logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 16 < 1 4 5 6 7 8 9 10 16 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:54 صباحاً   [19]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل العشرون

لقد طفح الكيل ...قالتها اروى فى نفسها وهى لا تستطيع ان تقاوم رغبتها أكثر فى التحرك والابتعاد عن السرير للبحث عن اى شئ مالح فى هذا المنزل. ...وبالفعل أبعدت الملاءة عنها ببطء وابتعدت عن السرير بسرعة وهى تكاد تمشى على اطراف أصابعها حتى لا يشعر بابتعادها ...نزلت درجات السلم ودلفت إلى المطبخ وبدأت عملية بحثها عن اى شىء مالح

لم يغمض له جفن منذ ساعات الليل الأولى ...وهو يفكر ...لماذا هى تبعده عنها بهذه الطريقة ...انه حقا يحتاجها وبشدة إلى جواره ...شعر بحركتها وابتعادها عن السرير ...ضيق عيناه بشدة وهو يراها تخرج من الغرفة بهدوء ...أضاء المصباح الصغير الموجود على الكومود بجواره ...وهو يتساءل لماذا استيقظت ...بعد ثوانى قرر التحرك ورؤية ماذا ستفعل فى هذا الوقت ...نزل درجات السلم ولكنه وجد الطابق الأول بأكمله مظلم إلا من بعض الأنوار الخافتة لبعض المصابيح الصغيرة ...فكر وفكر أين يمكن أن تكون ...حتى رأى ضوء خافت ياتى من المطبخ ...تحرك إلى هناك ...حتى وجدها تمسك بأحد الأكياس وهى تأكل البسكويت بنهم شديد ...عقد حاجبيه ...فهذه أول مرة يراها تأكل بهذه الطريقة ...وهذه أيضا أول مرة يراها تأكل فى الليل ...راقبها من مسافة ليست ببعيدة ...وهى لم تلاحظه فهى مشغولة أكثر بما بين يديها ...انتهت من أكل كل البسكويت ...وبدأت فى البحث عن واحد آخر ...فزمت شفتاها بغضب عندما لم تجد شئ وأنه آخر واحد ...يريد ان يذهب إليها او حتى التحدث ولكنه خاءف افزاعها
- ما الذى تفعله سيدى ...هل تحتاج إلى شئ ...قالتها الخادمة من خلفه
تراجع سيف خطوة وكاد أن يطلق صرخة إلا انه تمالك نفسه ...فتلك الخادمة قد ظهرت فجأة له كالشبح فرمقها بغضب ...فنظرت إليهما اروى التى يبدو انها لم تفزع من موجودهما بل تفاجأت فقط ...
- لماذا استيقظت ...سألته اروى
تنحنح قليلا ثم قال بصوت منخفض ...للشرب ...أتيت لاشرب بعض الماء
- حسنا ...قالتها اروى ثم تركته وذهبت بعدم مبالاة ...نظر إلى أثرها وهو يتنهد ببط ...ولم يجد نفسه إلا وهو يمسك غلاف البسكويت ليقراه ...فعقد حاجبيه وقال بشك ...بسكويت مالح
- نعم بسكويت مالح هل هناك مشكلة...اى إمراة تكون هكذا فى هذا الوقت ...قالتها الخادمة
فرمقها بقوة وغضب قائلا وهو يصتك على أسنانه ...وماذا بها ...ولماذا فى هذا الوقت ...
- إلا تعرف ماذا بها حقا
فنظر لها بقوة قائلا ببرود ...ذكرينى ان اطردك
قالها وخرج ...فهتفت الخادمة بامتعاض ...لما جميع الرجال أغبياء عندما يتعلق الأمر بالمرأة
سمعت صوت إغلاق الباب فانكمشت فى مكانها على السرير وغطت نفسها جيدا ...انزلق بجوارها على السرير ووجدت إحدى يديه تحاوط خصرها وتقربها منه حتى اصطدم ظهرها بصدره حاولت التملص منه فاحست بأنفاسه الحارة على بشرة وجهها وهو يقول قرب اذناها بصوت دافئ منخفض "ماذا بك منذ فترة أشعر بأن هناك شئ غريب بك "
بلعت ريقها بخوف هل يمكن ان يكون قد اكتشف حملها لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار عن رأسها وهو يقبل شحمة اذنها قائلا بصوت مغرى جذاب جعل معدتها تتلوى من الألم وتكاد تشعر بأنها تستطيع التنفس وهى تشم رائحة عطره الممزوجة براحته الرجولية ..."اممممم. ..رائحتك ...أشعر بأننى أعرفها هل تقابلنا من قبل ...اخبرينى "
صوته كان به رجاء غريب ...هل يمكن أن يكون قد شعر بها او راءها عندما كانت تراقبه او حتى عندما كانت معه فى المشفى ...تاوهت بألم وهى تتذكر تلك الأيام التى كادت فيها ان تموت وهى تراقبه نائم على السرير بلا حول ولا قوة ...لقد عاشت فى رعب حقيقى فى تلك الأيام وهى تدعو ربها ألا يحدث له شىء وإن يكون سالما لقد كانت تدخل إلى غرفته فى المشفى خلسة وتجلس بجواره للساعات وهى تبكى على صدره لدرجة انها لا تعلم كيف تجرأت وقبلته وهو هكذا لكنها حقا فعلت وفى اليوم التالى علمت باستيقاظه لذلك لم تتجرأ مرة أخرى على الذهاب ورؤيته ...أغمضت عيناها أكثر حتى يعلم انها نائمة إلا انه قال بتنهيدة طويلة "انتى مستيقظة حتى وإن كانت عيناكى مغلقة إلا إننى أشعر بتنفسك ودقات قلبك ...فتابع باغراء. ...انتى تريدينى كما أريدك ...لماذا إذا تبتعدى...اروى ...أنا ...أنا. ..أنا. ..."انتظرت ما سيقوله بلهفة شديدة حتى قال اخيرا بعد ان بلع ريقه فهو لا يريد أن يكون ضعيفا أمامها حتى وإن أرادها وبشدة إلا انه رجل ولديه كبرياء لم يركض يوما وراء إمرأة وهو لن يفعلها الآن ...هو يريدها حتى وإن لم يقل شيئا عليها ان تفهمه ..."اروى انظرى إلى "
التفتت إليه اخيرا حتى رأى تلك العينان الذهبية التى كالشمس بالنسبة له ...انها امرأة جميلة ...دافئة وحنونة وكل ما يريده الآن منها ان يرتمى بين أحضانها بدون اى كلمة ...أمسك وجهها بين يديه وهو يقول بانفاس لاهثة "ماذا بك اخبرينى ...هل انتى بخير "
بلعت ريقها حتى لا تضعف وتخبره انه بالفعل قد حقق ما أراده وهى الآن حقا حامل بطفله فقالت بتأكيد "انا بخير ...لكنى أشعر ببعض التعب وأريد أن أنام " قالتها ثم أبعدت يده عنها ومن ثم أعطته ظهرها ...نظر بألم إلى ظهرها ومن ثم نام على ظهره وهو ينظر بدون تعبير إلى سقف الغرفة ...حتى عزم فى نفسه ان يعلم ماذا بها ...وقبل كل هذا عليه ان يعلم ما الذى يريده هل يريد الاقتراب منها فقط من أجل الحصول على طفل ام لانه حقا يحتاجها ...مشاعره مضطربة وهى تعذبه بابتعادها عنه هكذا ...أغمضت عيناها بقوة وهى تقول فى نفسها هل هذه المرة تستطيع السماح له ...

معذبتي أنتِ
حقاً هل انتِ معذبتي
احترت
هل احبك
ام ارغبك
اتذكر شهد شفتيك
لقد تذوقته قبلا
رائحة عطرك نسمت علي من قبل
لكن متى وأين وكيف
لا اتذكر
هل أصبحت أتوهم عشقك
ام عشقتك
معذبي أنتَ
الا تتذكرني
الا تتذكر قبلة الحياة
التي أهديتها لك
الا تشعر بدقات قلبي
الا تشعر بخيانه جسدي لي
الا تستشعر حبي
ذبحتني مرتين
في الاولي حاولت السماح
فجاءت الثانية
فهل لي من خلاص
(بقلم وسام ممدوح)

استيقظ على حركتها المستمرة على السرير ...ففتح عيناه بنعاس واقترب منها ببط وعيناه ما زالت شبه مغلقة ...اقترب منها أكثر وهو يسمع همهمات منخفضة جعله يفتح عيناه أكثر ويعقد حاجبيه حتى فتح ضوء المصباح الصغير الموجود على الكومود ...فنظر إليها فوجد جبينها يتصبب عرقا وهى تلف يديها حول خصرها وبطنها بألم ...حتى ارتفع صوت انينها أكثر فوضع يديه على جبينها وللمفاجاة كان يتصبب عرقا ...فقال بلهفة و ذعر
"بثينة ماذا بك ...هل..."وقبل ان يكمل كلامه
قاطعته بألم شديد واعين باكية ..."حسام انا أتألم ...انا أتألم ...انه ...انه ألم فظيع ..."
أبعد الغطاء عنه وتحرك بسرعة عن السرير وهو يقول بذعر شديد وارتباك .."ماذا بك ...سأتصل بالطبيب ...لا لا فلنذهب إلى المشفى الآن "
ازداد صوت انينها وبكاءها من الألم ...فاقترب منها بسرعة وحاول أن يجلسها ببط من دون ان يولمها على السرير ...واخرج لها ثوب بسرعة وساعدها فى ارتداهء وخرج بها من الغرفة ...وما ان نزلوا درجات السلم حتى هتفت بخوف ..."ميا. ..ميا"
فقال بارتباك "ميا. ..نعم ميا "
صعد السلم وحمل طفلته النائمة على كتفه وقام بتغطيتها بغطاء صغير وبيده الأخرى أسند بثينة ...حتى خرجوا من المنزل وساعدها حتى صعدت إلى السيارة ووضع صغيرته فى المقعد الخلفى واحكم تثبيتها بحزام الأمان ...وصعد السيارة وانطلق إلى أول مشفى فى طريقه ...حاولت الصمود طوال الطريق لكنها ما ان وصلت إلى المشفى حتى لم تعد تتحمل الآلام ...دلف بها إلى المشفى وهو يحمل ميا النائمة بيد وزوجته باليد الأخرى يقوم باسنادها وقالت له بصوت متعب متالم"جدتى ...جدتى يا حسام اتصل بها "...أخذتها احدى الممرضات لغرفة الفحص وطلبت منه الوقوف خارجا ...أخرج هاتفه واتصل بجدتها الحاجة فيريال وأخبرها بما حدث والتى قالت انها ستاتى حالا ...بعد نصف ساعة او أكثر أتت الحاجة فيريال ومعها الحاج رشاد زوجها والسيدة فريدة عمة بثينة ومعها ماهر ...أخذت السيدة فريدة منه ميا وهى تنظر إليها بحزن عندما رأتها على كتف والدها ...اصتك حسام على أسنانه ما ان شاهد ماهر ...الذى ركض إلى الطبيب ما ان رآه يخرج من الغرفة ...فركض هو الآخر إليه
- اخبرنى ماذا بها أيها الطبيب ...انا طبيب و...نطق بها ماهر بلهفة ...ولكن سرعان ما قاطعه حسام محاولا إخفاء قلقه وانزعاجه من حضور ماهر
- أنا زوجها اخبرنى ماذا بها ...هتف بها حسام
نظر الطبيب إليهما وكلا منهما يرسل إلى الآخر نظرات تحذيرية مشتعلة ...تنحنح الطبيب محاولا جعلهما ينتبهان له ...ستحتاج إلى إجراء عملية بسرعة
- لماذا ...هتف بها الاثنان بقلق
- الزائدة الدودية ...وأيضا مزمنة لذلك يجب إجراء الجراحة بسرعة ...ثم نظر إلى حسام قائلا. ...لذا أرجو أن توقع على الأوراق بسرعة حتى نستطيع أجرا الجراحة
- حسنا كما تآمر. ...لكن هل ستكون بخير ...قالها بلهفة وقلق ظاهر على وجهه
ربت الطبيب على كتفه قائلا. ...بإذن الله ...ساتركك حتى يتم تجهيزها لإجراء الجراحة ...قالها الطبيب ثم تحرك بضع خطوات ...فتبعه ماهر بسرعة وأخرج بطاقته الطبية وهو يقول ...ماهر عادل ...طبيب جراح هل يمكننى أن أحضر الجراحة ...
بعد مناقشات بين الطبيبان لم يوافق الطبيب الآخر إلا بعد أن تحدث ماهر مع رئيس القسم الذى وللمفاجاة هو صديقا لوالده واستطاع الحصول على موافقته لحضور الجراحة ...حضر السيد سليم أيضا بعد اتصال الحاجة فيريال به ...
وقع حسام على الأوراق الأزمة ...وتم تجهيز بثينة للجراحة



خرج من الحمام وخطى عدة خطوات ثم توقف فى مكانه عندما راءها تقف أمام المرأة وهى ترتدى حجابها
- ما الذى تفعلينه. ...سألها مالك
أدارت جسدها إليه فقشعر جسدها حتى كادت أن يقف شعر رأسها وهى تراه واقفا أمامها عارى الصدر لأول مرة منذ زواجهما ويحمل فى إحدى يديه تى شيرت ...أجلت حنجرتها وقالت بثبات يخفى تأثرها بمنظره "ذاهبة الى العمل لقد أخذت اجازة مدة طويلة "
رفع حاجبيه قائلا بسخرية "عمل ...فى هذا الوقت عمل وأنا لم اقضى معكى حتى يوما كاملا "
نظر إليها بغضب ولكنه سرعان ما اشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يريد أن يبدو قاسيا أمامها ...بلعت ريقها عندما لمحت تلك النظرة التى تراها فى عيناه لأول مرة ...
"حسنا...إذا انتهيتى هيا بنا حتى أقوم بايصالك "قالها وهو يرتدى التى شيرت ...
"حسنا "ردت بها ريم بهدوء فهى لا تريد اى شجار معه ...لم تكن يوما خاضعة لأحد ولكنها تفضل فى هذا الوقت بالذات ان تكون هادئة معه
" هل ستخرج معى هكذا "قالتها وهى تشير إلى تى شيرته
رفع حاجبه قائلا بسخرية "وهل هناك مشكلة "
أغلقت عيناها تحاول أن تبلع سخريته "لا ولكن ...انه خفيف ...والجو بالخارج بارد "
ظهرت شبه ابتسامة على وجهه وهو يرى اهتمامها فاقترب منها قائلا"هل يمكن أن يكون هذا اهتماما ...ام انكى تفعلين هذا بموجب انكى طبيبة وأشياء مثل هذه " قالها بمكر
بلعت ريقها من التوتر وقالت وهى تشيح بعيناها بعيدا عنه "بالطبع لأننى طبيبة "
ارتفع صوت ضحكته وقال بهدوء "حسنا ما رأيك ان تختارى شيئا ارتديه "
نظرت إليه بقوة وهى تقول بغضب "وما شانى انا ...إذا لم ترد ان ترتدى شئ ابقى هكذا "
اقترب من الدولاب وهو يدعى انه يبحث عن شى يرتديه فقال بادعاء كاذب وهو يزم شفتاه "يا الله ...لا يوجد شى ثقيل ولا حتى سترة "
رفعت حاجبها واقتربت منه بسرعة وبدأت فى البحث ومن دون ان تشعر حاصرها بجسده بين ضلفتى الدولاب "لا لا لقد رأيت ملابس ثقيلة هنا ..."
بترت عبارتها وهى تدير جسدها إليه قائلة بسعادة وهى تحمل السترة الجلدية ..."ها هى ارتدى هذا"وتابعت بثبات وهى ترى جسده يحاصرها "أريد أن امر"
فظهرت ابتسامة على وجهه تدل على انتصاره اخيرا "لا ...لن تمرى "
"مالك ...اجعلنى أمر والا "قالتها بقوة رغم أن داخلها يرتجف خوفا
"وماذا إن لم أفعل "قالها بمكر وهو يخفض رأسه إليها حتى شعرت بأنفاسه قرب وجهها ولم يعد يفصل بينهم أقل من سنتيمترا واحدا
"مالك ..."
"ماذا.."قالها بابتسامة
"ماكر "قالتها ريم وهى تزم شفتاها
ضحك بصوتا عالى وقال بعد ان خفضت صوت ضحكاته "إلا تعلمين غير الآن ...انا أكثر مكرا مما تعتقدين "
قالها ثم أطبق على شفتاها بحنو للحظة كانت تريد أن تبعده لكنها استجابت له وبدأت فى لف ذراعيها حول رقبته تقربه إليها ...استمرت لمدة حتى لم يبعدها عنه إلا ليأخذ كلا منهما أنفاسه ...احمرت وجنتيها وانفها حتى شعرت بحرارة وجهها ...
"ابتعد "قالتها بخجل وراسها منخفض تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها من الخجل
"ماذا" هتف بها ليتلاعب معها
"ابتعد " قالتها هذه المرة بصوت عالى ودفعته بيديها ثم ألقت عليه السترة التى اخرجتها...ضحك من تصرفاتها ...وركض خلفها ...نزلت درجات السلم وهى تتمتم بكلمات متذمرة ...نزل ورائها وأمسك بيدها رغم اعتراضها وهى تمرقه بغضب فنظر إليها بتفحص وبدأ فى تعديل وتثبيت حجابها وهى تحاول أن تخفى حمرة خجلها
" الى أين أنتما ذاهبان "هتفت بها والدته السيدة كوثر بامتعاض مما جعلهما يلتفتان لها
تنحتح مالك وقال بهدوء "ساوصلها إلى عملها "
ظهر الغضب على ملامح وجه والدته وقالت بسخرية "ستوصلها إلى أين ...أنت حتى لم تتهنى بزفافك بسبب أقارب المعدولة ولا حتى ..."
"أمى "قالها مالك محذرا والدته بهدوء
فنظرت إليهما ريم بغضب وخرجت من المنزل ...راقب خروجها ...ومن ثم اقترب من والدته وطبع قبلة على رأسها ...
"صباح الخير ...هل تحتاجين لشئ لاحضاره لك
"لا ...يا نور عينى "قالتها بحنان ثم تابعت بامتعاض "ألاحظ انك تدللها كثيرا ...إذا استمريت على هذا ...ستتمادى فى تصرفاتها معك "
تغاضى عن كلماتها ...وقال بهدوء "سأذهب الآن "وطبع قبلة أخرى على رأسها ...خرج من المنزل وفغر فاهه عندما لم يجدها ولم يجد سيارتها ...فضرب بقوة بقدمه على عجلات السيارة وهو يشتم بقوة ...
ترجلت من السيارة وهى تلعن بقوة ..."فلتذهب الى جهنم انت ووالدتك "ما ان خرجت من المنزل فكرت ان تتنظره ولكنها ما ان تذكرت تصرفاته وتصرفات والدته حتى صعدت سيارتها وانطلقت غير مهتمة به ...



رأته وهو واقفا مع تلك المرأة التى كانت بالصورة يضع يديه حول خصرها وهو يقبلها بشوق كبير يأخذها ويبتعد عنها...نزلت دموعها من عيناها وهى ترجوه الا يتركها "حسام أرجوك لا تتركني ...انا أحبك ...أن لم يكن من أجلى ...أرجوك ..من أجل ميا...هل ستتركها " لكنه كان يبتعد عنها أكثر وهى تركض وراءه ومهما ركضت كانت المسافة بينهما تزداد أكثر وأكثر وابتسامته لا تفارق ثغره ومن بين يديه تبتسم لها بانتصار وهى تضمه إليها أكثر ...
شعرت بيد دافئة تمر على عيناها ووجنتها ...فرفرت بعيناها ببطء حتى فتحتهما لكن ضوء الغرفة جعلها تغلقها بسرعة ...ففتحت عيناها مرة أخرى وراته أمامها يطل بوجهه إليها ...ووجهه شاحب وهو يردد كلمات لم تفهمها ...بلعت ريقها بصعوبة فقد كان حلقها جافا ..."ماء "نطقت بها بصوت منخفض للغاية
تحرك بسرعة وهو يحمل كوبا من الماء بيد واسندها باليد الأخرى شربت القليل ...ووضعها على السرير ...وضع الكوب على الكومود ...ونظر إليها قائلا بلهفة ..."بثينة هل انتى بخير حبيبتى "
رفرفت بعيناها وهى تقول بهدوء وصوت مبحوح "حسام ...أين ميا "
"انها مع عمتك لا تقلقى ...ثم تابع بلهفة ...هل تشعرين باى ألم حبيبتى "
"قليلا ..قليلا فقط "
زفر بارتياح وهو ينظر اليها بتفحص لقد كاد يجن وهى فى غرفة العمليات ...قلق عليها كثيرا ولام نفسه أكثر لانه لم يكن يشعر بالمها...يريد أن يتحدث معها لكن حالتها منعته من التحدث حتى لا تتدهور سينتظر حتى تشفى تماما ...وبعد ذلك سيتحدث معها حديثا مطولا ...دلف والدها السيد سليم وجدتها الحاجة فيريال وجدها الحاج رشاد وعمتها فريدة والتى كانت تحمل ميا والتى ما ان شاهدت والدتها حتى حاولت أن ترتمى إليها فابتسمت لها بثينة بحب ...جلسوا معها وبعد ذلك ذهبوا وبقى معها حسام ...وأخذت السيدة فريدة ميا معها ...سحب كرسيا وجلس بجوار السرير التى تنام عليه وكلا منهما يبادل الآخر نظرات مختلفة بصمت ...هى بحزن وخوف من أن يتركها ...فكرة انه سيكون مع امرأة أخرى تجعل قلبها يتألم بشدة ...وهو ما ان رأى ماهر حتى اشتعلت بصدره نيران الغيرة وأيضا ابتعادها المستمرعنه ... كما يوجد شئ غريب فى نظراتها إليه لا يعرف كيفية تغسيرها ...سينتظر حتى تكون بخير وياخذها ويأخذ طفلته ويبتعدوا عن هنا نعم هذا ما سيفعله لكن أولا يجب ان يطمئن عليها ...خرج كلا منهم من شروده وهما يستمعان لطرقات على باب الغرفة تحرك بسرعة وفتح الباب ...وخرج من الغرفة ثم اقفلها ما ان رأى الطارق ماهر ...
-ماذا هتف بها حسام بغضب مكتوم
- كيف حال بثين. ...قطع حسام كلمته وهو يمسكه من ياقته قائلا بغضب عاصف وعيناه تشتعل ...إياك ان تنطق اسمها مرة أخرى ...هل فهمت
- هل جننت قالها ماهر وهو يحاول التملص من قبضته
-لولا أننا فى مشفى...أقسم لكنت اريتك الجنون بعينه ...وساريك كم أنا همجى تربى على الطرقات ...لذلك ارجو من سيادة الطبيب إلا يحعلنى أرى وجهه مرة أخرى ...هل فهمت ...قالها حسام وهو يضربه باصابعه على كتفه ...وتركه وهو يحاول أن يكبت غضبه ودلف إلى الغرفة ...عدل ماهر من ملابسه وضرب بقبضة يده بغضب مكتوم على الحائط ...
"من الطارق "سألته بثينة
"لا أحد لقد كان شخص أخطاء فى الغرفة "قالها وهو يجلس على الكرسى يحاول ان يكتم غضبه ...وعيناه عازمة على فعل ما يخطط له ...

دلفت إلى الغرفة وجدتها يعومها الظلام ...فشهقت بقوة ما ان أضاءت انوارها. ...ومالك يجلس على السرير والغضب مستعر فى عيناه
"لماذا تاخرتى "قالها مالك بغضب مكتوم
رفعت أحد حاجبيها وقالت بسخرية "فى العمل ...وأظن انك رايتنى صباحا وأنا ذاهبة "
بلع سخريتها وقال بهدوء "وأظن أيضا إننى أخبرتك ...واتفقنا على أن أقوم بايصالك "
"لم اشأ ان أقطع عليك حديثك مع والدتك ..."قالتها وهى تخلع حجابها
"ألم تستطيعى ان تنتظرى " سألها بغضب
فبادلته غضبه وهى تهتف باختناق من أسئلته "لا لم أستطع الإنتظار لدى عمل ويجب أن أصل فى وقتى ...وأنا أيضا لم اعتاد يوما على التأخر "
قالتها ومن ثم سحبت ثوبا من الدولاب و دلفت إلى الحمام ...جلس على السرير وهو يزفر بغضب ...بعد ما يقارب الربع ساعة خرجت من الحمام وهى تضع منشفة على راسها وابعدتها عن رأسها وهى تقف أمام المرآة وتقوم بتمشيط شعرها. ...بلع ريقه وهو يراها أمامه هكذا ...شعرها مبلل يصل إلى ما بعد خصرها وعنقها أبيض تزينه شامة عند المنتصف ...جميلة جدا وشهية جدا ...وهو لم يعد يستطيع أن يتحمل أكثر ...مشطت شعرها ثم نامت على السرير واعطته ظهرها فنام بحوارها ...قائلا قرب اذنها بشوق يحاول ان يتبادل معها الحديث ويتقرب منها "ريم ...إلا تعتقدين انكى مخطئة "
"لا لست مخطئة "هتفت بها بغضب
وتابعت "وارجوك ان كنت تريد الجدال والتحدث كثيرا اخبرنى فأنا أريد النوم ..".قالتها ودثرت نفسها جيدا تحرك مبتعدا عن السرير وأمسك بعلبة سجاءره وتوجه نحو النافذة ينفث من سجارته بشراهة وغضب
في زرقة عينيك
بحر بلا شطآن
بحر متلاطم الامواجِ
ادخله راضيًا
فتأخدني الموجةِ
وترفعني عالياً فأرى جزر خوفكِ الكثيرة
تلقفني الاخرى فأري التيهة والحيرة
وتأخذني غيرها فأرى ضياعك
أري طفلة خائفة مترجفة
فتأخذني الدوامة وأغرق في بحاركِ
انتِ بحر بلا شطآن وانا بحر كله شواطئ
تعالي وادخلي بحري
فبحرك في عينيك
وبحري بقلبي
وإذا دخلتي أغلق القلب عليكِ
وأصبح البحر كالبحيرة كل حوافه شواط علي ايهم رسوتي
علي الحنان ام بالامان رغبتي
ام بالاحتواء ام الرجولة أردتي
فهلا آتيتي
(بقلم وسام ممدوح)



لم تستطع أن تمنع عيناها من أن تراقبه وهو يأكل لقد بدا جاءعا للغاية ...فقربت إليه طبق الدجاج بهدوء ...فشهقت الخادمة بقوة وهى تقول وشفتاها مزمومتان ..."كلى انتى والا لن تجدى طعاما تاكليه. ...فانتى لن تاكلى لنفسك فقط "
فنظرت إليها اروى بتحذير أغلقت الأخرى فمها ...نظر إليها سيف بهدوء وقال "لقد شبعت "
"أنت لم تأكل شيئا "قالتها اروى بنبرة ناعمة
فشهقت الخادمة وقالت بخفوت "لم يأكل شيئا لقد اوشك على أكلنا "فنظر إليها سيف إليها بطرف عيناه دليل على سماعه لها ...ابتعد عن طاولة الطعام وهو يرمق الخادمة بضيق ...ما ان خرج حتى انبتها أروى بصبر
"لقد كاد أن يأكل كل ما يوجد من طعام ولم يهتم بك ...وانتى لم تعودى تاكلين لنفسك فقط بل عليكى ان تفكرى فمن تحملينه " دافعت الخادمة بقوة
"أيا كان لا أريدك أن تتحدثى معه هكذا "قالتها اروى بتفهم
فاؤمات الخادمة موافقة
دلفت إلى الغرفة وجدته كعادته يجلس على السرير مستندا بظهره عليه ويتصفح أحد الكتب ...
"ارجو إلا تنزعج منها " قالتها اروى بهدوء
"اجعليها تصون لسانها والا ساطردها المرة القادمة "قالها بغير اهتمام وهو يتفحص كتابه ...نامت بجواره ...وتاوهت بألم وهى تضع يديها على بطنها
"ماذا بك "هتف بها سيف باهتمام
"لا شئ فقط بعض الألم "قالتها بهدوء
"أين "سألها سيف
"هنا "وأشارت إلى بطنها ...نظرت إليه بقوة وهى تراه يضع يده على بطنها يمسدها بهدوء ...حتى نامت على لمساته لها ...حدق بها و هى نائمة يفكر ويفكر عما يجب ان يفعله ...



"أما زالت الكونتيسة نائمة ...هل نحضر العشاء ونصعد به لها "هتفت بها زوجة الابن الأكبر للحاج عزيز
" ماذا هناك يا غادة ...وما شأنك بنور ...هل انتى من تقومى بعمل طلباتها ...يكفى ما بها ...اتركيها لحزنها "قالتهاالسيدة هيام بغضب مكتوم تحاول ان تبعدها عن نور
" والدها وقد مات ...هل ستظل هكذا فى غرفتها ...أليست مثلنا ويجب عليها ان تساعدنا ...من المفترض أن هذا المنزل قد ازداد واحدا ...إذا يجب ان نشعر ببعض الراحة ...وليس بالتعب ...وعليها أن تخرج مما هى فيه ...لن تعيش عمرها بأكمله حزينة عليه " هتفت بها غادة غاضبة تعبر عن امتعاضها
"غادة لا شأن لك بنور...وطلبات نور انا من سأقوم بها هل فهمتى "قالتها الحاجة هيام بنبرة تحذيرية لها ولكل من كان واقفا ويشاهد ما يحدث
صعدت الحاجة هيام درجات السلم وهى تفكر بجدية فى كلمات غادة رغم أنها لم تحبها يوما إلا أنها على صواب ...فيجب على نور ان تخرج من أحزانها والا ستصبح انطواءية على نفسها أكثر ...وبدأت تذبل أكثر وأكثر ...وصحتها تتدهور ...دلفت الى غرفتها وجدتها جالسة على السرير تضم قدميها إليها بشدة وعيناها منخفضة بذل وحزن شديد ...رغم انها لم تعد اى مهدات إلا أنها أصبحت صامتة للغاية ... ربما تأكل بعض اللقيمات بشق الأنفس ...واحيانا كانت تستيقظ فى الليل تبكى وتصرخ لولا انها تبقى بجوارها وتهدهدها ولا تتركها حتى تهدأ ...
"مساء الخير صغيرتى...هيا اليوم انا لن اتركك هنا لوحدك بل ستاتين معى ونتناول جميعا العشاء فى الطابق الأسفل ...هيا ...فأنا لن اتركك "
هزت رأسها بصمت رافضة التحرك ...فنظرت لها السيدة هيام بحزن واخذتها بين أحضانها ترب على ظهرها محاولة ان تعطى لابنة أخيها القوة على فراق والدها وسندها. ...



"كيف حالك "نطق بها حازم بتعب وهو يضع هاتفه على أذنه يتحدث مع والدته
"بخير ...لكن ..."ترددت نورا فى ان تخبر حازم بما حدث إلا أن حازم حثها على الكلام قائلا
"هل هناك شئ "
" والدك ...ليس بخير "
"لماذا ما الذى حدث "
"لقد مات صديقه وحالته سيئة ولم يذهب إلى الشركة منذ وفاته ..."
"صديقه ...من الذى توفى"سألها حازم
"المستشار ياسين ..."
"ماذا "هتف بها حازم وعيناه تكاد تخرجان من مقلتيه وهو يبتعد عن مقعده "
ثم تابع "متى ...متى توفى "
"لقد قارب على الشهر ووالدك ليس بخير ...خصوصا بعد حديثه مع أخ المستشار الأكبر عزيز ...وإصراره ان تبقى معه نور...ووالدك خائف من ان يفعل عمها لها شئ ...بعد أن وعد ياسين بأن يهتم بابنته إذا حدث له شى ...وعمها يبدو شخصا جشعا للغاية "
من دون ان تشعر نطقت والدته بما جعل الغضب والشوق يستعر فى صدر ابنها ...تخبره ان من حاول نسيانها ...تعانى مع عمها وربما يحدث لها اى شىء ...ضغط بقوة على القلم الذى بين يديه حتى كسر ...
أغلق مع والدته بعد استماعه لكل شئ ...ومن دون ان يشعر امسك بهاتغه الداخلى وضغط بعض الأزرار قائلا بأمر "احجزى لى أول تذكرة عائدة إلى القاهرة "

دلفت ببط وحذر إلى مكتب أخيها مارسيل ...وبدأت عملية بحثها عن اى شئ ...فحاستها تخبرها ان اخاها يخفى ويخطط لشئ خلف ظهرها ...وربما أيضا شئ قد يوذى عائلة الحسينى وهى لن تسمح بذلك ...بحثت أولا فى المكتبة التى على الجدار بين الكتب لكنها لم تجد شيئا. ...ثم بعد ذلك بحثت بين ادراج مكتب أخيها ...لكنها لم تجد شيئا حتى وصلت يدها إلى درج مغلق بأحكام ...حاولت فتحه لكنها فشلت ...تجمدت مكانها وهى تستمع لصوت إدارة مقبض الباب ...اتسعتا حدقتا عيناها وهى تراقب الباب وصوت أخيها فى الخارج ...
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 21



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:54 صباحاً   [20]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الحادي والعشرون

أمسكت كوب العصير بيد مهتزة تحاول أن تجمع شتات نفسها لما تعرضت له اليوم ...عندما دلفت إلى الغرفة وكادت ان تكشف ويعلم اخاها بدخولها إلى غرفته الممنوع بتاتا الاقتراب منها ...لولا انها خرجت من نافذة غرفة المكتب فى الوقت المناسب لكانت بين يدى أخيها الآن تتعرض للتحقيق عن سبب دخولها لغرفة مكتبه ...أول ما فكرة به عندما خرجت من النافذة إلى حديقة المنزل هى انها صعدت إلى سيارتها وانطلقت إلى صديقتها لورين...التى تجلس أمامها الآن بعينان فضوليتان ...

- حسنا ...ماذا هناك؟! ...نطقت بها اخيرا صديقتها بقلة صبر تريد أن تعرف ما الذى جعلها هكذا
- لقد دخلت إلى غرفة مارسيل ...قالتها بعد ان ارتشفت قليلا من كوب العصير الذى بين يديها
- ماذا؟! ...لماذا؟ ...سألتها بسرعة
- مارسيل يخفى شئ ما الم أخبرك بهذا ...هتفت بها بملل
- نعم اخبرتينى...حسنا ما الذى وجدتيه
- لم أجد ...والمصيبة انه كدت أن اكشف
شهقت صديقتها بقوة ...يا الله ما الذى كنتى ستضعين نفسك به ...بجنونك هذا
- لا شئ ...لكن يجب ان اذهب إلى مصر
- لماذا!؟ ...سألتها بحدة
- سأقوم بإرجاع قلادة فيروز إلى ابنها ...
- هذا فقط سبب ذهابك إلى مصر
اخفضت روز اهدابها بحزن وقالت بارتباك ...لا ...انا أريد رؤيته ...لقد اشتقت إليه
- مجنونة ...تذهبين للبحث عن شخص لم يلتفت اليكى وتركك فى الوقت الذى كنت فى أمس الحاجة اليه ...هتفت لورين بها غاضبة
مررت يدها المهتزة على جبهتها وهى تقول بألم "أعلم انه تركنى ...لكنى لم أعد أستطيع الابتعاد أكثر ...قلبى يخبرنى انه ليس بخير ...أريد رؤيته ...اشتقت إليه حقا "قالتها بأعين دامعة
نظرت صديقتها إليها باشفاق فهى ما زالت تفكر فى الرجل الذى سافر وتركها ما ان ماتت الطفلة التى كانت ستربط بينهما ...ربتت على يديها وقالت بصوت منخفض وتردد "ماذا ان كان متزوجا وربما أيضا لديه اولاد ...لا أعتقد يا روز انه سيبقى عازبا طوال هذه السنين "أغمضت روز عيناها بقوة وهى تستمع لصديقتها بألم ينتشر فى صدرها فهذه إحدى شكوكها انها خائفة بل مرتعبة من فكرة أن تذهب إليه تجده متزوجا وأيضا لديه اولاد ...يا الله هذه الفكرة عندما تعبر فى راسها تصبح كالسكين فى صدرها
نزلت دمعة غادرة من عيناها فدفنت وجهها بين يديها قائلة بألم حاد فى صدرها "أعلم ...انا خائفة أكثر منك ...لكن لم أعد أستطيع فراقه ...سأذهب وليحدث ما يحدث"قالتها بإصرار وهى تمرر يديها على وجنتها تمسح دمعتها



فى اليوم التالى استطاعت ايملى بعناء حجز أول تذكرة له عائدة إلى مطار القاهرة ...صعد حازم إلى السيارة بعد ان ذهب إلى شقته فى أحد ألاحياء الراقية فى العاصمة لندن ...بدل ملابسه بسرعة ولم يهتم بتهذيب او حتى حلاقة ذقنه النامية ...أتى إليه وليد بسيارته لايصاله بعد ان اتصل به ومعهم ايملى التى لم تترك حازم لدقيقة ...أخذوا الطريق السريع إلى مطار هيثرو غرب العاصمة البريطانية لندن ...وصلوا إلى المطار والذى كان مزدحما بالمسافرين...
"أنا آسف حقا ...لكن يجب ان اذهب أعلم انى أضع عليك الكثير من المسئولية لكنى اعتمد عليكى ان احتجتى إلى اى شئ او وجدتى صعوبة فى شئ اتصلى ب وليد سيساعدك "
قالها حازم بتصلب واضح على ملامح وجهه المتعبة
"لا تقلق ...اذهب أنت وأنا ساهتم بكل شئ ولن أترك ايملى تحتاج لأى شئ "قالها وليد لحازم موكدا وهو ينظر إلى ايملى بتفحص فقابلتها هى بتجهم على وجهها ...
نظر إليهم بسرعة وهو يستمع لنداء المضيفة لانطلاق الرحلة المتجهة إلى مطار القاهرة الدولى ...و ابتعد عنهم مودعا إياهم ...
"هيا "قالها وليد بهدوء بعد ان ابتعد حازم نهائيا عنهم
فكان كل ما فعلته ايملى هو ان تنظر إليه بعينان حادة وهى تتقدمه ...
خرجت من المطار وهى تبحث بعيناها عن سيارة أجرة لكن جميع السيارات كانت مزدحمة ويبدو انه سيكون من الصعب عليها ان تركب واحدة الآن ...
"السيارة هناك ...هيا "أشار برأسه حيث مكان السيارة ...تتبعته بهدوء رغم رغبتها فى عدم الركوب معه لكنها لم تجد بدا من الركوب معه فهذا أفضل من الوقوف وانتظار سيارة فارغة ...
صعدت إلى السيارة بجواره وهى تعد نفسها بأنها لن تفتح فمها وتتحدث معه ابدا ستتجاهله مهما كان الثمن ...بعد دقائق شعرت بتوقف السيارة فجأة على أحد جانبى الطريق ...
"اخرجى "قالها بلهجة امرة أكثر منها طلبا
تجاهلت كلماته ولم تخرج وعندما لم يجد اى استجابة توجه إلى الجهة الأخرى من السيارة وفتح بابها وهو يقول بنبرة غاضبة تعبر عن قلة صبره "قلت اخرجى "
نظرت إلى عيناه ومن تعابير وجهه علمت انه لا يوجد جدوى من الجدال ومن الأفضل لها أن تخرج وتعلم ما يريده ...
ترجلت من السيارة ...ولفت يديها بسرعة حول كتفيها عندما لفحتها نسمات الهواء الباردة فلم يكن يغطى جسدها سوى ثوب خريفى خفيف ...انتظرت ان ينطق حتى قال
"ايملى ...انا شخص لا يحب لا اللف ولا الدوران كثيرا لذلك ...كلا منا يعلم مشاعره ناحية الآخر ...كلانا لديه انجذاب نحو الآخر ...لذلك لا أحب او أتمنى أن يكون محور لقاءتنا او حديثنا هو حازم ...ايملى أريدك " هتف بما يريده بهدوء منافيا تماما للعاصفة المتاججة فى صدره ...وهو ينظر لخضار عيناها التى لا يمكن أن يفهم أحد من خلالهم ما الذى تفكر او ما الذى تريده عيناها لم تعبر يوما عن شعورها الداخلى
"وماذا بعد"نطقت بها ايملى بعد ان استمعت لكلماته وهى تحتضن يديها أمامها بقوة ربما بسبب برودة الطقس او ربما لأنها إرادة حماية نفسها حقا منه بطريقتها التى لا تجعلها أمامه يوما ضعيفة
"ماذا " هتف بها مستفهما وغاضبا فى نفس الوقت
"قلت وماذا بعد ...ماذا بعد ان تخبرنى بأنك تشعر بالانجذاب بيننا ...او أنك تريدنى. ...ماذا بعد هذا... ما الذى سيحدث " هتفت بكلماتها وهى واقفة فى مكانها بثبات منتظرة كلامه لكنه لم ينطق لقد كان فمه شبه مفتوح لما نطقت به
وما كاد أن يفتح فمه فقاطعته هى بسرعة قائلة بهدوء منافى للشعور الذى بداخلها
"ربما نحن منجذبان إلى بعضنا ...لكن كلا منا غير مناسب للآخر ...انا أريد زوج أكثر منه حبيب أريد منزل وأطفال وعائلة ...أما أنت انا متأكدة انك تريد امرأة تشبع رغباتك ...امرأة وجدتها صعبة فأردت الحصول عليها ...وبعد ذلك ستتركها لتبحث عن غيرها ...وأنا لست كذلك ...نعم ولدت وتربيت فى بلد أجنبية او غريبة عنى ...لكن والدى حاولا أن يغرسا كل تقاليدنا وعاداتنا بى...والدى علمنى شيئا واحدا المرأة لا تعطى قلبها إلا لمن تستطيع ان تطمئن بين يديه انه يستطيع عبور البحار وهى ليست خائفة منه او معه ...لذلك... بلعت غصة مؤلمة فى حنجرتها وتابعت بثبات ...وأنت لست الشخص الذى أستطيع أن أشعر معه بالاطمئنان " ارجعت بعض من خصلات شعرها للخلف ...وابتعدت عنه وهى تلاحظ تعابيره المصدومة وجسده المتصلب مكانه ...
أشارت بيديها لتوقف سيارة اجرة وكان من حسن حظها ان توقفت إحدى السيارات لها بسرعة



"هيا حبيبتى...هيا "قالتها الحاجة هيام وهى تمسك بين يديها يدى نور الخائفة وهما ينزلان درجات السلم الداخلية ...لقد استطاعت الحاجة هيام تحريك نور واقناعها بالنزول معهم لتتناول الفطور بعد عناء طويل ... فيجب عليها ان تخرج من حالتها تلك ...
نزلت درجات السلم واجلستها على كرسى طاولة السفرة حيث يجتمع أفراد أسرة الحاج عزيز أبناءه وزوجاتهم ...ما ان جلست حتى رفعت رؤوس الرجاء الثلاثة إليها بتفحص إلا واحدا منهم كادت عيناه ان تتاكلها...يتفحصها بجوع نعم فهذه هى حوريته التى رفض عمه الزواج بها ...لكنه مات اخيرا من كان واقفا فى هذا الزواج مات عمه ...والآن لن يكون هناك حاجزا بينهم ...
"صباح الخير "قالها خالد بصوت رجولى اجش للجميع ...فسحب أحد الكراسى بجوار أبناء خاله وجلس. ...وما أن جلس حتى لمح نظرات ابن خاله الأوسط (رابح) للجهة المقابلة فوجد عيناه على نور ...السارحة والتاءهة شعرها الاسود الذى تتخلله بعض الخصلات الذعبية كان منسدلا على ظهرها بعشواءية يخفى بعضا من ملامح وجهها فقد كان وجهها وعيناها على الطبق الذى أمامها والذى لم تمسه يداها ...زفر بغضب ...وهو يلاحظ نظرات رابح المدققة فى نور ...بدأ فى التهام طعامه محاولا كتم غضبه ...يعلم ان رابح تقدم لطلب نور أكثر من مرة وجميعها كان يقابلها خاله المستشار ياسين بالرفض ...وكان محقا فى هذا كيف يزوج ابنته الوحيدة لشخص مستهتر مثل رابح لم يتحمل يوما مسئولية نفسه فقد كان مبذرا دائما لأموال والده وهو أكثر إخوته تدليلا ...ورابح لم يحب نور او أرادها لشخصها بل هو منجذب فقط لجمالها الذى لم يستطع خهو بنفسه الوصول إليه ...لطالما اعتبر نور اختا له ...وهو لن يتوانى عن حمايتها من خاله او ابن خاله ...
كانت الحاجة هيام تطعم نور بشق الأنفس ...حتى استطاعت اطعامها لقيمات قليلة ...لكنها أبت ان تأكل المزيد ...وتحركت ببط من الكرسى ...وتركتهم واعينهم عليها ...
"انظرى إليها انها ماهرة فى التمثيل "قالتها زوجة الابن الأكبر غادة بهمس للمرأة التى بجوارها ...فبادلتها الأخرى بنظرة إلى نور باشمءزاز وغيرة ...فهى لاحظت نظرات زوجها رابح لنور كما تعلم ان زوجها كان يحب ابنة عمه وكان يتمنى أن يتزوجها لكن عمه رفض ...ظلت تتفحص كل شبر بها من رأسها إلى أخمص قدميها ...تبحث عن اى شىء جعل زوجها لا ينسى ابنة عمه ..."ماذا بها وليس موجود بى "قالتها بغل فى نفسها
استاذنتهم الحاجة هيام وتتبعت ابنة أخيها ...وما ان ابتعدت الحاجة هيام حتى قال رابح لوالده
"أبى أحتاج ان أتحدث معك عن بعض الأمور ...سأنتظرك فى المكتب لنحتسى الشاى معا "قالها رابح وتركهم. ...وزوجته تضع يدها على قلبها خوفا مما سيقوله زوجها لوالده ...
فى المكتب
جلس رابح إمام والده وهو يقول بهدوء "ما الذى ستفعله مع ابنة عمى "
"ما الذى سأفعله ...ستبقى معنا "
فاقترب من أذن والده قائلا بخفوت "لقد ترك عمى الكثير لابنته "
"نعم أعلم ...ولقد أعطى لكلا منا حقه قبل وفاته والباقى هو حق ابنته"
زفر رابح ببط وقال بحفيف "لقد سمعت ان عمى عبد الكريم ...يريد ان يزوج نور أقصد ابنة عمى لابنه الوحيد رأفت "
فظهرت ابتسامة عريضة على وجه عزيز قائلا بسرور "سيكون هذا رائع...على الأقل ساطمان على الفتاة بيننا"
فاصتك رابح على أسنانه يحاول كبت غضبه فنور لن يملكها غيره فقال بصبر "وهل تعتقد انه يريد نور فقط من أجل أن يحميها "
فنظر إليه والده باستفهام فالتمعت عينا رابح بمكر "لا أحب أن اقول هذا لكن ...لكن "
فضيق الحاج عزيز بين حاجبيه الأبيض قائلا "لكن ماذا "
فتنحنح رابح وهو يقول بارتباك كاذب "عمى وللاسف طامع بالفتاة وبما تملكه "
"ماذا "هتف بها مستنكرا وتابع "أخى لم يترك لها الكثير فقط شقة وبعض الأموال ...ما الذى سيتركه لها "
فاقترب مرة أخرى من والده قائلا فى أذنه كحفيف أفعى
"لقد علمت أن الشقة التى توجد فى القاهرة فقط تساوى أكثر من ثلاثة ملايين لأنها فى مكان راقى للغاية ...وذلك غير الأموال التى تركها لها فى أحد البنوك الكبيرة ...لذلك تقريبا او لحد أدنى ...ابنة أخاك تملك على الأقل أكثر من خمسة ملايين "
"معقول"هتف بها الحاج عزيز وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما
ثم تابع "وما الحل ...أنت واخوتك متزوجون"
فالتمعت عينا رابح بفرح فقد وصل إلى مايريده قائلا "الشرع حلل أربعة ...لذلك أستطيع أن اتزوجها انا ...وبهذا تستطيع الحفاظ على ابنة عمى وعلى مالها من اى طامع "
ثم ربت على كتف والده بيده قائلا "فلتفكر يا أبى وبعد ذلك اخبرنى بما تريد أن تفعله "
قال كلماته ثم خرج من الغرفة وهو متأكد انه قد رمى الطعم لوالده ...وأنه لن يترك خمسة ملايين تنساب من بين يديه بسهولة ...وبهذا هو يستطيع أن يتزوج من سلبة قلبه ...ستكون له اخيرا ...فلم يعد هناك شئ سيبعده عنها

اتصلت ريم بالحاجة هيام لتطمان على نور ...أخبرتها انها كما هى صامتة لا تنطق بشئ ...تمنت لو تستطيع التحدث معها لكن نور انطوت أكثر على نفسها انها خائفة حقا عليها ...لا تعلم متى ستستطيع أن تخرج من صمتها هذا ...
أغلقت الحاجة هيام مع ريم وبعد ذلك جلست بجوار نور على السرير واخذتها بين أحضانها ...ابعدتها عنها ما ان سمعت صوت دقات على الباب وابتعدت عن السرير وتوجهت حيث الباب وجدت خالد ...واقفا بجوار الباب
"كيف حالها "قالها خالد بهدوء
"كما هى "قالتها بحزن
"اليوم سياتى إليها الطبيب لا تقلقى ...لكن أمى ..."
فرفعت إليها رأسه فتابع هو بحدة "لا تجعليها تجلس معنا من دون ان ترتدى شئ على رأسها "
"لماذا"
"فقط أرجوك افعلى ما أطلبه منك وأيضا لا ترتكيها فى الغرفة بمفردها ابدا ...وأنا لا تقلقى لن أحتاج لأى شئ "قالها بحدة ثم تركها
دلفت إلى الغرفة وهى تنظر بحزن لابنة أخيها الصامتة



هبت واقفة من مكانها عندما وجدت حازم يقف أمامها بطوله الفارع ووجه شاحب وذقنه عقدت حاجبيها وهى تتأمل هياته ... ابنها ذقنه نامية اكثر مما اعتادت ...لم تعتد يوما على ان يكون ابنها هكذا ...لقد سافر بحال وعندما عاد بحال مختلف ...صمت تام أطبق عليهما ...عيناهما هى التى تحدثت اخذته بين أحضانها بشوق جارف ...وهو ما كاد أن ارتمى بين أحضانها حتى شعر اخيرا بأنه قد وصل إلى وطنه حضن والدته التى يحتمى به من أحزانه ...تركته بعد ان ذهب إلى غرفته ليغير ملابسه وتوجهت حيث غرفة زوجها
"حازم ...أتى "قالتها نورا بفرح
ضيق مراد عيناه وقال بشك "لم يخبرنى انه سيأتي ...هل اتصل بك قبل حضوره "
"لا المهم بالنسبة لى الآن ان ابنى قد أتى ...هذه المرة انا لن ابعده عنى ...هل فهمت يا مراد ...لا تضع عليه عب كثير من الأعمال "قالتها بتحذير
ظهرت شبه ابتسامة على وجهه وقال "لا تخافى ابنك ان رحل لن يرحل بسبب الأعمال ...سأذهب إليه "قالها وهو يتحرك نحو الباب
"لا أتركه الآن ربما يحتاج إلى بعض الراحة الرحلة بالتأكيد متعبة له "
نظر إليها وشبه ابتسامة مرتسمة على وجهه ...وجلس بتثاقل على الكرسى وهو يقول بتعب "جيد انه أتى ...هذه المرة انا حقا احتاجه إلى جوارى...لم أعد كما كنت لقد كبرت ويبدو أن قريبا ستوافينى المنية والتحق بصديقى "قالها بحشرجة وهو يضع وجهه بين يديه
فدنت منه وهى تبعد يديه عن وجهه وهى تقول بحزن "لماذا يا مراد تريد ان تكسر قلبى "
"انها الأعمار يا نورا لا أحد يعلم متى سيلتحق بخالقه...لكن حقا أتمنى قبل وفاتى ان أطمئن على نور ...نور لم تكن ابنة ياسين فقط بل ابنتى أيضا وليست نور فقط من اعتبرها ابنتى جميع اولاد أصدقائى ...سيف ومالك وماهر واروى وبثينة ونور جميعهم لديهم مكانة فى قلبى مثل مكانة حازم بالظبط ...لذلك نور انا متأكد انها لن تكون بخير فى منزل عمها وخصوصا إذا علم ما تركه والدها لها ...هو الآن لديه قناعة ان ياسين أعطاه الكثير لكن إذا علم ما تركه ياسين لنور ...عزيز سيفعل اى شى ليحصل على ما يريده ...حتى وإن جعلها زوجة ثانية لأحد من أبناءه ...ثم تابع وهو يقف أمام شرفة الغرفة بأعين حزينة ...لقد تحدثت مع سليم ومحمود فى ذلك ...أخبرني سليم ان حدث ذلك فعلا هو سيتصرف ولكننى قلق للغاية "
لمعت عينا نورا بالدموع ولم تملك غير ان تقترب منه وتحتضنه من الخلف تعطيه بعض القوة وهى تربت على كتفه ولكن شفتاها لم تستطع النطق فهى أيضا قلقة على الطفلة هى ليست ابنة صديق زوجها بل أيضا ابنة صديقتها روز ...روز التى ماتت وتركت فتاة جميلة مثل نور نسخة مطابقة لها ...
أغمض عيناها بقوة يحاول ان يكون هادئا او باردا كعادته ...لقد أستمع لكل ما قاله والده بدون قصد وهو يمر من أمام الغرفة ...خرجت آه طويلة من صدره فها هى ستبتعد عنه أكثر وربما تكون مع رجل آخر غيره ... من الصعب على رؤيتك مع رجل آخر لكن من الأصعب على عدم رؤيتك مجددا ...
يجب ان أراها ...يجب ان اراها...قالها بتصميم عجيب فى نفسه وفى عينيه السوداء التى تقسم بأنها لن تكون لغيره ...يشعر بأن قلبه يتتبعها يشعر بالمها ووجعها فقد توجع كثيرا من فراقها ...
أمسك بهاتفه ضغط بعض الأرقام حتى أتاه الصوت يخبره بما طلبه واراده...



ألقت بهاتفها بإهمال على السرير بجوارها وهى منزعجة لما وصلت له صديقتها هى تعلم جيدا بشعور الفقد هذا وخصوصا أن كان أغلى شئ عندها والدها سندها ...تاففت بامتعاض فعندما استيقظت اليوم صباحا لم تجده بجوارها كما اعتادت ...هل مل منها وتعب من قربه منها ...لم يطلب منها حقه حتى الان ولكن إلى متى سيتحملها وإلى متى سينتظر...سألت نفسها بخفوت ...ولكنها سرعان ما نفضت عنها تلك الأفكار وهى تعيد نظرها إلى شاشة حاسوبها المحمول الموضوع أمامها على السرير وهى تقراء أحد المقالات الطبية الشهيرة والمهمة فى عالم الطب ...فاليوم اجازتها ويجب أن تستفيد منها ...عملها هو اهم شئ بالنسبة لها هو الشئ الذى لن يتركها طالما هى لم تفعل ...جلست ساعات أمام شاشة الحاسوب حتى شعرت بالإرهاق وببرود الطقس فالشتاء على مشارف الأبواب رغم أن الساعة لم تتجاوز السادسة إلا أن السماء قد عتمت والليل حل ...تثابت بتعب ...ثم فردت جسدها ببط وهى تغطى جسدها جيدا
يقود سيارته يملاءه شعور بالشوق واللهفة إليها ولكن رغم كل هذا هو لا يريد العودة إلى المنزل فهو لن يجد منها غير القسوة... كبرياءها يقتله ويعذبه لا يعلم متى يستطيع أن يجعلها تطمئن معه ...يعلم انها خائفة ...وأكثر ما يولمه انها خائفة منه هو ...وصل إلى بوابة المنزل الكبيرة ثم ترجل من سيارته
دلف إلى غرفة النوم وجدها نائمة منكمشة فى مكانها وتغطى نفسها جيدا من رأسها حتى أصابع قدميها ...ظهرت سخرية واضحة على وجهه وهو يراها بذلك الشكل محدثا نفسه "تضعى بيننا الكثير والكثير من الحواجز كيف اساعدها وهى تتفنن فى الابتعاد عنى ...كيف اشعرها بأننى أحبها وأنا لا أستطيع حتى لمسها ...عندما اقترب منها تظهر مخالبها التى لا تجرح أحد سواى "
جلس على طرف السرير برفق ودنى منها ببط ومال برأسه عليها وهو ينظر إلى ملامح وجهها وشعرها آه من شعرها لقد قابل الكثير لكن لم يجد امرأة بشعر أحمر بهذا الجمال ...امرأة خطفت أنفاسه بلا هوادة عندما راءها أول مرة ...امرأة جعلته بهذا الصبر رغم انه لم ينل لا جسدها ولا حتى قلبها إلى الان ولكن لديه صبر ...نعم صبر حتى تأتى إليه ترجو قربه ...وحينها سيعلمها كيف يعشق الرجل ...مرر شفتاه على رقبتها كم يتمنى لو تشعر بناره ...شعر بحركتها المتململة وهى تغلق عيناها بضجر وتصدر همهمات خفيفة حتى رفرفت بعيناها وهى تقول بصوت ناعم ملاءكى سلبه قلبه "مالك "
بلع ريقه وهو يستمع لاسمه من شفتاها بهذه العذوبة لأول مرة ...وقال بشوق جارف "عينا مالك ...وقلب مالك "
تحركت شفتاها وهى تحاول أخذ نفسها الذى يكاد يخرج مضطربا وهى تشعر بقربه منها لهذه الدرجة ...وعيناها الزرقاء كبحر استكانت شواطءه تتعمق فى النظر إليه لأول مرة تراه بهذه الوسامة والجمال عيناه زيتونة اللون وشفتاه مكتنزة وذقنه تزينها لحية خفيفة للغاية تمنت أن تقرب يدها من وجهه لتشعر بخشونتها على جلد يدها ...لم تستطع كبح شعورها ورغبتها أكثر ووضعت يدها ببط على وجهه وهى تشعر بخشونة ذقنه ...فانفرج فمه دهشة
"ريم " قالها بشوق جارف وعاطفة متاججة فى صدره الذى لم يعد لديه قدرة أكبر على الصبر ...مال عليها أكثر حتى اختلطت انفاسهما مع بعضهما أغلقت عيناها وهى تشعر بأنفاسه قريبة منها ...
"افتحى عيناك ...لا تغلقهما اشعرى بى " هتف بها بشوق
"احبك"قالها وهو يطبق على شفتاها بين شفتاه وقلبه ينبض شوقا فى ضمها



وضعت كيس البسكويت المملح على الكومود بجوار السرير وهى تنظر بملل إلى ساعة يدها لقد تجاوزت الساعة السابعة مساء وهو لم ياتى ...فوضعت يدها بتلقائية على بطنها التى بدأت بالظهور أخذت نفسا عميقا ثم زفرته ببط ...لا تعلم ماذا تفعل هل تخبره بحملها ام لا ...التفكير فى الأمر سلبها النوم براحة ...اجفلت وهى تستمع لصوت إدارة مقبض الباب وهو يطل بجسده أمامها ...فظهرت ابتسامة على ثغرها لكنها سرعان ما بدأت ان تتلاشى وهى تلاحظ نظراته الغريبة إليها بقى واقفا ينظر إليها مشدوها فنبض قلبها بقوة وهى تراقب نظراته الصامتة لها ...وقف لثوانى ينظر اليها ثم دلف إلى الحمام بصمت ...مما جعلها تقوم بتحريك يدها ببعضهما بتوتر وهى لا تعلم إلى متى ستظل متكتمة على حملها الشخص الوحيد الذى يعرف او بالأحرى كشفها هو خادمتها ...علمت اليوم صباحا بأمر العملية الجراحية التى أجرتها بثينة وكم تمنت الذهاب إليها لتطمئن عليها لكنها خائفة من ان تكشفها والدتها او جدتها وحينها سيف سيعلم...حاولت ان تسترق السمع من مكانها لكنها لم تستمع لصوت اى تدفق للماء ...اتسعت عيناها عندما وجدته يخرج من الحمام وهو يرتدى ملابس خفيفة للغاية ولا يبدو عليه ان الماء قد مس حتى خصلة من شعره ...خرج من الغرفة وهو يصفق بابها بقوة بدون حتى النظر إليها ...مما جعلها تشعر بخوف وقلق شديد من تصرفاته هذه ...بعد دقائق دلفت إليها الخادمة تسالها ان كانت تحتاج إلى شئ منها ...لكن اروى شكرتها واخبرتها انها إذا احتاجت لشئ ستتحرك هى ...
"ما هذا ...النافذة مفتوحة...ستمرضين هكذا "قالتها الخادمة بتجهم وعتاب ودنت من النافذة لغلقها. ...
اجفلت أروى وهى تستمع لشهقات الخادمة والتى تثرر ببعض الكلمات وهى لا تحيد بعيناها عن النافذة ولم تغلقها...تحركت اروى إليها وهى تنظر إلى الخادمة التى قالت بسرعة ما ان رأت أروى بجوارها
"انظرى. ..ما الذى يفعله ذلك ال..."بترت الخادمة كلماتها ...فشهقت اروى هى الأخرى بقوة وهى ترى سيف يرتدى ملابس السباحة ويسبح فى حوض السباحة الموجود خلف المنزل فى هذا الجو البارد
"لقد جن "تمتمت بها الخادمة بفم ملتوى
نظرت إليها اروى بحدة ...وابتعدت عن النافذة وسحبت شالها من على كرسى الزينة وخرجت من الغرفة والخادمة تحاول منعها لعدم الخروج فى هذا الجو البارد ...
"أقسم انه شخص متأخر ذهنيا ...هل هناك شخص عاقل يسبح فى هذا الطقس ...انه مجنون ...ولا يستحق امرأة مثل سيدتى رقيقة وعطوف" تمتمت بها الخادمة بخفوت وتذمر ومن ثم خرجت هى الأخرى من الغرفة
دنت من الحوض ببط وهى تراقب جسده العارى إلا من ثوب السباحة بين الماء ...لقد بدأ سباحا ماهرا ...وهو يحرك ذراعه وجسده بماهرة فى الماء شعرت ببرودة الطقس تجتاح جسدها ومن ثم وقفت بتوتر على بعد عدة سنتيمترات من حوض السباحة ...شعر بحركتها فرفع رأسه إليها منتظر ان تتحدث
"الجو بارد" قالتها اروى برقة واهتمام
شعر بنبرتها المهتمة فقال بمكر "هل انتى خائفة على ...تعالى انضمى إلى ودفينى "
شعرت باوصالها ترتجف ولكنها ظهرت شبه ابتسامة على وجهها وهى تقول بهدوء "كنت أتمنى ذلك ...لكنى حقا أخاف الماء "
"هل لهذا انتى تقفين بعيدة عن حوض السباحة "سألها
"لست بعيدة للغاية ...ولكن أجل "ردت بابتسامة
فنظر إليها بقسوة وهو يقول بصوت حاد وفضول "لماذا ...لماذا تخافين المياه"
"حادث "قالتها وهى تزفر بقوة من نسمات الهواء التى اشتدت حتى بدأ جسدها يرتجف ...لاحظ ارتجافتها فخرج من الحوض السباحة وهو يرجع بشعره للخلف بأصابع يده الطويلة ومد الأخرى لالتقاط المنشفة الموجودة على الكرسى الطويل ...ووضعها على رأسه ثم تحرك مبتعدا عنها فتتبعته بهدوء ...دلفا إلى الغرفة وأغلقت بابها بسرعة لعلها تعيد لجسدها الدف ...فراته يدلف إلى الحمام ...فركضت هى بسرعة نحو السرير لتغطية جسدها ...ودست جسدها تحت الغطاء ...بعد دقائق خرج من الحمام وهو يرتدى بنطال اسود واسع وكنزة بيضاء واسعة هى الأخرى ...انزلق بجوارها على السرير وجلس عليه وهو يضع على قدمه حاسبه المحمول ...تحركت بملل على السرير وهى تفكر ما به ...فلم تستطع منع نفسها أكثر وجلست على السرير مستندة بظهرها على ظهر السرير وهى تفرك يديها بتوتر ...
"ماذا هناك "قالها سيف ببرود ولم يحد بعيناه عن حاسوبه
فبللت شفتاها بطرف لسانها وقالت بهدوء " لماذا سبحت فى هذا الطقس البارد ...فهذه أول مرة أراك تسبح بها "
رفع عيناه عن الحاسوب ونظر إليها وكأنه كان ينتظر سوالها وقال برنة شبه حادة " لقد كنت أفكر "
فعقدت حابيها وهى تنظر إليه بغرابة ...فأخذ نفسا ثم زفره بقوة وهو يقول بخفوت "عندما أفكر فى شئ مهم أحب أن أفكر به وأنا اسبح "
"هل هو خاص بالعمل "سألته
"لا ...انه خاص بى ...للغاية"قالها بحدة وهو يؤكد على كلمته الأخيرة
فاقترب منها ووضع يده حول خصرها يقربها منه ببط وهدوء حتى التصق ظهرها بصدره الدافئ وقرب فمه من موخرة رأسها ومرر شفتاه عليها بهدوء ...فسرت قشعريرة فى جسدها ...ومن ثم قبل شحمة اذنها وهو يقول بخفوت "ما رأيك ان تساعدينى فى حل المشكلة"
بلعت ريقها وهى تشعر بجفاف حلقها ...وأدار جسدها إليه أكثر حتى تقابلت عيناهما
فنظر إليها بنصف عين وهو يقول ببرود جليدى
"ما هو شعورك عندما يحاول شخص إخفاء شئ عنك يخصه مثلما يخصك "
ذعرت من نظرته لها ...حتى انها لم تعد تستطيع بلع ريقها وما جعلها ترتجف أكثر هو وضعه ليديها على بطنها وكأنه يقول لقد علمت ما تخفينه عنى لكن كيف ...وهى كانت حذرة لكى لا تكشف ...نظر إليها بتفحص ومن ثم ظهرت شبه ابتسامة على وجهه وقال ببرود وهو يبعد يده عنها "تصبحين على خير " قالها ثم انزلق بجسده تحت الغطاء وهو يعطيها ظهره ...أما هى فكان جسدها متصلبا للغاية من فكرة فقط انه قد علم بحملها ...بلعت ريقها وانزلقت هى الأخرى تحت الغطاء وهى تشك بأن النوم قد يجافيها اليوم مما نطق به ...



ضحك بخفوت وهو يرى تململها الواضح عندما يمرر إصبعه على وجنتيها ...ففتحت عيناها ببط ثم اتسعتا أكثر وهى تراه أمامها لا يحد بينهما شئ بل يكادان يكونان جسدا واحدا من قربه ...وتحركت عيناها بذعر وهى ترى ابتسامته المشرقة على وجهه ...ويداه تحاوطان خصرها ...فابعدت يداه عنها بقرف وجلست على السرير بسرعة وهى تغطى جسدها بغطاء السرير بيد وباليد الأخرى تمررها على عيناها ووجهها وشعرها الذى تكاد تخلعه من جذوره ...ضيق مالك عيناه بسرعة وهو يراها تمرر يدها بذعر على وجهها وتحمى جسدها منه وتبتعد ...كتمت بكاءها وهى تضع يدها على فمها ...
"لقد ...لقد قمت باستغلالى "هتفت بها بقسوة بالغة
اختفت ابتسامته وهو يستمع لكلماتها ...فتجاهلها بسرعة فهو لن يسمح لها أن تضيع عليه سعادته ...
"لقد قمت باستغلالى "هتفت بها بغضب وصوت عالى "ماذا "هتف بها بحدة
ثم تابعت كلماتها وهى تقول بغضب عاصف "انا أكرهك ...انا أكرهك يا مالك ...لماذا فعلت بى هذا "
شخر بقوة وابتعد عن السرير وهو ينظر اليها بفتور واعين غاضبة وهى تتمتم بكلماتها بهستيرية وجنون شديد
وضع إحدى يداه على جبهته والأخرى على خصره يحاول ان يجمع رباطة جاشه وألا يظهر غضبه عليها ...
لكنها لم تتوقف عن كلمة "اكرهك" بل أضافت إليها أيضا "وغد ...حقير " فضرب بقبضة يده بقوة على الخزانة حتى كسرت بعض من أجزاء خشبها الذى لم يعد متينا بعد ضربته ...انتفض جسدها من قبضته ثم نظر إليها بشر وغضب عاصف وهو يقترب منها " فمك الذى يخرج سما اغلقيه ...ولا أريد أن استمع لصوت لانفاسك " شعرت بخوف يسرى فى جسدها من نظراته وتحركت مقلتاها بذعر وكتمت بكاءها
حتى قال بحفيف وغضب وهو يمل بجسده إليها وتقابلتا عيناهما" انا لم أفعل شيئا خاطئا. ...انتى زوجتى أمام هذا العالم بأكمله ...لقد صبرت عليك كثيرا لكن الآن وكفى ...أعلم إننى لن اكتفى بهذه الليلة فقط "نطق كلمته الأخيرة والتقط قميصه وخرج صافقا الباب بقوة ...وما أن خرج حتى أطلقت العنان لدموعها وهى تبكى وتصرخ بهستيرية بالغة



دلف إلى غرفة المشفى وتجهم وجهه وهو يرى سريرها فارغا ...تحرك بسرعة ووقف أمام الممرضة فى الردهة وهو يسألها بقلة صبر "أين هى المريضة التى كانت فى غرفة رقم (...)هل رأيتها "
فردت الممرضة بهدوء ...لقد اخذها والدها وذهب
"متى "هتف بها غاضبا
" منذ دقائق "
ما ان نطقت كلماتها حتى ركض وجسده وكتفه يصطدم بمن يقابله حتى خرج من المشفى وصعد سيارته ...وأدار مفتاح السيارة وانطلق يبحث بعيناه عنها لعله يجدها قبل أن تبتعد ...يفكر ...كيف يجرو والدها على اخذها ...باى حق كيف تذهب هكذا و تتركه. ...لا لن يسمح لها
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 22



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:55 صباحاً   [21]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الثاني والعشرون

أغلقت باب الشقة بهدوء وادارت جسدها وعيناها تتأمل الشقة الجديدة التى انتقلت إليها ...رغم انها ستأخذ وقتا طويلا حتى تستطيع التعود عليها لكن أهم شى الآن انها بدأت أول خطواتها نحو الاستقلال والاعتماد على ذاتها فى توفير ما تحتاج إليه بعيدا عن سيف او أسامة ...تنهدت بقوة وخلعت معطفها الصوفى لتبدأ التنظيف ...الشقة التى استطاعت الحصول عليها ليست فى منطقة راقية مثل التى كانت تقطن بها فى المبنى السكنى لسيف ...ولا حتى بمثل حجمها واتساعها ولكن أجمل ما فى هذه الشقة انها تجد بها بعض الدف ربما بسبب صغر حجمها فهى تتكون من غرفة صغيرة للنوم وغرفة أخرى ستضع بها لوحاتها ...وصالة واسعة وحمام واحد ومطبخ صغير ...بدأت بتنظيف غرفة النوم ووضعت ملابسها بالخزانة التى لم تأخذ جميع الملابس فاضطرت لترك الباقى فى الحقائب ...بدأت بتغير ملاءة السرير وما كادت تنتهى حتى سمعت صوت دقات الباب ضيقت عيناها بشك فمن ممكن ان ياتى لها ...خرجت من الغرفة ثم توجهت حيث باب الشقة ...وفتحت الباب ...ظهر على وجهها الذهول وهى ترى السيدة نوال أمامها لكنها سرعان ما تغيرت ملامحها إلى سعادة.

- هل يمكننى أن أدخل ...قالتها نوال بابتسامتها العذبة المعتادة
فتحت دينا لها الباب سامحة لها بالدخول
-جميلة ...قالتها السيدة نوال ببشاشة
فظهرت ابتسامة على وجه دينا وقالت وهى تغلق الباب
-لماذا اتيتى
فعبس وجه السيدة نوال وقالت بدلال وود "إلا تريدننى ان أتى ...عندما علمت انك ستنتقلين إلى الشقة الجديدة اليوم ...أتيت لاساعدك...إلا تحتاجين مساعدتى "
ابتسمت دينا بحب لتلك المرأة التى أقل ما يقال عليها رائعة فقد استطاعت فى الأيام القليلة الفائتة تكوين صداقة متينة معها رغم فارق العمر الذى بينهما ...إلا ان السيدة نوال كانت تتصل بها باستمرار للاطمئنان عليها وكانت تتحدث معها عن أمور كثيرة تخص زوجها واحيانا اخرى عن أبنها الوحيد الذى شعرت من حديثها وكأنها تعرفه شخصيا ...وليلة أمس تحدثتا كثيرا واخبرتها دينا بانها ستنتقل إلى الشقة الجديدة غدا ...فاصرت السيدة نوال على معرفة العنوان فاخبرتها وها هى تفاجأت من رؤيتها أمامها اليوم ...انها سيدة رائعة رغم أنها احيانا تظهر وكأنها طفلة ولكنها متفهمة وعطوفة ...ربما عليها ان تشكر ماجد لأنه الشخص الذى جعلها تتعرف عليها ...
قطعت أفكارها السيدة نوال وهى تقول بانفعال وصرامة كاذبة "هل ستظلين تنظرين إلى هكذا طويلا ...هيا نبدأ بسرعة أيتها الكسول" تبع كلاماتها ابتسامتها المعتادة
فضحكت دينا "حسنا سيدتى كما تامرين "
فظهر امتعاض على وجه نوال وقالت بغضب "سيدتى هكذا سانزعج منك ...أمى أفضل "
فابتسمت دينا وهى تقول بعفوية "لا أعلم أشعر الأمر صعب من أن أتخيل واحدة من مظهرك الصغير هذا ام ...بل أشعر وكأنك صديقتى "
"حسنا نادينى نوال...طالما تشعرين بأننى أصغر "قالتها بسرعة ودارت بعيناها فى المكان وهى تقول "حسنا من أين نبدأ "
أخذت دينا نفسا عميقا ثم قالت بهدوء"لقد انتهيت من غرفة النوم ...ما رأيك سنقوم بتنظيف الغرفة الاخرى ثم نقوم بنقل هذه اللوحات إليها
اؤمات السيدة نوال رأسها موافقا وبدأ عملية التنظيف ...حتى انتهيا وبدان فى نقل اللوحات ...وما ان انتهيا من نقل اللوحات ...حتى قالت السيدة نوال وهى تجلس على أحد الكراسى الموجودة فى الغرفة "هل تحبين الرسم لهذه الدرجة ...اللوحات كثيرة "
اؤمات دينا براسها وهى تقول بسعادة "كثيرا ...انه الشئ الوحيد الذى يجعلنى سعيدة "
فنظرت إليها السيدة نوال وقالت بسعادة "هل يمكننى ان أرى "
ابتسمت دينا ابتسامة عريضة وبدأت فى رفع الأغطية عن اللوحات لتشاهدها...ظهر على وجه السيدة نوال تعبير من الذهول والانبهار من جمال ما تراه من لوحات مرسومة بدقة واهتمام والألوان الرائعة
الممتزجة فى كل لوحة ...راقبت دينا تعابير وجه السيدة نوال بسعادة فاتتها الشجاعة حتى تريها المزيد من لوحاتها الخاصة للغاية ...
"من هذا "قالتها نوال باستفهام رغم أنها حاولت الا تظهر ضيقها وخوفها من رؤية سيف صديق ابنها أمامها وأين فى منزل حبيبة ابنها ...
"انه أحد اصدقائى لقد ساعدنى كثيرا ...فى وقت كنت احتاج فيه حقا للمساعدة ...انها شخص حنون وطيب للغاية "قالتها دينا بعفوية دون أن تشعر بنظرات السيدة نوال التى تغيرات لها
وضعت دينا اللوحة مكانها ثم نظرت إلى نوال بسعادة وهى تقول بسرعة "ما رأيك "
حاولت نوال ألا تظهر ضيقها وقالت بابتسامة كاذبة "رائعة حبيبتى "
ثم وجهت نظرها لعدد من اللوحات فى جانب من الغرفة لم ترها وقالت بهدوء "وماذا عن هذه اللوحات الأخرى ...لم ترينى إياها "
ظهر الارتباك على وجه دينا فعقدت السيدة نوال حاجبيها متسائلة ...حتى قالت دينا بسرعة "انها لوحات خاصة لكن ...لكن ...تعالى لتشاهديها "
بدأت دينا بسحب الغطاء عن لوحاتها الثلاث التى كانت فى جانب بعيد ومنعزل عن باقى اللوحات الأخرى وما ان راتهم السيدة نوال حتى فرغت فاها من الدهشة والإعجاب حاولت أن تكتم فرحتها المطلقة وهى ترى اللوحات لابنها أسامة واحدة وهو يرتدى ذى المدرسة عندما كان فى المرحلة الثانوية وأخرى ببذلة رسمية عقدت حاجبيها بانعقاد شديد تحاول تذكر متى كانت أول مرة ارتدى أسامة بذلة رسمية ويبدو صغيرا بها وجسده نحيف ...ظهرت السعادة على وجهها وهى تتذكر انه ارتداها أول مرة عندما كان فى سنته الرابعة بعد ان أقنع والده بضرورة بدء العمل معه وفعلا ذهب حينها خصيصا لشراء تلك البذلة وارتداها فى يومه الأول كانت رمادية اللون حتى انها تعجبت من شرائه واختياره لهذا اللون خصيصا ...ثم اتسعت ابتسامتها أكثر وهى ترى لوحة أخرى تبدو وكأنها حديثة لأسامة وربما عندما عاد إلى القاهرة بعد ان غاب لاكثر من سبعة اعوام وتغير جسده وظهرت خشونة وجهه الأسمر ...أخذت نفسا عميقا وهى تحاول ان تمنع دموعها من السقوط ...فقد بدأ ابنها متعبا حزينا ...ودينا عرفت كيف تظهر حزنه وشقاءه من خلال رسمتها ...لكن ألم يشعر قلبها به ام ان عيناها فقط من لاحظت ذلك ...نظرت إليها بود وشبه ابتسامة تظهر على ثغرها تتمنى لو دينا تسامح أسامة وتفتح قلبها وتستمع له ...فقط لو تستمع وتنسى ما مضى ...لكن هى ستفعل اى شى لتقرب الاثنان من بعضهما فهى احبتهاكثيرا وتتمناها حقا زوجة لابنها الوحيد ...لذلك ستعمل على هذا من الآن ...
ظهرت فكرة رائعة فى عقلها وقالت بسرعة "ما رأيك ان تستغلى موهبتك هذه "
ضمت شفتاها وقالت بابتسامة يحمل بعض التهكم "كيف "
فلمع وجه السيدة نوال وهى تقول بسعادة "انا لا أعرف كثيرا عن الفن والرسم وهكذا ...لكن يمكن أن نقوم بعمل معرض ونعرض هذه اللوحات بها "
عبس وجه دينا وقالت وهى تدير وجهها بعيدا عنها تحاول أن تخفى عبسها " لكن ...هذا الأمر لا ينجح ...انها مجرد هواية لدى "
فدنت نوال بضع خطوات منها ثم وقفت أمامها وهى تقول بإقناع " حتى وإن كانت مجرد موهبة ولكنها رائعة لماذا لا نستغلها ولن يضر الأمر شيئا ...سنختبر الأمر نجح فهذا جيد ان لم ينجح على الأقل حاولنا ...مع إننى أشك انه لن ينجح "
"لكن ...انا "قالتها بارتباك ورفض
اسكتتها نوال بسرعة وقالت "لا يوجد لكن سأقوم بأعداد كل شئ ...وسابحث عن مكان جيد ليكون به المعرض اعتبرينى مدير أعمالك وسأقوم بتدبر كل شئ لهذا المعرض ...لا تقلقى ...ثقى بى"قالت كلمتها الأخيرة برجاء غريب جعلت دينا تخفض رأسها بقلة حيلة ...فاتسعت ابتسامة السيدة نوال أكثر واخذتها بين أحضانها بسرعة وهى تقول بحب "لقد احببتك حقا "
فابتسمت دينا وردت بهدوء "وأنا أيضا احببتك "

ترجل من سيارته بسرعة والغضب يشتعل فى عيناه ووجه يوحى بالاجرام منذ ان أخبرته الممرضة فى المشفى انها رحلت ...توجه بخطوات سريعة نحو باب المنزل يحاول تهدئة نفسه ...ذهب إلى منزل سليم السيوفى لكن لم يجد أحد فوضع الآمال بأن تكون قد أتت إلى منزل عمها محمود ...سيتحدث معها وياخذها بعيدا ...ضغط على زر الجرس واصبعه لم يتحرك عنه ...حتى وجد الباب قد فتح والخادمة واقفة أمامه بوجه عابس ...فابعدها عنه بحدة ...وقال بقسوة "أين السيد سليم ...او السيد محمود...أين زوجتى " هتف بها بصوت عالى وهو لم يعد يستطيع ان يبدو هادئا أكثر من ذلك ...مما جعل كل من فى المنزل يخرج على صوته
"السيد سليم ليس هنا ...لكن السيد محمود هنا..."نطقتها بخوف حتى أتى محمود السيوفى بخطى سريعة وخلفه زوجته كوثر
"ماذا هناك يا حسام ...لماذا صوتك عالى "قالها محمود بهدوء يحاول فهم ما يحدث
"أين زوجتى ...أين بثينة " هتف بها بغضب
" تادب يا حسام وصوتك لا يعلو فى منزلى ...زوجتك بثينة فى المشفى ...كيف لا تعرف أين هى ...هى ليست موجودة هنا "قالها محمود بحدة
" أخاك ...السيد سليم أخذ زوجتى ولا أعرف أين هى ذهبت إلى منزله لم أجد أحد هناك ...أين هى زوجتى ...أين اخذتوها "قالها بصوت منكسر حزين ...ثم تابع بصوت منخفض ورجاء " ألا تعلم أين ذهب حقا يا عمى "
"لا يا بنى لا أعلم ...قالها موكدا ثم تابع بتساؤل "ربما تكون ذهبت إلى المنزل اذهب ستجدها "
فهز حسام رأسه نفيا بصمت ...فقال محمود بصوت منخفض "هل حدث بينكما شئ لياخذها والدها هكذا ..." قاطعه حسام بصوت عالى غاضب " أخبر أخاك ...إننى ساجدها ...ابنتى لن تبتعد عنى هل فهمتوا جميعا ما تتمنونه لن يحدث " قال كلماته وخرج ومحمود وزوجته واقفا بتصلب حتى أتت الحاجة فيريال قائلة بسرعة "ماذا هناك ...لما كان يصرخ حسام "
فحرك محمود يده بجهل ...ثم تحرك نحو الهاتف يحاول الاتصال بأخيه لعله يفهم منه اى شئ ...وأين يمكن ان يكون أخذ ابنته وذهب هكذا من دون ان يعلم أحد ...لكن وجد هاتفه مغلق ...فوضع الهاتف وهو يزفر بقوة ...



انتفض جسدها بذعر عندما استمعت إلى صوت الصراخ فى الطابق السفلى من المنزل ...ارتدت روب يستر جسدها وخرجت من الغرفة تراقب ما يحدث من دون ان يراها أحد على درجات السلم العليا ...استطاعت أن تفهم القليل مما قيل ...فعقدت حاجبيها وراسها يفكر عن ما يقال أمامها وهى تحاول تذكر هذا الوجه الذى هى متأكدة بأنها قد رأته ولكن عندما استمعت إلى اسم بثينة تذكرت فورا بأنه زوجها من يصرخ ...لكن لماذا يصرخ فى هذا الوقت المبكر ...نظرت إلى الساعة وتنهدت بقوة وهى تراها قد تخطت الثانية بعد الظهر ...وهو لم ياتى منذ ان صرخت به صباحا ...عقلها مشتت فهى لا تلومه هو فقط على ما حدث بل تلوم نفسها أيضا فهى من استجابت واستكانت له ...بل هى أيضا من دعته للاقتراب منها ...لكن كان يجب ان تضع اللوم عليه فكرة انها خضعت وأنها كانت بين يديه تجعلها تشعر بخوف ...فهى ما كانت ستستمر فى هذا الزواج ...لكنها أرادت شئ واحد من هذا الزواج طفل وكانت بعد ذلك ستتركه...ولكن هل مالك سيفعل ويسمح لها بالابتعاد ...تعلم انه عندما لم يطلب حقوقه منها ليس لانه ضعيف بل لأنه يحبها ...حب ...هل يوجد حب ...هل سيأخذ منها كل شى وبعد ذلك يتركها ...هل سيجعلها تتعلق به وبعد ذلك يتركها مثلما تركها الجميع ...نفضت أفكارها المضطربة عن رأسها واتجهت إلى الحمام فهى حقا تحتاج إلى أخذ حمام ساخن يساعدها على الاسترخاء والتفكير بعمق مما هى فيه ...

توقفت سيارته فى مكان بعيد ...لأكثر من سبع ساعات وهو يتحرك بسيارته فى الأنحاء ...حتى لم يعد يعرف أين أصبح ...ترجل منها ووقف وهو يراقب غروب الشمس بأعين شاردة حزينة ...لم يكن هذا ما تمناه ان يراه فى عيناها عندما استيقظت ...وخاصة انها هى من دعته ...هى من سحرته واغرته...كان سينتظرها حتى تشعر بالاطمئنان معه ...حتى تشعر بحبه الذى باحت به عيناه وقلبه قبل شفتاه وهو يردد بشوق وحب جارف انه يحبها ليلة أمس ...فقد أصبحت اخيرا بين يديه ...لكن ...لكن هى... لم يعد يعرف هل تحبه ام تكره ...لم يعد يعرف ما شعورها نحوه ...أغلق عيناه بقوة وهو يحاول تهدئة نفسه ...سيصبر عليها أكثر ...فهو يحبها ...بل يعشقها ...
صعد لسيارته وهو يفكر ان عليه ان يخبرها انه يحبها بطريقته هو ...وأولها انه لن يحرم نفسه منها عليه ان يجعلها تشعر بحبه ...ترجل من سيارته و دلف إلى المنزل وجد والده جالسا وكأنه فى انتظاره ووالدته وجدته بجواره ...
"مساء الخير "قالها مالك بهدوء
"أين كنت كل هذا ...لقد اتصلت بالمكتب ...وقد اخبرتنى سكرتيرتك بأنك لم تأتى اليوم "سأله والده
فرد بارتباك" لقد كنت أنهى بعض الأمور "
فقال والده بسرعة "ألا تعرف أين عمك سليم ...هل رأيته "
عقد مالك بين حاجبيه بقوة وهو يقول بتساءل "لماذا هل حدث شئ ...فنظر إليه والده بقلة صبر فقال هو بهدوء " لا لم أره "
استمع والده لكلامه وابتعد عن مقعده وتركهم وعينا مالك عليه تنظر إليه بتساءل ...حتى قالت والدته "عمك سليم أخذ بثينة من دون علم زوجها ولا أحد يعلم أين هما ...لذلك اتصل والدك بك عدة مرات وجد الهاتف مغلق وكذلك بالمكتب وأخبره بعدم حضورك ...أعتقد بأنك ربما تعلم ...فزوج بثينة أتى إلى هنا وهو يصرخ وكاد ان يتشاجر مع والدك "
"ماذا كيف يجرؤ "هتف بها غاضبا
فقالت جدته محاولة تهدئة الأمور "حقه ...وسليم أخطاء باخذه لها من دون علم أحد هكذا ...حتى أن والدك لم يعرف ما الذى يجب ان يقوله لحسام ...اصعد انت إلى غرفتك لكى ترتاح "
لوى فمه بتهكم وهو يقول فى نفسه "راحة وهل ساجدها طالما انا متزوج ب ريم "
فتح باب الغرفة واول ما وقع عليه نظره هو السرير الذى كانت جالسة عليه ورفعت نظرها إليه بشر
أغلق الباب صافقابابه بقوة جعلها تنتفض فى مكانها وتوجه نحو الخزانة أخرج منها بيجامة ...و دلف إلى الحمام ...أخذت نفسا عميقا تحاول تهدئة أعصابها وتمد نفسها بالقوة والثبات وعدم الخضوع او الانصياع له ...
بعد دقائق خرج من الحمام مشط شعره ثم اقترب منها بثبات وجلس على السرير مقابلتها قائلا بهدوء "ريم أرجو ...أن تنظرى إلى لأن ما ساردده الآن لن أقوله مرة أخرى " فرفعت نظرها إليه تنتظر باقى حديثه
فتابع بهدوء وهو يقترب أكثر منها وأمسك بيديها لكنها سرعان ما أبعدت يديه عنها فزفر بقوة وقال "ريم أنتى الآن زوجتى شرعا وقانونا...انا لم اتزوجك لأننى أعجبت او سحرت بجمالك فقط ...انا تزوجتك لأن هذا نبض عندما راك أول مرة وكاد ان يخرج من مكانه ...قالها وهو يضع يده على قلبه ...لأننى احببتك ...رأيت بك زوجة وأما لاطفالى رأيت بك المرأة التى ستساندى وتقف بجوارى وستمدنى بالقوة ...رغم انها لا تعلم بأنها هى نقطة قوتى. ...ريم أرجوك احبينى. ..أعطى نفسك ولو فرصة واحدة لتشعرى بى واحبينى...اجعليه يشعر بى...قال كلمته وهو يشير بيديه ناحية قلبها ...فجلس قبالتها حتى لم يعد يفصل بينهما إلا انشا واحدا وأمسك بوجهها بين يديه يقربها منه يقول بحنان وحب ورجاء " اتركى العقل هذا جانبا عندما تكونين معى وبين يدى ...اجعلى قلبك هو ما يشعر بى فقط عندما المسك ...كنى حبيبتى وزوجتى. ...ريم أنا أحبك ...بل أقسم إننى أعشقك "قالها وهو يتأوه من الالم الذى يشعر به فى قلبه ...
ثم تابع بصوت قد ذاب عشقا وهو ينظر إلى عيناها "ما كنت أومن بالعيون وسحرها حتى دهتنى فى الهوى عيناك " قالها مقبلا إياها بشغف ...شعرت بنفسها وكأنها قطعة من الشوكولا ذابت من كلماته التى جعلتها كالمغيبة و تمسكت بنصيحته وابعدت عقلها جانبا وتركت قلبها هو فقط من يتحدث ...

ظل ينظر لوالدته بتمعن وهى تجلس قبالته وراسها منخفض وتفرك فى يديها كالتلميذ الذى على وشك ان يطلب من والده شيئا ولكنه يشعر بالخجل او خائف من رفض والده لطلبه ...أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وهو يهز رجلاه علامة على قلة صبره ...حتى هتف اسامة أخيرا بنبرة هادئة "ماذا تريدين يا أمى لماذا أشعر انك خائفة من التحدث "
فرفعت نوال رأسها و هى تنظر إليه بتردد حتى قالت بهدوء وهى تشير بعقلة اصبعها"هناك طلب صغير للغاية أريده منك "
فضيق عيناه وهو ينظر اليها ثم تابعت وهى تجلس بجواره بسرعة مما جعله يتفاجى من جلوسها قربه
" وأيضا أريد مساعدتك ...أريد ان تجد لى مكان جيد لاستخدامه للمشروع الذى أخطط له وأيضا أحتاج مبلغا من المال ...كما أريدك أن تكون الراعى لمشروعى "
رفع أحد حاجبيه وهو يستمع لوالدته حتى قال بخفوت " مشروع اى مشروع "
فابتسمت وقالت " مشروع خاص بى. ...بل أقصد انه سيكون لى شريك أيضا "
أخذ نفسا عميقا وهو يغلق عيناه فرغم حبه لوالدته إلا انه فى غنى عن التفاهات التى تقولها فقال بهدوء "نحن لا نحتاج إلى اى مشروع أو اى عمل من جانبك ...نحن نملك ما يكفينا كما إننى اتابع الشركة وهى بأفضل حال وسأقوم أيضا بتكبيرها أكثر ..."
"أعلم " قالتها بسرعة ثم تابعت" لكن انا أحتاج أن اعمل ...أن أشغل وقتى منذ وفاة والدك وأنا وحيدة لذلك سأقوم بفعل شئ أحبه "قالتها برجاء
فنظر إليها بتفحص وملامح الحزن مرتسمة على وجه والدته يعلم انه مقصر للغاية من ناحيتها لكن ماذا يفعل لديه مائة شىء يشغل تفكيره ...واوله دينا ورحيلها الذى لم يعلم به غير اليوم ...فقال بهدوء
" حسنا...المكان ساجعل مساعدى يريك أماكن كثيرة وتستطيعى الاختيار منها ما تشائين والمال خذى ما تريدينه "
اتسعت ابتسامتها ونظرت إليه بحنان ثم خرجت من الغرفة ...وما ان خرجت حتى جلس بتثاقل على كرسى مكتبه شارد حزين ...وهو يفكر بمن سلبت قلبه منذ ان كان مراهقا أحبها ولم يستطع نسيانها ...لكنها لم ولن تغفر له ...كم يتمنى أن يركض إليها وينام على صدرها لكى يشعر ببعض الأمان والاحتواء منها ...فقط لو تعطيه فرصة ...لكنها رحلت وهو لا يعلم أين ذهبت ...لكنه قام بوضع شخصا ما للبحث عنها ...



جحظتا عيناها حتى كادتا ان تخرجان من مقلتيها من هول ما ترى ...وكأن عاصفة قد اجتاحت جسدها وجعلتها صنما فى مكانها منعتها التحرك...حتى شعرت فجأة بالضوء الذى انتشر فى الغرفة بعد ان كانت معتمة ...واخاها يقف بطوله أمامها ...يراها وهى تمسك بين يديها الأوراق التى جعلها فضولها لتراه وياليتها لم ترى ...كان فى الملف صورة لفتاة قريبة الشبه منها بل هى نسخة طبق الأصل منها ...وتحمل اسم ...نور ياسين المنشاوي ...هل تزوج ياسين وايضا أنجب فتاة ...الصدمة جعلتها تشعر وكان أفكارها قد شلت مثلما شل جسدها ولم يعد يستطيع الحركة ...رفعت نظرها إلى أخيها بعد ان سقطت جالسة على الأرض مما رأته ...رأت تعبير غريب ارتسم على وجه أخيها مارسيل لا تعرف كيف تصفه ولكنه سرعان ما تغيرت تلك النظرات ونظر إليها بأسى وحزن غريب " أوه ...يا روز ...لم أكن أتمنى أن ترى كل ذلك ...لقد حاولت إخفاء كل ذلك عنك حتى لا تحزنى "قالها بخبث لم تشعر به أخته وبداخله يهتف ويعلو صوته بانتصار ... واخيرا قد وقع الفأر فى المصيدة ...أخته قد وقعت فى المصيدة التى وضعها لها ...وقد حان الوقت لكى يستفيد من كل شى وأى شئ حتى يستطيع الوصول إلى مايريده ...يجب أن يكسب روز فى صفه ...لذا عليه ان يدس فى رأسها ما يريده فقط ما يحتاج إليه لكى تعرفه أخته فقط ...
بلعت ريقها خائفة من أن تنطق فتصدم أكثر خائفة مما سيقله لها أخيها ...نظرت إليه برجاء لكى لا يتحدث بما لا تريد سماعه ...حتى قال بصوت ضعيف يملأه الحزن " حبيبتى. ..انا حقا حزين من أجلك ...لقد تفاجأت بالأمر مثلك تماما منذ بضعة ايام ...ثم نظر إليها وتابع وهو ينظر اليها يتفحص تعابير وجهها المنذهلة. ...هل تتذكرين الفتاة التى رأيتها منذ فترة فى مكتبى ...عندما راتك قالت لى انك تشبهين فتاة قد رأتها من قبل لم أهتم بالأمر ...لم أعلم ما الذى تقصده ...ولكن عندما عادت إلى بلدها أرسلت لى هذه الأوراق ...وقد صدمت مثلك تماما ان طليق أختى لديه فتاة تشبه أختى ...ثم مال عليها وأمسك ذراعها وساندها حتى اجلسها على الأريكة وهو يتفحص وجهها وفى داخله خوف من ما ستستمع له لكنه لم يتوانى عن أخبارها بالمزيد فتابع " لقد علمت انها ابنتك ...ابنتك لم تمت يا روز ...ياسين كذب على الجميع واخذها ورحل ...وقد ساعده فى ذلك أصدقاءه ...أصدقاءه الذين ساعدتيهم واعتبرتيهم أخوة لك أكثر منى ...انظرى ماذا فعلوا لك لقد أخذوا ابنتك وكذبوا عليك بخبر وفاتها ...ياسين لم يحبك يوما لم يتمسك بك ...لقد تركك لأنه لم يرد الاستمرار معك ...وأخذ ابنتك وتربت بعيدا عنك ...

" لم تعد تستمع لكلماته وكلمة واحدة تتردد فى اذنها "ابنتك لم تمت ...ياسين "
شعرت بدوامة تحتاج رأسها فوضعت يديها على اذنها تحاول ألا تستمع إلى المزيد لكن الصوت لم يتوقف عن ترديد كلمته "ابنتك لم تمت " فصرخت بقوة حتى تهاوى جسدها وكادت تسقط لولا أن امسكها أخيها وأتت والدته تصرخ وهى ترى ابنتها هكذا فقال مارسيل بسرعة " لا تخافى ...اتصلى بالطبيب بسرعة يا أمى "
صعد بها إلى غرفتها ووضعها على السرير ...وهو ينظر اليها بحزن ...فهو يعلم انه قد اذاها باخبارها بكل هذا ...لكن كان يجب عليه ان يخبرها بأمر ابنتها من دون ان تكرهه هو ...وأيضا من دون ان يفقد وقوفها بجواره إذا احتاج إليها ...لأنها لو علمت بكل ما فعله سابقا انه سبب رحيل ياسين وايضا كان يعلم منذ البداية ان الصغيرة لم تمت ...لفقد كل شى ...أخته لديها سلطة مثله تماما فى الشركة رغم أنها كانت تملك سلطة أكبر منه...لكنه مع مرر الوقت بدأ يبعد سيطرتها عن كثير من الأمور الخاصة بالشركة مستغلا حزنها وتفكيرها الدائم ب ياسين ...
أتى الطبيب وأعطاها حقنة مهدءة ...مع ضرورة ان ترتاح وتسترخى أعصابها



"حسنا انا موافق على الزواج ...لكن أنتظر على الأقل حتى يمر مدة على وفاة عمك ...وبعد ذلك سنقوم بأعداد حفل زفاف لائق لكما " قالها الحاج عزيز لابنه الجالس قبالته
"لكن يا أبى لماذا نتاخر...عمى وقد قارب على وفاته أربعون يوما ...إذا لا تقلق ...أما بالنسبة إلى الزفاف ...فلا داعى له ...نعقد القرآن وهذا يكفى "
رفع الحاج عزيز حاجبه مفكرا ثم قال بهدوء " لكن الفتاة ..."
فقاطعه ابنه رابح بسرعة " ماذا يا أبى هذا أفضل ...ساتزوج ابنة عمى لأنى الأولى بها كما إننى ساحافظ عليها أكثر من اى شخص لذا لا داعى لأى زفاف ...سنقوم بعقد القرآن بعد عشرة ايام بالتمام وهكذا يكون قد مر على وفاة عمى أربعون يوما ...وأيضا لكى نحافظ عليها وعلى اموالها من اى طامع يطمع بها ...ما رايك "
فاؤما الحاج عزيز رأسه موافقا وقال بهدوء " حسنا ...عندك حق "

ركضت مسرعة نحو الحمام محاولة ان تمنع نفسها من التقيا على أرضية غرفة النوم ...وما ان وصلت حتى أخرجت كل ما فى جوفها ...تحركت مبتعدة ما ان انتهت ثم وقفت أمام الحوض الصغير وغسلت وجهها ويديها ثم خرج وهى تضع يديها على جبهتها تحاول أن تجمع قوتها ...فشهقت بقوة وهى ترى شيف أمامها ينظر اليها بتفحص ...لكنها سرعان ما رسمت على وجهها الهدوء واتجهت حيث السرير فهى تشعر ببرد فظيع يجتاح جسدها ...اقترب منها بخطوات سريعة ثم وقف فوقها وهو يقول بهدوء وتفحص " ماذا بك "
فبلعت ريقها وقالت " أشعر بأن جسدى منهك ومتعب "
فرد بسرعة " هل أحضر لك الطبيب "
" لا " قالتها بفزع
فرفع أحد حاجبيه " لا ...لماذا ...الست مريضة "
" نعم ..لكنى سأكون بخير عندما أرتاح " قالتها بارتباك
فرفع يديه وهو يحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا ووضعه على الكومود بجوارها وقال بهدوء " خذى أظن انك تحبينه ...فنظر إليها بنصف عين وقال بعد ان أشاح بوجهه عنها ...انه بسكويت مملح "
ثم أخفض رأسه إليها مقتربا من وجهها وعيناها تهتزان برعب فهى لا تستطيع ان تتحمل أكثر قربه منها ...شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها وهو يقبلها عند أرنبة أنفها ثم ابتعد ناحية الحمام ...انكمشت فى مكانها وهى لا تعلم هل تخبره بأمر حملها ام لا ...
دلف إلى الحمام وهو يزفر بارهاق اليوم كان متعبا له للغاية وقف بجسده تحت الدش بعد ان خلع عنه ملابسه وهو يتذكر اليوم بمشاكله التى أتت متتابعة ...أولها عندما أرسلت دينا مفتاح شقتها إليه وهى تنقل اشياءها إلى الشقة التى ستمكث فيها منذ الآن ...فقام بجعل ماجد يرسل المفتاح إلى أسامة ويفهمه ما حدث ...وبعد ذلك كانت المشكلة الكبرى عندما علم بسفر جده منذ ثلاثة ايام وهو لم يكن على علم بسفره حتى أنه لم يستطع أن يعرف أين ذهب...أما الشركة الرئيسية فجعل أمر شؤونها لمساعده ليكون مسئول عن توقيع الأوراق الخاصة باى صفقة ...مرر يديه على وجهه وهو يفكر فيما أكبر من هذا كله ...زوجته حامل ...وهى لم تخبره ...سيكون كاذبا ان قال انه لم يكن يعلم ...انه يعلم منذ ان شك بتعبها وتقياها وحتى نومها وشك اكثر عندما ذهبت إلى معمل التحاليل ...فذهب بنفسه واستطاع الحصول على نتائج الإختبار ...وحينها هو قد صعق حقا ...حاول ان يقترب منها حتى تخبره لكنها لم تتكلم شك بأنها ربما قد تكون تضمر شيئا وتقوم بإجهاض الطفل دون علمه ...لكنه نهر نفسه بسرعة وهو يقول ...لماذا ستفعل هذا ...فتغيرت ملامحه ...ربما هى ما زالت تكرهه وقلبها ما زال يتزكر ما فعله بها ليلة الزفاف ...لكن لم يكن بيده ...لقد كان مرغما على الزواج وتزوج فقط لإرضاء جده ...لكن الآن ...الآن هى زوجته حقا ...وهو لن يتركها ...ويريدها ويريد الطفل ...لن يخبرها بأنه يعلم ...حتى تخبره هى بنفسها. ...وحينها سيعلم لماذا تخفى عنه خبر حملها ...
أنهى استحمامه وخرج من الحمام ...واقترب من السرير منزلقا بجانبها ثم وضع يده حول خصرها وقربها منه بتملك ...شعرت بان معدتها تتلوى من قربه فهى حقا شتاق للمسته لها ...قربها أكثر ثم قرب أنفه من عنقها مستنشقا عطرها مطولا وهو يشعر وكأنه مغيب ...ثم قال بانفاس لاهثة منخفضة " أقسم إننى اعرف هذه الرائحة "
أغلقت عيناها بقوة تحاول إلا تلتفت له وهى تشعر بأنفاسه قرب عنقها ...ثم نامت على لمساته وهو يمسد شعرها ويخلل خصلاته السوداء بين يديه ...



دلفت إلى المطعم ورائحة عطرها وصوت كعب حذاءها العالى يسبقها ...حتى جلست على الطاولة الذى كان يجلس عليها شخصا ما وما ان راءها أمامه حتى انفجرت اساريره ونظر إليها بجرأة ...
"مرحبا ...كيف هى الأخبار " قالتها علا بتركيز وبدأت فى فتح علبة سجاءرها فوضعت إحداها فى فمها واشعلتها بقدحتها الذهبية ثم نفثت دخانها باستمتاع منتظرة كلام الجالس قبالتها
" لقد سافر سليمان الحسينى منذ ثلاثة ايام ...وأظن انه قد حان الوقت ويجب أن نستغل غيابه ...جعلنى المسؤول بعد غيابه ...لذلك يمكننى أن أجمع جميع المستثمرين وأصحاب الأسهم فى اى وقت تريدينه "
أخذت نفسا مطولا من سيجارتها ثم قالت " متى تستطيع ان تجمعهم "
فرد بهدوء " فى اى وقت تريدينه "
"حسنا اجعله غدا " قالتها بمكر
" كما تريدين ...ثم تابع بتردد ...لكن كما تعلمين ...انا هكذا أخسر منصبى...و
فقاطعته بسرعة " لا تقلق ستحصل على ما تريده كما انك ستظل فى منصبك. ...لكن فقط سنقوم بأبعاد عائلة الحسينى من أمامنا وبعد ذلك سنكون نحن المسؤولون عنها "
فحرك رأسه بسعادة ...وتحرك مبتعدا عن الطاولة وتركها وهى تقول بابتسامة ماكرة " لقد قارب الأسد على الوقوع وحينها ستاتى إلى راكعا. ...فلست علا من تترك ...يا سيف ...علا ستجعلك خاتما فى اصبعها. ...قريبا جدا "



تحركت ببط من على السرير من دون ان تشعر بها عمتها وانزلقت مبتعدة عنها ...ودنت من الخزانة أخرجت منها شالا صوفيا كبيرا وضعته على رأسها وغطت نصف جسدها به ...فقد كان ما ترتديه ثوب طويل ذو قماش خفيف ...فقام ذلك الشال بتغطية نصف جسدها ...خرجت من الغرفة ببط وأغلقت بابها بهدوء من دون ان يشعر بها أحد ...فجميع من فى المنزل نيام ...خرجت من باب المنزل الكبير ومن ثم من البوابة الكبيرة التى كان حارسها نائما هو الأخرى فتحت البوابة وخرجت ...وحول المنزل يعمه السكون التام إلا من صوت نسمات الهواء وصوت أوراق الشجر التى تتحرك من شدة الهواء ...ظلت تمشى بقدميها إلى أن توقفت أمام نهر أغمضت عيناها بقوة ...وهى تشعر بنسمات الهواء تجتاز جسدها مما أسرت بها بعض القشعريرة والبرودة جعلتها ترتجف فاحكمت الشال عليها أكثر ...نظرت إلى المياه وتلاطمها المستمر بفعل الهواء ...ظلت تتحرك بقدميها على شاطئ النهر بشرود ...كانت شاردة لدرجة أنها لم تشعر بالشخص الذى يتتبعها منذ ان خرجت من المنزل ... كان حازم يقف بسيارته على بعد مسافة ليست بكبيرة عن منزل عمها ...فمنذ أن أخبره مساعد والده بمكان سكن عمها وهو قد أنطلق بسيارته حتى وقف على بعد مسافة من المنزل ...ظل يراقب نوافذ وشرف المنزل الكبير لكنه لم يلمح حتى طيفها...ظل واقفا فى المكان حتى أنه كاد أن يصيبه الإحباط من الانتظار عندما وجد الساعة قد تجاوزت الثالثة ...فارجع مقعد سيارته للخلف محاولا جعل جسده وعقله يسترخيان قليلا حتى يعلم ما الذى يجب ان يفعله حتى ينقذها ممن يطمع بها ...أخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة ...وهو يشعر بأنه يكاد يجن وهى لا تبعد عنه إلا القليل ولكنه لا يستطيع الاقتراب منها ...أغلق عيناه بهدوء يحاول أن يمد نفسه بالقوة وما كاد يفتحها حتى وجد أمامه جسد ملشح بالسواد ...لا يعلم شعر بنبضات قلبه السريعة و شيئا ما اخبره بأنها ربما تكون هى ...تتبعها بهدوء وها هو يسير ورائها لأكثر من ربع ساعة ...يتمنى لو يستطيع أن يلف جسدها إليه لتراه ..ليأخذها بين احضانه ويسقطها بوابل من القبلات حتى يريحها ويريح نفسه التى تتعذب من بعدها عنه ...لكن باى صفة وفوق كل هذا هل ستسمح له ...تألم عندما وجدها قد سقطت بجسدها وهى تبكى بحرقة وألم إنها المرة الثانية التى يراها بها هكذا منهارة وضعيفة ...لو يستطيع الاقتراب ...لو يستطيع حتى أن يربت على ظهرها وياخذها بين احضانه ليطمانها ...لو ...لو ...جميعها امانى خاصة بها فقط ...امانى لا يعلم هل ستسمح له الأقدار ويحقهها ...ام أنها ستظل بعيدة عنه كل هذا البعد ...أغلق عيناه وقلبه يبكى على حزنها وهو يستمع لصوت نحيبها الذى لم تحاول كتمه بل صرخت بقوة جعلته يشعر بالغضب والحزن عليه وعليها ...
حتى صمتت تماما بعد ان صرخت حتى باح صوتها ...ونهضت من مكانها نفضت الغبار عن ملابسها واحكمت الشال على رأسها وجسدها ووقفت بثبات وهى مستعدة للرجوع ...عندما راءها على وشك التحرك ...ابتعد بسرعة حتى لا تراه ...وفضل ان يراقبها حتى يطمئن بأنها داخل المنزل
ركض خالد خارج المنزل يبحث عنها فى هذه الساعة المتأخرة بعد أن أخبرته والدته انها استيقظت ولم تجد نور بجوارها ...ظل ينظر فى الأرجاء بجنون ...خائف من أن تكون قد هربت وتركت المنزل ...خائف عليها وكيف لا وهى ابنة خاله ...ابنة الرجل الذى كان يقف بجواره فى الوقت الذى أحتاج فيه إلى والد ليمده بالقوة ...ولولاه بعد الله ما كان هو ولا كان أخاه ...ظل يبحث ويبحث حتى وجد قدماه تتجه به ناحية النهر ...وشعر اخيرا بأنه يستطيع أن يأخذ أنفاسه عندما لمحها من بعيد ...ولكنه سرعان ما ظهر على وجهه الغضب عندما لمح شخص يتتبعها ...لم يستطع تبين ملامحه ...لكنه لم يهتم للأمر كثيرا ...وركض إليها وهو يقول بغضب لم يستطع اخفاءه "أين كنتى وكيف تخرجين فى هذا الوقت المتأخر هل جننتى "

اخفضت من رأسها واهدابها بخوف وحزن وقالت بصوت ضعيف مبحوح " آسفة "
لأم نفسه لسرعة غضبه ولكنه قال بهدوء " حسنا هيا بنا وتحركى أمامى "
سارت أمامه حتى وصلا للمنزل ودلفت إليه ...لكن خالد وقف أمام البوابة الكبيرة ينظر فى الأرجاء بعيناه حتى رأى سيارة تصطف بعيدا عن المنزل ...
فايقظ الحارس النائم بصوت عالى غاضب " استيقظ ...وكن منتبه "
انتفض الحارس من صوته ووضع يديه بسرعة على رأسه قائلا بخضوع وصوت ضعيف متعب "امرك سيدى "
دلف إلى المنزل بعد ان رمق الحارس بحدة وعيناه تلتفت فى المكان يحاول ان يرى ذلك الرجل الذى اختفى من أمامه ما ان راءه
دلفت إلى الغرفة وتفاجات بعمتها تأخذها بين أحضانها بسرعة وهى تقول بقلق "أين كنت حبيبتى ...كيف تخرجين بدون أخبارى يا نور "
"آسفة "قالتها نور بصوت ضعيف
لكن الحاجة هيام ربتت على ظهرها وهى تسير بها نحو السرير وهى تقول بهدوء وتبعد الشال عن نور "ملابسك خفيفة لماذا لم ترتدى شيئا ثقيلا الجو بارد حبيبتى "
ابتسمت نور شبه ابتسامة لها فتابعت بتساول ونبرة حنونة " لماذا خرجتى "
" لقد كنت أحتاج ان أكون بمفردى ...لا تقلفى لن اتركك " ردت بها نور بحزن
فأخذتها الحاجة هيام إلى أحضانها مرة أخرى وقالت بابتسامة " عندما تريدين الخروج اخبرينى وأنا سارافقك وساقف من بعيد حتى تستطيعى ان تكونى بمفردك "
اؤمات براسها موافقة ثم فردت جسدها على السرير تحاول أن تنعم ببعض النوم واحلام خالية من الكوابيس ...حقا أنها تتمنى ذلك ...وجلست الحاجة هيام بجوارها وهى تمسد بيديها على رأسها وجسدها حتى سمعت صوت أنفاسها دليل على نومها ...فدثرتها جيدا ثم خرجت من الغرفة متوجهة حيث غرفة ابنها ...دلفت إلى غرفة خالد وجدته فاردا جسده على السرير ولكنه ما ان راءها حتى هم جالسا وهو يستقبلها بابتسامة دافئة...جلست قبالته
فقال بهدوء " أمى أعلم انى اتعبك ...لكن فلتهتمى بها أكثر و حاولى التقرب منها ...حتى تخرج من حزنها هذا "
"أنا أفعل ...أحاول التقرب منها حتى تستطيع الاستمرار بعد وفاة والدها ...لكنها منطوية على ذاتها للغاية "قالتها بحزن
" أعلم "
"خالد "نادته والدته فرفع نظره إليها فوجد فى عيناها رجاء قبل أن تنبس ببنت شفه
فقالت بهدوء" ما رأيك أن تتزوجها انها فتاة رائعة...كما أشعر بأن خالك عزيز يخطط ل
لشيئا ما عنا ...بزواجك من نور هكذا نستطيع الحفاظ عليها "
"لكن ...يا أمى "

قاطعته والدته بسرعة وهى تتحرك مبتعدة عنه وتقول بهدوء " فكر ...وأقسم انك لن تجد مثلها " وربتت على ظهره وخرجت من الغرفة ...فوضع وجهه بين يديه بحيرة ...هل يفعل ما تطلبه والدته وهكذا ...يعطى لخاله ولو قليلا مما فعله معه ومع وليد ...بأن يتزوجها ويحميها من خاله ...الذى بالتأكيد سيطمع بها
جلس فى سيارته والنار تكاد تتاجج به وعيناه تنذر بالشر ...عندما رأى ذلك الشخص يقترب منها وياخذها معه ويذهب ...ضرب مقود السيارة بيديه بقوة وهو يصر على أسنانه من الغضب ...من يكون هذا الشئ هو الآخر ...لكن ما الذى ستفعله يا حازم هل ستتركها هذه المرة مثلما تركتها سابقا ...لا وألف لا لن تكون لغيرى. ...قالها بإصرار فى نفسه
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 23

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 16 < 1 4 5 6 7 8 9 10 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،











الساعة الآن 07:40 AM