباب... قام شخص ما بأمساكها... اخذت تقاوم محركة يديها وقدميها بعنف في محاولة عقيمة منها للأفلات...

اقتربت ناريمان وحاولت مساعدة ضحى... ضربت الراجل وعضت يديه الممسكه بضحى.. أتى برعي وأمسك ناريمان هي الأخرى
تحدث منير بغضب: بقا انتي يابت ال__السبب أن البوليس عرف المكان... ده انتي هتشوفي إيام ملهاش ملامح... ثم أمر رجاله... خدوهم على الوكر التاني بسرعة...
قام الرجلين بضرب ناريمان وضحى على رؤسهم حتى فقدو الوعي...

وبعد فترة استيقظت ضحى وناريمان... في مكان غريب... قبو فيلا في كل ركن فيها توجد كاميرا..
ضحى عندما فتحت عينيها هتفت بفزع: ايه اللي حصل
ناريمان باضطراب: منير لما شافني بهربك عرف أني السبب في كل اللي حصل
هتفت ضحى: حياتي إنتهت.. مش هرجع لأهلي مش هشوفهم تاني
فتح الباب فجأة... دخل منير وبرفقته أربع رجال... تحدث له أمرا: أربطوها وخلي التانية تقف تتفرج.

ناريمان بتوسل: أبوس إيدك يامنير بلاش السلسلة... تهون عليك نونه حبيبتك... كانت تتحدث والرجال ممسكين بيها... قامو بربط كلا المعصمين بقيد حديدي... وربطو جسدها بسلسلة حديدية معلقة في السقف حتى أصبح جسدها معلق في الهواء كما في المعتقلات... لم تتوقف ناريمان عن التوسل ثانية واحدة.. تسمرت ضحى في مكانها من شدة الرعب وهى ترى ما يحدث لها.

عندما انتهو الرجال من تقيدها... اقترب منها منير ناظر لها بعيون حمراء غاضبة... رفع كف يده وانهال على وجهها بالصفعات المتتالية... بقا انتي السبب أن البوليس يعرف مكان الوكر بتاعي...
قالت ناريمان ببكاء: سامحني يامنير..
تحدث منير بلهجة مرعبة: ماأنا هتأكد من ده كويس
نظرت له بفزع: أنت هتعمل إيه فيا
ضحك منير بجلجلة: هتعرفي بعدين...

دلف شخص أخر من خلال الباب المفتوح... بمجرد رؤيته... هتفت ضحى: كمال
ترك منير ناريمان... عندما رأى كمال... تحدث له أمرا: خليها تمضي على الورقة زيها زي كل البنات اللي بيشتغلو عندي ياشادي
شادي بابتسامة قبيحة: حاضر يامنير...
رددت ضحى بذهول: كمال.. شادي.. أنت مين بالظبط
شادي بابتسامة صفراء: اسمي الحقيقي شادي وانا المحامي المسئول عن كل حاجة هنا، أنا اللي بعمل شرعية لعلاقة البنات اللي بيشتغلو هنا، أنا اللي بظبط العلاقات مع البوليس.

تحدث منير قاطعا كلام شادي: البت خليها تمضي على العقد بسرعة وبرضاها... ثم نظر إلى ناريمان بشر وانتي حسابك معايا عسير... إنتي لسه مشوفتيش حاجة خالص... أشار بيديه الي رجاله بالوقوف في أماكنهم... وانصرف بعدها مباشرة...
اخرج شادي ورقة وقلم من الشنطة التي في يديه: أمضي هنا
ردت ضحى بخوف: أمضي على إيه
قال بابتسامة متلاعبة: على ورقة جوازك
هتفت ضحى بدون تفكير: وجوازي منك.

رد بضحكة ساخرة: الجوازة كانت كلها نصب في نصب اسم مزور ومأذون مزور... أما الورقة دي مش مزورة... كل البنات اللي هنا متجوزين عرفي
... عشان لو بنت هربت او فكرت تتكلم عننا... نقدر نثبت بالورقة دي ان الموضوع برضاها ومش غصب قصاد الحكومة... ونبقا احنا ماشين في السليم...
ضحى بانفعال: انتو خاطفني قصاد الناس.

رد بابتسامة صفراء: مفهاش اي مشكلة نحط حد من رجالتنا في الشارع ونقول ان كل ده تمثيليه مع الراجل اللي بتحبيه وعايزه تهربي معاه... الراجل اللي طلعتي متجوزاه عرفي
ضحى بلهجة قهر: أنت إزاي كده... إزاي في نفوس فيها كمية الشر ده... ازاي تقبل على نفسك تعمل كده في بنات الناس.

رد شادي ببرود: ده شغل... بزسنس... تجارة زي أي تجارة
نظرت له بكره: هو شرف البنات عندك تجارة... ربنا ينتقم منك ومن أمثالك
تحدث شادي بهدوء: أيوه تجارة وتجارة مربحة اوي... ويلا أمضي
هزت رأسها بالرفض: لآ مش همضي على حاجة.

نظر له بخبث: هنشوف هتمضي ولا مش هتمضي بعد اللي هيتعمل فيكي هتتحايل عليا عشان تمضي... ثم أشار لأحد الرجال... طلعها الاوضة اللي فوق واقفل عليها ولما فريد يجي طلعه ليها... التفت لها قائلا غامز بأحدى حاجبيه... مش عارف عملتيله ايه... الراجل هيتجنن عليكي... ثم قال للرجل.. وبعد مايخلص معاها... نزلها هنا وأربطها جنب صاحبتها.

جذبها الراجل بقسوة جرا ايها بالغصب خلفه
وبعد خروج ضحى... قال شادي: وانتي بقا يانونه... هتطلبي الموت بعد اللي هيتعمل معاكي...

في الفيلا عند بيسان وفي غرفة جدتها جيلان
بيسان بابتسامة: باركلي ياجوجو...
جيلان قالت بابتسامة: ايه الخير الحلو اللي مخلي وشك منور
عينيها لمعت بالسعادة وهي تقول: زاهر طلب أيدي للجواز
زمت جيلان شفتيها بضيق: زاهر ابن ناصر الحارس.

ابتسامة بيسان زالت عند سماع رد جدتها: زاهر يبقا أيد أكنان اليمين في كل شغله... مش ابن الحارس ياجوجو
جيلان بعبوس: وأكنان ونجم رأيهم إيه في الجوازة دي
ردت بيسان: موافقين عليه مادام أنا موافقة
مطت جيلان شفتيها قائلة: خلاص مادام هما موافقين وانتي موافقة... رأيي ملهوش لزمة.

بيسان وضعت قبلة فوق رأس جدتها قائلة بهدوء: طبعا رأيك فوق الكل ياجوجو... أنتي عارفة ان زعلك ميهونش عليا... وأنتي كمان ميهونش عليكي تزعلني... أنا بحب زاهر أوي ومبسوطة وفرحتي هتكمل لما ترضي على الجوازة دي... استعملت بيسان جميع حيلها من توسل ودموع
هتفت جيلان: افصلي صدعتي دماغي
بيسان اخفت ابتسامتها: نقول مبروك
ارتسمت على ثغر جيلان ملامح ابتسامة: مبروووك
أخذت بيسان جيلان بين احضانها وانهمرت عليها بالقبلات: كده فرحتي كملت خلاص... سلاااام ياجوجو...

خرجت من الغرفة... عاقدة النيه على إبلاغ زاهر بتقديم ميعاد الفرح وعدم الانتظار... وهي في أعلى الدرج سمعت أصوات دربكة صادرة من الأسفل وصوت يشبه صوت زاهر... حدثت نفسها قائلة: معقولة زاهر تحت من غير مايقول... هو كان قايلي إنه هيروح الشركة... اقتربت من الدرج لتتأكد... اتسعت عينيها بالغضب وهي ترى روزا الخادمة بين أحضانه...

هبطت الدرج مسرعة.. روز ابتعدت مذعورة وهي ترى نظرات بيسان الغاضبة
تحدثت بيسان بانفعال: بتبعدي ليه... ماتكملو اللي كنتو بتعملوه... اعتبروني مش موجودة
سأل زاهر: مالك في ايه
ردت بغضب: هو لما اشوف روزا في حضنك شيء عادي.

ضحك زاهر على سوء الفهم... أشار إلى روزا بالانصراف: مين دي اللي كانت في حضني... إنتي فهمتي غلط... روزا كانت شايلة الصينية وانا داخل خبطت فيا من غير قصد والعصير وقع على بدلتي وهي من خضتها حاولت تمسح البدلة بالمريلة بتاعتها
وانتي شوفتي المنظر من فوق انها كانت في حضني مع ان دي مش الحقيقة
بيسان برفض: أنت فاكرني عيلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول.

أشار زاهر على الزجاج المكسور على الأرض قائلا: والازاز المكسور ده مش حقيقي... اهدي يابيسان ومفيش حاجة اصلا حصلت تستاهل الغيرة اللي ملهاش لزمة
هتفت بيسان: مش هتعرف تضحك عليا بردو... أنا شايفها في حضنك
زاهر بهدوء: شيلي الأوهام من دماغك ومين روزا دي اللي ابص ليها... مفيش غيرك انتي اللي في قلبي
بيسان بغيرة: لا بردو مش مصدقاك.

حاول زاهر اقناعها بسوء فهمها للمنظر الذي شاهدته... لكنها استمرت على عنادها وإصرارها على عدم الثقة في كلامه... زاهر فقد اعصابها فهتف قائلا: خلاص يابيسان انتي حرة ومادام مش واثقة فيا واحنا لسه في إلاول... يبقا بلاها... اعطها ظهره وخطى ناحية الخارج...
بيسان شاهدت انصرافه في صمت لعدة ثواتي... شعرت إنها ستفقده... جرت باتجاهه مسرعة.

بيسان بهتاف: زاهر
التفت لها زاهر ببطء: نعم يابيسان
بيسان بنبرة اعتذار: أنا أسفة... غصب عني يازاهر... أنا بغير عليك أوي
رد زاهر: وانا كمان بغير عليكي... بس لزم يبقا في ثقة بينا احنا الاتنين... من غير ثقة العلاقة اللي بينا ممكن تدمر بالرغم من الحب الكبير بينا
كررت بيسان اعتذارها: سماح المرة دي وححاول اتحكم في غيرتي شوية..

_تتحكمي في غيرتك شوية
_ ايوه شوية.. مش هقدر اوعدك اوي إني مش هغير خالص بس ححاول... لسه زعلان مني
عندما رأى تعبيرات وجهها الطفولية وطريقتها في الكلام... ابتسم بخفة: مش زعلان
_مادام مش زعلان... يبقا اقولك الكلام اللي كانت عايزاك فيه
زاهر بتساؤل: كنتي عايزه تقوليلي ايه
قالت بيسان بفضول: قبل مااتكلم... قولي الأول كنت جاي ليه
رد زاهر بهدوء: كنت عايز ملف أكنان عايزه من المكتب هنا بتاع الصفقة الجديدة
سألت بيسان: ملف إيه.

_ملف المنتجع السياحي بتاع الشركة اليابانية
_هي لسه المناقصة مش رست على الشركة بتاعتنا
هز زاهر رأسه بالرفض: لسه... فيها شوية مشاكل ومتصدر في الصفقة شهاب منافس لينا... عرفتي انا كنت جاي ليه... قوليلي كنتي عايزه تقوليلي إيه
قالت بتردد خجول: كنت عايزه اخد رأيك اننا نخلي الفرح علطول من غير خطوبة.. هااا أيه رأيك
زاهر بابتسامة خفيفة: قولي بقا إنك مستعجلة ومش قادرة تبعدي عني.

نغزته بأبهامها في صدره بضيق: بلاش تغظني...
كتم ضحكته: فين الخجل اللي كان على وشك مرة واحدة تتحولي... الله يكون في عوني
نظرت له بضيق: وبعدين معاك
رد زاهر بابتسامة: ولا قابلين طبعا موافق... نتجوز النهاردة قبل بكرا... هاتي حضن عشان نوثق بيه الكلام.

بيسان بابتسامة: حضن مرة واحدة... أيه رأيك في بوسة
اتسعت عينيه بالفرحة.. قال سريعا: طبعا موافق
لمعت عينيها بابتسامة ماكرة: ممكن ترجع للورا شوية
نظر لها بدهشة: بوسة ايه اللي الواحد هيبعد فيها
قالت بيسان بإصرار: ابعد بس
رد زاهر باستسلام: حاضر... ابتعد عدة خطوات.

بيسان بضحك: افتح ايديك يلا... طبعت قبلة على باطن يديها... افتح ايديك عشان تستلم البوسة... وقامت بالنفخ في باطن يديها.. هوووف
اتسعت عينيه بالابتسامة: هي البوسة عندك في القاموس بتاعك كده... أنا مستعد اوريكي البوسة في قاموسي عاملة إزاي
بيسان بضحك: هههه ده اخرك معايا... ويلا سلااااام عشان متتأخرش... و هرولت من أمامها صاعده الدرج
حدث نفسه بابتسامه: لسه طفلة من جواها متغيرتش
باينلي هتعب معاكي...

كريم تحكم في اعصابه بصعوبة وهو جالس في غرفة مدير الأمن حدث نفسه بغضب: أزاي قدرو يهربو والتحرك قوة البوليس كان في سرية تامة... وبسبب نفوذه الواسعة لجأ إلى مدير الأمن
.. وفي الغرفة كان يوجد العديد من الرتب مابين ظابط إلى لواء
مدير الأمن بصياح: أزاي تروحو تلاقو المكان فاضي.

اللواء بتوتر: أصل أصل حضرتك... المنظمة عرفت ان في قوة من الشرطة هتجم عليه
تحدث مدير الآمن بغضب: أنا عايز اللي بلغهم خلال ساعة قصادي... مفهوم كلامي... لو مجاش اعتبرو نفسكم الرتب بتاعتكم اتشالت ده غير السجن...
لمعت حبيبات العرق فوق جبين اللواء: حاضر وفي خلال أقل من ساعة الشخص الخاين هيكون في مكتب حضرتك... أنهى كلامه ثم قام بتأدية السلام العسكري وانصرف وخلفه باقي الظباط...

خارج المكتب
هتف اللواء: سمعتو الكلام اللي اتقال جوا... تجيبو الشخص اللي بينقل الاخبار حالا
الجميع في نفس واحد: حاضر يافندم.

في الشركة
أكنان شرد تفكيره في زهرة... ومشاعره المتناقضة تجاهها... عندما رأها أول شعر بمشاعر لم يستطع تحديد ماهيتها... لكن الآن أصبح يريد رؤيتها باستمرار... تحجج اليوم بفنجان القهوة حتى يراها... بالرغم من عدم جمالها إلا إنها استطاعت كسر البرودة الساكنة بداخله...

تعالت الطرقات على الباب... اذن أكنان الطارق بالدخول
قال زاهر بمجرد دخوله: اتفضل ملف المنتجع السياحي
سأل أكنان: أخبار شركة شهاب إيه
تردد زاهر قليلا في الإجابة: شهاب خطب دينا
تحدث أكنان بلامبلاة: مبرووك ليهم هما الاتنين... ليقين على بعض اوي... المهم عندي دلوقتي المناقصة.

رد زاهر بهدوء: مالك الشركة بيماطل في كلمته النهائية... المنتجع قايم على فكرة الفيلات العائلية... وكان كلامه في بعض المناسبات ان الشركة اللي هيتفق معاها لزم يكون مالكها بيقدر العلاقات الأسرية... وباين على شهاب بيلعب على الجزئية دي... وأنت ممكن تخسر الصفقة بسبب كده
ضرب أكنان على سطح المكتب بعنف: ده تفكير عقيم.. ازاي عقلية زي عقلية أيلون يفكر بالطريقة القديمة دي.

رد زاهر بهدوء: أنت عارف الكلام ده من زمان
قال أكنان بغضب: أه عارف.. بس متخيلتش انه يسيب عرض شركتي اللي مفيش زيه... عشان شوية معتقدات شخصية بالية
تحدث زاهر: معتقدات أيلون الشخصية ممكن تخسرنا مشروع المنتجع العائلي السياحي... حاول تلاقي حل ياأكنان
رد أكنان بغضب: أروح اخطب ولا اتجوز زي ماعمل شهاب
قال زاهر: وفيها أيه لما تخطب
تحدث أكنان بانفعال: مستحيل أعمل كده بعد اللي حصل زمان.

رد زاهر بهدوء: الموضوع ده فات بقاله سينين... وهي سافرت واختفت نهائيآ بعد مع نجم طلقها لما اكتشف كذبها وحقيقتها... وكويس إنك مش اتجوزتها وبان طمعها... إنسها وأنسى اللي حصل زمان.

تحدث أكنان بلهجة متألمة بسبب الذكريات: لو نسيت... الكوابيس تجيلي وتفكرني... بكل اللي حصل زمان... أنسى إيه ولا أيه... أنسى انها سابتني وراحت اتجوزت ابويا عشان الفلوس مكنتش تعرف إني الشريك الرئيسي وان الشركة في الأساس ملك أمي... أنسى انها السبب في الفراق بيني وبين نجم وأني اطرد من بيت العايلة... هتف بعنف مختتم كلامه... أنا مستحيل أخطب ولا اتجوز.

حرك زاهر يديه في الهواء بيأس: اللي يريحك... مش هتكلم تاني في الموضوع ده
قال أكنان ببرود: ياريت ماتفتحش سيرة الكلام ده تاني
رد زاهر: حاضر... ثم خرج من المكتب وأغلق الباب خلفه
تاركا أكنان مع ذكرياته الكئيبة بخصوص ديمه أول حب في حياته وخيانتها لحبه بالزواج من والده.

استغلت زهرة وقت الراحة لدى الموظفين وانصرفت مسرعة... حتى تستطيع الوصول إلى المنزل لتلبية احتياجات والدتها المريضة والرجوع في وقت العمل... بمجرد وصولها... رأت سيارات الشرطة.. انقبض قلبها بعنف... في كل خطوة تخطوها بالقرب من المنزل... عندما رأت بعض رجال الشرطة وافقين أمام مدخل البيت... دقات قلبها تزايدت بعنف... حاولت الدخول... لكن تم منعها.

الظابط: ممنوع الدخول
زهرة بخوف: انا ساكنة هنا وماما
أشار لها الظابط بالدخول... دلفت زهرة مسرعة للاطمئنان على والداتها...
هتفت زهرة بفزع: ماما ماااما
اتها صوت والداتها من داخل غرفتها
دخلت إلى الغرفة مسرعة
سألت بقلق: أنتي كويسة ياماما.

أجابت هدى بنبرة متألمة حزينة: أه كويسة
خفت نبرة الخوف في صوتها: أومال البوليس واقف برا ليه؟... هو حصل ايه؟
ردت هدى بحزن: ضحى انخطفت من جوا شقتها
نظرت لها بصدمة غير مصدقة: أزاي... ازاي ياماما تتخطف من جوا شقتها.

ضربت هدى كف على كف: هو ده اللي حصل... أمينه كانت قعدة معايا لما سمعت صوت ضحى بتصرخ.. طلعت لقيتها متشالة على كتف رجل ومعاه اكتر من واحد وحطوها جوا عربية كانت واقفة قصاد البيت... خطفوها قصاد الكل وفضلو يضربو نار في الهوا ولا حد قدر يقرب منهم
زهرة تحدثت بألم: كل ده حصل معاكي ياضحى... انا طالعه ليهم فوق ياماما اطمن... واشوف عرفو يوصلو ل ضحى ولا لسه...

هتفت هدى: لو عرفتي اي حاجة بخصوص ضحى انزلي طمنيني
ردت زهرة: حاضر ياماما
أتى الليل ومازالت زهرة جالسة مع أم ضحى تتابع أخر التطورات
عندما رجع أكنان إلى المنزل وسأل عن زهرة وعلم إنها لم تأتي حتى الآن... تملكه غضب شديد... ركب سيارته بدون تفكير وأمر السائق بالوصول إلى العنوان الذي أخذه من مسئول الأمن لديه.

عندما وصل إلى العنوان وجد العديد من سيارات الشرطة... شعر بخوف غير مبرر... وعندما عرف سائقه عن هوية أكنان... سمح للسيارة بالدخول مباشرة... توقف السائق أمام البيت.. خرج أكنان من السيارة... نظر باشمئزاز الي البيت من الخارج... وعندما خطى إلى الداخل.. رأى زهرة تهبط السلالم مسرعة... تدخل الشقة التى على يمين السلم وهي تهتف: عرفو المكان التاني ياماما اللي نقلو ضحى فيه...

بدون استئذان دلف أكنان داخل الشقة... سمع زهرة تقول: أدعيلها ياماما انها ترجع
هدى بدعاء: يارب يازهرة... المرة دي يلاقوها قبل مايهربو تاني
ظل أكنان في مكانه ونظر الي كل ركن في الشقة بضيق.. محدثا نفسه: ايه اللي خلاك تيجي بنفسك ليها... كنت ممكن تبعت أي حد غيرك... شعر أكنان بشيء ممسك بقدميه... أحنى رأسه فرأى قطة تحاول غرز مخالبها في قدميه... قام بدفعها بخفة لتبتعد عنه... أخذت ماشا تمؤ بصوت عالي وهي مصرة على الدفاع عن منطقتها من تطفل هذا الغريب.

سمعت زهرة صوت مواء ماشا العالي
_ هطلع اشوف ماشا بتصوت ليه
_أطلعي سكتيها مش ناقصة صداع
بمجرد خروجها... اتسعت عينيها بصدمة... فقامت بفرك عينيها بأصابع يديها بشدة... محدثه نفسها: معقوله اللي شوفته دلوقتي... ثم قامت بفتح عينيها لتتأكد إنها كانت تحلم.

... لكنها لم تكن تحلم فهو واقف أمامها بشحمه ولحمه... وماشا تحاول عضه... وعندما رأت نظراته الغاضبة إلى ماشا خافت عليها... تحركت مسرعة ورفعت ماشا المصممة على عدم ترك أسفل بنطلونه.. جذبتها بشدة أكثر.. سمعت زهرة صوت تمزق... نظرت إلى ماشا بصدمة وفي فمها جزء من قماش بنطلونه...
رفعت عينيها برعب له... بادلها هي وقطتها بنظرة غاضبة...

تسمرت في مكانها... انعقد لسانها من الخوف
هتف أكنان بغضب: أنتي عارفة البنطلون اللي قطتك المتوحشة قطعتها... بنطلون سينيه
عندما سمعت اهانت ماشا ووصفها بالمتوحشة تناست زهرة خوفه... قالت بغضب: أسمها ماشا... ماااشا... ماشا طيبة وعمرها ماكانت عدوانية مع حد إلا معاك أنت.

تحدث أكنان بقسوة: خلي قطتك تسدد تمن البنطلون بقا
ردت زهرة بعزة نفس: اخصم تمنه من مرتبي
ضحك أكنان بسخرية: قبل ماتقولي اخصمه من مرتبي... أعرفي تمنه كام
سألت زهرة: هيكون تمنه كام
قال أكنان بابتسامة ساخرة: تمنه ميجيش مرتبك لمدة سنة عندي... لسه بردو مصممة تدفعه تمني.

ردت زهرة: طبعا هدفع تمنه... بس تخصم من كل شهر جزء من مرتبي
تحدث أكنان بثبات: وانا موافق
قبل أن تنطق زهرة... سمعت صوت والدتها تنادي عليها بصوت متألم... تركته ودخلت إلى أمها
_مالك ياماما
_ ناوليني دوا القلب بسرعة.

أحضرت دوا القلب من فوق الكمودينو... وامسكت الابريق وصبت كأس من الماء... وناولت امها الدواء والماء... وبعد أن وضعت الحبة داخل فمها... وقبل ارتشاف الماء.. سقطت رأسها فوق المخدة ووقع كوب الماء المسكة بيه على الأرض محدثه دوي عالي...
صرخت زهرة: مااااما
دلف أكنان بقلق إلى الداخل: مالك يازهرة
زهرة برعب: ماما اول ما خدت دوا اغمى عليها.

أكنان بدون كلام... اقترب من السرير.. جس نبضها وجده ضعيف... صب من الابريق الذي بجواره القليل من الماء على كف يده ونثره على وجهها... ثم ربت بخفة على وجنتيها وعندما لم يجد أدنى استجابة... قام بحملها على ذراعيه
هتفت زهرة: أنت هتعمل إيه.

رد أكنان: هنقلها المستشفى... لو اتصلت بالدكتور هياخد وقت... يلا بينا
تحركت زهرة خلف أكنان... قبل خروجها وجدت ماشا ملتصقة حول قدميها لا تريد تركها... فقامت بحملها وخرجت مسرعة... فتح أكنان الباب الخلفي ووضعها براحة... دلفت زهرة بجوار والدتها... ركب أكنان بجوار السائق...

أكنان بلهجة أمره: إطلع بسرعة على المستشفى
وقفت سيارة أكنان أمام بوابة المستشفى... رأت زهرة من خلف الزجاج.. استعداد طقم طبي مخصوص لأستقبالهم... فتحت ممرضة باب السيارة وتم نقل والدتها على سرير مخصوص... انطلقت زهرة خلف والداتها وهي غير مدركة انها لازالت تحمل ماشا بين أحضانه...

هتف الطبيب عند رؤيته القطة: ممنوع القطط هنا
أشار أكنان بصمت لأحد الممرضين بأخد القطة من زهرة
نظرت زهرة للمرض برعب...
تحدث لها أكنان برقة: خليه ياخده... هتكون في امان معاه
تركت زهرة ماشا بصعوبة... فهي كانت تستمد منها بعض الطمأنينه والراحة النفسية... عندما نزع ماشا منها وابتعد... انهمرت الدموع من عينيها بدون مقدمات...

أقترب أكنان منها... قائلا بلهجة حنونة: متخافيش يازهرة... مامتك هتقوم ليكي بالسلامة وازمة وهتعدي
زهرة بدموع: انا مليش غيرها... مش عايزها تسيبني زي بابا
اخرج أكنان منديل... مسح بحنية الدموع المنسابة على وجنتيها... تحدث برقة: أنا هفضل معاكي لحد ماالدكتور يقولك انها بقت كويسة.

تم القبض على نبيل... ولما تم استجوابه أعترف على مكان الوكر الثاني... هذه المرة انطلقت قوة الشرطة في سرية تامة... وكان خلفهم بالسيارة مباشرة كريم.. يريد الاطمئنان عليها والتأكد أنها لازالت بخير...

في داخل الفيلا...
منير أخذ يعذب في ناريمان.. أشار إلى أحد الرجال... باعطائه السيخ الحديدي الموضوع على النار...
ناريمان بصوت مبحوح متألم: كفاااية يامنير... ابوس ايدك كفاية
منير بضحكة شريرة: أنا هشوهك وهخليكي عبرة لأي واحدة تحاول تخون منير... وضع السيخ المشتعل... على جسدها العاري...
صرخت ناريمان بدون... حتى فقدت الوعي... هتف منير... صحوها
سكب أحد الرجال جردل من الماء البارد فوق رأسها.. شهقت ناريمان بعنف.. ثم تأوهت... أااااه
تحدث منير بقسوة: أنا هشوهك يانونه.

وفي داخل الغرفة المسجونة بيها ضحى... جلست على الأرض... جسدها لم يتوقف للحظة واحدة عن الارتعاش... أخذت ضحى تدعي في صمت بأن تموت... ولا تفقد شرفها... سمعت أصوات ضحكات مجلجلة أتية من خلف الباب... وصوت يقول: بعد ماتخلص تبقا تنادينا نقوم احنا كمان بالواجب...
نظرت ضحى برعب إلى تحرك مقبض الباب ببطء... و الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف واخدت تصرخ بهسترية...


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:38 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الخامس عشر

نظرت ضحى برعب الى تحرك مقبض الباب ببطء... سمعت الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف وأخذت تصرخ بهسترية...
وفي نفس الوقت... داهمت قوات الشرطة المكان... لم تسمع ضحى أصوات الطلقات النارية بسبب صراخها الهستيري... أقتحمت بعض أفراد الشرطة الغرفة المتواجدة فيها ضحى
هتف أحد الظباط: لقيتها.

وفي ثواني أزدحمت الغرفة بالكثير من أفراد الشرطة وكان من ضمنهم كريم وبمجرد رؤيتها تصرخ بشدة مغمضة العينين ويديها تحيط بوجهها... أنقبض قلبه... تحرك أليها بطريقة الية... جذبها لتقف... أحطها بكلتا ذراعيه لكي لا تقع هامسا بصوت رقيق: أهدي... أنتي بقيتي في أمان
أخترق صوت ما عقلها المغيب... صوت جعلها تشعر بالأمان... توقف صراخها... فتحت عينيها ببطء... دارت برأسها... رأت الغرفة مليئة بأفراد الشرطة...
تحررت من الشخص الممسك بيها ودون النظر همست بخفوت: شكرا...

رد كريم بثبات محاولا التحكم في مشاعره: العفو
هتف الظابط: تعالى ياضحى عشان نرجعك لأهلك
تذكرت ضحى ناريمان وتعذيبها في غرفة اسفل الفيلا... قالت ضحى: ناريمان
سأل الظابط: مين ناريمان
ردت ضحى بألم: البنت اللي حاولت تهربني أول مرة... هي بنت شعرها أحمر وجسمها صغير.

تحدث الظابط بلهجة ثابتة: أحنا قبضنا على كل الموجودين في الفيلا ومفيش واحدة فيهم بالشكل ده
قالت ضحى بأصرار: عشان العصابة حبسها في أوضة تحت الارض...
ردد الظابط بثبات: وأنا بقولك مفيش حد... أحنا فتشنا كل ركن في الفيلا
ضحى بتوسل: أنا كنت معاها وعارفة المكان كويس... ممكن تيجي معايا
الظابط برفض: بقولك مفيش حد.. ويلا أمشي معانا.

صاح كريم: أنا بنفسي هروح أشوفها... لو طلعت البنت موجودة زي مابتقول ومشيتو وسابتوها... أنا هخليك متقعدش يوم واحد في شغلك
الظابط رد بلهجة متوترة: خلاص أحنا هنروح نشوف الاوضة اللي بتقول عليها
نظرت ضحى بأمتنان الى كريم..

خرج الجميع من الغرفة وخلفهم ضحى... وصلت ضحى الى المكان المنشود وأشارت بيديها الى المكان... وتم أخراج ناريمان محمولة على يدين أحد الظباط...
عندما رأت ضحى منظرها المشوه والدماء تنزف منها شهقت برعب... جرت تجاهها... ناريمان... ناريمااان... أفتحي عينيكى
سألت الظابط بخوف: هي هي عايشة
هز رأسه بالايجاب: أيوه
ظل كريم متابع صامت.. فضحى لم تعي وجوده نهايئا وعندما أطمئن على سلامتها... تحرك مبتعدا...

في الخارج... ركب الجميع السيارات... صممت ضحى أن تركب بجوار ناريمان... دموعها أخذت في الانهيار وهي ترى أثار العذاب على وجهها وعلى جسدها الغارق في الدماء... همست ضحى بألم... أتظلمتي كتير وأتعذبتي عشان واحدة مش تعرفيها... عشان حاولتي تنقذيها من وضع أنتي عيشته... كل ذنبك أن أبوكي أتجوز واحدة مرعتش ربنا فيكي وبعيتك بالرخيص.

ظل كريم جالسا في سيارته.. ناظر بشرود لابتعاد سيارات الشرطة... همس محدثا نفسه: أنت مستني أيه تاني... و ليه بقا مضايق عشان سابتها تمشي معاهم... رد على نفسه... مش مضايق ولا حاجة... بس اللى حصل ليها من معاناة أثر فيا أوي... وبعدين معاك ياكريم... أنت مش أول مرة تساعد حد... خلاص أنقذتها... أمشي يلا وشوف أشغالك...
هز رأسه بغيظ... لينطلق بالسيارة بسرعة جنونية... محاولا التخلص من أفكاره الغير مرغوب فيها.

رن هاتف أحمد... نظر الى رقم المتصل بضيق
رد أحمد ببرود: نعم يامعتز
هتف معتز: أتكلم عدل يأاحمد... أنت عارف أنا ممكن أعمل معاك أيه
_ من غير تهديد يامعتز... قول أنت عايز مني أيه
_ تيجي تصالح رشا البيت دلوقتي
_ ولو مجتش هيحصل أيه.

سيطر معتز على أعصابه بصعوبة.. فهو مهما كان زوج أخته: مش هيحصل حاجة... بس كفاية كده خصام بينكم عشان خاطر بناتك... هما ملهمش ذنب يعيشو بعيد عن أبوهم وكل يوم بيسألو عليك... تعالى البيت وخد مراتك وبناتك...
وبعد عدة دقائق من الحديث المتواصل بينهم
شعر أحمد بالحنين لطفلتيه... رد قائلا: حاضر يامعتز... هروح البيت عندكم بعد ماأخلص شغل في العيادة
أغلق معتز الهاتف... وقبل الاتصال بالبيت...

دلف زميله قائلا: اللوا على عايزك دلوقتي في مكتبه
معتز بفضول: متعرفش عايزني ليه
هز عمر كتفيه: علم علمك...
رد معتز: حاضر... ثم خرج من المكتب
في البيت عند رشا وفي داخل غرفتها
تحدثت أبتسام بانفعال: وبعدين معاكي يارشا... مش تلمي الدور شوية...

رشا بضيق: يعني أنتي راضية ياماما على اللي بيعمله معايا
هتفت أبتسام: ايوه راضية... عشان انتي كنتي موافقة على الوضع ده من ألاول
ردت رشا: كنت بحسبه هيحبني.. زي مابحبه
أبتسام بغضب: بلاش يارشا كلام في الموضوع ده... أنتي عارفة كويس أنه مش بيحبك... وقابلتي على نفسك كده... فلمي نفسك وأرجعي بيتك بالذوق...

تحدثت رشا بحدة: هتطرديني ياماما
هتفت أبتسام: أيوه يارشا... ماهو الحب مش بالغصب... وكفاية اللي عملتيه زمان
رشا بغضب: عملت أيه... أنا أخدت حقي... أحمد ملكي أنا
أبتسام بحزن على وضع أبنتها: يارتني ماوافقت على الجوازة دي من الاساس بعد ماعرفت من هيام أن أحمد كان بيحب زهرة... زهرة اللي حبستيها وموتي أبوها بحسرته عليها..

ردت رشا بغل: تستاهل أكتر من كده.. كانت عايزه تاخد أحمد مني... لبستها موضوع سرقة دهبك وأتحبست وخليت أحمد يسيبها... وبقيت باستمرار ازور والدته في البيت... وكنت بخوفها أن أحمد ممكن يرجعلها ويتجوزها ومستقبله ممكن يضيع... وكنت برمي ليها بالكلام أن أحسن حاجة أنها تجوزه واحدة بنت ناس وطبعا كنت أنا قصادها باستمرار.. وطبعا مش هتلاقي واحدة أحسن مني لأبنها

ابتسام بصدمة من كلام لأول مرة تسمعه: أنت محتاجة تتعالجي يارشا... يارتني صممت على رفضي زمان.. يارتني.. لم تستطع أبتسام التواجد في نفس المكان مع أبنتها... أتجهت ناحية الباب... تسمرت مكانها عندما رأته خلف الباب
قبل خمس دقائق من الأن... رن أحمد جرس باب شقة حماته... ولكن لأحد فتح له... أخرج من جيبه سلسله مفاتيحه وأخرج مفتاح الشقة وفتح الباب... دخل وأغلق الباب خلف.

نادى أحمد: رشا يارشا... أتجه الى غرفتها المتواجدة في أهدى مكان في الشقة وأبعده... الباب كان موارب وقبل دخوله سمع أصواتهم الغاضبة... أنصدم أحمد مما سمع... لم تقوى قدمه على التحرك
أبتسام برعب: أحمد
أحمد دلف بغضب الى الداخل أقترب من رشا وأنهال على وجهها بالصفعات
هتفت أبتسام بخوف: كفايه يااحمد

لم يبالي احمد بصياح أبتسام واستمر بدون وعي في ضرب رشا... التي فقدت قدرتها على الكلام... أنتي طاااااالق طاااااالق
نظرت رشا بصدمة غير ماصدقة أذنيها والقائه يمين الطلاق... أخذت تضحك بهسترية متناسية ألمها... قائلة بصياح: أنت بطلقني أنا رشااا... نظرت الى أمها وهى لاتزال تضحك ودموعها تنهمر دون توقف... أحمد طلقني ياماما
هتف أحمد بغضب: أنتي مش بنأدمة، أنتي أيه شيطانة، وبناتي هاخدهم منك مش هأمن عليهم مع واحدة زيك، ثم أنصرف من الغرفة بخطى غاضبة...

ظل أكنان بجوار زهرة... حتى خرج الطبيب
محمد بلهجة عملية: محتاجة عملية قلب مفتوح وقبل تكملت حديثه
هتفت زهرة برعب: عمليه قلب مفتوح أيه اللي بتقول عليها
تحدث أكنان قائلا: خلي الدكتور يكمل كلامه... نسبة نجاح العملية أد أيه يامحمد
رد محمد: نسبة نجاحها أكتر من تسعين في المية... والمريضة لزم تعمل العملية بسرعة وياريت النهاردة قبل بكرا.

تحدث أكنان بهدوء: أعملها يادكتور
زهرة بخوف: هي العملية صعبة يادكتورة
محمد بهدوء: زمان كانت أقدر أقولك صعبة... بس دلوقتي مع تطور الامكانيات... عملية القلب المفتوح بقت سهلة ومفهاش منها خوف... أنا همشي وهبعتلك حالا موظف بالاقرار اللي هتمضي عليه
زهرة بقلق: أقرار أيه.

رد محمد: اقرار بتقولي فيه أنك مسئولة عن المريض ومسئولة عنه لا قدر الله وحصل حاجة
سألت زهرة بخوف: أنت مش لسه بتقول العملية سهلة... هتخليني أمضي على أقرار ليه
تحدث محمد بهدوء: ده روتين متبع في أي عملية بتتعمل
أشار أكنان الى محمد بالانصراف... تحدث لها بلهجة مطمئنة: متخافيش يازهرة.. موضوع الاقرار ده شيء روتيني...
زهرة نظرة له برجاء: بجد... بجد العملية مفهاش منها خوف
أكنان بابتسامة خفيفة: أيوه بجد

ذهب كريم مباشرة الى بيسان في الفيلا
وهما جالسين كلاهما في الجنينة
بيسان بفضول: مالك ياكيمو... مش عوايدك تطب عليا من غير ماتقولي
رد كريم بضيق: لقيت نفسي مخنوق... قولت أجي أقعد معاكي شويه
سألت بيسان: وأيه اللي مخليك مخنوق
زفر بحدة قائلا: مش عارف.

_ أيه اللي مش عارف...
_ مش عارف أحدد بالظبط
_ طب حاولي تحكيلي... افضفض معايا في الكلام... قولي حصل معاك أيه بالظبط
عقد حاجبيه بتفكير: أنا هقولك كل اللي حصل معايا اليومين اللي فاتو... أبتدى كريم حديثه عندما رأها أول مرة... استمر في الكلام دون توقف.. متناسيا وجود بيسان بجواره...

عندما أنتهى.. هللت بيسان مبتسمة: معقولة مش عارف ده أسمه أيه... دي أعراض الحب
أكفهر وجه عند سماع كلامها: زفت أيه اللي بتقولي عليه... مين دي اللي هحبها... هي من عالم وأنا من عالم تاني... مينفعش خالص أبص ليها
عقدت حاجبيها بضيق: من أمتى بتفكر كده ياكريم... ايه هي من عالم وأنا من عالم تاني... الحب ميعرفش حاجة أسمها فروق طبقية.. ده في سلاطين أتجوزو جواري وملوك أتجوزو من عامة الشعب... أنت بقا فاكر نفسك أحسن منهم...

كريم بضيق: أنا بحكيلك عشان أرتاح مش تضايقني أكتر
ردت بيسان: بصراحة ردك كان مستفز... أيه مينفعش عشان مش هتناسب مكانتك
تحدث كريم: عشان العقل بيقول مينفعش ومصير العلاقات دي الفشل
بيسان نظرت له برجاء: فكر كويس ياكريم... خاطر وجرب... الحب شيء جميل مع الشخص اللي بتحبه
ابتسم بتهكم: خلاص طلعتيني بحبها.

هزت رأسها: أحساسي عمره ماخيب أبدا... وهي تتحدث رأت زاهر يقترب تجاههم... مكفهر الوجه... زينت ثغرها أبتسامة شقية عندما ميزت غيرته عليها...
سأل كريم: أيه اللي ضحكك
أشارت خلفه هامسه بخفوت: بص وراك... الفك المفترس قادم لألتهمك
نظر خلفه بفضول ثم أدار رأسه بسرعة قائلا: مش هيلحق عشان أنا همشي ناو... أحذري الفك المفترس... سلااام يابسبوسة
زينت شفتيها ابتسامة هادئة: سلااام ياكيمو دلوقتي...

القى كريم السلام على زاهر وأنصرف
تحدث زاهر بوجه مكفهر: سلااام يابسبوسة... سلااام ياكيمو
أخفت أبتسامتها.. قائلة بمشاكسة: من زمان وأحنا بندلع بعض
هتف بغضب: ده كان زمان الكلام... أنما دلوقتي مفيش تدلعو بعض بالاسامي تاني
أبتسمت قائلة: أنت بتغير عليا زاهر
رد بسرعة: طبعا بغير عليكي...

_ معقولة بتغير عليا من كريم
_ ده أنا بغير عليكي من أي حد بيبص ليكي
نظرة له بحب... فبادلها بنظرة عاشقة... قائلا: مفيش تنادو بعض بأسماء دلع تاني
ردت بيسان بدلع: في أي رولز تاني
حاول التماسك أمام نظراتها الشقية... قائلا بلهجة حازمة: مفيش تقعدي لوحدك مع راجل ولا حتى مع كريم
أختفت النظرة البريئة لنظرة شرسة في لمح البصر: نعم... مستحيل طبعا الكلام اللي بتقول عليه... وشغلي اللي بيحتم عليا أقعد مع عملاء رجالة... أعمل فيهم أيه.

تحدث بهدوء: خلي السكرتيرة تكون موجودة معاكي... أنا بغير عليكي أوي... لما شوفتك قاعدة مع كريم بتضحكي كان هاين عليا ارتكب جريمة قتل
قالت بأصرار: مينفععش الكلام اللي بتقوله... اوقات الكلام بيحتاج سرية بين العملاء.

تناول زاهر كف يديها بين كلتا كفيه... ضاغطا عليه برقة: أنا مش بجبرك على رأيي.. أنا عايزك تفكري في كلامي الاول... أنا بحبك وبغير عليكي اوي... زمان مكنش حقي أتكلم ولا أفتح بؤي... دلوقتي من حقي أغير عليكي... حقي ولا مش حقي
لمعت عينيها بمشاعر احب... ابتسمت له قائلة: حقك.

في أخر ساعات الليل...
في النيابة.. جاء والده وشقيقها اليها مسرعين بمجرد أخبارهم أنها معهم الان...
قبل أنصرافها مع والدها سألت الظابط برجاء: ممكن تقولي أخبار البنت اللي وديتوها المستشفى
رد الظابط: معرفش وضعها أيه... بس هقولك أسم المستشفى... ثم أعطها العنوان
قال عبد الفتاح: يلا ياضحى
ردت بهمس: حاضر يابابا.

هتف الظابط: كمان يومين لزم ضحى تكون موجودة عشان تحقيقات النيابة... وتدلي بكل اللي تعرفه
غادرت ضحى مع والدها وشقيقها.. طول الطريق كان الصمت سيد الموقف... لا أحد فيهم قادرا على سؤالها هلى هي مازالت بكر...
بمجرد دخوله الشقة أخذتها أمينة بين أحضانها وهي تبكي... بأصابع يديها تلمست وجهها باضطراب... قالت ببكاء: بنتي بنتي... أخيرا رجعتي لحضني... أنتي كويسة.

ضحى تحكمت في دموعها وهى ترد: الحمد لله... أنا هروح أوضتي ياماما... نفسي أنام
أمينة ببكاء: خليكي شوية معايا... أنتي واحشتيني أوي
ضحى بنبرة حزينة: بعدين ياماما هنقعد مع بعض... كل اللي محتاجه دلوقتي حمام سخن ونوم
... ذهبت الى غرفتها مباشرة دون سماع رد والدتها وأغلقت الباب خلفها... القت نفسها على السرير منهارة... لتناسب دموعها المسجونة بحرية... أذ كانت نظرات والدها وشقيقها لها هكذا... فما بالك بنظرات الغريب...

سألت أمينة: مالها ضحى ياعبد الفتاح
عبد الفتاح بلهجة مقهورة: ماهي كويسة قصادك
تحدث حسام بحزن: أنا داخل أنام
تحدث أمينة بأصرار: قولي حصل أيه اللي مخلي وشك مقلوب أنت وأبنك.

نظر لها بكسرة نفس: سمعنا في القسم كلام ياأمينة
أمينة بقلق: كلام أيه
_ أن أاان ضحى أعتدو عليها في المكان اللي أتخطفت فيه
شعرت بألم حاد داخل قلبها.. طفرت الدموع من عينيها: ياعيني عليكي يابنتي... أااااه... أااااه... أااااه ياعبد الفتاح
عبد الفتاح انهارباكيا... فاقدا سيطرته المفتعلة واضعا رأسه على صدر زوجته... حضن كل منهما الأخر... تعالى نحيبهم.. قهرا... ألما... حزنا على أبنتهم الصغيرة

في المستشفى أكنان لم يترك زهرة أبدا... حجز لها جناحا بأكمله في المستشفى.. لتأخذ راحتها هي ووالدتها بحرية تامة...
ظل بجوارها منتظرا خارج غرفة العمليات.. شرد مع أفكاره وأنه أصبح متعلق بزهرة وأنه يريد حمايتها من أي ألم... وبين اللحظة والأخرة كان يقول لها بعض من الكلمات المطمئنة.

تحدث أكنان بحنية: تعالي معايا نروح مطعم المستشفى تاكلي حاجة بدل ماتقعي من طولك... نظرت له زهرة برفض: أنا هفضل واقفة هنا... لحد ماماما تطلع من أوضة العمليات
_ بصراحة أنتي لو أغمى عليكي أنا بقولك من أولها مش هقدر أشيلك... عشان فصلت من قلة الأكل
_ هو أنت جعان
_ همووت من قلة الأكل
بلهجة مترددة: أنا موافقة أكل حاجة.

أكنان بابتسامة خفيفة: يلا بينا
على طاوله خاصة بيهم في داخل المطعم... عندما أنتهى كلاهما من تناول الطعام والقهوة
قال أكنان بابتسامة خفيفة: بردو مفيش أحلى من قهوتك
شعرت بالخجل... ثم همست بامنتان: شكرااا
سأل أكنان: أنتي بتقولي أيه.

تحدثت بنبرة أعلى: شكرااا على كل اللي عملته مع ماما... مش عارفة ههرد جمايلك دي أزاي...
قال أكنان بهدوء: أنك تنسي اللي فات ونبتدي مع بعض صفحة جديدة... مفهاش كره... موافقة
هزت رأسها بخفة قائلة: موافقة
سأل أكنان بفضول: ممكن أسألك سؤال.

_ أسال
_ مين أحمد وليه ديما شكلك حزين
_ أحمد الانسان اللي حبيته في يوم من الأيام وسابني في أكتر وقت محتاجه في وأتجوز صاحبتي
_ ندل
أبتسمت بخفة: أه..
سأل أكنان: محبتيش تاني.

ابتسمت زهرة بألم: لأ... أنا مش محتاجة الحب... أنا محتاجة حد يحس بيا ويفهمني ويعوضني عن كل سينين الشقا اللي عيشتها... يشوفني بقلبه قبل عينيه
كلامها لمس أوتار قلبه... فهو رأها بقلبه... وأمتلكت أفكاره ليل نهار... سأل مترددا: ولقتيه ؟
ردت قائلة: لأ لسه... لم تعلم لماذا تكلمت معاه بصراحة... وأخبرته عن حلمها المستحيل الحدوث... نهضت من مكانها بحركة فجائية قائلة بحدة: أنا رايحة أشوف ماما.

نهض هو الاخر... مندهش من حدة كلامها... تحدث قائلا: يلا بينا
أمام غرفة العمليات.. أنتظر أكنان وزهرة خروج الطبيب
لم تقوى على النظر اليه مباشرة بعد حديث المطعم... شعرت زهرة بالتوتر عندما طال الأنتظار... عيونها ظلت مسمرة على باب غرفة العمليات... أنفتح الباب... خرج الطبيب... تسمرت مكانها لم تقدر على الحراك.

ذهب أكنان أليه ومن مكانها... رأت أكنان يتحدث مع محمد... سمعت هتاف أكنان: أنت بتقول أيه... هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها
أنقبض قلبها... رافضة أحساسها عندما سمعت كلام أكنان ورأت نظراتهم المعتذرة لها...


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:39 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل السادس عشر والأخير

كوني إنتي... حبي نفسك كماهي
كوني واثقة من جمالك
فأنتي جميلة بطريقتك الخاصة
كوني سعيدة بوجهك... سعيدة بجسدك كماهو
كوني إنتي ولاتبالي بأراء الآخرين تجاه مظهرك
كوني إنتي كماهي... كوني سعيدة

ذهب أكنان اليه ومن مكانها... رأته يتحدث مع محمد... سمعت هتاف أكنان: أنت بتقول أيه... هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها..
أنقبض قلبها... رافضة أحساسها عندما سمعت كلامه ورأت نظراته المعتذرة لها...
هرولت زهرة باتجاههم... قائلة بلهجة مذعورة: ماما مالها
تحدث محمد بلهجة مضطربة: الوالدة دخلت غيبوبة...

همست بخفوت: الحمد لله... تحدثت بنبرة أعلى... وهتفوق منها أمتى
غمز أكنان بعينيه الى محمد..
محمد بلهجة ثابته: خلال كام يوم بالكتير... وممكن توصل لشهر... أخفى محمد حالتها عنها وأنها من الممكن الأ تستيقظ أبدا...

همست زهرة بدعاء.. قالت: شكراا ليك يادكتور... شكراا ليك ياأكنان بيه... مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه
رد محمد بتردد: العفو... ثم أنصرف
تحدث أكنان بهدوء: أنتي منمتيش النهاردة خالص... محتاجة ترتاحي شوية... وبكرا تيجي تشوفيها
هزت رأسها: عندك حق... كملت كلامها بحيرة... هو الواحد ممكن يركب هنا أيه عشان يروح بيته
تحدث أكنان ناظرا لها بشفقة: بيتك هيكون بعيد أوي عن المستشفى... شقتي موجودة وأنتي موظفة عندي..

قالت بعدم أستيعاب: مش فاهمة حضرتك تقصد أيه
قال بنبرة هادئة: أنا عندي موظفين.. اللي ساكنين بعيد ليهم أوض خاصة بيباتو فيها... ومفيش أكتر من الاوض عندي... أنا واخد دورين... دور ليا خاص ودور للموظفين عندي... فكري كده وقوليلي ومتنسيش أنك لسه شغالة عندي... من المستشفى للشغل هيبقا وضع مستحيل ليكي.. ردك أيه
ترددت زهرة في الاجابة..
سأل أكنان: قولتي أيه؟

حسمت زهرة قرارها: موافقة... هيسهل عليا وقت ومجهود كبير... حضرتك كدا بتشيلني جمايل كتير مش عارفة هردها ليك أزاي
رد أكنان: وأنا مش مستني ترديها ليا... تعالي معايا عشان أوصلك...
زهرة برفض: أنا عارفة طريق شقتك من هنا... كفاية تعبك معايا لحد كده.

رد أكنان بحدة: أنت أصلا على طريقي... وبلاش كل لما أقولك حاجة تقوليلي لا... مفيش حاضر علطول
همست بأحراج: حاضر.
ابتسم أكنان بخفة: أيوه كده... وماشا وموجودة عندي دلوقتي
هتفت زهرة: أهاا... ده أنا نسيت خالص...
قال أكنان: تعالي عشان أوديكي ليها.

أشرقت شمس الصباح وشعت الأرض بنورها، أستيقظت ضحى بعيون منتفحة، فهي قضت طول الليل في البكاء، نهضت من فوق فراشها شاعرة بألم يغزو جسدها... ألمها الجسدي... ألمها النفسي مجتمعين سويا... مسببين ألما غير محتمل... نهضت بتثاقل من فوق فراشها... فتحت درج الكمودينو الخاص بها تناولت شريط مسكن... أخرجت حبتين... تناولتهم دفعة واحدة دون ماء... ثم أتجهت ناحية الحمام... أخذت حمام دافىء.. وقامت بتغير ملابسها... جلست على السرير لعدة دقائق... تتنفس بهدوء وعندما شعرت بالراحة قررت الخروج ومواجهة والديها بما حدث لها...

بمجرد خروجها... وجدت والدها ووالدتها جالسين في غرفة المعيشة... ملامحهم حزينة... كئيبة
ضحى بلهجة هادئة: صباح الخير
عبد الفتاح بلهجة حزينة: صباح النور... أنا ماشي رايح الشغل...
أمينة بحزن: صباح النور يابنتي
جلست ضحى بجوار والدتها... ثم قالت: أنا عارفة أنتو زعلانيين ليه... بس أنا عايزه أطمنك ياماما... أني محصلش ليا حاجة وأنا لسه بنت زي ماأنا...

تهللت أساريرها: بجد ياضحى
ردت ضحى بابتسامة متألمة: والله بجد ياماما... أطمني وخلي قلبكم يرتاح... أحمدو ربنا كتير أني رجعتلكم زي مانا... أنا شوفت هناك بنات كتير أتظلمو... ونفسي أطلب منك طلب ياماما... البنت اللي السبب أني ميجرالش ليا حاجة... البنت اللي أنقذتني... أنا كنت السبب في تعذيبها ووجودها دلوقتي في المستشفى... نفسي نروح نزوها ونقف جمبها..

سألت أمينة: هي تبقا بنت من أيهم
ردت ضحى بحزن: أيوه ياماما بس غصب عنها... وقصت على أمها حكاية ناريمان بالتفصيل
هتفت أمينة: ياعيني عليكي يابنتي... أنا هروح أزورها وأطمنك عليها... بس أنتي خليكي اليومين دول متتحركيش من الشقة... متعرفيش العصابة ممكن تعمل ايه.

ردت ضحى: عندك حق ياماما... بس بالله عليكي ياماما تروحي ليها النهاردة... قبل بكرا
ردت أمينه: حاضر...
أتجهت ضحى الى غرفتها... وأمينة تناولت الهاتف وأتصلت بزوجها... وأخبرتها بكل الكلام التي قالته ضحى لها...
رن جرس الباب... نهضت أمينة من مكانها وأتجهت ناحية باب الشقة.. بمجرد فتحه... هرولت زهرة الى الداخل...

سألت أمينة بذهول: أنتي لحقتي... ده أنا لسه متصلة بيكي
تنفست زهرة بصوت مسموع قائلة بسرعة: ضحى كويسة.. هي في أوضتها دلوقتي
ردت أمينة: بخير
لم تنتظر زهرة باقية ردها... وأتجهت ناحية غرفة ضحى مباشرة... دقت على الباب... حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول...
بمجرد رؤيت زهرة... نهضت من مكانها والقت نفسها بين أحضانها...

زهرة بلهجة حنونة: أنتي عاملة أيه ياضحى
ضحى بألم: أنا كويسة أوي...
زهرة بأعتذار: مش عايزكي تزعلي مني عشان جيت ليكي متأخر بس والله غصب عني... ماما أمبارح راحت المستشفى
_ وهي عاملة أيه دلوقتي
_بخير ياضحى... طمنيني عليكي وحصلك أيه وأزاي البوليس قبض على العصابة.

_ أنا هقولك يازهرة حصل معايا أيه... شردت ضحى للحظات... وأخذت تحكي ماحدث لها بالتفصيل
شهقت زهرة بصدمة: يالهوووي ياضحى.. هو في كده بيحصل في الحقيقة والمتاجرة بأعراض البنات بقا مباح وكمان في ظباط ومحامين بيساعدو المنظمة دي... لا حول ولا قوة الا بالله.

تحدثت ضحى بألم: أنا كنت زيك في الاول مش مصدقة أن في بنأدمين بالشر ده... لحد ماشوفت بعيني
زهرة بمواساة: كويس أنها جيت لحد كده معاكي
ضحى بحزن: أنا تعبانة أوي يازهرة
_ حسه بيكي... اللي مريتي بيه صعب أوي.

_ صعب أوي أوي يازهرة... مشوفتيش نظرات الناس ليا وأنا طالعة البيت... تنهدت بألم... حتى نظرات بابا وماما وأخويا مختلفتش كتير... نظراتهم ليا على شيء مليش ذنب فيه... أنا أمبارح حطيت راسي على المخدة ودعيت مقومش تاني
_ متقوليش على نفسك كده تاني وأن شاء الله ربنا هيراضيكي
_هيراضيني بجد!
_ أيوه هيراضيكي وهيعوضك عن كل اللي فات
هتفت ضحى بدعاء: يارب

بعد مرور شهر... تم حبس جميع أفراد المنظمة على ذمة التحقيق... ووالد ضحى بعد خروج ناريمان من المستشفى قام بتوفير عمل لها في مشغل عند أحد أصدقائه دون أخباره عن أصلها وماحدث لها... وأيضا قام بتأجير شقة قريبة منهم لتسكن فيها...

أما بيسان عندما علمت بسفر زاهر القريب الى المانيا.. أسرعت من ميعاد كتب الكتاب وحفلة الزفاف... أما والدة زهرة لازالت كما هي... لم تستيقظ من الغيبوبة... والطبيب المعالج لها لم يتوقف عن بث الأمل لدى زهرة في أستيقاظ والدتها

امسك هاتفه يتصفح عليه مواقع التواصل الاجتماعي... ليتخلص من شعوره بالملل... فهي أجبرته على التزين تحت يد فريق مختص... تأفف بضيق... الوقت مر ببطء شديد وأصابع الحلاق لم تتوقف عن تهذيب خصلات شعره... حرك ابهامه على سطح الشاشة متنقل بين أحدث الاخبار.

زم شفتيه بغضب وهو يقرأ الخبر التالي.. بيسان نجم بنت رجل الأعمال نجم... تتشاجر مع مدير الفندق في يوم زفافها وقامت بالاعتداء بالضرب على أحد الموظفين... تمعن النظر في صورتها مرتدية فستان الزفاف... ازداد غضبه عند رؤيتها بهذا المنظر
طرق باب جناحه... ليدلف مدير الفندق حتى وقف أمامه قائلا باعتذار: أسف يازاهر بيه على اللي حصل منا... و المسئول عن تسريب الصور هيتعاقب
نظر له بوجه مكفهر: صور إيه اللي بتتكلم عليها.

تحدث المدير بلهجة آسف: بيسان هانم اتعصبت على موظفين الفندق لما عرفت ان صور القاعة وتجهيزاتها اتسربت على النت... واتخانقت وفضلت تزعق مع الكل... بس احنا قدرنا نلم الموضوع
زم شفتيه بغضب.. بيسان تشاجرت قبل ساعة من موعد زفافهم...
تحدث بضيق: اتفضل أنت دلوقتي...

نقر بأبهامه بغضب على سطح الهاتف.. متصلا بيها
ردت بابتسامة: هو أنا لحقت وحشتك
تحدث بهدوء على قدر الإمكان: هو الخبر اللي قريته على مواقع التواصل الاجتماعي صح انك اتخانقتي مع موظفين الفندق
ردت بلجلجة: هو لحقو ينشرو اللي حصل
رد بغضب مكتوم: طبعا.

اكفهر وجهها بعبوس: هو مفيش حاجة أسمها خصوصية خالص
أخذ نفس عميق محاولا التحكم في انفعاله: متصلتيش بيا ليه يابيسان لما المشكلة وصلت للضرب والخناق... هو أنا لزمتي إيه... لما انتي توقفي وتتصدري في الخناقة لوحدك... هتف بحدة... ملجئتيش له ليا وقولتلي الحقني يازاهر... تعالى حللي المشكلة
ردت بيسان بتلقائية عفوية: عشان هيبقا فال وحش لما تشوفني بفستان الفرح قبل الزفة.

اتسعت عينيه بذهول... ناظر لشاشة الهاتف بصدمة غير مصدق أذنيه: خايفه اشوفك بفستان الفرح ومكنتيش خايفة ان موظفين الفندق يشفوكي.. أهو انا شوفتك والعالم شافك كمان ياعاقلة
ردت
زمت شفتيها بضيق: يعني أنت شوفتني بفستان الفرح
أبتسم بتهكم قائلا: أاااه.. هو كل اللي همك أني شوفتك بفستان الفرح... مش فارق معاكي أنك أتخاتقتي مع حد من غير ماتطلبي مساعدتي
ردت بيسان بلامبالاة: خلاص بقا اللي حصل...

تحدث زاهر: لو حصل حاجة ووقعتي في مشكلة... الجئي ليا...
_ حاضر يازاهر...
_ سلام يابيسان
_قبل ماتقفل قولي العامل جابلك الجزمة اللي هتلبسها في الفرح
أجاب زاهر: ايوه يبسان... هقفل دلوقتي عشان مش عارف أكلمك من الراجل اللي بيقص في شعري... ثم أغلق الهاتف
نظرت بيسان للهاتف المغلق بعبوس.. محدثة نفسها: طلعت أنا في الأخر غلطانة...

عندما أنتهت بيسان من التزيين وحان موعد النزول الى القاعة... على الدرج تأبط والدها ذراعها... هابطا بها.. هامسا بخفوف: مبرووك حبيبتي
ردت بيسان بتأثر: الله يبارك فيك بابي
وصلت بيسان الى الأسفل وبمجرد رؤيته لها نسى ضيقه منها وماحدث منذ قليل نسى العالم ومن فيه... نظراته ظلت معلقة عليها متأملا جمالها الباهر... يريد أن يصرخ للعالم أنه يحبها كتيرا
عندما وصلت بقربه... أمسك زاهر يديها بحب... تحدثت والابتسامة لا تفارق شفتيها: أيه رأيك... عاجبك الفستان.

رد زاهر ببتسامة متلاعبة: لأ معجبنيش
نظرت له بيسان بصدمة: نعم
كمل زاهر بلهجة حانية وقد تحولت نظراته الى حب كبير: معجبتنيش وبس أنا أتجننت أول ماشوفتك
أخفضت رأٍسها بخجل دون كلام... حتى وصلا الى أماكنهم المخصصة.. أنسابت موسيقى ناعمة...
أقتربت منها صديقتها تولين وزوجها لتهئنة العروسين
تولين بابتسامة: مبروك يابيسان.

_ الله يبارك فيكى ياتولين... ناوية تولدي أمتى... مش كفاية لحد كده
ضحك زيدان: قوليلها أصلها مطلعة عيني وأنا بقول كفايها لحد كده
نغزته تولين في صدره بعنف: ماشي
زيدان قال: بهزر معاكي يروحي..
تولين بغيظ: هزار رخم... وتأبطت ذراع زوجها للرجوع الى أماكنهم... أدار زيدان رأسه باتجاه بيسان وحرك يديه على رقبته ذهابا وأيابا.

ضحكت بيسان بخفة: هههه زيدان وتولين دمهم خفيف
زاهر بهدوء: وجوزها دمه بارد
وقبل الرد... أتت جيلان وأكنان وقامو بتهئنة بيسان وزاهر...
فوق الاستيدج وعلى نغمات موسيقى هادئة أفتتح العروسين.. أول رقصة لهم...

وهما بين أحضان بعض... همست بيسان بالقرب من أذنه... أنا فرحانة أوي
رد زاهر: وأنا بعشقك... أخير عرفت أتلم عليكي... أيه كل الصحاب دول
ردت والابتسامة تزيين ثغرها: على فكرة مش كتير.. شوية صحاب من امريكا وشوية صحاب من هنا... على شوية من أهلك وعمو وأصحاب بابا وبس واصحاب جيلان.

رد بضحك: كل دول وشوية
قالت بضحك: هههه أيوه شوية... على فكرة... قطعت كلامها فجأة.. وهي تشير بيديها الى أحد الحراس الموجودين في القاعة...
نظر لها بتساؤل: في أيه يابيسان
بيسان وهي نظراتها مثبته على الشخص الذي دلف لتو من باب القاعة... قالت بضيق: الشخص اللي دخل دلوقتي مش معزوم على الفرح شكله صحفي...
التف زاهر متأملا أيه: ممكن
اقترب الحارس منها قائلا: نعم ياهانم.

أشارت بيسان قائلة: اللي داخل دلوقتي مش من المعازيم... روح طلعه
وبعد عدة قائق... تم جذب هذا الراجل الى الخارج
زاهر بابتسامة: أنتي بعد كده هتشتغلي في المخابرات
بيسان بضحك: في فرحي لزم كله يمشي زي ماأنا عايزه
تكرر هذا الموقف عدة مرات... وفي النهاية أحساسها يكون صحيح
تحدث زاهر: مش معقولة كده يابيسان... ده أنتي وشوشتي الحارس أكتر مني...

ردت بيسان: يعني أٍسيبهم يبوظو فرحي
زاهر بوجه عابس: ركزي معايا أنا شوية.. والله دي ليلة فرحي أنا كمان... عايزك توشويشني كتير
يابوسة
أخفت أبتسامتها.. قائلة بدلع: مفيش أسهل من الوشوشة...
أقترب منهم كريم: مبروك ياعريس... مبروك يابوسة
رد زاهر بضيق: الله يبارك فيك.

ردت بيسان بابتسامة وغمزت بأحد حاجبيها: عقبالك أنت كمان ياكي... قطعت أسم دلعه عندما رأت نظراته الغير مريحة... ياكريم
قال كريم بابتسامة خفيفة: أنا هضطر أمشي عشان ألحق ميعاد طيارتي...
أختفت أبتسامتها: بردو مصمم تسافر دلوقتي
رد كريم بشرود: خلاص مبقاش ليه داعي وجودي... وفاضل أتصل بيا محتاجني هناك... سلااام يابيسان وخلي بالك من نفسك.

ردت بيسان: سلااام ياكريم... وخليك ديما معايا على أتصال
رد بهدء: حاضر... ثم أنصرف بخطى هادئة
ظلت بيسان ترقص مع صديقاتها على أنغام الموسيقى... مر الوقت بسرعة وهي مستمتعة بحفل زفافها...

أقترب منها زاهر وهي ترقص والابتسامة لا تفارق شفتيها... همس في أذنيها: يلا بينا... الطيارة كده هتفوتنا
بيسان بدلع: شويه كمان... أنا مبسوطة أوي... خلينا أفرح بيوم فرحي بين صحابي... خلينا شوية صغيرين الميعاد الطيارة فاضل عليها تلات ساعات..

أكنان كان جالس على طاولته شاعرا بالملل... فجلوسه أجباري في فرح أخته الصغيرة... المصممة على عدم أنهاء الفرح حتى الان... رن هاتفه... نظر للرقم بتساؤل: في أيه ياكوكو
كاترينا قالت: زهرة مصممة تنزل لوحدها دلوقتي... وأنا منعتها تنزل في الوقت المتأخر... زي ما حضرتك قولتلي
سأل أكنان: مالها... أيه اللي حصل.

كاترينا بشفقة: قطتها تعبانة أوي
تحدث أكنان بهدوء: أديلها الفون تكلمني
ذهبت كاترينا إلى غرفة زهرة... رأتها جالسة بجوار قطتها تربت وتحرك يديها على فرائها بحنية...
شعرت كاترينا بالعطف: زهرة.. زهرة
رفعت رأسها ونظرت لها بعيون باكية: ماشا تعبانة أوي... أنا عايزه انزل اوديها للدكتور
ناولتها الهاتف قائلة: هتنزلي يازهرة... بس كلمي أكنان بيه الاول..

_ليه قولتليه
_دي أوامر البيه اي حاجة تحصل هنا لزم يكون عنده خبر بيها... خدي كلميه بس
تناولت زهرة الهاتف من يد كاترينا قائلة بحزن: حاضر هكلمه... وضعت الهاتف على أذنها... نعم ياأكنان بيه
شعر بالضيق عند سماع صوتها الحزين: حصل إيه يازهرة
تنهدت بأنفاس سريعة: ماشا تعبانه أوي... بقالها ساعات بتولد... وولدت قطين ولسه بتتألم... أنتحبت بصوت مسموع وهي تقول... ماشا لسه صغيرة وخايفة تموت ومش بتتحرك من مكانها..

تحدث أكنان برقة: دقايق وهكون موجود عندك
لم تعلم زهرة لماذا أنهارت في البكاء وهي تخبره عن قطتها
وفي الجهة الأخرى... قام أكنان بالإتصال بصديق دكتور بيطري: أزيك يأمجد
أمجد بفضول: أكنان بنفسه بيتصل بيا... خير ان شاء الله
تحدث أكنان عن ماشا وولادتها وألمها المستمر.

أجاب أمجد بلهجة عملية: من كلامك باين على القطة أن لسه في قط تاني ميت وعشان هي صغيرة... ولادة قط ميت هتكون ولدته متعسرة... ومحتاجة تروح عيادة أو مستشفى وممكن تحتاج ولادة قيصري عشان نخرج القط الميت
أكنان بلهجة أمره: عايزك تكون موجود في العيادة دلوقتي... أنا جايلك
أمجد بقلة حيلة: يدوب هلبس وأنزل أفتح ليك العيادة مخصوص الساعة اتنين بالليل.

نهض أكنان من مكانه مستئذن من الجميع... وفي داخل شقته
تحدث بهدوء الى زهرة: يلا بينا... وهاتي ماشا معاكي
سألت زهرة بحزن: هنروح فين
رد أكنان برقة: هوديها في عيادة دكتور صاحبي... هيكشف عليها... يلا جهزي نفسك.

ردت بسرعة: أنا جاهزة أهو... ثواني وأجيب ماشا... ثم ذهبت الى ماشا مسرعة وقامت بحملها.. هامسه لها برقة... متخافيش أنا معاكي...
في داخل العيادة... قام أمجد بالكشف على القطة.. عمل لها سونار... أشار بيده على الشاشة: زي ماقولتلك في قط ميت معرفتش تولده
زهرة برفض: بس الدكتورة قالت ليا هما أتنين بس
رد أمجد بهدوء: أوقات السونار ممكن يحصل فيه غلط.

سألت زهرة بقلق: والقط الميت في خطر على حياتها... طب وهو هيخرج أزاي وهو ميت
أمجد بلهجة ثابتة: القطط طبيعي بتولد لوحدها... وأوقات نادرة بتكون الولادة متعثرة لو كان في أكتر من قط ميت... وفي حالة ماشا الموضوع صعب ليها أكتر عشان لسه صغيرة... فاأنا ححاول معاها الاول طبيعي... ولو منفعش هضطر أولدها قيصري...

همست زهرة بدعاء: يارب مش تحتاج... ومش يحصلها حاجة
تحدث أكنان لها عندما سمع دعائها: أن شاء الله مش هيجرى ليها حاجة...
أستغرق أمجد أكثر من ساعة في محاولة لأخراج القط الميت وبعد معاناة مع ماشا أستطاع أخراجه
زفر أمجد بارتياح: أخيرا...

تحدثت زهرة بقلق وهي تتلمس ماشا برقة: هتكون كويسة يادكتور
هز رأسه بالايجاب: طبعا... تقدري تاخديها معاكي دلوقتي وتوديها لعيالها... زمانها محتاجنها...
سألت زهرة: طب وأكلها
رد أمجد: خليها تشرب لبن كتير
_ مفيش حاجة تاني.

_ لا مفيش... لو محتاجة أي حاجة هقولك... قام بأعطائها الكارت الخاص بعيادته... دي نمرة تليفون العيادة ونمرة تليفوني الشخص... لو أحتاجتي أي حاجة أتصلي وغمز لها مبتسما
نظر له أكنان بغضب... عندما رأى نظراته اختفت ابتسامته بسرعة... قائلا بجدية مفتعلة: هتلاقيني موجود في اي وقت
قالت بابتسامة: شكرا لحضرتك.

جذب أكنان ذراع زهرة قائلا بانفعال: يلا بينا
زهرة بتساؤل: هو انا عملت حاجة ضايقتك
هتف أكنان: لا أبدا معملتيش حاجة وضحكك ليه ده أسمه أيه.. ومعاكسته ليكي وانتي بتضحكي في وشه.. بتشجعيه يتمادي...
نظرت له بصدمة: أنا وهو بيعاكس وانا بشجعه...

أكنان بانفعال: باين عليه عاجبك
عجز لسانها عن الرد للحظات: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم... حضنت ماشا وتحركت بعيدا عنه
هتف أكنان: رايحة فين ؟

زهرة بوجه شاحب وعيون دامعة: ماشية.. مروحة بيتي
رق قلبه عند رؤيتها هكذا قائلا بنبرة خفيفة: طب وولاد ماشا هتسيبيهم
تذكرت زهرة صغار القطة: أااه.. أزاي نسيت ميكي وتومي
أكنان بابتسامة خفيفة: لحقيتي سميتهم وكمان ميكي وتومي
ردت بحدة: مالهم أسمائهم واحشين
أكنان بابتسامة: حلوين...

قالت زهرة ببرود: ممكن توصلني... عشان أجيب ميكي وتومي
رد أكنان بابتسامة متلاعبة: طبعا...

أعلن مطار مصر عن مغادرة الرحلة رقم 221 المتجهة الى الولايات المتحدة الامريكية... فعلى السادة المسافرين التوجه الى البوابة... سمع كريم النداء بذهن شارد... ظهرت صورتها أمام عينيه... فصورتها أصبحت ملازمة له باستمرار... حتى قرر الهروب ونسيانها... فهي لاتناسبه... فهما من عالمين مختلفين تماما... تحرك باتجاه البوابة.. لفت نظره نشرة الاخبار... والمذيع يقول... خبر غير ماتوقع بالرغم من التكهنات والاشاعات الدائرة... تسمر كريم مكانه غير ماصدق ماسمعت أذنه...

مازال الفرح مستمر ومازالت العروس ترقص مع صديقاتها بالرغم من أن الساعة تعدت الخامسة صباحا
جلس أكنان على كرسيه... مكفهر الوجه... ناظزا الى بيسان كل لحظة زافرآ بحدة... فهو يأس من كثرة ألحاحه عليها لأنهاء حفلة الزفاف... رفع معصمه لرؤية كم الساعة... أتسعت عينيه بالصدمة... عندما راءها تقترب على الخامسة... نهض من مكانها بخطى مسرعة باتجاه بيسان.

بيسان وابتسامتها لم تفارق وجهها: تعالى أرقص معايا
زاهر بانفعال: الساعة قربت على خمسة يابيسان
ردت بيسان: طيب وفيها أيه
نظر له بضيق: فيها ميعاد الطيارة هيفوتنا ومفيش شهرعسل لو متحركناش دلوقتي...
بيسان برجاء: طب ممكن شوية كمان... أنا عايز أستمتع بيوم فرحي
_كل ده ومش أتبسطتي
_ أه لسه.

جذبها زاهر من يديها قائلا بانفعال: مفيش شوية كمان... وهتمشي معايا دلوقتي
شعرت بيسان بالألم في ذراعيها قائلة بوجع: أه أيدي
الغضب عماه فلم يسمع صوت تألمها... وأستمر في جذبها..
تشنجت ملامح وجهها.. نتيجه تجاهل المها.. صاحت: سيب أيدي يازاهر
زاهر برفض: مش هسيب يايبسان وهنمشي دلوقتي
تحدثت بيسان بحدة: أنا مش همشي أروح معاك أي حته...

زاهر بانفعال: تقصدي أيه بكلامك ده
ردت بلهجة ثائرة: اللي فهمته كويس
_ ده أخر كلامك
_ ايوه
ابتسم زاهر بتهكم: يبقا أنتي اللي جبتيه لنفسك يابوسة ياحبيبتي
سألت بقلق: هتعمل أيه
بدون أجابتها... قام بحملها فوق ذراعيه.

بيسان برعب: نزلني يازاهر... بقولك نزلني... شكلي وحش كده
رد بابتسامه متلاعبة: مش هنزلك... وشهر عسلي وهلحقه وكفاية الوقت اللي ضاع من عمري
_مجنوووون
_مجنون بيكي يامجنونة

ذهبت زهرة مع أكنان مضطرة... بالرغم من أهانته لها... وفي داخل شقته...
زهرة أخفت وجعها.. قائلة بثبات: حضرتك عايزني في حاجة
دلوقتي
هتف أكنان: لأ
ردت زهرة ببرود: بعد أذن حضرتك ممكن أروح أوضتي.

أكنان بلهجة أخف حدة: متزعلييش... مكنش المفروض أتكلم معاكي بالاسلوب ده...
كاترينا أتسعت عينيها بالصدمة وهي تسمع أعتذار أكنان... تجولت نظراتها على كلايهما
صاح أكنان فيها عندما رؤيتها لازالت واقفة: أمشي من هنا
كاترينا باضطراب: حاضر
عقدت حاجبيها وهي ترى تحوله في الكلام وصياحه... ثم أتجهت ناحية غرفتها.

هتف أكنان: أستني... قبل تكملت جملته رن هاتفه... المتصل محمد الطبيب المعالج لولدة زهرة... عقد حاجبيه بعبوس.. قائلا: خير يامحمد
بمجرد سماع أسم طبيب أمها تسمرت في مكانها... نظراتها مثبته على وجه أكنان
تغيرت ملامح وجه أكنان... عند أستماعه لكلام محمد... أغلق الهاتف... ناظرا الى زهرة بعطف: تعالي أوديكي لمامتك.

شعرت باضطراب في معدتها... سألته بخوف: ماما فاقت من الغيبوبة صح
تحدث أكنان بثبات: تعالي معايا ولما نوصل هناك هنتكلم
تملكها أحساس عارم بحدوث مكروه لوالدتها.. قالت بخوف: ماما مالها
رد بحنية: هي بقت أحسن دلوقتي
نظرت له بتوسل... فبادلها بنظرة عطف... قائلا بهدوء: يلا بينا.

تحركت خلفه بخطوات مترددة.. دقات قلبها تكاد تصم أذنيها... ترتجف... وضعت يديها على صدرها في محاولة لبث الهدوء بداخلها... وأن كل شيء على مايرام...
في المستشفى... بمجرد دخولها غرفة أمها... وجدت الاسلاك مفصوله عنها... أكنان ظل بجوارها...
همست بصعوبة: هي ماما شكلها عامل كده ليه
رد أكنان برقة: راحت للي أرحم منك ومني.

طفرت عينيها بالدموع: أنت قولتلي أنها فاقت... ماما... ماما مامتش... قولي أنها مامتش ها... قولي أنها لسه عايشة..
تحدث محمد: البقاء لله يأنسة... ثم أشار للمرضات الموجودين بجواره بنقلها..
همست بحشرجة من بين دموعها: أستنو... أقتربت من والدتها وأخذتها بين أحضانها... تشتم رائحتها لأخر مرة... متمتمه بخفوت: هتوحشيني ياماما
ظل أكنان واقفا في مكانه صامتا... محترم لحظات وداعها مع أمها...

بمجرد خروج الممرضات... دافعين السرير المتحرك الذي توجد فوقها هدى خارج الغرفة...
تتبعت زهرة خروج ولدتها في صمت... والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة.. رأت أكنان ناظر لها بعطف... تحرك باتجاهه بتلقائية... ثم القت نفسها بين أحضانه... هامسه بدون وعي: أنا محتاجة وجودك جمبي أوي
همس بحنية: وأنا هفضل جمبك علطول ومش هسيبك أبدا.

ومازال للحديث باقية
أنتظروني مع الجزء الثاني أن شاء الله
تمت
الجزء التالي
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الثاني بقلم سلمى محمد مكتملة

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، زهرة ، ولكن ، دميمة ،











الساعة الآن 03:01 PM