خرجت لبنى غاضبة من الفصل وزميلتيها لينا ومنار وراءها لينا ومنار تضحكان لينا بضحك: متنرفز ليه ياجميل لبنى: على المُدرسه المتخلفه دي أنا عايزةأعرف هى طردتنا ليه منار: يابنتي هو كده في مُدرسات دماغها طاقق من غير سبب بيغيروا من البنات اللي زينا لبنى: شكلها هبله أوى لينا: أمال لما ندخل الجامعه بقى وتشوفي الدكاترة بقى و اللى بيعملوه منار: أيوه عندك حق وربنا يهديهم يابنتي دول نسيوا الآخره وإشتروها بالدنيا دا أنا سمعت من أختى إنهم بيلبسوا لبس .. الواحدة تتكسف تلبسه فى البيت ودا طبعا غيره من الطالبات اللي هما المفروض فى سن ولادهم ماهم للأسف مش عايزين يعيشوا سنهم ولا يحترموا المهنة الجليلة اللى بيشتغلوها وإنهم بيبنوا عقول الأجيال الجديدة لبنى وهي تمتم: إلا من رحم ربي مافيش مجال كله شر زي ما فيه الشر فيه الخير منار بإعجاب: بيعجبني عقلك يابنت الإيه فعلا كلامك مظبوط
بعد عدة ساعات نظر في ساعته وجدها الخامسه فهو ميعاد إنصراف المدرسه محمد بلهجته الرجوليه البارده: بتبص في ساعتك ليه غمر بتوتر: لأ مفيش أنا هنزل أمر كدا علشان ضهري وجعني من كتر القاعدة والبص في الورق محمد بنفس اللهجه: ماشي خللي عاطف يطلع لي قهوة وساعة كدا وإتكل إنت على الله روح غمر بإستفهام: هو انت مش هتمشي.؟ محمد: هقفل زي مابقفل بالليل غمر بإشفاق: مش تعب عليك كدا محمد وهو يحدق في الورق: لأ غمر هو يمشي نحو الباب: خلاص براحتك نزل السلم مسرعا غمر: عاطف طلع قهوه للأستاذ محمد عاطف: حاضر ياأستاذ غمر خرج مسرعا خارج المحل وجدها تتطل كالجوناء الذهبيه وإبتسامتها الساحرة لاتفارق شفتيها تتهادى بقوامها الممشوق بخطوات ثابتة واثقة ظل ينظر إليها بشوق وحنين ومازال لا يعلم سببا لهذه المشاعر بداخله ولا مالذى يحدث له عند رؤيتها وما هو سر إنجذابه إليها بهذه الطريقة كل هذه التساؤلات دارت بعقله وهو يراقبها وسط زميلاتها فى تلك الأثناء كان محمد يشرب قهوته وهو ينظر إلى الشارع من خلف زجاج نافذة المكتب والتى تطل على الشارع وإذا به يلاحظ وقوف غمرعلى الرصيف أمام المحل وينظر بإتجاه ثلاث فتيات يمرون من أمام المحل ولكن مالفت نظره نظرات غمر وقد ظهر عليه الهيام واللهفة لدرجة أنه لم يرفع نظره عنهم حتى إختفوا أحس بالغضب وعدم الإرتياح لهذا المنظر وعلى الفور طلب غمر على الهاتف محمد بحدة: إطلعلي حالا وأغلق الهاتف دون الإنتظار لرد أحس غمر بالغضب والإهانه من أسلوب محمد فى كلامه وإغلاق الهاتف فى وجهه فقد كان لا يتحمل المساس بكرامته صعد غمر بعصبيه إلى أخيه غمر بغضب: انا مبحبش حد يعمل معايا الحركه دي حتى لو أخويا الكبير محمد بهدوء: مين الهوانم اللي كنت هيمان على نفسك أوي كدا وإنت بتبص عليهم غمر بتوتر: أنا مكنتش ببص على حد محمد بعصبيه: إنت هتستبهل ياض هو انا مش شايفك عموما اللي بتفكر فيه ده مستحيل غمر: مفيش حاجه تستحيل عليا محمد: ورب العرش ياإبن العمري لو عرفت انك بتلف مع أي بنت ماهيحصلك كويس فاهم نظر غمر له وتركه وغادر للمنزل دخل غرفته ولم يسأل عن جدته لغضبه الشديد منها دخل الغرفه وإرتمي على السرير دون أن يبدل ملابسه غمر: إيه بس اللي بيشدني ليكي إنتي عملتي فيا إيه يابنت اللذينه إنتى أنا اول مرة يحصل معايا كدا بتلخبط لما بشوفها ومبحسش بنفسي لما بتكون قدامي لاحت على ثغره إبتسامه صغيره ولكن تحول وجهه إلى حزن عندما تذكر تهديد أخيه في غرفة نور نور بحزن تحدث نفسها: بقى كدا ياغمر ماشي ياغمر خليك مقموص وبعد عدة أيام وقف غمر كعادته فى نفس المكان أمام المحل وهي ذاهبه إلى المدرسه ولكن هاهي خانته إبتسامته وإرتسمت لها على شفتيه دون أن يشعر فالتفتت له فجأه ورجعت بسرعة خاطفة ونظرت إلى الأرض بإستحياء وقد إحمروجهها وكادت زميلاتها أن يسمعوا دقات قلبها من سرعته وإرتبكت وكادت أن تصطدم بمنار لينا بسخرية: ماله ده بيبصلك ويبتسم كدا ليه إنتى تعرفيه هزت رأسها نافيه منار: بس أنا بشوفه كل يوم واحنا رايحين المدرسة وراجعين بيبص عليكي يالولو لكن النهارده إبتسملك شكله كده باين عليه معجب بيكى ... هييييييييح لبنى بخجل وقد إحمرت وجنتاها: بس يابت خفق قلبها أكثر من كلام صديقتيها وسألت نفسها: هل فعلا هو معجب بى وحاولت أن تنفض هذه التساؤلات من رأسها
دخل البيت وجد جدته أمامه نظر إليها غمر: مساء الخير يا ماما نور بحزن: لسه فاكر إن ماما موجودة معاك فى البيت دمعت عيناها فنظر إلى الأرض خجلا من عدم سؤاله عليها الأيام الماضية غمر بحزن: ياماما أنا عمري مانسيتك وقبل يديها ورأسها غمر بحزن: متزعليش مني أنا أسف سامحيني ربتت على رأسه نور بتهديد: عارف لو عملت نفسك مقموص تاني غمر قاطعا كلامها: مش هاتتكرر صدقيني نور وهي تقبل رأسه: عارفه ياعوضي غمر بمرح: ماما أنا هموت من الجوع نور بمرح: ياطفس لالالا أنا رأيى إنك ترجع مقموص تانى أحسن علشان نوفر أكلك هههههه غمر بحزن مصطنع: ماشي ياست ماما إفتكريها نور بابتسامه: خلاص خلاص تعالى الأكل جاهز يا عيون ماما غمر بحب: حبيبي يا نونو جلسا على السفرة نور وهي تتنحنح: كلمت أمك آخر مره إمتى غمر بهدوء: من يومين تقريبا نور بحزن: ياحبيبي إنت مش بتكلمها كل يوم ليه زي مابتكلم إخواتك البنات غمر بحزن: علشان إتصالي بإخواتي البنات بيفرق معاهم ولو يوم متصلتش بيتصلوا هما ويطمنوا عليا لكن هي إتصالي بيها مش فارق معاها حتى لو متصلتش شهر ترقرت الدموع في عينه ولكن أبت أن تفر من عينيه نور وقد لاحظت الدموع في عينيه وهي تربت على كتفه وغيرت لهجتها إلى المرح: ماتقوم تعملنا قهوة وحشتني قهوتك غمر وهو يمسح بأنامله أسفل عينيه وبابتسامه ليجاريها مرحها: بس كده حاضر يا ست الكل إنتى ئؤمرى جلست نور في شرفة المنزل تتذكر كلامه عن أمه فدمعت عيناها وتساءلت مع نفسها: لماذا تفعل ذلك مع إبنها هل لابد أن تذق الأم مرارة فقدان ولدها حتى يلين قلبها له وتعرف قيمة هذه النعمة التى أنعمها الله عليها كما قال فى كتابه العزيز "المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..."
فرت دمعه شاردة من عينيها حينما تذكرت ولديها اللذان توفاهما الله فى حياتها ووجع قلبها عليهما فى كل لحظة تمر عليها وكم تذوب شوقا إليهما هل عليها بإبتسامته الساحرة تملأ وجهه فقد كان شديد الشبه بوالده كثيرا غمر بإبتسامه: أحلى قهوه لست الكل نور بحزن: غمر عايزه أسألك سؤال بس تجاوب بصراحة توتر غمر وهربت الدماء من عروقه خاف أن تسأل عن تلك الفتاة غمر مصنطع الهدوء: إتفضلي ياماما نور بحزن: إنت حاسس إني أنا السبب في بعدك عن حضن أمك يعنى حاسس إني أخدتك منها غمر بحزن شديد: حضن أمى .. وهوأنا كنت حسيت بحضنها أصلا ولا هى حست بوجودى من أصله تفتكري ياماما هي فاكرة إن عندها ولد إسمه غمر وإنه بقى راجل وعنده 29 سنة ياماما دي ماتعرفش عني أي حاجه ومش ذنبي إني كنت الوسطاني فى إخواتى ولاذنبك إني هربت من مكان مالقيتش فيه ذرة إهتمام عارفه ياماما لو بابا كان عايش أكيد ماكنش هيسمح بكدا أبدا لم يتمالك نفسه ولم يعد قادرا على حبس أنهار الدموعى المتجمدة فى عينيه فبدأ فى البكاء وهويقول من بين دموعه: كان نفسي يبقى معايا دلوقتى وحشني أوي والله وحشتني أوي يابابا وإنهار فى حالة بكاء شديد لم تتحمل الجده هذا الموقف ولم تعد قادرة هى الأخرى على حبس أنهار دموعها الجارية على وجهها حزنا على فراق أولادها فلذات كبدها وقهرا على حفيدها الذى رأته ولأول مرة منذ سنوات وقد إنهار أمامها كطفل صغير يبكى أباه وشهقاته تذبح قلبها المكلوم على أولادها نور وقد ضمت حفيدها إلى صدرها لاتعلم ليعوضها عن حضن أولادها المفقود أم لتعوضه عن حضن أبيه همست له: هو أكيد حاسس بيك دلوقتى وأكيد إنت كمان وحشته ياعمري وأخذت تمسد بيدها على شعره لتهدئته قام من نومه وقد تورمت عينيه نظر إلى المرآة فوجد عينيه وقد إحمرتا تماما دخل الحمام وإغتسل وتوضأ وصلى الضحى وإرتدي قميصا زهري اللون وبنطلون جينز ثلجي وصفف شعره وتعطر من عطره المفضل رأته وهو ينزل الدرج ضربت صدرها بيدها نور بقلق: مال عنيك غمر بابتسامه: مفيش ياماما تقريبا علشان إمبارح بس نور بهدوء يشوبه الحنان: طب مش هتفطر غمر بابتسامه: لأ ممكن أبقى أفطر بعد الظهر مع عمرو نور بابتسامه: طيب ياحبيبي قبل يدها وذهب فى طريقه إلى المحل
وقفت أمام المرآه تحكم حجابها وتذكرت هذا الغريب الذي نظر إليها وإبتسامته الساحرة لها وكلام صديقتيها فابتسمت رغما عنها وخفق قلبها للمرة الثانية وإحمرت وجنتيها لبنى بابتسامه لنفسها: ياترى إنت عايز مني ايه
جلس إلى مكتبه منهمكا فى مراجعة بعض الملفات الخاصة بالإيرادت اليوميه وعمرو يجلس بجانبه رآه عمرو هكذا فنظر إلى ساعته وأخذ يصفر غمر بضيق: في إيه يامتخلف مش شايفني مركز عمرو بتهديد مصطنع: متخلف ماشي أنا غلطان ومش هقولك في إيه بس هتندم وهتعرف مين اللى متخلف غمربغرور: انا مبندمشى ياحبيبي عمرو بسخرية: وحياة عيونك اللي شبه كاسات الدم دي هتندم غمر:قصدك إيه ياعمرو عمرو بسخرية: إتحايل عليا شويه غمر وقد نفذ صبره: إنطق يازفت إنت عمرو: لسانك بقى طويل هقول لستي تقصهولك على فكرة غمر: عارف ياحيوان لو قولتلها حاجه هعلقك هنا عمرو: وحياة امك أنا جاى النهارده عندكم وهاخليك تشتم قدامها علشان أسمع مزيكة التهزيق اللى هاتتعزفلك من ستى ياغمر غمر بحزم: مش هتعرف تستفزني عمرو بحزم: هانشوف غمر بفضول: خلتني أسيب اللي في إيدي ليه عمرو بهدوء: بص في ساعتك ياحلو نظر غمر إلى ساعته وجد أن الوقت قد حان لمرور فتاته نزل مسرعا ولكن
نظر غمر إلى ساعته وجد أن الوقت قد حان لمرور فتاته نزل مسرعا ولكنها كانت قد ذهبت فلمح ظلها وهى تبتعد فى آخر الشارع دخل المحل وهو يزفر في ضيق وتوجه لعمرو غمر بحزن: ملحقتش أشوفها عمرو بابتسامه: غمر إنت بتحبها بجد غمر: أنا معرفش يعني إيه حب علشان عمري ماحبيت قبل كدا بس ياعمرو بحس بإحساس غريب أوي لما بشوفها بأكون سعيد وقلبي بيرقص من الفرحة لما ببص في عينيها بحس بأمان ... هو ده الحب ياعمرو عمرو بابتسامه: أه ياحبيبي غمر بنفس لهجة الرومانسية: بجد ياعمرو عمرو بصوت رجولي: إخشن ياض إخشن ياإبن عمي فعمرو هو الصديق المقرب لغمر وإبن عمه الثالث فكان لغمر أربعة أعمام وعمه واحده وعمرو متزوج من ثلاث سنوات وعنده تاليا وهو وغمر في نفس العمر
عمرو: غمر هنروح الجيم النهارده وبعدين نروح عند ستي سوا غمر وهو في عالم آخر: ماشي ماشي عمرو: انا هروح المحل بتاعي غمر بنفس لهجة الولهان: ماشي قبل أن يذهب عمرو قذفه بعلبة العصير التي بيده عمرو بضحك: فوق ياأهبل غمر بغضب: عن أبو شكلك ظل غمر يتابع لبنى يوميا وينتظرها فى مواعيد مرورها حتى ظهرت في يوم كالعادة مع زميلاتها ولكنها هذه المرة كانت ترتدي جيبه جينز وعليها بدي احمر وطرحه سوداء وبمجرد أن رآها غمر بهذه الملابس أحس بالضيق والغضب يتملكه ولما إقتربت فى طريقها منه وما إن همت بالنظر إليه وجدته ينظر إليها بغضب وقام بالدخول إلى المحل عابسا منار: لبنى هو ماله ده النهارده اول مره يبصلك بالطريقة دى لبنى بغضب: ده شكله مجنون لينا بغيره: سيبك منه يابنتي منار: بس انتي يالينا إستنى نظرت منار جيدا إلي لبني وتفحصتها جيدا ذهبوا ليلحقوا بالدرس وكان عقلها مشغول جدا بما حدث ولا تعلم سببا لتغيره من ناحيتها وفى الحصة فقدت تركيزها ولم تعى منها شيئا بل كانت تعد الثواني و الدقائق لتخرج وتراه مرة ثانية لعلها تقرأ فى عينيه سبب نظرته الغاضبة نظر إلى ساعته عمرو: غمر هو انت مش هتنزل صاحبتك زمانها جايه غمر بضيق: لا مش هنزل هطمن عليها من هنا هبص عليها من الشباك عمرو: ليه غمر بغضب: شفت لبسها عامل إزاى ولا الشباب اللى كانوا هياكلوها بعنيهم بسبب لبسها الضيق صمت عمرو فهو يعرفه عند غضبه وصلت عند المحل وفوجئت بعدم وجوده ينتظرها كعادته فحزنت بشدة كان ينظر إليها ويتأملها من شباك المكتب فى صمت وغضب وكأنه يمتلكها ولايحق لأى شخص آخر أن ينظر إليها ذهبت إلى بيتها وأغلقت الباب ودخلت غرفتها إرتمت على سريرها وظلت تبكي بشدة لا تعرف ما هذا الشعور الذى نما بين جنبات صدرها وكأن قلبها موجوع من شئ لاتعلم سببه
أما لينا فقد دخلت غرفتها بعد أن وصلت منزلها وهى تزفر في ضيق وتحس وكأن نار تأكل قلبها و أخذ هذا الإحساس يتحول تدريجيا إلى حقد وحسد لينا بغل: إشمعنا كلهم بيحبوا ويتحبوا الا انا فيها ايه لبنى اكتر مني علشان يحبها ... فى تلك الأثناء كانت لبنى فى حالة يرثى لها وكانت فى حاجة لمن تتكلم معه فطلبت لينا لينا فى ضيق تجد إسم لبنى يضئ بهاتفها فأمسكت به وهى تحدث نفسها والزفته دى عايزه إيه دلوقتى ترد لينا وقد تصنعت الحب: الو يابيبي لبنى ببكاء: شوفتي يالينا شوفتى بصلي ازاي ومكانش موجود وإحنا راجعين زي كل مره لينا: انتي حبتيه يالبني لبنى ببكاء: مش عارفه يالينا مش عارفه لينا متصنعة الود: عايزه تأدبيه لبنى ببكاء: أه لينا: خلاص اسبوع متعديش من هناك وخليه يتعلم الأدب لبنى: صح يالينا ... أخذت تقلب الأحداث فى رأسها تحاول ترتيبها منار تحدث نفسها: ياترى إيه اللي خلاه يتضايق منها كدا ... وفى اليوم التالى فى المكتب داخل المحل عمرو: غمر سرحان في ايه غمر بحزن: زعلان منها أوي عمرو: بتحب واحده لا عارف إسمها واديلك شهرين مقضيها نظرات حضرتك ناوي تنطق امتى لما تلاقيها لابسه دبلة واحد غيرك غمر بحزن: خايف تكون مش بتحبني عمرو: لأ بتحبك غمر ببريق في عينه: ايه اللي بيخليك تقول كدا عمرو: نظراتها ليك يامعلم هو إنت ضايقتها النهاردة غمر بحزن: اه عمرو: ازاي غمر بحزن: بصيت ليها بعصبيه كدا وسبتها ودخلت عمرو: غمر بعصبيه ولا بقرف غمر بتردد: ماانت عارف نظرتي لما بأكون مضايق عمرو: يامتخلف يااهبل اشرب بقى غمر بتوتر: ليه بس عمرو: هاتشوف غمر: بقولك انا همشي بدري النهاردة عمرو: ليه غمر: هاروح عند رؤى عمرو: سلملي عليها غمر بمرح: بس هى ترضى تسلم عليا عمرو: ليه كدا غمر: زعلانه مني بقالى شهر مروحتش عندها عمرو: اممممممممم دي هتفضحك ضحك غمر ضحكه رجوليه قويه وذهب إلى محل الحلوى واشتري الكثير من الحلويات الشرقية ثم ذهب إلى فكهاني واشتري فاكهة وصعد إلى شقة أخته وضرب الجرس بصعوبة بسبب الأشياء التي يحملها بيده فتح زوج اخته وهوأيضا ابن خاله
هشام بترحيب: ياهلا ياهلا غمر بابتسامه: واحشني يااتش هشام: عنك عنك ليه كل ده غمر بابتسامه: ايه يابني دي حاجه قليله هشام بخبث: بتراضي رورو غمر بخبث وابتسامه: اه هشام: ناويالك دي هتشعلقك غمر: لا ده انا امشي بقى هشام بضحك: رايح فين هو دخول الحمام زي خروجه ادخل رؤى من غرفتها رؤى: مين ياهشام هشام: غمر ياحبيبتي غمر: بتدبسني هشام: استلقي وعدك خرجت من غرفتها وذهبت إلى حيث كان يقف غمر وهشام على الباب أغلقت الباب وقبل أن تسلم عليه أمسكته من أذنه بشدة وهشام لم يتمالك نفسه من الضحك رؤى: بقى ياواطي شهر متجيش عندي غمر بتوجع: وداني وداني يابت رؤى: ياقليل الأدب في حد يقول يابت لأخته الكبيرة فاكر ياواد علشان طولت وكبرت وبقيت زي القمر مش هشدلك ودنك غمر باابتسامه: طول عمري قمر يابت رؤى وهو تحضنه: واحشتني ياواطي غمر وهو يحتضنها: وانتي كمان واحشتني اوي ياعمري قضى مع اخته وقت لطيف فهو يحبها حبا شديدا رؤى: ماتبات معانا غمر: مانتي عارفه ماينفعش اسيب ستي رؤى: طيب يا حبيبي خلي بالك من نفسك وانا بإذن الله هروح لستي يوم الخميس غمر: بإذن الله مرت ثلاثه ايام دون أن يراها لأنها فعلا نفذت حكمها القاسى عليه وعلى نفسها من قبله وغيرت خط سيرها وسلكت طريقا آخر فكان فى أسوأ حالاته المزاجية وكل شئ أصبح عنده بلا طعم والحياة عنده لاتطاق ولولا أنه ما زال يحتفظ ببعضا من عقله لذهب وإنتظرها عند المدرسة ولكن حياءه وأخلاقه منعاه من ذلك دخل عليه عمرو وهو يقف عن نافذة المكتب ينظر إلى الطريق بنظرة تائهة فى وجوه المارة يبحث فيها عن ملاكه ذو البندقيتين الساحرتين عمرو يقف مستندا بكتفه على الباب وضاما يديه إلى صدره: ياعينى على الجميل لما تبهدله الأيام غمر متفاجئا وقد ظهر عليه الضيق: عمرو إنت هنا من إمتى عمرو: تصدق إنت تستاهل اللى يجرالك علشان تبطل نظرتك الزباله دى لما بتتضايق من حد بس سيبك إنت اللى حصل ده كان مؤشر كويس غمر بضيق وهويجلس: في ايه بقى عمرو: إنك طلعت بتحس وعندك شعور وقلب لأ ييجى منك يلا إن شاء الله غمر: أصل إنت عيل فايق وهتقعد تتسلى عليه شوفلى حل بدل التلقيح ده عمرو: يا عم متخافش وإتقل كده شويه متبقاش خفيف البت برضه كمان على فكرة حاسه بيك وفاهمه انك بتحبها وعلشان كده بتتقل عليك شويه غمر بحزن: أيوه يعنى الكلام ده هيفيدنى بإيه دلوقتى وأنا معدتش بشوفها وهاجنن عمرو: هتشوفها بس لما تعدي فترة عقابك غمر متفاجئا وبغضب: يعنى عقابى وهى تعاقبني ليه هي فاكرة نفسها مين عمرو مقاطعا: أميرة قلبك يا ملك قلبها قالها عمرو وتركه وذهب إكتمل الأسبوع وهو يجلس إلى منضدة الطعام مع جدته يقلب فى طبقه بالملعقة دون أن ياكل نور: خليك إنت كل يوم تقلب في الطبق كدا وفى الاخر متاكلش لقمه غمر: مليش نفس ياماما نور: ليه يا حبيب ماما غمر: مش عارف نور: حد مزعلك ياعمري غمر: لا نور بحزن: طيب مالك وسايب ذقنك كدا ليه غمر: هبقي احلقها حاضر انا هاقوم بقى قامت عابسه فقد ضايقها حاله الجديد فلم تره من قبل بهذه الحالة ... نور الجوناء الذهبيه وذات البندقيتين الساحرتين وقد أضاء هاتفها برقم زميلتها منار لبنى: الو منار بدون مقدمات: عارفه غمر بصلك كدا ليه لبنى متسائلة وقد إنتبهت من حالتها التى لاتقل عن حالة غمر كثيرا: غمر مين منار: يابت الواد اللي بيقف قدام المحل ويبتسملك كل يوم عرفت اسمه امبارح كنت معديه من هناك وواحد بينادى عليه لبنى بخجل وهى تهمس: اسمه عسول منار وقد سمعتها: الصراحه اه المهم عارفه بصلك ليه كدا يومها ظهر على صوتها الضيق وقد تذكرت نظرته النارية التى خلعت قلبها لبنى: ليه بقى منار: علشان الطقم اللي الست لينا أصرت يومها إنك تلبسيه وطبعا إنت عارفة إنه كان ضيق وصاحبنا وقتها غار عليكى ياهانم لبنى وهى تقضم شفتيها من الخجل وفى داخلها إحساس جديد عليها وأن هناك من يهتم لأمرها ويغير عليها وهذا أجمل ما تشعر به البنت خصوصا فى هذه السن سألت بشغف وحماس: وإنتي عرفتي منين منار: قعدت أعصر دماغي وأشوف إيه الغلط اللى إنتى عملتيه فى اليوم ده مكانش غير لبسك الطقم ده لبنى ومازالت على حماسها وقد إرتكزن على ركبتيها وهى على سريرها: وإنتي شايفه أعمل إيه دلوقتى منار: مافيش كلام ترجعي تانى تمشى من هناك وهتلاقيه مستنيكي صدقيني يلا إلبسي بسرعة علشان منتاخرش على المدرسه إرتدت زيها المدرسى فى لمح البصر فقد أوحشها ذو العيون العسليتين وتأكدت من إحكام حجابها جيدا وذهبت هي ومنار ولينا فى طريقهم المعتاد فرأته كما توقعت منار وكأنه ينتظرها فى مكانه منذ أسبوع وقد طالت لحيته قليلا وهندامه كان غير منمقا كعادته وعسليتاه وكأنهما لم تريا النوم من زمن مما زاده وسامه وسحر وجدته ينظر إليها باشتياق ووجد وعيناه تنطق بإعتذار وحب وقد علت شفتيه إبتسامه صافيه وردت بقبولها إعتذاره بإبتسامة ساحرة وزادها سحرا نظرة الخجل من عينيها وإحمرار وجنتيها كان قلبهما يرقصا فرحا وحبا وإشتياقا وكأن لهيب الفراق قد خلق لننعم بلذة سعادة اللقاء كان هناك لهيبا آخر ولكنه لهيب الغيرة ينفث حقده وحسده في قلب آخر ظل يتابعهما بعينين قد ظهر فيهما شرارات المكر والخبث لبنى موجهه حديثها لمنار بأسى: زى ماقولتى لكن صعبان عليه قوى شوفتى حالته عاملة إزاى معقول أنا السبب وفرت من بندقيتيها لؤلؤتان تتسارعان على وجنتيها اللتان زادتا إحمرارا فمسحتهما بأناملها الرقيقة سريعا منار باسمة: ما تخفيش ياحنينه بكره هتلاقيه لابس الحته اللي عالحبل دخل غمر مكتبه بفرحه غامره غير مصدقا لماحدث بعد أن ظل يراقبها حتى إختفت عن ناظريه عمرو وكان فى المكتب: مالك يامجنون غمربفرح: فترة العقاب خلصت يخرب عقلك إنت بتعرف الحاجات دى إزاى عمرو: هي عدت غمر: اه وابتسمت ليا انا هموت من الفرحة تنحنح عمرو متظاهرا بأنه يعدل من ياقة قميصه الوهمية: علشان أما أقولك حاجة بعد كده تسمع كلام الخبرة اللى زيى عمرو: يلا بينا غمر باستفهام: على فين عمرو: هافرمتك غمر: مش فاهم عمرو: هتفهم أمسك عمرو بهاتف المكتب عمرو: هاني هاتلي أحدث تشكيلة لبس ستايل نزلت عندك وأغلق الهاتف غمر مستغربا: هو في إيه عمرو: حد يبقى عنده أحدث تشكيلة لبس شبابي وستايلست ويلبس كلاسيك زيك غمر: مانت عارف اني ماما بتحبني البس كدا عمرو: بس اميرتك عايزك ستايلست غمر: تفتكر ماما هتزعل عمرو: مفتكرش هو إنت اللى هاتلبس ولا هى وبعدين قلنا إيه أما الخبرة يتكلم التلامذة تسمع تنفذ من غير كلام وأمسكه من وجنته وكأنه طفل صغير وكاد غمر أن يفتك به ولكن عمرو كان متوقعا ذلك وفى لمح البصر كان خارج المكتب كان يوم مرهق بالنسبه له فقد تعب من كثرة تبديل الملابس غمر: كل ده ياعمرو عمرو: كل يوم طقم فاهم غمر: حاضر ماما هتصوتلى انا لسه جايب لبس من اسبوع عمرو: تعيش وتلبس دخل البيت بشنط كثيره نور: ايه كل الشنط دي غمر بتوتر وكأنه طفل ينتظر العقاب: من غير ما تزعقيلي بالله عليكي ده لبس جديد نور: ياواد إنت مش لسه شاري الأسبوع اللي فات غمر: أصل بصراحه عمرو قالي إني لازم أغير من لبسى لأنه يعنى دقة قديمه ومكبر سني نور: اه وبعدين غمر: وخلاني أجيب دول نور: وإنت عاجبينك غمر مستسلما: هيعجبوني لو عجبوكي فقد كان مبهرا بتلك الملابس الجديدة وإرضاءا له حتى تخرجه من حالة الإرتباك المسيطرة عليه نور بابتسامه: تعالى نتفرج عليهم سوا إبتسم وردت إليه روحه وصعدا سويا للطابق الأعلى ثاني يوم أمام المحل رأته مرتديا تشيرت أخضر غامق وبنطلون اسود وقد صفف شعره الأسود وذقنه حليقة معلنه عن طبعة الحسن الساحرة فبدا عليه وكأنه أصغر من سنه بأعوام كثيرة وتبادلا الإبتسامات ولكنها هذه المرة كانت محملة برسائل شوق وحب منار: قولتلك ايه لبنى بسعادة غامرة رفعت لها علامة الإعجاب بإبهامها ومر شهر آخر دون أن ينطق أحد منهما ببنت شفه للأخر وكلا منهما يناجى الآخر بالنظرات والإبتسامات وفى يوم لم تجده فى مكانه منتظرها كعادته فحزنت وتساءلت فى سرها ياترى هو فين وإيه اللى حصل أنا قلقانة عليه قوى وهو إيه اللى بيحصلى دا وأحست بإختناق العبرات فى عينيها فهى لاتقدرعلى البوح بها ولاتقدر أن تمنعها قبل قليل نجلاء إلحقونى كان سبب غيابه تلقيه اتصالا من أمه نجلاء تصرخ وتتطلب الاستغاثة بسب... كانت تجلس نجلاء على الأريكة وفي حضنها مدللها الأول نجلاء بنبرة حانيه: ايه ياقلبي مبقتش اشوفك زي الاول محمد: معلش ياماما بس المحل كان محتاج شغل مني الايام اللي فاتت فقبلت راسه بحنان نجلاء: ربنا يطول في عمرك ياسندى دخل عبدالله وراه ياسين عبدالله بمرح: الله الله ياست ماما الحب كله لمحمد وإحنا فين نجلاء وهي تفتح ذراعها عن آخره وتاخذه في حضنها نجلاء: كلكم ولادي وكلكم ليكم نفس المعزه ياسين بحده: لو كنتي بتعاملينا كلنا معاملة واحده أكيد غمر ماكنش سابنا ومشى لكن إنتي بتفرقي في معاملتك لينا والا كان زمان غمر وسطينا فترقرت الدموع بعينها فنظرمحمد لها وقام بغضب وعنف أخاه الأصغر فكان محمد شديد في غضبه محمد بغضب وهو يقبض على ذراع ياسين بقوة: ده إسلوب تتكلم بيه مع أمك محمد بغضب وهو يدفعه إلى الغرفة ويغلقها عليهما بقوة: انا هأدبك علشان تعرف تتكلم إزاي مع أمك نجلاء وقد علا صراخها: إلحق أخوك ياعبد الله محمد هيموته نجلاء بنحيب وهى تدق على باب الغرفة: خلاص يامحمد علشان خاطرى سيبه ومع أصوات الخبط والضرب داخل الغرفة وصوت صرخات نجلاء ورجاء عبدالله وما إن وصل غمر البنايه سمع أصوات الإستغاثة من أمه فدخل مسرعا الشقة فوجد محمد يفتح باب الغرف ويخرج غاضبا ومنهكا من ضربه لأخيه وأمه التى إتصلت به تستنجد به تدخل مسرعة مع عبد الله للغرفة ليجدوا ياسين ملقى على الأرض وقد غطى الدماء وجهه وحاجبه به جرح عميق وإمتلأ وجهه بكدمات من أثر الصفعات فحمله غمر وعبد الله ووضعاه فى سريره وأخذته نجلاء في حضنها وهى تبكى وتنتحب نجلاء باكية: ياحبيبي ياإبني كدا يامحمد تعمل في أخوك كدا
محمد بغضب موجه كلامه لأشقائه الثلاثة: أنا مقبلش إن حد يمس فيكم شعره أه لكن اللى هيقل أدبه على أمنا هأدبه ومش هيهمني فيكم لا صغير ولا كبير وخرج وقد إعتراه الغضب أخذ غمر يمسح الدماء عن وجه أخيه وأسرع عبدالله ليحضر ثلجا لعمل كمادات لوجه ياسين وأمهم مازالت تبكى بحرقة على ماحدث لإبنها الصغير عبدالله بهدوء وهو يضع الفوطة المبلله بالماء البارد على وجهه: كان لازم تنطق قدامه بالأسلوب ده غمر بحزن: هو إيه اللي حصل نجلاء وقد تطاير من عينيها شرارات الغضب تجاه غمر: كله منك كله منك ربنا يخدك ويخلصني منك عبدالله وقد ترك ما بيده مستنكرا هذا الأسلوب: في إيه ياماما هو غمر عمل حاجه نجلاء وهى تواجه غمر وتشيح بيدها فى إتجاهه: عايشلي في دور المظلوم المسكين ربنا يخدك ياغمر ياإبن بطني قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين نظر غمر بأسى وحزن لأخويه وخرج مسرعا من المنزل وقد إمتلأت عينيه بدموع ساخنه تكاد تحرق عينيه من شدة ما أحسه من ظلم وقهر من أقرب الناس إليه وركب سيارته وإنطلق يقودها بجنون دخل غمر إلى البيت في العاشرة مساءا فهو لم يعود للمحل وأغلق هاتفه كانت ملابسه فى حالة يرثى لها وبها بعض الخدشات وكانت متسخة للغاية نور بضيق: كنت فين ياولد من ساعة مانزلت الصبح معرفش عنك حاجه ومن إمتى بتقفل تليفونك ومتروحش المحل غمر بحزن: كنت بحاول أروح لبابا نور بحزن: إنت كنت عايز تروح المقابر ومعرفتش غمر بحزن: أه نور بخوف: ومعرفتش تروح ليه نظر غمر إلى الأرض نور بصوت مخنوق: في إيه غمر بحزن: كنت سايق بسرعة أوي وعملت حادثه نور بغضب ولهفة عليه: إنت إتجننت ياغمر مش قولتلك ماتسوقش بسرعة ليه كده ياإبني إنت عايز تحرق قلبى عليك كمان مش كفاية اللى أنا فيه إنسابت دموعه على وجهه بدون بكاء فحن قلب نور عليه فأخذته لغرفته وضمته إلى حضنها ونامت بجانبه ونام وقد أغرقت عبراته وجهه الملئ بالأسى والحزن فى حضن جدته الحانى حتى أشرق نورالصباح
نهضت من نومها عابسه فهي لم تراه البارحه وهى التى قد تعودت على رؤية وجهه يوميا لبنى بخجل تحدث نفسها: هو انا ليه زعلت لما ملقتهوش إمبارح صمتت قليلا هو أنا حبيته بجد ولا إيه إمبارح كنت حاسه إنى نفسى مسدودة عن كل شئ ماكنتش أعرف إن نظرته ليا هى اللي بتخليني في كامل حيويتي ونشاطي وتفتح نفسى لكل شئ واحشني أوي
أمرت الخادمه بتحضير الفطور ووضعته على سريره فى غرفته وجلست بجانبه نور محاولة أن تبتسم: هادلعك أهو وأكلك في السرير لم يبتسم غمر بجمود: شكرا بس ماليش نفس نور بحزن: ليه يا عمري انت مكلتش من إمبارح غمر بحزن: معلش نور بحزن: طيب فهمني إيه اللي مزعلك أوي كدا غمر بحزن: مافيش
فى الصباح فى منزل نور غمر مرتديا منامته ومستلقى على ظهره فى غرفته على سريره وقد وضع ظهر كفة يده على جبهته وأغمض عينيه تدخل نور الغرفة وتفتح نافذة الغرفة لتغزو آشعة الشمس الغرفة فجأة معلنة عن بداية يوم جديد إنتبه غمر الذى تسللت بعض خيوط الجوناء الذهبية عينيه فظلل عليهما بيده إبتسمت نور وإتجهت إليه لتجلس على طرف سريره وفى مواجهته: صباح الفل ياعمرى غمر وقد إعتدل جالسا إحتراما لجدته وبصوت منهك: صباح الخير ياماما نور وهى تربت على يده بحنو: خليك مرتاح يا حبيبى قوللى بقه عامل إيه النهارده غمر وقد أسند ظهره للخلف على الوسادة بعد أن وضعها خلف ظهره غمر بإقتضاب: الحمد لله
نور وهى تنظر إلى عينيه بحنو بإتسامه لطيفة: أنا سيبتك إمبارح علشان ترتاح مش هتريحنى بقه وتقوللى إيه حصل غمر شاردا ينظر إلى لاشئ: ... نور بحزن: رد على ياإبنى فهمنى ايه اللي مزعلك أوى كده وخلاك تروح تزور أبوك وتعمل حادثة كمان غمر شاردا وبعد لحظات من الصمت وكأنه يفكر ماذا يقول: ... مافيش نور بحزن وأسى: يابني يهديك ربنا متتعبش قلبي وقوللى مالك بس شردت عبره على وجنته فإنتبه لها ومسحها بأنامله سريعا حتى لاتلاحظها جدته غمر بشرود وقد ظهر على وجهه حزن لم يستطع إخفاءه: مافيش إستاذنت صباح ودخلت صباح: أستاذ ياسين موجود تحت إنتبه غمر وإعتدل جالسا: معاه حد صباح: لأ لوحده أومأت نور لصباح بأن تذهب أومأت نور برأسها وكأنها قد إكتشفت شئ ونظرت إلى عينيه: إنت كنت عند أمك إمبارح مش كده غمر وقد رجع لشروده: ... نور: يابني فهمني إيه اللي حصل أغمض عينيه محاولا منع صورة أمه من الظهور أمامه وهى تنظر إليه بكره وصوت دعائها عليه يصم آذانه هتفت نور: غمر رد عليا غمر بصوت مخنوق: مافيش ياأمي نظرت إليه نور وهزت رأسها بأسى ونزلت متجهه إلى حفيدها الذى ما إن رآها حتى أسرع إليها مقبلا يدها فنظرت إليه بدهشه وشهقت عندما إقتربت منها: إيه إللى فتح حاجبك كده أطرق ياسين رأسه لأسفل: ... نور بعصبية: بقولك من إللى فتح حاجبك كده تحطلي وشك في الأرض وهو يقولي مافيش إنتم حصلكم إيه يا ولاد العمرى ياسين بحزن: بالراحه عليا ياستي أنا مش ناقص ...أنا هاحكيلك روي لها كل ما حدث أمس ماعدا كلام نجلاء لغمر ودعائها عليه نور بضيق: طيب قوم طلع أقعد مع أخوك ياسين: هو مش فى الشغل نور بحزن: لا من إمبارح منزلش ياسين بضيق: أكيد نفسيته زي الزفت نور بحزن: فعلا وقد إنتبهت نور فجأه: بس عرفت منين ياسين بحذر: من اللي ماما قالتهوله نور وقد ضاق ذرعها: قالت إيه ياسين: هو غمر محكاش ليكي نور منفجرة: إنطق ياولد نجلاء عملت إيه مع أخوك بجمود وهو ينزل على الدرج: محصلش حاجه ياماما هي كانت متعصبه شويه وخايفه على ياسين وإتعصبت لما إتاخرت عليهم نور متفحصة عينيه: إنت متأكد إن هو ده اللى حصل بس أغمض عينيه حتى لا يفتضح كذبه وهو يعلم أنها تفهمه من عينيه وجاهد حتى يتمالك نفسه: أيوه
مر يومين لا ينزل من غرفته ولايأكل إلا عندما تغصب عليه جدته ولايتكلم إلا مع جدته قليلا خشية أن يغضبها وفى يوم دخلت عليه الغرفة ووجدته يصلي ويدعوفى سجوده: يارب العالمين يامن تعلم مافى القلوب وأنت علام الغيوب ومطلع علي ما فى نفسى وأنت أعلم بها منى ليس لى سواك أشتكى إليه ضعف حالى ووجع قلبي ووهن عقلى وإنهارباكيا ولم يقم من سجوده حتى هدأ ثم قرأ التشهد وسلم فإلتفت فرآها تجلس على الكرسي خلفه ناظرة إليه بحزن وأسى فإستدار إليها وهوجالسا ووضع رأسه على رجليها نور بحزن: أول مرة في حياتي أشوفك بالحالة دى لا بتاكل ولا بتشرب وبعدت عن شغلك اللى كنت بتموت نفسك من التعب إيه اللى حصل ومين اللى وجعك أوي كدا يا عمرى غمر بحزن: أنا الحمد لله أكيد هبقي كويس بإذن الله
لبنى ببكاء في الهاتف: يامنار أسبوع دلوقتى مش بشوفه هو بطل يحبني طيب ليه علقني بيه من الاول منار: يابنتي إهدي لعل المانع خير متعرفيش إيه اللي مانعه عنك مش ممكن يكون تعبان لبنى بحزن: إنشالله أنا وهو لأ منار بحب ومرح: ياخواتي على الحب
كان يكلم عمرو في الهاتف وهو فى غرفته عمرو: اللي انت عامله في نفسك ده ماينفعش خالص إنت نسيت شغلك وحياتك ولا البنت اللي كل يوم تعدي وتبص عليك متلاقيش حبيبها وتمشى بحسرة دي آخر مره عينها دمعت غمر بلهفة: بجد عمرو: آه والله غمر بحزن: مش قادر ياعمرو أنزل عمرو: محمد ماكنش يعرف إنك مش بتنزل وعرف النهارده وقال هيعدي عليك كانت تصعد الدرج إتجهت نحو غرفته كي تخبره بمجئ أخيه وقبل أن تفتح باب الغرفة سمعته غمر بألم: مش قادر أنسي وهي بتقوللي كله بسبك وفضلت تدعي عليا إني ربنا ياخدني عمرك سمعت عن أم بتدعى على إبنها وتتمنى له الموت وكل أما أفتكر وهي بتقوللي قلبي وربي غاضبنين عليك قلبى يوجعنى أوى وأقعد أفكر هو أنا غلط فى إيه دا أنا لاإتكلمت ولا نطقت كل اللى عملته إنى سألت هو في إيه عمرو بحزم: غمر مش هينفع كده إنت بتنتحر حاول تنسى وأحسن حاجة هتنسيك هى الشغل عموما أنا مستنيك النهاردة وحاول تيجى قبل ميعاد المسكينة دى غمر: حاضر ياعمرو هحاول سلام نور لنفسها وهى على باب الغرفة فى الخارج وبحزن: ياحبيبي يابني كدا يانجلاء تكسري نفس الواد دقت على الباب ثم دخلت وكان جالسا على طرف السرير فقام من مجلسه إحتراما نور بحزن: غمر غمر: أمرك ياماما نور بحنو: الأمر لله ياعمرى أخوك محمد تحت وعايزك غير هدومك وأغسل وشك وإنزل غمر: أغسل وشي ليه نور وهى تضع يدها على خده: يمكن لما تغسله تفوق من اللي انت فيه أطرق إلى الأرض فى حزن نور بحزن: أول مرة تخبي عني حاجه ياغمر غمر بهدوء: أخبي إيه أشارت له بالصمت فصمت نور بحزن: أنا بأعرفك من نظرة عنيك ياحبيبي قالت كلمتها الأخيرة وذهبت إلى غرفتها ذهب إلى الحمام وأغتسل وتوضأ وخرج من الحمام وصلى الضحى وإرتدى ملابسه ونزل غمر بإبتسامه وقد جاهد كثيرا لكي يرسمها على شفتيه: السلام عليكم وما إن رآه محمد وقد فقد بعضا من وزنه وعيناه قد ملأها الحزن رق قلبه له ولحاله فأخذه فى حضنه وربت على ظهره محمد بأسي واضح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جلس محمد وغمر وقد صمت الاثنين قليلا محمد: أنا عارف إن كلامها كان صعب وتقيل بصراحة وإنك مالكش ذنب في رد فعل ياسين بس أنا عمري ماشفتك كدا دايما بتحصل خناقات بينكم بس عمرك ماوصلت الأمور لكده غمر بحزن: أول مرة تدعي عليا يامحمد دي دعت عليا بإني ربنا ياخدني للدرجه دي بتكرهني محمد برزانه: الأمور متتحسبش كده يا غمر غمر بحزن: أمال تتحسب ازاي محمد: لحظة شيطان وعدت ودى أمك عمرها ماتكرهك والكلام دا كله إتقال فى لحظة إنفعال ومن ورى قلبها غمر بجمود: دايما الكلام اللى بيخرج وقت الغضب بيكون أصدق كلام محمد: أنا عمري ماشفتك ضعيف ومش عايز أشوفك ضعيف إنت وعبدالله وياسين ولادي الصبيان اللي ربنا ماأنعمشى عليا بيهم وأنا ولادي عمرهم ماكانوا ضعاف ولا مكسورين من شوية كلام إتقال وقت غضب بقولك إيه ياض إنت متتعبش قلبي الله يرضى عليك من بكره تنزل الشغل ستك هتدبحنا لو الايردات نقصت تانى وساعتها هسلم رقبتك ليها يا حلو إبتسم غمر محمد بإبتسامه: أيوه كدا ربنا يرضى عنك ياحبيبي ومتزعلش نفسك وحقك عليا أنا وقبل رأسه وربت على كتفه محمد بحنو: ربنا يخليك ليا ياحبيبى غمر بإبتسامه: ربنا يطولنا في عمرك وتفضل سندنا بعد ربنا طول العمر
طلت الجوناء على العباد معلنة عن صباح يوم جديد وكان حزينا عليها لأنها كانت قد فقدت الأمل فى أن تراه مرة أخرى وأثناء الفسحه المدرسيه لبنى بضيق: خلاص يامنار أنا فقدت الأمل إني أشوفه تاني منار: هي لينا مش جايه النهارده ولا إيه لبنى بضيق: انا بقولك ايه تقولي ايه منار بخبث: ماتردي على السؤال لبنى بضيق: لأ ومش هتيجي الدرس منار بخبث: طيب بيبقى في فرق قد إيه بين الدرس ووقت خروج المدرسة لبنى وهى تزفر: ساعه في إيه بقى منار بخبث وقد ضيقت عينيها: هعملك مفاجأة لبنى وقد نفذ صبرها وكأنها طفلة صغيرة: أنا فايقه لك بقولك غمر وحشني وإنتى تقوليلى لينا والدرس ومعرفش إيه
في غرفة غمر فى المنزل وقد أمسك بهاتفه عمرو: قسما بربي لو ما جيت لأجيلك ياغمر وهغرقك ميه غمر بضيق: خلاص هلبس وأجي خلاص بقى سلام أغلق الهاتف وقام يزفر بضيق وإرتدى ملابسه وصفف شعره ونزل الدرج نور بفرحة: أخيرا لبست وخارج غمر وهو يزفر: نازل علشان الزفت عمرو ده يخرس نور: زفت ويخرس إيه الألفاظ دي ياولد غمر بضيق: عادي بقي نور بضيق: ماشي ياإبن العمري لما ترجعلي بس غمر بجمود: ماشي نور بحزن: يابني إتعدل... طب مش هتتغدى قبل ماتنزل غمر: لأ نور بحزن: طيب متتأخرش غمر بجمود: ليه نور: عمك عاصم إتصل بيا وقاللي غمر مش بيجي يعطي ليلة الدرس ليه البت هتسقط غمر: يالله والله نسيتها خالص حاضر هعدي عليهم نور بإبتسامه: ربنا يقدرك على فعل الخير وصل غمر إلى المحل عمرو وهو يحتضن صديقه: أخيرا غمر بيه شرف بكآبه: ماكنش ليا نفس أجي لولا زنك دا ماكنتش جيت ولو سمحت ماعنتش تزن تانى عليا أنا بقولك أهه عمرو: طيب والبنت ياغمر غمر بإبتسامه: ما هو أنا أصلا نزلت علشان وحشتنى مش علشان زنك عمرو: يازباله وأنا اللي قلت نزلت علشاني غمر بجمود: أنا كنت بأرفع من روحك المعنوية بس إسكت بقه الساعه كام دلوقتى عمرو: 4.30 غمر بلهفة: باقى نص ساعة اخذ هو وعمرو يتبادلان أطراف الحديث فى مواضيع غير ذات أهمية غمر بعصبيه: هى الساعة مبتتحركش ولا إيه عمرو بنرفزه: عن ابو شكلك خنقت أمي دقت الساعة الخامسه نظر من زجاج نافذة المكتب غمر بلهفة:عمرو دي داخله المحل عمرو: طب إستنى بس نشوف هانعمل إيه
في القسم الحريمى لبنى: منار إنتي ليه دخلتينا هنا منار بخبث: عادي عايزه أجيب بلوزه لبنى بضيق: طيب مش تقوليلي قبلها منار: عادي جت كدا بصي لو لاقيناه هنا ساعتها بقه هنعرف أنه هو اللى مش عايز يخرج زى زمان لكن لو مش هنا يبقي ظلمناه ويبقى عنده ظروف ولا حاجة
عمرو: هتنزل ورجلك فوق رقبتك وهتقولها غمر بتوتر: طيب دلوقتى هتفتكر إني بأجي كل يوم وبنفض ليها عمرو بنفاذ صبر: أخرج يامتخلف من باب المخزن وأدخل من بره على القسم الحريمى غمر بتوتر: طيب طيب كانت تعطى ظهرها لباب المحل وتتلفت حولها باحثة عنه فى الداخل وقد فقدت الأمل في أن تراه لبنى بضيق: شكله مش موجود و...قطعت كلامها عندما وجدت منار قد تسمرت مكانها وتمسك يدها وتضغط عليها وتنظر فى إتجاه باب المحل فإستدارت بكامل جسمها لتنظر إلى ماتنظر إليه منار : بتدوري عليا : بحبك