logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:35 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثامن

دلف زاهر إلى مكتب أكنان... رسم على وجهه ملامح
هادئة على عكس مابداخله من بركان ثائر..
سأل زاهر: نعم ياأكنان...

أكنان رد بلهجة هادئة: بقالك فترة متغير... وكل شوية
أقول لنفسي بكرا ترجع زي الأول
رد زاهر بثبات: ومين قالك أني متغير
تحدث له بثقة: عشان عارف كويس إيه اللي مغيرك
أكنان رد بعدم اهتمام: وإيه بقا اللي غيرني ياخبير
أكنان بابتسامة لم تصل لعينيه: بيسان.

اعار كل حواسه له بمجرد ذكر إسمها: مالها بيسان
أكنان بهدوء: أنت عارف يازاهر أنت بالنسبة ليا ايه...
أنت اكتر من أخ ليا... وبيسان حته مني انا بعتبرها
بنتي مش اختي الصغيرة... لما آمنا ماتت مكناش لينا..

غير بعض... بابا كل اهتمامه بالشغل ونسى ان ليه ولاد محتاجين حبه... وجودك فرق في حياتنا كتير وبيسان اتعلقت بيك اوي.. زمان قولت سافرها الأفضل ليها وليك عشان كانت لسه صغيرة... دلوقتي خلاص وانا شايف الوضع بينكم صعب وانت بقيت أخلاقك لا تطاق
تحدث زاهر بصدمة فهو لم يتخيل ان آكنان كان على معرفة بمشاعره وظل صامتا طوال السنوات الماضية: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده
قال أكنان بهدوء: الكلام ده كان المفروض أقوله من فترة... في مثل بيقول أخطب لاختك ومتخطبش لأخوك
رد زاهر بالرغم عنه: اسمها على فكرة أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك
رد أكنان: وانا زي أبوها...

استغرب زاهر طلب أكنان منه أن يتزوج بيسان في هذا الوقت بالذات... استرجع بالذاكرة ماحدث منذ وقت قليل ورؤيتها لها في حضن كريم... هل حدث بينهم شيء وأكنان يريد إخفاء فضحيتها... او حدث شيء في فترة سفرها في الخارج وقامت بالتفريط في نفسها لذلك كانت تبكي لكريم متوسلة له إخفاء فضحيتها.... لذلك يريد أكنان تزويجها له عندم رفض كريم.... لماذا عرض عليه أن يتزوج شقيقته وفرق السماء والارض بينهم.... هي بيسان نجم من أثرى العائلات واعرقهم وهو زاهر مجرد المساعد الأيمن لهم... هز رأسه بعنف رافضا منحنى أفكاره المرعب..

سأل أكنان مرددا: قولت ايه يازاهر
احتار زاهر في الرد وماذا يقول له... أكنان أكثر من أخ... ولو احتاج مساعدته فهو لا يستطيع رفض مد يد العون له: أنت فجأتني بكلامك ده... محتاج افكر شوية
تحدث أكنان بهدوء: بس متاخدش وقت في التفكير كتير
سأل زاهر: وإيه رأي بيسان في الكلام ده
رد أكنان بثقة: طبعا موافقة.

خرج زاهر من مكتب أكنان... اخذ يحدث نفسه معقولة اللي حصل جوا دلوقتي... أكنان طلب اتجوز أخته.... معقولة اللي سمعته... هو ممكن تكون بيسان غلطت وعشان كده أكنان عايز يداري عليه.... هز رأسه بعنف... بيسان متربية على ايدك وعمرها ماتعمل كده... اومال ايه السبب اللي خلى أكنان يطلب منه يتجوزها.

في مكتب نجم... ضرب على سطح المكتب بعنف... هاتفا بانفعال: سلووووووي... ياسلوووى
دلفت سلوى مسرعة قائلة بخوف: نعم يانجم بيه
_فين ملف الشركة الألمانية اللي كان على المكتب هنا
_ معرفش انا حطيته بأيدي على المكتب قصاد حضرتك وبعدين خرجت
_الملف راح فين ياسلوى
ردت بحيرة: معرفش.

هتف بصياح: مين دخل المكتب وانا مش موجود
ردت سلوى: مفيش غير زهرة حضرتك... اخدت فنجان القهوة الفاضي وخرجت
تحدث بقسوة: ناديلي زهرة بسرعة... وعايز تفريغ الكاميرا بتاعت المكتب
_ حاضر ثم خرجت مسرعة من المكتب.

وبعد عدة دقائق.. كانت زهرة بالداخل في مواجهة صامتة مع نجم بيه مثيرة للقلق.... تابع نجم ماتم تصويره بواسطة الكاميرا... زواية المكتب لم تكن في مجال الكاميرا... لحظ دخول زهرة إلى المكتب وخروجها حاملة الصينيه على يديها... ولم يدخل أحد إلى المكتب سواها
رفع رأسه بعد انتهائه من المشاهدة قائلا بقسوة: فين ملف الشركة الألمانية
ردت بحيرة: ملف ايه حضرتك.

نهض من مكانه.. صائحا في وجهها: مترسميش الغباء عليا.. أنا هوديكي ورا الشمس لو الملف ده مظهرش دلوقتي
قالت زهرة بيأس: صدقني يابيه معرفش حاجة عنه
تحدث بلهجة مخيفة: محدش دخل المكتب غيرك في الوقت اللي فيه الملف اختفى... اتفقتي مع مين عشان تسرقي الملف
عينيها لمعت بالدموع وهي تهتف: مسرقتش حاجة ولا اتقفت مع حد.

نظر لها بضيق.. فلأول مرة احساسه يخونه... هل أكنان عرف حقيقتها لذلك رفض توظيفها
دق باب المكتب... ثم دخل أكنان نظر بعينيه إلى كلاهما متأمل المشهد
تحدث بمكر: صوتك واصل لمكتبي... حصل ايه وصلك لكده
نجم بغضب: الملف بتاع الشركة الألمانية اختفى ومفيش غيرها دخلت المكتب
رد أكنان بهدوء: سبني معاها شوية وانا هعرف اخليها تطلع بالملف.

قال نجم: أنا هخرج وهسيبك تتصرف معاها... أنت عندك حق لما رفضت تشغلها هنا
ثم خرج من المكتب بخطى غاضبة.... تارك أكنان مع زهرة
زهرة بدموع: صدقني انا مسرقتش حاجة
ابتسم أكنان ببرود: عارف انك مسرقتيش
قالت ببلاهة: يعني انت مصدقني بجد اني مسرقتش حاجة
تحدث بمكر: طبعا مصدقك عشان انا اللي أخدت الملف
اتسعت عينيها بصدمة: أنت طب ازاي ومفيش حد دخل المكتب.

تحدث بابتسامة صفراء: أزاي دي لعبتي
_ليه عملت كده... لترد على نفسها قائلة بقهر... عشان محدش يقدر يقولك لأ
ابتسم ببرود: اهو انتي عرفتي ليه عملتي كده... عشان قولتي لأ... وكمان فاكرة نفسك انك فوزتي عليا لما اشتغلتي هنا وانا مش موافق
نظرة له بتوسل: انا مكنتش عايزه اقول لا بس الظروف... أنا أسفة مكنتش اقصد
نظر لها بشماته: كلمة اسف مكتفنيش... انا هسجنك واخليكي عبرة... عشان تقفي قصادي كويس.

عينيها لمعت بالدموع: أنا أسفة بلاش سجن... أمي ست مريضة وانا مسئولة عنها لو أتسجنت ممكن تروح فيها... اقتربت منه ورفعت رأسها له قائلة برجاء: قولي ايه اللي يريحك... بس بلاش سجن... حراااااام... اللي عملته ميستهلش انك تسجني وتضيع عايلة... علمت زهرة داخليا إنه ليس أمامها خيار سوى التوسل له والدوس على كرامتها... فهو بمنتهى السهولة استطاع تلفيق لها تهمة سرقة... حتى لو أخبرت نجم بحقيقة ماحدث احتمال طفيف ان يصدقها... ولو اقتنع ببرائتها... أكنان لن يتركها.

رددت زهرة بتوسل: انا اسفة أاااسفة... بس بلاش سجن... أنا مش عايزه اشتغل خلاص... بس بلاش سجن.. أمي ممكن تموت فيها
شعر بالغضب من نفسه.. فهو كان عاقد العزم على طردها بعد جعلها تتوسل له حتى يمل... لكن صوتها ودموعها هزت كيانه
تحدث لها أمر: كفاااية... مش عايز اسمع صوتك
رددت من بين شهقاتها: أنا أسفة.. أسفة... أسفة
هتف بغضب: بقولك كفاية انتي طرشة مش بتسمعي
همست بدموع: انا مش عايزه اتسجن.

صاح فيها قائلا بدون وعي: خلاص مش هسجنك
نظرت له بذهول: خلاص سامحتني ومش هتسجني
عبس بضيق على هفوة لسان فهو لم يخطط لكل هذا وفي خلال عدة دقائق أستسلم لتوسلها...
تحدث لها بلهجة امره: أنتي هتسيبي الشغل هنا دلوقتي
_طب والملفات.

_ملكيش فيه... إنتي هتخرجي من المكتب هنا على برا... برا الشركة خالص
تنهدت براحة متمته بخفوت: الحمد لله... ثم توجهت ناحية الباب
هتف أكنان: استني
صوته جعلها تتسمر في مكانها خائفة من رجوعه فيما قال.... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان: عايزك بكرا من الساعة سته الصبح في شقتي وقام باملاءها العنوان
سألت بخوف: عايزني ليه.

قال بقسوة: ملكيش حق السؤال واللي اقول عليه يتنفذ... هتيجي بكرا في الميعاد بالظبط من غير تأخير... ده لو عايز أرضى عنك... ثم قال العنوان
ردت بقهر: حاضر... حاجة تانية
أشار له بالانصراف بدون كلام
خرجت زهرة وأخذت تأخذ عدة أنفاس متتالية.... شعرت للحظات بالراحة ثم تملكه حزن شديد على ماحدث من قهر لكرامتها وقبولها بكل بساطة لأوامره
ليس الفقر هو الجوع الى المأكل او العرى
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الكرامة

في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة... قام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...

شعرت إنها فريسة وقعت في المصيدة... محاصرة ليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت
تحرك تجاهها وهو يكاد يلتهمها بنظرات عينيه... جسدها انتفض برعب فتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحوض الحمام
تحدث لها برغبة: ده إنتي طلعتي حلوة اوي... أجمل بكتير من الصورة اللي وراهلي كمال... مش خسارة فيكي الفلوس اللي دفعته ليه...

اعتراها خوف قوي... حاولت تغطية جسدها العاري لكن دون جدوى
هتف فريد: بتداري ايه ده انتي كده حلوة اوي
همست ضحى بفزع: أبوس إيدك سيبني أمشي من هنا
فريد بابتسامة صفراء: تمشي فين... هو انتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه ياعسل...
سألت بخوف: تقصد إيه.

نظر له بمكر: قصدي اي بنت بتدخل هنا مش بتخرج تاني... هو انتي متعرفيش ان جوزك قواد وانتي خلاص بقيتي من ضمن البنات اللي بيشغلهم عنده...
ردت برفض ضعيف: انا عندي أهل هيسألو عني... واكيد هيتقبض عليكم
ضحك بسخرية: مش لما يعرفو مكانك الأول
قالت بفزع: أنت تقصد ايه... هتموتوني.

غمز بخبث: إحنا مش بتوع موت.. إنتي هتنضمي للبنات في مكان مخصوص لشغلهم.... مكان كده زي السجن مخصوص للمتعة والفرفشة
حاولت التحدث بثبات ولكن صوتها خرج مرتعش: اهلي لما مش هيلاقوني هيبلغو البوليس وهيقبضو على كمال
فريد بابتسامة صفراء: مش لما يكون اسمه الحقيقي.

تحدثت بصوت متقطع من شدة خوفها: انا اكيد بحلم اللي بيحصلي ده مش حقيقي وكل ده تمثيل.. اكملت برجاء... قولي إنه تمثيل
رد فريد ببرود: مش تمثيل وده بحق وحقيقي
هزت رأسها برفض والدموع تتساقط على وجنتيها: لا تمثيل... مستحيل يحصل معايا كده... الحاجات دي مش موجودة في الحقيقة.

هز رأسه قائلا: مين قال إنها مش موجودة اومال انتي بتعملي هنا ايه... إنتي ياقطة وقعتي في شبكة دعارة... وغمز له بشهوة... هو احنا هنفضل نتكلم كتير... أنا واخد حبيه مستوردة مخصوص لليلة
دي.... ثم هتف بغلظة.... حبية واحدة قليلة عليكي... ادخل يديه في جيب بدلته وأخرج شريط ازرق اللون... أنا هخدلك اتنين كمان ولا أقولك تلاته... ثم تناولهم بدون ماء... ناظر لها بمتعة.. هتف قائلا خلاص... مش قادر استنى اكتر من كده.

حاولت ضحى الهروب من أمامه.... لكنه استطاع أمساكها.. صاح في وجهها.. هتهربي مني هتروحي فين
... حاولت المقاومة والافلات منه.. لكنه كان أقوى منها فهي ضعيفة بالمقارنة بضخامته.... امسك شعرها بعنف..
هتف بزعيق: لو بتحبي العنف... اموت انا في كده
ضحى بدموع: أبوس رجلك ارحمني
ضحك بصوت عالي: هتيجي معايا بالذوق ولا باين عليكي بتحبي القسوة زيي...

استطاعت ضحى بصعوبة الآفلات من يديه... هرولت إلى خارج ولكن قبل أن تخطو بقدميها خارج غرفة النوم... أمسكها بقسوة من شعرها... وقعت على الأرض وشدها من شعرها مجرجرا جسدها على الأرض... حتى وصل بيها إلي الفراش... أخذت ضحى تهتف له بتوسل ودموعها تنهمر بغزارة فهي لم تتخيل ابدا أن تتحول فرحتها إلى كابوس ويتم ذبحها ببطء... تمنت في هذه اللحظة الموت... حراااااام عليك..

تحدث له بقسوة ثم جذبها من شعرها لتقف على قدميها: عايزه تهربي مني... إنتي اللي جبتيه لنفسك... وتوالى عليها بالصفعات حتى أدمى وجهها... شعرت بالدوار واصبحت الرؤية أمامها مشوهة... فقام بدفعها ليسقط جسدها على الفراش بصوت مسموع... شعرت ضحى بالضعف وارتخاء اعصابها واصبحت عاجزة... اتسعت عينيها برعب وهي تراه ينزع ملابسه أمامها... توقف مرة واحدة واخذ يتنفس بحدة... وضع يده على صدره وهو يشهق بعنف... وفجأة سقط على الفراش بجوارها..

تقابلت النظرات... نظرة خوف منها ونظرة ألم منه... مد يديه حاول أمساكها...
حدثت نفسها بمقاومة: قومي... قومي.. قومي... دي فرصتك عشان تنفذي نفسك.. نهضت بصعوبة فقدميها كانت تهتز من الصدمة... وقفت تنظر له بكره ثم بصقت على وجهه وهي ترى جسده ينتفض ويأن بصوت متألم...

اتجهت ناحية شنطة ملابسها لإخراج شيء ترتديه... ولكن قبل أن تمس يديها الشنطة سمعت صوت سيارة يتوقف في الأسفل... اتجهت ناحية النافذة فرأت كمال يدلف مسرعا إلى الداخل... امتلكها الرعب مرة أخرى فهي لم تكد تفلت من براثن فريد حتى تقع في براثن كمال.. التفتت حولها بفزع وقامت بالاختباء خلف الباب... عندما دخل كمال إلى داخل غرفة النوم وجد فريد ملقى على الفراش عينيه متسعة على آخرها..

هتف كمال: مالك يافريد بيه
استغلت ضحى انشغاله مع فريد... فتسللت من خلف الباب على أطراف أصابعها.. خارجة من غرفة النوم

قام كمال بهز فريد قائلا: فريد بيه مالك وفين ضحى
تحدث فريد بألم: امسك البت بسرعة قبل ماتهرب وتبلغ علينا
انتبه كمال لصوت فتح باب الفيلا.... فهرول مسرعا للحاق بيها...
سمعت ضحى صوت خطوات مسرعة... أخذت تجري حتى وصلت للشارع وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد... رأت سيارة قادمة... حركت كلتا يديها في الهواء لتوقفها غير واعية من شدة صدمتها انها شبه عارية على الطريق في منتصف النهار.

توقفت السيارة... نظر لها السائق بصدمة من منظر الفتاة
ضحى بصوت متقطع متوسلة: أبوس إيدك خليني اركب.... كمال هيمسكني وكان عايز يبعني... دخلني العربية...
السائق: اركبي بسرعة
دلفت ضحى مسرعة إلى داخل السيارة وبمجرد جلسوها... انطلق السائق وهو يري من خلال المرأة الجانبية شخص يحاول اللحاق بيهم
... أخذت ضحى تتنفس بعنف ولم تلاحظ نظرات السائق لها من خلال المرأة
هتف كمال بغضب لرؤية السيارة تختفي من أمامه وهي بداخلها: يابنت ال ____


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:36 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل التاسع

نظر لها السائق من خلال المرأة بشفقة.. متمتما في سره: استرعلى ولايانا يارب
ضحى كانت في حالة من الصدمة افقدتها القدرة على إدراك وضعها وما ترتديه من قميص نوم شبه عاري مع شخص غريب... كانت تتنفس بعنف ودموعها لم تتوقف عن التساقط...

اتنزع السائق جاكت كان معلق بجواره... مد يده لها بالجاكت متحدثا بحرج: يااا... يااا
نظرت بعيون دامعة من خلال زجاج السيارة للطريق الممتد الى مالانهاية... غير واعية لمناداة السائق لها.. فهي كانت مصدومة بسبب ماحدث لها وتحول حلمها بالزواج من فارس الأحلام إلى كابوس مرعب..
نادى بنبرة أعلى: يا آنسة
انتفضت ضحى على صوته مخرجا أياها من صدمتها... لتدرك وضعها المخزي..

أحنت رأسها هامسة: نعم
قال السائق: البسي الجاكت ده يابنتي
تناولته منه وقامت بارتدائه... وهي تشعر بالمهانة والذل ودموعها تزداد في التساقط
قال بعطف: أهدي كده يابنتي وخدي اشربي العصير ده
نظرت الى يده الممتدة بعلبة العصير بخوف... فبادلها بنظرة مطمئنة... قائلا بابتسامة خفيفة: انا هشرب منها عشان تطمني... قرب العلبه من فمه وارتشف عدة رشفات منها.... اشربي عشان تهدي
تناولت منه العلبه وشربتها في صمت..

عند انتهائها... تحدث السائق: انا اسمي محسن... عم محسن... انتي اسمك ايه
تمتمت بهمس: ضحى... اسمي ضحى
قال محسن بفضول: هو ايه اللي حصل وخلاكي تجري على الطريق بالمنظر ده
سردت له حكايتها وعندما أنتهت
قال محسن بشفقة: ده نتيجة التسرع في أي جوازة.. المفروض كنتو تتأنو وتسألوا عليه... وكويس إنها جات على كده وقدرتي تهربي منهم...

همست بألم: الحمد لله
سأل محسن: قوليلي عنوانك عشان اوصلك لأهلك
تمتمت ضحى: وهروح لهم إزاي بالمنظر ده.. ثم قالت له عنوان منزلها
قال محسن بتفكير: أقرب محل هشوفه في طريقي هنزل اشتري ليكي اي لبس منه... هشتري لكي من هنا احسن... المعظم هنا سياح وكلهم تقريبا مش لابسين حاجة... شكلك مش هيكون ملفت اوي... قبل ما أدخل بيكي في المناطق السكنية
همست بخفوت: شكرا
رد محسن: شكر إيه... دي أقل حاجة الواحد يعملها
رن تليفونه قاطعا حديثه...

_ نعم يابيه
الطرف الآخر: وصلتهم ولا لسه
_وصلت البيه والهانم المنتجع وفي طريق الرجوع
_ عايزك تجيلي الشركة علطول... عشان هتوديني الساحل( مكان موجود غرب الإسكندرية)... متتأخرش عليا
_ حاضر يا بيه مسافة الطريق
ثم اغلق المتحدث الهاتف مباشرة..
حدث نفسه بضيق: بيقولى تعالى على طول وانتي بيتك بعيد تمام عن الشركة... زفر بحدة... أعمل إيه دلوقتي.

شعرت ضحى بالاحراج فقالت له: مش عايزه اعملك مشاكل في شغلك... أنت ممكن تنزلني في أقرب مكان على سكتك اركب منه أي حاجة توصلني البيت...
رد محسن برفض: لا مش هيحصل... أنا هوصلك لحد باب البيت... مينفعش انزلك تركبي اي حاجة لوحدك وانتي في الوضع ده... لازم اطمن عليكي بنفسي...

بعد عدة دقائق توقف محسن عند أقرب محل ملابس ملائم.. دخل إلى المحل ثم خرج حاملا عباءة لها
في داخل السيارة... قال محسن برضا: لقيت حاجة مناسبة ليكي سهل انك تلبسيها...
عندما ارتدت العباءة همست ضحى بعرفان: شكرا ياعم محسن
محسن بابتسامة: العفو... ثم قاد السيارة بسرعة لتعويض الوقت الذي استغرقه في شراء ثوب.. حتى لا يتأخر عليه

بعد عدة دقائق من انصراف زهرة... ذهب نجم إلى مكتب أكنان.. لمعرفة ماحدث
دخل نجم مباشرة إلى مكتب أكنان
سأل نجم: عرفت تجيب الملف منها
تناول أكنان ملف كان موضوع على مكتبه... ثم قال بهدوء: الملف أهو.

نظر له بتمعن: انا تعبت معاها في الكلام ومعرفتش اخد منها ولا حق ولا باطل وكل اللي على لسانها متعرفش الملف فين
نظر له بثبات: ليا طرقي الخاصة اللي خلتها تطلع بالملف
تحدث نجم بشدة: أنا هسجنها على اللي عملته
أكنان بهدوء: خلاص انا اتصرفت معاها وطردتها من الشركة
هتف بغضب: مش كفاية...

_ أنت قولتلي اتصرف واتصرفت وجبت الملف وعاقبتها وقمت معاها بالواجب
_ مش عارف ازاي صعبت عليا يا أكنان وخلتني اشغلها بالرغم من رفضك... طلع عندك حق
_ عشان تعرف اني عندي حق في كل كلمة اقولها
هز نجم رأسه بالإيجاب.. غير نجم مجرى الحوار لموضوع أخر قائلا برجاء: ناوي ترجع تعيش معانا تاني امتي... مش كفايه كل السنين اللي فاتت
لمعت عينيه بالقسوة: أنسى وبلاش كلام في الموضوع ده... مش هرجع وقولتلك الكلام ده بدل المرة ألف... أنسى يانجم.

شعر نجم بالذنب فهو أخطأ في حقه أكثر من مرة: الموضوع ده فات عليه سنين وأنا غلطت في حقك ولحد النهاردة بطلب منك تسامحني
هتف أكنان بغضب مكتوم: تاني... هنتكلم تاني... كفاية عشان انا تعبت... اتفضل اطلع من مكتبي عشان ورايا شغل
رد نجم بيأس: انت ازاي بتقولي كده... دي شركتي
هتف أكنان بحدة: مش شركتك انت بس شريك فيها معايا بنسبة ٤٥٪لو كنت نسيت.

ظهرت على وجه نجم علامات العجز.. قال باستسلام: انا خارج.. ونفسي يبجي يوم وتسامحني على اللي فات
بمجرد خروجه... جلس أكنان ووضع رأسه بين كفي يده.. أصبحت نظراته شاردة تائهة بين العديد من ذكرياته المؤلمة... أول صدمة له عندما كان في الرابعة في أمريكا عندما قررت والدته أن تلد أخته الصغيرة هناك
عندما أتى والده حاملا طفل رضيع بين يديه وبجواره جدته أم والده... وعلى ملامح كل منهما الحزن الشديد
تحدث نجم بحزن: اختك بيسان.

لم يكن أكنان واعي لملامحهم الحزينة قائلا بصوت طفولي: ممكن اشيلها بابي
ردت عليه جيلان بحزن: بعدين هخليك تشيلها ياكينو... وقامت بمناداة المربية... خدي بيسان طلعيها الاوضة بتاعتها
ردت أن: حاضر يا جيلان هانم
سأل أكنان ببرائة طفولية: هي مامي مش جيت معاكم ليه
قامت جيلان بحمله... تحدثت بحزن: مامي مش هتشوفها تانى... احنا كلنا مش هنشوفها تاني
رد ببراءة: هي سافرت.

ردت جيلان نافية: لا مش سافرت... فاكر جدو يا كينو لما قولتلك أنه مات.. هز رأسه بالإيجاب... ومش بقيت بتشوفه تاني... مامي هي كمان مش هتشوفها تانى
لم يستوعب عقله الصغير معنى كلماته في بادىء الامر ولكن تذكر جده الذي لم يعد يراه بعد الأن... هل أمه ستكون كجده لن يراها أبدا.... لمعت عينيه بالدموع قائلا بخفوت: مامي ماتت زي جدو ومش هشوفها تاني
ردت بحزن: أيوه يا كينو.

عند سماع كلماتها... هرول مسرعا صاعدا الدرج.. فتح غرفة أمه وقضى فيها طوال اليوم لا يريد الكلام أو تناول الطعام... ومرت أسابيع حتى استطاعت جدته أخراجه من حالة صمته بالاستعانة بطبيب متخصص... والده ظل بعيدا عنه وكان عمله هو رقم واحد في حياته متناسيا رضيعته وطفله الصغير... مرت ستة أشهر على هذا الوضع ظل الصغيرين مع جدتهم في منزل عمهم وزوجة عمهم يقومون برعايتهم...

حتى أتى اليوم الذى غير حياة أكنان من حياة لطيفة مع زوجة عمه وعمه الى حياة بائسة
اليوم الذي تزوج فيه والده... الزوجة الثانية بعد أمه
نجم بابتسامة: تعالى يا أكنان... أعرفك بمراتي كاميرون
هو كان مجرد طفل صغير... بفطرته الطفولية لم يشعر بالراحة من نظراتها... لم يشعر سوى بالكره الفطري تجاهها
ظل أكنان صامتا في مكانه لا يريد التحرك من مكانه خطوة واحدة.

ردد نجم بحدة: بقولك تعالى هنا سلم على كاميرون... كاميرون هتكون زي مامي
رد برفض وعينيه تلمع بالدموع: دي مش مامي... مش مامي وهرول هاربا داخل الفيلا وعندما رأى جدته جيلان رمى نفسه في حضنها باكيا... دي مش مامي ياجوجو
حدثت جيلان نفسها بغضب: بردو عملت اللي في دماغك واتجوزتها... ماشي يانجم... تحدثت جيلان له برقة: أطلع اوضتك دلوقتي يا كينو زمان بيسان بتقول روحت فين.

قال: حاضر ياجوجو...
خرجت جيلان بعدها مباشرة الى الجنينة... وبدل الذهاب الى الاعلى كما طلبت منه جدته ذهب خلفها بفضول
وهو واقف في مكانه سمع أصواتهم الغاضبة... وانفعال جدته وغضبه مما فعله ابنها
هتف نجم بغضب: كاميرون مراتي وهتروح معايا في اي مكان هبقى موجود فيه
ردت جيلان بانفعال: وانا هفضل هنا... مستحيل أعيش مع المخلوقة دي في نفس المكان
تحدث أكنان بغضب: أسمها كاميرون... خلاص اللي يريحك خليكي هنا مع فاضل... هيكون الاحسن ليكي وليا
-والولاد هتاخدهم معاك
-طبعا هاخدهم معايا.

سافر نجم بعدها مباشرة وأخذ طفليه معه وزوجته الى مصر وجدتهم سندهم ظلت في أمريكا مع أبنها فاضل
وظل الطفلان مع كاميرون والاب طوال الوقت منشغل في شركته...
في هذا الوقت زاهر كان صديقه الوحيد الأخ الأكبر لهم كان في الثامنة من عمره ولكن رغم صغر سنه فهو أنقذه من موت محقق... عندما حاولت قتله
كان يلعب مع أخته الصغيرة بالقرب من حمام السباحة... عندما طلبت كاميرون من الخادمة: روحي هاتيلي واحد اسبريسو
الخادمة: حاضر ياهانم... بمجرد دخول الخادمة نظرت حولها وعندما تأكدت من خلو المكان... زينت شفتيها أبتسامة صفراء... تحدثت الى أكنان: روح هات الكورة دي.

نهض أكنان من جوار أخته وخطى بقدميه الصغيرتين باتجاه الكرة التى كانت موضوعة على الحافة وقبل أن تلمس يديه الكورة قامت بدفعه بدون أن يأخذ باله... ليسقط في الماء... أتسعت عينيه البريئة برعب ومد يديه الصغيرة لها بتوسل وهو يبتلع الماء وجسده يغوص الى الاسفل... لم تمد له يد العون... نظرت له مبتسمة وعينيها كانت تلمع بالكره... نظرة ظلت محفورة في عقله الصغير...

رأى زاهر ماحدث من داخل الملحق المخصص لعائلته... هرول مسرعا الى الخارج... وقفز في حمام السباحة وأخرجه... كان لا يتنفس... وضعه على النجيلة... تحت أنظار كاميرون الغاضبة تسمرت في مكانها من شدة الغضب فهي لم تتوقع ظهور هذا الطفل وإنقاذ أكنان من الغرق... لكنها لم تعلم أن زاهر رأى كل شىء وأنها قامت بدفعه.

قام زاهر بعمل تنفس صناعي له... زاهر من صغره كان والده يعلمه فنون القتال وأبسط خطوات الاسعافات الاولية... والده ناصر من ضمن الحرس لدى نجم... وكان يريد تنشئة زاهر ليكون الأفضل... وبعد دقيقتين قضاها زاهر في محاولة إنقاذه... شرق أكنان الماء من داخل فمه وأخذ فى التنفس بحدة... عندما فتح عينيه الصغيرتين نظر لمنقذه بامتنان.
زاهر برقة: أنت كويس
هز أكنان رأٍسه هامسا: آه كويس.

وطوال هذا الوقت ظلت كاميرون ساكنة في مكانها تفكر في طريقة للتخلص من ورطتها.. إذ تجرأ أكنان وقال انها لم تساعده وظلت تشاهد غرقه... هتفت لنفسها بانتصار... سوف أقول كنت مصدومة ولم أقدر على التحرك من مكاني...
عندما أطمئن زاهر على أكنان نظر الى كاميرون بقسوة قائلا: أنا شوفت كل حاجة اتسعت عينيها بصدمة: أنت بتقول أيه
ردد زاهر بقسوة: شوفتك وأنتي بتزقيه في الميه..

جذبته من ذراعه قائلة بلهجة مرعبة: مفيش حد هيصدقك
ضحك زاهر بمكر: انتي متأكده... أه باين عليكى متعرفيش أن في كاميرات محطوطة في الجنينة
قالت برعب: انت كداب
أتى ناصر عندما رأى ما تفعله كاميرون مع أبنه
سأل ناصر بلهجة غليظة: سيبي زاهر لو سمحتي يا مدام..

انعقد لسانها من شدة الخوف وهي ترى نظرات زاهر المتشفية
تحدث زاهر قائلا: كاميرون زقت أكنان في حمام السباحة وكانت عايزه تموته
ناصر في بادىء الامر لم يلاحظ أكنان... نظر إلى الأسفل... رأى أكنان مبتل الملابس... فقام بحمله من على الأرض وأحتضنه
كاميرون بخوف: كداب أنا معملتش كده..

قال زاهر بثقة: عندك الكاميرات يابابا وأنت هتتأكد من كلامي...
نجم بعد معرفته ماحدث ومحاولة كاميرون قتل أبنه... طلقها في الحال وتم سجنها...
منذ هذا اليوم وزاهر أًصبح مسئول عن أكنان وبيسان ولم يفارقهم قط...

رجع أكنان من ذكرى ثاني زوجة لوالده... على صوت طرقات باب مكتبه
دخل كريم قائلا بابتسامة: أزي الاحوال... انا شايف المنظر بيقول مش تمام
هتف بحدة: خلص يا كريم وقول عايز أيه
كريم تصنع الحزن: دي جزاتي عشان حبيت اشوفك قبل ما أسافر الساحل
_ مسافر ليه.

كريم بتنهيدة ضيق: في شوية مشاكل هناك فهضطر أروح عشان أحلها... وقلت قبل ما أسافر أجي أشوفك... ولقيت أحلى ترحيب منك.... يلا سلام
_ سلام ومتنساش تقفل الباب وراك
_ أصيل يابن عمي...
ثم خرج من المكتب... تاركا أكنان وحيدا لترتسم على وجهه ملامح قاسية

عندما وصل محسن أمام باب الشركة... وقبل أن خروجه من السيارة قال: هسيبك شوية
سألت ضحى: مش عايزه ليك مشاكل ياعم محسن... أنا ممكن أنزل وأركب أي حاجة
محسن برفض: خليكي... أنتي مش هتتحركي من العربية... صاحب الشغل قلبه طيب ولما أقوله هوصلك مش هيقول حاجة
_ بلاش ياعم محسن مش عايزه مشاكل ليك
_ مفيش مشاكل يابنتي.

ثم خرج من السيارة وعندما أبتعد قام بالاتصال بكريم
تحدث محسن: أنا وصلت ياكريم بيه ووقف قصاد باب الشركة
رد كريم بهدوء: تمام... دقايق وهكون عندك
قال محسن: قبل ماحضرتك تقفل... أنا عايز أقول لحضرتك حاجة
كريم بتساؤل: حاجة أيه
قال محسن بتردد: في بنت غلبانة معايا في العربية... ياريت حضرتك تخليني أوصلها عند أهلها
هتف كريم بحدة: أنت هتلم الناس من على الطريق عشان توصلهم
رد محسن: أبدا يابيه... دي بنت تستاهل حضرتك تساعدها... ثم قص عليه ماحدث لها.

فكر كريم للحظات في غرابه ماسمع ووجود فتاة على الطريق شبه عارية تطلب النجدة من شخص غريب وبالصدفة يكون السائق يعمل لديه فهناك احتمال أن تكون الفتاة طعم له... فليست هذه المرة الاولى التي يحاول فيها منافسيه بالزج بفتاة في طريقه..
قال كريم ببرود: أنا جايلك أشوف البنت دي
شعر محسن بالقلق من نبرة صوته...

في خلال دقائق كان كريم بالخارج... بجوار محسن... قائلا ببرود: فين البنت
رد محسن: في العربية
ذهب كريم باتجاه السيارة وقام بفتح بابها مباشرة... تتفاجأ ضحى بنظرات مركزة عليها... جعلتها تشعر بالاضطراب
سأل كريم: هي دي
أجابها محسن بقلق: أيوه هي يا بيه... بعد اذن حضرتك ممكن أوصلها لأهلها
رد كريم بابتسامة متلاعبة: وصلها يا محسن... ثم دلف جالسا بجوارها
نظر محسن للوضع بدهشة: وحضرتك.

نظر لها كريم بتمعن متأملا أياها... أعجبه ما رأي.. فأطلق صفيرا خافتا
ردد محسن كلامه: وحضرتك يا بيه
نظر له قائلا: وحضرتي أيه يا محسن
_ هوصلك الساحل دلوقتي
غمز لها مبتسما بمكر: هتوصلني بعد ماتوصل الآنسة لبيت أهلها الاول
رد محسن: حاضر يابيه.

شعرت ضحى بعدم الراحة من نظراته لها... تحركت في مكانها بانزعاج... اضطرت للنظر من خلال الزجاج تجنبا لنظراته الغير مريحة...
أبتسم كريم بمكر محدثا نفسه... بأن لعبتها ستنكشف... بمجرد توصيلها الى بيتها المزعوم

عندما دلفت زهرة إلى داخل البيت وجدت ام ضحى في انتظارها وفى حالة مزرية
تحدثت ام ضحى بلهجة منهارة: ضحى متصلتش بيكي يازهرة
ردت زهرة بقلق: لا مش أتصلت بيا
أجابتها أمينة: أنا بتصل بجوزها مش بيرد ورحنا شقتها... مش لقينا حد ولما قولنا نسأل البواب... حسام قال مش نفس البواب اللي سألته عن كمال... كان واحد تاني.

زهرة بخوف: والبواب قال ليكم أيه
هتفت بدموع: قال مفيش حد بالاسم ده ساكن في العمارة أسمه كمال ولما قولتله على الشقة... قال كانت متأجرة من الباطن لمدة شهر لواحد اسمه نادر
زهرة بصدمة: يا لهووي وضحى
هتفت ببكاء: مش لقينها يازهرة... لطمت على صدرها وهى تتكلم... بنتي ضاعت يازهرة... بنتي...
_ متقوليش كده... أن شاء ضحى ترجع لينا بالسلامة.

_ مش باين.. مش باين.... ثم رفعت صوتها بالبكاء والصياح... روحتي فين ياضنايا
بالقرب من مدخل باب البيت رأت زهرة سيارة تقف... خرجت منها ضحى
هتفت زهرة: ضحى جات
انتبهت لكلامها: فين
_ داخلة من باب البيت
خرجت أمينة مسرعة وحضنت أبنتها بلوعة ودموعها أخذت في الانهيار
_ أنتي كويسة
هزت ضحى رأسها بالإيجاب: ايوه.

تابع كريم المشهد من داخل زجاج السيارة... شعر وقتها أنه ظلمها ولكن بمجرد خروج زهرة... تذكرها وانها تعمل في شركة القاسى وعندها تسرب الشك مرة أخرى... ماذا تفعل هذه الفتاة هنا
تحدث كريم الى محسن أمرا: أطلع اطمن
رد محسن: حاضر... ثم خرج من السيارة واقترب من ضحى
محسن قال: أنا همشي يا ضحى بعد ما اطمنت عليكي.

أمينة بتساؤل: مين ده يا ضحى
ردت ضحى: ده عم محسن اللي أنقذني من كمال... لولاه كنت هواجه مصير أسوأ من الموت...
زهرة بقلق: هو حصل إيه يا ضحى
قالت ضحى بحزن: حصل معايا بلاوي يا زهرة من تحت راس اللي مايتسمى كمال
سألت أمينة برعب: قوليلي حصل معاكي أيه
قالت زهرة: فوق مش في الشارع
هتفت أمينة: عندك حق
محسن قال: أنا همشي بقى.

ضحى برجاء: طبعا هتيجي تزورنا... أنت جميلك فوق راسنا... وقامت بتعريفه على أمها وزهرة صديقتها الوحيدة
محسن بابتسامة: اتشرفت بمعرفتك وطبعا هجي أزوركم... ألقى السلام ثم انصرف
بمجرد دخول محسن السيارة واحتلاله مقعد السائق...

سأل كريم: مين اللي كانو معاها دول
رد محسن: أمها وصحبتها قالت أسمها زهرة
تحدث له أمرا: أطلع بينا على الساحل... أنت قولتلي أسمها أيه بالكامل واسم الشخص اللي أتجوزته
عندما أخبره محسن... أخرج هاتفه وقام بالاتصال بأحد الاشخاص قائلا: عايز كل المعلومات عن التلاته دول وقام بأخباره بالاسماء... وعندما أغلق الهاتف حدث نفسه قائلا: هعرف حقيقتك يا ضحى.

صعدت زهرة مع ضحى وأمها وجلس الجميع منتظرين ضحى... تحكي لهم ماحدث وسر رجوعها مع سائق غريب
حسام بغضب: والله لأخلص عليه
عبد الفتاح بغضب مكتوم: ده أخر التسرع... مش ده العريس اللى كنتى ملهوفة عليه وقولتلك أًصبري
قالت أمينة: البت فيها اللي مكفيها مش كفاية اللي جرالها والحمد لله أنها طلعت سليمة منها
عبد الفتاح بانفعال: طلعت سليمة وبفضحية في المنطقة
ردت أمينة بضيق: أحمد ربنا أنها جات على كده.

همست زهرة الى ضحى: تعالي بينا يا ضحى على اوضتك... هستأذن منك ياعمي هاخد ضحى وهدخل بيها الاوضه
عبد الفتاح قال: خديها ثم نظر الى زوجته بغضب... أنتي وهي السبب وانت كمان يا حيلتها... هو ده اللى سألت عليه... أهي أتحسبت على أختك جوازة... علا صوته بالزعيق مع زوجته وأبنه.

في الداخل وضعت ضحى يديها على أذنها لتمنع عنها سماع أصوات شجارهم... انهمرت دموعها بغزارة
زهرة برقة: أهدي يا ضحى... ثم اتجهت ناحية الدولاب واخرجت لها ملابس للنوم.... مدت لها يدها بالملابس... خدي البسي يا ضحى وحاولي تنامي وأنسي اللي حصل عشان ترتاحي...

أخذت ضحى الملابس من يديها وقامت بتغيير ملابسها واتجهت مرة أخرى ناحية السرير صامتة.... زهرة بمجرد نوم ضحى على السرير جذبت الغطاء عليها
قالت زهرة بعطف: نامي يا ضحى... و لو أحتاجتيني في أي وقت أنا موجودة... تصبحي على خير
ضحى بألم: حاضر هنام

بمجرد أن دخلت زهرة الى شقتها... أسرعت ماشا لملاقاتها ملتفة حول قدم زهرة
حملتها زهرة قائلة: وانتي كمان وحشتيني... الحق أغير هدومي وأحضر لماما وليكي العشا.... عشان الحق اصحى بدري
حضرت زهرة العشاء لأمها... ثم أطعمت ماشا وعندما أنتهت... ألقت جسدها المتعب فوق الفراش... نظرت للسقف بشرود ولمعت عينيها بالدموع بسبب مامرت به بداية من لقائها با أحمد وماحدث في الشركة وتلفيق أكنان تهمة السرقة ليذلها كيفما يشاء... وأختتم نهاية اليوم بما حدث لضحى... رن المنبه عند الرابعة صباحا... استيقظت زهرة بصعوبة فقد نامت في وقت متأخر... أعدت إفطار والدتها وماشا بسرعة... ثم ذهبت إلى غرفة والدتها... رأتها تصلي الفجر
زهرة بابتسامة: حرما..

ردت لها الابتسامة: جمعا ياقلبي... انتبهت لملابسها... فقالت بتساؤل... أنتي لبسه ورايحة فين دلوقتي
قالت زهرة: شغل جديد ميعاده ستة الصبح
هدى بتساؤل: وشغلك في الكافيه
_ المدام باعت الكافيه والمالك الجديد قفله... والنهاردة هستلم شغل جديد عند واحد غني اوي والمرتب خيالي... ادعيلي يا امي
_ علطول بدعيلك يا بنتي... ربنا يتمملك على خير.

أقتربت منها زهرة وحضنتها... ثم انصرفت بعدها مباشرة... وصلت زهرة في الميعاد... توقفت أمام فندق ضخم... وعندما دلفت الى داخله تأملته بانبهار... ثم توجهت ناحية عامل الاستقبال
نظرت لها الموظفة بدهشة فشكلها وملابسها لا يتلائم مع فخامة المكان: نعم حضرتك
زهرة برهبة: أنا موظفة جديدة عند أكنان بيه
قالت بذهول: انتي
قالت زهرة بحدة: أيوه أنا
الموظفة: ثواني هتصل بموظفين الطابق عنده...

هسمت زهرة لنفسها: هو عايش في دور كامل لوحده وعنده موظفين للدور بتاعه مخصوص
أنهت الموظفة الاتصال وأشارت لها: اركبي الاسانسير اللى هناك ده هيطلع بيكي علطول على شقة أكنان بيه
تمتمت زهرة: واسانسير مخصوص كمان... ركبت المصعد وبمجرد خروجها كان في انتظارها موظفي الأمن لديه
الفتاة الجالسة على الكرسي قالت لها بلهجة عملية: أي حاجة معدنية حطيها هنا... وعدي من خلال الجهاز ده.

مرت زهرة من خلاله واستقبلها شخص أخر: هاتي البطاقة بتاعتك ولما هتخرجي هتخديها معاكي... مرت زهرة على عدة أشخاص... حتى وقفت أمام أخر... الشخص الذي معها طرق الباب... همست زهرة لنفسها بتريقة: لو هقابل الرئيس مش هيتعمل معايا كده
فتحت لها رئيسة الخدم: أدخلي معايا... ذهبت بها الى المطبخ
نظرت زهرة الى المطبخ بنظرة بلاهة... متمتمه بخفوت... كل ده مطبخ ده أد شقتنا كلها تلات أربع مرات
رئيسة الخدم(كاترينا) ببرود: بتقولي حاجة
زهرة نافية: لا.

كاترينا أٍسمي كوكو هنا... وأنتي هنا عشان هتحضري فطار أكنان بيه وفنجان قهوته... هو بيفطر الساعة ستة ثم نظرت الى ساعتها... خلال نص ساعة يكون فطاره وقهوته جاهزة... وملكيش دعوة بأي حاجة تانية... مفهوم كلامي
ردت زهرة بسخرية: مفهوم يا آنسة
كاترينا بانفعال: أنسة كوكو
أخفت زهرة ابتسامتها بصعوبة: لمؤاخذة يا آنسة
_ تعالي أوريكي أوضة أكنان بيه
سألت زهرة: ليه هشوف اوضته
ردت كاترينا بلهجة جليدية: عشان أنتي هتودي ليه الفطار بنفسك
زهرة بصدمة: أناا
قالت كاترينا: أيوه أنتي... أشارت لها ناحية غرفته... اوضته اللي هناك... ويلا روحي على المطبخ اعملي الفطار أكنان بيه بيفطر ستة بالظبط.

اعدت زهرة الإفطار وهي تشعر بالغضب... فكلمة لا ليس من حقها... فهي رضيت أن تكون له خادمة... حقه أن يأمر فيها كيفما شاء... عندما إنتهت من إعداد الإفطار ولى الغضب ليحل مكانه مشاعر مضطربة.. كيف ستدخل الي غرفة نوم رجل غريب عليها.... كل دقيقة تمر تخبرها أن الوقت حان لتزداد انفعالا لدرجة أنها أخذت تتنفس بحدة... حملت الصينية على يديها وتحركت باتجاه غرفته بخطى تحاول أن تجعلها ثابتة على قدر المستطاع... وقفت خلف الباب عدة ثواني وهي تمارس تمرين النفس....

تمتمت لنفسها: خدي نفس عميق وادخلي واعتبريه مش موجود قصادك حطي الصينية وأخرجي علطول
... طرقت على الباب عدة طرقات متتالية وبعد دقائق من الانتظار وعدم الرد.. قررت الدخول ووضع الصينية بجوار الفراش ثم الإنصراف سريعا... فتحت الباب ودلفت للداخل وهي منحنية الرأس تخطو بحذر... رفعت رأسها بسرعة... لتحديد أقرب مكان تضع عليه الصينية... لكن بدون ارادة منها وقعت عينيها عليه وهو نائم...

تمتمت لنفسها بضيق: البيه بيفطر قال ايه سته بالظبط وآمال ده أسمه أيه... وضعت الصينيه على الكمودينو المجاور للسرير.. منحنية الرأس تتجنب النظر له مرة أخرى... ثم تحركت ناحية الباب... لكن قبل أن تمسك مقبض لتحركه... سمعت صرخة عاليه صادرة منه... تسمرت في مكانها مرعوبة... هل فعلت شيء خاطىء... تستحق من أجلها هذه الصرخة... التفتت وهي تشعر بالخوف.... اتسعت عينيها بالصدمة وهي تراه مغمض العينين.. محركا يديه بعنف في الهواء... همست زهرة لنفسها: ده باين عليه كابوس... يستاهل ده نتيجة دعوات اللي بيظلمهم زي حالاتي... رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... امتلكها الفضول لمعرفة سبب كابوسه..

تمتم هو نائم بخفوت: سامحيني يازوزو
أحنت رأسها حتى تتأكد ماذا يقول... وفي لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو إعلاها ناظرا لها بعيون زائغة: تعالي بس معايا
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه: فوق... سبني
_أنا عارف اشكالك كويس عايزين إيه..
أصابت زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه: أبوس إيدك فووق...


look/images/icons/i1.gif رواية زهرة ولكن دميمة
  01-03-2022 12:36 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل العاشر

رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... أمتلكها الفضول لمعرفة الشىء المسبب له هذا الكابوس...
تمتم بخفوت وهو نائم: سامحيني يازوزو
أحنت رأسها لتتأكد مما سمعت.. وفي خلال لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو أعلاها ناظرا لها بعينين زائغتين: تعالي بس معايا...
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه: فوووق..

_ أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه
أصاب زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه: أبوس أيدك فوق... الحقوووني
وهو مابين مرحلة الاستيقاظ والنوم
همس بصوت أجش: هشششش... هششش.... ثم أخذها بين أحضانه..

أستيقظ تماما على صوت صريخها الذي لم يتوقف... فقام بضمها اليه أكثر... هشششش أهدي... لم يعلم أكنان لماذا قام بحضنها... عندما شعر بارتعاش جسدها ورأى نظرات الخوف بداخل عينيها... تركها بسرعة
نظر لها بذهول غير مستوعب ماحدث له... حدث نفسه... ياااه ياأكنان ايه اللي فكرك بازوزو دلوقتي وخلاك تحلم بيها وبلي عملته معاها... ده أنت بقالك شهور محلمتش بيها.

تدحرج من على الفراش... أيه اللي خلاك تبص لواحدة زي دي... وقف بجانب الفراش ناظر لها وهي ترتعش من شدة الخوف... لم يصدق ماحدث منذ لحظات... زهرة هذه الفتاة الغير جذابة كاد يفتك بيها خلال نومه...
بادلته زهرة نظراته بنظرة رعب... ثم قفزت من فوق الفراش مهرولة ناحية الباب
هتف أكنان بحدة: أقفي مكانك.

تسمرت زهرة على صوته... التفت ناظرة له بخوف
تحدث لها أمرا: بؤك ده يتقفل على اللي حصل دلوقتي... شعر بغضب شديد لأنها رأته في أضعف حالاته
همست زهرة برعب: حاضر... ومدت يديها لفتح الباب
تحدث أكنان بهدوء عكس مايشعر بيه من اضطراب: أستنى... فين الفطار بتاعي والقهوة
اجابته بهلع: على الكمودينو
اقترب أكنان بهدوء ونظر على الصينية الموضوعة... هتف فيها أمرا: تعالي هنا
تمتمت: نعم.

_ بقولك تعالي هنا مش بتسمعي
أقتربت حتى وصلت بالقرب منه... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان ببرود: اعملي فطار تاني غير ده
ردت بدون تفكير: ماله الفطار ده
قال بقسوة: عشان انا مش باكل حاجة باردة... وامسحي نظرة الخوف دي من على وشك القبيح... عشان أنتي أخر واحدة ممكن أبصلها
لمعت عينيها بدموع الذل: حاضر هروح أعملك فطار تاني غير ده... ثم خرجت من الغرفة.

نظر لخروجها بضيق وغضب من نفسه... متسائلا لماذا أهانها... أقترب من المرأة الماثلة أمامه ثم أزاح بغضب الموضوع عليها من عطوره الباهظة الثمن... ساقطة على الارض محدثة صوت مدوي
تحدث بانفعال للصورة المنعكسة له من خلال المرأة: ليه ليه بتعمل معاها كده... ليه هي بالذات... ليه هي بتطلع أسوء شيء جواك... ليه متمسك بوجودها عشان تنتقم منها.. مش شايف أنك أخدت أنتقامك منها... مش عارف ليه بعمل معاها كده... هز رأسه بيأس... ثم تحرك باتجاه الحمام لكي يأخذ حمام لعل وعسى يستعيد هدوئه النفسي.

في المطبخ... وقفت زهرة للحظات أمام الحوض... أحنت رأسها تتأمل صورتها الباهته المشوشة من خلاله... دموعها ظلت حبيسة خلف رموشها تأبى الهروب... لمست شعرها ألاسود القصير بأصابع ترتجف... نزلت بأصابعها ناحية عينيها المغمضة... ضاغطة عليهم بقسوة... فانهمرت دموعها بالغصب... أستمرت أصابعها بالهبوط تتلمس بشرتها القمحية اللون... حتى وصلت لرقبتها تعصرها بقوة... حتى سعلت بعنف... همست لنفسها بألم: فوووقي يازهرة... من أمتى وأنتي الكلام ده بيأثر فيكي.... أجمدي يازهرة أنتي في رقبتك عيلة من غيرك تضيع.

أخذت نفس عميق، ثم غسلت وجهها بالماء البارد حتى تستعيد هدوئها الظاهري، ثم قامت بتحضير الافطار والقهوة مرة أخرى وذهبت الى غرفته وطرقت على الباب.. ثم أنتظرت..
سمعت من الداخل لهجة الامر في صوته: أدخلى
فتحت الباب ودخلت... رأته جالس على الكرسي المقابل للباب وضعا قدم فوق الاخر...

قال أكنان بثبات: حطي الصينية هنا وأشار على الطاولة الموجودة بجواره
فعلت زهرة كما طلب منها وهمت بالانصراف
تحدث له أمرا: أستني
زهرة ردت: نعم حضرتك
أكنان قال: نضفي الارض من الازاز المكسور.... أشار بيديه باتجاه المكان.

هزت زهرة رأسها: حاضر يابيه... ثم خرجت كأنها أنسان ألى مبرمج على تنفيذ الاوامر... ذهبت الى المطبخ بحثت عن أدوات التنظيف حتى وجدتها..
في غرفته كانت تقوم بالتنظيف تحت نظراته الحادة... رسمت زهرة على وجهها ملامح هادئة... متجاهلة نظراته لها... وهى تنظف الزجاج جرحت يديها... فصرخت متألمة: أاااه
فقز أكنان من مكانه مسرعا تجاهها... أمسك يديها المجروحة بخوف غير مبرر...

فقامت زهرة بدفع يديه بعنف قائلة: سيب أيدي
تحدث له أمرا بقسوة: نضفي الارض كويس... شعر اكنان بالحيرة من سلوكه الغير مفهوم ومشاعره المتضاربة
عندما أنتهت قالت ببرود: الارض بقت نضيفة... حضرتك عايز حاجة مني أقبل ماخرج
حدث نفسه بحيرة أيه اللي فكرك بزوزو دلوقتي وعايز زهرة جمبك ليه... فوق لنفسك ياأكنان مين دي اللي حببها جمبك... فووق لنفسك
رددت زهرة كلامها: حضرتك عايز حاجة تاني مني.

فاق من شروده... أراد أهانتها على ماجعلته يشعر.. تحدث لها أمرا بقسوة: مش عايز... أه أنا نسيت أقولك مواعيد شغلك... أنتي هتكوني موجودة هنا من الساعة سته الصبح لحد تمانية بالليل... فطاري والعشا انتي هتعمليه بالاضافة لفنجان القهوة... الغدا مش بتغدا... وطول الفترة دي هتفضلي هنا... ومن ناحية المرتب اللي هتاخديه هيكون مرتب خيالي عمرك ماكنتي هتاخديه في أي مكان تاني.

زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تخليني أخرج.. أشوف أمي... وأرجع تاني علطول... أمي ست مريضة ومفيش حد غيري بيخدمها... وليها مواعيد دوا ثابته... لما كنت في الكافيه... المدام كانت بتخليني أروح البيت وقت الراحة في الكافيه... لو سمحت ياكنان بيه... فطارك هتلاقيه في الميعاد وكمان العشا... أخذت زهرة تتوسل له حتى فقدة قدرته على التحمل
تحدث أكنان بحدة: كفاااية... عندك وقت الراحة بتاعك.... هتخرجي فيه وهترجعي علطول
ردت زهرة: حاضر... ثم أنصرفت بعدها مباشرة

في داخل الشركة... عند مكتب بيسان... أخذت تتمشى بغضب في جميع الأنحاء
سمعت صوت طرق على الباب
قالت بغضب: أدخل
دلف كريم مبتسم الوجه... عندما رأى وجهها الغاضب
سأل بفضول: مالك يابسبوسة... ماأنا كنت سايبك أمبارح زي الفل.. أيه اللي حصل
سألت بيسان بانفعال: أنا كنت برن عليك مكنتش بترد عليا ليه.

قال بهدوء: مانا كنت قايلك رايح الفندق تباعنا اللي في الساحل ورجعت من هناك على هنا علطول... قولت اشوف مالك
ردت بغيظ: يعني شوفت رناتي ليك ومش عبرتني
_ ماهو انا لما أكون مش فاضي ومشغول مش برد ودي مش أول مرة... أهدي كده وقوليلي أيه اللي معصبك
نزعت بعنف جريدة موجودة على سطح المكتب قائلة: البيه بيرقص مع واحدة في نايت كلب
أمسك الجريدة ثم نظر لصورة زاهر وهو يراقص فتاة... حاول أخفاء أبتسامته: وفيها أيه
هتفت بيسان بحدة: نعم مفهاش حاجة
رد كريم: خلاص فيها.

لمعت عينيها بدموع الغيرة: هو ممكن زاهر يضيع من أيدي
قال كريم بعطف: مش هيضيع... لو بيحبك بجد... هيعترف ليكي بحبه
سألت بيسان بخوف: ولو مش بيحبني
أبتسم كريم بخفة: هجوزهولك غصب عنه
قالت بيسان بشرود: فيه أيه لو كنت أنت مكان زاهر... أنا بحبك أوي ياكريم... ومقدرش أعيش من غيرك
رد بابتسامة: وأنا كمان بحبك أوي يابسبوسة.

زاهر قبل الطرق على الباب سمع بيسان تقول كلمة أحبك الى كريم... أنقبض قلبه بعنف... عندما سمع توسلها له.. لم يتحمل الاستماع لأي كلمة أخرى... فمشى مبتعدا يكاد لا يرى أمامه من شدة ألمه... فهو بعد كلام أكنان له أخذ يفكر طوال الليل مع نفسه... في طلب أكنان الغريب وشكوكه ناحية بيسان... علم أنه أذنب.. عندما تخيل أن أخلاقها سيئة... فبيسان تربت على يده ويعلم أخلاقها جيدا... وأنه أخطأ في حقها... أسترجع جميع مواقفها معاه فهي تدل على حبها له كما قال أكنان... لذلك أنتظر بزوغ النهار... ليذهب اليها ويعترف بحبه... هز رأسه بعنف وهو في طريقه الى مكتبه محدثا نفسه: أنت السبب أنت اللي ضيعتها من بين أيدك وخلتها تسافر...

بعد فترة قصيرة خرج كريم من مكتب بيسان... وهو في طريق للخروج رن جرس هاتفه
رد كريم: أيه ألاخبار
تحدث كريم في الهاتف لعدة دقائق مع الشخص الذي كلفه بعمل تحريات عن ضحى وصديقتها زهرة وأكتشف أن كمال نصاب غير معروف أسمه الحقيقي... وأن ضحى ضحية وليست مدفوعة عليه من أعدائه... أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجهه عندما تذكرها... وبدون أرادة من وجد نفسه يتصل بمحسن.

رد محسن: نعم يابيه
قال كريم: عايزك تروح بيت البنت اللي أسمها ضحى تتطمن عليها
محسن قال باستغراب: أروح أطمن على مين
هتف بحدة: اللي سمعته يامحسن... ثم أغلق الهاتف

شرد أحمد العديد من المرات وهو يكشف على المرضى في عيادته الخاصة
خرج من غرفة الكشف... تحدث الى الممرضة: أنا ماشي يامنة... اعتذري لباقي المرضى وبعدين أقفلي العيادة
قالت منه: بس يادكتور
هتف بحدة: من غير بس اللي قولتلك عليه يتنفذ
ردت منه: حاضر.

خرج أحمد بخطى غاضبة من العيادة ثم ركب سيارته... وأخذ يقودها بدون وجهة محددة... حدث نفسه قائلا: كده يازهرة تضحكي عليا وأفضل مستنيكي بالساعات أمبارح قصاد الشركة ومشوفش وشك.... أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بحسام
حسام بضيق: في أيه تاني يااحمد...

تحدث أحمد بمرواغة في الكلام... حتى عرف منه أن زهرة تركت الشركة... وعملت في مكان أخرتذهب لها في السادسة صباحا... أغلق أحمد الهاتف عندما عرف ماأرد معرفته وزينت شفتيه أبتسامة منتصرة... وأنطلق بالسيارة الى شقته
وبمجرد فتح باب الشقة... رأى زوجته واقفة أمامه وبجوارها عدة شنط وأبنتيه الصغيرتين
تحدثت رشا بغضب: كويس أنك شرفت عشان أقولك أني سايبلك البيت وماشية
نظر لها بضيق: بطلي جنان.

ردت عليه بانفعال: الجنان اللي أفضل معاك... أنا خلاص تعبت وزهقت وخلاص جبت أخري ومش قادرة أتحمل أكتر من كده... كل يوم يعدي وأقول بكرا يحس بيا ويهتم أكتر بيكي... وبعد ماخلفت قولت يمكن يحس بيا... بس بردو فضلت زي مانتي نفس المعاملة واللامبالاة في تصرفاتك.

تحدث احمد بضيق: وأنتي عاملتي أيه عشان تكسبي حبي... معملتيش حاجة ولا حاجة خالص... في كل خناقة بينا... بتهدديني بأخوكي وكيل النيابة... عايزني أهتم بيكي مش لما تهتمي بيا الاول وتخافي على مشاعري... ده أنتي كمان اول ماخلفتي البنتين وانتي نسيتنيي خالص وكل أهتمامك ورعايتك ليهم... نسيتي أنك متجوزة... وعلى بالليل تاخدي البنتين وتنامي معاهم في أوضتهم... فين حقوقي كزوج.

هتفت رشا بغضب: أنا عملت أيه... لا معملتش حاجة... محاولتش معاك خالص لحد مازهقت وقولت لنفسي راعي بناتك هما أولى باهتمامك... ونفس الجملة المشروخة... فين حقوقي كزوج... هقولك مفيش بح شطبنا خلاص... عشان كرهت... وعشان كرهت بقولك طلقني
تحدث بقسوة: مش هطلق
ردت رشا بغضب: هنشوف...

طرق البواب باب الشقة... فتحت له رشا قائلة: شيل الشنط دي حطهم فى عربيتي..
عبدو: حاضر ياهانم... وقام بحمل الشنط
أمسكت يدي الفتاتين قائله لهم برقة: يلا حبابيي... قولو لبابي باااي قبل مانمشي
جنا وجيهان في نفس واحد: باااي بابي
قام أحمد باحتضانهم متأثرا لفراقهم... فهو لا يستطيع أخذهم منها... فهو لا يعرف كيفيه مرعاتهم والاعتناء بيهم... هز كتفيه بقلة حيلة وهو يشاهد خروجهم من باب الشقة

بيسان لم تتحمل البقاء دقيقة أخرى في مكتبها... فقررت الذهاب إلي الفيلا.. لكي تستريح قليلا حتى تستجمع شتات نفسها... في غرفتها أخذت تنظر بشرود إلى الملحق المكان الذي يعيش فيه زاهر... تنهدت بشوق متذكرة أحلى أيام حياتها مع زاهر وهي طفلة... تغيم نظراتها عندما تذكرت سبب هروبها..
جلست على سريرها... تناولت الهاتف الموضوع بجوارها واتصلت بالمربية: عايزاكي يادادة.

سألت سمحية: في حاجة يابيسان
تحدثت بيسان لعدة دقائق
ثم قالت سميحة في النهاية: ربع ساعة وهكون جايبلك الغدا
اغلقت بيسان الهاتف.. ثم نظرت للسقف بشرود... وبعد عدة دقائق نهضت من مكانها وتوجهت الى الحمام
بعد فترة طرقت سميحة على الباب عدة مرات وهي حاملة صينية الغداء وعندما لم تسمع ردها لها... دخلت مباشرة...

في داخل مكتب زاهر... رن هاتفه قاطعا شروده... تناوله من على الكتب وعندما رأى رقم المتصل... انتبهت حواسه... تحدث قائلا: نعم يابيسان
ردت سميحة بصياح: الحقني يازاهر بيه
شعر زاهر بحدوث مصيبة عند سماعه صراخ سميحة
... سأل بقلق: فيه إيه وماسكة تليفون بيسان ليه
سميحة بلهجة منهارة: دخلت اوضتها عشان أحط ليها الغدا لقيتها نايمة على السرير مش بتنطق...

نهض من مكانه مسرعا بدون سماع بقيت كلام سميحة... خرج من مكتبه الى خارج الشركة في سرعة قياسية وقلبه كاد ينخلع من شدة قلقه عليها... قاد سيارته بسرعة هائلة وفي أقل من عشر دقائق كان بداخل غرفتها... هتف صائحا عندما لم يجدها
داده سميحة...
دخلت سميحة بسرعة الى الداخل وهى تنهج
سأل زاهر بخوف: فين بيسان
ردت سميحة: الدكتور جاه ونقلها المستشفى...

قبل خروجه لحظ ورقة بجانب السرير وعدة علب دواء فارغة... هز رأسه برفض الفكرة التي جالت في رأسه: مستحيل بيسان تحاول تتنحر
أمسك الجواب... أتسعت عينيه بصدمة عندما قرأ ماخطت يداها... وهي تعترف بحبها وانها سئمت من كثرة البكاء على قلب لم يشعر نحوها بالحب... كور الجواب بغضب والقاه بعنف على الأرض
همس بألم: لدرجة دي بتحبي كريم... خرج مباشرة من الغرفة بخطى سريعة للذهاب اليها.. بالرغم من صدمته... الا أنها حبيبته الصغيرة...

في المستشفى... رأى كريم واقف أمام غرفتها... تقدم زاهر باتجاهه... نظرا له بغضب وبمجرد أقترابه منه... قام بلكمه على وجهه...
هاتفا بغضب: أنت السبب عارف لو جرالها حاجة مش هيكفيني فيها روحك
وضع يديه على أنفه ناظرا له بذهول: أنت بتقول ومين ده اللي السبب
تحدث بصياح: أنت كسرت بقلبها لما رفضت حبها عشان كده أنتحرت
أتسعت عينيه بذهول مما سمع: مين ده اللي كسر قلبها... أنت بتوجهلي الكلام ده...

_ أيوه
_ هو أنت فاكر كل الفترة دي أنها بتحبني أنا يبقا أتجننت رسمي... بيسان مش بتحب حد غيرك
_ والجواب اللي سابته وبتقول فيه أنها بتحبك
_ هي قالت أسمي فيه
هز زاهر رأسه بالرفض: بس أنا سمعتها بتقول بتحبك النهاردة في المكتب
شارد كريم بذاكرته للحظات فيما حدث بينهم... لمعت عينيه بابتسامة ماكرة: أه أفتكرت وانا كان ردي ليها أني كمان بحبها زي أختي... عشان بيسان
تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عيينه تتسع من الصدمة.

حبست ضحى نفسها في الغرفة... ترثي حالها وما حدث لها
دخلت أمها قائلة بحزن: تعالي ننزل نقعد شوية مع أم زهرة... أبوكي وأخوكي نزلو خلاص راحو الشغل...
ردت ضحى بصوت كئيب: مليش نفس روحي أنتي ياماما
يئست أمينه من أقناعها لكي تنزل برفقتها... فقالت بعطف: خلاص أنا هنزل أقعد معاها شوية أِشوفها عايزه أيه وهطلع بسرعة
ردت بخفوت: ماشي
خرجت أمينة من غرفة أبنتها والالم يعتصر قلبها حزنا على أبنتها الوحيدة...

فى الاسفل أمام بيت ضحى توقفت سيارة جيب... قال السائق بقسوة أي حد يقف قصادكم خلصو عليه... بمجرد أنتهاء السائق من الكلام... خرج منها عدة رجال مباشرة... صاعدين الدرج بطريقة منظمة مدركين تماما الى أين ذاهبين...

سمعت ضحى عدة طرقات على الباب... فقامت مضطرة من مكانها... بمجرد أن فتحت الباب وجدت أربع رجال بداخل الشقة... هجمو عليها وقامو بتكميم فمها
هتف كبيرهم: أنزلو بيها بسرعة
وهما هابطين بيها الدرج... أستطاعت ضحى ان تصرخ بعلو صوتها.... الحقووووني
خرجت أمينة مهروله من عند أم زهرة فوجدت أبنتها تخطف أمام عينيها... أمينة صاحت بعلو صوتها الحقووووني ياناس وجريت باتجاهم.

أحد الرجال قام بضرب نار في الهواء... عندما رأى تجمع الناس على صوت الصريخ... قائلا بعنف: اللي هيقرب هخلص عليه... ثم هتف في رجاله... يلا دخلوها بسرعة
لم يجرأ أحد على الاقتراب وصوت الطلقات يتساقط فوق رؤس الجميع
أنطلق السائق بسرعة... بمجرد دخول الجميع.

لطمت أمينه على صدرها وهى تولول صارخة: بنتي أتخطفت... أتخطفت في عز النهار... بنتي
بمجرد القائها على الكرسي... صرخت ضحى: الحقوووني
تحدث السائق بشماته: أنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني...
اتسعت عينيها بصدمت عندما ميزت صوته..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 12 < 1 2 3 4 5 6 7 8 12 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، زهرة ، ولكن ، دميمة ،












الساعة الآن 04:12 AM