رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الحادي عشر
تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عينيه تتسع من الصدمة تحدث كريم بابتسامة هادئة: أنا بحب بيسان بس زي أختي... ومينفعش أفكر فيها بطريقة تانية... عشان أنا وبيسان أخوات ثارت أعصابه من كلامه الغير منطقي: مين دي اللي أختك... أنت هتضحك على مين بالكلام ده...
رد كريم بهدوء: أم بيسان زي ماأنت عارف ماتت وهي بتولدها في أمريكا... ولما عمي نجم جابها وماما شافتها قلبها رق ليها... ماما كانت من انصار الرضاعة الطبيعية.. فماما رضعت بيسان طبيعي وفضلت معانا لحد ماعمي نجم أخد بيسان وأكنان ورجع بيهم مصر.
صدمه كلام كريم بشدة.. لدرجة أنه ظل صامتا... في محاولة لأستعادة هدوئه... أسترجع الماضي... وقت ولادة بيسان في أمريكا ومعلوماته الطفيفة بخصوص نيروز هانم والدة كريم... وأنه بالرغم من أصولها النبيلة... تمتلك قلب حنون ولديها العديد من الجميعات الخيرية... وحديثها المستمر في البرامج التي يتم استضافتها... عن أهمية توطيد الصلة بين الام ورضيعها عن طريق الرضاعة الطبيعية وأهميتها.
سأل زاهر بقلق: وبيسان دلوقتي رد كريم بابتسامة هادئة: بيسان كويسة... كل ده كان تمثيلية منا عشان تتحرك وتعترف بمشاعرك لما تعرف أنها حاولت تموت نفسها علشانك... بس البعيد طلع مش بيفهم...
أستعاد أنفاسه قائلا بابتسامة: بقا محاولة الانتحار دي أنتو الاتنين كانتو مدبرينها... وبيسان جوا دلوقتي منتظره وجودي معاها رد كريم: أيوه... ناوي تعمل أيه... بعد ماعرفت الحقيقة ابتسامة خفيفة تلاعبت على جانب شفتيه: ناوي أتجوزها طبعا نظر له بسعادة: أخيرا الحجر نطق.. وعلى فكرة كلمة حجر دي أسم دلعك عند بيسان..
زينت ثغره أبتسامة ماكرة: أنا حجر.... ثم قال... أنا داخل ليها دلوقتي... وخطى باتجاه غرفتها تحرك كريم بجواره... التفت له زاهر قائلا: أنت رايح فين رد كريم: داخل معاك تحدث زاهر برفض: خليك أنت برا والأحسن تشوف وراك أيه... وكفايه تعبك معانا لحد كده.
كريم تصنع الضيق: أنت بتطردني.. أهو ده أخرت اللي يحب يساعد لمعت عينيه بالسعادة... عندما تأكد أن بيسان لم تضيع من بين يديه وأنها لازالت تحبه بالرغم من فراقهم عدة سنوات.... نظر الى كريم بمكر: محتاج أتكلم معاها لوحدنا رد كريم بابتسامة: لما تدخل ليها ناوي على أيه بالظبط تحدث زاهر: ناوي أخليها على نارها شوية...
أتسعت أبتسامة كريم: بس براحة... عشان متنهارش في أيدك أبتسم زاهر بمكر: سلاااام ياكيمو رد كريم: بشويش عليها.. _ من عيونى _ ياخوفي عليها من اللي هتعمله فيه دلف بعدها مباشرة الى غرفة بيسان... عندما سمعت صوت الباب... أغلقت عينيها.
أقترب منها زاهر... نظر لها برقة وعينيه تلمع ببريق الحب... ظل واقفا في مكانه لايتحرك... لا يتكلم... لكن يتأمل ملامح وجهها بعشق... فأحلامه أصبحت حقيقة فاأكنان تكلم معه بصراحة وقضى على خوفه من الرفض... وأيضا أكتشف أن حب بيسان له لم يموت... وماحدث اليوم مجرد محاولة لجعله يعترف هو الأخر بحبه لها...
فتحت عينيها بحذر عندما طال الصمت... لتتفاجىء بزاهر واقف أمام فراشها... لمحت في عينيه نظرة مختلفة لم تستطع تحدد ماهيتها لأنها سرعان ماأختفت وحلت محلها نظرة خاليه من المشاعر..
هتف زاهر: أنتي أزاي تعملي في نفسك كده... عايزه تموتي نفسك عشان واحد مش يستاهل... ثم جذب كرسي ووضعه بالقرب من الفراش... جلس عليه وتحدث قائلا: كنتي تعالي قوليلي وانا كنت خليته يجيلك راكع... أنتي أختي يابيسان... تفاجئت بيسان من كلامه وعن ماذا يتكلم: أنت بتقول أيه.
أخفى زاهر أبتسامته بصعوبة عندما رأى نظراتها المشتت: قصدي الجواب اللي كتبتيه وبتعترفي فيه بحبك لكريم... أنا كنت عارف أنك بتحبيه... بس متخليتش بسان العاقلة تعمل في نفسها كده... بس أنا مش هسكت على اللي حصل... ده أنا هخليه يقول حقي برقبتي... اومال أيه لزمت الاخوات وأنتي أختي يابيسان... نطق أخر جملة ببطء شديد... مرددا أيها... أختي... أختي.
تسمرت نظراتها عليه... لم تصدر أي صوت من الصدمة قائلة ببلاهة: كريم بحبه وحاولت أنتحر عشانه زاهر تصنع الزعل: مقولتيش ليا ليه أنك بتحبيه... كنت هتصرف... مسك كف يديها قائلا: ليه مش أتكلمتي معايا وقولتلي ايه اللي مضايقك... فاكره زمان لما كانت أي حاجة بتضايقك كنتي تجي عليا جري تشتكي... أنا هخدلك حقك يأجمل وأرق أخت... رأى زاهر نظراتها له كأنه نبتت له قرون... هربت ابتسامة منه لكنه أستطاع أخفائها بسرعة... أنا ديما بقولك أنك زي أختي يابيسان... ليه مش لجئتي ليا.
داخل عقلها ترددت كلمة أختي.. أختي... أختي.. لتهتف بانفعال: أطلع براااا.... براااا... ده الحجر بيفهم عنك.... ده أنا ظلمت الحجر لما سميتك بيه... براااا تحدث بمكر: ده أنتي حالتك صعبة أوي... هروح أجبلك دكتور بسرعة... خرج من الغرفة والابتسامة تزين شفتيه في الداخل بيسان نهضت من فوق الفراش وأخذت تتحرك بغضب في الغرفة... هتفت بعصبية: غبي... الغبي اللي مش بيفهم... والله لأموتك... فينك ياكريم تلحقيني قبل ما أرتكب جريمة قتل... وعندما سمعت طرق على الباب... استلقت على الفراش بسرعة.
دلف زاهر بعد عدة دقائق وبجواره الطبيب صديقه... وابتسامة خبيثة تزيين وجهه زاهر تحدث بخبث: مش عارف مالها ياهشام... كنت بتكلم معاها وكانت هادية ومرة واحدة أتعصبت ووشها أحمر... باين عليها صدمة متأخرة تحدث هشام بهدوء: أنا جبت معايا حقنة مهدئة هتريح أعصابها شوية... ورفع يديه بالحقنة حتى اصبحت في مجال رؤيتها...
أتسعت عينيها بالرعب... هتفت بحدة: أنا عايزه الدكتور بتاعي يازاهر.. ومش عايزه أخد أبر تحدث زاهر: أهدي بس يابيسان ده دكتور هشام... أشطر دكتور في المستشفى هنا... وأيديه خفيفة مش هتحسي بشكة الابرة خالص هتفت بيسان: مش عايزه أخد أبر... وأطلع برا أنت وهو اقترب هشام من الفراش... ارتعبت بيسان من شكل الحقنة... لتقفز فوق الفراش واقفة... قائلة بخوف: خليه يطلع برا يازاهر... خلاص انا بقيت كويسة هشام بهدوء: باين عليها مصدومة... أمسكها يازاهر... عشان أعرف أديها الحقنة.
هتفت بيسان بانفعال: أنا كويسة خلال لحظة وجدت زاهر بجوارها فوق الفراش ممسكا أيها... قائلا: أهدي يابيسان الحقنة دي في مصلحتك... قام برفعها بسهولة.. لتقف بجوار هشام... عندما رأت الحقنة تقترب من ذراعها... نظرت لها برعب... فاقدة الوعي هتف زاهر بخوف: بيسان.... هشام الحقني هشام بهدوء: متخافش يازاهر هي أتصدمت من شكل الابرة.. بس مكنتش أعرف أن قلبها خفيف...
زاهر بأعصاب مضطربة... قام بهز بيسان بخفة... رموشها تحركت بخفة تحدث هشام: أهي هتفوق... أسيبك بقا... قبل ماتمسك فيا وتعرف أن ده مقلب فيها عندما فتحت عينيها... رأت وجه من تحب أمامها... وبمجرد تذكرها ماحدث هتفت صارخة زاهر بحب: بحبك بحبك... تتجوزيني أتسعت عينيها بصدمة وكادت تفقد الوعي بين ذراعيه مرة أخرى نظر لها بعشق... قائلا بابستامة: أوعي تعمليها ويغمي عليكي تاني... مش حمل خضة تاني وفي نفس الوقت بقول اعمليها عشان تفضلي طول الوقت في حضني.
بيسان بصدمة غير مصدقه ماسمعت أذنها: هو أنا اللي سمعته صح زاهر بمرواغة في الكلام والابتسامة لزالت تزين وجه: قصدك اوعي يغمي عليكي هتفت بيسان: الكلام اللي قبل كده _ قصدك أوعي تعمليها _ أنت عارف أنا قصدي أيه يازاهر زاهر برقة: بحبك وعايز أتجوزك نظرت له بسعادة: أخيراااا الحجر أتكلم وقال بحبك.... أخيرا الحجر قالها
قام أحد الرجال بضرب ضحى فوق رأسها لأيقاف صريخها المتواصل، أستيقظت بعد فترة ووجدت نفسها داخل غرفة أضاءتها خافتة، ومعاها في نفس الغرفة مجموعة من الشباب والفتيات في أعمار مختلفة يرتدون ملابس غربية شبه عارية... وجدت ضحى الفتيات ينظرن لها بشفقة.
همست أحد الفتيات: بنت جديدة أنتفض جسدها من شدة الرعب وهي تحدث نفسها أين هي دخلت أحدى الفتيات وأشارت لضحى بالنهوض: أنتي قومي تعالي معايا همست ضحى بخوف: أنتي بتكلميني أنا الفتاة بقسوة: أيوه أنتي... الوجه الجديد في المجموعة... فريد طلع بيفهم لما اتفق مع رجالتنا عشان يخطفوكي... نظرت لها بتلذذ... تستاهلي المخاطرة ياموزة.
بدأ جسدها في الارتجاف وهي تسمع كلماتها وترى نظراتها لها هتفت الفتاة: فزي معايا بالذوق نهضت ضحى بأقدام ترتعش من الخوف... فقامت الفتاة بجذبها بقسوة لتمشي بجوارها... حتى خرجت من الغرفة... ودخلت بيها الى غرفة أخرى...
رأت راجل جالس خلف مكتب عريض... وأمامه يجلس رجل أخر معطيا ظهره لها الراجل الجالس خلف المكتب بمجرد دخولها... نظر لها وأخذ يتفحصها كأنها سلعة يريد شرائها ضحى بتوسل: أبوس أيدك خرجني من هنا... رجوعني لأهلي التفت الراجل المعطي لها ظهره قائلا بابتسامة شامته: حبيبتي هو أنتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه... ده أنا تعبت أوي عشان أجيبك هنا... ده هيكون أنتقامي ليكي أنك تكوني سلعة للكل... بس قبلها هتكوني ليا انا الأول..
ضحى عندما رأته وسمعت كلامه... كادت تسقط أرضا من شدة الخوف.. توسلت لهم ببكاء قائلة: سبوني أخرج من هنا ومش هتكلم والله مش هفتح بؤي... أنا أهلي ناس غلابه... وبنتهم الوحيدة ده ممكن يموتو فيها لو مش رجعت ليهم....
توسلت بشدة ولكن لاحياة لمن تنادي... ناظرين لها بقسوة.... لم يؤثر فيهم توسلها... نظرت ضحى حولها... في محاولة لأيجاد وسيلة للهروب... رأت نافذة خلفها ولكن نوافذها كانت حديدية... ذهبت الى الباب مهرولة... عندما فتحته وجدت أمامها راجل ضخم الجثة... قام بدفعها داخل الغرفة لتسقط واقعة على الارض... ثم أغلق الباب الراجل خلف المكتب: متحاوليش تهربي... أنتي أول مارجلك دخلت هنا... بقيتي ملكنا... نادى بصوت عالي: هيفااااااا دخلت فتاة نحيلة الجسم: نعم يامنير بيه.
أشار منير الى ضحى: خديها معاكي عايزك تظبطيها زي العروسة في ليلة دخلتها.... بس قبلها قعديه مع البنات الاول عشان تتعود على المكان وتاخد فكرة عن طبيعة شغلها وعلى بالليل تظبط ووديها الاوضة المخصوص... هيفا بميوعة: حاضر يامنير بيه... قومي ياللي ماتتسمي انتفض جسد ضحى المسجى على الارض.... ظلت جالسة على الارض تأبي أطاعة كلماتها هتف منير بحدة: مررررعي ليدخل شخص ضخم الجثة: خدها وديها على أوضة البنات.
حاولت ضحى المقاومة.... الافلات من قبضته... لكنه أستطاع حملها بسهولة على كتفه وعندما قامت بعضه في رقبته... ضربها مرعي بالقلم على وجهها جعلت عينيها تطفر بالدموع والدماء تتساقط من أنفها هتف منير بغضب: مش عايز عنف يابرعي معاها... عايزه جسمها ووشها مفهوش علامة مفهوم الكلام هز مرعي رأسه بالأيجاب: مفهوم يامنير بيه خرج برعي حاملا ضحى التى لم تيأس من محاولة الافلات من قبضة يده... خرجت هيفا خلفهم مباشرة.
قام مرعي بوضع ضحى في غرفة البنات... ثم خرج... أنزوت ضحى في ركن بعيد ودموعها لم تتوقف عن التساقط... من مكانها رأت دخول ثلاث فتيات ملامحهن غريبة فيهن من تبكي ومن هي سكرانة وكلهم حالتهم وشكلهم سيء... ضمت ضحى ركبتيها تجاه صدرها أخذه وضع الجنين وجسدها لم يتوقف عن الأرتعاش ودموعها لم تتوقف.
جلست زهرة في المطبخ... لا تفعل شيء سوى الأنتظار.. رن جرس هاتفها... رقم المتصل كان بدون أسم... فقامت بتجاهل أول رنه حتى أنتهت... لكن رنين هاتفها لم يتوقف... حدثت نفسها: يكون نمرة حد أعرفه... وفي حاجة حصلت في البيت... خير يارب فتحت الهاتف قائلة: مين معايا تحدث أحمد: أنا أحمد يازهرة.
زهرة بصدمة من معرفته لرقم هاتفها... قائلة بحدة: جبت رقم تليفوني منين رد أحمد بهدوء: باتصالاتي عرفت أجيبه... أنا عايزه أتكلم معاكي يازهرة هتفت زهرة بضيق: وبعدين معاك يااحمد... خلاص مبقاش ينفع كلام بينا... أنت بقيت زوج وأب قال أحمد: حاولت أنساكي يازهرة بس مقدرتش... مقدرتش أحب مراتي ردت زهرة بحدة: بس أنا نسيتكي يااحمد هتف بانفعال: كدابة... أنتي بتكدبي... أنتي عمرك مانسيتيني.
زهرة بألم: بلاش الثقة الزيادة دي... هو أنت فاكر نفسك أيه مفيش غيرك ومش هقدر أحب حد غيرك ولا هقدر أكمل حياتي من غيرك رد أحمد بثقة: أيوه يازهرة... أنتي مش قادرة تكملي حياتك من غيري... مكنتيش بقيتي زهرة اللي أنا شوفتها ومعرفتهاش... اللي حصل بينا زمان كسرك وغيرك وخلاكي متقدريش تعيشي حياتك...
ضحكت زهرة بسخرية: متبقاش واثق من نفسك... هو أنت سمعك تقيل... مسمعتش أنا قولتلك أيه... أنا خلاص نسيتك ومسحتك تماما من حياتي... نصيحة مني أرجع لبيتك ومراتك وبناتك... حاول تصلح علاقتك معاهم... عشان تقدر تعيش مبسوط ومرتاح.... سلااام يااحمد ولو سمحت متتصلش بيا تاني ومتحاولش تشوفيني.
هتف أحمد بحدة: هتقابليني يازهرة... لو رافضتي هقول حقيقتك للشغالة عنده وأنك سوابق... وأي مكان هتشتغلي فيه ردت زهرة بانفعال: هو ده الحب اللي بتقول عليه... أنت بتهددني هتف أحمد: أنتي السبب... أنتي اللي خلتيني أقول كده... أنا مش بطلب منك شيء مستحيل... أنا عايز أقعد معاكي... عايزك تسامحيني زهرة بحزن: أسامحك أزاي وانت بتهددني.
رد بندم: مكنتش أٌصد أهددك.. بس غصب عني لقيت نفسي بقولك كده.... أنا عايز بس أقعد معاكي قالت زهرة بيأس: حاضر يااحمد هقابلك _ نتقابل النهاردة _ لا مينفعش النهاردة... نتقابل في يوم أجازتي _ مع السلامة يازهرتي _ سلام يااحمد أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي...
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثاني عشر
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي... التفتت زهرة خلفها... لتتفاجىء بوجود أكنان خلفها مباشرة.. لتصطدم بيه دون أرادة منها نظرة له بخوف عندما رأت نظراته الغاضبة... أمسك ذراعها بقسوة قائلا: مين اللي كنتي بتكلميه همست برعب: ده أحمد هتف بحدة: مين أحمد.
عصر معصم يديها بقسوة... كتمت صوت تألمها.. قائلة بصوت متقطع: ده ااااااحمد... الل... حبيبي عندما سمع أجابتها... أحكم قبضته أكثر على معصمها... فتأوهت ألما... أاااه.. فكان صوتها المتألم ألة تنبيه ليفوق من غضبه.. ترك معصمها فجأة غير مستوعب فعلته... خرج من الغرفة بخطى مسرعة.. دمعت عينيها من الالم وبمجرد خروجه... أرتفع صوتها بالبكاء..
دخل غرفته ثم أغلق الباب خلفه بصوت مدوي... سار ذهابا وأيابا في الغرفة... محدثا نفسه بغضب: أنت ايه اللي رجعك البيت دلوقتي... أول مرة تعملها... رجعت طبعا عشان كنت مصدع وعايز أشرب فنجان قهوة... على أساس أن الشركة مفهاش قهوة هناك... أومال رجعت ليه.. هز رأسه بغضب قائلا: معرفش أنا معرفش رجعت ليه وعملت معاها كده ليه... فاق من شرودها على صوت طرقات الباب.
هتف بحدة: أدخل تحدثت كوكو بهدوء: زهرة مش مبطلة عياط في المطبخ ولما شوفت دراعها لقيته أزرق تحدث له أمرا: خليها تجيلي هنا ردت كوكو: حاضر... ثم أنصرفت... في المطبخ... قالت كوكو: أكنان بيه عايز يشوفك نظرت له بعينين دامعتين: عايز يشوفني أنا _ طبعا أنتي... روحي بسرعة شوفي عايز أيه... أكنان بيه مش بيحب الانتظار.
قامت زهرة من مكانها.. أتجهت ناحية الحوض وغسلت وجهها باليد السليمة بالماء البارد... لمسح أثار دموعها واخذت تتنفس بحدة وهى متجهة الى غرفته... طرقت على الباب ثم دخلت عندما سمعت صوته سامحا لها بالدخول تحدث له بأمر: تعالي هنا قصادي حبست زهرة دموع ألمها بمجهود كبير... شعرت بذعرها يزداد في كل خطوة... حتى وقفت أمامه مباشرة هتف أكنان: وريني دراعك...
حاول أمساك يدها عندما ظلت واقفة في مكانها رافضة أطاعة كلامه... فقامت بدفع يديه بحدة قائلة: أبعد ملكش دعوة بيا.. تمتمت بخفوت... منك لله يابعيد حسبي الله... ياكش تتكسر رقبتك ولا تتشل في دراعك ميز بوضوح دعوتها عليه بالأذى... قال بغيظ: بتقولي حاجة ردت بخوف: لا مش بقول.
هتف أكنان: كنت بحسب وبدل مايبقى دراع يبقو أتنين فقدت سيطرتها على كبت دموعها... أنتحبت بالبكاء بطريقة هسترية شعرأكنان بالضيق عند رؤيتها تنتحب بهذه الطريقة: مالك زهرة ببكاء: مش قادرة أستحمل خلاص أيدي بتوجعني جامد أخرج هاتفه بسرعة... وأتصل بطبيبه الخاص أمرا أيه بالمجيء بسرعة.
همست زهرة بألم: ملهوش لزوم الدكتور... أنا هشتري كريم للكدمات وأنا مروحة من أي صيدليه على سكتي... أتجهت ناحية الباب للخروج هتف أكنان: خليكي هنا... الدكتور دقايق وهيكون هنا وكما قال أكنان خلال دقائق... كان الدكتور معاهم في داخل الغرفة... يكشف على معصم زهرة تحدث زاهر بقلق: دراعها في أيه.
الطبيب بنبرة عملية: شرخ بسيط في معصم أيدها الشمال..... فتح حقيبته... ثم أخرج أنبوبة مرهم ووضع على معصمها القليل منها ودلك ببطء... وعندما أنتهى قام بلف رباط ضغط على المكان المصاب... شعر أكنان بغضب غير مبرر.. لرؤيته الطبيب ماسكا معصمها.. هتف أكنان بغيظ: ماتخلص ساعة بتلف في رباط أندهش الطبيب من رد فعله فقال: خلاص خلصت...
الرباط ده هيفضل أسبوع مربوط... واخرج علبة مسكن من شنطته... هتاخدي من الدوا ده تلات مرات في اليوم عندما أنتهى الطبيب شعرت بالالم أصبح أخف: حاضر... أنصرف الدكتور مباشرة.. هتف أكنان فيها: أنتي واقفة ليه... روحي أعمليلي فنجان قهوة بأيدك السليمة.
نظرت له بذهول من تحوله المفاجىء في كل لحظة: حاضر... عندما خرجت من غرفته همست بخفوت... ماله ده... دي مش تصرفات حد طبيعي... وأيه اللي عصبه عليا أول مرة في المطبخ وخلها مرعب بالطريقة دي... وأيه اللي حوله لبنأدم عنده شوية مشاعر... هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم شخصيته... داعيه في سرها... بأن تمتلك القدرة على تحمل طباعه التي تشبه أمواج البحر التي تكون هادئة وفي خلال ثانية تتلاطم بعنف وقوة...
كثير من الفوضى... أقدام تتحرك في كل مكان... سيارات الشرطة متوقفه على أول الشارع وأخره مغلقه الجانبين... مانعين الناس من العبور... نظر محسن للمنظر بفضول.. حاول العبور بسيارته الى داخل الشارع... لكن الضابط أشار له بالتوقف قال الظابط بلهجة غليظة: لف وأرجع تاني حاول محسن الكلام.. لكن الظابط قاطعه مرددا: ممنوع محسن بأصرار: أنا عايز أقابل الحاج عبد الفتاح أبو الأنسة ضحى ساكن هنا في الشارع...
ردد الظابط: أبو البنت اللي أتخطفت سأل محسن غير مصدق ماسمعت أذنه: ضحى... الله يكرمك ممكن تخليني أدخل أشوفه... أحنا نعرف بعض كويس سمح له الظابط بالدخول... في داخل شقة ضحى محسن بحزن: وكل ده حصل في عز النهار عبدالفتاح تحدث بانكسار: بنتي أتخطفت قصاد الكل ومحدش قادر يمنعهم ويقف قصادهم
لم تتوقف ضحى عن البكاء وهى ترى... دخول الفتيات وخروجهم... منهم الباكية ومنهم من يبدو عليها أثار التعذيب... أقتربت من ضحى طفلة في هيئة ملابس أمرأة قالت الفتاة بشفقة: أنتي جيتي هنا ليه ضحى ببكاء: فريد خطفني بالغصب من وسط أهلي... أنا اللي جبت كل ده لنفسي... لما استعجلت أجوز واحد معرفوهش عشان عنده شقة وفيلا عربية أتخدعت في المنظر... وقولت عريس لقطة وحرام أضيعه من أيدي... ضحكت بدموع.. واتجوزت كمال اللي باعني لفريد... حكت لها ضحى ماحدث لها...
ناريمان بعطف: أنا هساعدك... ثم أخرجت من تحت ملابسها هاتف... قائلة بخفوت... أتصلي باحد من أهلك خليه ينقذك قبل ماتضيعي خالص... ده تليفون جوزي منير أتسعت عينيها بصدمة: أنتي متجوزة... ردت بصوت شجي: أه متجوزة مدير المكان هنا _ بس أنتي صغيرة أوي... عندك كام سنة.
_ خمستاشر سنة... وجيت المكان هنا وأنا عندي تلاتشر سنة... تنهدت بسخرية مريرة وهي تقول... أبويا بعد مامات... مراته باعتني لعصابة منير... هتفت ضحى بذهول: يالهوووي... مرات أبوكي هي اللي باعتك... معقوله في نفوس شريرة كده ضحكت ناريمان بمرارة: هههههه، باين عليكي خيبة أوي... متعرفيش أن الدنيا بقيت عاملة زي الغابة، أشارت بيديها على بعض الفتيات، شايفة البنت اللي واقفه جنب الشباك هنا...
نظرت ضحى الى المكان التي أشارت له: أيوه شايفها _ أسمها نونا وجيت هنا بأرداته بس بعد ماأخوها المدمن أعتدى عليها وبعد اللي حصل طبعا هربت من البيت وأشتغلت هنا... وأشارت باتجاه فتاة أخري... سوسو ودي بنت ناس مبسوطة ضحك عليها زميلها في الجامعة صور ليها فيلم وهو نايم معاها على كام صورة... وهددهم بيها ياتشتغل مع منير.. ياتتفضح بيهم... وأخذت ناريمان تتحدث عن جميع الفتيات الموجودين في الغرفة... فمنهم من جاءت بأردتها... ومن تم بيعها...
كملت ناريمان كلامها بألم: واللي جات مخطوفة زيك... ده أنتي طلعتي طيبة أوي... الدنيا فيها بلاوي بس أحنا اللي بنعمل نفسنا مش شايفين... عشان نقول لنفسنا أن الدنيا حلوة.... نظرت ناريمان حولها ودققت النظر جيدا وعندما تأكدت أنهم ليسو مراقبين... خدي التليفون وأتكلمي بسرعة... أنا هقف قصادك هداري عليكي لحد ماتخلصي.
رن هاتف بعد الفتاح برقم غريب... حدث نفسه بغضب مين ده اللي بيتصل... فقام بالقاء الهاتف على الارض بعنف محسن بنبرة مهدئة: أهدى ياحاج وأن شاء الله ترجع ضحى رد بلهجة مقهورة: هترجع قبل ولا بعد الفضحية... محسن بشفقة: فضيحة أيه بس... هي ضاعت ولا هربت دي أتخطفت... أنا هتصل بالبيه اللي بشتغل عنه... كريم بيه راجل واصل هيقدر يعرف مكانها ويجيبها ليك.
ردد عبد الفتاح: يارب يارب يامحسن أخرج محسن هاتفه واتصل بكريم تحدث كريم: عملت اللي قولتلك عليه يامحسن رد محسن قائلا: روحت ليها زي ماحضرتك قولت _ وبعدين _ لقيت الدنيا مقلوبة... العصابة اللي بيشتغل فيها جوزها خطفوها وسط الناس في عز النهار.
هتف كريم بحدة: أنت بتقول أيه... مين اللي بيتخطف في عز النهار رد محسن: اللي حصل ياكريم بيه... باين عليها عصابة ليها نفوذها كريم بعصبية: والبوليس عامل أيه... عرفو مكانها ولا لسه تحدث محسن بحزن: مفيش جديد من ساعة الخطف... والبوليس واقف في الشارع... زي قلتهم هتف كريم: أنا هتصرف.... ثم أنهى الاتصال مع محسن وقام بالعديد من الاتصالات...
خرجت بيسان من المستشفى بعد أعتراف كل منهم للأخر بالحب.... ركبت بيسان سيارة زاهر... ثم جلست بجواره والابتسامة لاتفارق شفتيها... لمعت عينيها ببريق الحب وهي تتكلم معاه: رايحين على فين دلوقتي زاهر بابتسامة: هروحك على الفيلا... وبعدين هطلع على الشركة... أبلغ أكنان أني موافق أتجوز أخته... هو كان مكلمني في الموضوع ده من يومين وبعدين هطلبك من الوالد... وهتصل بالوالد والوالدة في الصعيد... ( والد زاهر عندما كبر في السن أخد زوجته للعيش في مسقط رأسه بين أهله ).
شعرت بالحيرة من كلامه: أنا مش فاهمة حاجة زاهر رد: أكنان عارف أني بحبك وأنتي كمان وأتبع مبدأ الخط المستقيم أقصر الطرق وقال مادام أنتو بتحبو بعض... هو مش يلاقي طبعا أحسن مني زوج لأخته المصونة بيسان... فقالهلي وش في وش أنه موافق على جوازي منك أتسعت عينيها بالصدمة: أكنان أاااكنان أخويا قالك كده رد زاهر بابتسامة: أيوه طلع بيفهم عني وعنك قالت بيسان: أتكلم عن نفسك... تعاللي هنا..
قال بابتسامة متلاعبة: مانا عندك أهو... عايزه أقرب عن كده مستعجلة اوي على قربي منك... وحاول التحرك ليكون بقربها هتفت بتحذير: خليك مكانك... ده مش قصدي... مادام أكنان كلمك من يومين مجتش تقولي ليه.
عندما أسترجع ماحدث شعر بالغضب: هو أنا حاولت أكلمك واعترفلك بحبي ليكي... بس لما روحت مكتبك شوفتك في حضن كريم وبتعترفي ليه بالحب... في اللحظة دي قولت أني خسرتك وأنك بتحبي كريم... عشان كده سكت ومش أتكلمت... وبعدين لما عرفت أنك حاولتي تنتحري.. شوفت الجواب وفهمت ان الجواب تقصدي بيه كريم... ولما روحت المستشفي قابلته هناك وضربته... زينت شفتيه أبتسامة عندما تذكر ماحدث بعد اللكمة من أعترافات... وبعدين عرفت منه أنه الموضوع الانتحار ده كله لعبة وأنكم أخوات في الرضاعة.
ضربتها بكف يديها بعنف في صدره: كل ده فاكرني بحب كريم... البعيد طلع مش بيفهم هتف زاهر: لمي لسانك مين اللي مش بيفهم ردت بيسان ببرائة: أنا بقول البعيد... مش أنت طبعا خالص مالص رد زاهر: كنت بحسب سمع زاهر صفير أعجاب من سيارة تمر بالقرب منه...
هتف السائق لصديقه: شوفتي الموزة دي التفت زاهر... نظر له بعينين تطاير منها الشرر... جعلت السائق ولى بالسيارة مسرعا خوفا... شعر بالغضب... قام بملاحقته بالسيارة يريد تلقينه درسا قاسيا...
نظرت بيسان بقلق لملامح زاهر المرعبة... قاد السيارة بسرعة هتفت بخوف: خلاص يازاهر هو ماشي بعربيته... عايز تلحقه ليه صاح بغضب: هو أنا قرطاس جوافة جمبك عشان تتعاكسي وأنتي معايا... لازم أعلمه الادب عشان يحرم يعاكس بنات الناس... ثم أنطلق خلفه بسرعة.. هتفت بيسان بذعر: هدي السرعة يازاهر... أنا خايفة أوي.
لم يهتم بتوسلاتها وصمم على تنفيذ أنتقامه... عندما شاهدت مايحدث وضعت يديها على عينيها صارخة: كفااااية وقف العربية قاد سيارته حتى أًصحبت السيارتين متقاربتين... دفع زاهر سيارته الرباعية الدفع السيارة الاخرى... لتصطدم بالجدار الحجري محطما نصفها الامامي نزعت يديها عندما شعرت بعودة السيارة الى سرعتها الطبيعية... نظرت للخلف ترى ماحدث... فوجدت السيارة في داخل الجدار وخروج منها السائق وصديقه بدون أصابات.
زفرت براحة... قائلة بعدها بانفعال: أيه اللي أنت عملته ده رد بابتسامة منتصرة: عملت اللي تستحقو الاشكال دي قالت بانفعال: وأنا مفرقتش معاك أموت من الرعب... وصلني البيت بسرعة يازاهر... قال زاهر بهدوء: حاضر يابيسان.... طب والخطوبة والجواز لسه هما ولا بقو في خبر كان ردت بيسان بسرعة: لا في جواز طبعا... صمت مباشرة وأحمرت خدودها من الخجل بسبب ردها المتسرع زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: طلباتك أوامر
أنتهت زهرة من أعداد فنجان القهوة ووضعتها في المكان الذي أشار اليه... ثم خرجت مباشرة دون أن تنطق كلمة واحدة... نظر أكنان لخروجها بهدوء عكس مشاعره الثائرة كلما تتواجد أمامه... أقترب من الطاولة... مد يديه وتناول فنجان القهوة.. وأتجه ناحية الشرفة متأمل العالم الخارجي بشرود... أخذ رشفة تلو الأخرى... شعر بالاختناق... سعل بشدة مخرجا شيء من فمه... أمسكه بأصابع يديه... عينيه لمعت بالغضب... عندما رأى قرط نسائي... شعر بالغيظ... أن تكون حركتها مقصودة لتنتقم منه... خرج من غرفته مسرعة.. مقررا رد لها الصاع صاعين...
دخل الى المطبخ بخطى ثائرة... لكنها لم تنتبه لقدومه... صوت بكائها المرتفع كاد يصم أذنيه... فجأة تحول غيظه ألى عطف بمجرد سماع نحيبها هتف أكنان: حصل أيه تاني زهرة ببكاء: فردة الحلق بتاعتي وقعت من السلسة اللي لبسها في رقبتي... قفل السلسة أتفتح وفردة الحلق وقعت ومش لقيه الفردة.. أزاداد بكائها وهي تتحدث أثاره بكائها فتهف فيها: أسكتي شوية.
صمتت على صوت صياحه... مسحت دموعها وأنفها بكم يديها تحدث لها أمرا: كفاااية قرف... أنا هجبلك بدل الحلق حلقين... بس بطلي القرف اللي بتعمليه زهرة بصوت متقطع من البكاء: أناا مش عايزة غير فردة الحلق بتعتي... الحلق ده ذكرى من بابا الله... أراد أكنان التلاعب بمشاعرها قليلا... وعدم الاعتراف لها بأن فردة القرط الضائعة معاه.. فقال بابتسامة ماكرة: أنتي دورتي هنا كويس هزت رأسها بالايجاب: أيوه.
قال أكنان بهدء: تعالي دوري في أوضتي... يمكن يكون وقع منك هناك نظرت له بأمل: بجد ممكن يكون واقع أوضتك رد أكنان: دوري يمكن تلاقيه هناك تمتمت زهرة: يارب القيه... أنا ممكن يجرالي حاجة لو مش لقيت الفردة.
ذهبت زهرة خلفه... في داخل الغرفة... أخذت زهرة تبحث في كل ركن فيها... كان أكنان خلفها في كل حركة... شعرت بالتوتر من قربه الشديد منها... ركزت بكلتا ركبتيها على الارض... نظرت تحت الفراش... نظر لها بابتسامة متلاعبة... توترت وهي تبحث وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها... لم تتحمل فقامت مرة واحدة... لتصدم بيه.... فقام باسنادها حتى لا تقع.
نظر لها بابتسامة ماكرة... فبادلته بنظرة حائرة من ابتسامته وسلوكه الغير مفهوم... قالت بارتباك: سبني تحدث أكنان بهدوء: عايزه فردة الحلق ولا لأ استغربت من سؤاله: ايوه.. طبعا عايزها زينت شفتيه ابتسامة ماكرة: خلاص لو عايزه الحلق بتاعك.... أتحايلي عليا شوية نظرة له بذهول: نعم.
_ اللي سمعته أتحايلي... لو سمحت شوية كلام من ده كتير لحد ماقولك فردة الحلق فين _ هي فردة الحق معاك رد أكنان: أيوه معايا.. زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تديهالي قال أكنان بهدوء وأشار لها بالاستمرار: كمان... أتحايلي كمان شعرت زهرة بالغيظ لكنها في نفس الوقت تريد قرطها ذكرى والدها... فأخذت تتوسل له كثيرا.
هتف أكنان: كفاااية... خلاص زهقت... فردة الحلق هتلاقيها في فنجان القهوة كان واقع فيه تناولت فنجان القهوة ووجدت القرط بداخله... تنفست براحة.. أخرجته بسرعة ووضعته في جيبها... أتجهت ناحية الباب للخروج دون النظر لها... لانها في هذه اللحظة تريد الفتك بيه لقيامه بأذلالها.
ذهبت زهرة الى المطبخ وجلست على كرسيها المفضل... وأخرجت الحلق من جيبها والسلسة ووضعتها فيه... وأرتدت السلسلة حول عنقها... بأصابع ترتجف تلمست القرط المصنوع من الذهب بأصابع ترتعش.. لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر هذا اليوم دلف والدها من الباب مناديا عليها بصوت مبتهج: زهرة يااازهرة خرجت مسرعة من غرفتها وهي تنظر بفضول الى الشنطة المدلاه في يده.
سألت زهرة بفضول: هاا ايه اللي فيها تصنع الغضب قائلا: هو ده بردو الترحيب... مفيش واحشتيني يابابا... اول ماطلعتي عينيكي على الشنطة اللي ماسكه زهرة بدلع: واحشتيني ياسي بابا... حلو كده... قولي بقا ايه اللي جوا الشنطة جلس فؤاد على الكرسي ووضع الشنطة بجواره: مش هقول الأ لما أخد المقابل الأول.
ابتسمت زهرة بمرح: حاضر ياسي بابا... أقتربت منه وأخذت تقبل كلتا وجنتيه بحب... قائلة بمرح.. كفاية كده ولا عايز كمان رد بابتسامة مرحة: كفاية... أشار باتجاه الشنطة لفتحها أمسكت زهرة الشنطة وفتحتها.. عندما رأت ماالبداخل... أتسعت عينيها بالسعادة... مدت يديها واخرجت الفستان... لتنهمر على وجه والدها بالقبلات... مسكت الفستان مبهورة بجماله... وضعته على جسدها ثم دارت بيه حول نفسها.
فؤاد بابتسامة: هتدوخي كده... كفاية لف حوالين نفسك هتفت زهرة بمرح: فرحانة أوي أووووي يابابا أنك جبتلي الفستان اللي نفسي فيه تحدث فؤاد بهدوء: الفستان ده يتلبس جوا البيت مش برا زمت شفتيها بضيق: هو أنا منفعش البسه في فرح صحبتي اللي كمان شهرين فؤاد برفض: لأ مينفعش يازهرة... أحنا أتفقنا أني هجبلك الفستان وهتلبسيه فى الشقة قالت زهرة بتحايل: طب هو مينفعش البس فوقه شال ويبقا الشال مغطي دراعتي.
فؤاد تصنع التفكير: لا بردو في البيت بس _ وأنا موافقة ومبسوطة أنك جبته ليا... ربنا يخليك ليا يأطيب أب _ ويخليكي ليا يازهرة... ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة... خدي يازهرة مسكت زهرة العلبة.. فتحتها وأخرجت القرط الموجود بداخلها... أبتسمت بسعادة ثم زمت شفتيها بعبوس: بس الحلق ده غالي أوي يابابا رد فؤاد بابتسامة: وأنا مقدرش أِشوفك نفسك في حاجة ومش أجيبها ليكي رمت زهرة بين أحضان والدها قائلة بابتسامة: حبيبي يافؤش.
قال فؤاد: هتجيبي النتيجة أمتى ردت زهرة: على العصر كده... هروح المدرسة وهشوفها قال فؤاد: خير أن شاء الله زهرة بابتسامة: كل خير ياحج وهجيب مجموع يدخلني الطب كمان رد فؤاد بدعاء: يارب.
وبعد عدة ساعات أستئذنت زهرة من والدها للذهاب الى منزل رشا زميلتها أولا لكي يذهبو سويا الى المدرسة... عند خروجها دعى لها والدها ووالدتها بالنجاح وتحقيق أمنيتها بالحصول على مجموع كلية الطب.. أجتمعت جميع زميلاتها... خارج بوابة المدرسة في انتظار فتحها... ورؤية النتيجة أنتظر أحمد ظهور زهرة بفارغ الصبر حتى رائها اتيه من بعيد مع رشا... ذهب مسرعا لملاقاتها.
أحمد مناديا: زهرة عندما وصلت بالقرب منه قالت بخجل: نعم رشا قالت بغل حاولت أخفائه: هسيبك يازهرة دلوقتي ومبرووك مقدما بعد أنصرافها سأل أحمد: هي تقصد أيه ردت زهرة بخجل: أصل هي وأنا... لما سألتني عليك قولت أنك هتيجي تخطبني من بابا بعد ماالنتيجة تطلع أحمد بابتسامة: وأنا أنتظرت اليوم ده كتير... يلا بينا الفراش فتح البوابة.
وأتجه كلاهما الى الداخل... دخلت زهرة الى غرفة الوكيلة المسئولة عن توزيع الشهادات... استلمت زهرة نتيجتها وابتسامة واسعة زينت وجهها سأل أحمد بقلق: خير طمنيني... زهرة بسعادة: تسعة وتسعين في المية وقفزت من السعادة قائلة وهدخل كلية الطب وقفت هيام بجوار رشا.. قائلة: وأنتي جيبتي كام ياخيبة.
نظرت رشا الي زهرة بحقد: المعفنة بنت سواق الترام جابت مجموع هيدخلها الطب وأنا أجيب ستين في المية.. وكمان هتتجوز دكتور ابتسمت هيام: مين دي اللي معفنة... هو أنتي خيبة وكمان أحولتي... دي زهرة قمر المدرسة... كفاية عينيها اللي عاملة زي عيون القطط... البت جمال وذكاء قالت بكره: وأبوها سواق ترام وهتتجوز أحمد.
قالت هيام بلهجة ملطفة: الجواز ده نصيب وأنسيه يارشا باين عليهم الاتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز ردت بغل: أنسى مين... مفيش حد هيتجوز أحمد غيري... أنا مش أفضل الكام سنة اللي فاتو أظبط العلاقات وأخلي أمه وأمي أصحاب... وزيارات وفي الاخر بنت سواق الترام هي اللي تتجوزه... بس أنا هتصرف وهيبقا من نصيبي أنا... أبتسمت بخبث وهى تختتم كلامها سألت هيام بفضول: البصة دي والكلام اللي بتقوليه مش مريحني... أنتي ناوية على أيه ياشر.
ردت رشا: هتعرفي بعدين وفي أقرب وقت... أنا مروحة البيت تيجي معايا _ خليها مرة تانية أنصرف أحمد وزهرة أحمد بابتسامة: تعالي أعزمك على ايس كريم بمناسبة نجاحك ترددت زهرة في الاجابة: بس أنا مقولتش لبابا أني هتأخر وكمان مينفعش.
قال أحمد بثبات: مينفعش ليه... أحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها يومين وهطلب أيدك من الوالد.... تعالي بس بعد شرائه الايس كريم له ولها... تمشى كلاهما على البحر قالت زهرة بقلق: أنا كده أتأخرت أوي ياحمد... يلا بينا نرجع أحمد بابتسامة: هو الاوقات الحلوة علطول بتعدي بسرعة... يلا بينا أوصلك ومتنسيش تبلغي الوالد أني جاي أنا وماما نخطبك ردت زهرة بخجل: حاضر...
وعلى أول الشارع الذي يوجد فيه بيت زهرة... كانت عربية الشرطة واقفة أمام منزلها زهرة بقلق: خير أحمد بلهجة مطمئنة: خير وأن شاء الله مفيش حاجة... روحي أنتي وأنا هفضل واقف أطمن عليكي لحد ماتدخلي.
بمجرد ماخطت بقدميها داخل الشقة... قام أحد الظباط بايقافها... وقام بمناداه الشخص الجالس على الكرسي... جرى فؤاد وقلبه ينتفض من شدة خوفه على أبنته وبجواره هدى والاثنين في صوت واحد بنتا مستحيل تعمل كده معتز بلهجة قاسية: فين الدهب اللي سرقتيه زهرة باستغراب: دهب أيه يامعتز قال بحدة: معتز بيه.
زهرة هزت رأسها برفض: أنا زهرة يامعتز صاحبت رشا أختك رد معتز: زهرة الحرامية تقصدي تحدث فؤاد بغضب: أحترم نفسك... بنتي متربية كويس وعمرها مامدت أيدها على حاجة مش ليها تحدث بحدة: هنشوف دلوقتي لما نفتش شنطتها... وأشار للشاويش لكي يأخذ حقيبتها.
نزع الشاويش الحقيبة بعنف من يدها... ثم فتحها وافرغ محتوياتها فوق الطاولة... بعثر معتز المحتويات حتى وجد لفة صغيرة محكمة الإغلاق... فقام بفتحها قال بغضب محركا المصوغات الذهبية الخاصة بوالدته في الهواء أمام الكل: أومال دول دخلو شنطتك ازاي... ثم هتف... خدوها على البوكس انصدم الكل من رؤية المصوغات...
هتفت زهرة برفض: والله معرف دول جوم في شنتطي إزاي ضحك بسخرية: جوم لوحدهم... خدوها على البوكس تحدث فؤاد: مستحيل بنتي تعمل كده هدى لطمت على صدرها: استرها من عندك نظرت زهرة بدموع إلى والدها: أنا مش سرقت حاجة يابابا هتف فؤاد: مصدق يازهرة.
الشاويش جذب زهرة من يدها بعنف للخارج هتفت زهرة بتوسل: متسبنيش يابابا _مش هسيبك خالص أنا جاي معاكي خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها... أول صدمة... الصدمه التي جعلتها مشوهة.
عند ضحى... بعد فترة جاءت فتاة قامت بأخذها بالغصب... ذهبت بيها إلى غرفة... بيها عدة فتيات.. رغم توسلها قامو بنزع ملابسها دون إرادتها... و ألبسها ثوب شبه عاري... وبعد فترة قصيرة دخل فريد ملتهما ايها بنظراته توسلت له ضحى برجاء: أبوس إيدك سيبني أمشي.
ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثالث عشر
زهرة كانت صبية بقلب أخضر... زهرة في وسط الشوك بتكبر شايفة الحياة صافية وبريئة... وما تعرفشي ايه المقدّر قابلت ولد حبت كلامه... شدها أوي باهتمامه صدقت ما كانتش عارفه مخبي ايه... فيه ناس كتير الشر فيها... والمظاهر بتداريها.
وزهرة مش شايفة الوش الحقيقي... الطيبة دي ما تغرّكيش حسّت إنه خلاص ما فيش خير في البشر... صدمة صعبة جت في ثانية... حوّلتها لواحدة تانية أصل أول جرح سهل يسيب أثر... إوعي تبكي مهما شوفتي في الحياة مكتوب يا بنتي... ننجرح علشان نشوف عيشي أحلامك زي مانتي... قومي تاني لو وقعتي... ((حمزة نمرة))
خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها... قابيل المحامي الذي كلفه فؤاد للدفاع عن أبنته قال قابيل: للأسف ياعم فؤاد... بنتك وضعها صعب ولو الموضوع مش أتحل ودي مع صاحبة البلاغ... بنتك هتتحبس فيها.
رد فؤاد بلهجة حزينة: أنا روحت لبيت الهانم أم رشا ورفضت أنها تتنازل عن البلاغ.... كمل حديثه برجاء... قولي طب أعمل أيه تاني ياستاذ قابيل... تحدث قابيل بلهجة شابها اليأس: روحلهم تاني ياعم فؤاد... تنازلهم عن المحضر هو الحل الوحيد... لو مش أتنازلو زهرة هتاخد حكم فيها حتى لو حكم مدته قصيرة... لو أتسجنت ممكن مستقبلها يضيع.
رد بقلة حيلة: هروح تاني للهانم ويارب قلبها يحن قال قابيل بأمل: أن شاء الله توافق وتسحب البلاغ... تحدث فؤاد برجاء: خليني أشوف زهرة ياأستاذ فؤاد رد قابيل: هاخد ليك أذن أنك تشوفها على النهاردة أن شاء الله ترك فؤاد المحامي وذهب للمرة الثانية... لكي ياتوسل الهانم أم معتز بالتنازل عن البلاغ.
رن الجرس وفتحت له الخادمة فؤاد برجاء: ممكن أكلم الهانم الخادمة: ثواني هبلغ المدام خرجت رشا من غرفتها وأمرت الخادمة بالانصراف وأنها ستبلغ والدتها تحدثت رشا بغضب: أيه اللي جابك هنا تاني... يلا أمشي من هنا ومتجيش هنا تاني.
فؤاد بتوسل: الله يخليكي يابنتي خليني أكلم والدتك... بنتي هتضيع مني لو البلاغ مش أتسحب ردت رشا بغل: متضيع ولا تروح في داهية أحنا مالنا أنصدم فؤاد من الكراهية المنبعثة من صوتها وملامح وجهها: أنت أزاي تقولي كده على زهرة... ده أنتو كنتو أكتر من الاخوات الحقد عمى قلبها... فقالت بصياح: كنا فعل ماضي ودلوقتي خلاص بح... وأمشي من هنا بالذوق بدل مانادي الامن يطلعك بالعافية.. لمعت عينيه بالدموع: حسبي الله ونعم الوكيل...
رشا بزعيق: أنت بتحسبن عليا... ياراجل ياخرفان... أمشي من هنا ومش عايزين نشوف وشك هنا تاني أنصرف فؤاد مطأطىء الرأس ودموع تنهمر من عينيه قهرا وحزنا على أبنته الوحيدة... رن هاتفه رد بألم: نعم يأستاذ تحدث قابيل بهدوء: أنا عرفت أخد ليك أذن من الظابط تشوف زهرة... أنت ممكن تشوفها دلوقتي... عملت أيه مع الست هانم رد فؤاد بألم: بنتها طردتني... بنتي خلاص ضاعت كده يأستاذ.
رد قابيل بلهجة غير واثقة: مش هيحصل ولو لا أقدر الله أخدت حكم هخليه مخفف.. أغلق فؤاد الهاتف عندما أنتهى من الكلام مع قابيل... أنهمرت دموعه بصمت دون توقف خرجت أبتسام على صوت أبنتها العالي... قالت بسؤال: كنتي بتزعقي مع مين يارشا رشا حاولت السيطرة على أنفعالها... قائلة بهدوء: الراجل أبو زهرة جاه تاني يتحايل عشان تسحبي البلاغ عن بنته الحرامية.
تحدثت ابتسام: ومين قالك تتصرفي كده من نفسك ردت رشا بحدة: يعني انتي كنتي عايزني أدخله ليكي أبتسام بضيق من ردود أبنتها: أتكلمي كويس يارشا... وأه كنت عايزكي تدخليه عشان هسحب البلاغ اللي قدمته رشا بتوسل: ارجوكي ياماما... بلاش تتنازلي عن المحضر.
ابتسام نظرت لها بتمعن: وبعدين معاكي يارشا.. أنا هسحب البلاغ رشا بغل: أزاي هتسحبي البلاغ... دي واحدة حرامية ولزم تتسجن هتفت أبتسام بغضب: عشان أنا عرفت الحقيقية رشا بلجلجلة: عرفتي أيه نظرة الى أبنتها بقسوة: هيام صاحبتك لسه قافلة معايا دلوقتي وقالتلي على كل اللي عملتيه هتفت بانفعال: ياجزمة... ده أنا حلفتك.
قالت ابتسام بغضب: دي الجزمة أنتي... أصل أنا معرفتش أربي... ليه يارشا عملتي كده مع صحبتك... ليه تسرقي وتحطي اللي سرقتيه في شنطته هتفت رشا بحقد دفن لعدة سنوات: عشان هي مش أحلى ولا أذكى مني... مش تدخل طب وانا مش هعرف أدخل حاجة... مش تتجوز دكتور وأنا لا.. رددت بانفعال... هي مش أحسن مني.... مش أحسن مني.
انصدمت ابتسام من ابنتها... هزت رأسها برفض: أنتي يارشا... أزاي أنا مش حسيت بكرهك ليها... أنتي أزاي قدرتي تخبي عني كل ده... اه من صدمتي فيكي يابنتي... ثم هتفت فيها بصياح... أدخلى على أوضتك ومش عايزه أشوفك قصادي... والبلاغ هسحبها يارشا... تغيرت ملامح رشا من الغل الى التوسل: عشان خاطري ياماما هتفت ابتسام: على أوضتك يارشا... بدل مااقول لأبوكي وأخوكي على اللي عملتيه في بنت بريئة _ بس ياماما _ أقفلي بؤك ده وأدخلى على أوضتك ومشوفش وشك قصادي خالص
طوال الطريق الى القسم... شعر فؤاد بنغز حاد داخل قلبه... في داخل الغرفة... عندما دلفت زهرة.. ورأت والدها ألقت نفسها بين أحضانه نظرة له بدموع: خرجني من هنا يابابا... أنا تعبانة أوي... أنهمرت دموعها بدون توقف... بادلها فؤاد بنظرة قهر ويأس... فتلمع عينيه بالدموع: متعطيش يازهرتي... أنا هخرجك من هنا.
مسحت زهرة دموعها بكم يديها قائلة: بجد يابابا... هتخرجني من هنا... فؤاد بابتسامة ولكن حزينة: طبعا هتخرجي... الالم تمكن منه... حاول رسم ملامح هادئة على وجهه... حاول بصعوبة الوقوف بثبات... وفي لحظة خر فؤاد ساقطا على الأرض نظرت لوقوعه بصدمة... والدها هذا الراجل الشامخ... سقط واقعا أمام عينيها بدون تحذير... بدون أنذار..
نهض الظابط من مكانه مسرعا... جلس على الارض وقام بجس نبضه... عندما لم يجد نبض هتف في الشاويش... بلغ الاسعاف... الراجل باين عليه بيطلع في الروح... زهرة تسمرت في مكانها.. قدميها أصابها الشلل... لم تقدر على التحرك ولكن عند سماع كلام الظابط دخلت في نكران ماتسمع... جلست على الأرض وأبتسمت بألم: عارفه أنك بتمثل عليا النوم... عشان أغنيلك صح... تقوم بالغناء له.
امورتى الحلوة بقت طمعة بقت طعمة ولها سحر جديد لــــــها خـــفة روح لــــما بتـــضحك بـــتروح لبعيد... دموعها أخذت في الانيهار مع كلمه تغنيها لوالدها معذورة يا ناس لو خبيتها م العـــــيد للعيد لو شفتوا جمالها حتحتاروا.... تحتاروا تحتاروا...... ضحكت زهرة بدموع قائلة: كل ده عشان صوتي حلو... تخليني أغنيلك كل شوية.
سمعت ضحكت والدها قائلا: ومين قال أن صوتك حلو أصلا.... ههههه... صوتك أجدع من أي منبه... من كتر ماهو مزعج بيصحيني من عز نومي نغزته بأبهامها في صدره متصنعة زعل: ونعم الابوة ياعم الحج... أنا صوتي مزعج بردو قال بابتسامة: صوتك مزعج بس على قلبي زي العسل وفعال بيصحيني علطول تمتم الظابط: لا حول ولا قوة الا بالله... بنته بتكلم نفسها في نفس اليوم... ابتسام تنازلت عن المحضر... وخرجت زهرة من القسم في سرعة قياسية حتى تستطيع حضور جنازة والدها... حضر أحمد العزاء...
أخفض رأسه قائلا بخفوت: البقاء لله رفعت رأسها عندما ميزت صوته... تحدثت العيون في صمت... كنت فين الفترة اللي فاتت... مسألتش عليا ليه ولا مرة... كانت تشعر بالألم... لسانها غير قادر على الرد وأكتفت بهزة رأسها.. أتجه أحمد الى والدتها وقام بتعزيتها... وأنصرف مباشرة لم ينتظر...
زهرة لم تبكي وظلت صامدة من أجل والداتها التي أنهارت واقعة على الارض في يوم العزاء وعندما كشف الدكتور عليها قال راحة تامة... الحزن غير مسموح لها... البكاء ممنوع.. والدتها تحتاجها... فأذا ذهبت والدتها ستصبح وحيدة تماما... ظلت شهرين ترعى أمها... تحاول مواساتها والتخفيف من ألم فقدان زوجها... هدى كانت تبكي ليل نهار... وتناست أن أبنتها تحتاج من يخفف عنها الألم هي الأخرى...
أحمد أنقطعت أخباره... لم ترها منذ العزاء لم تسمع صوته... كل يوم يمر.. كانت تنتظر مكالمته لها... كانت تحتاج تواجده بالقرب منها... كانت تحتاجه بشدة... تحتاج سماع صوته ليخفف عنها ألمها... عذرته بينها وبين نفسها... بررت له العديد من الأعذار تبرر أختفائه من يوم حادثة السرقة... رافضة مايخبرها أيها عقلها... فقلبها الاخضر غير قادر على تحمل صدمات أخرى...
أشتاقت زهرة الى والدها... ذهبت ألى غرفتها... وأخرجت من دولابها الفستان الذي قام بشرائه لها... تلمست قماش الفستان بخفة زينت شفتيها أبتسامة خفيفة عندما رجعت بذكراتها الى هذا اليوم... أرتدت الفستان... ثم وقفت أمام المرأة تتأمل نفسها بحزن شعرها البني الحريري الذي يتخللها شعيرات ذهبية اللون... وعيونها الزرقاء... محدثة نفسها أن جمالها هو السبب فيما جدث لها.... فهي لو لم تكن جميلة... لم تكن ستلفت أنتباه أحمد وتتعلق بيه وتحبه وبالتالي لن تكون السبب في غيرة رشا... وبالتالي لن تكون السبب في موت والدها.... بعد مرور أيام بعد وفات والدها... هيام جاءت لها... طالبه منها أن تسامحها لأنها ظلت صامتة ولم تقول الحقيقة بسرعة عندما عرفت... وهي شاردة... رن هاتفها وعندما أمسكتها وجدت رقم غريب...
قالت زهرة: نعم... مين معايا سمعت صوت ليس غريب.. ضحكات ساخرة شامتة: مش هتباركي ليا... خطوبتي على أحمد النهاردة هتفت زهرة: أنتي كدابة... كداااابة تحدثت رشا بسخرية: طبعا مش مصدقة نفسك من الفرحة... الخطوبة عملاها في قاعة الحرملك... ثم أغلقت الهاتف نظرة زهرة بصدمة للهاتف، غير مصدقة نفسها، دموع الغضب لمعت في عينيها، نزعت الشال الموجود بجوارها، خرجت من بيتها مسرعة لتتأكد من كذب رشا كما أعتقدت...
لم تعي زهرة كيف وصلت الى الفندق... دلفت ناحية القاعة... رأت صورة كبيرة الحجم تجمع كلايهما بين أحضان بعض... طفرت الدموع من عينيها وهي تقرأ الكلام المكتوب.... عبرت باب القاعة المزيين على كلا الجانبين بالورود الحمراء والبيضاء... تسمرت مكانها عند رؤيته... رؤية كلاهما يرقصان على أغنية هادئة... رأت ابتسامته لها... من تسببت في حبسها... وموت والدها.
خرجت من القاعة مهرولة بسرعة... مصدومة... تائهة لدرجة أن الشال أنزلق من فوق كتفيها... أخذت تجري وتجري تكاد لا ترى أمامها... ظهرت أمامها فجأة سيارة... تسقط فاقدة الوعي... لتستيقظ بعد فترة في منطقة نائية ملابسها ممزقه... نهضت بصعوبة من على الأرض وعندما نظرت الى أسفل قدميها أتسعت عينيها برعب... أنفرج فمها عن صرخة عاتية... مزقت سكون الليل...
مات حلمها في الفستان الأبيض والطرحة، أنتهت حياة زهرة الطفلة البريئة التى تجاوزت السادسة عشر بأيام قليلة، لتصبح بعد ذلك اليوم زهرة القبيحة...
فاقت زهرة من ماضيها المؤلم على صوت كاترينا... زفرت بحدة ثم أخذت نفس عميق والتفتت ناظرة الى كاترينا هتفت كاترينا: أنتي يازهرة... أكنان بيه طلب تعملي ليه فنجان قهوة تمتمت زهرة بضيق: تاني هو مش بيشبع ولا عايز يذل فيا وخلاص سألت كاترينا: بتقولي أيه.
ردت زهرة ببرود: مش بقول حاجة... دقايق والفنجان يكون عنده في الاوضة أعدت زهرة فنجان القهوة بسرعة... عندما أنتهت أتجهت الى غرفته... طرقت على الباب وعندما لم يأذن لها بالدخول... لم ترد الدخول... رجعت الى المطبخ مرة أخرى... قابلت كوكو أمام وجهها سألت كاترينا: رجعتي تاني ليه بفنجان القهوة.
ردت زهرة: مش رد عليا.. قولت يمكن مش موجود كاترينا بحدة: هو موجود في الاوضة وهو اللي طلب مني... مش رد عليكي... تنفذي الاوامر وتحطي فنجان القهوة عنده زهرة زفرت بحدة: حاضر.
عندما دلفت زهرة... رأت أكنان جالس على الكرسي مغمض العينين... ظلت واقفة في مكانها لعدة ثواني منتظره أمره لها بوضع فنجان القهوة... الصمت طال وعينيه مازالت مغلقة... أقتربت زهرة من الطاولة ووضعت عليها فنجان القهوة.. وأتجهت ناحية الباب للخروج... لكنها توقفت في مكانها وألتفتت ناظرة لها... متمته بخفوت: لو مشيت دلوقتي وصحي... هيزعق ليا عشان القهوة بقت باردة وأنا مش حمل زعيق وحرق دم... طب أًصحيه وقوله فنجان قهوته جاهز... طب أصحيه أزاي... فكرت بهزه في كتفه لكنها هزت رأسها بالرفض... فهي تخشى لمسه...
تذكرت والدها وطريقتها الخاصة في ايقاذه عن طريق الغناء... طب أغنيله أيه... ده أغنيله أيه... شردت زهرة متذكرة ابتسامة والدها وضاحكته المجلجلة عندما يستيقظ من نومه على هذه الاغنية وجدت نفسها تبتسم مردده بتلقائية: وجع قلبي واحب واموت وانا وقلبي مشعلقة فيه.. ضربني الحلو بالشلوت في راس قلبي وقال اخيه اخيه اخيه اخيه.. يا عيني اخيه.. يا روحي اخيه.. يا سيدي اخيه... وجع قلبي...
بناااااااااااام للصبح وبشخر عشان في النوم اشوف طيفه مفيش فايدة.... قالتلي امه أتبخر بعين عفريت ماسك سيفه ونار قايدة... بشبشبله ما بيفكر وغلبي يطول... أخذت زهرة تبتسم وهي تغني... غير مدركة لنظرات أكنان المتسعة بصدمة مايسمعها من تلوث سمعي في كل شيء من صوت نشاز وكلمات أنشز من صوتها.
هتف أكنان بحدة: كفاااية.... بالرغم من هتافه ظلت تغني شاردة مع نفسها وبكتبله بقلم باركر يرد يقول... أخيه اخيه اخيه... يا عيني أخيه.. يا روحي أخيه... يا سيدي أخيه... وجع قلبي قام من مكانه وأقترب منها وصاح في وجهها بغيظ: أيه كمية الاخيه دي كلها... طرشتي وداني شهقت زهرة بخجل على فعلتها... همست بلجلجة: أنا أسفة مكنتش أقصد... أصلي أندمجت شوية عبس بين حاجبيه: كل ده وأندمجتي شوية... وقوليلي ايه اللي خلاكي تعملي كده همست بأحراج: كنت عايزه أصحيك... عشان اقولك جبت فنجان القهوة هتف أكنان: هو أنا قولتلك تصحيني.
هزت رأسها بالنفي: أنا خوفت لما تصحى تزعلقي لو لقيت فنجان القهوة بارد فقولت أصحيك سأل أكنان بحدة: ومفيش غير الطريقة... ده أنتي صوتك مزعج في الغنى بطريقة تجيب الصداع... وأيه بقا اللي خلاكي تصحيني بالطريقة دي تمتمت زهرة: أنا كنت متعودة مع بابا الله أصحيه بالطريقة دي... أصله كان نومه تقيل... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم خفت حدة صوته: بعد كده لما تلاقيني نايم متقربيش ناحيتي ولا تسمعيني صوتك ده.
هزت رأسها بالايجاب: حاضر أشار لها أكنان بالانصراف وبمجرد خروجها.. أرتسمت على شفتيه أبتسامة طال كبتها... مرددا ياعيني أخيه ياروحي ضرب قلبي... هز رأسه بعنف مدركا مانطق لسانه من كلمات... قائلا أعقل ياأكنان خلف الباب همست زهرة لنفسها بانفعال: أنتي هبلة... أيه اللي خلاكي تغني ليه... زمانه بيقول عليكي واحدة مجنونة ولسه خارجة من السرايا الصفرا... هزت رأسها بعصبية... لو قال كده هيبقا عنده حقه في كلامه.
ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..
قام نزع ملابسه ببط شديد ملتهما أيها بنظراته الشهوانية... وهي لا حول لها ولا قوة... وفجأة خر فريد كالشاه واقعا على الارض فاقد الوعي... أتسعت عينيها وهى ترى ناريمان تضربه على رأسه بماسورة حديدية... أقتربت منها ناريمان بسرعة ونزعت القيود الحديدية من يديها ناريمان بهمس: قومي بسرعة...
تمالكت ضحى جسدها بصعوبة ونهضت من على الفراش ناولتها ناريمان ملابس: البسي دول بسرعة... وتعالي عشان أهربك قبل مافريد يفوق أرتدت ضحى الملابس بسرعة.. وهما في أتجاهم للخارج سألت ضحى: وأنتي هتعملي أيه... لو عرفو أنك اللي هربتيني ناريمان ردت: ده لو عرفو مين اللي عمل كده... نظرة لها ضحى بامتنان: أنا مش عارفة من غيرك كان هيجرالي أيه... ماتيجي تهربي معايا ردت ناريمان بحزن: أنا مليش مكان غير هنا...
بمجرد أنصراف عبد الفتاح... محسن قال بعطف: أنا هستأذن... قبل أنصرافه أنحنى محسن لألتقاط الهاتف من على الارض... وقبل وضعه على الطاولة... لفت أنتباهه... رساله مكتوب من خارجها كلمة ألحقووونى... أنقبض قلبه... فتح الهاتف بأصابع... قرأ المكتوب في الرسالة وكان نصها كالتالي... الحقني يابابا هتف محسن: ياحاج عبد الفتاح... بنتك أتصلت.
الموجودين في الداخل بمجرد سماعهم ماقال... خرجو مسرعين عبد القتاح وأمينة وحسام جميعهم في نفس واحد: فين أشار محسن الى الهاتف الذي في يديه قائلا: بعتت رسالة تحدث حسام بانفعال: انا هروح أقول للظابط بسرعة محسن قال: وأنا هتصل بالبيه عندي.
أحد الظباط التابعين للمنظمة... بمجرد معرفته أنهم أستطاعو الوصول الى مكان االبيت المسجونة فيه ضحى... قام الاتصال بمنير نبيل في ركن بعيد عن القسم تحدث قائلا: الو يامنير بيه منير بلهجة غليظة: خير يانبيل رد نبيل بخفوت: مفيش خير خالص يامنير بيه... البوليس عرف مكان ضحى وطلع أذن من النيابة بالهجوم على الفيلا.
نهض من مكانه مفزوع: أنت بتقول أيه وأزاي ده حصل نبيل قال: حد بعت برسالة وحاول يتصل بتليفون أبو البنت بمجرد أغلاق الهاتف.. قام نبيل برن جرس موجود أسفل للحالات الطوارىء وهجمات رجال الشرطة على المكان... معلنا لجميع الموجودين بضرورة اخلاء المكان والانتقال الى المكان الاخر.
خرج نبيل مسرعا من مكتبه وتفاجىء... بضحى ومعاها ناريمان خارجين من الغرفة الحمراء متسللين... هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك..