إجتهد غمر وجد فى الدعاء إلى الله بتفريج كربه وإزالة همه وتيسير حاله وأموره وأن يجمعه بما أختارها قلبه
كانت تقف أما المرآه مرتديه فستان بسيط لونه موف وتضع على وجهها بعضا مما تتزين به البنات ولكن على إستحياء ومضض فقد كان لا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر الفرحه خاصه بعد أن علمت متحث: فلاش بااااك عاصم: ليلة ... ليلة ليلة: نعم يابابا عاصم بهدوء وبدون مقدمات: خطوبتك على غمر الخميس الجاي بإذن الله ليلة الذى بدأ قلبها يرفرف بين جنباتها فرحا وبدهشه: إزاي عاصم وهو مازال على هدوءه وقلبه يتمزق حزنا: بس فى حاجه عايزك تعرفيها وتفهميها كويس ليلة بقلق: حاجة إيه يابابا
عاصم والحزن ينهش قلبه وبتردد: الخطوبة دى ... هاتبقى قدام الناس بس ليله وقد زاد قلقها:مش فاهمه يابابا يعنى إيه الكلام دا عاصم ودون النظر لإبنته: غمر هاييجى فعلا ويخطبك وهايكون خطيبك قدام الناس كلها لكن لفترة محدوده حسب ماإتفقت معاه بس ليلة بصدمة وقد بدأت الدموع تتجمع فى عينيها: مفهوم ... مفهوم ونهضت فجأة وإلتفتت لتذهب لغرفتها وقبل أن تتحرك عاصم وقد جف حلقه وإختنق صوته: ليله ...الكلام اللى سمعتيه دا بينا بس ماحش تانى يعرفه مفهوم ياليلة ليله زافره بتنهيده طويله وبدون الإلتفات لأبيها حتى لايرى دموعها المنسابه على وجنتيها: مفهوم وهرعت إلى غرفتها حاملة فى عينيها دموع ساخنه وفى قلبها طعنة نافذه مؤلمة دفنت وجهها فى وسادتها نادبة سوء حظ قلبها فى إختياره لمن أحب غيرها ياله من ألم لاأقوى على تحمله كم كنت أتمنى أن أفوز بك كنت أتمنى أن تكون نصيبي ياحبي الأول ياحب طفولتي فتحت ألبومها الخاص وأخذت تقلب في صوره كانت أول صوره تجمعهما وهى في الشهور الأولى من عمرها وهو يحملها بين يديه وهو فى الثامنه من عمره وجدت نظرتها له فى كل صوره لهما تنبض بالحب
لكن فازت به كم للأسف كم أكرهك يالبنى وصرخت صرخه مكتومه مليئة بالألم الذى أصاب قلبها إرتدي عاصم قميص من اللون الأزرق القاتم وبنطلون من اللون الاسود وحذاء أسود وصفف شعره الأبيض وجلس على الاريكه ونظر فى المرآة المقابله له وتذكر فلاش بااااك غمر بإستفهام: خير ياعمي عاصم بحزم: سؤال وعايز عليه رد غمر بجديه: إتفضل ياعمي عاصم بتردد: في حد في حياتك ياغمر غمر بقلق: مش فاهم ياعمى عاصم بحزم: يعنى مرتبط ... حاطط عينك على حد نظر له غمر بتوتر حاول أن يخفيه ولكن لم يستطع: ... عاصم بحسرة دفينه يغلفها بإبتسامه: آه ... طالما سكت كدا ... أنا فهمت وربنا يوفقك ويسعدك يا حبيبى غمر بخجل مبتسما: ربنا يخليك ليا ياعمى ومايحرمنيش منك عاصم بهدوء: لازم تعرف إن أنا لايمكن أهدم لك سعادتك وحياتك بس ... غمر بإهتمام وحنو: بس إيه ياعمى شكلك متضايق وشايل هم كبير (كان يعلم السبب ولكنه أحب يخرج عمه ماينوء به قلبه شفقة عليه وحبا له ) عاصم وقد شجعه كلام غمر: أنا مش هاعيد اللى قلناه عند جدتك لكن هانكلم راجل لراجل مش أب وإبنه الموقف دلوقت ماينفعش السكوت عليه ولازم يكون فى حل دى سمعة بنت عمك برضه ياغمر غمر بإهتمام وجديه: طبعا ياعمى طب العمل إيه ياعمي فى رأيك عاصم مستفهما بتردد: هي البنت اللي إنت بتحبها من العيله غمر بإرتباك واضح ودون أن ينظر إليه: لأ ... عاصم وهو ينظر فى عينيه: هى غريبه عن البلد مش كدا هز غمر رأسه بالنفى خوفا من ردة فعله وهو بهذه الحالة: لأ ... من أهل البلد عاصم بهدوء: خلاص تمام طب إيه رأيك إحنا نعمل خطوبتك إنت وليلة على الضيق علشان هي ماتعرفش يعني دبله في إيد ليلة كام شهر كدا لحد ماالموضوع يتنسي وبعدين ربنا يسترها ونفشكلها ونروح نخطبلك اللي إنت عايزها ياإبن الغالي صمت غمر هنيهة مفكرا فى هذه المفاجأة التى نزلت عليه كالصاعقة ولكنه لم يجد بدا من قبوله فأومأ برأسه موافقا بإبتسامة: ماشى ياعمى
هنا بغضب: بقى أنا اختي اللي من أكبر عائلات البلد تتخطب على الضيق ليه إن شاء الله عمرو: وفيها إيه فى كتب الكتاب يبقوا يعملوا فرح كبير وبعدين مافيش وقت لفرح كبير ودلوقت سبيني بقى أكمل لبس نظر عمرو إلى المرآه بإبتسامه وتذكر كيف تم الصلح بينه وبين غمر فهو رفيقه وصديقه الوحيد وأقرب إليه من أخيه الأكبر عمار فلاش بااااك دخل عمرو كعادته مكتب غمر دون إذن عمرو بمرح: إنزل إعملي قهوه يابنى إنت غمر بإبتسامه: لا والله الخدام بتاعك ياسي عمرو إحتضن كل منهما الآخر وصفا الجو بينهما
فتح غمر هاتفه الخاص وفتح صفحته الخاصه وكتب مشاركة تحتوي على كلمات قاسيه: " من أراد فراقي فلتصحبه السلامة واللي يحط بينك وبينه طوبه كملها له سور " كتب أسفلها مقصوده هبط على الدرج كان حقا أنيقا وسيما للغايه إبتسم إلى جدته التي بمجرد رؤيته علت الإبتسامة وجهها وإنسابت دموع فرحتها وأمرت صباح بإطلاق الزغاريد أغمض عينيه وقلبه ممتلئا حسرة على تحقيق حلمه وفرحته بحبيبته لبنى كان يتمنى أن تكون هي عروسه اليوم بالرغم ممايحمله في قلبه من غضب وألم منها إلا أنها مازالت حبه الأوحد والتي يتمناها زوجه وشريكة لحياته أفاق من أفكاره حين شبكت جدته ذراعها بذراعه وذهبوا نحو سيارتها الخاصه فتح لها باب السيارة وبإبتسامه وإحترام: إتفضلي ربتت على كتفه وسط سعاده ملأت قلبها فهذا هو اليوم الذي طال إنتظارها أغلق بابها الخاص وإلتف ليركب هو الآخر ولكنه فجأة
إنتهت نجلاء من إرتداء ملابسها وكانت جالسة على الأريكة بصالة شقتها حين رن جرس الباب فتح ياسين الباب ياسين هاتفا بسعادة: أبيه محمد إتفضل دلف محمد وإتجه حيث تجلس أمه هاتفا: سيدى ياسيدى أم العريس بقى إيه العظمة دى نجلاء بضيق غير عابئة بكلام محمد: يابنى ريحنى وقولى إيه حكاية الخطوبه دى أنا مش مرتاحة للموضوع دا محمد بإبتسامه تملأ وجهه: ياأمى حكاية إيه بس النهارده إبنك هايخطب، وهايخطب مين، بنت عمه دا يوم الفرح والمنى نجلاء بريبه: أنا حاسه إن الموضوع دا فيه إن وشكلكم متفقين على حاجه أنا ماعرفهاش محمد بإرتباك واضح: متفقين على إيه ياماما بس مش عارف إنتى بتجيبى الكلام دا منين وإستطرد هاتفا: يللا ياأمى هانتأخر عليهم نجلاء بتنهيدة عميقة: يللا يابنى ربنا يبعد عنكم كل شر ودايما تبقوا فى فرح
نعود لغمر الذى وجدها أمامه فجأة تحدق فيه وتجوب فيه بعينيها من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى مستغربه أناقته المبهره اللافته للنظر نظرت إليه بإنبهار ورفعت حاجبا وخفضت حاجبها الآخر ورمته بسهام نظراتها التى نطقت بالغيره والتهديد والوعيد تذكر هجرها له ماتسببت له من لوعة الفراق وتبدلت نظرته لها من الشوق والحنين إلى الغضب إرتعدت لبنى فجأة وأخافتها نظراته الغاضبه وأحست بضربات قلبها تزيد وتعلو وتهبط بسرعة مما زاد من أوجاع قلبها بشده فهربت من أمامه تنفس الصعداء وحمد الله أن مر هذا الموقف بسلام قائلا فى نفسه: " آه يا لبنى لو تعرفى أنا رايح فين دلوقت " فتح باب السياره وألقى بنفسه على المقعد أمام المقود وأغمض عينيه متمنيا فى قلبه أن تكون هى من كانت تجلس إلى جواره الآن وكان يتمنى ألا يكسر قلب جدته أيضا كما سيحدث بعد أشهر " إيه اللى أنا فيه دا ةلغاية إمتى يارب قوينى ولاتحملنى مالاطاقة لى به " نور بإبتسامه: هانفضل كدا كتير يلا ياعريس هانتأخر غمر بإرتباك مجاهدا بشده ليظهر إبتسامه على ثغره: حاضر ياامي إنطلق بالسياره وقد أحس بلوم وعتاب شديد لنفسه وأنها وإن كانت تهجره الأن بسبب شدته وغلظته معها فهو يخونها بلا ذنب أو جريرة إرتكبتها
كانت تسير ودموعها تنساب على وجنتيها حتى وجدت نفسها أمام بيت منار صعدت إليها أخذتها منار إلى غرفتها وذهبت لتحضر لها عصير كي تهدأ قليلا فتحت لبنى على عجل هاتفها ودخلت على صفحته وجدت مشاركته مما زادها إنهيارا وألما حضرت منار بالعصير لتجدها فزعه وقد تحول بياض عينيها إلى جمرا منار بحنو: يابت في غيه إهدي كدا ناولتها الهاتف ودون كلمه قرأت منار المشاركة بإهتمام منار بغضب: دا اللي كنت بقولك عليه يالبني وقولتك قبل كدا غمر ماينفعش يتعامل بالشكل دا أهو قلب عليكي وغصب عنك هاتصالحيه إنتي لبنى ببكاء: مش دى المشكلة منار بإستفهام: في إيه تاني لبنى ببكاء: وأنا جايه شفت غمر ناحية الجراج وكان معاه واحده ست كبيره مالحقتش أشوف ملامحها كويس لكن تقريبا دى جدته منار بنفاذ صبر: وبعدين إيه المريب في دا لبنى ببكاء: غمر كان لابس بدله ومتشيك على الآخر تحسي إنه عريس وبعدين ألاقي البوست دا ضحكت منار منار وهى مازالت تضحك: إنتي ساذجة يابنتى هايخطب ويتجوز علشان إتخناقتوا البوست ده تهديد ليكي مش أكتر أكيد معزوم على فرح ولا حاجه العائلات اللي زي دي أفراحهم مابتخلصش هتموتيني يامجنونه إنتي وغمر بتاعك دا
في بيت عاصم العمري تمت الخطبه وإلباس الدبل وسط زغاريد أفراد الأسرتين وفى وسطهم الجده نور فى حالة من السعادة لاتوصف وكان محمد وعمرو كل منهما يرسم إبتسامه زائفة على شفتيه أما نجلاء التى لم تتمكن من مجاراتهم كانت بحاله ضيق شديده غير مصدقة ماتم وحاولت كثيرا إصطناع الإبتسامة خاصة حين تلتقى عينيها بعينى نور لكن لم تستطع أمام نظرات غمر الذى أقلقه ذلك كثيرا غمر كان ياسين وعبدالله ورؤى ورقية في حاله لاتوصف من السعادة لخطوبه أخيهم المتأخره حسب تقاليدهم
ذهب غمر لنور وجلس بجوارها فقبلته من رأسه: ألف مليون مبارك ياحبيبي غمر وهو يقبل يديها وعلى وجهه إبتسامه جامده لم يستطع تغييرها أو إستبدالها: الله يبارك فيكي ياحبيبتي نهضت نور وذهبت وجلست بجانب ليله محتضنه إياها وإنشغلت معها فى حيث باسم غمر هامسا لأمه التى كانت تجلس بجوار نور: مالك ياأمي نجلاء هامسه بغضب: مش طايقاك الصراحه غمر بحزن: ليه بس ياأمي كدا حد يقول كدا يوم خطوبة إبنه نجلاء بخبث: الخطوبه دي مش مريحاني ياإبن العمري بس خليك على هواك لاحظ محمد حديث نجلاء وغمر الجانبى من إنفعالات وجوههم أثناء حديثهم فأسرع إليهما محاولا تدارك الموقف محمد بمرح: ألف مليون مبارك ياحبيبي نظرت له نجلاء بسخرية محمد بمرح مصطنع وهو يتكلم من بين أسنانه: مالك يانوجا بتبصيلي كدا ليه نجلاء بغضب: أبص براحتي ولا هاتحاسبني كمان تركتهم ونهضت وذهبت تنهد غمر تنهيده قويه محمد بإستفهام: هي مالها ياعريس إنت ضايقتها ولا إيه هز غمر راسه نافيا: بس هي مش مرتاحه للخطوبه أومأ محمد برأسه قلقا: ربنا يستر أمك لما بتشك في حاجه مش بتهدى إلا ماتجيب قرارها غمر بتوتر: ماشاء الله ربنا يستر
إنتهت حفلة الخطوبه أو المسلسل الذي كان بطله غمر وبطلته ليلة التي عاشت أسوأ أيام عمرها فى الليلة التى كانت أقصى أمنية عندها وهى أن تكون عروس بجوار فارس أحلامها غمر وحظت بذلك لكن بشكل هزلي نظرت إلى دبلتها كثيرا حتى سقطت دمعه هاربه أحرقت عيناها وقلبها على نفسها عاد غمر لمنزله مع جدته دخل غمر غرفته وتنهد بحرارة غير مصدقا أن هذا اليوم مر علي خير رن هاتفه برقمها فإبتسم وضغط على زر الإجابه غمر بصوت جاف جامد: لسه فاكراني ياهانم لبنى بغضب: إيه هانم دي ياغمر غمر بغضب: لبنى انا مابحبش حد يعدل على كلامي إنتى فاهمه لبني بتحدى: أنا مش حد ياغمر أنا لبنى غمر بهدوء: اممممممممم إنتى فعلا مش حد إنتى لبنى بس أنا اللي حاسس إنى حد عادي في حياتك يالبنى لبنى بتنهيده: عايزه أشوفك ياغمر غمر بهدوء: حاضر يالنى بكرا بعد الدرس هاعدي عليكي ونروح المكان بتاعنا لبنى: تمام ثم إستطردت بلهفه غمر غمر: نعم يالبنى لبنى بتوتر: إنت كنت فين ياغمر وليه كنت متشيك كدا غمر بضحكة مجلجلة ( فى محاولة منه إخفاء جريمته ): ليه يابنتى أنا طول عمري شيك لبنى بضيق: رد على سؤالى ياغمر لو سمحت غمر بغضب: لبنى انا مابحبش حد يعاملني كدا أنا مش طفل صغير قدامك علشان تعامليني كدا. لبنى بحزن: بقيت كمان تتضايق من كلامي وطريقتي ياغمر فعلا واضح إنك بتقولي بالسلامة غمر بلهفة: أنا ماقولتش كدا يالبني لبنى بحزن: ولا قلت ياغمر عموما شكرا غمر بحزم: هاجيلك بكرا بعد الدرس ونتكلم شويه يالبني لبنى بحزن: ماشي ياغمر تصبح على خير صمت قليلا غمر مستفهما بحنو: إنتي بتعيطي يالبني لبنى بصوت مكتوم: لأ غمر بإبتسامه: إوعى تكونى بتكدبي عليا وهاتزعلي مني تانى ثانيا قلتك دموعك لما بأحس إنها بتنقص من رجولتي يرضيكي كدا لبنى بدموع: لأ مايرضنيش غمر: لبنى مش عايز أسمع صوت دموعك دى ابدا فاهمه لبنى هامسه: فاهمه غمر بحب: كتكوتي يللا على السرير عندك درس بدري لبنى بخجل:حاضر غمر بحنو: هتوحشيني لبنى هامسه بحب: وغنت كمان هتوحشني
رامي بغضب: كدا إبن نصر طلع منها زي الشعره من العجين ماهر بخبث: لسه الموضوع مخلصش إتقل كدا أحمد بعيون يملأها الشر: عايز حياته تتقلب لجحيم ماهر بحقد: هاخليه ماينمش لا ليل ولا نهار هو وإخواته ضحك الثلاثه ضحكات شريره
هبط درج الفيلا بسرعه ولهفة ولماذا لاوهوعلى موعد مع حبيبتة قلبه غمر بإبتسامه وإشراقة تعلو وجهه: صباح الخير يانونو نور بوجه صبوح باسم: صباح النور ياعريس يلا علشان تفطر جلس غمر وشرع فى تناول طعامه ولكن فجأه إنقلبت إبتسامتها المشرقه إلى غضب داهم نور متسائله فى إستنكار وقد كسا وجهها الغضب و تشير إلى يده اليمنى: فين دبلتك ياغمر غمر بإرتباك طغى عليه هدوءه: قلعتها نور غاضبة متحفزة: وقلعتها ليه
غمر بطريقة حاسمة هادئة: عندي حساسيه من الفضة هدأت نور قليلا ولان وجهها: طب مش كنت على الأقل لبستها يومين قدام الناس وأهل عروستك غمر بإبتسامه: وإيدي تلتهب بقى لا ياحبيبتي أنا بأخاف على نفسي ضربته على رأسه ضربه خفيفه وبإبتسامه: دا إنت مصيبة ياإبن نصر ضحك غمر ضحكه قوية وإستأذن منها وخرج أنهت دروسها فى السنتر وكان الإرهاق والتعب قد ظهرا على وجهها وإشتعلت عينيها إحمرارا تفاجأت به أمامها فأشارت لزميلاتها: عن إذنكم يابنات لينا بحنو مصطنع: خلي بالك من نفسك ياجميل لبنى بإستسلام: حاضر منار بحنو هامسه: إهدي كدا يالبنى غمر بيحبك أومات برأسها ثم ذهبت نحوه لبنى وهى مطرقة رأسها لأسفل: أتاخرت عليك غمرآمرا: إرفعي عنيكي كدا رفعت وجهها ببطئ فصدم من إحمرار عينيها الشديد غمر بغضب مكتوم مستنكرا بإهتمام: إيه دا يالبني إنتي قفلتي معايا المكالمة وكملتي عياط صمتت لبنى ولم تقدر على الرد: ... غمر غاضبا وبحنو: إتفضلي قدامي أخذها غمر حيث مكانهم المفضل جلس الإثنين على الأرض كعادتهم نظرت إلى النيل ودموعها تنساب غلى وجنتيها دون توقف
محمد مجاهدا لعدم ظهر كذبه: أنا مش فاهم الموضوع مش مريحك ليه نجلاء بمكر: علشان لو تشوف أخوك وهو بيتكلم عن رفضه للموضوع وتشوف ستك وهي بتتكلم بحرقه وأنه لأول مره يقف قدامها وفجأه يوافق لا طبعا الموضوع وراه حاجه وحاجة كبيره كمان يامحمد محمد بخبث: عادي ممكن يكون فكر في سمعة بنت عمه فوافق بناءا على كدا إنتي عارفه غمر بيحب يفكر مع نفسه ولما بيهدا بيقرر حاجات كتير غير اللي كان بيقولها أومات برأسها ولكنها لم تقتنع بما يقول
لبنى ببكاء طفولى: أنا بقيت أحس إنك مابقتش تحبني زي الأول غمر بحزن وإحساس بالذنب: إنتي عارفه إن الكلام ده مش صح وإن كلمة حب دي قليله جدا وماتجيش حاجه جنب المشاعر اللى فى قلبى ناحيتك ومش معنى إني بأعاقبك على تصرف عملتيه يبقى مابقتش أحبك وإلا بقى لما كنتى إنتى بتبعدي عنى معناه إنك عمرك ماحبتيني يالبني نظرت له بصمت ولكن كانت تنصت له بإهتمام وتتذكر كلام منار لبنى بغضب ومازالت براءتها وطفولتها المحببه إليه تعلو وجهها وحديثها: إنت اللي بتزعلني وبتخليني أبعد عنك غمر هامسا بحب: اللي بيحب حد مش بيبعد عنه يالبني حتى لو زعلان منه لبنى بضيق ثائرة: بأي حق ياغمر بتقول كدا ليه هو الطرف الثاني ده مش بيحس مش له قلب ومشاعر وأحاسيس وليه كمان حقوق على حبيبه ومن حقه يحافظ عليهم ولا واحد يغلط والتاني يدفع الثمن بدون ذنب غمر بضيق مهدئا: أنا ماقولتش كدا يالبني أنا قلت في البعد بس مش أكثر ثم إستطرد محذرا: وبعدين إنتي على أتفه الأسباب بتبعدي وكأني نكره في حياتك إسمعيني يالبني الطريقه دي مش هاتفيدك معايا وهاتخليني أغير معاملتى وهاتشوفى منى قسوة عمرك ماشفتيها وأنا قسوتي وحشه ولازم تعرفي إنك إنتي الوحيده اللي بأسمح ليها تتخطى كل الحدود معايا حتى أخويا الكبير نفسه مش مسموح له يكلمني زي ماإنتي بتكلميني كدا ومع ذلك بأسكت لأنك أهم شخص فى حياتى كلها لكن لما أحس إنك بتستغلى حبى ليكى وكل شويه تبعدى عنى وتختفى لا يالبني دا اللى مش هاسمحلك بيه أبدا فاهماني أومات برأسها وسرحت بعينيها نحو النيل كعادتها عندما تحس بأنها تائهة أو فى مفترق طريق وتريد أن تأخذ قرارا أو تستوعب مشكله خصوصا مع غمر ظلت شاردة تغوص فى أفكارها وهو يتأملها بصمت متفرسا فى ملامحها الملائكية بحب وشغف لايريد أن يقطع عليها شرودها فهي في المقام الأول حبيبته والتى لايتمنى غيرها سكنا وموده لقلبه الذى لطالما عانى الجفاء والقسوة طيلة حياته ومهما كانت قسوته عليها فستظل هى مليكته والمتربعة على عرش قلبه
مر أكثر من شهر إستردت فيه علاقتهما زهوتها فقد تعلمت لبنى من الخطأ الذي إرتكبته وأنه لا يمكن البعد لأتفه الأسباب وإنشغلت كثيرا فى تحصيل دروسها مع إقتراب موعد الإمتحانات كان غمر يشعر بالضيق أحيانا لإنشغالها عنه ولم تعد تكلمه إلا قليلا ولكنه كان يلتمس لها العذر بل وحريصا على أن تتفرغ لدروسها ممنيا نفسه بأنها ستكون ملكه وزوجته وشريكة حياته والتى سيفخر بتفوقها ونبوغها فى القريب إن شاء الله
دخلت هنا غرفة ليله وجدتها منشغلة فى مراجعتها لدروسها نظرت إليها بمكر: إيه يابنتى هو إنتي متخانقه مع خطيبك ولا إيه ليلة بدهشه من سؤالها: لأ ليه بتقولي كدا هنا وقد وضعت يديها فى خصرها مستنكره: أصلي بايته هنا من إمبارح ومش شايفه ولا إتصال منه ولا منك ولا حاجات زي بتاعة المخطوبين دي ليلة بألم مكتوم وحسرة تملأ قلبها: الكلام دا للي بيتخطبوا عن حب مش اللى أجبرتهم الظروف على الخطوبه هنا بغضب: إنتي عبيطه يابنتى مش دا غمر اللي كنتي بتحلمى بيه من وإنتي في الإبتدائيه دلوقتى بتقولي الكلام دا؛ لو هو أجبرته الظروف فإنتي بتحبي ياليله؛ إستعملي ذكائك وشغلى الجمجمه ياهبله هايجيلك راكع ثم إستطردت بإستنكار: عيله هبله صحيح مش عارفه مصلحتها خرجت هنا من الغرفة تمتم بكلمات إستنكاريه غاضبه من موقف ليله السلبى وبمجرد خروجها ألقت ليلة بنفسها على سريرها وأخفت وجهها فى وسادتها وأجهشت بالبكاء وقلبها ينزف ألما وحسرة
وقف في شرفة غرفته ينظر إلى القمر شاردا يغوص في أعماق حياته تتقاذفه أمواجها الهادره لايدرى أين أو متى يصل لبر أمانه محدثا نفسه: " لحد إمتى هافضل معلق نفسى وليلة ولبنى أنا خلاص مش قادر أستحمل أكتر من كدا " " كل يوم بيعدى عليا وأنا خاطب ليله قلبى بيتوجع وهمى بيزيد وبأحس فعلا إنى خاين " " لازم فعلا أفك الإرتباط دا فى أقرب وقت علشان قلبى يهدأ " أضاءت شاشة هاتفه برقم حبيبته التى طالما كانت الحاضرة الغائبه حين تتداعى الهموم على قلبه وينوء عن حملها وتزيد معاناته وأحزانه فتكون أول من يخفف عنه ويطبطب على قلبه غمر بحنو:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لبني بمرح وشقاوة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحشتني كتير كتير ماصدقت خلصت بدري علشان أكلمك شوية كتير النهارده غمر بحب وصوت قلق: شكلك مبسوطة النهارده يارب دايما بس على فكره بقى أنا اللى كنت فعلا محتاج أتكلم معاكي وكنت هاطلبك بس قلت سيبها تذاكر لبنى بحب: ياحبيبى إنت تطلبنى فى أى وقت يعنى الشوية اللى هانكلم فيهم هما اللى هايفرقوا ثم إستطردت بقلق: مالك ياغمر حاسه إن من صوتك إن في حاجه تعباك وبقالك فترة كدا غمر محاولا أن يبدو طبيعيا: لا شويه مشاكل في الشغل لبنى بقلق: في حاجه في المحل لاقدر الله غمر وه يصطنع ضحكة: هو أنا ماسك المحل بس لبنى بإستفهام: أمال إيه غمر بغرور مصطنع: حضرتي بلا فخر ماسك حسابات محلات العمري كلها لبنى بإنبهار هاتفه: ماشاء الله بس ليه ياغمر المحل اللي إنت فيه مش مكتوب عليه إسم العيله بتاعتكم. غمر موضحا: بصي ياقلبي المحل دا كان بتاع صاحب بابا وتراكمت عليه الديون وبابا سددها عنه فصاحب المحل دا قرر إنه يكتب المحل بإسم بابا بدون معرفة بابا وبعدها بفترة صغيره توفي وقبل وفاة بابا وصى إن ماحدش يغير إسم المحل إكراما لصاحبه اللي وفي بالدين اللي عليه وكان من أحب المحلات لبابا علشان كدا لما ستي قالتلي إختار محل إخترته هو
لبنى بإنبهار: والدك الله يرحمه شكله كان طيب جدا غمر بحزن: ربنا يرحمه ويغفر له و يجعله فى الفردوس الأعلى من الجنة لبنى وهى تدير دفة الحديث بعيدا عن ذكرياته الحزينه: ياسلام ياسلام يعنى حبيبى كدا يبقى أهم رجل أعمال فى العيله غمر ضاحكا من قلبه لبراءتها المعهوده: طبعا يا بنتى أمال إنتى فاكره إيه لبنى بجديه: بس ياغمر حاسه إن شايل هم وصوتك على طول حزين مهما حاولت تدارى غمر بحزن دفين محاولا إخفاؤه: ساعات يالبني بنعمل حاجات غصب عننا وضد رغبتنا لكنه مجرد فعل خير علشان خاطر ناس بنحبهم لكن فى ناس تانيه أنانيه بيفتكروا إن دا حق مكتسب ليهم وبصراحة بأعذرهم لأننا لو مكانهم هانفكر زيهم لبنى بقلق وحيرة: إيه الألغاز دي إنت كدا قلقتني أكثر وأنا مش فاهمة حاجة غمر بصوت ضاحك: ماتقلقيش إنتى بس كله هايبقى تمام بإذن الله لبنى بحنو: يعني إنت كويس ياحبيبي غمر بحنو: كويس طول ماإنتي جنبي يالبني وهانت ياحبيبتى فات الكتير وأول ماتخلصي إمتحاناتك هافاتح ستي في موضوعنا على طول لبنى بخوف وقلق: خايفه أوي ياغمر من المواجهة دي غمر بثقة:ماتخافيش طول ماإنتي معايا قوليلي بقى يالولو نفسك تدخلي كلية إيه كل مره تقوليلي مفاجأة لبنى بغموض: لازم تعرف يعني غمر: آه طبعا لازم أعرف مش هاتبقى حرمنا المصون لازم أعرف كل حاجة لبنى بخوف: بجد ياغمر بس خايفه يكون حلم وأفوق على كابوس ياغمر غمر بهدوء: فيه حاجه عايزك تفهميها كويس جدا أنا مش هاخسرك مهما حصل أنا مش هاخسرك حتى لو هاخسر العايله كلها أنا عمري ماهاخسرك وهاخد شقه بره البلد وهاشطبها على ذوق أميرتي وهافتح محل صغنون على قدنا كدا وهبدأ من الصفر يالبني الفلوس والجاه بيتعوضوا لكن الحب بييجي مره واحدة في العمر لبنى وقد سحرها كلام غمر وكأنها تطير فى سماء أحلامها: إنت إزاي كدا أنا بجد بحبك أوي أوي أوي غمر بحنو: وأنا كمان بحبك يا عمر وقلب غمر قوليلي بقى ناويه تدخلي إيه لبنى بحماس: حقوق بإذن الله غمر سائلا: حقوق طب ليه مش دخلتي أدبى لبنى: علشان أثبت للعالم كله إني العلمي مش للطب والهندسة بس غمر ضاحكا: متمردة لبنى بحنو: متمردة بس بحبك ياغمر
عمرو بغضب: إنتي عايزه إيه ياهنا حياتهم وهما أحرار فيها هي موافقه وهو موافق على كدا إحنا مالنا هنا بضيق: مين قالك إن هي موافقه إختي شكلها ولا كأنها إتخطبت ولا صاحبك بيفكر حتى يكلمها عمرو بغضب: أنا هاسيبك تكلمي نفسك كدا أنا مالي يكلموا بعض ولا ميكلموش إيه وجع الدماغ اللي إنتي فيه ده
مر شهرين وأصبحت إمتحانات لبنى على الأبواب كانت كثيرة التوتر والقلق وكان غمر يحاول أن يكون معها جميع الأوقات داعما لها فكانت أحيانا تثور وتغضب لأتفه الأسباب ولكنه كان يتمالك أعصابه حتى تهدأ فتعتذر له كان وجوده بجانبها يشعرها بالطمأنينه فقد كانت تشعر بالذنب حينما تغضبه وكانت تعلم أنه لايهمه الأن إلا مستقبلها فكان يذهبان سويا إلى مكانهما المفضل وكان أحيانا يساعدها في بعض دروسها فكانت تتأمله دائما عندما يندمج في شرحه للدرس ويبدو على وجهه ملامح الجديه كانت تذوب فيه حبا بكل حالاته فكانت في بعض الأحيان تدعي عدم الفهم كي يعيد الشرح وعلى الجانب الآخر إقتربت إمتحانات التيرم التاني فكان يذهب غمر كل أسبوع كما وعد عمه حتى لا يشعر أحد وكان يجلس مع عمه وفي نفس الوقت يراجع بعض دروس المحاسبه لليلة أيضا
بعد أسبوعين كان يجلس على سريره في حالة وجوم وصدمة كبيره من قرار جدته بكتب كتابه على ليله بعد الإجتماع الذي عقد بين... عاصم بغضب: إزاي ماتقوليش حاجه زي دى وأنا سألتك من الأول إهي الدنيا إتقلبت ضدنا لم ينطق غمر بكلمة واحدة كان يفكر في تلك المصيبة التي وقعت على رأسهم منذ ساعة
ثارت ثائرة حسين ودفع عمرو بغضب وقسوة الذى كاد يرتطم رأسه بالمكتب من قوة الدفعة حسين بغضب:عايز تخسرني ستك إنت والصايع التاني ثم إستطرد آمرا: من النهارده مش عايز يبقى ليك علاقه بإبن نصر تاني وتروح الصبح تبوس على إيد ستك وماتجيش غير وهي راضيه عنك عمار مهدئا: خلاص يابابا هدى نفسك عمرو ماله بالموضوع هو كان هايمنعه يعنى هو غمر عيل صغير حسين بغضب: إسكت إنت ياعمار إنت مش فاهم حاجه خالص يابني
جلست نور بغرفتها تبكى بحرقه وهى تتذكر تلك المقابله وما حدث فيها
يوم الاجتماع إسيقظ غمر من نومه كعادته توضأ وصلى الضحى وبدل ملابسه بالملابس الصيفيه مرتديا بنطلون من الجينز وتيشرت بلون الموف قاتم نزل وتعلو وجهه إبتسامه ليخفى حالة القلق المسيطرة عليه فاليوم أول أيام إمتحانات لبنى قبل رأس جدته ويدها مسحت على رأسه بحنان نور بإبتسامه: ربنا يرضى عنك ياحبيبي غمر بإبتسامه: ربنا يباركلنا في عمرك ياأمي تناول فطوره سريعا وذهب إلى ليطمأن على حبيبته غمر بهدوء: لولو حبيبي متوتريش نفسك حلي بهدوء وإستعيني بالله ولو حاجه وقفت قدامك قولي اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهل اللهم يسر لي أمري أنا كنت بأقول كدا لما حاجه تقف قدامي لبنى بتوتر: حاضر حاضر
غمر بإبتسامه هادئة: متوتره برضه طيب في حاجه كنت عايز أقولك عليها وإنتي بتسلمي الورقه خلي عندك يقين بالله إنك هاتنجحي وتجيبي المجموع اللي إنتي عايزها حتى لو محلتيش كويس صدقيني ربنا هايكرمك لبنى وهى تخفى توترها بإبتسامه: ربنا مايحرمني منك ياحبيبي غمر آمرا:أول ماتخلصى تتصلى بيا علشان أطمن عليكى لبنى بإبتسامة إمتنان يشوبها التوتر: حاضر ياحبيبي دخلت لبنى لجنة الإمتحان وأخذت ورقه الإجابه وإستعانت بالله وقرأت بعض الأدعيه وأمسكت بقلمها وبدأت في الحل كان قلقا عليها للغاية ولم يكن يقدر على الذهاب إلى محله فقرر الدخول إلى المسجد المجاور للمدرسه والمكوث فيه ولكن وهو في طريقه ظهرت أمامه وهى تبتسم له
غمر متفاجأ: ليلة ... أخبارك إيه ... وبتعملى إيه هنا ليلة: أنا كويسه الحمد لله وإنت اللى بتعمل إيه هنا ياغمر غمر بهدوء: كنت مع لبنى النهارده أول يوم فى الإمتحانات هي وياسين وإنتي ... ماقولتيش جايه ليه ليلة بخبث: كنت جايه أتأكد من حاجه وخلاص إتاكدت منها غمر بإبتسامه بريئة: حاجه إيه ليلة وهى تدارى كذبها بإبتسامه مغتصبه: دا حاجة خاصة بالبيت عندنا غمر مبتسما بغير إقتناع: طب مش عايزه حاجة ولا أقولك هاجى أوصلك ليله وقد تأججت نار الغيرة بقلبها مجاهدة فى الإحتفاظ بإبتسامتها الزائفة: لأ خليك مش عايزة أعطلك أصر غمر على السير معها حتى باب منزلها ورفض الصعود معها بحجة عودته لعمله عاد أدراجه سريعا ودخل المسجد صعدت شقتهم وهي تنتوي لهما شرا ... كل الحب الذى كانت تكنه له فى قلبها لغمر والتى تعلم تمام العلم أنه ليس من حقها تحول إلى غيرة وأنانيه وتملك بدون حدود فلاش بااااك نزلت تتسوق بعض الأشياء المنزلية من السوق فى الصباح الباكر وقبل إزدحام المحلات وجدت من يهرول إليها بلهفة ماهر بإبتسامه زائفه هاتفا: عنك ... عنك الشنط ليله متفاجأة وبإمتنان: شكرا ياماهر دى حاجات خفيفة ماهر بخبث: أنا مش عارف إزاى غمر يسيب خطيبته تنزل السوق وتجيب طلبات البيت بنفسها المفروض كان يخللى حد من العمال يقوم بالمهمة دى هو إيه مش خايف عليكى ولا إيه إبتسمت بسخرية ولم تنطق وإكتفت لهز كتفيها: ... إستطرد ماهر بدأب: والله صعبانه عليا ياليلة ليله بإستفهام: مش فاهمه ... أصعب عليك ليه ماهر متصنعا التردد: مش عارف الواد غمر دا إتعمى فى عينه بقى يروح يبص لواحدة تانيه ورايح جاى معاها طول الوقت وهو معاه القمر كله ثم إستطرد بخبث: على فكرة أنا عارف إنك بتحبيه واللى ماتعرفهوش إن علاقته بالبنت دى محكوم عليها بالفشل ليلة وقد إتسعت عينيها وبإهتمام: ليه ... ليه محكوم عليها بالفشل ... هي بتحبه وهو بيحبها ماهر وقد أحس أن حديثه معها يسير كما خطط له: علشان البنت دى غريبة عن البلد ياليله ليله متفاجأة: إيه... وغمر عارف أوما برأسه موافقا وهو يبتسم إبتسامة صفراء أحس ماهر أن فريسته أصبحت مستعده لإلتقام الطعم ففاجأها مباشرة: إنتي عايزه غمر ياليله أطرقت رأسها لأسفل وصمتت ماهر بحزم مصطنع: تبقى مش عايزاه ليلة بلهفة وحزم: عايزاه ياماهر ماهر ضاحكا ضحكة المنتصر: تمام بالليل هاتسمعي أخبار حلوه أوي بس كنت لازم أتأكد الأول إنك عايزاه أصل بصراحه حالته مش عاجباني كل يوم رايح جاي من الدرس معاها ودلوقتى تلاقيه واقف عند اللجنه مستنيها بصراحة حالته ماتطمنش خالص أنا مش عارف إزاى يسيب القمر دا ويبص لعيله زى دي أنا قلت ليلة مننا وهي أولى به تركته وذهبت حيث المدرسة الثانوية وتمت المقابله
بااااااااك رامي بإستفهام: طيب إنت ليه روحت ليها كان ممكن تنفذ من غيرها عادي جدا ماهر بخبث: لأ طبعا كنت لازم أتأكد إنها بتحبه بجد وبتغير عليه وهاتعمل أى حاجه علشان تحتفظ بيه أحمد ضاحكا بخبث: ياإبن اللاعيبه إنت كدا هاتدمره بس إيه دخل ليله فى الموضوع ماهر بعزم: أراهنك إن سته بعد ماتعرف فضيحة حفيدها هايبقى عندها إصرار على جواز غمر من ليله أحمد بخبث: زواج مع سبق الإصرار وسادت مشاعر الشر والإنتقام في هذا الإجتماع الشيطانى وكأنها نار حارقه
أنهت لبنى إمتحان اليوم الأول وإنهمكت هي وزميلاتها فى مناقشات ومراجعات لإجابات الأسئلة وذلك أثناء خروجهن من المدرسة أخرجت هاتفها لتتصل به غمر بإبتسامه: هتتصلي بمين لبنى متفاجأة: غمر خضتني إنت ماروحتش المحل أوما برأسه نافيا لبنى وهى تنظر ليه بإمتنان وبعتاب رقيق: طب ليه بس كدا ياحبيبى غمر: بصراحه كنت قلقان عليكي أوي وماقدرتش أمشى وأسيبك لبنى بإبتسامه رقيقة وحب: حبيبي ربنا يبارك فيك وتفضل جنبي طول العمر لم ينطق بكلمة وإبتسم لها إبتسامته الساحرة وعينيه يلمعان ببريق حبها وظلا يتبادلان النظرات لدقائق هكذا لدقائق ثم هتف بإستنكار مزيف وهو يلتقط منها ورقة الأسئلة: كفاية حب وتعالى قوليلي عملتى إيه لبنى بغضب طفولى: كان حلو بس الإعراب فى النحو كان وحش أوي غمر بإبتسامه يطمئنها: ده طبيعي ياقلبي ثم ضيق عينيه وقال محذرا: لبنى متراجعيش مع حد تاني وإنتي خارجه من الإمتحان و كأنك مامتحنتيش أصلا لبنى بإستفهام: ليه غمر بجديه: علشان حاجتين أولا لأن ممكن تلاقى حاجه غلط فطبعا هاتزعلي ونفسيتك هاتتعب والحاجة التانيه ممكن تكوني حليتي كويس جدا وتراجعي وحد يسمع إجابتك فتتحسدي ياكتكوتى لبنى ضاحكة: حاضر ياحبيبي غمر بإبتسامه: أيوه كدا فكيها وإضحكى ربنا يوفقك ويبعد عنك كل شر ياحبيبتي ثم إستطرد بحسم: يللا هاوصلك تنامي شويه وتستعدي للدرس مافيش وقت بين الماده دي والمادة اللى جايه هو بكرا بس والإمتحان التانى بعد بكرا لبنى بتنهيده حاره: حاضر حاضر
دلف إلى مكتبه ليجد عمرو فى إنتظاره عمرو بإستفهام: كنت فين يامعلم غمر وهو يجلس: كنت مع لبنى أول يوم إمتحان النهاردة عمرو: آه صح البت هلا بتقولي كان كويس بس النحو اللى كان تقيل شويه غمر: فعلا أنا شفت الورقه ولبني وياسين قالوا نفس الكلام عمرو ضاحكا: ياعيني عليك ياغمور بقيت عامل زي أولياء الأمور لبنى من ناحية وياسين من ناحية وكانت ليلة قبلهم يوم إمتحان المحاسبة غمر بإبتسامه: مش عارف ليه حاسس إنك فرحان فيا ضحك عمرو ضحكه مجلجة: أنا أقدر غمر بإبتسامه: هاعمل نفسي مصدقك عمرو بإستفهام وجدية: مافيش أخبار عن موضوعك إنت وليله غمر بإبتسامه: الحمدلله عمي كلمني وقال لي بالكتير أوي أسبوع والموضوع هاينتهي عمرو بإبتسامه رضا: الحمدلله
غمر بإستفهام: صحيح لبنى لما تعرف هاتزعل مني شويه قاطعه عمرو مستنكرا: وهي هاتعرف منين بس غمر بجديه: إنت ناسي إن لبنى هاتبقى مراتي إنشاء الله يعني ممكن فى يوم من الأيام حد يقولها أوما عمرو برأسه موافقا: كلامك صح رن هاتف غمر برقم جدته غمر بإبتسامه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور بقلق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إزيك ياغمر عامل إيه غمر: الحمدلله بخير ياماما وحضرتك نور ومازالت قلقة: أنا كويسه بأقولك ياغمر خالك حامد إتصل عليا وقال لي إنه جاي بالليل وإنك لازم تكون موجود إنت وعمرو وأعمامك عاصم وحسين غمر بإستفهام مستغربا: ليه نور متنهده: والله ماأعرف يابني بس واضح إنه موضوع مهم أوي غمر: طيب ياحبيبتي بإذن الله هاجي أنا وعمرو نور: ماشي ياحبيبي خلي بالك من نفسك غمر بحنو: حاضر ياماما وإنتي كمان ياحبيبتي أغلق غمر الهاتف مع جدته وقد إعترى وجهه القلق من هذا الإجتماع المثير عمرو مستفهما بقلق: في إيه ياغمر غمر: خالي حامد عايزني أنا وإنت وعمي عاصم وعمي حسين عمرو بدهشة رافعا حاجبيه متوجسا من هذا الإجتماع المريب: غريبة دلف غمر وبصحبته عمرو غرفة الإستقبال وقبلا يد جدتهما الجالسة على أريكتها وبعدهما دخل عاصم وحسين حسين هو الأخ الرابع فى الترتيب والأصغر فى عائله العمري والأكبر نصر ثم رأفت ثم عاصم ثم حسين كان رجل قوي البنيه رغم سنه وكان ذوغلظه فى معاملته عكس عاصم تماما غمر هامسا: إنت عايش مع أبوك دا إزاي يابني عمرو بهمس متوعدا بإبتسامه: إتلم بدل ماأقول لستي إنك بتقول على إبنها كدا غمر وهو يضع يده على صدره: أهون عليك ياعمور عمرو بإبتسامه: آه طبعا تهون غمر مبتسما بإستنكار: واطي ياعمور رن جرس الباب فتحت صباح ودلف حامد وهو غير أنه خال غمر فهو أيضا إبن أخت نور ويناديها بخالته وبعد السلام والترحيب وسط جو يسوده التوتر بين حامد وعاصم الذي يعلم تمام العلم أن حامد وزوجته هما من إفتعلا هذه الإشاعات مع أولاد ثريا على ليله وغمر نور بحزم يخفى وراءه قلق: خير ياحامد طلبت تيجي تقابلنى في حضور عاصم وحسين وغمر وعمرو حامد بخبث: أنا طلبت أقابلهم فى حضورك لأنك إنتي الكبيرة ياخالتي وعلشان أقول لعاصم وحسين إنهم ماعرفوش يربوا ولادهم
ثم إستطرد موجها كلامه لعاصم وحسين: إذا كان غمر ياعاصم ولا عمرو ياحسين عاصم بغضب وقد إحمر وجهه وعلا صوته: قطع لسانك إحنا عيالنا متربيين أحسن تربية نور بغضب: انت إيه الكلام الفارغ اللي إنت بتقوله ده ياحامد إنت باين عليك إتجننت حامد بكل برود وكأنه كان متوقعا رد فعلهم: لا ولا إتجننت ولا حاجه بس لما إبن إبنك يبقى صايع مع واحده ومقضيها فسح وخروجات معاها فى كل حته في البلد يبقى ماترباش وعايز يتربى بجد ولما إبن عمه يبقى عارف ومايقولوش إن اللى بيعمله دا غلط وخاصة لما يبقى عارف كمان إنها غريبة عن البلد وإن دا يخالف عاداتنا يبقى هو كمان ماترباش وعايزين كسر رقبتهم هما الإتنين إلتفتت نور لغمر بكل جسدها وعلى وجهها أمارات الإستياء والإستنكار لتسأله وهى تتمنى من داخلها أن يكذب كل ماقاله هذا المدعو حامد: الكلام ده حصل ياغمر لم ينطق غمر بكلمه واحده و أطرق رأسه لأسفل: ... وعلى الجهة الأخرى كانت هناك نظرة غضب من حسين إلى إبنه الذي أطرق رأسه سريعا حامد بتشفى وإبتسامه صفراء: مش محتاجه تسألي ياحاجه أنا معايا اللي يثبت كلامى وأخرج عدد من الصور لغمر مع لبنى. حتى بعد أن رأت تلك الصور لم تصدق عينيها نور بغضب: حصل ياغمر الكلام ده غمر بإرتباك وتعلثم: حصل ياماما إلتفتت نور إلى حامد بحده وبلهجة آمره: شكرا ياحامد وياريت الكلام ده مايخرجش برا حامد وهو ينهض مستعدا للمغادرة: أكيد طبعا ياحاجه نور بحزم: كتب كتاب ليله على غمر أول الشهر غمر مستغيثا: لا ياماما إسمعيني الأول نور ثائرة بغضب: مش عايزه أسمع صوتك ولا أشوفك قدامي صعدت نور إلى غرفتها وذهب حامد وذهب الجميع وبقي غمر وعاصم.
بااااااااك أغلقت غرفتها على نفسها وجلست على سريرها تبكي وقد أحست بألم فى صدرها نهضت وذهبت حيث غرفه غمر وجدت عاصم يتحدث وغمر ينصت إليه وقفا إحتراما لها عند دخولها نور بحزم: عاصم سيبني مع غمر دلوقتى عاصم: حاضر ياأمي جلست نور على الأريكة ذهب إليها غمر وجثى على ركبتيه مواجها لها ينتظر قرارها نور بعيون حزينه لم يرها غمر كثيرا: كسرتني ياغمر مبسوط دلوقت تربية 19 سنه راحت بقى غمر اللي كان الكل بيحلف بتربيته وأخلاقه داير يلف مع واحده غمر بحزن: إسمعيني ياماما نور بحزم: هاتقول إيه غمر موضحا: أنا مش داير ولا صايع ولا الكلام ده أنا بحبها فعلا ياماما وعايز أتجوزها نور ثائره: تتجوز مين ياغمر الغريبة ده دا على جثتي لما يحصل وهبت منتفضة من مكانها غاضبة وإستطردت آمره: كتب كتابك على ليله أول الشهر الموضوع إنتهى ثارغمر غاضبا: مش هايحصل أنا مش هاتجوز غير لبنى شعور بالغروب وكأن الضوء يتلاشى شيئا فشيئا ليعم ظلاما دامسا