logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 17 < 1 5 6 7 8 9 10 11 17 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:08 مساءً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل الثالث العشرون


غمر بجديه: هانفضل كثيرا كدا يالبني
لبنى وقد تماسكت حتى لاتنهار دفاعتها وتفقد أسلحتها أمامه وبهدوء: غمر إنت نسيت اللى عملته واللى حصل لى بسببك
غمر بحزن دفين ولكن نطقت به عيناه: عارف وإعتذرت وبأعتذرلك تانى وراضى بأى حكم منك عليا إلا بعدك عنى
لبنى وهى مازالت على هدوءها: شوف ياغمر المشكلة مش في اللى إنت عملته وبس المشكلة فى اللى بينا ... فى علاقتنا اللى كانت مبنيه على وهم؛ بدون أساس يتحمل أى هزه فكانت علاقه هشه مش مبنية على ثقه زى الإزاز اللى بينكسر من أقل خبطه
غمر وقد بدا عليه الإنزعاج بعض الشئ وبعصبية: لبنى إنتي عايزه تقولى إيه إن اللى بينا إتكسر وعايزاني أخرج من حياتك ولا عايزه توصلي لإيه فهمينى؛ عموما أنا هافضل متمسك بيكى لآخر يوم فى عمرى
لبنى وهى تقاوم نداء قلبها: وهو اللى إنت عملته قبل كدا يدل على إنك متمسك بيا
نظر إليها مطولا وبحزن: لبنى ... إتغيرتي يا لبنى كنت بأعرف اللى فى قلبك من نظرة عنيكى دلوقت مابقتش قادر أفهم عيونك بتقول كلام غير اللى إنتى بتقوليه
لبنى: اللى حصل خلانى أنا اللى مابقتش قادرة أفهم نفسى
غمر وقد ملأه اليأس: عموما أنا هامشي دلوقتى وهابقي أعدي بالليل بإذن الله أطمن على عمي
لم ينتظر ردها وغادر منطلقا بسيارته كالمجنون بعد أن قرر أن يخرجها من قلبه وعقله إلى الأبد

ألقت بجسدها على أقرب مقعد وكانت تشعر بروحها منهكه وقلبها يعتصر ألما وعبرات قد تحجرت فى عينيها وأخذت تحدث نفسها: " أين السبيل للخروج من هذه الحلقة المفرغة
لما كل هذه القسوة عليه وقد أتى معتذرا راجيا أن أغفر له
أما قد آن الأوان لنقلب هذه الصفحة المؤلمه من حياتنا
أنا لم أعد أنا ...
أفمن كان يعانى قلبه ظلم وقسوة الآخرين ينقلب قلبه فجأه فيكون أقسى من ظالميه
أهكذا أصبحت ياقلبى آداة إنتقام فى يدى
ليست هذه أنا ولن تسكن غريزة الإنتقام روحى
ولن يكون قلبى بعد الآن أداة تؤلم من أحب
فرت عبرة ساخنة على وجنتها إلتقطتها أناملها بسرعة حين سمعت ورده وهى قادمه
وردة بإستفهام: غمر راح فين
لبنى وهى تشيح بوجهها الذى إشتعل إحمرارا حتى لاتراه ورده: قال هايروح شغله وهايعدي يطمن بعد مايخلص
وردة بحنو: ربنا يعينه ويقويه
دخل التروللى طرقة العناية المركزه حاملا جسد فتاه تقارب فى عمرها عمر لبنى ويهرول بجانبها سيده فى متوسط عمرها إتضح إنها وفاء والدة إيمان الفتاه المستلقيه بضعف يعلو وجهها وجسدها؛ هكذا علمت ورده ولبنى هذه المعلومات من وفاء التى منعوها من الدخول مع إبنتها غرفة العنايه فجلست بجوارهما وقد رقا إلى حالها وبكاءها المرير على إبنتها ودعاءها لله بشفاءها

كانت لبنى أكثر المتأثرين لحالها فأخذت تربت على كتفها وقد إمتلأت عينيها بالدموع
مواسية لها بحنو: ماتقلقيش ياطنط إن شاء الله هاتقوم بالسلامه
نظرت لها وفاء بحنو أمومى والدموع تنساب من عينيها: يارب يابنتى ويجازيكى الله خيرا على طيبة قلبك
أنا متأكده إن إيمان هاتحبك أوى زى ماأنا حبيتك ودخلتى قلبى
خرج الطبيب من غرفة العناية وقامت له وفاء تسأله بلهفه عن حال إيمان فنظر إليها بإشفاق وتمالك نفسه وإبتسم إبتسامه زائفه وطمأنها بكلام مبهم وطلب من طقم التمريض أن يدخلوها غرفه عادية منفصله بعد ساعتين بعد أن تعود مؤشراتها الحيويه لطبيعتها بعض الشئ
وفاء برجاء ممكن أدخل لها يادكتور أشوفها بس: وافق الدكتور طالبا منها عدم إجهادها فى الكلام والإنفعالات
دخلت إليها وفاء وقد مسحت دموعها بأناملها ونظرت إليها بحنو وحزن وهمست: ألف سلامه ياحبيبتى
الكتور طمنا عليكى وكلها ساعتين وتقعدى فى غرفه عاديه
وكأنها تذكرت شيئا وبمرح: فى بنت زى الملاك لما شافتك داخله جاتلى وقعدت معايا وكانت بطمنى عليكى أكنها أختك ... تحبى تشوفيها
أومأت إليها إيمان بالموافقه
خرجت وفاء وأشارت للبنى وطلبت منها الدخول لإيمان والتعرف عليها
أرادت وفاء إدخال السعاده على قلب إبنتها وتوسمت فى لبنى الوسيله لملأ هذا الفراغ والوحده التى كانت تعانى منها إيمان بسبب تمكن علة القلب الضعيف منها
دخلت لبنى إلى غرفة العنايه وتوجهت لإيمان ووقفت بجوار سريرها ونظرت إليها وكانت تلبس طرحه بلون السما ومتدثره بدثارها وتمعنت فى وجهها فلم تصدق أن هذه الفتاة التى يتملكها المرض والضعف يشع من وجهها التى تعلوه إبتسامة رضا هذا النور الملائكى وحدثت نفسها:
" ياإلهى ماهذا الرضا أتتحملين كل هذه الآلام وتبتسمين هذه الإبتسامه وكأنك إمتلكتى الدنيا وما فيها بين يديك "
إيمان مبتسمه وكأنها تعلم مايدور برأسها: الحمد لله يالبنى على كل عطاياه أمر المؤمن كله خير إذا أعطى شكر وإذا منع صبر
لبنى متفاجئه ناظره إليها بدهشه صامته: ...
إيمان بإبتسامتها الملائكيه: أنا عارفه إنتى بتفكرى فى إيه قلبك طيب أوى يالبنى أنا حبيتك زى أمى ماحبتك لأنك من الناس اللى روحها شفافه تقرأى اللى فى قلبها على وشها وإنتى قلبك أبيض وكبير زى السحاب
لبنى وقد إحمر وجهها خجلا من الإطراء: حبيبتى ياإيمان إنتى اللى قلبك زى قلب الملايكه وعلشان كدا أنا مش مستغربه دلوقتى حالة الرضا اللى على وشك اللى مليان نور إن شاء الله تقومى لينا بالسلامه...
قاطعتها الممرضه وطلبت منها الخروج لإستكمال تجهيز إيمان لخروجها من العنايه

وقف عمرو يتطلع إلى الشارع من نافذة مكتبه وهو يحتسي كوبا من الشاي وجد غمر يدلف إلى المحل عمرو وقد إعترته الدهشة والفرح محدثا نفسه:
" شكلها رضيت عنه ولا إيه بس ماله دا شكله زعلان ولا إيه "
ونزل من مكتبه مهرولا لمحل غمر ودفع باب المكتب ودلف للداخل دون أن يقرع الباب
عمرو بمرح: والله المكتب رجع نور تانى بصاحبه
غمر بإبتسامه مغتصبه: تسلم يا عمور
عمرو وقد فهم أن هناك خطب بغمر: مالك ياصاحبي إتصلت عليك إمبارح ومارديتش عليا فيك إيه مش ستك خلاص رضيت عنك والأمور كلها بقت آخر ظبط
غمر محاولا إخفاء حزنه: هاحكيلك كل حاجه
روي له كل ماحدث منذ خروجه من المسجد حتى الحوار الذى دار بينه ولبنى اليوم
عمرو بدهشه: كل ده حصل فى اليومين دول
غمر بحزن: باقولك إيه عمرو
عمرو: نعم ياصاحبي
غمر بصوت مختنق حزنا: أنا قررت أنهي علاقتي بلبنى
عمرو بصدمة: بتقول إيه
غمر بحزن: عارف إنه صعب جدا عليا أقول الكلام دا بس أنا حاولت كتير معاها لكن مافيش فايده
عمرو محاولا إقناعه بالعدول عن قراره: إهدي ياغمر وماتكبرش الموضوع وكل حاجة هاتتصلح
غمر بنبرة يأس: أنا خلاص هاحاول أنساها وهاطلب من ستي تنقلني المحل التاني على الأقل علشان أبقى بعيد عن هنا
عمرو بتصميم: يابنى إسمع الكلام لبنى بتحبك وإنت وجعتها جامد هي بس واخده على خاطرها شويه وبكرة تلين
غمر بحزن: لا ياعمرو لبنى مابقتش تحبني زي الأول حتى لما وقفت قدامها النهارده ماحسيتش فى عنيها بحبها ليا زى زمان حبها اللي كان بيخلي عنيها تلمع أول ماتشوفني
وإستطرد بحزن أشد: أنا عارف إنى هاتوجع في فراقها بس مع الوقت هاتعود وهاتبقى بالنسبة لى ذكرى كمان أنا هاروح لوالدها النهارده وبكره لأني عرفت إنه حالته هاتتحسن على بكره وبإذن الله بعد بكره أكون إنتقلت المحل التاني
عمرو بمحاولة يائسه: بلاش تسرع ياغمر لبنى عمرها ماهتبقى ذكرى بالنسبه لك لأنها فى قلبك مش فى عقلك
غمر بحزن: كدا أحسن لينا إحنا الإثنين ياعمرو
قطع كلامهم أذان الظهر

ذهبت إلى مسجد المشفى لتصلي الظهر وفي سجودها بكيت كثيرا وأطالت فى دعاءها لوالدها بالشفاء والعوده إليهم سالما معافا وطلبت من الله أن تزول الغمه التى أطبقت على قلبها والتى تسببت فى قسوة قلبها وبكت بدموع حاره ودعت الله أن يلهمها الصواب وأنهت صلاتها وذهبت إلى أمها وبياض عينيها جمرا
وردة بقلق: مال عينيك يالبنى عامله كدا ليه
لبنى وهى تمسح عينيها: مافيش ياأمي وأنا باتوضي الميه دخلت فيهم
لمحت وردة الأم التى تعرف إبنتها بكذبها فجذبتها وضمتها إلى صدرها وربتت على ظهرها
وبعد نصف ساعة
وردة بحنو: مش هاتروحي دروسك يابنتي
لبنى بضيق: ماليش دماغ أروح مكان وبابا تعبان وبعدين منار ولينا جايين النهارده وهيجيبوا مذكرات الحصص اللى ماحضرتهاش
أومات وردة برأسها بأسى على حال إبنتها وزوجها
فتحت هاتفها وفتحت بيانات الإتصال بالنت وفتحت صفحتها الشخصية وكتبت مشاركة تحتوي على
" يامن توهم أني لست ذاكره والله يعلم أني لست أنساه وإن غاب عن عيني ففي القلب مسكنه ومن يسكن القلب فكيف العين تنساه؟ "

دخل محمد المكتب وجده يجلس وبيده بعض الملفات
محمد بفرح: غمور حبيبي أخيرا نولت الرضى السامى
غمر بإبتسامه: أه يا سيدى بعد ماعذبتنى
إحتضن محمد غمر وسلم عليه بحرارة
محمد بفرح: نوجا هاتفرح أوي لما تعرف إنك رجعت المحل
غمر بخبث: سبقتك وقولتها وأخرج لسانه
محمد بمرح: يللا ياأهبل
غمر بمرح هو الآخر: نوجا قالت كلنا هبل
محمد بمكر: شفت خليناها تتجنن إزاي لما تجمعنا إحنا الأربعه
غمر بمرح: أنا كنت حاسس إني هي لحظه وهاتصوت وتقولنا برا
ضحك غمر ومحمد ضحك كثيرا
محمد: بقولك إيه تعالى إتغدي معانا النهارده
غمر: خليها بكره علشان ستي أكدت عليا أتغدي معاها النهارده
محمد بمرح: أيوه ياعم نونو راضيه عنك
غمر بمرح: آه لو تسمعك وإنت بتقول نونو هاتشعلقك
ضحك محمد ضحكته القوية وقضى غمر مع أخيه وقت كله ود ومرح وكأن الله يعوضه عمافعلته به لبنى نزل من المحل يقصد بيت جدته لتناول الغداء معها ويذهب إلى المشفى

دخل البيت فطارت إلى أنفه رائحه الطعام الذي يحبه ولكن هذه رائحه أكل جدته فهل قامت بنفسها لتعد الغداء له اليوم ذهب إلى المطبخ لم يجد أحد ولكن كان الطعام مازال على الموقد لينضج رفع غطاء آنية الأرز فكانت عادته أنه يحب الأرز وهو نصف ناضج
غمر وهو يحدث نفسه:
" يارب ماما ماتشوفني وتناول طبق بيده وكأنه لص وبهدوء غرف قليلا منه فى الطبق
نزلت نور بمساعدة صباح
نور بإبتسامه: ريحة الواد غمر هنا بس هو فين
أشارت لصباح بالصمت وهبطت الدرج دون إحداث صوت
نظرت من طرف باب المطبخ فوجدته يتناول الأرز كعادته وكادت تنفجر ضاحكة ولكنها كتمت ضحكتها وأشارت لصباح بأن تذهب إلى الطابق العلوى لتنهى عملها ودخلت المطبخ فجأة وهى تتصنع الجدية وضربته على رأسه ضربه خفيفه وأمسكته من أذنه.
غمر متفاجأ ومتألما: خلاص خلاص آخر مره والله ياماما
نور بحزم مصطنع: مش أنا قايلالك ماتعملش كدا علشان معدتك ماتتعبش
ولم تتحمل هيئته وهو يقف هكذا أكثر من ذلك وإنفجرت ضاحكه: لسه العاده دي فيك
غمر بإبتسامه: بأموت فيه كدا ماما بالله عليكي ناكل دلوقتى وهو سخن كدا
نور هاتفه: وبعد كدا تاكل نص الطبق وتقولي أصلي نفسيتي تعبانه
غمر بإبتسامه شاحبه: بصراحه ريحة أكلك يانونو هاتجنني
فإبتسمت نور إبتسامة رضا وأمرت صباح بأن تعد المائده وتناول طبقه بأكمله مما أسعد نور
ذهب قاصدا المشفى
كانت تقف على باب المشفى هي ومنار ولكن حينما رأت سيارته تقترب من على بعد وكيف تنسى سيارته وقد ركبتها معه من قبل
لينا بمكر: إسبقي إنتي وأنا هاجيب حاجه من الكافيتريا
أومأت منار برأسها وصعدت حيث غرفة العناية المركزة صف سيارته وفى طريقه ليصعد وجد لينا وكأنها تبحث عن شئ في حقيبتها
غمر بإستفهام: لينا إزيك في حاجه ضايعه منك
لينا بتنهيدة: الحمدلله لقيته كنت فاكراه ضاع
وأخرجت الهاتف إبتسم غمر وكانت تنظر من فوق فوجدته يقف مع لينا وظهرت على ثغره إبتسامه فتوعدت له
منار بخبث: مالك يابنتى فى إيه
لبنى وقد كسا وجهها الغضب: مافيش
صعد غمر ولينا وأثناء دخولهم الطابق الذى تقع فيه غرفة العناية ألقت عليه نكته جعلته يضحك ضحكته الساحرة إشتعل وجه لبنى غضبا وإحمرت وجنتاها
وردة بحنو: غمر جاى هناك دا شكله جاي مع قريبته
غمر بإبتسامه: مساء الخير يا ماما عمى عامل إيه النهارده
وردة بإبتسامه حانيه: الحمدلله ياحبيبي
نظر إلي لبنى التي كانت تصليه بنظراتها الناريه
لبنى بإبتسامه مصطنعة: ماما هانزل أجيب حاجه من الكافيتريا ممكن غمر ييجي معايا علشان في واحد الصبح ضايقني هناك وخايفه يكون موجود
وردة بقلق: طيب معلش روح معاها ياغمر بس بلاش مشاكل بالله عليكم
نظر غمر إلى لبنى بتوجس: إتفضلى
نزلت لبنى وغمر ولكنه وجدها تتجه نحو حديقة المشفى
لبنى بغضب: إنت جاي مع مين
غمر ببراءة: لوحدي
لبنى بغضب: هاكرر السؤال تاني جاي مع مين
غمر بعصبيه: جاي لوحدي بأقولك
لبنى بعصبيه وقد إرتفع صوتها: ماتكدبش إنت جاي مع لينا
غمر بغضب وحزم: ماتعليش صوتك قدامى تانى إنتى فاهمه قولتلك أنا مابكدبش أنا جاي لوحدي وقابلتها على الباب كانت واقفه تدور على موبايلها وبعدين طلعنا سوا
لبنى وهي تدب بقدمها على الأرض كالأطفال الغاضبة والدموع تغشى عينيها: أنا شايفاك من فوق وإنت ماشى معاها وبتضحكوا سوا إنت بيضايقني لييييه
غمر: والله ما كان أقصدي ولا كنت أعرف إنها هنا
لبنى وهى تجز على أسنانها وقد ضيقت عيناها بمكر: يعني ماتصلتش قولتها إنك جاي
غمر بحزم هاتفا: لأ محصلش
لبنى بضيق: عارف لو بتكدب هاعمل فيك إيه
غمر بخوف مصطنع وسخرية: إبقى إضربينى مسطرتين على ضهر إيدى ياأبله
لبنى بغضب طفولى: إنت بتتريق عليا ياغمر
غمر مزمجرا بصوت أرعبها: دقيقه واحدة وألقاكى فوق فاهمه يللا
خافت لبنى وأسرعت إلى الداخل ومشت بخطوات سريعه ووراءها غمر يتابعها بإبتسامه
منار وهى توجه حديثها إلى لينا بمكر: إنتي إتاخرتي ليه مش قولتي هاتجيبي حاجه من الكافيتريا وتطلعي ولا لازم الدلع دا مع غمر
ورده بتدخل: وفيها إيه يابنتي مش قريبته
لبنى لمنار بإستفهام: هو إنتم جايين مع بعض
منار بخبث: أيوه
نظرت لغمر بإبتسامه خجل وندم
نظر لها غمر نظرة توعد بأنه سيعاقبها وبشده على مافعلت فأطرقت برأسها لأسفل في خجل
أحس بقلبه يرفرف فرحا بعودة حبيبته وطفلته وملاكه متربعة على عرش قلبه ومقررا أن يحول دفة قلبه إليها مرة أخرى ولن يتركها إلا وقد أزال ما بينهما من سوء فهم
فتح هاتفه المحمول وفتح بيانات النت وقرأ آخر مشاركه لها فإبتسم في نفسه وكانت فى حوار جانبى مع منار ولينا عن الدروس الذي فاتتها
وأخذ يفكر فى حبها له وغيرتها عليه وعصبيتها وحنانها وكيف أن هذه الطفلة فى قلبها وبراءتها فتاه بالغه من العمر 18 عام
" سيكون قلبى قاربا وحبى مجدافا لتصلى بهما إلى بر سعادتك وهنائك يامن ملكت قلبى وكيانى
سأتحمل عنادك ولكن تحملي أنتي أيضا غرورى
أحبك أيتها الطفله العنيدة البريئة ".


look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:08 مساءً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل الرابع العشرون

إقترب غمر من أم لبنى
غمر بحب: ماما إتغديتوا
وردة بحنو: أه ياحبيبي وإنت
غمر: أه إتغديت
أخذت منار لبنى وإبتعدت دون أن يلاحظ أحد ولكن عيون الصقر تراقبها بكل مكان
منار بنفاذ صبر: إتصالحتم هزت رأسها بالنفى
منار بغضب: ليه
جاءها صوت من الخلف: علشان الهانم عنيده وعايزه تتكسر دماغها
أطرقت منار رأسها لأسفل بخجل وهرولت بعيدا فإنفجر غمر ضاحكا وحدقت لبنى في وجهه لترى ضحكته التي تحمل معاني كثيرة؛ ففي كل يوم إبتسامة فرح إبتسامه خجل وحياء إبتسامة حنو إبتسامة حزينه إبتسامة شغف المحب
" أحبك ياغمر بكل جوارحى بكل نبضه فى قلبي الذى لم يمتلكه أحد قبلك ولن يمتلكه أحد غيرك
لاأعلم كيف أصبحت متربعا هكذا على عرش قلبى لاأعلم كيف سحرنى حبك فأضحكنى وأبكانى وأبعدنى وقربنى وأقلقنى وطمأننى ماهذا الجنون!؟ أما له من شفاء !؟ "
نظر لها غمر مبتسما متسائلا بعينيه حين وجدها وقد شردت تتفرس في ملامح وجهه ولاحظ لمعة الحب التى يعرفها ويعشقها تشع من عينيها البندقيتين
أفاقت على إبتسامته فأطرقت رأسها لأسفل بخجل وقد إحمرت وجنتاها



غمر بحب: لبنى
رفعت رأسها ونظرت إليه بإبتسامه خجله طالما أسرت قلبه هذه الإبتسامه الساحرة ودون أن تنطق: ...
غمر وقد لمعت عيناه هامسا: بحبك
لبنى وقد إشتعل وجهها إحمرارا وخجلا: وأنا كمان ... بحبك
غمر بفرحة وقد نسى نفسه هاتفا: أخيرا ...
وتلفتا الإثنين خوفا أن يكون سمعه أحد فى طرقة العنايه بالمشفى
وإستطرد هامسا: أخيرا قلبى رجعلى تانى
لبنى ببراءة: ليه هو قلبك كان فين
غمر بإبتسامه: كان مخاصمنى ومدوخنى وراه وكل ماأحاول أصالحه يبعد عنى أكتر وكنت بأدعى ربنا يلم شملنا ويبقى ملكى بجد وأحطه بين ضلوعى علشان أضمن مايسبنيش تانى
وإستطرد غمر بحب: عرفتى مين هو قلبى
أومأت لبنى برأسها وقد إحمرت وجنتاها متفرسة فى وجهه ولمعة عينيها يشع منهما سحر الحب: ...
أفاقت لبنى على صوت وردة التى كانت قد إنشغلت بالحديث مع منار وتشير إليها بأن إيمان تريدها فى حجرتها إستأذنت من غمر على عجل وهرولت لإيمان فى حجرتها
قرعت باب الغرفة وسمعت صوت الحاجة وفاء تأذن لها بالدخول: إتفضلى يالبنى
دلفت لبنى إلى داخل الغرفة وقبلت جبين إيمان المستلقيه برضا على سريرها الأبيض تحت دثارها وقد إمتلأ وجهها الشاحب نورا وبهاءا وعلى ثغرها إبتسامة وضاءه تشيع البهجه والطمأنينه لكل من حولها
جلست لبنى على المقعد المجاور لها فأمسكت إيمان بيدها وهى مازالت مبتسمه
إيمان بصوت ضعيف: حاسه إن وشك منور وعينك بتلمع
لبنى بإبتسامه أنارت وجهها: أنا وغمر إتصالحنا الحمد لله
إيمان بإبتسامتها الملائكية: إنتى عارفه يالبنى أنا بحبك قد إيه؟
لبنى بحب وهى تضحك: قد الدنيا طبعا
إيمان ببراءة صافيه: بحبك حب مالوش علاقة بالدنيا أنا بحبك فى الله والحب فى الله يعنى حب خالص لوجه الله مالوش علاقة لابمنفعة ولامصلحة دا ليه علاقة بس بالله حاسه إنك أختى من دمى ونفسى ناخد بإيدين بعض للجنه عارفه يعنى إيه
أومأت لها لبنى بالنفى وهى تصغى لكلامها الساحر بكل حواسها
إستطردت إيمان وإبتسامتها الملائكيه لاتفارقها: يعنى زى ماإحنا إخوات فى الدنيا هانكون إخوات برضه فى الجنه عارفه يالبنى أنا شوفتك إمبارح بس لكن حاسه إنى أعرفك من زمان وإرادة ربنا إنى أقابلك وأنا ماشيه
نظرت إليها لبنى وقد إمتلأت عيناها بالدموع وهتفت بلهفه: ماتقوليش كدا ياإيمان إنتى هاتبقى كويسه وهاتقومى بالسلامه وعلى فكرة كل اللى قولتيه أنا حاسه بيه برضه بأحس إنى بأمان وقلبى بيهدى من أوجاعه لما بأكون معاكى؛ أنا كمان ماصدقت إنى قابلتك
إنسابت دموعها ساخنه على وجنتيها
جذبتها إيمان بضعف وعلى ثغرها إبتسامتها الملائكيه وضمتها بيدين مرتعشتين وأخذت تمسد لها على رأسها وهى تتلو آيات الرقيه بصوت ملائكى مؤثر يمس أوتار القلب قبل الأذن
أغمضت لبنى عينيها وترقرقت دموعها على وجنتيها وقلبها يسكن مطمئنا وكأنها طير تم إطلاق سراحه من محبسه وإنطلق بين السحاب محلقا ناظرا إلى الأرض ليرى كل سجانيه قد صاروا أقزاما فى عينيه
إنتهت إيمان وطبعت قبله رقيقه على جبين لبنى وربتت على وجنتها برقه وحنو ونظرت إلى لبنى مليا وقالت وعلى وجهها إبتسامة شاحبه أكسبتها ملائكيه وجمال نورانى: ماتبقيش تنسينى يالبنى دايما هتلاقينى مستنياكى
ودعتها لبنى وقد إنقبض صدرها وإرتجف قلبها خوفا عليها وخرجت من غرفتها لتجد غمر قد إنصرف

ظهرت إبتسامة على ثغره وهو يتذكر مادار بينهما فى المشفى غير مصدقا ماجرى من أحداث ومازالت نظرة عينيها الخجله الذى يذوب أمامها عشقا وولها تصوب إليه سهام سحرها البرئ
مر اليوم وغمر يطير فرحا فقد عادت إليه مليكته وراق الجو مع جدته كالسابق و أحس لأول مرة بدفئ أحضان أمه الذى ملأ قلبه سعادة لاتوصف وزالت عن قلبه مرارة الحياة وشقوتها حينما جافاه أقرب الناس إليه نجلاء ثم لبنى ثم نور أيتحمل قلبى كل هذه السعادة
" الحمد لله؛ اللهم كمل سعادة قلبى وراحة بالى بلم شملى أنا وحبيبة قلبى ياحنان يامنان "
دعا غمر هذا الدعاء ثم إستلقى على سريره بقلب مطمئن تغمره سعادة لاتوصف وأغمض عينيه وراح فى سبات عميق هادئ

فى اليوم التالي ذهب غمر للمشفى ليطمئن على والد لبنى فوجدها تجلس على إحدى المقاعد الخشبيه في حديقه المشفى وقد شردت بنظرها بعيدا؛ جلس بجوارها دون شعور منها يتأملها فى شرودها
غمر بحب مبتسما: حبيبي بيفكر في إيه
تفاجئت لبنى وإلتفتت إليه وقد وضعت يده على صدرها المرتجف والأخرى على فمها حين وجدته غمر وإبتسمت متنهده براحة ومرح: إنت هنا من إمتى
غمر بمرح: تسع عشر ساعات كدا
لبنى مستنكره بغضب طفولي: لا والله
غمر: بالأمارة حبيبي كان سرحان وبيفكر فيا طبعا
لبنى مبتسمه: ياسلام وعرفتها لوحدك بقه ولا بتقرأ أفكارى
ثم إستطردت وقد تغير وجهها وظهر عليه الضيق: بصراحة مش عارفه أعمل إيه مخنوقه أوي وخايفه؛ فى حاجات كتير فى المنهج واقعه مني والظروف زى ماإنت شايف
غمر بحزن وقد أحس بأنه كان المتسبب الأول فيما حدث: مش المفروض المدرسين هايراجعوا المنهج من أوله الأيام جاية
أومات برأسها موافقه بضيق وهى تزفر بحزن: بس كان نفسي أكون مخلصه وبأراجع معاهم
غمر بجديه وكأنه وجد الحل: طيب كويس راجعي اللي فاتك وأنا ممكن أساعدك
لبنى بمرح: حضرتك كنت جايب كام فى الثانويه وكنت علمي زيي ولا أدبى
غمر بإبتسامه: هاقولك على سر بس يفضل بينا ماشى حتى بعد مانتجوز بإذن الله ومتقوليش لستي
لبنى بتركيز فهى تريد أن تعرف عنه كل شئ: حاضر
غمر متذكرا: أنا كنت علمي وكان مجموعى 97% كان ساعتها مجموعي يدخل هندسه مرتاح المهم أنا كنت عايز أدخل تجارة طبعا ولو قلت لستي كانت رفضت
لبنى بإندهاش: وبعدين عملت إيه
غمر متنحنحا: عكس 97 إيه
لبنى بصدمة: 79
غمر بإبتسامه: قلتلها إني جبت 79%
لبنى بصدمة: يانهاري وعملت إيه
غمر وهو يضحك: عادي إتكسر عليا كرسيين
وزدات ضحكته بشدة
لبنى بضيق: مجنون والله
غمر بجديه: المهم إني حققت حلمي ودخلت تجارة
لبنى: طيب وهي ماطلبتش تشوف النتيجة
غمر وهو يهز رأسه نافيا: لا ماكنتش طايقاني أصلا
لبنى وقد تذكرت شيئا وبلهفه: هى الساعه كام دلوقت
نظر غمر إلى ساعته: عشره
قامت من مكانها وإتجهت للباب المؤدى للمشفى مسرعة وهى تقول له: زمان بابا فاق
ذهب غمر وراءها بخطوات ثابته إقترب من الغرفه ووضع يده على المقبض ولكن توقف ورجع وجلس إلى أحد المقاعد أمام باب الغرفه وقد تحرج من الدخول

إحتضنت أبيها الذى إنتقل إلى غرفته قبل وصول لبنى بدقائق بشوق وقد إمتلأت عينيها بدموع الفرحه على سلامته
لبنى بفرح: ألف سلامة عليك يا حبيبي
عادل بإبتسامه شاحبه وصوت منهك: الله يسلمك ياحبيبتي
وردة بفرحة: ربنا يخليك لينا ياأبو لبنى ومانتحرمش منك أبدا وترجع تنور بيتك من تانى
ثم استطردت مستفهمه: لبنى ماشوفتيش غمر مش عادته يتأخر كدا
لبنى بإرتباك دارته سريعا: كنت شايفاه داخل من باب المستشفى وأنا داخله
عادل بإستفهام: غمر مين
روت له وردة ماحدث في الأيام الأخيرة ووقوف غمر معهم
عادل بإعجاب: هو لسه فى شباب بالشهامه دي الأيام دى
وردة بحنو: دا علشان طيبتك ربنا وقف لنا الطيبين اللي زيك
إبتسم لها عادل وأسند رأسه ليرتاح قليلا
فتحت وردة الباب لسؤال الطبيب عن حالة زوجها وميعاد خروجه فإذا بها تجد غمر جالسا على مقعد أمام الغرفه فوقف بسرعة ونظر إليها مبتسما وبخجل وبصوت مرتبك: الحمد لله على سلامة عمى
وردة بإستنكار وحنو: إنت قاعد برا ليه ياحبيبي مادخلتش أول ماجيت ليه
غمر وقد زاد إرتباكه خجلا من والدها: بصراحه كنت محرج أدخل وعمى مايعرفنيش
وردة بإبتسامه حانيه: تتحرج إزاى دا عمك عادل عايز يشوفك ويشكرك على اللى عملته معانا إتفضل إتفضل
وفتحت الباب ودخل غمر مرتبكا إعتدل عادل في جلسته وتذكر غمر
عادل بإبتسامه وإمتنان: تعالى يابني إتفضل أدخل
دخل غمر وسلم على عادل وهنأه على سلامته وجلس على مقعد قريب منه وتعلو وجهه إبتسامة صغيرة عادل بإمتنان: والله يابني ماعارف أشكرك إزاي على اللي عملته

غمر بإبتسامه خجله: ربنا يبارك في حضرتك وحمدالله على سلامة حضرتك
عادل بإبتسامه: والله يابنى إنت خليتنى أصدق إن الدنيا لسه بخير وبأتمنى إن إبنى محمد يكون بأخلاقك وشهامتك
كانت جلسه ودوده جدا غلب عليها عبارات المديح والمجاملات والشكر حتى جاءت ورده وقد تغير وجهها وأشارت للبنى وقالت لها إيمان عايزه تشوفك أحست لبنى أن فى الأمر شئ غير مطمئن فهرولت إليها
وجدت وفاء تنتظرها على باب غرفة إيمان وقد إمتلأت عينها وبالدموع وتحول بياضها جمرا
لبنى وقد إنقبض قلبها خوفا وبلهفه: فى إيه يا طنط إيمان مالها
إنسابت دموع وفاء ساخنه: إيمان خلاص يالبنى الدكتور قال إنها مسألة وقت وهى عايزه تشوفك إنتى
دخلت لبنى لإيمان وقد تحجرت الدموع فى عينيها وعصت عن النزول وجلست بجانبها متكئه على وسادتها
وضمتها إلى صدرها بدون أى كلام وإنفجرت لبنى فى البكاء ولكنه بكاء مختنق فأخذت إيمان تمسح للبنى دموعها بأناملها المرتعشه وقد علت وجهها إبتسامة رضا وهى تهدأ لبنى بصوت ضعيف: لبنى حبيبتى بتبكى ليه مش قلتلك أنا ماشيه مش عايزه أشوف دموعك
لبنى وقد إختنقت بالبكاء تماما وإحتبس الكلام فى حلقها: ...
إستطردت إيمان هامسه برقه: ماما يالبنى مالهاش حد فى الدنيا بعدى إلا إنتى
صمتت قليلا ثم إستطردت بجديه: ماتسيبهاش يالبنى وصيتى ليكى إعتبريها زى مامتك وإبقى زوريها فيه فى البيت حاجات وصيت ماما إنها هديتى ليكى كان نفسى أعطيهالك بنفسى وإبقى إفتكرينى يالبنى ...
ثم نظرت لأعلى وقد كسا وجهها إبتسامة رضا ونطقت: الحمد لله وأشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...ومالت رأسها
هتفت لبنى بفزع: إيمان ...إيمان
وهرولت إليها وفاء التى إرتمت على جسد إبنتها تقبلها فى كل مكان وبكت لبنى كما لم تبكى من قبل
ماهذا الحب الذى ربط بين لبنى وإيمان فى يومين ..
إنه الحب فى الله؛ ما أعظمه من حب؛ يقذف به الله فى قلوب عباده المختارين ليتحابا فيه حبا لاينتهى بموت أو فراق ولكنه حبا أبديا لايفوقه حب دنيويا تغلب عليه المصالح والشهوات؛ كيف هذا وقد فارقت إيمان الدنيا هذا مانعتقده نحن البشر ولكن مشيئة الله وقدره يفوق خيالنا وعقولنا الضيقه
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير* لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما أتاكم والله لايحب كل مختال فخور" صدق الله العظيم

مرت أربعة أيام وكأنهم سنين كان سيجن لم يراها منذ خروج والدها من المشفى كان يتحدث معها هاتفيا
غمر برجاء: علشان خاطري يالولو وحشتيني أوي ونفسي أشوفك
لبنى بهمس محاولة إقناعه: هاقولهم راحه فين بس
غمر: زي المره اللي فاتت عند منار والله ساعتين هانتكلم شويه وأملى عنيا منك وأروحك على طول
لبنى بتوعد: أيوه على فكرة دا أنا اللى عايزه أعرف منك كنت بتعمل إيه اليومين اللي فاتوا
غمر بحب ومرح: والله هاصعب عليكي ...
دخلت نور فجأة الغرفة فوجدته يتحدث فى الهاتف وكان مستلقى على السرير وإنتفض حين هتفت
نور بحزم وجدية بصوت جهورى: غمر
غمر بإرتباك: أمرك .. أمرك ياماما
نور بحزم وبنفس اللهجه: الغدا جاهز يلا علشان تاكل
غمر: حاضر ... حاضر ياماما
إرتعبت لبنى وألقت بالهاتف وجله من هذا الصوت وأخذت تنظر إليه غير مصدقه أن هذا الصوت المرعب هو صوت جدته
" يالك من مسكين يا غمر عايش مع الجبروت دا إزاى "
لم تمتد يدها للهاتف إلا بعد أن سمعت صوت غمر يهتف: لبنى .. لبنى
إمتدت يدها متردده ملتقطه الهاتف وقد إحمر وجهها خوفا وهلعا وبهمس: هو ده صوت ستك
غمر مبتسما: أيوه صوتها مالك خوفتي
لبنى بإرتباك وتلعثم: لا ..لا مش خايفه خالص يللا ...يللا إنزل علشان تاكل
غمر بحب: هتوحشيني الشويه دول ياقمر
لبنى بحنو: وإنت كمان ياقلبى
هبط غمر الدرج سريعا وهو فى قمة السعادة
نور ناظرة لغمر بغضب: ساعة علشان تنزل
غمر بحنو: بقيت عصبي أوي يانونو وبقيت قاسي على غمور
نور: كل بعقلي حلاوة يابن نصر عامل زي أبوك الله يرحمه
غمر بإبتسامه: الله يرحمه
ثم إستطرد غمر وهو منهمك فى تناول طعامه: ستي أنا مش هاروح المحل بكره على فكرة
نور بإستفهام: ليه فى حاجه
غمر دون أن ينظر إليها: هاخرج مع جماعة أصحابي
نور بخبث: غمور هايسيب أكل عيشه اللي كان بيشتكى لما أخوه ينشغل عنه يوم وياخد أجازه لا لا لا
ثم استطردت نوربسخرية: إتغيرت كتير أوي
شعر بالحرج من كلامها وبضيق: خلاص ياماما هانزل بكره الشغل بلاش الخروجه دى
نور بإبتسامه وسخريه: زعلتى يابيضه
غمر مستنكرا أسلوب السخريه: في إيه ياماما
ضحكت نور ضحكه ملأت الأرجاء
نظر لها غمر بدهشه وهز رأسه متعجبا
نور: كل ياحبيبي كل
تناول غمر الطعام والدهشه تملأ وجهه
نور: بعد ماتخلص أكلك عايزه فنجان قهوة من إيدك
أوما برأسه موافقا

وقف كل منهما أمام مرآته يختار أجمل ماعنده ليرتديه ويضع عطره الخاص به
أخذ غمر مفاتيحه وهبط الدرج وكان فى غاية الأناقة والسعادة
نور بإبتسامه وحنو: الله الله على الشياكة
غمر بإبتسامه وخجل: إيه رأيك يانونو حلو الطقم دا
نور وهي تغمز بعينها: آخر شياكة ياقلب نونو
خرج غمر وهو فى قمه السعادة وإلتقى بمليكة قلبه التى كانت فى قمة الجمال
غمر بإبتسامه: إيه الشياكة والجمال دا؛ لا لا أنا هاحسد نفسى؛ بقى القمر دا بتاعى
إحمرت وجنتاها ولمعت عينيها وبإبتسامه خجله: لسه مابقاش بتاعك
غمر وقد زادت إبتسامته وبإصرار العنيد: بتاعتى وملكى وبكره تشوفى هاتبقى بتاعتى إزاى
أطرقت رأسها لأسفل بخجل وقد إشتعلت وجنتاها إحمرارا: ...
غمر بحنو وحب: تحبي تروحي فين ياعمر وقلب غمر
لبنى بعد برهة تفكير: المكان الهادي اللي روحناه المره اللي فاتت علشان أعرف أتكلم معاك وأحاسبك كويس على الأيام اللي فاتت
غمر وقد إصطنع الخوف: النهارده شكله كدا هايكون ملبد بالغيوم والزعابيب
ضحكت لبنى ببراءة وقد علا صوتها قليلا
غمر وقد إحمر وجهه غضبا وهتف: إيه دا يالبنى ماينفعش كدا إحنا فى مكان عام والناس بتبص علينا إياكي تضحكي كدا تاني إنتي فاهمه
لبنى بحنق وصوت مختنق: فاهمه
ذهبا إلى مكانهما المفضل فى الحديقة وكانت مازالت غاضبة منه بسب نهره لها
جلسا على الأرض العشبية الخضراء
غمر: مالك وشك قلب ليه كدا
لبنى بحنق: إسمها متضايقه ليه مش وشك قلب
زفر غمر بضيق ونظر للنيل أمامه وأخذ نفسا عميقا وساد الصمت بينهما لمده وجيزه ثم نظر إليها مبتسما غمر بحنو: أسف لأني إتعصبت بس إنتى عارفه أنا بأغير عليكي قد إيه ومابحبش حد يسمع ضحكتك خالص ولا يشوفك أصلا
لبنى بغضب طفولى: عارف بعد كدا لو إتعصبت وإتكلمت معايا كدا هاخصمك يومين وهاتهون عليا ساعتها غمر مبتسما لطفلته الشقيه: اللي تشوفيه يابطه بقيتى عادى تخاصمينى وتبعدى عنى وقت ماتحبى

لبنى مبتسمه: بطه هههههههه حلوة بطه دى وبعدين أنا قولتلك هاخاصمك يومين بس وماقولتش هابعد عنك
غمر بحب: ماشى يالبنى عموما مهما عملتى أنا بحبك وهافضل أحبك حتى وإنتى مخاصمانى
لبنى وقد ضيقت عيناها: ايون أيون إعمل فيها برئ وأنا اللى هابقى قاسيه بقى ووحشه عموما أنا كدا قاسيه وقلبها حجر كمان
وأخرجت له لسانها بشقاوة وبراءة جعلته ينظر إليها وتظهر على وجهه إبتسامه كان يحاول إخفاءها ولكنه فشل فى إخفاؤها بسبب تصرفاتها الطفولية
لبنى بتحفز وقد ضيقت عينيها: تعالى هنا إحكيلي كل حاجه حصلت فى الأيام اللى فاتت وإنت بعيد عنى إتفضل وعلى الله تنسى حرف
غمر بإبتسامه عذبه: حاضر حاضر ياعم المباحث
روي لها كل ما مر به من أحداث في الأيام الماضية عدا صفعة جدته
لبنى متفاجأه بدهشه: بجد يعني إتصالحت مع مامتك وبعدين هوب تقلب عليك ستك
غمر متصنعا الحزن: أه ياأختي تحسي إن هو ذنبك
ضحكت لبنى ضحكه مرحه: أحسن تستاهل
غمر بنظرة شوق: جننتي أهلي أعمل إيه بس فى حبك اللي مقطعنى ده أنا عمري ماعشت أيام أسوأ من الأيام اللي فاتت دي وإنتى بعيده عنى
لبنى بحزن متألمه: أنا كمان عشت أيام وحشه أوي كنت بأتعذب في بعدك وفي نفس الوقت كنت زعلانة منك أوي وصعبانه على نفسى منك وكنت حاسه إنك واحد ماعرفوش

غمر بحزن: لسه شايله مني يالبني
لبنى بدون تردد: إنت الوحيد اللي ظلمتنى وجيت عليا ومع ذلك فضل حبك مسيطر عليا أكنى مسحورة بيك
غمر بحنو: مش قادر أقولك غير إني بحبك أوي ونفسي أسعدك وأعوضك عن أى إساءة إتسببت فيها ليكى
لبنى بحنو: ربنا مايحرمني من وجودك في حياتي أبدا
أضاءت شاشة هاتفه
غمر: ألو أيوه يامعلم بتقول إيه أنا جاي حالا حاضر حاضر سلام
فتح غمر دولابه الخاص به وأخذ مسدسه وإنطلق سريعا


look/images/icons/i1.gif رواية زواج مع سبق الإصرار
  28-02-2022 03:09 مساءً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل الخامس العشرون

لبنى بحنو: ربنا مايحرمني من وجودك في حياتي ابدا

كان يجلس على حافه السرير يبعث في هاتفه كعادته

أضاءت شاشة هاتفه
غمر: الو ايوه يامعلم بتقول ايه انا جاي حالا حاضر حاضر سلام

فتح غمر دولابه الخاص به وأخذ مسدسه وإنطلق سريعا لمكان المشاجره القائمه بينهم وبين أولاد خالته كما وصفه له محمد والتى كانت بسبب إعتدائهم على أخيهم ياسين
خرجت نورمن غرفة المكتب: صباح صباح
صباح: نعم ياحاجه
نور بإستفهام: هو غمر اللي مشى ده
صباح: أيوه ياحاجه
نور بإستغراب: غريبه رايح فين دلوقتى ربنا يستر


تطورت المشاجرة وإحتد الخلاف بينهم بشدة حتى وصلت وكأنها معركة بالفعل
ظهر طيفها من بعيد تهرول لتقف بين المتجمهرين تتابع الأحداث عن كثب وهى فى حالة من الذهول غير مصدقه أن الشخص الذى تراه مكفهرا الوجه ويعتريه كل هذا الغضب وهو يكيل اللكمات لشاب بمنتهى القسوة هو نفسه غمر؛ فإرتعبت وإرتج قلبها بشدة بين جنابتها وسألت نفسها:
" أهذا هو غمر صاحب أحن وأرق قلب "
وإنهمرت دموعها وإختلطت مشاعرها بين الخوف عليه ومنه وكأن الذى أمامها وتراه شخصا آخر

إرتدت ملابسها على عجل وأحكمت حجابها وإرتدت نظارتها الشمسيه التى أخفت بها جزءا كبيرا من وجهها ونزلت مسرعة تهرول إثر سماعها خبر ما يحدث ووصلت لمكان المشاجرة وكانت قد تحولت إلى مايشبه المعركة وهناك وجدت أولادها الأربعة وقد تطورت الأمور وتصاعدت الأحداث بينهم وبين أولاد خالتهم ثريا وكان بالطبع لهم الغلبه؛ دخلت وتوسطت الطرفين وصرخت فيهم جميعا بأعلى صوتها: إيه اللى بتعملوه دا إنتوا إتجننتوا
إلتفت الإخوة الأربعه لمصدر صوت أمهم الذى فاجأهم وإنتابهم حاله من الذهول بل ومن الصدمه فأطرقوا رؤوسهم لأسفل وأسرعوا إليها والتفوا حولها
وكانت عيون المتجمهرين مسلطه على المرأة التى وقف لها الجميع بإحترام ورهبه متسائلين فيما بينهم وقد إنتابهم الفضول؛ أما لبنى رغم دموعها المترقرقه على وجنتيها لم يقل فضولها عنى باقى الناس وسألت نفسها:
" يا ترى مين الست دى اللى سيطرت على اللى فى الخناقة كلهم فى لحظه كدا "
وجائها الرد سريعا من تساؤل أحد المتجمهرين وهو يسأل الأخر:هى مين الست دى
ردالآخر بإستنكار: إنت مش عارف دي مين؛ دى نجلاء العمري أمهم
تلقت هذه الصدمه بذهول أكبر وأقوى من تأثرها مما يحدث أمامها من مشاجرات ومشاحنات وأخذت تحدث نفسها:
" نجلاء العمري أمه؛ يعنى غمر من عيلة العمري؛ يعنى دا مش تشابه أسماء "
وإنسابت دموعها على وجنتيها بغزارة أكثر وإستطردت فى نفسها:
" يعنى كل شئ كدا إنتهى "
لفت نظرها أكثر حين إنتبهت لغمر وإخوته وأبناء خالتهم كيف يقفوا أمامها إحتراما؛ ثم سمعت صوت غمر وهو يرد على أمه بغضب: بيضربوا أخونا ياأمى وعايزانا نسكت لهم

وصلت خالتهم هى الأخرى وذهبت لأولادها
نجلاء والغضب يكسو وجهها: مش عايزه أسمع ولا نفس ولا كلمه واحده؛ فينك يانصر تيجي تشوف عيالك بس والله لما نروح لأخليكم عبرة بتتخناقوا وبالسلاح كمان
ثم استطردت ونظرت لأختها وقد إشتعلت غضبا: خدي ولادك وإمشي ياثريا وكبار العيله يبقوا يقعدوا مع بعض يحلوا الموضوع دا
إنصاعت ثريا لأوامر أختها الكبيرة وأخذت أولادها وإنصرفت
نجلاء وهى تنظر لأولادها شذرا وبغضب: قدامي على البيت منك ليه
مشيت نجلاء وحين إلتفت غمر ليتبع أمه وهو يحيط كتفى ياسين بيديه؛ لمح فجأة لبنى وسط جموع الناس وقد إمتلأت عينيها ووجهها بالدموع وحين إلتقت عيناهما وجدها تفر مسرعة باكيه؛ فتملكته الدهشه حين رأى آيات الحزن والألم والبكاء على وجهها وسأل نفسه:
" هى أكيد بتعيط علشان خايفة وقلقانه عليا "
فإبتسم لنفسه سعيدا ومنتشيا بهذا الشعور؛ صعد الإخوة الأربعه إلى شقة أمهم
عبدالله بهمس لإخوته: أمكم هتخلي ليلة اللي جابونا سودا
ثم استطرد بمكر وهو ينظر إلى ياسين: دا إنت هاتتعلق النهارده يامعلم
ياسين بخوف مرتبكا: والله ما أنا اللى غلطان
محمد مستنكرا بهمس: إنت بتتكلم فى إيه بعد ما شافتنا وإحنا رافعين السلاح
غمر ساخرا بهمس: دي لسه ستي لما تعرف كمان
فتحت باب الشقه وأمرت زوجة محمد وزوجة عبدالله بالصعود لشقة كل منهما وعدم نزولهم أو أولادهم إرتعبت ملك وياسمين وأخذت كل منهن أولادهن وذهبت كل منهن إلى شقتها
خلعت عباءتها التى إرتدتها على عجل فوق ملابس البيت وبدون أن تتكلم أمسكت بيد ياسين بقوة ودفعته أمامها إلى غرفته بقسوة وسط توسلاته ومحاولته شرح ماحدث وأنه لم يخطئ

تبعها غمر يرجوها: ياأمي طب إسمعي ياسين هومغلطش
لم تلتفت إليه وكأنه والعدم سواء وأغلقت الباب
إلتفت إليه عبدالله مشيرا له بيده: إنسى إنها تسمع لحد منا خلاص دلوقتى هاتفرغ شحنة الغضب اللي جواها الأول فى ياسين وبعدين تبقى تسمع
وتعالت صيحات وتوسلات ياسين مع صوت صفعاتها الشديده له
نجلاء وهى تصرخ: لو كان أبوك عايش ماكنتش هاتبقى بالدلع دا لو كان رأفت عايش كان جابك تحت رجليه وموتك أنا اللي دلعتك
ياسين متألما: والله ياأمي ماغلط طيب خلاص آآآآه ... خلاص ... والله .. والله ماهنزل من البيت تاني
تألم غمر لألم أخيه وتذكر كيف كانت جدته تعاقبه وهو يتوسل إليها ان ترحمه
وإنتفض غمر فجأة بغضب: محمد في مفتاح تاني للأوضة دي
محمد بحزن: أه ياغمر فوق الثلاجه بس بلاش أحسن لك علشان هي متعصبه أوي وممكن تقلب عليك
عبدالله مستنكرا: فعلا دي أول مره أشوفها بالعصبيةدى وتمد إيدها على ياسين
لم يلتفت أو يسمع إليهم وإنطلق لمكان الثلاجه وأحضر المفتاح وفتح باب الغرفه ودخل وسط دهشة أخويه نجلاء بغضب وقد تطاير شرره لغمر: إنت إيه اللي دخلك هنا
نظر غمر إلى ياسين الذي أسرع للإحتماء به بمجرد رؤيته
ياسين باكيا وبتوسل: بالله عليك ياغمر ماتسيبني والله ماغلط ياأمي
غمر برجاء: علشان خاطري كفاية ياأمي أنا أول مره أطلب منك حاجه
خرجت نجلاء من غرفة ياسين مكفهرة الوجه وأخذ غمر أخاه إلي سريره ودثره بالغطاء
غمر محزونا لألم أخيه: نام دلوقت وإرتاح هي على الصبح هاتكون هديت
أوما له ياسين برأسه وخرج غمر مستعدا لتلقى هو الآخر عقابه
بمجرد خروج نجلاء من الغرفة إتجهت لمحمد وقبضت على كتفيه بكلتا يديها وأخذت تهزه بعنف وغضب صارخه فى وجهه: بقى اللى هايبقى كبير العيله بعد ستك يروح يرفع السلاح بدل ماتعقل إخواتك وتحل المشكله كنت عايز إيه إنت وإخواتك ياإبن العمري يتقتل قتيل وأخسركم يا خسارة تربيتى فيك ياللى كنت بأعتبرك سندنا بعد ربنا والله لأروح لستك إنت وهى تنظر لغمر وأخليها تربيكم من أول وجديد وعلشان تحترم نفسك شهر ماأشوفش وشك خالص ونهائي تنزل ملك وبناتها بس وأنا هاعرف أربيك من تانى يالا إتفضل
محمد وهو يقبل يديها بإستعطاف ورجاء: والله ياأمي هما اللي استفزوني وخلوني خرجت عن شعوري أنا موافق على كل اللي قولتيه بس بلاش موضوع الشهر ده أنا أسف والله وروحي لستي وخليها تبهدلني بس علشان خاطري
قاطعته نجلاء بغضب: ولا كلمة على شقتك
كانت علاقة محمد بنجلاء علاقه قوية جدا كعلاقة نور بغمر مع الفارق فى أن علاقة نجلاء ومحمد يغلب عليها الحنان أكثر من علاقة نور وغمر التي غلب عليها القسوة والشدة

صعد محمد إلى شقته ودخل غرفه نومه دون أن ينطق مع أحد
نجلاء بغضب لعبد الله: وإنت نفس كلام ياعبدالله مش عايزه أشوفك شهر يالا إنت كمان إتفضل من قدامي
لم يتبقى غيرها وغمر فى البيت ولكنها بالفعل لم تستطع أن تتفوه كلمة عقاب له مثلهم لأنه كان بمثابة الضيف أما بقيتهم فكانوا معها في نفس المنزل وكانت علاقتهما مازالت فى طورها الجديد ولم يكن يريد أى منهما تعكير صفوها بأى توترات أو مؤثرات خارجية
غمر بإبتسامته الساحرة محاولا إزالة التوتر الذى يشوب الموقف: طيب أجرى قبل ماأضرب أنا كمان ولا هاخد شهر ولا هاتعملى إيه بس
جلست نجلاء على الأريكة وهى لاتنظر إليه متنهدة بحرارة وهي تضرب كفا بكف: طيب قولى إنت أعمل فيك إيه
غمر وقد إتسعت إبتسامته: ولا أي حاجه يا ست الكل هاتخديني في حضنك كدا وتطبطبي علي غمور حبيبك وألقى غمر بنفسه فى حضنها فنظرت إليه مشدوهه بتصرفه الذى جعل ثورتها تهدأ فجأة ويزول غضبها وأخذت تستغفر الله وتحمده على سلامة أولادها من هذه المحنة وضمت رأسه إلى صدرها وظلت تربت على ظهره وتمسد شعره فعلاقتها به لاتتحمل فراقا آخر ولا هو يتحمل منها قسوه وكفاه ما عاناه من عذاب
نظرت إليه نجلاء بهدوء وحنو: ينفع اللي عملته ده ياغمر ترفعوا السلاح وعلى مين ولاد خالتكم
غمر بهدوء وجديه: طيب هديتي علشان نعرف نتكلم
أومات برأسها: ...

غمر برزانه: إنتي تصدقي إن ولاد نصر يعملوا كدا غير لما يحاولوا يحلوا الموضوع بكل الوسائل ودى نجلاء بهدوء: طب فهمني إيه اللي حصل
غمر بهدوء: أحمد إبن خالتى ثريا ضرب ياسين علشان ماشى مع واحده سمعتها وحشه ولمجرد إن ياسين بينصحه إن دي ماتنفعش للجواز وتدخل العيله طبعا التاني صعب عليه إن ياسين وكأنه غلط غلطه فظيعة وبدون تفاهم مد إيده على ياسين وطبعا إنتي عارفه إنه عامل زى الطور وإبنك زي العصفورة ومش كدا وبس لأ ييجي ماهر كمان ويكمل عليه ويقوله أصلك تربية نسوان وشتيمة أكتر من كدا والواد لوحده فى وسطهم محمد لما عرف راح لرامي يشتكيله أم شاتم محمد وحتى مغلطش إخواته وفي وسط الخناقه إحنا ماكانش حد فينا هايرفع سلاح ولا حاجه لكن أحمد رفع مطوه على عبدالله وكان عايز يعوره والله ياأمي إحنا لما رفعنا السلاح بعد ماضربناهم كان للتهديد بس علشان مايفكروش يتعرضوا لحد من إخواتى تانى وعلشان صلة الرحم اللى بينا مش أكتر
نجلاء وقد أخذته في حضنها وهى تتوعد: ماشي ياولاد ثريا

في بيت ثريا الشرر
يتطاير من عينى رامى: بقى إحنا يترفع علينا سلاح
أحمد بغضب متوعدا: طيب ياولاد نصر أنا هاعرفكم إزاى ترفعوعلينا السلاح
ماهر بمكر: والله لناخد حقنا بس بطريقة تانيه
ضغط على أزرار هاتفه الخاص به
ماهر بخبث: عايزينها تبقى فضيحة الكل يتحاكي عنها وأغلق الهاتف
رامي مستفهما: هو في إيه
ماهر بضحكه شيطانيه: ياخبر النهارده بفلوس بعد شهر هايبقى ببلاش

ودع أمه وذهب إلى بيت جدته؛ كانت الساعة تدق الثانيه صباحا وجدها تجلس على أريكتها يداعب جفنها النوم جلس غمر بجانبها وقبل يديها
نور متفاجئه وقد إنتبهت: غمر إنت جيت ياحبيبي إنت كويس
غمر بمرح: زي القرد قدامك أهو
نور بنظره حانيه قلقه: إيه اللي حصل وإتخانقت ليه مع عيال ثريا
روي لها غمر كل ماحدث كما رواه لنجلاء وأضاف عليه ماحدث عند نجلاء بعد المشاجرة
نور بغضب وحده: عيال قليلة الأدب ولا يعرفوا حاجه عن التربية المهم أنكم أخدتم حق أخوكم وربتوهم غمر بقلق: زعلانه مني
ربتت على رأسه وقبلتها
نور بإبتسامه حانيه: لا ياحبيبي دا نور عينى يلا ياواد نقوم ننام دا إنت قلقتني عليك خالص
ثم إستطردت مبتسمه بمك: أنا عارفه إمتى بقى هتتجوز وأطمن عليك ويشيل همك بدالى
غمر بإبتسامه: طب وحياتي عندك حتى لو إتجوزت اللى هاتجوزها دى هاتخاف عليا زيك كدا
نور بإبتسامه مشرقه: وأكتر مني كمان ياحبيبي
صعدا إلى غرفتيهما ودخل غمر وأبدل ملابسه وألتقط هاتفه وضغط أزراره برقم لبنى التى لم تستجب لإتصاله
غمر محدثا نفسه: " ممكن تكون نايمة بلاش أزعجها "
ضبط منبهه الخاص على وقت صلاة القيام وألقى نفسه على سريره وراح في سبات عميق

نظرت إلى شاشة هاتفها التي أضاءت برقمه وظلت تبكي بشدة وبحسره لاتدرى كيف ستتصرف أو ماذا ستفعل فى علاقتها المستقبليه بغمر وقررت إعطاء نفسها فرصه لإلتقاط أنفاسها وإتخاذ قرارها بهدوء

أعلنت الجوناء الذهبيه عن نفسها بأشعتها الذهبيه ونهض غمر من نومه وتوضئ وصلى الضحى وقبل رأس جدته وإنصرف لعمله
أما لبنى فلم تذق عينيها للنوم طعما
جلس غمر على كرسي مكتبه عابس الوجه دخل عليه عمرو
عمرو بإبتسامه المعهوده: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غمر مازال عابسا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عمرو بمرح: مالك يابنى إنت إتظبت فى الخناقه إمبارح ولا إيه دا أنا سمعت إنكم قطعتم ولاد خالتكم
غمر بحنق: إتصلت بلبنى إمبارح وماردتش
عمرو: عادي يمكن كانت نايمة ولا حاجة
غمر بضيق: مش عارف بس هي متعودة تصلي القيام والفجر بعدين حتى لو ماسمعتش التليفون لما بتشوف رقمى بترن عليا على طول؛ دى حتى ماهنتش عليها تتصل تتطمن عليا بعد الخناقه

عمروبإستفهام: هي شافتك إمبارح فى الخناقه
أوما غمر برأسه موافقا: ...
صمت عمرو وحدث نفسه:
" ما الذي يدعوها لعدم الرد على غمر "
عمرو بإستفهام: طب إيه مش هاتنزل زمانها هاتعدي دلوقتى
غمر بغضب: لأ طبعا بقولك ماهانش عليها تتطمن عليا وتقولى إنزلها
لم يجرؤ عمرو على معاتبته لأنه كان له كل الحق فى غضبه
نظر غمر من نافذه المحل فلم يجدها مع لينا ومنار فهرول نحوهم وعند دخوله فى الشارع الجانبي
لحقهم غمر وناداهم بلهفه: منار لينا
توقفت منار ولينا حين سمعتا صوته
لينا بحذر مستفهمه: خير ياغمر
غمر بخجل ولهفه مستفهما: لبنى فين
منار بحزن: هو إنتم متخانقين
غمر هز رأسه نافيا: أبدا
منار بحزن: أصلها نزلت معانا وكأنها عايزه تهرب من البيت وقالت إنها عايزه تفضل لوحدها شويه
صعق غمر من كلام منار وإستأذن منهما وذهب سريعا إلى الجراج وركب سيارته وأغمض عينيه وأمال رأسه للخلف وسأل نفسه: " ياترى هاتروح فين ...فين "
وفجأة أشرق وجهه بإبتسامه ماكره وهو يحدث نفسه:
" طالما مكان تبقى فيه لوحدها يبقى عرفته "
وإنطلق بسيارته يسابق الريح لمكانهما المحبب لهما وبالفعل وجدها تجلس هناك فى نفس مكانهما المفضل تتأمل النيل دامعة العينين تترقرق لآلئها على وجنتيها نظر إليها بحزن وأسى وسأل نفسه:
" ليه الحزن دا كله وليه دموعك حصل إيه يخليكى بالحزن دا كله "
توجه غمر إليها حزينا: ممكن أعرف سبب وجود اللؤلؤ على خدود حبيبى
إنتفضت لبنى مفزوعه واضعه يدها على صدرها متفاجئه من وجود غمر
نظرت إليه ودموعها تغشى عينيها: غمر إنت هنا من إمتى
غمر بإبتسامه حانيه وهو يمد يده لها بمنديل: ياااااه ييجى من عشر دقايق كدا
إستجمعت لبنى شجاعتها وجففت دموعها بمنديله ونظرت لعينيه وكأنها تودعهما: غمر
غمر بإبتسامه ساحرة: عيون غمر
لبنى وقد أطرقت رأسها لأسفل: غمر ... إحنا لازم نسيب بعض
نزلت كلمة لبنى على رأسه كالصاعقه ونظر إليها غير مصدقا لما قالته
تصاعدت إلى رأسه الدماء بقوة معلنة عن غضبه لارادع لها ورفع يده وكاد أن يصفعها ولكنه تمالك نفسه وأحكم قبضة يده بقوة حتى إبيضت يده وأشاح بوجهه الذى إشتعل غضبا وأخذ يستجمع هدوءه رويدا

وهى تقف أمامه ترتجف من ردة فعله وقد أحست بكل مايعتمل فى عقله وأنها لم تقدر ردة الفعل هذه عندما نطقت هذه الكلمة البغيضه على قلبه
غمر وهو يستجمع نفسه وهدوءه: ليه عايزه تبعديني عنك ليه دايما عايزه تحسسيني إن علاقتنا زى الريشه اللى فى مهب الريح حصل منى إيه أنا زعلتك فى حاجه ليه بأحس إنك هاتسبينى فى أى لحظة وأسهل حل عندك إنك دايما بتختاريه إنك تبعدى عنى وتعذبينى وتحرمينى من أمنية حياتى إنك تكونى معايا طول العمر
لبنى بغضب هاتفه: علشان أهلك عمرهم ماهايوافقوا على إرتباطنا ببعض
غمر بذهول: ليه يالبنى بتقولى كدا وأهلى مش هايوافقوا ليه
لبنى بحزن وقد فرت عبرة على وجنتها: علشان أنا غريبه عن البلد ومش من أهلها ياغمر
نزلت هذه الكلمة هى الأخرى كصاعقة ثانية ولكنها كانت الأكبر والأقوى

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 17 < 1 5 6 7 8 9 10 11 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية ورقة زواج عرفي زهرة الصبار
14 830 زهرة الصبار
نصائح الآباء قبل الزواج.. كوني واثقة في نفسك لهلوبة
0 252 لهلوبة
كيف تتجنبين زيادة الوزن بعد الزواج؟ لهلوبة
0 247 لهلوبة
حصاد ارتباط وزواج الفنانين .. قصص الحب تنتصر في النهاية لهلوبة
0 368 لهلوبة
اسباب اختفاء الحب بعد الزواج.. الحياة ليست كما نتوقع دائمًا لهلوبة
0 287 لهلوبة

الكلمات الدلالية
رواية ، زواج ، الإصرار ،












الساعة الآن 03:07 AM