logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 17 < 1 6 7 8 9 10 11 12 17 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:09 مساءً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل السادس والعشرون

لبنى بغضب هاتفه: علشان أهلك عمرهم ماهايوافقوا على إرتباطنا ببعض
غمر بذهول: ليه يالبنى بتقولى كدا وأهلى مش هايوافقوا ليه
لبنى بحزن وقد فرت عبرة على وجنتها: علشان أنا غريبه عن البلد ومش من أهلها ياغمر
نزلت هذه الكلمة كصاعقة ثانية ولكنها كانت الأكبر والأقوى؛ لم ينطق بكلمة وإنتابته حالة من الذهول وإعتراه الصمت ونظر للاشئ وكأنه يبحث عن مخرج
وكأنه أصبح واقعهما وحظهما من هذه الحياة هو الفراق ليعيش كل منهما حاملا فى قلبه جرح لايندمل
أما لبنى التى إنهارت بكاءا لم تجد غير الهروب وسيله من واقعهما الأليم

فهاهى مضطره للإبتعاد والفراق مرة أخرى عن شخص أصبح قطعة من قلبها
لم تكن لديه القدرة حتى على ملاحقتها من أثر صدمته جلس على الأرض منفصلا عن عالمه لا يشعر بشئ حوله وكأنه ضرب على رأسه ضربه أفقدته الإحساس بالزمن لبرهه وكان كل أمله وهو يستعيد نفسه أن يكون كل ماحدث حلما أو كابوسا وأنه ليس حقيقيا أنه سيفقد حبيبته إلى الأبد بسبب بعض العادات والتقاليد أخذ يحدث نفسه:
" لماذا أنت حزين هكذا أليست هذه هى حياتك منذ مولدك حزن وألم وقسوة وفراق حتى لحظات الحب والسعادة كانت قليلة أليس هذا قدرك فإرضى به رغما عنك "
وقف غمر وإنسابت دموعه بغزاره وقد أحس بوخزه قوية فى قلبه لم يتحمل آلامها فتوجه ببصره للسماء وخرجت صرخة من قلبه مدوية:
" يااااااااارب ...ياااااااارب إرحم ضعفى "

هبط محمد درجات السلم وحينما وصل باب شقة أمه وقف وكأنه عاجز عن تخطي الباب و تكملة الدرج. كانت تنظر إليه من العين السحرية بالباب؛ وقف أمام الباب يتأمله؛ رفع يده ليقرع الباب الذي يفصله عن أمه ولكنه توقف حين تذكر مدى غضبها منه ومن باقى إخوته وحتى لايزيد غضبها أكثر آثر الذهاب حتى تهدأ من ناحيتهم وحدث نفسه بأسى وألم:
" وحشتيني ياأمي ... سامحيني "
ونزل سريعا فإنسابت الدموع من عينيها التى تعودت على رؤيته دائما فى كل وقت ولأنه هو الأقرب إلى قلبها وسيظل

جاب عمرو مكتبه ذهابا وإيابا قلقا على إبن عمه الذي ذهب مهرولا خلف لينا ومنار ولم يعد ولم يجب على هاتفه؛ وبعد أن نفذ صبره؛ ذهب إلى مكتب غمر وفتح الباب ودخل فجأة.

أسرعت منار للبنى فى منزلها التي كانت في حالة إنهيار.
دخلت منار غرفتها وجدت الغرفه غارقه فى الظلام أضاءت نور الغرفه فوجدتها تأن ببكاء حار مكتوم وكأنها فقدت القدره على إخراج مكنون صدرها من آلام وأحزان
منار بصدمة: إيه اللي عاملاه في نفسك دا وإيه اللي حصل لكل دا وغمر كان بيجري ورانا الصبح زي المجنون كان عايز يعرف إنتي فين إيه اللي بيحصل يالبنى فهمينى
لبنى بقلب موجوع: غمر ..غمر كان أجمل حلم فى حياتي وصحيت على كابوس هيدمر حياتي كلها؛ دا إذا ماكنش دمرها فعلا
رفعت منار حاجبيها وبذهول: ليه بتقولي كدا
لبنى وقلبها يعتصره الألم: غمر طلع من أهل البلد يامنار وإنتى عارفه الجماعة دول بيتجوزوا من بعض يعنى إستحالة غمر يتجوز من بره
منار بصدمة: إيه
لبنى وقد غمرها الحزن: طلع غمر العمري من أكبر عائلات البلد أكتر عيله متمسكة بعاداتها وتقاليدها
منار بحنو: يابنتي مفيش حد دلوقتى بيمشي بالعادات والتقاليد والكلام الفارغ دا
لبنى بحزن: فاكره هلا العمري
منار: أه فاكرها طبعا
لبنى بحزن: أنا إتكلمت معاها قبل كدا وعرفت منها إنه ممنوع حد من عيله العمري يتجوز من برا العيله سواء شاب أو بنت إلا لو كانت من أهل البلد والصدمه الأكبر بنت طلعت عم غمر وأخت عمرو
منار بصدمة: إيه
لبنى وهى تبكى: حتى عمرو لما جالى المستشفى وسألته عن ليلة اللي هى أصلا بنت عمه؛ قالي إنها أخت مراته كمان والمتمرد الوحيد اللي فى العيله على حسب كلام هلا هو غمر؛ لأنه رافض الجواز لغاية دلوقت
منار بإبتسامه هادئة: طب دا شئ كويس يالبني؛ معنى كدا إن غمر بشخصيته التمرده دى هايقدر يقف ضدهم
لبنى باكية: إسكتي يامنار إنتي مسمعتيش صوت جدته صوتها لوحده رعبني ومتعرفيش عملت فيه الأيام اللي فاتت لأنه كان مقصر فى زيارة والدته؛ فتخيلي لما يقف قصادها فى موضوع زى دا هاتعمل فيه إيه وبعدين أكيد مش هتبقى لوحدها وهايضغطوا عليه لغاية ماينفذ اللى هما عايزينه وطبعا فى الحالة دى مش هيقدر يحاربهم وهايبعد عنى للأبد ودخلت في نوبة بكاء مرير وألقت بنفسها في حضن منار
منار بحنو محاوله تهدئتها: طيب إهدى بس وقوليلى إنتي إتكلمتي معاه
لبنى وقد إغرورقت عيناها بالدموع: كل اللى عمله لما عرف إنى غريبه عن البلد وقف مصدوم ومانطقش بأى كلمة

محمد وقد تملكه الغضب: في إيه ياعمرو إنت داخل بيتكم إزاي تدخل كدا من غير ماتخبط على الباب
عمرو بحرج: أنا أسف يامحمد
محمد مستفهما: إيه يابنى مالك وشك مخطوف كدا ليه والواد غمر فين هو كمان أنا جيت مالقتوش
عمرو محاولا أن يكون طبيعيا: أنا كويس يامحمد وغمر زهق فنزل يتمشى شويه طب عن إذنك.
إختفى عمرو بسرعة ولم ينتظر رد محمد
محمد بإستغراب محدثا نفسه:
" ماله الواد المجنون ده "

صعد غرفته بدون كلام مع أحد
رن جرس باب البيت
صباح بعد أن فتحت الباب: إتفضل ياأستاذ عمرو
عمرو بلهفه: غمر هنا
صباح: أيوه ياأستاذ
نور مبتسمه: تعالي ياعمرو أدخل ياحبيبى وحشتنى ياواد
دخل عمرو وقبل يد نور
نور بقلق: عمرو هو غمر ماله دخل ماكلمش ولا كلمه وطلع أوضته زي مايكون تايه أنا قلقانه عليه أوي ماتعرفش ماله حد زعله
عمرو وهو يتحاشى النظر إليها: متقلقيش ياحبيبتي أنا هاطلع أشوفه وأعرف إيه الحكاية
صعد عمرو لغرفة غمر كان باب الغرفة مفتوح أطل برأسه للداخل فوجده يجاس على حافة سريره شاردا ينظر للا شئ وكأنه فى ملكوت آخر نظر عمرو إلى إبن عمه وصديق عمره بحزن وأسى ثم قرع على الباب نظر إلتفت إليه غمر وكأنه آلة تتحرك بدون شعورونظر إليه نظره جامده
دخل عمرو وجلس على مقعد بجواره وقال له بأسى: السلام عليكم ياصاحبى؛ إيه اللي حصل ياعم قلقتنى عليك
غمر وهو مازال ينظر إليه نفس النظره: لبنى
عمرو بقلق: مالها
غمر وقد علا وجهه الوجوم: طلعت مش من أهل البلد طلعت غريبه عن البلد
وقف عمرو من أثر الصدمة وكسا وجهه الذهول: إنت بتقول إيه معقول

دخلت نجلاء غرفته وكان جالسا إلى مكتبه فوقف إحتراما لها
نجلاء بجدية حنونه: هو البيه قرر يسجن نفسه هنا ولا إيه
ياسين بهدوء يشوبه الحزن: أنا وعدت حضرتك إني مش هانزل تاني ولا هاروح في أي مكان
نجلاء بحزم: إيه الكلام الفارغ دا إنت تنزل وتخرج وتعيش حياتك واللي يضايقك بعد كدا ترد عليه
ياسين بألم وقد لمعت عبره فى عينيه: آه علشان فى الآخر تبهدليني وتضربينى
نجلاء بحنو مع شعورها بالذنب والحزن لما فعلته مع إبنها: آه بقى دا حبيبى زعلان مني ماشي يا سى ياسين
ثم استطردت باسمه: بقولك ياواد ماتيجي تعزمني على المحل السوري اللي كنت بتقولي عليه
ياسين بدلال متصنعا الغضب: لا أنا زعلان منك ومش هاصالحك كمان
ضمته نجلاء وأخذت تمسد له شعره بحنو: خلاص هاعزمك أنا ياسيدى وقبلت جبينه
إبتسم ياسين وهو يمسح دمعه فرت هاربه على وجنته: خلاص يا ست الكل مش زعلان خلاص

مر أسبوع كامل لم يلتقيا أو يتهاتفان فيه
كان كل منهما يعيش حياته وكأنه ظاهريا آله تتحرك بلا روح أو إحساس
ولكن كان غمر يذهب إلى عمله كالعادة لايتحدث كثيرا مع أى شخص ويعود للمنزل لتناول قليلا من الطعام فى صمت مع جدته التي كانت ستجن قلقا عليه وكم حاولت مرارا وتكررا أن تعرف ماذا ألم به مره باللين ومره بالشده كان ينظر إليها بعينين حزينتين وعلى شفتيه إبتسامه لايوجد لها وصف إلا أنها إبتسامه حزينه ليطمئن بها جدته أما قلبه كان يعتصره الألم والأسى لفراقه من أحبها قلبه مع إحساسه بالعجز عن إتخاذ قرارا مصيريا ليضع حدا لهذا الصراع داخله
كان قلبها أصغر من أن يتحمل كل هذا الألم؛ لاتعلم لقلبها الصغير حبيب غيره سلمت له مفتاحه ولج داخله ثم أغلقه على نفسه فأصبح أول وآخر مالك لهذا القلب المنفطر عليه وجعا وألما
كانت تذهب إلى الدروس فى محاولة منها أن تبدو طبيعيه ولتتعدي هذه المرحله الفارقه فى حياتها أولا ثم لتحقيق حلمها وحلم والديها
بدلت طريقها فى الذهاب لدروسها فلم تعد تراه من قريب أو بعيد حتى أصدقائها إبتعدت عنهم كما إبتعدت عن أى شئ يذكرها به

توالت الأحداث وظهرت فى الأفق بوادر كارثه أخرى تناولت الألسن الخبيثه سيرة ليلة وغمر في كل مكان وعن أن هناك علاقه بينهما وكيف أنه يأتي أسبوعيا لمنزلهم وأحيانا يظرا سويا فى المنطقة
وبسبب ذلك نالت صفعه قويه من أبيها إهتز لها كيانها كله
عاصم بغضب وسهام الشر تنطلق من عينيه: إيه اللي بينك وبين غمر يابنت العمري
ليلة ببكاء وألم من أثر الصفعة التى وضعت يدها على مكانها: والله يابابا مافيش حاجة ما إنت عارف أكتر واحد إنى وعيت على الدنيا وغمر أخويا ومافيش اكتر من أنه بييجي يديني الدرس هنا قدامك إنت وماما
وإنهارت فى بكاء مرير
جهاد بحزم: في إيه ياأبو هنا إنت هاتعمل زي العالم اللى عماله تخرف دى وتصدق اللي بيقولوه
غمر إبننا وإحنا اللى مربيينه وليلة الكل بيحلف بأخلاقها يبقى إزاي تصدق اللى بيتقال كدا بسهوله وبعدين ليلة مابتروحش مكان إلا معاك أو معايا أو بنبقى عارفين خط سيرها
عاصم بإنهيار: الناس كلت وشي ياجهاد الكل بيهمس في ضهري نفسي أعرف مين اللي عمل كدا وطلع الإشاعات دى
جهاد بغضب: اللي عمل كدا عايز ينتقم ياعاصم والملعوب ده مش هايخرج من عيال ثريا وأخوها ومراته الملعونة
إحتضن عاصم إبنته آسفا على مابدر منه فى حقها وقبل رأسها فى حنان: متزعليش ياحبيبتى وأقسم بالله لأجيبلك حقك من اللى جاب سيرتك
رن جرس بدون إنقطاع هرولت نجلاء فزعه وفتحت الباب
محمد بفزع وقلق: شوفتى ياأمي اللي حصل
نجلاء بغضب: مش أنا قولتك مش عايزه أشوفك إيه اللي جابك هنا
محمد بغضب: مش وقته ياأمي شوفتي الكلام اللي طلع على ليلة وغمر
روي محمد ماسمعه اليوم والكلام الذي يدور بين الناس لمحاولة تشويه سمعة ليلة وغمر
نجلاء بفزع: إيه الكلام الفارغ دا كل دا حصل إمتى
إرتدت عباءتها وذهبت سريعا لمنزل نور لتجد عاصم أيضا هناك

عمرو بأسي: مافيش جديد ياغمر
غمر بحزن: ماعنتش بشوفها مابقتش قادر حتى أتصل بيها حاسس إني ضايع .. تايه؛ بس لازم أقابلها
عمرو مشجعا: يبقى لازم تقابلها فى أسرع وقت علشان تطمنها وتعرفها إنك متمسك بيها وهاتحارب الدنيا كلها علشانها
غمر بإصرار: أنا فعلا قررت أعمل كدا حتى لو كان الثمن إني أخسر كل شئ المهم أكسب الإنسانه الوحيده اللي أسعدتنى وعيشتنى أحلى أيام عمرى واللي ماتستحقش إنى أتخلى عنها علشان خاطر شوية عادات وتقاليد مالهاش أى معنى
نظر إلى ساعته على عجل وهندم ملابسه وهم بالخروج من الكتب
عمرو مستفهما: طب رايح فين دلوقتى
غمر بحزم: رايح للبنى
عمرو بإبتسامه: ربنا معاك ياصاحبي
ظل واقف أمام سنتر دروسها أكثر من ساعه كامله؛ وأخيرا طلت بوجهها الملائكي الذى شحب وضعف وقد ظهرت هالات سوداء حول عينيها من أثار قلة النوم؛ تابعها بنظره وقد ملأه الحزن والأسى لما آلت إليه حالتها من ضعف وأحس بمسئوليته عن كل ماحدث ويحدث لها؛
وجدها تمشي بمفردها بدون زميلتيها ولاحظ أنها تسلك طريقا آخر يؤدى إلى منزلها غير الذى يمر أمام محله؛ إنتظر حتى إبتعدت قليلا عن السنتر وإقترب منها على إستحياء
همس غمر بحنو: ينفع أخطفك وأطير بيكى لأبعد مكان فى الأرض

إلتفتت إليه لبنى وأشرق وجهها بإبتسامه حنونه زاده ضعفه وشحوبه بهاءا وجمالا: غمر
غمر بحنو: أسبوع أتحرم منك لاأشوفك ولا أسمع صوتك بتحرمينى من الحاجة اللى مصبرانى فى الدنيا
لبنى بحزن ودموع بدأت تلمع فى أفق عينيها: مش إنت لوحدك ياغمر أنا برضه محرومه من أحلى حاجة فى دنيتى نعمة ربنا عليا إنت ياغمر إنت واضح إن دا قدرنا ومكتوب علينا الفراق
وإستطردت لبنى التى أوشكت على البكاء: ياريتنى كنت عرفت من بدرى ماكنتش إتعلقت بيك كدا
غمر بحب وجديه: فراق .. فراق إيه ياحبيبتى اللى بتقوليه داعلى جثتي إن دا يحصل لو هاخسر كل حاجه في حياتي لو هاخسر كل الناس اللى فى حياتى هخسرها ومش هايفرقنا إلا الموت
لبنى وقد لمعت عينيها وقد بدأ يحدوها الأمل: دى هاتبقى حرب؛ وحرب شديدة كمان وهاتبقى لوحدك قصادهم كلهم ياغمر
غمر بإصرار المحب: أنا مش هاكون لوحدى ربنا معايا ثم إنتى اللى وجودك جانبي هايخلينى أقوى منهم جميعا
لبنى بقلق: خايفه أصدقك وتسيبني في نص الطريق خلينا نبعد أحسن قبل مانتعلق ببعض أكتر
غمر بحزم: مافيش قوة على الأرض هاتقدر تبعدني عنك طول ماإنتى في ضهري ومستعد أحارب الدنيا كلها علشانك وصدقيني هاخسر أي شئ إلا وجودك جنبى يالبني
لبنى بخوف: أنا خايفه عليك مش عايزاك تتأذي بسبي
غمر بحب: لو الأذى هيقربني منك أنا مستعد له
لبنى بحنو وحب وحماس: بحبك يامجنون
غمر بحب: بموت فيكي ياقلبى وعقلى وكل شئ فيا مجنون
ثم إستطرد بجديه: حبيبي من النهارده يروح دروسه مع أصحابه علشان مابقاش قلقان عليه
لبنى بحب هامسه: حاضر
غمر بحب وإبتسامه: ويرجع يمشي من طريق حبيبه غمر
لبنى بإبتسامه أضاءت وجهها: حاضر
غمر بجديه: وأهم حاجه يذاكر دروسه علشان عايز حبيبي يطلع الأول
إبتسمت لبنى وسرت فى جسدها قشعريره بعد أن شعرت وأحست فعلا بخوفه عليها وحبه لها وأن معركته مع عائلته قد بدأت فعلا
دخل المسجد وتوضأ ووقف بين يدي الله متضرعا مستسلما له داعيا أن يلهمه الحكمه ويرزقه القوة فى ما هو آت عليه.
في بيت عمرو
هنا بغضب: شوفت اللي حصل
عمرو بإستفهام: إيه اللي حصل ومالك متعصبه كدا ليه
هنا بغضب: الدنيا كلها مقلوبه والكل بيتكلم عن ليلة وغمر
عمرو بدهشه: يعني إيه بيتكلموا عنهم
هنا بغضب: بيقولوا إنهم ماشيين مع بعض وكلام زي الزفت عن بابا وأنه سمح ليه يدخل ويخرج معاها من الآخر كلام زفت
عمرو بصدمة: هو الموضوع ناقص مصايب يارب سترك يارب سترك
دخل غمر البيت ليتفاجا...


look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:09 مساءً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل السابع والعشرون

عاد غمر إلى البيت كالطائر محلقا فى سماء سعادته وقد إمتلأ قلبه إصرارا على تحدي ومجابهة أى رفض من أيا كان، لإرتباطه ممن إختارها قلبه وعقله؛ ولم يكن يعلم ماينتظره من أحداث.
تفاجأ بوجود عمه عاصم يجلس بجوار جدته وقد كسا وجههما الحزن وكأن على روسهم الطيرومعهم نجلاء الذى إعترى وجهها هى الأخرى الحيرة والقلق؛ سلم عليهم بحذر متوجسا منهم ومن إجتماعهم هذا وأن هناك خطب جلل تجمع له هؤلاء
إلتفتت نور إلى عاصم وبنظرة ولهجة كلها إصرار: خلاص مافيش مشكلة خطوبة غمر على ليلة الخميس اللى جاي
غمر بدهشه ملؤها الغضب: حضرتك اللى بتقوليه ده وبأي حق تاخد قرار زى دا
نور بحزم وقد سلطت عينيها الغاضبه عليه: لما الكبار يتكلموا تكتم إنت خالص فاهم
غمر وقد إزداد غضبه: أنا مش موافق على الخطوبه دي وليلة بأعتبرها أختي ومش هاتكون غير كدا
نجلاء بهدوء حزين ونظرة إشفاق: إسمع الكلام يابني الله يرضى عليك إحنا لازم نقطع ألسنة الناس اللى دايره تجيب سيرتكم
غمر بتهكم وسخريه: سيرة مين وناس مين إنتم بتقولوا إيه



عاصم بحزن وإنكسار: بيتقال إني فاتح بيتي ليك تدخل وتخرج براحتك إنهم بيشفوكم خارجين مع بعض وإني فاتحها على البحري ليك إنت وهي
غمر بغضب: مين اللي قال الكلام ده ومين يجرؤ يجيب سيرتك ياعمى ولاسيرة بنت عمى بكلمة واحده
نجلاء متنهده بحزن: للأسف لسه مش عارفين يابنى
نظرت نور إلى نجلاء وعاصم نظره آمره: روحوا إنتم دلوقت وسيبونا أنا وغمر عايزه أتكلم معاه لوحدنا نهض عاصم وقبل رأس أمه وخرج منكس الرأس وربتت نجلاء على كتف غمر بحنان
إلتفتت نور لغمر وربتت على المكان الفارغ بجوارها على الأريكة وبلين ولطف: تعالى ياحبيبي جنبي هنا. نهض غمر من مكانه وتوجه إليها بهدوء وجلس بجوارها صامتا واجما شاردا ينظر للاشئ
نور بهدوء: ياحبيبى أنا عارفه إن دى كلها إشاعات مش صحيحة لكن يرضيك سمعة بنت عمك وسمعة عمك تبقى على كل لسان
غمر وقد أحس بغصه فى حلقه: لا مايرضنيش طبعا لكن في نفس الوقت مايرضكيش إنى أرتبط بإنسانه بأعتبرها أختى ومش شايفها غير كدا
نور وقد بدأ ينفذ صبرها: دا مقدر ومكتوب يابنى وبصراحة أنا من زمان كان نفسي تأخذ ليلة بنت عمك هى أنسب واحده فى العيله ليك وبعدين كفايه بقى إنى صبرت عليك كل السنين اللى فاتت دى إنت هاتقعد عازب لحد إمتى شوف بقى هي كلمه ومش هارجع فيها خطوبتك على بنت عمك الخميس الجاي
غمر صائحا بغضب: مش ممكن الكلام دا على جثتي ومش هاخطبها ومش هاخطب غير اللي أنا أختارها حتى لو شنقتونى.
هب واقفا ودون أن ينتظر ردها صعد إلى غرفته يتملكه الغضب والرغبه فى تحطيم كل شئ بغرفته؛
أخذ يدور فى غرفته وقد أحس بأن عقله قد توقف عن التفكير محدثا نفسه:
" يارب إيه اللى بيحصلى دا إهدينى يارب وبصرنى بما ترضى به عنى ويريح قلبى " هدأت نفسه قليلا
وبدل ملابسه بمنامته وكان فى أشد الإحتياج لسماع صوتها قبل أن ينام وفجأة وجد هاتفه يضئ برقمها فإبتسم وألقى بنفسه على سريره
غمر بحنو هامسا: السلام عليكم
لبنى بحب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غمر هامسا بعشق: وحشتيني
لبنى مستنكره ببراءة: ياسلام على أساس إنك مش لسه شايفني من ساعتين بس
غمر بمرح هاتفا: يابت يافصيلة دا أنا كان نفسى أسمع صوتك وبعدين قولتك ميت مره إنك بتوحشيني وإنتي معايا
لبنى بجديه: بس على فكرة صوتك مش مطمني وحاسه إنك بتدارى حاجة واجعة قلبك قولي مالك ماتخبيش عليا
توتر قليلا ولكنه حاول أن يبدو طبيعيا قدر إستطاعته
غمر بحنو: كنت مخنوق شويه بس علشان إنتي كنتى بعدتي عني تاني وإنتي عارفه أنا ماعنتش قادر أبعد عنك
لبنى بحنان: والله أنا كمان كنت مخنوقه ونفسي أشوفك وأطمن عليك حتى ولو من بعيد ولما غيرت طريقى للدرس كنت بتعذب كل يوم وأول مره كنت أحس بالقهر و العجز
ثم إستطردت وقد بدأت تنهمر دموعها: عارف ياغمر اللي كان بيصبرني شويه إنك لما كنت بتوحشنى كنت بأطلع صورك وأقعد أكلمك أكنك قاعد قدامى
ثم إستطردت ضاحكة بعد أن سمعت ضحكاته الحنونه: أنا عارفه دلوقت هاتقول إيه البنت المهبوشه دى
غمر ضاحكا بهمس: بجد أنا بحبك مهبوشه كدا لأنى بقيت زيك كدا بس أنا بقه بأتخيلك قدامى وبأقعد أكلمك وأشكى لك من واحده بأموت فيها مع إنها مجننانى
ثم إستطرد بجديه: صدقينى أنا نفسي أعمل حاجه تفرحك وتبعد عنك أي حزن وبأكره نفسي أوي لما بأكون السبب في حزنك
لبنى بحنو: ربنا يبعد عننا أى حزن
غمر بمرح: خلاص بقى يابنتى دا إنتى بقيتى فصيله إحنا قلبناها دراما وهانعيط بعد شويه
لبنى بمرح طفولى: أنا اللي فصيله برضه
غمر بضحكه قويه: لأ الصراحه أنا
ضحكت وبجديه مصطنعه: أيوه كدا بأحسب
غمر بحنو: إوعديني إنك هاتفضلي معايا لآخر العمر وإنك هاتقفي معايا وتستحملى الحرب اللي داخل عليها
لبنى بجديه: أنا معاك ومش هاسيبك مهما يحصل

عبدالله مستنكرا: يعني إيه رافض يتجوزها والكلام اللي بيتقال على البنت وعليه
نجلاء بهدوء: بيقول إنها زي أخته مش أكتر سيبته مع ستك يمكن تعرف تقنعه
محمد بجدية: ماحدش هايعرف يقنع غمر بحاجه ولو خطبها مش هايكمل معاها
ياسين بإستفهام: ليه بتقول كدا ياأبيه
محمد بحكمه: اللي يخلي غمر يفضل الفترة دي كلها من غير جواز مش هايخليه يقتنع بسهولة وخاصة لو هو شايفها زي أخته
عبدالله بغضب: كل ده مش مهم المهم مين اللي طلع الإشاعة دي على غمر
ياسين بتردد خوفا من غضب أمه: اللي عمل كدا حد وكلنا عارفينه وأي حد هايفكر فيها هايفهم على طول نجلاء بإنتباه: قصدك إيه
ياسين بجديه: يعني ولاد خالتي ثريا هما اللي عملوا كدا
نجلاء بغضب: طب غور من قدامي بدل ماأقوم أمد إيدى عليك ياقليل الأدب ولاد خالتك يعملوا كدا يا للا على أوضتك
دخل ياسين وهو يتمتم بكلام غير مفهوم
عبدالله بعد برهه من التفكير: على فكره ياسين ماغلطش
كانت سترد بغضب ولكن أوقفها محمد
محمد بهدوء: فكري معانا كويس كدا غمر بيروح عند عمي بقاله كام سنه وعلاقته مع ليلة بقالها كام سنه تقريبا ومن وهى فى ثانوي وكل العيله عارفه إن عمي عاصم هو اللي مربي غمر وأنه بيقوله يابابا يبقى إشمعنا الكلام دا يطلع دلوقت بالذات
نجلاء بعد تفكير: لو كانو هما اللى عملوا كدا كنا عرفنا إيه الدليل على كدا
عبدالله بحنق: هما مش أغبيا علشان ينشروا الإشاعة بنفسهم أكيد في حد تاني معاهم

غمر بجديه: طيب إسمعيني يالبني
لبنى بغضب: مش هاسمع خاجه هاتتعاقب يعني هاتتعاقب
غمر بحنق: ليه بقى انا مغلطش
لبنى بغضب: أولا إنك تتخانق وبسلاح دا أكبر غلط
غمر بهدوء: وثانيا
لبنى بغضب: ثانيا ماما دايما تقوللي السلاح يطول حتى لو ماكنتش هاتعمل به حاجه ممكن لحظة غضب تضرب حد به ولاقدر الله تدخل السجن عايز تروح منى ياغمر
غمر بحكمه: يا لبني انا راجل في السوق ةلازم دايما يبقى معايا سلاح لأن في أي لحظه ممكن تحصل مصايب مش مصيبة واحده
لبنى بضيق: لا مش لازم ومش لازم اصلا تتخانق ثم ...
ثم إستطردت بدموع بتردد: أنا خفت منك ياغمر أول مره اشوفك كدا
غمر بحزن ودهشه: خوفتي مني يالبنى
لبنى بدموع: أيوه
ودخلا فى دائرة من الصمت

عمرو بضحكه قوية: وإتعاقبت يامعلم
غمر بحنق: هو أنا بأقول حاجه تضحك بقولك قالتللي بقيت أخاف منك
عمرو بهدوء: الموضوع له جانبين سلبي وإيجابي
نظر غمر لعمرو بإنتباه: ...
عمرو وهو مازال على هدوءه: الإيجابي لبنى كانت محتاجه موقف تفهم منه إنك مش ضعيف وإنك قوي وإنك لو بتتساهل معاها في حاجه يبقى بإرداتك ومن حبك ليها خاصة علشان تفهم إن الفترة اللي فاتت جيت على نفسك كتير علشانها ودا كان بمزاجك إنت مش غصب عنك فاهم
غمر بتنهيدة قوية: تمام... والسلبي بقه
عمرو بهدوء: إنك بس محتاج تحسسها بشوية أمان وإنك مش كدا طول الوقت
أوما برأسه بهدوء وسند رأسه إلى الخلف يفكر فى كلام وتحليل عمرو لما حدذعمرو أمامه

دق الباب بطرقات خفيفه فتحت له نجلاء
نجلاء: تعالى يامحمد أدخل
دخل محمد وجلس على الأريكه
نجلاء بهدوء: خير يامحمد
محمد بإستفهام: ياسين هنا
نجلاء: لأ نزل راح الدرس بتاعه
محمد بهدوء: ربنا يوفقه ممكن أتكلم معاكي شويه
نجلاء بإبتسامه: طبعا يا حبيبى
محمد بهدوء: امي حضرتك بتشدي على ياسين جامد أوي وياسين مابقاش صغير
نجلاء بإستنكار: ليه بتقول كدا
محمد بجدية: يعني إمبارح كنا بنتكلم ومع إن كلامه كان مظبوط إلا إنك بهدلتيه ويوم الخناقه ضربتيه مع إنك أول مره تضربي وبأحس في بعض الأوقات بشدتك فى المعامله معاه وهو مبقاش صغير ماشاء الله ياسين كبر وبقي راجل والسنه الجايه هايبقى فى الجامعة وحتى عبدالله لما بيروح معاه الشغل يقوللي ماشاء الله مستقبله حلو ليه نخليه يتعقد
نجلاء بحنق: ساعات بيعمل حاجات تستفزني وبعدين ماهو غمر ماشاء الله من وهو عنده 17 سنه نزل المحل وكان بياخد كل علقه وعلقة من ستك وشده وقسوة فى المعامله لحد الأن ومع ذلك مش معقد
محمد بهدوء: ستي نور مش أم غمر ياأمى يعني ماحدش يقدر يلومها على أسلوبها مع غمر خاصة إن هي اللى ربته زي ماربت بابا الله يرحمه وباقي أعمامي ودي كانت تربيه في وقتهم والزمن إختلف ثانيا كفاية لمحة الحزن اللي في عيون غمر صدقيني ياأمي مش هاتفرحي لو لاقيتها فى عيون ياسين
أومات برأسها بتفهم
محمد مستفهما بلهفه: ستي مكلمتكيش على موضوع غمر وليلة
نجلاء بحزن: كلمتني وكانت زعلانه أوي والله خايفه عليها أول مره أسمع صوتها متضايق كدا
محمد بلهفه: ليه مالها
نجلاء بحزن: أخوك المجنون فضل يزعق إمبارح وقالها إنه مش هايتجوزها ومش هايتجوز إلا يختارها مهما حصل
محمد بهدوء: طيب وهي ماقليتش هاتتصرف معاه إزاي
نجلاء بحزن: لأ بس كانت مضايقه أوي مارضتش أكلم معاها كتير ولا أقولها ينفع ولا مينفعش
محمد برجاء: ربنا يستر

غمر بغضب: لا مش غلط ستي لو كانت لاقيتني بأتكلم بهدوء كانت هاتفتكر بقى إني موافق بس محتاج إقناع وكدا أنا قفلت باب الكلام فى الموضوع دا
عمرو بأسف: الباب مش هايتقفل فى الموضوع دا ياغمر لأني فيه سمعة بنت وفيه سمعتك إنت كمان
غمر بغضب: الكلام ده لو أنا فعلا كنت عملت كدا لكن كل ناس عارفه إن ليلة أختي واللي عمل كدا عايز ينتقم
عمرو: يعني مش غلطان لما قولت إن ولاد خالتك ثريا ورا الموضوع ده
غمر بغضب: لأ معروفه أوي إن هما
عمرو بأسف: طيب هاتعمل إيه مع عمي عاصم
غمر بأسي: والله هو ده اللي فارق معايا بس وفي نفس الوقت مش هاقدر أخسر لبنى و كمان حاسس بالذنب تجاه ليلة وعمي اللي ملهمش أي ذنب في اللي حصل وكأني مكتوب عليا أتعذب ... وأعذب اللي بأحبهم عمرو بهدوء: اكيد ليها حل
طرقات خفيفه على الباب
غمر: إتفضل وقف غمر وعمرو...

منار بسخرية: إيه اللي خوفك هو إنتى أول مرة تشوفي راجل بيتخانق ولا أول مره تشوفي خناقة
لبنى بضيق: اول مره أشوف غمر وقت غضبه بجد كان غير غمر اللي اعرفه واحد تاني فعلا
منار بنفاذ صبر: إنتي هبله يابنتى غمر لو بيتعامل مع كل ناس زي مابيعاملك كانت الناس أكلته دا راجل أعمال وله إسمه وإسم عيلته ولازم يكون ليه هيبه ولا هايبقى ضعيف بت عبيطه أوي دا كفاية تربيته والقسوة اللي كانت بتتعامل بيها معاه جدته دا كويس إنه قادر يحب ويتعامل معاكي
لبنى بحزن: آه والله كل ماأفتكر ولاجدته دي مرعبه واللي تستغربي ليه حبه ليها ولا لما بتغضب عليه يالله تحسي إن الدنيا بقيت سودا في عنيه
منار بحنو: يابنتي مهما كانت هي اللي ربته وأخدته فى حضنها بعد وفاة أبوه وبرضه أكيد هي مش على طول كانت قاسيه معاه
لبنى بهدوء: كلامك صح


look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:10 مساءً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل الثامن والعشرون

غمر وهو ينهض من مقعده وقد ظهر عليه التوتر قليلا ثم أشار إلى مقعده وقال مرحبا: إتفضل هنا يابابا
أجلس عاصم على مقعده ونظرغمر لمحمد الذى كان بصحبة عمه متسائلا بعينيه وحركة شفايفه بدون صوت:
" هو في إيه "
مط محمد شفايفه ورفع كتفيه بأنه لايعلم
أشار عاصم لمحمد وعمرو بالخروج فخرج عمرو ومحمد
عمرو مستفهما: هو في إيه يامحمد
محمد وهو يزفر متنهدا: والله ماأعرف أنا وعمك إتقابلنا وإحنا داخلين المحل ربنا يستر
عمرو وقد إعتراه القلق محدثا نفسه:


" ياترى إيه اللى مستخبيلك ياصاحبى المره دى "
وقف محمد لايدرى ماذا يفعل وقد إعتراه القلق هو الآخر
لاحظ عمرو ذلك فقال لمحمد بمرح: إيه رأيك فى فنجان قهوه عندى فى المكتب
محمد بإبتسامه مغتصبه: تعالى بدل وقفتنا دى
ذهبا لمكتب عمرو وظل محمد ينظر إلى ساعته كل خمس دقائق وكان عمرو يراقبه في صمت
محمد بعصبيه: لا كدا إتاخروا أوي بقالهم ساعه ونص
عمرو مهدئا: إهدي ياريس أكيد الموضوع مهم وهانعرف كل حاجه دلوقتى
محمد بقلق: ياعمرو الموضوع المره دي كبير فعلا وفيه سمعة بنت وغمر عنيد ولازم يكون لينا وقفه معاه

غمر مبتسما وهو يسير بجانبه يشيعه عند باب المكتب: على خيرة الله يابابا
إبتسم عاصم متنهدا إبتسامة إمتنان وربت على كتفه
عاصم بحنو: أنا هاكلم ستك وأفهمها اللي إتفقنا عليه
غمر وهو على إبتسامته الجامده: تمام يا بابا اللى تشوفه

شاهد عمرو من نافذة مكتبه عمه عاصم يخرج من المحل فأخبر محمد وهرع الإثنين فى لهفه لغمر يغمرهما القلق والخوف من مغبة هذه الزياره ودلفا للمكتب يلهثان
وتكلم محمد لغمر متسائلا بقلق: إيه اللي حصل عمك كان عايز إيه
هتف عمرو بلهفه: ماطمنا ياعم المهم بدل ماإنت عمال تبص لنا كدا وصلتم لإيه
إبتسم وروي لهما بهدوء ماحدث
كان محمد تتسع إبتسامته تدريجيا وهو يسمع أما عمرو فقد إعترى وجهه التوتر والغضب
محمد بفرحه عارمه: أنا هاروح أبشر ماما بالأخبار دي
غمر محذرا بجديه: محمد ... تفهمها اللي إتفقنا عليه باقي الكلام سر بينا إحنا بس
محمد بهدوء: فاهم فاهم يللا سلام
غمر وهو ينظر لعمرو متسائلا بإستغراب: في إيه ياعمرو مالك وشك قلب كدا ليه مره واحده
عمرو بغضب: إنت متخلف ولا إيه يابنى إنت ... إنت إزاي تدبس نفسك في موضوع زي دا وهاتقول إيه للبنى عن اللي هببته دا ولا نسيتها شكلك كداهاتخسر كل حاجه وترجع تندم على قراراتك المتهوره دى
وتركه وخرج صافقا الباب بقوة
هب واقفا وتصاعدت الدماء برأسه وإحمر وجهه وتعالت نبضات قلبه غضبا من موقف عمرو أنزل جام غضبه فى لكمه وجهها لمكتبه بقبضته ثم ألقى بجسده على مقعده وأسند رأسه للخلف متذكرا

كانت مستغرقه فى فى إستذكار دروسها بجديه وشغف لتحقيق أحلامها وفجأة وجدت شاشة هاتفها مضاءه بإسم لم يخطر لها على بال وكأنها كانت تبحث عن شئ مفقود لاتعرفه فوجدته أخيرا إلتقطت هاتفها بلهفة وفرحة غامره وإستقبلت المكالمه بسعاده لاتوصف: السلام عليكم إزيك يا ماما وفاء
وفاء بحنان وهدوء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله حبيبتى إنت كيف أحوالك عامله يابنتى
لبنى بسعاده: الحمد لله ياماما والله كان نفسى أكلمك من فترة بس مش عارفه إيه اللى بيحصللى تيجى حاجه فجأة وتشغلنى
وإستطردت وقد تجمعت لألئها فى عينيها حين تذكرت إيمان: أنا عارفه إنى مقصره معاكى بس والله هاجيلك ومش هاسيبك بعد كدا أبدا
نترك لبنى مع وفاء ونذهب لنور

نور بسعادة لاتوصف: بجد ياعاصم معقول
عاصم: آه ياأمي بجد بس هانعمل حاجه على الضيق يعني إنتي وهو ونجلاء وإخواته وإحنا بس
نور وقد تغير وجهها مستنكره: ليه إن شاء الله بقى غمر العمرى وليله العمرى فرحهم يبقى كدا
عاصم بهدوء: معلش ياأمي ياريت توافقى على رغبتي
نور على مضض: خلاص ياعاصم طالما إنت اللى عايز كدا
أغلقت الهاتف وقلبها ينبض بالسعادة وكذلك عاصم
دخل البيت متأخرا عن ميعاده المعتاد يغلب عليه التوتر والقلق تدور فى رأسه فكرة وراء فكرة وصحوة أمل لنور وعاصم وليلة وخيبة أمل للبنى وعمرو كان سيجن من زحمة الأفكار والهموم وماينتظره من ردود أفعال متباينه وسائل نفسه:
" هو اللى عملته صح ولا غلط زى مابيقول عمرو إنى هاخسر كل حاجه لو لبنى عرفت هو صحيح ممكن أخسرها وعنده حق فى كدا لكن سمعة عمي وبنته برضه دا شئ لايمكن الإستهانه بيه لكن معقول لبنى تعاقبنى وتسيبنى علشان عملت خير هى بنت برضه وهاتفهم إن مافيش أهم من سمعة البنت خصوصا لما تكون مظلومه يارب إلهمنى فعل الصواب "
توضأ ووقف يصلى ركعتين إستخاره راجيا من الله السداد وألا ينقلب الخير الذى يفعله لشر يؤذيه هو ومن أحبها
أعلنت الجوناء بأشعتها اللاذعه عن يوم جديد مملوءا بالتوتر على الجميع عمرو الذي لم ترى عينيه النوم خوفا على رفيقه وصديقه وإبن عمه من قرارته المتهوره كان يعلم أنه كال له بالكلام دون أن يناقشه فيما فعل بل كان واجبه أن يفهم وجهة نظره أيضا
قررت لبنى بعد مكالمة وفاء أن تقوم بزيارتها وأن تحكى لها الحلم التى رأت فيه إيمان لعلها تجد إجابه عما رأته وعن سبب ماتشعر به من قبضة تعتصر قلبها
أما نجلاء كانت ستجن حين علمت بموافقة غمر على خطوبتة ليلة وهى تعلم أنها ضد رغبته
وأخيرا غمر الذي مازال يطلب من الله الستر فقط وأن ماسيفعله ماهو إلا فعلا للخير وردا لجميل عمه عاصم الذى كان له بمثابة الأب الذى فقده صغيرا وكذلك إدخال السرور والسعادة على قلب نور أخيرا التى أصبح منتهى أملها أن ترى إبن حفيدها ولكن ماذا يخبئ القدر لكل منهم
هبط غمر درجات سلم الفيلا بوجهه واجما عابسا الذي أبدله سريعا بوجه مبتسما حين رأى جدته
نور بفرحه عارمه: ألف مليون مبارك ياحبيبي وإنسابت دموع فرحها
وإستطردت بفرحه: أخيرا هاشوفك عريس وأفرح بيك يا نور عنيا
قبل يديها ورأسها ومسح دموعها بأنامله
غمر بإبتسامه مغتصبه: الله يبارك فيكي ياأمي ويخليكى لنا


لبنى مستفهمه ببراءة: مالك ياغمر
غمر وقد زاد توتره: مافيش ماأنا كويس أهو
لبنى: إنت متأكد
غمر: طبعا ... ليه بتقولى كدا
لبنى وهى تحدق فى عينيه: أصل أول مره أكون معاك وتبقى ساكت كدا وأول مره أكلمك ومابتبصش ليا غمر بعصبيه وقد إرتفع صوته: في إيه يالبني هو تحقيق قولتلك مافيش حاجة
بهتت لبنى وإشتعل وجهها خجلا وغضبا وتلفتت حولها وقد شعرت بالخجل أن يراهما أحد الماره وهو ينهرها هكذا إنسابت دموعها ونظرت إلى صديقتيها اللتان تسائلتا بدون كلام عما حدث
توقفت عن السير ومسحت عينيها بأناملها سريعا
نظر إليها غمر وتمسح دموعها
غمر بحزن وأسف: أنا أسف يالبني ماكانش قصدي أزعلك
لبنى بصوت مختنق محاولة التماسك: ماحصلش حاجه وياريت ماتجيش آخر النهار توصلني علشان مش هتلاقيني وقبل أن يرد ذهبت من أمامه فى غمضة عين مغاضبه ولكن بعد أن ألقت إليه هذه القنبله ولحقت بصديقتيها
منار بحنو: في إيه يالبني إيه اللى حصل
لبنى بضيق وعين مترقرقه بالدموع: معلش يامنار مش عايزه أتكلم
ربتت منار على كتفها: زي ماتحبى ياقلبي
أغلقت هاتفها حتى لا يتصل بها

عمرو بغضب: ماهو لو شتمتك بتزعل
غمر بضيق: بقولك إيه عارف إني طلعت حمار المرة دى وزى ماأكون بأقولها أنا عامل عامله تحبى تعرفيها
عمرو بدهشه: عليك نور ياحمار ذكى طول عمرك ذكى
قذفه غمر بغيظ بقلم كان فى يده هاتفا: قولتلك ألف مره أنا أشتم نفسي إنت ماتشتمش
عمرو بسخرية: بذمتك دا منظر واحد زعلان آه ياربي هاتجيبلى الضغط والسكر والشلل كمان
غمر بحنق: ماهو إنت لو مكانى يافالح كنت إتجننت من اللى أنا فيه دماغى هاتنفجر ومحتار بين سمعة بنت عمي وعمي وغضبى حبيبتي اللي فضلت طول عمري أحلم بيها وربنا يعلم إنى كل اللى يهمنى دلوقت أنقاذ ليلة وعمي مش أكتر وعارف إن كلامك صح لبنى لو عرفت ممكن تبعد عنى للأبد لكن أملى الوحيد إنها لما تفهم الحقيقه تقدر موقفي وتسامحنى وبعدين دي خطوبة كدا وكدا يعني مجرد دبله في إيد ليلة شهرين ثلاثه وهنفسخها علشان الناس بس
عمرو وقد بدأ وجهه يلين ويقترب من الإقتناع بوجهة نظر غمر: بص ياغمر من ناحية إنك عايز تنقذ ليله وعمي دا شئ محسوبلك وشهامه منك جدا وتحترم عليه وواحد غيرك كان ممكن يكبر دماغه وأنا لما فكرت إمبارح قولت إنك عندك حق لإنك لو ماعملتش كدا سمعة ليلة وعمى هاتكون على المحك وطبعا أكيد الإشاعات دى برضه كان هتوصل للبنى فبالله عليك حاول تهدي معاها شويه ومتحاولش تحسسها بحاجه فاهم
أوما برأسه مقتنعا رن هاتفه وأضاء برقم نجلاء
غمر بهدوء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الحمدلله بخير ... آه حاضر ياأمي هاخلص وأجيلك حاضر في أمان الله
أغلق غمر والدهشه تعلو وجهه
عمرو بإستعراب: مالك فى إيه تانى ياتاعب قلبى
غمر بقلق: ماما بتقولي تيجي النهارده وعماله تأكد على إنى ماتأخرش بس صوتها حاسس إنه متغير
عمرو زافرا: هو اليوم دا ماله الدنيا كلها مقلوبه فيه كدا ليه

" الموبايل قد يكون مغلقا أو غير متاح "
كانت المره العاشره الذى يطلب فيها
غمر بغضب: ماشي يالبنى من الواضح إني دلعتك أوي

في بيت نصر العمري
نجلاء بحزم: غمر غنت شايفني عيله صغيره
غمر: في إيه ياأمي ليه بتقولى كدا
نجلاء: أول إمبارح ماكنتش موافق على الجوازه وبين يوم وليلة غيرت رأيك ممكن أعرف إزاى كدا
غمر بهدوء: أمي الموضوع فيه سمعة بنت عمي
نجلاء بتحفز: أول إمبارح برضه كان فيه سمعة بنت عمك إيه الجديد ياريت تقولى
غمر محاولا إقناعها: ماكنتش أعرف إن الموضوع كبير كدا كنت فاكره بسيط
نجلاء: أنا هاعمل نفسي مصدقاك لحد ماأشوف أخرتها معاك
أوما برأسه دون أن ينطق بكلمه

وفي الصباح الباكر وفي سنتر الدروس الذي يجمعهم إستأذنت لينا للذهاب للسوبر ماركت لتجلب منه شئ قبل تبدأ الحصه
منار بهدوء: على فكره ماينفعش اللي إنتي بتعمليه دا مش كل مشكله تبعدي وتعملي على أنه مش فارق معاكي هايجي فى مره هو اللي يسيبك ومش هاتبقى فارقه معاه
لبنى بضيق: ساعات بيعصبني إتعلمت من جدته إنه لما تحبى تعاقبيه تخاصميهه ومتعبرهوش
منار بنفاذ صبر: دى جدته اللى عايش معاها ليل ونهار مهما يحصل بينهم فيه صلة دم وعشره لكن إنتي مافيش حاجه تربطك بيه غير الحب والحب محتاج أمان وإن كل طرف يحس بالأمان تجاه الطرف التاني مهما تكوني شايفه غمر قوي برضه بييجي لحظه لأي راجل مهما تكون قوته يضعف ويبقي عايز يحس بالأمان لكن إنتي ماشاء الله أي مشكله بكل بساطه بتبعدى هو كمان هايعمل زيك ومش هتبقى فارقه معاه وهايقول ماهي إتعودت على الفراق حطي عقلك في رأسك تعرفي خلاصك
توقفت منار عن الكلام عند مجئ لينا وبدأ الدرس

أول مره أشوفك طبيعي مع إنك عندك مشكله ترك غمر الملف الذي بيده
غمر بسخرية: مين قالك غني طبيعي أنا بس بأحاول أسيطر على أعصابي علشان ماتهورش زي ماإنت بتقول وأعمل حاجه اندم عليها بس المره دي مش هاضايق نفسي الهانم غضبانه علشان إتعصبت عليها ثم إستطرد بغضب: تخبط رأسها فى الحيط مش عيله اللي هاتخلي غمر العمري يجري وراها أنا دلعتها كفايه اوي جه الوقت اللي لازم تفهم إن مش غمر اللي واحده ست هاتخليه يضعف أو يركع ليها ولو حبي ليها هايكون سبب لضعفى قدامها هاشيله من جوايا وأدوس عليه
عمرو محاولا تهدئته: إهدي ... إهدي بس هي أكيد ماتقصدش كدا خليها عليك المره دي
غمر بغضب: لحد إمتى هاخليها عليا ياعمرو
عمرو برجاء: معلش يا غمر المره دي كمان إنت الكبير برضه وهي لسه صغيره لسه ماخدتش على طباعك إنت لما تتصالحوا إبقى فهمها
أوما برأسه
عمرو بمرح: فكها بقى ياغمور ظهرت إبتسامه صغيره على ثغره
قطع غمر عهد علي نفسه بأنه لن يحاول العدول عن قراره ولن يكلمها إلا عندما تبدأ هي بالكلام مثلما بدأت بقطع الكلام بينهم
وقف أمام المرآه بعد أن إرتدي قميصا من اللون الأبيض يبرز عضلاته مما زاده وسامه وبنطلون من اللون الرمادي الغامق صفف شعره ووضع عطره المفضل فاليوم هو العريس نزل إلى جدته التي بمجرد أن رأته إشتعلت غضبا صارخه: إيه اللي إنت عامله دا
غمر: في إيه ياماما عملت إيه
نور بغضب: إيه اللي إنت لابسه دا إنت رايح تزور واحد صاحبك ولا رايح تخطب مالبستش بدله ليه
غمر بإبتسامه: يانونو الكلام دا خلاص فى الأبيض والأسود ثانيا دي حاجه على الضيق مش لازم بدله
نور وقد تجمعت الدموع فى عينيها: بس أنا كان نفسي أشوفك بالبدله وعملتك مفاجأه وجبتلك واحده جديده مش كفايا حرمتوني من فرحة الفرح وخلتوها على الضيق
قبل غمر يدها بحنو ومسح دموعها بأنامله وصعد لغرفته فتح خزانة ملابسه وجد بدله رمادية اللون بها لمعة خفيفة إرتداها على عجل فوجدها أنيقة جدا وأحس ولأول مره أنه بالفعل عريس إبتسم لنفسه فى المرأه فظهرت كابعة الحسن على ذقنه فزادته إبتسامته وسامه على وسامه وسرعان ماتذكر أن اليوم خطبته على ليله وليست حبيبته وتذكر الخصام الذي بينهما ثم تذكر جدته التى سرعان ماستصدم بخبر فسخ خطوبته أشياء كثيره جعلت إبتسامته تختفي وكان السؤال إلي متي

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 17 < 1 6 7 8 9 10 11 12 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية ورقة زواج عرفي زهرة الصبار
14 843 زهرة الصبار
نصائح الآباء قبل الزواج.. كوني واثقة في نفسك لهلوبة
0 253 لهلوبة
كيف تتجنبين زيادة الوزن بعد الزواج؟ لهلوبة
0 250 لهلوبة
حصاد ارتباط وزواج الفنانين .. قصص الحب تنتصر في النهاية لهلوبة
0 370 لهلوبة
اسباب اختفاء الحب بعد الزواج.. الحياة ليست كما نتوقع دائمًا لهلوبة
0 288 لهلوبة

الكلمات الدلالية
رواية ، زواج ، الإصرار ،












الساعة الآن 09:23 PM