تباطات ذراعه ...وسار بها وجميع الأعين عليهما منهم بفرح وسعادة ومنهم بحقد وغيرة ...لقد كانا هذان الاثنان يليقان ببعضهما بطريقة غير مفهومة ...أروى كانت جميلة للغاية هادئة. ...أما سيف فكان يفعل كل شئ كالالة المدربة على العمل وفق ما يريده صاحبها ...لكن هو كان يقوم بفعل كل شى وفق ما يريده جده ...وقفا الاثنان فى منتصف القاعة لكى يقوم العريس بالباس عروسته شبكتهاوخاتم زواجها فهو لم يحضر لها شبكة ولم يقوموا بعمل خطوبة فكان ما بينهم وبين الحاج سليمان مجرد اتفاق ...كان يقف رجل خلف سيف يرتدى بذلة سوداء ويحمل بين يديه علبة مخملية لونها أحمر وما ان فتحت حتى شهق الجميع دون استثناء ...فبمجرد النظر إليها تعلم جيدا انها باهظة الثمن للغاية ...
فكانت عبارة عن طاقم من الألماس عقد وخاتم واسوارة ...أمسك الخاتم وبعد ذلك أمسك يدها ووضع الخاتم به والبسها العقد وكذلك الاسوارة. ...لم تشعر باى شى عندما اللبسها ذلك الطاقم ...لم يرفع عيناه إليها نهائيا ...لم تتجرأ أروى على رفع عيناها إليه أيضا لكن عندما رفعتها ...رأته يحاول تلاشى اى نظرة إليها عيناه وعقله كان بعيد عنها تماما ...كانت عيناه باردة لا تحمل اى تعبير هل هو فرح ام حزن ...اكملا طريقهما حيث مقعديهما (الكوشة)كانت جميلة ومزينة باهتمام شديد ...جلسا الاثنان دون كلمة وهو طوال الوقت لم يحاول التحدث ...أما هى فقد كانت تشعر بالخوف ...الارتباك ...وفوق كل هذا كانت تشعر ببروده نحوها ...وبعد وقت قصير ابتعد عن كرسيه الذى بجوارها وظل يتحرك فى القاعة وكل من فى الحفل يقترب منه ويقوم بتهناته ...قليلا جدا ما كانت تلاحظ ابتسامة صغيرة على وجهه اذا من الممكن ان تعتبر ابتسامة ...ظلت تراقبه بعيناها تحاول أن تظهر السعادة على وجهها على الرغم من انها يجب أن تكون سعيدة فى هذا اليوم ...ولكن لديها احساس فى داخلها يمنعها من الفرح يقول لها أن هذه الليلة لن تكون كما المتوقع وستكون مختلفة ...شعرت بكل الأعين التى تراقبها بغيرة ولكن ولا واحدة منها تشعر بما هى به ...كم تمنت لو تستطيع البكاء ارادت ان تشعر بحتواءه لها ولكنه كان بعيدا بدلا من ان يكون قريبا منها ...
وقف فى حديقة الفندق الذى أقيم فيه الحفل وهو ينظر بتافف فى ساعته ...إلى أن امسك بهاتفه وضغط بعض الأرقام ...فقال بهدوء ...أين انت لماذا تأخرت هكذا فأتاه الصوت بنفس الهدوء يقول ...خمس دقائق وسأكون امامك ...أين انت الآن فرد عليه ...فى حديقة الفندق ...وأغلق الهاتف ...وهو ينظر بين الاتجاهات منتظرا مجى صديقه ...وما هى إلا خمس دقائق حتى وجد سيارته المرسيدس تصطف أمامه ...فتح باب السيارة وخرج بجسده ... وابتسامة كبيرة تزين وجهه ...وما ان راءه الآخر حتى اقترب منه بابتسامة بشوشة. ...وهو يضم صديقه بشوق وحنين ... فقال ماجد ...يا الله يا أسامة سبعة أعوام لم نرك بهم ...لقد اشتقت إليك أيها الفتى فضحك أسامة وقال ...وأنا أيضا اشتقت إليك -فقال ماجد وهو يبتعد عن صديقه ناظرا إليه يتفحص جسده ووجهه باهتمام ...لم تتغير يا أسامة كثيراخلال هذه السنوات ...ولكن ...هل كنت تنوى البقاء هناك دائما ولم تأتى إلا من أجل زفاف سيف فقط فضحك أسامة ضحكة عاليه حتى ظهرت أسنانه البيضاء بين بشرته السمراء وقال ...فى ظل ذكر سيف ...كيف هو حال صديقك بالداخل -سيف ...انه يشتعل وعلى وشك ان يقوم باضرام النيران فى الفندق والعروس فرد أسامة ...لماذا هل هى سيئة لهذه الدرجة -لا ...اروى غاية فى الجمال لو كنت رايتهم وهو يمسك يديها ستقسم ان هذان الاثنان لم يكونا الا لبعضهما ...لكن كما تعلم صديقك عندما يكون غاضبا فهو لا يرى الجيد او السيئ أمامه... -حسنا هيا بنا لكى نقوم بتهدءته قليلا ودلفاالاثنان حيث الحفل ...التقى الصديقان بعد غياب سبعة أعوام ...كان الحفل هادئا...هو كان يتحرك فى المكان بهدوء وظهرت سعادته عندما رأى صديقه بعد طول غياب ...ام هى فلم تتحرك من على كرسيها إلا عندما قامت نور بتحركيها فقامت بعض الفتيات بالرقص فى مكان بعيد عن الرجال ...والتف الجميع حولهم...حضر الحفل عائلة الحسينى بأكملها ...أما من عائلة السيوفى حضر الجميع ما عدا سليم والد سيف والجميع يعلم السبب فقد تناقلت بعض الأقاويل بين المدعوين عن سبب غياب سليم عن حفل زفاف ابنه الوحيد لكن سرعان ما صمتوا. ...أما بثينة فقد حضرت هى وزوجها قبل ان ينتهى الزفاف بقليل ...انتهى الزفاف كما أراد سليمان الحسينى تماما لا تشوبه شائبة فجميع الصحف من الآن ستتحدث عن الزفاف ...لقد كان خائفا للغاية بأن يقوم سيف باى عمل طائش ولكنه حمد الله فحضور أسامة جعله هادئ قليلا
جلست على الاريكة ويديها فى حجرها من التوتر تفكر كيف سيكون رد فعله عند رؤيتها وهل سيكون حقا يوما لا ينسى بالنسبة لها كما هو لكل فتاة ...لكنها لا تعلم لماذا هناك شعور خفى يقول لها لا تفرحى كثيرا ...ياالله مجرد التفكير بهذا يجعلها حزينة وتتمنى البكاء علها تهدأ او تجد السكينة ...عندما ركبا السيارة جلس بجوارها فى المقعد الخلفى لم ترفع عيناها لكنه كان صامت تماما ...دخلت السيارة إلى قصر كبير ...وعندما توقف السائق ترجل هو من السيارة وتوجه مباشرة إلى داخل القصر ...فترجلت بعده وكم احزنها هذا فهو لم يقم حتى بمساعدتها فى النزول لكنها حمدت الله بخروجها من السيارة بهدوء ومن غير تعثر فى ثوب الزفاف ...وكم ابهرها تصميم الحديقة التى تلتف حول القصر وألوان الأضواء التى فى الحديقة والمصابيح التى بمختلف الأشكال ...دلفت إلى باب القصر فقد كان مفتوحا ...اول ما رأته عند دخولها هو السلم الذى يتوسط المكان ومن الجهتين اثنان من الصالونات بألوان مختلفة وكبيرة فجلست على أحد الاراءك. ...منتظرة اى رد فعل او كلمة منه ...سمعت وقع اقدام خفيفة تتحرك على أرضية السيراميك السوداء ...حتى رأت حذائه حيث عيناها المنخفضة نحو الأرض ...ظل ينظر إليها وهى جالسة لم يستطيع روية ملامحها ولا وجهها فقد كان يختبئ تحت الطرحة البيضاء ...ماذا يجب ان يقول فى هكذا موقف حقا ينعل الظروف التى جعلته يقع فى هكذا موقف ...فقال بهدوء وهو يتحرك مبتعدا عنها ... لا اعرف ماذا اقول فى موقف كهذا لكن ...انا وانتى وضعنا فى موقف صعب ...لذلك انا اسف ...قال كلمته الأخيرة وترك المكان ورحل وهى تستمع إلى صوت إغلاق الباب بعنف ...رحل بعد ان كسرها إلى ماءة قطعة ...
وقفت فى الشرفة الكبيرة لشقتها. ...تحاول أن تستنشق بعض الهواء لعله يحاول تهدءتها ...لم تشعر بحاجتها لأم او لصديقة كما احتاجت الآن ...توفيت والدتها منذ ان كانت صغيرة ووالدها توفى منذ عشرة أعوام ...لم يكن لها يوما صديقة ...لكن كان لديها أصدقاء سيف وماجد وأسامة ...واليوم هو زفاف أكثر شخص احتاجته واحبته وشعرت معه بالأمان ...واليوم هو سيخرج من حياتها إلى الأبد ولن تفكر به يوما كحبيب... كم تتمنى ان تجد شخص أمامها لكى تستطيع البكاء بين احضانه لكن لا يوجد دائما هى وحيدة وستبقى طول عمرها وحيدة ...ومن دون ان تشعر سقطت دموعها على خديها حتى تهاوت على الأرض تبكى ألما وحرقة. ...وحيدة كم تكره هذه الكلمة وتخافها أكثر من خوفها من اى شى ...ومن كان يطمانها خرج من حياتها اليوم حتى لوكان ياتى إليها مرات قليلة ولكنه كان يشعرها بأن هناك أحد يهتم لامرها...صمتت عندما سمعت رنين جرس الباب ...فمسحت دموعها بيديها وأغلقت رباط روبها وتوجهت حيث الباب ...تسمرت أمامها عندما لم تجد أحد أمامها وكادت ان تغلق الباب ...ولكنها لمحت قبل أن تهم بغلقه صندوق كبير وباقة من الزهور ...
-لقد قمت بإرسال الصندوق والزهور كما طلبت سيدى ...هذا ما قاله الرجل الواقف أمام اسامة بوقار فرد عليه أسامة الجالس على الأريكة فى شقة صديقه ماجد واضعا قدم فوق الأخرى ...حسنا يمكنك الرحيل الآن ...وإذا احتجتك سأتصل بك...فرحل الرجل كما أمره أسامة ... وقف مبتعدا عن الكرسى وهو يعلم أن اليوم سيكون صعبا عليها ...يعلم أكثر من غيره بأنها تشعر بوحدة قاتلة ...لذلك قرر ان يقوم بارسال ما يؤنس وحدتها اليوم ...منذ أن علم بقرب عودته ...حتى بدء بجعل أحد رجاله يراقبها. ...وعندما عاد بدء بإرسال الزهور اليها ... على أن استعيد ما هو ملكى. ...انا السبب فى جعلك تشعرين بحاجتك إلى سيف وانا من ساجعلك تنسينه تماما يا دينا ...واقسم حينها انا لن اتركك ...فانا من ساعلمك قواعد عشقى ...قالها اسامةباصرار يرتسم على وجهه ... فدخل إليه ماجد وهو يحمل كوبان من الشاى ...وقال كيف تعتقد ستسير الأمور اليوم مع سيف فرد عليه أسامة وهو يأخذ منه الكوب ...كل ما اتمناه ان يمر اليوم من دون ان يفعل صديقك شى اخرق يجعله نقطة سوداء بينهما ...وما كاد يكمل كلامه حتى سمعا صوت رنين الباب. ...فتح ماجد الباب وقد هاله ما رأى العريس يقف أمامه مستندا على حافة الباب بدلا من ان يكون مع عروسه ...فابعده سيف عن طريقه ودخل ... وقال ...ماجد أحضر لى فنجان من القهوة رأسى ستنفجر وقام بالجلوس على الكرسى المقابل لأسامة ...وقف اسامة مشدوها عندما راءه ...وقال وهو يصتك على أسنانه ...ما الذى أتى بك إلى هنا ...ما الذى تفعله هنا ...وقال بغضب ...أحمق حقا انت أكثر شخص أحمق قابلته فى حياتى فقال سيف وهو يدفن وجهه بين يديه ...لم أستطع الاقتراب منها كيف اقترب من فتاة انا حتى لا أعلم شكلها ...كيف لم استطتع فرد عليه أسامة ...كنت تستطيع ان تقوم بتوضيح الأمور بينكما ...تخبرها بشعورك ...بما تفكر به على الأقل وليس بتركها اليوم هكذا فهتف بغضب وهو يبتعد عن مكان جلوسه ...تبا لك يا اسامة لماذا تحدثنى هكذا ...فتابع ...مجرد التفكير بأننى أقوم بما يريده جدى يجعلنى أشعر بأننى ساختنق ...وما جعلنى غاضبا أكثر هو عندما قال لى بكل جرأة ...تسعة أشهر وهو سيكون مستعد باستقبال اول طفلا لى ...انه يحلم لن يحدث ابدا فقال ماجد وهو يضع فنجان القهوة أمامه ...تركك لها اليوم سيجعله نقطة سوداء فى حياتكما. ... فتابع اسامة ...نعم ...حتى وإن اردت أن تصلح الأمور بينكما فى المستقبل فسيكون الأمر صعب ...لقد أغلقت جميع الأبواب بينكما بفعلتك هذه فتابع ماجد وهو يقترب من سيف ...حتى أنك قلت أنك لم ترها وهى كذلك لم ترك ...كان يجب ان تعطى لنفسك فرصة وتراها... وليس اساسى أن يحدث شئ كان من الممكن ان تتحدث معها ...تتعرف عليها تحاول الاقتراب منها فربت اسامة على كتفه وقال...سيف ابقى قليلا لكى تهدأ ...وبعد ذلك اذهب ...اعطى لنفسك فرصة
الصور ...هى كل ما يتبقى لنا من من رحلوا عنا وتركونا ... كم تمنى أن يذهب إلى الزفاف ولكنه لم يتجرأ كيف يذهب ويطالب بحقوقه كاب وهو لم يكن معه يوما ولم يشعره بأنه والده الذى يحتمى به ...رغب برؤيته عريس ...لكن تلك الصور التى إرسالها له مالك على هاتفه جعلته سعيدا وهو يرى ابنه عريس رائع فى ليلة زفافه ... أخرج ألبوم الصور من درج المكتب وهو ينظر إليه بأعين حزينة ...لقد كان يحتوى على صور له هو وفيروزفى ليلة زفافهم ...لقد كانت ترتدى ثوب مشابه لما ارتدته أروى اليوم ...رجع بذاكرته إلى أكثر من ثلاثين عاما عندما تزوجها وبالتحديد فى ليلة زفافهم فى نفس المنزل الذى يعيش به الآن فهو قد قام ببناءه لها خصيصا... فتح لها باب السيارة ونظرت إليه بدلال وقال لها ...تفضلى يا فيروزتى فضحكت ضحكة عذبة وتبعته. ...حتى قام بفتح الباب وقبل ان تدخل وجدت قدمها تحلق فى الهواء وهو يحملها بين ذراعيه ... فهمس لها بحب ...احبك فقالت بدلال وهمس...وأنا أعشقك فابتسم وقال...جريءة ...يا حفيدة الحسينى فاقتربت من أذنه وقالت ...هذا أقل ما عندى سيد سليم فقال باستفهام ورفع أحد حاجبيه ...سيد سليم ...وتابع بصرامة...يجب علينا أن نقوم بإزالة هذه الألقاب اليوم ...وأنا أعرف الطريقة ... عاد إلى الواقع وهو يبتسم لمجرد الذكرى لقد أحبها بل عشقها ...لكن القدر لم يشأ لهم البقاء معا وهو حزن لهذا ...
وقفت أمام المرآة وهى تشاهد إنعكاس صورتها وهى تقوم بخلع ماترتديه من مجوهرات ...حتى رأت وجهه وهو يقترب منها ووضع يديه حول خصرها ويقرب وجهه حتى شعرت بأنفاسه وهو يمرر شفتاه على رقبتها واذنيها...لم يعد يقترب منها إلا من أجل هذا فقط ...أصبحت العلاقة التى تربطها بحسام علاقة جسدية وليست علاقة زوج وزوجة ...شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها ...والنفور كلما أصبح يقترب منها فسحب سحاب فستانها ببط ومرر أصابعه عليه حتى شعرت بأنها ستتقياة من لمساته. ...فادار جسدها إليه ونظر إليها وقال ...لقد كنتى جميلة جدا اليوم بهذا الثوب ...كل عين كانت تنظر إليك كانت تحسدنى عليكى ...لكن هل انا حقا محظوظ حبيبتى وقرب شفتاه منها واخذها فى عناق طويل ...وهو يمرر شفتاه على كل جزء فى جسدها ...أرادت أن تبكى لكن ان فعلت سيقوم بضربها ...ألقاها على السرير بعنف وهو يخلع سترة بذلته ويلقيها بعيدا عنه وانضم إليها ...ابتعد عنها وهو يبدو كالنمر الذى آكل وشبع ودلف إلى الحمام. ...لقد أصبحت بالنسبة له مجرد طعام يقدم له عندما يكون جائعا فقط ...شدت عليها الملاءة وهى تغطى جسدها العارى ...فهذا كل ما يهمه جسدها فقط ...رغم انه أب لطفلة صغيرة لكنه لم يفكر بها او يسأل عنها يوما ...ربما لو كان يحب ميا ويهتم بها ...لكانت غفرت له كل شئ لكنه لا يفعل ...
القى بجسده على السرير يبتسم وهو يفكر فى تلك الساحرة الصغيرة ...التى كلما راءها تلقى عليه بسحرها الذى يجعله عاشقا لها ...عيناها ...اه من عيناها ...لقد كانت تبدو كاميرة ساحرة الجمال وهى ترتدى فستانها الواسع من الشيفون بنفسجى اللون وحجابها الذى زادها جمالا فوق جمالها ...اهم شئ بالنسبة له انه قد انتهى زفاف سيف ...إذا حان الوقت الآن لكى يفكر ويخطط كيف سيوقع تلك الساحرة حتى توافق عليه فهى ليست سهلة ...ويبدو انه سيتعب حتى تقع فى حبه ...
عادت إلى المنزل بجسد متعب ...فقد كان يومها طويلا للغاية ...لا تعلم منى سيعود حازم ويتولى هو كل شئ ...دلفت ايملى إلى الحمام مباشرة أخذت حماما دافئا وخرجت وهى مرتدية منشفة حول جسدها ...وتوجهت حيث الدولاب أخرجت منامة مريحة لونها وردى قصيرة بحملات ...شعرت ببعض الجوع فقررت النزول لتحضير اى شى يسد جوعها فوالديها ليسا هنا فقد ذهبا لحضور موتمر طبى فى فرنسا وسياتيان غدا ...نزلت درجات السلم الرخامية وما اقتربت من آخر سلمة حتى شعرت بأحد يتحرك ببط فى المكان تسمرت مكانها وشعرت بأنها تجمدت وقلبها قد نسى كيف يدق بانتظام ...هل يمكن ان يكون لص حدثت نفسها بذلك بذعر. ...عقلها شل عن التفكير ماذا تفعل ...وعندما شعرت بأنه يقترب من مكانها ومن الممكن ان يراها ...حتى تراجعت وصعدت درجات السلم ببط وهدوء حتى وصلت إلى غرفتها ...ظلت تفكر ماذا تفعل ...وعندما شعرت بالخوف كان هو اول شخص يظهر أمامها ...أمسكت الهاتف وضغطت بعض الأزرار ...وهى تحمد ربها انها لم تقم بحذف رقم هاتفه ذلك اليوم وهو يقوم بتسجيله على هاتفها ...انتظرت أن يجيب إلى ان أتى الصوت أخيرا وهو يقول بصوت فرح ...مرحبا ...فقالت بذعر ...انجدنى كان وليد مستلقى على السرير براحة فاردا جسده ...وما أن سمع كلمتها حتى تحرك مذعورا. ...وقال بهدوء ...ماذا هناك ...هل بكى شى فقالت بتعثر وعيناها تتحرك فى كل مكان ...لص ...هن ...هناك ل...ل..لص وبدون تفكير التقط وليد مفتاح سيارته وأخرج مسدسه من درج الكومود بجوار السرير وقال محاولا تهداتها. ...اهدءى انا اتيا اليكى حالا ...اختفى فى مكان ما وانا لن أغلق الهاتف سأبقى معك اهدءى فقط ...وخرج من منزله وصعد سيارته منطلقا بها باقصى سرعة لديه ...وهو يخترق العديد من الإشارات غير ابه بالغرامات ...ظل معها وهو يستمع لصوت أنفاسها المضطربة فقالت. ...انا...انا استمع لصوت أقدام خارج غرفتى. ...لقد صعد إلى الطابق الثانى ...انا خائفة ذعر من كلامها وقال ...انا اتا. ...لا تخافى اهدءى ...ظل يضرب بيديه على المقود ...هل هو يطمانها وهو يكاد يموت خوفا عليها ...شعر ببعض الراحة عندما وصل أخيرا ...ووقف أمام منزلها...وقال بهدوء ...لقد وصلت ...أخرج مسدسه وامسكه بين يديه وتحرك بحذر ...وجد الشرفة مفتوحة فدخل منها ...وتحرك فى المنزل بحذر إلى ان سمع صوت صراخها جعله يرتعب ومن دون ان يشعر ركض حيث السلم وصعده ...ظل يبحث بعيناه وهو يتحرك فوجد اخد الغرفة مفتوحة ...دخلها ووجد شخص ملثم يحاول خنقها وهى تحرك يديها وقدميها ...وعيناها تتحرك بعشوائية وتكاد تخرج من مقلتيها ...فقام بامساك الرجل من رقبته حتى تركها ...فتحركت هى بسرعة فى زاوية فى الغرفة تبكى ...ظل يضرب الملثم إلى ان سقط أمامه ...فأخرج وليد مسدسه وهو يلهث وما كاد يوجهه إلى رأسه ...حتى سمع صوت شهقاتها تعلو وعيناها خائفة ومذعورة ...فهب واقفا وما كاد يقف ...حتى وجدها تتحرك وترمى بجسدها بين احضانه ...صدم من حركتها تلك ...ولكنه هو الآخر وضع يديه حول خصرها وضمها إليه بشدة ...يريد أن يشعرها بالأمان ...فابعدها عنه ووضع يديه على وجهها وهو يقول ...هل انتى بخير هل فعل لكى شئ ...فاومات برأسها لا ...فارجعها إلى احضانه مرة أخرى وهى لم تمانع ...ظل يربت على شعرها وهو يحمد الله انها سالمة وبخير ...ولم يخرجهم من لحظتهم الرومانسية تلك ...غير صوت سيارة الشرطة التى وصلت ...وبعد ذلك أخذت اللص وذهبت ...وطلب منهم الشرطى المجى غدا لأخذ اقوالهم. ...وقفت صامتة ممسكة بيديه وعندما ابتعد شددت يديها عليه أكثر حتى قال عندما شعر بأنها ماتزال خائفة. ...سانزل وأحضر لك عصيرا لكى تهدءى فقالت بأعين دامعة حتى تحولت عيناها الخضراء إلى بركة حمراء من البكاء ...لا ...وتابعت بتلعثم وصوت مبحوح. ...لا أريد ...لا تتركني أرجوك ...فنظر إلى وجهها المحمر من البكاء وشفتاها المنتفخة والتى أصبحت كحبة فراولة ...فأنزل رأسه إليها حتى طبع قبلة خفيفة على شفتاها ثم نظر إليها مرة اخرى ...رأى تعبير غريب على وجهها لثوان عدة لا يعلم أن كان بسبب المفاجأة ام هو ذهول ام ماذا لم يستطع أن يحدده ...فابتعدت عنه قليلا وقالت بارتباك وتلعثم. ...ش...شكرا لك ...يم...يم...يمكنك الذهاب فظهرت ابتسامة على ثغره وقال ...أين هم والديكى. ... فردت عليه ...أنهم فى باريس لحضور موتمر طبى ... -متى سياتيان -غدا -حسنا إذا ...لن اذهب إلا عندما ياتيان غدا ...فأنا لن اطمأن عليكى هكذا وانتى بمفردك -لكن فنظر إلى منامتها القصيرة باهتمام وهى تظهر بشرتها البيضاء وانوثتها الفجة ...لاحظت نظره الذى يأكل كل جزء بها حتى شعرت انها عارية تماما ...فوضعت تلقائيا يديها حول جسدها وصدرها. ...فضحك على فعلتها تلك وقال ...يمكنك أن تنامى وانا سأبقى هنا... ونزل هو للطابق الاول وقام بإغلاق باب المنزل ...وقام بتحضير عصير من الليمون لتشربه وصعد إليها ...وجدها قد استلقت على السرير وهى تغطى نفسها جيدا وذهبت فى ثبات عميق ...فيبدو أن اليوم كان متعب لها للغاية ...فقام بسحب أحد الكراسى الموجودة بالغرفة ووضعه بالقرب من سريرها وجلس وهو يراقبها باهتمام ...
أتى الصباح وهو ما زال على جلسته ...لم يستطع ان يرف له جفن وهو يراها أمامه نائمة. ...يعلم أن ليلة أمس كانت ليلة سيئة عليها كان من الممكن أن يفقدها...مجرد الشعور بذلك يجعله يشعر بالضيق والاختناق. ...يقسم انه لولا الذعر الذى وجده على وجهها ليلة أمس لكان قتله وقام بتقطيعه اربا ...لكنه كان أكثر خوفا وقلقا عليها ...رغم اصرارها على ذهابه إلا أنه رفض وبشدة تركها إلا عندما ياتى والديها وحينها سيستطيع الذهاب براحة ...راحة اى راحة هذه وهو بعيد عنها ...فمجرد القرب منها يجعل نيران الشوق والتوق تشتعل فى جسده ولن يطفاءها إلا قربها منه رغم انه يشك فى ذلك فهو لن يكتفى منها يوما ...لكن مجرد عناقها له ليلة أمس جعله يشعر بأنه سيمسك السماء بين يديه ...اقترب منها وظل يمرر يديه ببط على بشرتها البيضاء ...مجرد لمسها هكذا يجعله يشعر بتيار كهربى يسرى فى جسده الذى لم يتمنى او يرغب فى امرأة كما رغبها هى ...شعر بحركتها البطيئة فى السرير وهى تتململ فى نومها حتى فتحت عيناها ووجدت وجهه بالقرب من وجهها وعندما رأته ابتسمت حتى ان عيناها الخضراء قد لمعت فابتسم لها هو الآخر ...وجلست على السرير وهى تسحب الملاءة على جسدها -صباح الخير قالها وليد -صباح الخير ...ما رأيك ساحضرفطور هل تريد -نعم ...لا مشكلة -حسنا...وتحركت مبتعدة عن السرير فظهربياض فخذيها فرفعت عيناها إليه بسرعة وسحبت المنامة تحاول ستر نفسها وركضت مسرعة من الخجل والارتباك ...
دقت على الباب دقات خفيفة حتى سمح لها بالدخول ...وقفت أمامه وهى تفكر عن سبب استدعائه لها اليوم ...وظلت تدعو الله ان يمر هذا اليوم بسلام والا يحاول استفزازها فقال وهو ينظر إليها كانت ترتدى فستان قصير بالون الأسود وغير مرتدية نظارتها كعادتها وتاركة شعرها حرا بدون اى عقدة ...أستغرب من شكلها فهو لم يتعود عليها ترتدى هكذا فى الشركة والمرة الوحيدة التى راءها ترتدى هكذا ملابس فى منزله فقال بحدة محاولا إخفاء شعوره ...انسة نور ...اعتقد انكى انهيتى القضية التى كانت معك فردت عليه ...نعم فقال ...حسنا ...هناك قضية أخرى ستتولينها وانا من سأقوم بمساعدتك فى اى شى تريديه -فقالت باستفهام...ماذا فقال ...ما هو الغير مفهوم يا انسة ...امسكى هذا هو ملف القضية ...ادرسيها جيدا ...لأننى غدا سأقوم بمناقشتها معك ...ثم تابع بغرور ...يمكنك الانصراف ...وما همت بالخروج حتى اوقفها وقال وهو ينظر إلى الأوراق التى أمامه ...ارجو يا انسة إلا ترتدى ما ترتدينه هذا مرة اخرى فهذا مكان للعمل فنظرت إليه بغضب وخرجت منزعجة من مكتبه كما العادة وهى تلقبه بجميع الألقاب ...وقح. ...مغرور...متكبر...سمج. ... ما أنا خرجت حتى ابعد الأوراق من أمامه ...وفك ربطة عنقه ...مجرد التفكير بها وهو يراها او حتى يتذكر انها تحب ذلك ال مازن يجعله يشعر بالاختناق ...فقال بتافف ...حقا تلك الفتاة ستجعلنى اجن ... الفصل التالي رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 9
كفا صمتا" فبعض الصمت يقتلني ... والبعض اﻵخر يجول في صدري كالسيف .. تعال وأعزف لحن الحب واسمعني شيئا"من الهوى والترنيم ... يا من هجرت فؤادي وأنا على ذكرى حبك أعيش وأشتاق للحنين ... احتاج للمسة تمر على جبيني وتمسح الدمع من العيون وتسامرني ... وترتب على كتفي وكأنني طفلة لا تتجاوز عمر الزهور وتحمل عبق الربيع ... افتح قلبك لتلك الحسناء التي ملت انتظارك طوال السنين ... وتتمتم بشفاهها لحن الحب والعشق المتيم بالقلب والشرياني ... بالليل أسود كشعرها ونجوم تلمع كماسة فوق الشعر المنثور على الأكتاف ...
إياك ان تكسر امراة فالمرأة مثل المرآة إذا كسرت ستتكسر إلى مائة قطعة وإذا حاولت جمع بقاياها ستكون انت اول من يجرح منها ... بعد ثلاثة ايام من الزفاف ...جلست فى غرفتها فهى قد اصبحت هذه الغرفة لها منذ يوم الزفاف ...رجعت بذاكرتها إلى ذلك اليوم ... ظهر على وجهها الشحوب والصدمة ما ان نطق كلمته الأخيرة وخرج ...آسف ...اى أسف هذا ...تركنى وذهب هكذا من دون كلمة أخرى ...انه لم يرك لا يعرفك حدثت أروى نفسها بذلك ...فصرخت بألم عاصف فى صدرها ...لاااااااااااا هذا ليس مبررا لقد تركنى ...كان يمكنه أن يوضح الأمور بيننا ولكن ليس ان يتركنى...لاااااااااااااااا هتفت بها بصراخ وهى تضع يديها على اذنيها ...وهى تلعن حبها وقلبها الذى جعلها توافق على هذا الزواج الذى كسرها ...جلست على الأريكة بجسدها بأكمله تبكى حتى غفت. ...استيقظت وهى لا تعلم ما هى مدة بقاءها ناءمة تحركت فى المنزل وصعدت السلالم ...تبحث عن غرفة تستيطع ان تغير فيهافيها ملابسها وتقضى بها مدة بقاءها فى هذا المنزل ...فتحت عدد من الغرف لكن ولا واحدة كانت بها ملابسها ...
دخلت غرفةو من دون ان تبحث عن ملابسها كانت الغرفة تبدو كأنها معدة لعروسين. ...ظهرت ابتسامة تهكمية على وجهها وهى تقول بسخرية ...نعم عروسين ...والدليل ان من المفترض من يجب أن يكون زوجها تركها فى ليلة زفافهم ...كانت الغرفة كبيرة مطلية باللون الأبيض واللون البنفسجى الغامق وبها سرير كبير بالون الأبيض وعليها ملاءة باللون الابيض ...ويوجد على جانب الغرفة من ناحية اليمين شرفة كبيرة ويوجد من ناحيتها أريكة كبيرة باللون الكريمى وكرسيان مماثلان له فى اللون ...وفى الناحية الاخرى باب صغير بابه مطلى باللون الأبيض ...ابيض اى ابيض هذا ...كان يوجد أمام السرير بمسافة كبيرة طاولة كبيرة للزينة ... توجهت حيث الباب الموجود داخل الغرفة ...دخلت وجدتها غرفة ملابس كبيرة بها ملابسها التى أرسلتها قبل الزفاف والتى قامت بوضعها بنفسها الحاجة زينب وايضا كانت ملابس سيف تحتل جزء كبير من الغرفة ...فهى تعلم انه بطبعه شخص محب للأناقة ولارتداء الملابس ...يوجد العديد من البذلات السوداء ...وملابس رياضية...وملابس أخرى تحتل ماركات عالمية تعرفها من مجرد النظر إليها ...مررت عيناها فى الغرفة لقد كانت ملابسه يغلب عليها اللون الأبيض فهى تعلم انه محب لهذا اللون ...والعديد من الاحذية ...وفى زاوية توجد إدراج فتحت واحدة فوجدت ...
ساعات تحمل أسماء ماركات عالمية ...واخر به عطوره الخاصة امسكت زجاجة منها ورشت القليل منها على مصمها واستنشقتها بهيام ... انه عطره المفضل لكنه ينقصه شئ ...رائحة جسده الرجولى فعندما سيمتزج مع هذه الرائحة سيخلق عطرا راءعا. ...نهرت نفسها بقوة أما زلتى تفكرين به وهو تركك وحدك فى هكذا يوم تبا لك ولقلبك ...رأت مرآة كبيرة فى الغرفة اقتربت منها ...وهالها ما رأته وجهها شاحب عيناها منتفخة بل تكاد تكون متورمة وحمراء وينزل على طول وجهها خط اسود من كحل عيناها من كثرة البكاء ...ارادت البكاء مرة اخرى تمنت الهرب والخروج من هذا المنزل من هذا المكان انها تختنق ارادت الركض وأن تذهب وترتمى فى أحضان والدتها وتبكى. ...لكن ماذا سيقول الناس ...لماذا تركها فى ليلة زفافها ...نعم لماذا تركها ...عليها أن تكون قوية ...توجهت حيث الحمام الذى يوجد فى غرفة الملابس لم يقل حجمه أيضا كان كبيرا وساحرا رخامه من الأبيض والأسود ...
أبعدت عن جسدها الفستان وتركت جسدها تحت الماء البارد لعله يطفئ غضبها ...ومن دون ان تشعر وجدت نفسها تبكى حتى كادت تسقط مرة اخرى لولا انها ماسكت نفسها ...أنهت حمامها وسحبت روب قطنى وردى وارتدته وخرجت ...سحبت منامة طويلة ومحتشمة ودلفت إلى غرفة النوم ارتدتها. ...ونظرت مرة اخرى للغرفة بحزن ملئ صدرها وقلبها ...يبدو أن من قام بتجهيز الغرفة جهزهاباهتمام شديد حتى تكون مناسبة لهذه الليلة ...لكنه لم يعلم ما سيحدث ...جلست على طرف السرير ومن ثم رفعت قدميها ومددتها وهى مستندة على ظهر السرير وضامة كلتا يديها إلى صدرها ...نظرت إلى الساعة الصغيرة التى توجد على الكومود وجدتها الرابعة صباحا وهو لم ياتى حتى الآن ... فقالت وهى تشتعل عيناها الذهبية غضبا ...اقسم ان اريه ...نعم ساريه من هى اروى ليست اروى من تترك هكذا ...أما جعلتك تأتى إلى تتمنى فقط قربى حينها لن أكون اروى ...فنهرت نفسها بقوة وهى تقول ...هى انتى ...من سيف ...الذى سياتى اليكى بل خافى على نفسك منه فانتى قد وقعتى صريعة فى حبه منذ زمن وفوق هذا يوجد الكثير من النساء الآتى يتمنين قربه فقط ...حسنا سأبقى هنا قليلا وبعد ذلك ساطلب الطلاق ...فأنا لن أبقى مع شخص لم يحبنى يوما ...تعبت من التفكير وغفت فجسدها كان منهكا... عادت بذاكرتها إلى وقت الحالى منذ ليلة الزفاف لم تره وجها لوجه لم يحدثها ...فى ليلة الزفاف عاد فى ساعة مبكرة من الصباح ومن يومها وهو قد بقى فى غرفة بعيدة عن غرفتها ...
جلس خلف كرسى مكتبه فى غرفة المكتب بعد ان وضع سماعة الهاتف بعد حديثه مع جده يخبره فيها ان جدته وجده وعمته سياتون اليوم ...إذا فهو عليه ان يخبر زوجته العتيد بمجى والدتها ...خرج من الغرفة وصعد درجات السلم ثم وقف مترددا أمام غرفتها ...ثم طرق على الباب ...فتحت الباب وتفاجات به يقف أمامه لا تكاد تشعر بقلبها الذى دق بعنف ما ان راءه ...فقال وهو يشيح بنظره عنها ...والدتك ستاتى اليوم فردت بصوت ناعم رغم أنها أردته أن يخرج قويا ...فى اى ساعة من دون ان يشعر وجد عيناه ترتفع لرؤيتها عندما سمع صوتها رقيقا نظر إليها ...ليست سيئة تبدو جميلة حدث سيف نفسه بذلك فقال ...حسنا ...سأتصل بخدمة التوصيل لكى تجلب طعاما ماذا تريدين أن اطلب فردت عليه ...لا داعى يمكننى أن أعد انا الطعام ...قالت كلماتها وأغلقت الباب تسمر مكانه من فعلتها ...كيف تتجرأ على غلق الباب هكذا ...حقا تبا نزل درجات السلم وجلس على أحد الاراءك أمام شاشة التلفزيون الكبيرة يشاهد مباراة للاسكواش ...نزلت درجات السلم وراته جالسا ...فتوجهت حيث المطبخ مباشرة ...من حسن حظها ان المطبخ كان به كل شئ ستحتاجه... وبعد ساعتان كانت هى قد أنهت إعداد الطعام ...وخرجت من المطبخ متوجهة حيث غرفتها ستأخذ حماما باردا يبعد عنها العرق ورائحة الطعام ...دخلت وجدته فى الغرفة واقفا أمام المرآة يغلق ازرار قميصه الأبيض فقالت بخجل وغضب ...ما الذى تفعله هنا فرفع حاجبيه وقال...ماذا فتابع...هل كانت هذه الغرفة باسمك وانا لا أعلم ...انها غرفتى أيضا فقالت بارتباك وهى تخفض عيناها ناظرة إلى الأرض ...نعم أعلم ...لكن كان يجب على الأقل ان تخبرنى انك تغير ملابسك او حتى ترتديها فى مكان مغلق ... فابتسم لخجلها وقال بحدة ...لست بحاجة لكى استأذن منك لكى أدخل غرفتى فقالت بتافف...حسنا هل أنهيت ارتداء ملابسك فرد ببرود ...لا
فجلست على السرير ...وهو وقف أمام المرآة يكمل ارتداء ملابسه فاغلق باقى الازرار وارتد سترة البذلة ووضع ساعته ومن دون ان يشعر وجد نفسه ينظر إليها من خلال المرآة وهى تتململ وهو يبتسم لتصرفها. ...فرش عطره وخرج كانت رائحته تنتشر فى المكان جعلت الفراشات تطير فى معدتها وتشعر بخفقات قلبها ...ارتدت ملابسها ...كانت مرتدية فستان أخضر يصل إلى ما بعد الركبة وجامعة شعرها فى ضفيرة فرنسية ...ووضعت أحمر شفاه خفيف...نزلت درجات السلم ...فراته واقفا وواضعا يديه فى جيبى بنطاله فالتف بجسده ونظر إليها ...فجحظت عيناه من منظرها ...لقد كانت جميلة وجميلة للغاية أيضا ...ياالله هل الملائكة تسير على الأرض ...نظرت إليه بقوة وسارت أمامه بثبات ...وهى تقول فى نفسها ساريك ... أتت والدتها والحاج رشاد والحاجة فيريال ...وايضا الحاج سليمان تحدثوا قليلا ثم تناولوا الطعام وذهبوا لقد كان يراقبها طوال فترة جلوسهم على سفرة الطعام لقد كانت جميلة ومرحة وابتسامتها رائعة فهى عندما تبتسم تظهر غمازتيها فيزيدها جمالا ...وفوق كل هذا راءحتها ...هذه الرائحة يعرفها
كانت تجلس على الأريكة فى منزلها فهى لم تخرج منذ أكثر من ثلاثة ايام ...وهى تنظر إلى الدمية التى أمامها ...دمية ذات شعر اشقر وترتدى ثوب باللون الأصفر ...فقد تمت إرسالها مع باقة الزهور فى ذلك اليوم ...منذ أن وجدتها أمام منزلها وهى تفكر من ممكن ان يكون قد أرسل هذه الدمية من ...
وقف بسيارته تحت المبنى فهو قد قرر ان يراقبها عن قرب حتى يستطيع رؤيتها دائما. ...فالآن هو أصبح كل همه دينا فقط ...ولا أحد غيرها ...كل يوم ياتى إلى هنا منذ ان أرسل هديته إليها ...وهى لم تنزل من شقتها ...حتى عندما كانت تحتاج الى شى كانت ترسل حارس المبنى ...اه يا دينا لو تعلمى كم اشتقت اليكى ...لذلك مثلما تركتك ساعيدك إلى ...نعم ساعيدك ...ولن تكونى لغيرى ابدا قالها أسامة فى نفسه بإصرار وتنهيدة طويلة خرجت من صدره ...
أخذ الغرفة جيءة وذهبا كالاسد الحبيس فى القفص ...وهو يفكر أين يمكن أن تكون قد ذهبت هى والطفلة ...أغلقت الباب بهدوء رأته واقفا ارتعبت من شكله ومن غضبه فقال محاولا تهدئة نفسه ...أين كنتى يا بثينة فقالت بتلعتم. ...لق...لقد كانت ميا مريضة وذهبت بها إلى المشفى فرد ...لماذا لم تخبرينى بأنك ذاهبة ...وفوق كل هذا هاتفك مغلق فردت بقوة ...لقد أخبرتك إننى ذاهبة إلى الطبيب قبل يومان لكن يبدو انك لم تفكر يوما بابنتك فقال بصوت عاصف ...هل تتهميننى بأننى لا أهتم بابنتى. ...صوته العالى جعل الطفلة تنتفض وبدأت فى البكاء ...فهدهدات ابنتها وقالت بهدوء ...هذا ليس وقت الحديث معك ...لكن فقط ما ساقوله لك حاول أن تهتم بابنتك تشعرها بأنك والدها فابعد وجهه عنها وقال ...فى اى مشفى كنتى استغربت من سواله وقالت ...لماذا فشعرت بنظرته الحارقة وقالت مشفى (...) مجرد سماعه انها ذهبت إلى المشفى التى يعمل بها ماهر جعله يشعر بالغيرة تنهش قلبه وعقله ...فهو قد لاحظ نظرات ماهر لها العاشقة التى لا يمكن أن تخفى على اى رجل فقال بغضب عاصف ...أقسم انكى لن تخرجى من هذا المنزل إلا على جثتي ...وإذا خرجتى من هنا سيكون قدمى على قدمك ...هل فهمتى فهزت رأسها بخوف ...بنعم
جلست أمامه بارتباك وهى تضم قدميها من الخوف فهى قد أتت كما طلب منها لمناقشة القضية التى طلب منها ان تتولها...وهو كان يجلس أمامها ينظر باهتمام إلى أوراق الملف ...كانت تشعر بصمت هائل وكالعادة الهالة السوداء التى تحيط به ...فقطع هو ذلك الصمت وقال ...جيد ما فعلتيه. ...لكن هناك شئ ... فنظرت إليه باهتمام منتظرة منه الكلام ...بحسب ما أمامى الآن فانتى قد ذهبتى للطب الشرعى واحضرتى ورق ان الطفلة حقا قد تعرضت للاغتصاب ...ام الطفلة قالت فى محاضر الشرطة انها تشك بشخص بعينه ...والطفلة أصيبت بصدمة ولا تتكلم ...فهز راسه ...إذا لا يوجد دليل نحو الشخص الذى تقصده الام كيف إذا ستتوصلى إلى الفاعل ولا يوجد اى روابط او حتى دليل يقربنا منه ...وأيضا مهمة البحث هذه فهى للشرطة فقالت بحماس فى عينيها واردة ...نعم أعلم أن هذا كله من عمل الشرطة ...لكن يجب علينا نحن أيضا ان نتحرك وبسرعة لكى نتوصل إلى الأدلة لكن إذا بقينا ...الطفلة حقها سيضيع. ...ولن نستطيع الوصول إلى الفاعل ... فقال بعد ان لمس الإصرار فى عيناها ...حسنا ما هى اول خطوة ستقومين بها فقالت وقد ابتعدت عن مكان جلوسها وتمسك بحقيبتها ... اول خطوة هو أن اذهب إلى منزل الطفلة واعرف ما حدث تماما منها فنظر إليها ...وهل تعرفى اى تسكن بالتحديد
فردت بتلقائية ...لا معى العنوان ...لذا ساسال حتى أصل إلى المنزل رفع أحد حاجبيه وقال ...ستسالى ...فنهض من مكانه وقال وهو يلتقط مفاتيحه...تعالى ساوصلك انا فوقفت وعلى وجهها ألف علامة استفهام ...فقال وهو يلتف بجسده إليه ووجه خالى من التعبير ...هيا فسارت خلفه مسلوبة الإرادة وكأنه ترك لديها خيار لكى ترفض ...خرجا من مبنى الشركة واتجهت حيث سيارتها لكى تصعدها... فقال محاولا كتم غضبه ...إلى أين انتى ذاهبة ...فاشارت إلى سيارتها ...فقال وهو يغمض عيناه محاولا تهدئة نفسه ...قلت ساوصلك لذلك اصعدى إلى سيارتى هيا ...قالها بنبرة هادئة لكن غاضبة وقاطعة. ...فتحركت حيث السيارة ...ولكى يتلاشى اى حماقة منها مرة أخرى فتح لها باب السيارة بجوار السائق ...فجلست ...وركب هو أيضا وانطلق بالسيارة ...وقفت السيارة أمام حارة ضيقة فى مكان شعبى فلم تسمح بدخول السيارة فاطرا إلى النزول وترك السيارة ...وتكملت باقى الطريق سيرا حتى يصلا الى منزل الطفلة ...كانت تسير بجواره برهبة وخوف وتلعن نفسها ما الذى جعلها توافق على طلبه بالتوصيل ...وهل ترك لها خيار ...خرجت من شرودها ويديه تمسك بمعصمها تقربها إليه ...نظرت إلى يديه باستغراب ...ولم تنتبه إلا وقد وجدت مجموعة من الأطفال يلعبون الكرة فى الشارع...وهى بسبب حظها العاثر كانت الكرة ستتجه نحو رأسها وكانت ستسقط ...لولا انه ابعدها عن مرمة الكرة فى الوقت المناسب ...وصلا إلى المنزل وصعدت إليه كانت جدرانه وسلالمه متهالكة ...بالكاد استطاعت الصعود والوصول إلى الشقة ... وقف لمدة أكثر من ساعة ونصف ينتظرها أسفل البناية الصغيرة المتهالكة ...فهو لم يستطع تركها تعود بمفردها ...فلم يشعر بالاطمئنان بتركها هنا ...لذلك قرر البقاء ... راءها تخرج واضعة يديها على فمها تحاول كتم شهقاتها العالية وعيناها الرمادية يحيطها الاحمرار ...ارتعب من منظرها هذا هل يمكن ان يكون حدث لها شى تبا ما كان يجب عليه تركها تصعد بمفردها ...اوقفها أمامه وهو يمسك بيديها ويقول بأعين غاضبة هل حدث لكى شئ فوق ...فهزت رأسها بلا وقالت برجاء ...أرجوك ابعدنى عن هنا ...ما نطقت كلمتها شعر بالقليل من الراحة وتوجهاحيث السيارة ...ركباها وانطلقا... كانت تجلس بجواره صامتة وتنظر من شباك السيارة وعيناها حزينة ...شعرت بالغثيان فى معدتها حاولت المقاومة لكنها لم تستطع حتى قالت له بسرعة ...أرجوك ...أوقف السيارة هنا ...أوقف السيارة بجانب الطريق ...وهى ترجلت من السيارة بسرعة ...ومالت بجسدها وأخرجت كل ما كان بمعدتها. ...وهى تبكى ...ترجل هو الآخر من السيارة واقترب منها راءها تتقيا. ...فربت على ظهرها وناولها منديل ما ان انتهت ...فمسحت فمها وناولها آخر فمسحت العرق على وجهها ودموعها ...فقال بهدوء محاولا تهداءتها ...تعالى نمر هذا الطريق يبدو أن هناك مقهى للمشروبات هناك ...فلنذهب ونتناول شى ...فهزت رأسها بلا...لم يجادلها. ...فتابع حسنا ابقى هنا سأذهب لجلب شى نشربه. ...لم يصدر منها اى رد فتركها ومر الطريق ...وعاد وهو يحمل بين يديه كوبان من العصير وزجاجة ماء ...وجدها واقفة ضامة كلتا يديها إلى صدرها ...فقرب كوب العصير ليديها . ...لم تأخذه فوضعه هو بين يديها وقال بأمر ...اشربى ...رشفت القليل وقالت ببكاء وقد رجعت شهقاتها ...لم يرحمها ...لم يرحم طفولتها ...لم أستطع سماع المزيد ...الطفلة كانت صامتة ومريضة لم...لم تبلغ حتى الثامنة هل يوجد بشر هكذا فى هذا العالم ...انه ...انه مسخ ...تبا له يعلم أن الأمر قاسى عليها وليس سهل ...حتى انه تراجع فى لحظة ما وقرر انه سيسحب من يديها هذه القضية ...لولا انه وجد الإصرار فى عينيها اقترب منها وربت على ظهرها ...كم تمنى أن يأخذها بين احضانه لكى يشعرها بالأمان لكنه لم يجرؤ على ذلك ...فما زال ذلك ال مازن حاجز بينهما ... لم يتركها حتى اوصلها إلى منزلها وتأكد من انها أصبحت بخير ...
دخلا إلى الشقة المعتادة التى يذهبان إليها لقضاء أحد سهراتهم المحرمة ...وهو يمرر يديه فى أنحاء جسدها ك ذئب جاءع. ...ويمرر شفتاه على وجهها فابتعدت عنه بدلال وقالت ...متى سنتزوج ...يامازن فقال وهو يقربها إليه مرة أخرى ...قريبا ...قريبا لا تقلقى فابتعدت عنه مرة أخرى وقالت ...لا يجب ان نحدد موعد الزواج والآن ...وأيضا لم تخبر حبيبة القلب بعلاقتك بى. ...صحيح فرد بارتباك ...تعلمين إننى لم أحب نور يوما فاقتربت منه أكثر وهى تلف يديها حول عنقه كالافعى ...أثبت فرد عليها بنفس مقطوع ...وهل يوجد إثبات أكثر من هذا والتقط شفتاها مرة اخرى فى عناق طويل ...فابتعدت عنه وهى تقول ...حسنا ما رأيك فى نهاية هذا الشهر نقيم الزفاف فرد عليها وهو يقربها إليه ...حسنا ...اعدى كل شئ من أجل الزفاف
وقف أمام باب المنزل الكبير وهو يحمل بين يديه باقة من زهور الياسمين الجميلة ...فبعد ذلك اليوم اللعين الذى كاد فيه ان يفقدها لولا مجيئه فى الوقت المناسب مجرد التفكير بهذا جعله يشعر بالاختناق ...هل تحبها حقا يا وليد أما انها مثل اى فتاة قابلتها فى حياتك ستتسلى بعض الوقت وبعد ذلك تتركها ...نعم فأنت لست من النوع الجاد الذى يتزوج وينشأ منزلا وأسرة ...نعم وهى تعلم طبيعتى جيدا ...حدث نفسه بذلك قبل ان تفتح له الباب امراة فى منتصف العمر وتسمح له بالدخول ...فبعد أن علم والدى ايملى بما فعله وموقفه معها اصرا على التعرف عليه وشكره بنفسهما...دلف إلى المنزل فراها أمامه بوجه مبتسم فرح ...وفوق كل هذا غاية فى الاناقة والجمال والإثارة ...نعم لقد كانت فعلا جميلة واقفة تحتضن يديها أمامها ترتدى فستان بلون الخوخ واسع وقصير اقتربت منه ببط. ...فمدت يديها نحوه ورحبت به ...تعرف على والديها وجلس معهم وتناول العشاء معهما وتبادل معهم الكثير من الأحاديث المختلفة ...حتى استأذن منهم وانصرف ...سارت معه حتى خرج من المنزل ...وقفا الاثنان أمام الباب قبل ان يتجه نحو سيارته ... فقالت بابتسامة وارتباك ...اولا شكرا لك على مساعدتك لى ...ثانيا شكرا لك على قبول دعوة والدى ظل ينظر إليها يتفحص كل انش بها بداية من عيناها الخضراء يديها وهى تهتز بارتباك قدميها الطويلة المثيرة وبشرتها البيضاء ...شفتاها الوردية ...اه من شفتاها هل أستطيع تقبيلها مرة اخرى ...اعادته من تاملاته بها وهى تنظر إليه بعينى قطة مستفهمة. ...فعاد إلى رشده وقال ...أولا ...لاداعى للشكر. ...ثانيا انا السعيد بدعوة والديك أنهما راءعان ...ثالثا وهذا المهم انتى اجمل مما اعتقدت...فخفضت رأسها بخجل حتى تمنت الاختفاء ...فنظرت إليه باستفهام. ...فتابع وهو يقترب منها ووضع يديه على خديها وقال وهو يرفع رأسها نحوه ...لما انتى فى غاية الجمال هكذا ...وتابع بتنهيدة ...أكاد لا أشعر بقلبى عندما أكون قريبا منك ...فنظرت إليه كالبلهاة... فضحك بقوة...ماذا بكى ... فقال بجدية وهيام هل يمكننى تقبيلك...وجهها ووجنتيها تحاولتا للون الوردى من الخجل ومن طلبه ...فتوقف منتظرا منها الرد وهو ينظر إليها باهتمام لم يجد إجابة ...فأنزل وجهه نحوها والتقط فمها بشفتيه بقبلة جائعة ومتطلبة استجابت معه ووضعت يديها حول عنقه فقربها هو إليه أكثر لقد كانت تشعر بانقباض معدتها كلما كان يتعمق فى تقبيلها ...فتحت عيناها بصدمة وهو يقبلها وهى تشعر بفداحة ما تفعله ...لا ليس هذا لا ليس وليد نهرت نفسها بقوة ...فابعدته عنها بيديها لكنه رفض الابتعاد والتقط شفتاها مرة اخرى وعندما شعر بيديها التى تبعده عنها بقوة ابتعد ...وهى عندما افلتت منه ركضت إلى منزلها هاربة ...دلفت إلى غرفتها مباشرة تحمد ربها لعدم رؤيت والديها لها...وقفت مستندة خلف باب غرفتها واضعة يديها على قلبها الذى يرفض ان يتحرك بطبيعته وهو يكاد يخرج من مكانه بسبب قبلته الجامحة ...فقالت بغضب واعين ملئ بالدموع ...لا ايملى ليس وليد ...لا ليس وليد من يجب أن يخفق له هذا القلب ...سيخدعك ويتركك... لا تكونى صيدا سهلا له انه يتلاعب بك ...وسيتركك وحينها انتى من ستبكين ...
ظل يضرب المقود بيديه وهو يركب سيارته ويسب ويلعن نفسه من فعلته تلك ...تبا ...تبا ...ماذا ستقول عنك الآن ...ما كان يجب ان تقبلها الآن ...ستعلم أنك تخدعها او أنك لا تريد منها إلا هذا ...ماذا أليس هذه الحقيقة انت فعلا تخدعها وتتلاعب بها ألم تقترب لكى تأخذ كل شى وبعد ذلك ستتركها وتبتعد ...انها مثل اى فتاة قابلتها ...لا انها ليست مثلهن انها مختلفة قلبى ...قلبى يشعر بشئ غريب عندما يكون قريبا منها ...أريد أن اخذها بين احضانى والا ابعدها عنى ابدا ...إذا هل ستتزوجها. ...لا اتزوج من وهل يجب لكى اتقرب منها وتكون بين يدى ان اتزوجها. ...نعم اى فتاة ستتمنى الاستقرار والزواج طالما الطرف الاخر يحبها ...وهى كانت تصدك من البداية لأنها تعلم حقيقتك ...تبا يكاد عقلى ينفجر ...
استيقظت على صوت رنين الهاتف فرات اسم مالك ظاهرا عليه ...فابتعدت عن السرير وأخذت حماما باردا وارتدت ملابسها وضغطت الأزرار حتى أتاها الصوت -أروى ...لماذا لم تردى. ...لقد كنت اتصل بك منذ وقت طويل -لم أستيقظ سوى الآن ماذا هناك -تعلمين إننى اعتبرك مثل أختى ...لذلك أريد التحدث معك -حسنا ...انا استمع
وقف فى غرفته وهو قد قرر الذهاب إلى الشركة فيكفى بقاء فى المنزل ...لكنه يريد ملابس... والملابس فى الغرفة التى توجد بها أروى ...وهى من الممكن أن تكون ناءمة حسنا سيذهب ويويقظها...خرج من غرفته ووقف أمام غرفتها وما كاد يدق بديه على الباب حتى سمع صوت ضحكاتها العالية وهى تقول ...حقا ...تستحق كل ما يفعل بك. ...وتعالت ضحكاتها أكثر وكان من على الهاتف يقول لها النكات ...ومن دون ان يشعر أدار مقبض الباب بقوة وغضب عاصف ...سمعت صوت الباب فادارت ظهرها ونظرت إليه ...فقال بحدة وهو يصتك على اسنانه ... من هذا الذى تتحدثين معه ...؟ الفصل التالي رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 10
-مع من تتحدثين ...هدر بها سيف وعلى وجهه ألف سوال ارتبكت من دخوله المفاجئ وسقطت يديها التى تمسك الهاتف فصمتت قليلا وظلت تراقب عيناه المرتكزة نحوها ...فحاولت تهدئة نفسها وقالت بتحدى. ...لماذا ...وهل يجب على أن اجيبك فالتقى حاجبيه بغضب وقال وهو يصتك على أسنانه ...لقد سألتك مع من تتحدثين ...هل هذا سوال صعب ...ولا تستطيعى الإجابة عليه فضغطت باسنانها على شفتاها السفلى لا تعرف بماذا تجيبه فقالت بتردد وهى تدير جسدها وتعطيه ظهرها ...كيف تدخل هكذا من دون حتى ان تستأذن
فشخر بقوة وقال باستهزاء ...وهل يجب ان استأذن قبل ان ادخل غرفتى التى بمنزلى ...يازوجتى العزيزة فنظرت إليه بقوة وعيناها الذهبية تتحول إلى جمرة من اللهب بسبب طريقته السمجة واستهزاه فضربت بقدميها الأرض بقوة وخرجت فراقب خروجها من الغرفة وهى غاضبة فلم يهتم بغضبها بقدر ما هو مهتم بمعرفة من الذى كانت تتحدث معه ...فخرج من الغرفة ورائها ونزل درجات السلم وشاهدها وهى تجلس على الأريكة وبيديها مجلة تتصفحها باهتمام وواضعة قدم على الأخرى وهى تحركها ...ظل يراقب حركات يديها وقدميها وحتى تعابير وجهها وهى تقرأ المجلة التى بين يديها باهتمام حتى ضغطها على شفتاها ...فنهر نفسه بقوة وقال وهو يضع يديه فى جيبه ...حضرى لى طعاما لاتناوله قبل ذهابى لم ترد على كلامه وظلت تراقب صفحات المجلة وكأنه غير موجود ...غضب من تجاهلها له ...فاقترب منها وسحب المجلة من بين يديها على غفلة ورماها على الأرض ... ونزل بجسده ووضع يديه على ظهر الأريكة حولها حتى حاصرها بيديه فقال بغرور ...عندما أتحدث معك تنظرى إلى ...فابعدت وجهها عنه وادارته إلى الجهة الأخرى ...فامسك بذقنها واعاده حيث كان وثبته حتى تنظر إليه فتأمل عيناها الذهبية التى تلمع بغضب وحركات شفتيها الغاضبة جعلت ابتسامة خفيفة تظهر على ثغره وقال ...عندما أتحدث اليكى تنظرى إلى شعرت بأنفاسه على وجهها مجرد النظر إليه تجعل قلبها يزداد ضرباته فقالت بألم فى نفسها أرجوك ابتعد مجرد قربك منى يجعلنى أشعر بألم رهيب بقلبى فقالت بارتباك ...حسنا ...حسنا ابتعد ...لكى اذهب حقا لم يكن يريدها ان تخرجه من تاملاته بها ... فقال وهل انا امسك بكى اذهبى فرفعت أحد حاجبيها وأشارت باصبعها حيث يديه التى تحاصر جسدها فظهرت ابتسامة على وجهه وأبعد يديه عنها ...ما ان ابتعد حتى وجدها تركض وفى لمح البصر اختفت من أمامه فضحك بقوة من تصرفها صعد درجات السلم ودلف إلى الغرفة التى من المفترض أن تكون لكليهما ...توجه حيث الحمام وفى رأسه ألف سوال أخذ حماما سريعا وارتد ملابسه
دلفت إلى الغرفة وهى تحمل بين يديها صينة الطعام ...وراته جالسا على كرسى الموجود فى غرفة النوم وامامه طاولة صغيرة ...وضعت الصنية. ...فنظر إلى الأطباق وقال ...الا يوجد عصير فردت ...ماذا فقال مشيرا بيديه إلى كوب ...عصير كوب من العصير ...ومن دون ان ترد عليه تابع. ...كوب عصير وياليت لو كان عصير تفاح وبسرعة رجاء قالها وهو قد بدأ بتتاول طعامه بنهم تعجبت من طريقته فذهبت واحضرت له كوب العصير ووضعته أمامه وقالت وهى ضاما كلتا يديها إلى صدرها ...هل تريد شيئا اخر فرد عليها والطعام فى فمه ...لا اجلسى هنا حتى ان احتجت لشى فجلست على طرف السرير تتافف وهى تراقبه حتى انتهى
جلس على كرسى مكتبه الوثير مستندا برأسه على ظهر الكرسى شاردا فقال فى نفسه ...هذه الرائحة انا اعرفها ...فهى ليست غريبة على...لكنها أخت ماهر ...ربما قد رأيتها معه ...لا انا لم أرها معه يوما ... ...لكن أقسم إننى قد شممت رائحتها تلك لكنى لا أتذكر أين دخل عليه ماجد وظل ينظر إلى صديقه الذى يبدو حتى انه لم يشعر بدخوله ولا حتى بدقاته المتتالية على باب المكتب فقال ماجد بصوت عالى ...سيف ...سيف فنظر سيف إليه وقال له بغضب ...ماذا يا ماجد فرد عليه ماجد وهو يجلس على كرسى أمام المكتب ...انا الذى بى. ...ام أنت ...ماذا هناك كنت شارد ...بماذا كنت تفكر ...حتى أنك عندما أتيت لم تقم باستدعاءى. ... فهم سيف مبتعدا عن كرسيه وقال وهو يتناول مفتاح السيارة ...لا رغبة لدى بالعمل اليوم ...سأذهب إلى النادى اتصل باسامة وأخبره انى أنتظره ...وفتح الباب وقبل ان يخرج قال ...وتعالى معه نظر ماجد الى حال صديقه بتعجب فهو لا يهمل عمله إلا إذا كان يشغل تفكيره شيء
وقف الاثنان بجوار بعضهما وهما يراقبان صديقهما خلف الجدار الزجاجى وهو يلعب الاسكواش ويضرب بالكرة بالمضرب بقوة حتى كادت ان تكسر لولا متانتها وصناعتها الجيدة القادرة على تحمل هذه الضربات ...وهو مرتدى تى شيرت ابيض و بنطال قصير من القماش لونه ابيض وحذاء ابيض ... فقال أسامة وهو يقوم ببلع ريقه ويعاتب ماجد ...لماذا يا ماجد اتصلت بى واخبرتنى ان أتى طالما سيف غاضب هكذا ... فقال ماجد وهو يراقب حركات سيف فى ضرب الكرة ...وما شانى انا هو من اخبرنى ان اتصل بك ... فقال أسامة ...حسنا اذهب والعب معه وأنا ساشاهد فقال ماجد بصوت عالى غاضب ...ماذا ألعب معه ...هل تريده ان يكسر عنقى الا ترى غضبه الواضح فرد أسامة ...هل يمكن ان تكون العروس هى السبب فى غضبه هذا فرد عليه الآخر...لا أعلم فاتاهم صوت من خلفهم ...لماذا تقفان هكذا ...وماذا به هذا الآخر مشيرا إلى سيف انتفض الاثنان من الصوت الذى اتى خلفهما وتنفسا الصعداء بسرعة عندما شاهدوا ماهر فقال ماجد ...جيد أنك أتيت اذهب والعب مع ابنك خالك وزوج أختك ونحن سنشاهد -لما هو غاضب إلى هذه الدرجة ...منذ متى وهو هكذا قالها ماهر ناظرا إلى سيف -لا أعلم أتى إلى الشركة اليوم ...جلس قليلا وبعد ذلك قال لى بأنه سيذهب إلى النادى ...وهو دخل الى الغرفة منذ أكثر من ساعة ونصف قالها ماجد -حسنا ...سادخل إليه قالها ماهر وهو يتجه إلى غرفة العب دخل ماهر إلى حيث سيف -ما الذى تفعله هنا ألم يكن يجب ان تكون مع أختى الآن ...فقال بابتسامة ...هل أروى جعلتك تكره اليوم الذى ولدت به فنظر إليه سيف بنفور وتوقف عن لعبه ...لا ليست أختك السبب ...فقط انا أفكر فى شئ ما مع ان من يشغل تفكيره الآن هى أروى فقط ... -حسنا مارايك سالعب معك اليوم ...ما رأيك بمبارة قالها ماهر وهو يرفع مضربه نحو سيف بتحدى رغم أن سيف لم يكن قريبا من ماهر ولكنه تعرف عليه فى المرحلة الثانوية واصبحاصديقان وقليلا جدا ماكانا يتقابلان ولكن منذ ان سافر لاكمال دراسته وهو لم يعد يقابله وعندما عاد اصبحا يتصادفان فى هذا النادى
اول علامات الحب ان يشعر الرجل بالألم ...كأن المرأة التى أحبها كسرت له ضلع وقف مبتسما وضاما كلتا يديه إلى صدره ...وهو يتاملها وهى تصلى حتى أنهت صلاتها وامسكت سباحتها ذات الحبات البنية بين يديها البيضاء الذى لم يستطع الزمن ان يوثرعليها ظلت تسبح وهى تنظر إليه بعيناها الخضراء التى ورثها منها هى دون غيرها وتبتسم حتى انتهت تماما ...فاشارت بيديها فى مكان بجوارها وقالت بابتسامة امراة ذكية تعرف ان وراء وقوفه هكذا سبب ...تعال اجلس بجوارى فهرع إليها وجلس بجوارها ...وكعادته وضع رأسه على فخذها وهى تتخل خصلات شعره البنية وتربت عليه فقالت بصوت ناعم ...ماذا بك ...ما الذى يشغل تفكيرك ...أراك شاردا منذ فترة حتى أنك لم تعد تأتى إلى كل صباح كعادتك يا مالك فضحك وقال بصوت هادئ متامل...تعلمين انى احبك ...ولا يشغلنى عنكى اى شى فى هذا العالم فنظرت اليه مستفهمة ...فتابع بابتسامة فاترة ومن دون ان يشرح اى شى فهو يحتاج الآن ان تستمع جدته إليه فقط ... لم اعتقد أن قلبى سيخفق بسرعة هكذا لامراة ما ...فتابع بتنهيدة طويلة جعلت جدته تضم بين حاجبيها بشدة ...لكن عندما رأيتها شعرت أن ضلع من اضلوعى قد كسر ...قلبى خفق ...عيناها كانت كالبحر الهائج. ...شعرت ...شعرت إننى أقف بين أمواج عالية لا أستطيع ركوبها. ...وستكون نهايتى ان أغرق بين مياهها ...ولا أجد من ينجدنى ولا أستطيع الخروج منها ابدا ... فابتسمت ابتسامتها الرائعة وقد أيقنت أن حفيدها أصبح شخصا عاشقا فهو لم ياتى يوما إليها ليخبرها عن حبه لفتاة ما رغم سنه الذى قارب على متصف الثلاثين الذى لم يخفق قلبه يوما لفتاة ... لماذا تعتقد بأنك قد تغرق بين هذه الأمواج فقال بألم ناظرا إلى الفراغ الذى أمامه ...خائف من ان ترفضنى... والا تقبل بقربى منها ...تبعدنى. ... فردت عليه وهى تمسح على جبينه ... وهل حاولت التقرب فرد عليها بحزن ...نعم فعلت ...فعلت كثيرا لكنها كانت تتفادانى دائما فقالت بابتسامتها المعتادة ...حسنا ما رأيك ان تصفها لى فقال شاردا وهو يصفها ويتخيلها أمامه فهو قد أصبح يعرف كل تفصيلة بها حتى حركاتها ...انها بيضاء ...ليست بالطويلة او القصيرة ...ملامحها رقيقة وهادئة وفى نفس الوقت تحمل ملامح قطة شرسة لكل من يقترب منها ...انها مختلفة... ورائعة فردت عليه جدته بحنو ...ما رأيك ان نذهب ونقوم بخطبتها فهم مالك مبتعدا عن أقدام جدته وقال مبتسما ...حقا فقالت بابتسامة ...نعم...اظن أن اسمها ريم صحيح ام اننى مخطاة. ...عيناها زرقاء أليس كذلك فنظر بتعجب وعيناه أصبحت جاحظتان ولم يستطع أن ينطق بشئ ضحكت الجدة بشدة على شكل حفيدها وقالت ...ماذا هل أنت متعجب لاننى اعرف كل شئ ...لقد أخبرتني أروى قبل زفافها ...لذلك انا فى حفل الزفاف استغليت الأمر وتحدثت مع جدتها ...وعلمت انها تبحث عن شخص جيد لحفيدتها ...فاخبرتها ان عندى لها عريسا رائع. ...كما ان جدك قد تحدث مع سليمان بأننا نريد أن نذهب إليهم للتعارف ربما يعجب الاثنان ببعضهما ...والحاج سليمان واقف ...حتى انه اتصل بجدك اليوم ...وقام بتحديد الموعد لكى نذهب إليهم لقد كان كل ما قالته جدته كالقنبلة بالنسبة إلى مالك ...فظل يستمع إلى جدته وهو لا يصدق ما تقوله هل قامت بفعل كل شئ وهو حتى لا يعلم ...وعندما أخبرته أروى اليوم ان ريم سيذهب شخص لخطبتها بعد عدة ايام إذا فهى كانت تتلاعب به ...حتى انها عندما كان يتحدث كانت تضحك بشدة وهى تخبره ...حقا تلك الفتاة ليست سهلة فقال بسرور ...متى سنذهب إليهم ...ما رأيك ان نذهب الآن فضحكت الجدة ...لا ...سنذهب بعد يومان كما أتفق جدك فاقترب مالك من جدته وقبل يديها وراسها وهو يحتضنها بقوة ...يشكر الله ان لديه جدة رائعة مثلها
عاد إلى المنزل بجسد متعب ومنهك تكاد عظامه تكسر ...بعد استمراره للاعب لأكثر من خمس ساعات بدون توقف ...لولا أن الوقت قد تاخر وهو هناك لما كان سياتى ...أفكار كثيرة وأسئلة أكثر تدور فى رأسه منذ ان سمع محادثتها على الهاتف حتى ولو لم يحدث اى شى بينهما كزوجين فهذا لا يعنى ان تتحدث مع اى شخص بهذه الطريقة ...وتضحك معه...عليها ان تحترمه كزوجة ...وفوق كل هذا رغم انه لم يرها غير مرة واحدةإلا أنه يشعر بأنه رآها قبلا ...رأسه تولمه من مجرد التفكير بكل هذا ...تبا ... القى بجسده أملا فى ان يغط فى نوم عميق ...إلا أن النوم أبى ان يجفله...تحرك مبتعدا من على السرير وتوجه إلى الحمام مباشرة ...أخذ حماما باردا ...وغفى بعد ان شعر جسده بخدر فظيع استيقظ فى الساعات الأولى من الصباح وارتدى ملابسه وخرج من المنزل بهدوء استيقظت على صوت السيارة وهى تخرج من المنزل استغربت من سبب مجيئه ليلة أمس فى وقت متأخر هكذا ...وايضا ذهابه فى وقت مبكر للغاية ...اعتقدت انها ربما تستطيع ان تقربه منها وأن يشعر على الأقل بحبها ...فربما يبادلها هذا الحب ...هل يمكن ان يكون يحب فتاة أخرى ...جلست بسرعة على السرير بوجه مكفهر و خائف تحاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسها ...لا لا يمكن ...لو كان يحب فتاة أخرى لما وافق على زواجه بها ...فقالت بوجه عابس ...هل يمكن ان يكون قد اجبر على الزواج ...نفضت تلك الأفكار عن رأسها بسرعة ...فمجرد التفكير بأنه حتى لن يفكر بها يوما يجعلها تشعر بالخوف والارتعاب
وضعت يديها تتحس جبين الطفلة بأعين مرتعبة و خائفة ويديها ترتعش من حرارة الطفلة التى تزداد ...ماذا يجب ان تفعل ...فمنذ ان تشاجر معها حسام ذلك اليوم وهو يمنعها من الخروج حتى انه قبل خروجه أغلق باب المنزل وابقى معه المفتاح ...ظلت تفكر من الذى يجب ان تستنجد به . ...فظهرت أروى أمامها ...أمسكت بثينة الهاتف بأيد مرتعشة وضغطت على بعض الأزرار وقبل ان تنطق أروى بشى. ... -انجدينى. ...انجدينى يا اروى قالتها بثينة وهى تضع يديها على فمها محاولة كتم بكاءها -ماذا بك ...هل حدث شى قالتها أروى بخوف -نعم ...ميا مريضة حرارتها مرتفعة للغاية ولا أعرف ماذا أفعل اعطيتها دواء خافض للحرارة ولكنها كما هى ...لا أعرف ماذا أفعل ...انا خائفة قالتها وهى تبكى وتشهق بقوة -فقالت أروى محاولة تهدءتها ...حسنا اهدءى. ...خذيها واذهبى إلى الطبيب -فقالت ببكاء هستيرى ...لا أستطيع حسام قام بإغلاق الباب وخرج -حسنا ...سأتصل بطبيبة أعرفها واجعلها تتصل بكى واخبريها كل شى تلاحظيه...لا تخافى -حسنا وبعد دقائق رن هاتفها وهى ممسكة به فردت عليه -مرحبا انا الطبيبة اخبرينى بكل شى تلاحظينه وايضا عمر الطفلة بدأت بثينة تخبرها بكل شى ...حتى قامت ريم بتهداءتها ...وقالت لها أن ارتفاع الحرارة شى طبيعى لأى طفل بعمرها فقط عليها أن تقوم بعمل كمادات مياه باردة وتطعمها بانتظام وستكون بخير شكرتها بثينة وأغلقت الهاتف معها
أغلقت الهاتف ووضعته فى جيب سترتها الطبية البيضاء وهى متاففة...فأتى إليها ماهر يحمل كوبين من القهوة وناولها إياه -ماذا بك قالها ماهر وهو يرتشف من كوب القهوة التى بين يديه -لا شئ ...قالتها ريم بوجه مكفهر -فقال ماهر بتأكيد ...لا هذا الوجه لا يبدو عليه انه لا يوجد شئ -فنظرت إليه بتالم. ...جدتى ...مصرة على أن أقابل العريس الذى سياتى غدا -فأصدر ماهر ضحكة تكاد تكون عالية ...فنظرت إليه بغضب ...فسعل وتوقف عن الضحك وهو يتاسف ...آسف حقا ماذا أفعل جدتك هذه لم أجد مثلها ...انها لا تكف عن البحث لكى عن عريس ...حقا انها رائعة ...تتضع أمال كثيرة عليكى فقالت بغضب وهى تتحرك مبتعدة عنه ...حقا انا المخطاء لماذا أتحدث معك ...واخبرك بكل شى ...انا من وضعتك بمكانة أخ بالنسبة لى حقا لقد أخطأت فامسك بيدها بسرعة مانعا إياها من الذهاب بعيدا ...حسنا اهدءى ...من هذا الذى كنتى تتحدثين معه هل هى جدتك فقالت بتلقائية ...لا ليست جدتى انها بثينة أخت سيف اتصلت أختك بى وطلبت منى ان اتصل بها ...لأن طفلتها كانت مريضة ...فاخبرتها ماذا تفعل. ... -ماذا ...ماذا بها الطفلة هل حالتها سيئة قالها ماهر ما ان سمع ما قالته ريم -لا لا تقلق ...ستصبح بخير جميع الأطفال فى مثل عمرها يحدث لهم ذلك ويمرضون. ...انا ذاهبة الان قالتها وذهبت وهى لم تنتبه الى تعابير ماهر التى تغيرت إلى العبوس وضع يديه على رأسه بألم ...انها بعيدة عنه وتحتاجه لكنه لا يستطيع ان يفعل شئ
سمع دقات خفيفة على باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ...وقفت أمامه بدهاء وتكبر وهى تتامله وهو جالس على كرسى خلف المكتب بكل عنجهية وغرور ...فبادلها نظرتها بنظرة أخرى تحمل مزيدا من القرف والازدراء فقالت وهى تقرب منه بطاقة ما...هذه بطاقة دعوة حفل زفافى. ...ارجو أن تحضر ظلت ممسكة بها بين يديها إلا أنه لم يأخذها منها ...فوضعتها أمامه على المكتب باحراج بعد ان جعلها كالجماد أمامه او كالهواء وكأنه لا يراها ...وخرجت محاولة ان تتماسك بعد ان تعرضت لنظراته التى تحمل الازدراء ما ان خرج حتى قام بفتح بطاقة الدعوة ...ومكتوب بها اسمى العروسين ...واسمه يتوسط بطاقة الدعوة ألقاها بغضب على مكتبه ...وهو يلعن ويسب ...ويتسال هل يمكن ان تكون قد عرفت بأنه سيتزوج. ...هل يمكن ان تكون قد انهارت ومن دون ان يشعر تحرك مبتعدا عن كرسى المكتب لكى يبحث عنها
كانت متجهة نحو مكتب المدير ذلك ال ...حتى اوقفتها هايدى وناولتها بطاقة الدعوة وهى تقول بابتسامة تكاد تصل إلى اذنيها وبصوت كالافعى. ...هذه بطاقة دعوة حفل زفافى ...اياكى ان تتاخرى يا نور ...سانزعح حقا أن لم تأتى ...سانتظرك -فقالت نور بفرح ...بالطبع ساتى ...لكن من هو العريس وقبل ان تنطق هايدى بحرف ...أتى صوت من خلفهم ...انسة نور اظن إننى أنتظرك فى المكتب لمناقشة القضية ...فتابع وهو ينظر إلى هايدى وهو مازال يحمل نفس النظرة لها ...انسة اعتقد أن هذا المكان مكان للعمل وليس للثرثرة ...وتوزيع بطاقات الدعوة ...فنظر إلى نور ...وارجو إلا تتاخرى فى مواعيدك مرة أخرى لدينا عمل يا انسة تفضلى ذهب وتحركت نور خلفه مباشرة بوجه عابس ...حمد ربه على حضوره فى الوقت المناسب والا كانت ستعلم بكل شى ...وحينها لم يكن يعلم كيف سيكون رد فعلها ...لقد كان خاءفا للغاية عليها من الصدمة خائف من الا تتحمل الخبر وتنهار ... جلسا فى المكتب يتناقشان فى أمر القضية ...وهو ينظر إليها بقلب منفطر واعين حزينة ...وكلما كانت ترفع رأسها اليه وقبل ان تتلاقى نظراتهم يبعد عيناه بسرعة عنها حتى لا تشعر به ... أنهت عملها واتجهت إلى منزل ريم مباشرة ...من أجل مساعدتها فالخاطب سياتى اليوم ...
خرجت من مبنى الشركة وهى تنظر حولها بتمعن ...باحثة عنه ...فمنذ اليوم الذى قابل فيه والديها ...لم تره ابدا ...فى الأيام السابقة كان كظلها فى كل مكان تذهب إليه لا يتركها ...قبلها واختفى بعد أن أشعل الشوق بها نعم هى تشتاقه وتشتاق لرؤيته ...مجرد التفكير فى قبلته الملتهبة تلك تجعل وجنتيها تحمران خجلا ...لم تسمح لأحد يوما من الاقتراب منها فهى قد وضعت العديد من الحواجز لكى لا يتعدها أحد ...لكن هو تخطى تلك الحواجز وجعلها تفكر به ...هل أحبته ...لكن أين هو هل يمكن ان يكون قد حدث له شيئا...اه يا وليد لماذا اقتربت منى ...والآن ابتعدت ...قالتها ايملى بحزن وألم يخترق صدرها
نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة برضا وقبول ...وهى ترتدى فستان طويل باللون الازرق وعليه ورود باللون الوردى الفاتح وجمعت شعرها الاسود كعادتها فى ضفيرة فرنسية ...وخرجت من الغرفة ونزلت درجات السلم ...حتى رأته أمامها واقفا أسفل السلم نظرت إليه بشوق فهى لم تره منذ يومان فهو كان ياتى متأخرا ويذهب مبكرا كأنه يخبرها انها ليس مرغوب بها فى هذا المكان ...فنزلت درجات السلم متجاهلة نظراته إليها ...حتى سمعت صوته القوى ...إلى أين انتى ذاهبة التفت بجسدها نحوه وقالت بجمود. ...لماذا هل يهمك فهتف بغضب وهو يقترب منها وأمسك بيديها بقوة ...عندما أسألك عليكى ان تجيبي ...لا ان تردى بسوال ارتعبت من نظرته و شعرت بالألم من قبضة يديه التى حول معصمها حتى قالت وهى تبلع ريقها بخوف ...ذاهبة إلى ريم ...إلى منزل الحاجة زينب جدك اتصل بى وطلب منى الحضور خفف قبضة يديه على معصمها وقال بهدوء ...لماذا فقالت والدموع تتلألأ فى عيناها ...لا أعلم تستطيع سواله ...هل يمكننى ان اذهب الآن لا تعلم لماذا كذبت ...مع انها تعلم كل شئ ...إلا انها كذبت عليه ...فى انها لا تعلم فرد بعد أن ترك معصمها ...لا سأذهب معك ...ربما جدى يريدنى أيضا قالها مبررا وهو يبتعد ويصعد السلم ...وقال ...ساغير ملابسى انتظرى فقط عشر دقائق
ركبت بجواره فى السيارة وهى ترتجف وتشعر بالاضطراب فى معدتها فهذه اول مرة تركب معه فى سيارته وكانت رائحته الرجولية الممزوجة بعطره تملى السيارة ...لم يتحدث بشئ طوال الطريق ...حتى توقف أمام المنزل وترجلا الاثنان من السيارة
دلفت أروى إلى غرفة ريم مباشرة وبهتت ملامحها وجحظتا عيناها حتى انها وضعت يديها على شفتها من الصدمة ...ونور جالسة على السرير واضعة يديها على خدها بقلة حيلة فقالت أروى بصدمة وعتاب ...ما هذا الذى ترتديه يا ريم فقالت ريم بعدم فهم كاذب ...ما به ما ارتديه. ...هل هو سيئ فالتف الجميع حيث الحاجة زينب التى شهقت بقوة حتى انها ضربت بيديها على صدرها ...ما هذا الذى ترتديه يا حظى الأسود ... فقالت ريم وهى تقوم بتثبيت لفة طرحتها جيدا ...لما تفاجئ الجميع بما ارتديه ...ماذا به انه محتشم وواسع فقالت أروى بهدوء ...ونحن لم نعترض على اتساعه. ...ارتدى اى شى غير الأسود يا ريم وليس بتلك الطريقة ...وانتى ستقابلين شخصا اول مرة ...عليكى ان ترتدى شئ جيد ولونه حتى مفرح فقالت ريم بعصبية زائدة ...من لن يتقبلنى باى شكل من الأشكال ...إذا فأنا لا أريده فردت جدتها محاولة تهدئة نفسها ومسايرة حفيدتها ذات الرأس اليابس ...حبيبتى يجب ان ترتدى شى جميل وليس اسود يا ريم ...وقالت بنبرة تحذيرية وغضب لذلك ارتدى اى شى مما ترتدينه ...انا لم اطلب منك ان ترتدى شيئا خاصا ...لكن ارتدى على الاقل شى مما يوجد فى دولابك وليست ملابسى ... فقالت ريم بتحدى وهى تضع يديها على خصرها...حاجة زينب هكذا ساقابل العريس وبملابسك ...وإذا رفضتى اعلمى اننى لن أخرج من هنا ولن أقابل السيد المبجل الذى سياتى خلال دقائق ولا عائلته ...
جلس سيف مع جده بدون بنت شفه...حتى أن جده كان مستغربا من حضوره المفاجئ ...كان يعلم أن أروى ستاتى لكن لم يتوقع أن ياتى سيف معها ...لكنه شعر بالسعادوة لمجيءه مع أروى... ربما يستطيع مع الوقت التقرب من الفتاة والشعور بحبها له ...فهو يعلم جيدا بما حدث ليلة الزفاف وخروجه من المنزل انزعج من هذا ...لكنه يتمنى حقا أن يحدث شى بينهما خلال فترة بقاءهما مع بعضهما ... وفى خلال دقائق حضر مالك ومعه والديه وجديه...قابل الحاج سليمان الجميع بحبور...فرح الجميع برؤية سيف حتى ان جده الحاج رشاد ضمه إليه بشدة عندما راءه وسعدوا جميعابحضوره وهو قابلهم بابتسامة ...تفاجئ سيف بل صدم عندما علم ان مالك هو من سيقوم بخطبة ريم ...لكن كيف تعرف عليها سأل سيف نفسه ...وبعدها بلحظات دخلت الحاجة زينب ورحبت بهم ...دخلن الفتيات الثلاثة حيث يجلس الجميع ...وشهق الجميع حتى أنهم بهتت ملامحهم عندما شاهدوا العروس ترتدى عباءة سوداء واسعة تبدو انها لجدتهاوالطرحة من نفس اللون ووجهها رغم جماله إلا أنه مكفهر وغاضب ...حاول الجميع تمالك نفسه وعدم إظهار اى شى لكن والدة العريس كوثر قالت بامتعاض وتريقة ظاهرة ...اسود ...تقابلنا بالأسود ...أن كانت لا تريدنا ان ناتى وترفضنا كانت تستطيعى يا حاجة زينب أخبارنا فنظرت ريم إليها بقوة واستهزاء ...فيبدو أن حماتها العتيد لم تعجب بالعروس ...فيبدو ذلك ال مالك ابن والدته هو الآخر فنظر مالك برجاء لجدته ووالده لكى يستطيعا تدارك الأمر فقالت الجدة بابتسامة ...ريم جميلة مهما ارتدت ستكون فى غاية الجمال ...ويبدو انها تختبرنا لكى تعرف إذا كنا اتينا من أجل أخلاقها ام ان أجل جمالها ...ولكننا لا نهتم لأى شئ ترتديه أهم شى هى الأخلاق ...فاوم الجميع على كلامها مبتسما فتنفس مالك الصعداء ...فهو لا يريد لوالدته ان تظهر اعتراضها على هذا الزواج ...فهى كانت تريده ان يتزوج من ابنة أختها ...لكن عندما أخبرتها جدته انها قد وجدت له عروس وأنها موافقة عليها لم تستطع والدته من قول اى شى او حتى الاعتراض ... حاولت أروى ونور كتم ضحكاتهم بسبب نظرات ريم ووالدة مالك لبعضهما لو كانت النظرات تقتل لسقتطا الاثنتان...ظلوا يتحدثون جميعا قليلا عن بعض الأمور الهامة فى العمل والسياسة وكان سيف يرد باقتضاب على محادثتهم وعيناه لم ترفع من على أروى الجالسة وهو يراها تبتسم وتلك الغمازتان تزيدانها جمالا ... فقالت الحاجة زينب بابتسامة ...ما رأيكم ان نترك العروسان يتحدثان مع بعضهما قليلا فرح الجميع بذلك وتحركت نور وأخذت ريم وذهبت وبعد ذلك أشارت أروى إلى مالك ان يتبعها ...وسارخلفها. ...رفع سيف أحد حاجبيه من تصرفها هذا حتى انها ابتسمت وغمزت له أيضا ...كان يرغب بتتبعهما لكنه تمالك نفسه ...دخلا الاثنان ورأت ريم الجالسة وكانت نور واقفة ...فاجلست أروى مالك بهدوء وغمزت له مرة أخرى وامسكت يد نور وخرجتا بعد ان تركاباب غرفة الصالون مفتوحا ... جلست ريم ضاما كلتا يديها إلى حجرها ليست من التوتر او الخجل بل من الغضب ونفاذ الصبر فنظر إليها بجرأة وهو يتأمل ملامحها وعيناها المنخفضة فقال فى نفسه هل يمكن ان تكون تشعر بالخجل فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يعلم جيدا انها ليست خجلةبل انها تكاد تشتعل غضبا فقال بهدوء ...هل تعلمين أنك اجمل من رأيت يرتدى الأسود ...فتابع بجرأة ...وكما قالت جدتى مهما ارتديتى فستكونين فى غاية الجمال فرفعت عيناها إليه بغضب ...وقال ...حقا انا لا أكذب فقالت بنفاذ صبر وبدون مقدمات ...سيد مالك لماذا أتيت إلى خطبتى رغم أنك تعلم اننى لا اطيقك واننى سارفضك بقدر ما كان يشعر بنفورها بقدر ما المته جملتها تلك ...فقال بأعين جامدة ...هل يمكنك أخبارى لماذا سترفضينى. ...هل يمكنك أن تقولى السبب فقالت ببرود ...هكذا وهل يجب ان أوضح فقال بسرعة نعم... بالتأكيد هناك سبب لرفضى فوقفت من على الكرسى وقالت بتعالى. ...سيد مالك طلبك مرفوض وارجو إلا أراك باى مكان انا به ...قالت كلماتها ورحلت دفن وجهه بين يديه وهو يتألم من كلاماتها وأسلوبها الجاف معه هل هو سى لهذه الدرجة لهذا ترفضه ...فخرج بعدها بدقائق من الغرفة ...ودلف إلى غرفة الصالون الكبيرة حيث يجلس الجميع ...وقال موجها كلامه إلى الحاجة زينب ...سيدتى اظن انكى تعرفينى جيدا ...لذلك ارجو ان تخبرينا برأيك والا تتاخرى وتابع بحدة ...واعلمى إذا كان بشئ غير القبول فهذا لن يكون جيدا لأحد ...نظر الجميع إليه باستغراب لكن سرعان ما تحركت والدته تتبعه عند خروجه وبعد ذلك تبعه الباقين...التقى حاجبى أروى باستغراب فقليلا جدا ما كانت ترى مالك بهذا الانزعاج اوطريقته فى الكلام تلك ... فقال سليمان وهو يقترب من أخته ...ما الذى فعلته حفيدتك فقالت بعد ان اخفضت كتفيها بجهل ...لا أعلم ...سأذهب إليها تلك الشقية ...فخرجت وتبعتها كلا من أروى ونور دخلن الثلاثة إلى غرفة ريم وقالت جدتها بحدة ...ما الذى قلتيه للفتى لكى يخرج منزعجاهكذا فقالت وهى تجلس على السرير ...لقد اعلمته بقرارى وهو الرفض فردت جدتها بغضب ...لماذا ...فنظرت ريم إلى جدتها بقوة واستفهام. ...فتابعت الجدة ...ماذا به مالك لكى نرفضه فقالت ريم بهدوء مخالف لغضبها ...ألم تقولى أنك تريدين أن تزوجينى لطبيب ...وهو ليس طبيبا فقالت الجدة بهدوء مصطنع ...لا مشكلة لا يوجد فرق انه مهندس ... فقالت ريم باستفهام. ...ماذا ...لكن انا لا أريده وأنا غير موافقة فقالت الجدة ببرود قاتل ...انه يعجبنى فظهر الغضب على ريم واتسعتا عيناها بشدة...ونور واروى اللذان كانا يتابعان المشهد بصمت حاولا كتم ضحكتهم من مما قالته الحاجة زينب فقالت ريم باستنكار. ...لكنى لا أريده ...وأنا أرفض فردت عليها ببرود. ...وأنا سأقبل وأقول لهم أننا موافقين مالك لا يرفض ومهما بحثت لن أجد من هو أفضل منه ...وتابعت بتحدى. ...كما اننى لن أخبرهم بالموافقة غدا او خلال ايام بل ساخبرهم الآن ...وخرجت من الغرفة بعد أن أصبح جسد ريم كالموات من الصدمة مماقالته جدتها ...وخرجتا الاثنتان أيضا من بعدها فهما يعلمان ان ريم بطبيعتها لن تقبل اى كلام فى الوقت الحالى ... وما ان خرجت أروى من غرفة ريم حتى رأت سيف أمامها يخبرها بذهابهما ...
حمدت الله لانخفاض حرارة الطفلة ...فهى كادت أن تموت رعبا من ان يحدث لها شئ ...ابتعدت عن السرير الذى تنام عليه ميا ببط بعد ان تأكدت انها بخير ...ونزلت السلالم بعد ان شعرت بمجى حسام ...فدخلت إلى غرفة المكتب وراته جالسا عليه بشرود. ...فقالت بهدوء ...حسام اعتقد ان الحياة بيننا أصبحت مستحيلة ...لذلك فالننفصل فهذا أفضل لى ولك ...طلقني نظر إليها باستغراب وقال ...بثينة اذهبى ونامى انا متعب ولا أريد الاستماع إلى تفاهتك اليوم فقالت بغضب ...حسام طلقنى واليوم انا لن أبقى معك ولا لثانية واحدة فهم مبتعدا عن كرسى المكتب واقترب منها وقال بوجه مكفهر ...هل جننتى يابثينة فقالت بصوت عالى ...لا لم اجن. ...انا لم أكن عاقلة مثلما انا اليوم ...ابنتى كادت ان تموت منى اليوم بانانيتك ...وأنا لن أتحمل هذا ...أقسم لو كان حدث لها شى ما كان يكفينى موتك ارتعب من شكلها وعصبيتها التى لم يرها يوما عليها واقترب منها وقال ...ماذا بها ميا فقالت باستهزاء. ...ماذا بها ميا ...وهل أنت تهتم حتى بابنتك ...أنت لا يهمك غير نفسك ...وتابعت وهى تحاول أخذ نفس عميق محاولة تهدئة نفسها ...انا سآخذ ابنتى وأذهب ...لذلك ارجو ان ترسل لى ورقة طلاقى. ...وخرجت من المكتب وصعدت السلالم ودخلت الغرفة واتجهت فورا إلى الخزانة فتحتها وأخرجت منها حقيبتان وبدأت فى وضع ملابسها بعصبية دخل عليها وقال ببرود... ماذا تفعلين بحق السماء فردت بانفعال ...لقد طفح الكيل...لقد تعبت من العيش معك ...أنت انانى لا تفكر غير فى نفسك وانا سآخذ ابنتى وأذهب ...لقد كادت تموت منى اليوم لولا ستر الله أمسك بيديها قائلا باتقاد ...هكذا بسهولة هل تعتقدين بأننى ساتركك او أترك ابنتى أبعدت يديه عنها ...فالصقها بالخزانة بغضب شديد ...لن تخرجى ابدا من هذا المنزل إلا على جثتى يابثينة هل فهمتى ... قالت بصراخ. ...لا أريدك ...لم أعد اتحمل بقاءى معك ...لم يعد لدى طاقة للتحمل قال وعيناه تشتعل غضبا حتى كادت ان تنفث نارا ...إلى أين تريدين الذهاب إلى والدتك التى تركتك ام إلى والدك الذى لا يهتم لامرك ...ام إلى ماهر جحظتا عيناها لذكره لماهر وقالت بغضب ...هل جننت ...ما شأن ماهر ...وأيضا انا حرة اذهب إلى اى مكان أريده لا شأن لك أمسك ذقنها...حرة ...فاصتك على أسنانه ...لقد قلتها وساقولها مرة أخرى انتى لن تخرجى من هذا المنزل إلا على جثتى وخرج من الغرفة صافعا بابها بقوة
ابتسمت وهى تنظر إلى محتوى البطاقة المكتوب عليها بخط راقى وجميل (البن فى عينيك اجمل من الأزرق الذى يخطف أنفاسهم )...وضعت البطاقة كالعادة فى حقيبتها قبل خروجها فهى ستضعها بجوار البطاقات الأخرى فى شقتها ...خرجت من عملها ...ركبت المصعد ونزلت حيث جراج السيارات ...خرجت منه وتوجهت حيث السيارة وقبل ان تهم بفتحها ...شعرت بيد قوية تجذبها إليها فى الظلام وقبل ان تصرخ اسكتها بشفتيه التى اطبقت على فمها وهو يقبلها بشوق ونهم. فجحظت عيناها وهى تشعر بأنفاسه الملتهبة ...لم يبتعد عنها إلا طالبا للهواء ووضع جبهته على جبهتها مغمضا عيناه ...وقال بشوق جارف ...اشتقت اليكى .. الفصل التالي رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 11