logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية كازينو ما وراء الليالي
  29-01-2022 11:04 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

من تظن نفسك...؟ مالك الكون...؟ ام...
تيبست الكلمات على لسانها وهي تشعر بشفتيه تقتحم شفتيها وتقبلها بعنف وقسوة...
كانت قبلته صاعقة، قوية، كبركان ثائر يقتحم روحها عنوة عنها...
ظلت متجمدة في مكانها وهي تشعر بقبلته تتمادى اكثر وأكثر، لم تبادله اياها ولم تعطي اي ردة فعل سوى الجمود التام...
كانت تضغط على نفسها حتى لا تعطيه لذة الانتصار وهو يرى تأثير قبلته عليها...

ابتعد عنها بعد لحظات وهو يلهث بقوة، عيناه غامئتان بعاطفة شديده أدركتها بحدسها الأنثوي الذي لا يخفى عنه شيء، اما صدره يعلو ويهبط من ثورة المشاعر التي اقتحمت قلبه...
مسحت شفتيها بابهامها بكل برود ثم قالت بلهجة ثابته:
هل انتهيت...؟
رماها بنظراته الحاقدة وهو يشعر بالاستفزاز الشديد من برودها هذا وجمودها بين يديه...
قبض على ذراعيها الاثنتين بقسوة وهو يقول بعصبية جامحة:.

ماذا تظنين نفسكِ فاعلة، من انتِ لتمتنعي عني...؟
انا حرة، افعل ما أشاء، وامتنع عمن أشاء...
افترت عن شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يجلدها بكلامه الجارح:
منذ متى وأصبحن العاهرات يقررن امتناعهن عن الرجال من عدمه...؟!
ابتلعت غصتها داخل حلقها، حقدها عليه يزداد أضعافا مضاعفة، انه يتعمد إهانتها والتقليل من شأنها...
أعتصرت قبضة يدها بقوة وهي تهتف به بكره واضح:
انت رجل مريض وغير طبيعي...
اردفت بعدها متسائلة بنفاذ صبر:.

انت ماذا تريد مني بِالضبط...؟ لماذا لا تتركني وشأني...؟ لماذا تحاول إهانتي والتقليل مني طوال الوقت...؟
اجابها ببرود وهو يجلس على الكنبة واضع قدما فوق الاخرى:
اريد شيئا واحدا وانتِ تعرفيه جيدا...
لن تناله، على جثتي ان تناله...
قالتها بتحدي سافر جعله يرفع احد حاجبيه الى الاعلى وهو يقول بإصرار:
سأناله، حتى لو بالاجبار، في نهاية المطاف هذا حقي ويجب ان أاخذه كاملا...
عن اي حق تتحدث...؟ من تظن نفسك...؟

مشتريكي...
قالها وهو يخرج رزمة من الاموال من جيبه ويشير اليها بها قائلا:
مشتريكي باموالي هذه يا حلوة، هل عرفت ِ الان انا من أكون...
رفعت ذقنها نحو الاعلى وهي تقول بتحدي:
لا يكفي...
أتعلمين ما هي مشكلتك...؟ انك تعطين نفس حجما اكبر من استحقاقها...
وهذا ما يعجبك بي...
قالتها بثقة سافرة جعلته يرفع احد حاجبيه ويتقدم نحوها بخطوات بطيئة، وقف امامها وهو يقول:
تعجبني ثقتك العالية بنفسك...

رسمت على شفتيها ابتسامة ماكرة بينما اخذ هو نفسا عميقا وزفره ببطأ، سألها بنبرة جادة وهو يحوم حول وجهها بعينيه الزرقاوتين:
من انتِ...؟
صممت لوهلة و اجابته:
انا الروح الثائرة والليالي الربيعية والأماني المستحيلة...
اردفت بعدها متسائلة:
اريد ان اطلب منك طلب...؟
ماذا تريدين...؟
سألها باستغراب لتجيبه بتردد:
اريد ان انام...

ارتجف جسدها بالكامل وهي تتطلع الى هذا الرجل الواقف امامها والدي يرميها بنظراته الوقحه الخسيسة...
اقترب منها عماد وهو الشاب الذي يعمل لدى ريحان واضعا يده على كتفها متسائلا بخبث:
ما رأيك يا سيد...؟
اجابه الرجل وهو ما يزال ينظر اليها عاضا على شفته السفلى:
رائعه، رائعة للغاية...
قبض عماد على ذراعها وهو يأمرها قائلا:
هيا يا فتاتي، اذهبي مع السيد زكريا، كوني مطيعة ونفدي له ما يريد...

تطلعت اليه بنظراتها المذعورة تترجاه ان يتركها الا انه لم يأبه لها فهو متعود على هذه النوعية من المواقف، سارت مخذولة ذليلة ناحية الرجل الذي استقبلها بحفاوة شديدة:
تعالي يا حلوتي، اهلا بك يا قمر...
ذهبت معه ناحية سيارته وهي بالكاد ترى امامها بسبب الدموع التي ملأت عينيها...

بعد حوالي ربع ساعة أوقف الرجل سيارته امام احدى العمارات السكنية وهبط منها ثم فتح الباب لها لتهبط بدورها من السيارة وتتجه معه الى شقته الموجوده في الطابق الرابع من العمارة...
دلف الاثنان الى الشقة واغلق زكريا الباب خلفه، التفت ناحيته جوري وهي تتوسله بنظراتها، تقدم ناحيتها وهو يبتسم ببلاهة لتتراجع الى الخلف بخطواتها...
تعالي يا حلوتي، تعالي...

قالها وهو يشير ناحيتها بيديها الاثنتين لتهز رأسها نفيا رافضة ان تذهب اليه...
تعالي يا حلوتي، لا تدللي كثيرا...
عادت وهزت رأسها رفضا ليتأفف حنقا ويقول بضجر:
لا تتعبيني، كلها ساعات قليلة وينتهي وقتي معكِ...
ثم أردف بابتسامة ذات مغزى ونبرة ناعمة:
هيا يا قمري، لا تضيعي وقتي هباءا...
بعد عدة محاولات منه شعر بالسأم والضجر منها فقبض على ذراعها وسحبها امامه عائدا بها الى الكازينو...

رماها امام ريحان وهو يهتف به بعصبية بالغة:
هذه لا تنفعني نهائيا يا سيد ريحان، كيف ترميها اليَّ...؟! الم تجد غيرها..؟! هل تستخف بي ام ماذا...؟
نهض ريحان من مكانه وتقدم ناحية الرجل قائلا بترجي:
اهدأ يا سيد زكريا، اهدأ لنتفاهم...
لا يوجد تفاهم بيننا، انا المخطئ انني جئت اليك، كان علي ان اعلم بانك لا تجيد اختيار الفتيات المناسبات لمهنة كهذة...

قال كلماته الاخيرة وخرج من الكازينو باكمله تاركا ريحان يغلي غضبا...
تطلع ناحية جوري المرمية امامه بنظرات غاضبة عنيفة ثم اتجه نحوها وقبض على ذراعيها موقفا اياها صارخا بها بعد ان صفعها على وجنتها بقوة:
كيف تفعلين بي هذا امام السيد زكريا...؟! كيف...؟!
بدأت جوري تبكي بشدة بينما سحبها ريحان ورماها ناحية عماد امرا اياه:
خذها الى غرفة العقاب...

في صباح اليوم التالي
استيقظت من نومها لتتفاجئ في بادئ الامر بالمكان الذي هي فيه الا انها سرعان ما تذكرت احداث ليلة البارحة ومجيئها معه الى هنا...

نهضت من فوق الفراش وسارت بخطوات مترددة ناحية باب الغرفة، فتحتها قليلا ومدت رأسها خارج الباب لتجد المكان خاليا، خرجت من الغرفة متجهة الى صالة الجلوس وهي تسير على أطراف أصابعها حينما شعرت بذراعين تحيطانها من الخلف، شهقت بقوة وانتفضت فزعا وصرخت بصوت عالي من صدمتها فأغلق تيم فمها بكف يده وهو يهمس لها بجانب اذنها:
هش، اصمتي...

ارتجف جسدها بالكامل بسبب قربه منها على هذا النحو، ابتلعت ريقها بتوتر بينما أردف هو قائلا بخبث:
لو تعلمين كم يسعدني ان اراكِ مذعورة وخائفة على هذا النحو...
دفعته بقوة محررة نفسها من بين ذراعيه، سألته بملامح واجمة وقد بدا الضيق واضحا عليها:
كم الساعة الان...؟!
اجابها بضيق جلي فهو تذكر ان عليه إعادتها الى الكازينو بعد قليل:
الواحدة ظهرا...
شهقت بقوة ما ان سمعت جوابه ثم قالت بسرعة:.

تأخرت كثيرا، كان يجب ان أكون في الكازينو منذ ثلاث ساعات...
اقترب منها قليلا مطمئنا اياها:
لا تهتمي كثيرا، سوف ادفع لهم أموال زيادة مقابل هذا التأخير...
عبست قليلا وهي تسأله بازدراء:
لماذا لم توقظني صباحا...؟
احتار بماذا يجيبها، فكيف سيخبرها انه قضى فترة الصباح كله وهو يتأمل فيها، يملأ عينيه منها، يشبع روحه من ملامحها...
حاول تغيير الموضوع فقال بنبرة جادة:
كيف كانت ليلتك البارحة...؟ هل ارتحت في نومتك...؟

اجابته بنبرة صادقة:
كثيرا...
اردفت قائلة بتعجل:
هيا لنذهب الى الكازينو...
تحركت متجهة ناحية باب الشقه الا انه قبض على كف يدها مانعا اياها من الحركة وهو يأمرها قائلا:
توقفي...
استدارت ناحيته بملامح متعجبة وسألته باستغراب:
ماذا هناك...؟
اقترب منها أكثر وأحاط وجهها بكفي يده قائلا بنبرة تشع عشقا بينما عيناه لا تحيد عن عينيها التي امتلأت بعاطفة قوية:
لا اريدك ان تذهبي، ابقي بجانبي...

جملة وحيدة كانت كافية لقلب كيانها باكمله، جملة واحدة أوقدت نيران من المشاعر المختلطة داخل قلبها، جملة واحدة جعلتها تحلق عاليا في أفق السماء...

شعرت بعدها بشفتيه تلامس شفتيها برقة أطاحت بكل ذرة في كيانها، ازدادت قبلته عمقا فاحاطت رقبته بذراعيها تبادله قبلته، شهقت بصدمة حينما شعرت به يحملها فجأة ويتجه بها ناحية الغرفة مرة اخرى، وضعها على السرير برفق ثم مال عليها يقبل عينيها، انفها، جبينها، وكل إنش في وجهها حتى وصل الى شفتيها ليذوبا سويا في قبلة طويلة اخذتهما الى عالم اخر لا يوجد به سواهما...

اوقف سيارته امام الكازينو وهبط منها متجها الى داخله، دلف الى داخل غرفة ريحان والتي انتفض من مكانه مرحبا به بحفاوة شديدة:
اهلا تيم بك، اهلا تفضل...
قاطعه تيم بصرامة:
كلمة واحدة لا توجد غيرها، ليليان اريدها، اريد ان اشتريها...


look/images/icons/i1.gif رواية كازينو ما وراء الليالي
  29-01-2022 11:05 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل التاسع

اوقف سيارته امام الباب الرئيسي للشركة فتقدم الحراس تجاهه بسرعة لاستقباله، هبط من سيارته والقى بمفاتيحها الى احد الحراس ثم تقدم ناحية الشركة، خلع نظارته الشمسية ما ان اصبح داخلها لتظهر عينيه العسليتين الناعستين، سار بخطواته الرجولية الواثقة متجها الى مكتبه في الطابق الاخير من الشركة...

ما ان وصل اليه حتى وقفت السكرتيرة بسرعة لاستقباله، حياها بلطف ودلف الى داخل مكتبه تتبعه السكرتيرة وهي تحمل بيدها مجموعة من الملفات المطلوب منه توقيعها، وقعها وسلمها اليها ثم ذهب بتركيزه ناحية حاسوبه الشخصي لإنجاز أعماله المتراكمة عليه...
رفع بصره من على الحاسوب حينما سمع طرقات على الباب يتبعها دخول بشار الى مكتبه وهو يبتسم ببلاهة...
رمقه كريم بنظراته البارده وأمره بجمود ووجه صارم الملامح:
ادخل...

ولج بشار الى داخل المكتب قائلا بتوتر وقد اختفت ابتسامته تلك:
صباح الخير كريم باشا...
ضرب كريم على مكتبه بقبضتي يده لينتفض بشار في مكانه، تحدث بصوت غاضب وملامح مزدرئة:
ثلاث ساعات متأخر عن موعد قدومك، ملفات الصفقة الاخيرة غير جاهزة بسبب حضرتك، ماذا تنوي ان تفعل بي بِالضبط...؟!
كل خير...
قالها ببساطة جعلت الاخير يتقد غضبا في مكانه بينما أردف بشار قائلا بتودد مصطنع:.

اخي كريم، انت فقط اهدأ وكل شيء سيكون بخير...
قاطعه كريم بعصبية جامحة:
لا تقل اخي كريم مرة اخرى..
سأله بشار ببراءة:
اذا ماذا اقول...؟!
اجابه كريم بنبرة ساخرة:
لا تتمسكن الان يا بشار، لا تليق البراءة بشيطان مثلك...
صمت بشار ولم يتحدث ليسترسل كريم في حديثه قائلا:
اسمعني يا بشار، انا لست مضطر لتحمل استهتارك واهمالك هذا، صدقتي اذا لم تلتزم بعملك فسوف اخبر عمي رحيم بكل شيء وليتصرف هو معك...

زفر بشار انفاسه بضيق ثم قال بجدية:
اعدك باني سألتزم بعملي من الان فصاعدا، هل تريد شيء اخر مني...؟
كلا، بإمكانك الذهاب...
خرج بشار من مكتب كريم وهو يشعر بالضيق الشديد والانزعاج...
كان يسير وهو يتمتم ببعض كلمات الغيظ والبغض حينما اصطدم بجسد أنثوي كان يسير في الاتجاه المقابل له...
سمع بعد ذلك صوت غاضب يقول بنبرة ناعمة لكنها كارهة:
أيها الأبله المتخلف، مابك تمشي هكذا كالاعمى...!

رفع بصره ناحيتها ليتسمر في مكانه بسبب عينيها الخضراوتين الواسعيتين، لحظات اخرى واخفض أنظاره ناحية شفتيها العريضتين الممتلئين فازدرد لعابه وهو يقول بنبرة متأسفة وعيناه لا تحيد عن وجهها:
اعتذر منك، لم انتبه لكِ...
قاطعته بغضب شديد:
لانك اعمى...!
عقد حاجبيه بتعجب من نبرتها العدائية وملامحها التي تنطق بالنفور ليقول بعصبية كبيرة من اسلوبها وقد استعاد وعيه اخيرا:
احترمي نفسك يا فتاة ولا تتجاوزي حدودك معي...

اقتربت منه اكثر مركزة عينيها الخضراوتين على عينيه البنيتين قائلة بتحدي سافر:
وإذا لم افعل...؟!
صمت ولم يتحدث وقد بدا مأخوذا بلون عينيها الساحرتين بينما ابتسمت هي بمكر وابتعدت عنه تاركة اياه يتابعها بنظراته المندهشه وابتسامة بلهاء تكونت على شفتيه...

دلف تيم الى شقته بعد ان اغلق الباب خلفه، سار متجها ناحية غرفة النوم ليجد ليليان ما زالت نائمة، تقدم ناحيتها والقى بجسده على السرير بجانبها، اخذ يتأملها بعينين شغوفتين وملامح مبتسمة، وجدها تفتح عينيها الخضراوتين ببطء لتتطلع اليه بملامح هادئة وهي تقول:
صباح الخير...
صباح النور...
قالها بابتسامة لتنهض من مكانها فجأة وهي تقول بتعجل بينما تتجه ناحية الباب:
يا الهي تأخرت كثيرا، يجب ان اذهب في الحال...

لا يوجد ذهاب...
قالها ببساطة وهو جالس على السرير يلعب بمفاتيحه فالتفتت له بملامح متعجبه مما قاله ثم سألته باستغراب:
ماذا يعني لا يوجد ذهاب...؟
اجابها وهو ينهض من مكانه متجها نحوها:
معناه انكِ لن تعودي الى هذاك المكان مرة اخرى...
تشدق فمها بابتسامة ساخرة، عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تقول بتهكم:
ومن قرر هذا...؟
اجابها بنبرة جادة:
بعيدا عن نبرتك التهكمية تلك فانا من قررت هذا...
انا لا افهم، ماذا تقصد...؟!

سألته ليجيبها موضحا ما قاله:
معناه انك لن تعودي الى هناك مرة اخرى، واضح جدا...
هل تظن الموضوع سهلا...؟! وهل سيوافق ريحان على شيء كهذا...؟!
اجابها بلا مبالاة:
ليس ريحان من سيقف بوجهي...
عادت وسألته باندهاش حقيقي لتصرفاته الغير مفهومة:
لماذا تفعل هذا...؟ ما غرضك من هذا كله...؟!
تقدم ناحيتها محيطا ذراعيها بذراعيه قائلا بصدق نابع من اعماق قبله:
من اجلك، اريد ان انقذك من هذا الوحل، اريد ان...
قاطعته بسرعة:.

توقف، لا تقل كلام انت غير قادر على تنفيذه، لا تقل ما هو فوق قدراتك...
انتِ لا تفهمين...
بالعكس انا افهم تماما، انت تتصرف دون تفكير، هل تظن الموضوع سهل، تخرجني من هذاك المكان الذي تسوين بالوحل، وماذا بعد...؟ ماذا ستفعل بعدها، لأخبرك انا ماذا ستفعل، سوف تبقيني هنا في هذه الشقة، تأتي كل يوم لتأخذ ما تريده مني، تعاملني كجارية جميلة تلبي رغباتك و...
قاطعها هو هذه المره بصوت عالي:.

كلا، انا لا انوي تحريرك من سجن لاسجنك في اخر...
حقا...!
زمت شفتيها بتهكم مما قاله ثم عادت وسألته بجدية ونبرة ذات مغزى:
وماذا عن زوجتك...؟ ماذا ستفعل بها...؟! هل ستتركها من اجلي..؟!
كان سؤالها كالصفعة بالنسبة له، صفعة ايقظته من حلم جميل عاشه لايام معدودات غافلا عن حقيقة مهمة تنتظره، صدمته ظهرت بوضوح على ملامحه، ابتسمت بخفوت ثم قالت بنبرة جادة:
أرأيت، انت نفسك تجهل ما تنوي فعله، لم تحدد موقفك بعد...

صمت ولم يجبها والحيرة سيطرت عليه لتسترسل هي في حديثها قائلة:
اسمعني يا حضرة الضابط، انت رجل متزوج، من عاملة غنية ومحترمة، لك اسمك وسمعتك، انت بالتأكيد غير مستعد لخسارتها نهائيا من اجل ايا كان، انت الان تتصرف بلا وعي، للاسف مشاعرك وعواطفك تتحكم بك، انت مبهور بي، مبهور بجمالي وجرأته، انبهارك هذا جعلك تريد تملكي باي ثمن كان، دون ان تنتبه لاشياء اخرى كزوجتك وعائلتك...

كان يناظرها بعينين وملامح خاليتين من اي معنى، والأفكار المزدحمة تتضارب داخله، هل هو مبهور بها فعلا...؟! هل ما يشعر به محض انبهار بأنثى جميلة سحرته بعينيها وجرأتها...؟! انبهار سوف يختفي مع مرور الوقت ويحل محله النفور والازدراء...؟
كان يحاول ان يفهم نفسه، ان يجد ظالته، ان يحدد مرساه...
وبيسان، كيف نساها في زحمة مشاعره تلك...؟! اليست هي بزوجته وحبيبته...؟! كيف خانها بهذه السهولة...؟! كيف...؟!

كانت هناك الكثير من الاسئلة تدور في داخله، أسئلة يحاول ان يجد جوابا لها، لكن بلا فائدة، فقط الحيرة تتملك منه اكثر وأكثر...
اقتربت منه ليليان وربتت على كتفه قائله بجدية:
عد الى وعيك يا حضرة الضابط، قبل ان يأتي يوم تخسر فيه زوجتك وعائلتك وهيمنتك ومركزك المرموق، عد الى رشدك من فضلك فانت تستحق كل خير...
قالت كلماتها الاخيرة وخرجت من الشقة وهي بالكاد تستطيع اخفاء دموعها...

دلفت الى داخل الكازينو اخيرا، وجدت المكان مقلوب والجميع يركض متجها الى مكان تعرفه جيدا، زفرت بضيق وهي تتقدم ناحية غرفتها لتجد جوليا في طريقها تحتضن جسدها بيديها وتبكي...
ركضت ناحيتها بسرعة وسألتها بقلق:
جوليا، ماذا حدث..؟! لماذا تبكين...؟!
اجابتها جوليا من بين شهقاتها ودموعها:
جوري، يعذبونها...!
ماذا...؟

صرخت بعدم تصديق ثم ركضت ناحية غرفة العقاب الموجود في نهاية الكازينو، وجدت الفتيات تقف خارجها يستمعون الى أصوات صرخات جوري بينما يقف ريحان خارج الغرفة يبتسم بسعادة والشماتة تملأ عينيه، تقدمت ناحيته بسرعة وجثت امامه على ركبتيها تتوسله قائله وهي تقبل يده:
اتركها ارجوك، هذه المرة فقط، وسوف أتصرف انا معها...
نهرها بعصبية قائلا:.

لا تتدخلي انتِ يا ليليان، هذه الفتاة ستكون عبرة لغيرها، ويجب ان تأخذ عقابها كاملا...
ولكن...
قاطعها بسرعة وتحذير:
كلمة اخرى وتدخلين معها، انتِ بالذات غير مستعدة لدخولها، فقد جربتيها بما فيه الكفاية..
ارتجف جسدها بالكامل لمغزى كلماته ثم ابتعدت عنه متجهة ناحية غرفتها...

صمت اذنيها بيديهاحتى تمنع نفسها من سماع صوت صراخها، ركضت متجهة ناحية غرفتها وصدى نحيبها يلاحقها، اغلقت الباب خلفها وألقت بجسدها ارضا محتضنة اياه بذراعيها، عادت الى ذاكرتها ذكرى قديمة للغاية لكنها مؤلمة، حينما كانت شابة صغيره لا تفقه من الحياة شيئا، فجأة وجدت نفسها تدخل الى عالم كهذا، عالم غريب ومليء بالوحوش الذين يكشرون عن أنيابهم في اي لحظة...

بدأت الذكريات تتدفق الى عقلها، ما زالت تتذكر ما حدث معها حينما فشلت في تأدية مهامها المطلوبة منها، كانت صغيرة، ضعيفة وخجولة، فطرتها وبرائتها جعلتها تفشل في ارضاء واشبع غريزة رجل مقتدر مثله، مما جعله يرميها الى ريحان وهو يعنفه فهذه الشابة الصغيرة لم تنفعه بشيء، لتجد نفسها معلقة على الحائط وحبل جلدي رفيع للغاية يجلد ظهرها وجسدها بلا ادنى رحمة او شفقة، بينما علا صوت نحيبها وصرخاتها قي ارجاء المكان، ترجتهم ان يرحموها وان يسامحوها الا انهم رفضوا هذا، كانت تلك واحدة من ذكريات كثيرة مرت بها، جميعها تتسم بالقهر.

الفصل السابع الجزء الثاني
جلست امام مكتب المدير بثقة عاليه، كيف لا وهي قد جاءت بتوصية من قبل صاحب الشركة، رمقته بنظراتها الهادئة بينما يقلب هو في ملف تعيينها
بتركيز شديد، وجدته يغلق الملف ويضعه على المكتب ليتحدث بلهجة عملية:.

حسنا يا آنسة سدن مؤهلاتك لا بأس بها، كما ان عمي مصر على تعيينك في هذه الوظيفة، هو بالتأكيد لم يقل هذا الا اذا كان واثقا منك ومن التزامك، سوف تبدئين في عملك لدينا بداية الشهر القادم بعد ان تنتهي السكرتيرة الحالية من وظيفتها وانت ستأخذين محلها، اتمنى ان تكونين على قدر ثقتنا بك...
اشكرك سيد كريم، باذن الله سأكون على قدر ثقتكم وأكثر...
قالتها بابتسامة خفيفة ثم اردفت متسائلة:.

هل تريد مني شيء اخر الان...؟!
هز رأسه نفسا وهو يجيبها:
كلا، يمكنك الذهاب...
نهضت من مكانها واتجهت خارج من المكتب عائدة الى منزلها...
وصلت الى منزلها بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة، فتحت الباب ودلفت الى الداخل بخطوات راكضه وهي تهتف بصوت عالي:
جدتي، اين انتِ...؟!
وجدت جدتها جالسة في المطبخ وهي تقطع بعض الخضروات فتقدمت منها وقبلتها من وجنتيها بسعادة...
طمنيني يا سدن، تبدين سعيدة للغاية...

جلست سدن امامها ومسكت يدها يحنو بالغ وهي تقول:
اطمئني يا روح سدن، كل شيء على ما يرام، لقد تم قبولي في الوظيفة وسوف أباشر عملي بداية الشهر القادم...
الحمد لله يا حبيبتي، الفضل كله يعود لله وللسيد رحيم من بعده، فليحفظه الله ويحميه، جمائله اصبحت كثيرة علينا...
قالتها الجدة وهي ترفع يديها نحو الاعلى بدعاء لتبتسم سدن وهي تقول:.

فعلا يا جدتي، جمائله كثيره للغايه، اتمنى ان يعطيني الله الفرصه لارد القليل منها...
نهضت سدن بعدها من مكانها وهي تنوي التوجه الى غرفتها لتبديل ملابسها حينما رن جرس الباب فسارعت لفتحه لتنصدم به امامها...
احتل الانزعاج والضجر ملامح وجهها بالكامل وهي تهتف به متسائلة بنبرة منزعجة:
خير، لماذا جئت...؟
ليأتيها صوته الساخر:
هل هذه هي الطريقة المناسبة لاستقبال ابن عمك الذي لم ترينه منذ عدة ايام...؟!

نفثت انفاسها وهي تقول بضيق جلي:
ماذا تريد يا عماد...؟!
اجابها بلا مبالاة وهو يدلف الى المنزل محتلا صالة الاستقبال بقامته المديدة:
كل خير يا ابنة عمي، لقد جئت لأطمئن عليكي...
مطت شفتيها الى الامام وهي تقول بملل واضح:
انا بخير يا عماد، يمكنك الذهاب الان...
اقترب منها عدة خطوات حتى وقف على بعد مسافة قريبة للغايه منها متسائلا بحزن مصطنع:.

ما بك ةِ يا سدن، لما هذا الاسلوب الجاف فالتعامل معي، انا ابن عمك وفِي مقام خطيبك ايضا...
هنا لم تحتمل السكوت اكثر من هذا وادعاء الهدوء امامه، لقد نفذ صبرها بالكامل، وجدت نفسها تصرخ به بصوت عالي وقد ارتجف جسدها بالكامل من فرط غضبها:
انت ماذا تظن نفسك...؟! خطيب من أيها الأبله...؟! تكذب الكذبة وتصدقها ايضا، ان لن أكون خطيبة شخص مثلك ابدا...
قبض على ذراعها بقبضة يده مرددا بصوت غاضب وملامح متوعدة:.

لا تتجاوزي حدودك يا سدن ولا تقولي كلام يفوقك حجما، انت خطيبتي او بالاحرى سوف تكونين خطيبتي في المستقبل...
على جثتي...
قالتها وهي تحرر ذراعها من قبضة يده بنفور شديد ليهتف بها ببرود قاتل:
قولي ما تشائين يا سدن، انا لن اتعب نفسي في الحديث معك، فانا رجل لا يؤمن بالأقوال بل انه يثبت ما يريد قوله بالافعال، وسوف اثبت لك عن قريب بان ما أقوله سيحدث...

خرج بعدها من المنزل تاركا اياها تنتفض خوفا من اصراره عليها وتأكيده على انه سينالها بكل الاحوال فهي لم ولن تطيقه يوما ولن تسمح لنفسها ان تكون لرجل مثله مهما بلغت بها الاحوال...


look/images/icons/i1.gif رواية كازينو ما وراء الليالي
  29-01-2022 11:05 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

اه توقفي ارجوكِ...
تأوهت بالم شديد وهي تشعر بتلك القطنة البيضاء تلسع جروحها النازفة...
آسفة...
همست جوليا بخفوت وهي تمسح جروحها مرة اخرى بالقطنة برقة بالغة محاولة الا تجعل جوري تشعر بالالم قدر الإمكان...
كانت ليليان تتابعهما بنظراتها الصامته حتى انتهت جوليا من معالجة جروح جوري التي سارعت لارتداء قميصها...

جلست بعد ذلك بجانب جوليا على الكنبة المقابلة للكنبة التي تجلس عليها ليليان وهي بالكاد تستطيع السيطرة على دموعها التي تتناثر من مقلتيها الحمراوتين بغزارة شديدة...
حاولت جوليا تهدئتها قائلة:
يكفي بكاء يا جوري، حاولي ان تتماسكي قليلا يا عزيزتي...
ازداد بكاء جوري أضعافا وبدأت شهقاتها تعلو أكثر حينما تحدثت ليليان بنبرة جامدة:
قلنا يكفي بكاء، البكاء لن ينفعك بشيء...
وماذا بوسعي ان افعل سواه...؟

سألتها جوري بنفاذ صبر لتجيبها ليليان بلا مبالاة:
افعلي ما تشائين لا يهمني...
لماذا تتحدثين معي بهذه الطريقة...؟! وتتطلعين الي هكذا...؟! انتِ لم تكوني هكذا معي من قبل، لماذا تغيرتِ معي...؟!
سألتها جوري ببكاء لتجيبها ليليان بجدية:.

انا لم اتغير يا جوليا، ومعاملتي معكِ ليست غريبة، ماذا تنتظرين مني ان افعل لكِ...؟ اخبريني...؟! هل تريدين مني ان اجلس بجانبك واواسيكِ على مصيبتك هذه...؟! هل تريدين ان اعطف عليكِ واشعر بالشفقة من أجلك ِ...؟!
الا استحقها...؟!
سألتها جوري باندهاش مرتعب لتجيبها ليليان بصراحة قتلتها فالصميم:
كلا لا تستحقينها...

نهضت جوري من مكانها واتجهت ناحيتها، رفعت جسد ليليان بيديها وأوقفتها قابضة على ذراعيها هاتفة بها بنظرات شبه مختله وملامح مضطربة فقد سيطر الجنون عليها من فرط ما عانته وسمعته:
لماذا...؟ لماذا انا لا استحق شفقتكِ...؟! هل انا بشعة لهذه الدرجة...؟! هل انا حقيرة في نظركم لهذه الدرجة...؟! ما الذي فعلته ليحدث معي كل هذا...؟! ما الذي فعلته لاستحق كل هذا منك ومنهم...؟!

كانت تتحدث وهي تهز ليليان بقسوة، ترى فيها ريحان وهو يعذبها، ذاك الرجل وهو يحاول الاقتراب منها ونيل جسدها، فقرها وحاجة اخواتها للمال، كانت تراهم بها...
دفعتها ليليان بقوة حتى وقعت مصطدمة بأرضية الغرفة، تطلعت اليها بملامح متأسفة وهي تهز رأسها يميناً ويسارا قائلة بصوت أجش:
انت من جئتِ الى هنا بنفسك، وانتِ من اخترتِ هذا الطريق، القيتِ نفسكِ في الوحل ورضيت بان تفعلي شيء مشين كالذي نفعله نحن...

اقتربت منها اكثر وانخفضت نحوها مرددة على مسامعها وامام ملامحها الباكية ونظراتها التي تترجاها الا تكمل ما بدأته:
انتِ من دخلتِ إلى هنا بقدميكِ، ورضيت ان تكوني مجرد عاهرة، انت ِ يا جوري وليس غيركِ، لذلك لا تبحثِ عن شفقتنا لانكِ لا تستحقيها...

خرجت بعدها من الغرفة بعد ان ألقيت كلماتها تلك التي كانت السبب في تعرية جوري امام نفسها قبل الجميع لتنهار الاخيرة باكية بصوت عالية وتسارع جوليا لاحتضانها وتهدئتها...

كان كريم يجلس مع عمه فريد والد ميرال الذي طلب لقاءه فجأة لسبب يجهله حتى الان...
خير يا عمي، لماذا طلبتني...؟!
قالها كريم متسائلا ليجيبه عمه الذي بدا عليه الارتباك:
خير يا كريم، كل خير يا بني...
صمتت للحظات ثم أردف قائلا:
اريد ان اسألك سؤال يا كريم، وأتمنى ان تجيبني عليه بصراحة تامة...
غزا التوتر كريم الذي استشعر بوجود امر خطير وراء هذا السؤال، استرسل العم في حديثه قائلا:.

هل انت مقتنع بميرال كزوجة لك...؟! هل انت كنت راضي عن ارتباطك بها...؟!
شعر كريم بالإحراج الشديد امام عمه ولم يعرف بماذا يجبه وقد شعر عمه بدوره بهذا الاحراج فقال له:
لا تنحرج مني يا بني، قل ما لديك بصراحة تامة...
لما هذا السؤال يا عمي...؟ هل حدث شيء ما جعلك تسألني سؤال كهذا...؟!
اخذ العم نفسا عميقا ثم قال بصدق:.

سأجيبك بصراحة يا بني، ميرال تقول بانك لا تحبها ولا تريدها، وهي ايضا لا تريدك، تقول اننا فهمنا امر هذا الصور بشكل خاطئ واجبرناكما على هذا الارتباط، في بادئ الامر أمرتها ان تنسى هذا الموضوع ولا تفكر فيه فزواجكما امر حتمي، لكن تحت اصرارها المستمر قررت ان اسألك لأفهم...

احتار كريم بماذا سوف يقول له وماذا سوف يجيبه، هل يكذب ما قالته ميرال...؟! هل يكون جبان لهذه الدرجة وينكر حقيقة شعوره ناحية تلك الزيجة...؟! ام يصارح عمه بالحقيقة كاملة ويكسب راحة باله...؟! لم يكن امامه وقت كبير للتفكير لذا وجد نفسه يحدد اجابته بسرعة...
في الحقيقة يا عمي كلام ميرال صحيح، انا وهي لا نريد بعضنا، نحن أُجبرنا على هذا الزواج بسبب اصراركم...
كنت متوقع هذا...

قالها فريد بأسف شديد ليقول كريم باعتذار:
انا أسف يا عمي ولكن...
قاطعه فريد:
لا تعتذر يا بني، لا يوجد شيء تعتذر لي من اجله، ميرال تريد فسخ الخطوبة وانت ايضا تريد ذلك بالتأكيد، لهذا اعتبر نفسك من الان انت حرا وغير مرتبط بابنتي...

هز كريم رأسه بتفهم ثم اعتذر من عمه مرة اخرى ونهض من مكانه خارجا من منزل عمه بعد ان استأذنه وهو يشعر بالراحة الشديدة فهاهو تخلص من ارتباطه بميرال الذي كان يقيده من جميع النواحي...

كان جالسا في غرفته وهو يدخن بشراهة بينما تحتل هي أفكاره طوال الوقت وتحديدا منذ اخر لقاء جمعه بها...
يفكر بها طوال الوقت ؛ يحاول ان يزيلها من أفكاره لكن بلا فائدة، نسيانها بات امر صعب للغايه...

اما هي فكانت تقف تراقبه من بعيد، تراقب شروده الدائم وشراهته في التدخين، لقد بات بعيد عنها للغاية، كل يوم يبتعد اكثر عن الذي قبله، وكل يوم هي تموت اكثر من الخوف والقلق لسبب ابتعاده عنها بهذا الشكل، تموت من كثرة التفكير والاحتمالات العديدة التي تضعها أمامها، حسمت امرها وهي تتقدم ناحيته بخطوات بطيئة، وصلت اليه لتجده سارحا لا يشعر بقربها منه فوضعت يدها على كتفه...

تصلب جسده بالكامل وهو يشعر بها تضع يدها على كتفه، شعرت بتصلبه هذا فسألته بارتباك:
ما بك...؟ تبدو متضايقا من شيء ما...
اجابها دون ان ينظر إليها:
كلا، لا يوجد شيء...
جلست بجانبه على السرير وهي تقول بجدية:
بلى، انت منزعج من امر ما...
قلت لك لا يوجد شيء، انت تتوهمين بالتأكيد...
منذ متى وانت تخبئ علي...
قاطعها بعصبية وهو يبعد يدها عن كتفه بنفور:
قلت لك لا يوجد شيء، الا تفهمين...؟!

امتئلت عيناها بالدموع لتقول بحشرجة وهي تنهض من مكانها مبتعده عنه:
حسنا...
زفر انفاسه حنقا وقد شعر بتأنيب الضمير ناحيتها فهي لا ذنب لها ليفرغ غضبه بها...
بيسان...
ناداها بصوت هادئ جعلها تستدار اليه وقد احمر وجهها بشدة...
اقترب منها حتى وصل اليها ليقول باعتذار:
انا أسف...
لا داعي للاعتذار، الخطأ مني انا، ما كان يجب ان أتدخل واسألك عن سبب ضيقك من الاساس...
بيسان لا تقولي هذا...

قاطعته بعصبية وقد انسابت دموعها على وجهها:
مالذي لا أقوله، اليس هذا الصحيح، انت تتضايق مني، تتضايق من لمساتي وكلامي معك، هل تظن بأنني غبية ولا اشعر، غبية لدرجة الا الاحظ نفورك الواضح مني، انشغالك الغريب عني، اهمالك المتعمد لي...
صمت ولم يجبها بينما اردفت هي بالم:
لقد تغيرت كثيرا يا تيم، اصبحت رجلا اخر انا لا اعرفه، مالذي جرى لك...؟ مالذي جعلك تصبح هكذا...؟

اطرق رأسه ارضا وهو يشعر بالخجل الشديد منها، انه يؤذيها وهي لا ذنب لها بأي شيء، يحملها مسؤولية أخطائه وخيانته لها...
رفع بصره ناحيتها وهو يقول بصدق ونبرة متعبة:
انا متعب للغاية يا بيسان...
اقترب منها اكثر ومسك يدها بكف يدها وهو يقول:
انا بحاجة لكِ، اريد مساندتك ودعمك لي، اعرف اني آذيتك كثيرا، لكن ليس بيدي، ساعديني بيسان، ساعديني لأعود كما كنت...
انا معك تيم، معك وبجانبك...

ضمها بقوة اليه محيطا جسدها بذراعيه، كان يحاول ان ينسى، ان يمحي ذكراها، ان يبدأ من جديد...

بعد مرور عدة ايام...
جلس رائف امام تيم المشغول في عمله كالمعتاد...
تأمله بنظراته قليلا قبل ان يهتف به متسائلا:
ألن تخبرني عن سبب تغييرك المفاجئ...؟!
سأله تيم دون ان يحيد عينيه عن كومة الملفات الموضوعة امامه:
عم تتحدث بالضبط...؟!
اجابه رائف بجدية:.

انغماسك في عملك طوال الوقت، خروجك في مهمات صعبة للغاية بناء على طلبك، ابتعادك الغريب عني، كل هذه اشياء جديدة عليك لم افهمها مطلقا ولم اجد لها سببا مقنعا...
رفع تيم اخيرا بصره عن الملف الذي يقرأ به، تأمل رائف بنظرات باردة قبل ان يجيب:
مجرد محاولات لتصحيح مسار حياتي والبدء من جديد...
لا افهم...
قالها رائف بحيرة واضحة ليرد تيم ببرود:
ليس من الضروري ان تفهم...
تيم، ماذا يحدث معك بالضبط..؟!

والسؤال هذه المرة كان جادا للغاية، سؤاله جعل تيم يتنهد بتعب قبل ان يقول بقلة حيلة:
انا متعب للغاية يا رائف، متعب جدا...
ماذا يحدث...؟! اخبرني..
سأله رائف بلهفة ليستند تيم بظهره على الكرسي ويسرح بخياله قليلا فتظهر صورتها امامه...
اغمض عينيه محاولا ابعاد صورتها عن خياله، محاولا الهرب منها، التخلص من دائها الذي يلازمه...

اخذ رائف يطالعه بحيرة وقلق قبل ان يفتح تيم عينيه ويتقدم بجسده الى الامام قليلا قائلا بنبرة عادية بالرغم مما يحمله في داخله من الم وشجن:
ما رأيك ان نسهر سويا اليوم في احد الاماكن فلا رغبة لي في العودة الى المنزل...
حسنا موافق...
قالها رائف بجدية قبل ان يكمل:
ما رأيك ان نذهب الى الكازينو و...
قاطعه تيم بسرعة وغضب:
لا، لن نذهب الى هناك مرة اخرى...
رماه رائف بنظرات متعجبه الا انه لم يملك حل سوى الاذعان...

تقدمت بيسان من لينا الجالسة في الشرفة الخارجية لغرفتها...
جلست على الكرسي المقابل لها واخذت تنظر اليها بصمت...
قطعت بيسان الصمت وهي تقول بنبرة حاولت جعلها مرحة:
ما رأيك ان نخرج من المنزل...؟!
التفتت لينا الصامته اليها وتحدثت متسائلة بهدوء:
الى اين نذهب...؟!
لمعت عينا بيسان بتفكير قبل ان تجيبها بجدية:
الى احد المولات القريبة مثلا، او الى احد المطاعم المطلة على البحر...

اشاحت لينا وجهها بعيدا وقالت بإباء:
كلا لا اريد...
زمت بيسان شفتيها وتنهدت بصمت قبل ان تتجه بانظارها إلى خارج الشرفة...
التفتت لينا اليه وسألتها بجدية:
هل تريدين قول شيء ما...؟!
اومأت بيسان برأسها دون ان تتحدث لتردف لينا:
تحدثي يا بيسان، ماذا هناك...؟!
تيم...
ما به تيم...؟!
سألتها لينا بقلق وهي تعدل من وضعية جلوسها لتتنهد بيسان بتعب وتقول:
تيم تغير كثيرا في الاونة الاخيرة، اصبح شخص اخر لا افهمه...

كيف يعني..؟!
سألتها لينا بعدم فهم لترد بيسان بحيرة:
منذ فترة طويلة بدأ يتغير علي، اصبح لا يهتم بي، ولا يتحدث معي، لا اعرف ماذا فعلت له، لكنني حقا متعبة من هذه الحالة...
حركت بيسان وجهها بعيدا عن لينا حتى تخفي عينيها عنها، عيناها التي تجمعت بهما الدموع، اما لينا فسرحت بكلام بيسان وقد سيطرت عليها الحيرة والقلق الشديدين...
تحدثت لينا اخيرا بنبرة مواسية:.

حسنا يا بيسان، لا تضايقي نفسك، قد يكون متعبا او يمر بضغوط صعبة بسبب عمله..
ثم اردفت بجدية:
ما رأيك ان تتحدثي معه...؟! افهمي منه سبب تغيره المفاجئ..
كفكفت بيسان دموعها بسرعة وقالت:
تحدثت معه، لكن لم يتغير شيء، يزداد كل يوم بعدا عني...
هل تريدين ان اتحدث معه...؟!
قالتها لينا كمحاولة منها لمساعدة بيسان لترد بيسان بسرعة ونفي:
كلا ارجوك لا اريده ان يعلم بأنني اخبرتك شيئا...

هزت لينا رأسها بتفهم ثم اخذت تتأمل ببسان الشاردة وهي تفكر بأمر اخيها وسبب تغيره المفاجئ مع زوجته...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >





الكلمات الدلالية
رواية ، كازينو ، وراء ، الليالي ،










الساعة الآن 02:08 AM