logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:28 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
-لدى شروط هذا كان آخر ما قاله سيف لجده بكل غرور يمتلكه وثقة قبل ان يجلس على الكرسى المقابل لمكتب جده
فرفع سليمان أحد حاجبيه وابتسامة ثقة تزين وجهه فهو على ثقة تامة بأن حفيده لم يقبل بهذا الزواج بسهولة ...فاطلق الحاج سليمان ضحكة مجلجلة ...وقال بعد ان هدأت ضحكته
-تشترط على يا ابن فيروز ...حقا أنت لست سهلا
فوضع سيف قدم على الأخرى وقال بابتسامة صفراء
-لا يوجد ...شخص سهل فى هذا العالم

-فقال سليمان وقد ارتسمت على وجهه تعابير فخر بحفيده الذى قام بتربيته منذ ان توفت والدته ...فخور بعدم استسلامه له بسهولة ...وأيضا بقوته فى مواجهت مشاكله ..ويبدو أن حفيده يريد أن يستغل ما عرضه عليه لكى يحقق مايريده ...فيبدو ان سيف سيجعل الأمور تسير وفق ما يريده ...فهو لم يقل شرط واحد بل قال ...شروط
-قلت شروط...وليس شرطا واحدا حسنا ...قل ماعندك كلى آذان صاغية
فرفع سيف إصبع سبابته وقال بعنجهية ورثها من جده وقال
-الشرط الأول ...أريد ان تكتب بأسمى عشرون بالمئة من أسهم الشركة الرئيسية التى تمتلكها انت واخوتك
-فقال سليمان بهدوء واعين حادة
-عشرون بالمئة. ...أليس هذا كثير ...حتى اخوتى جميعهم لا يمتلكون هذه النسبة بالشركة ...خمسة بالمئة فقط
-فقال سيف ...عشرة بالمئة او اعتبر ان هذا الزواج لاغى
-فقال سليمان ...حسنا يا ابن فيروز ...ماهو شرطك التالى ...
فقال سيف بحدة -قدماى لن تخطو اى من منازل عائلة السيوفى لكى يتم هذا الزواج
فقال سليمان بتجهم واستفهام
-ماذا؟ ...إذا كيف سنذهب لطلب الفتاة !...وكيف ستقابلها!. ...وكيف سنتفق على كل شى !
فقال سيف بغضب مكتوم مظهرا عدم مبالاته
-لا شان لى ...تصرف أنت ...لا داعى للتعارف الذى تقول عليه...ولا داعى للخطبة حتى ...اجعله زواج بسرعة ويكون الحفل فى أحد املاكنا
-ماذا .!...كيف هذا ...هل جننت ايها الأحمق ...
كيف أقول لهم هذا... قالها سليمان وقد ظهر غضب على وجهه
فقال سيف وهو يقف من على كرسيه وواضعايده اليمنى فى جيب بنطاله وهو يتحرك مبتعدا عن المكتب ومازالت عدم المبالاة ظاهرة على وجهه
-لا أعرف ...تصرف أنت ...لا اظن أن الأمر سيصعب عليك ...وإذا حدث ما لا أريده فاعلم أن الزواج لاغى وتركه وخرج من المكتب تاركا جده يشتعل غضبا ويفكر ما الذى يجب أن يفعله ليتم هذا الزواج ...ولكنه لن يسمح لحفيده بأن يفعل اى شئ قد يخرب هذا الزواج



-امممممممم هذا كان ردة فعل ماهر عند تذوقه الكعكة التى احضرتها ريم من منزل جدتها وهما يجلسان فى مطعم المشفى فتابع ماهر وقال
-ياللهول يا ريم لم أجد من هو أفضل من جدتك فى صنع الكعك او اى شئ يخص الطعام
-فقالت ريم الجالسة أمامه على الطاولة وتنظر إليه باهتمام ومكر ...بالهناء والشفاء
فقال ماهر -هل انتى ماهرة مثل جدتك هكذا ...ام أنك فاشلة فى صنع الطعام
فقالت ريم بافتخار -بالطبع أجيد صنع الطعام ...فاقتربت منه أكثر وهى ترتسم على وجهها ابتسامة ...ماهر
-ماذا ...قالها وهو مازال مركزا على طعامه
-ماهر ...اليوم يجب أن اذهب إلى المنزل مبكرا
فابعد ماهر عنه الكعكة بسرعة مشيرا إليها باصبعه
-اقسم اننى كنت أعلم أن وراء هذه الكعكة شى ما ...وأنا من كنت اقول ريم احضرتها بدافع الصداقة ليس من أجل شى آخر ...واحاول أن ابعد الشكوك التى تدور فى رأسى عن سبب هذه الكعكة ...وأقول لا يمكن أن تجلبها ريم هكذا ...
فقالت باندفاع -...وما شانى انا ان كان كل هذا يدور فى رأسك ...انا لا أحضر شيئا مجانا ...
فقال ماهر موكدا على كلامها ...نعم كنت أعلم ...قولى ما عندك ايتها الطبيبة ...مع اننى اشك انكى تنتمين للطب فى شى فهذه ليست اخلاق اطباء ابدا
فقالت بعدم مبالاة لكلامه ...أريد ان أخذ باقى اليوم اجازة وتابعت وهى تنظر إليه بعينيها الزرقاء بهيام. ...ولا اظن أنك سترفض ان تتولى بدلا عنى اليوم غرفة الطوارئ فأنا أعلم أنك أنهيت عملك وستذهب بعد ساعة لذلك ستنهي بقية اليوم بدلا عنى
فرد عليها برجاء ...ريم انا لم انم منذ ليلة أمس وقمت بعملية جراحية مدتها أكثر من خمس ساعات
-فقالت ريم وهى واضعة كلتا يديها على الطاولة مقتربةمنه...ماهر ان لم اذهب اليوم إلى المنزل مبكرا ...أقسم ان تقوم جدتى بقتلى وقبل هذا ستاتى إلى هنا وتاخذنى. ...ولو تطلب الأمر منها ان استقيل من هذه المشفى ومن الطب بأكمله ...ماهر أرجوك ...
-فرد عليها ...ولماذا كل هذا ... فتابع بانتباه واعين متسعة ...هل يمكن أن يكون...
فردت عليه بتأكيد ...نعم ...سياتى غدا شخصا ما للتعارف على وكما تعلم يجب أن أقوم بتنظيف المنزل وإعداد الطعام وتجهيز نفسى على أكمل وجه فالحاجة زينب لن ترضى بأقل من هذا من أجل العريس
فقال ماهر وهو ينقرعلى الطاولة باصابعه ويبعد نظره عنها ...وهل مازالت تضع عليكى أمل بأن توافقى على احد هولاء الخاطبين

فردت عليه باستسلام ...ماذا أفعل يجب أن اقابلهم. ..وإلا ستقوم بقتلى
-فرد عليها ...حسنا ..متى ستذهبين
فابتعدت عن كرسى الطاولة وقالت...الآن
فقال بتعجب ...ماذا ...الآن
فردت عليه مؤكدة ...نعم الآن ...وتحركت قليلا مبتعدة عنه ولكنها عادت مرة اخرى متذكرة شى ...نسيت ان أخبرك ...أروى ستقضى معى اليوم بأكمله وربما تبيت عندى ...وتركته وذهبت
فقال بعد ذهبها. ...ياالله حتى أختى


لليوم الثانى ياتى إلى المشفى رغم انه قد تلقى إهانة تجعل شخص غيره يفكر مئة مرة قبل ان يدخل إلى هذه المشفى ...لكن هذه المرة هو قد أتى لأنه بحاجة لرؤية طبيب فقد شعر ببعض الصداع عندما استيقظ رغم انه يعلم سبب هذا الصداع ...فهو لم يغفو له جفن ليلة أمس بسبب التفكير بتلك العينان وتلك الأمواج العاتية التى يحلم لتكون بين يديه لكى يلتهم تلك الشفتان ويحتضن ذلك الجسد الرائع والمثير الذى كان بين يديه فى ذلك اليوم الذى كادت فيه ان تقع ...حقا انه يشكر تلك الصدفة التى تمتع فيها برويتها و جعلتها بين يديه ..هو يعلم بأنها تعمل بغرفة الطوارئ وهو سيكون أكثر من سعيد لتقوم بمعاينته والكشف عليه ...فظهرت ابتسامة وصلت لاذنيه وهو يفكر بذلك ...سأل عنها ولكنهم أجابوا بأنها ليست موجودة ...فقرر الذهاب إلى غرفة ماهر ليسأل عنها فهو بالتأكيد يعرف أين هى ...رغم انه ينزعج من علاقتها الشديدة تلك بماهر...سيتحمل قليلا فقط حتى تكون له فهو لن يتركها لغيره ابدا ...دق على باب الغرفة ودخل ...رحب الاثنان ببعضهما ...وبعد ذلك جلس مالك على كرسى المكتب
فقال له ماهر ...ما الذى أتى بك إلى هنا هل جدتك بخير
فرد عليه مالك ...انها بخير انا من لست بخير ...
فالتقى حاجبى ماهر باستفهام. ...لماذا ..بماذا تشعر
فقال مالك ...أشعر ببعض الصداع ...ذهبت إلى غرفة الطوارئ ...فتابع باهتمام ناظرا إلى ماهر مظهرا عدم مبالاته ...لكنى لم أرى تلك الطبيبة . ..ماذا تدعى
-فقال ماهر ...من تقصد ...
-فقال مالك بتركيز محاولا منه التذكر (قال مش فاكرها قال)...تلك الطبيبة ...التى قمت بإرسالها لمعاينة جدتك ذلك اليوم
فقال ماهر بابتسامة وقد فهم مايرمى إليه مالك ...اه تقصد الطبيبة ريم
فقال مالك بسرعة رغم انه كره خروج اسمها من فمه لكن ماذا يفعل يجب أن يظهر عدم مبالاته لكى لا يشعر أحد بشئ ...نعم ريم ...ألم تأتى اليوم
فقال ماهر وهو يبعد نظارته الطبية عن عينه ...لا لقد أتت ولكنها ذهبت مبكرا
-فقال مالك بانتباه. ...لماذا
فرد عليه ماهر بابتسامة وهو يظهر عدم فهمه...لماذا! ! ... لماذا ؟
فقال مالك بعدم صبر ...ماهر بدلا من اللف والدوران ...قل ما عندك او اقسم بأننى سأقوم بضربك الآن
فضحك ماهر ضحكة عالية ...ياللهول ماذا بك يا مالك ...هل اوقعتك حفيدة عائلة الحسينى ...
فقال مالك بغضب -انا أسألك سوالا لذلك فلتجب عليه ...لماذا ذهبت مبكرا اليوم
-فقال ماهر وهو يشعر حقا بغضب مالك ...لقد ذهبت لأن ...لأن فنظر إليه مالك بغضب يكاد يشعل من حوله ...فتابع ماهر ..لأنه سيتقدم إليها شخصا ما
فابتعد مالك عن الكرسى بغضب حارق جعل الكرسى يسقط مصدرا صوتا عاليا فقال بصوت عالى يحمل غضبا واستنكارا. ...ماذا
فظل يزرع الغرفة يمينا ويسارا كالاسد الحبيس فى القفص والغضب والغيرة تنهش قلبه وعقله ...وما يغيظه اكثر انه يشعر بالغيرة لمجرد معرفته انها سيتقدم شخص ما لخطبتها منذ ان اخبره ماهر
كان ماهر يراقب تحرك مالك بهدوء وعلامات الدهشة والاستغراب على وجهه ...فيبدو على مالك وكأنه سيقوم بقتل شخص ما اليوم ... وكل هذا وماهر يجلس على كرسى مكتبه فى المشفى ضاما كلتا يديه إلى صدره ...يتبع بعيناه تحرك مالك فى الغرفة ...
فقال مالك بغضب يشتعل فى صدره
-من هذا الذى سيتقدم لها
فرد عليه ماهر ...لا أعلم
-متى سيذهب إليها
فرد عليه ماهر بنفس الإجابة ...لا أعلم
-هل هى موافقة
فرد ماهر وكأنه مبرمج على هذه الكلمة...لا أعلم
فقال مالك بنفاذ صبر
-ماهر الا تعرف غير هذه الكلمة
فرد ماهر ببلاهة حتى انه شعر بأنه حقا أصبح مبرمجا على الكلمة ...لا أعلم
فرد مالك بغضب يكاد أنفه يخرج نارا منه وعيناه الخضراء تحولت الى سوداء من غضبه او سيقوم باقتلع رأس من سيقف أمامه الآن ...تبا لك حقا انت لا تفيد أحدا ابدا ...وخرج من الغرفة صافعا الباب ورائه بقوة حتى كاد يسقط الجدار


ركب سيارته وهو يكاد يشتعل صدره من الغضب ...كان يقود السيارة وهو يفكر ماذا سيفعل ...ماذا سيفعل ان كانت لغيره ووافقت ...لا ..لا يمكن يجب ان تفعل شئ يا مالك ...يجب أن تفعل شئ ...ظل يردد تلك الجملة وهو يكاد يحطم مقود السيارة بين يديه

دخل الى منزله يشتعل غضبا لا يتحمل روية أحد ...ولا يريد رؤية أحد فكما يقولون عفاريت الجن والإنس تقفز أمامه الآن ...يفكر ما الذى يجب أن يفعله بعد علمه بأن أحد ما سيتقدم لها ...وهو حتى لا يعلم متى ...حتى لمحها نعم انها منقذته لقد راءها وهى تدلف إلى غرفة جدتها ...حسنا سينتظرهالحين خروجها فهو يعلم انها بالتأكيد هى من تستطيع أن تبرد ناره وتخبره بكل شئ
خرجت أروى من غرفة جدتها تفكر فيما قالته لجدتها وهل ما فعلته صحيح ...لا تعلم حقا هل ستندم ام ان للقدر رأى آخر ...يا الله ساعدنى
-أروى ...قالها مالك الذى وقف أمامها عندما لاحظ شرودها
فرفعت عيناها إليه باستفهام وقالت. ...ماذا ؟
فقال لها ...إلى أين انتى ذاهبة الآن
فرفعت أروى أحد حاجبيها وقالت ...لماذا !
فرد عليها مالك بغضب مكتوم ونفاذ صبر ...تبا لك انتى واخاكى ...فاصتك على أسنانه وتابع ...أروى اجيبى على من دون أسئلة
فقالت أروى باستغراب من تعابير وجه مالك فهى نادرا جدا ما تراه غاضبا هكذا فقالت بارتباك ...ماذا ...أخى ...ماذا هناك ...ولماذا
فمرر مالك يديه على وجهه محاولا تهدئة نفسه وقال ...حسنا فلنهدا ...أروى تعالى لنتحدث فى الحديقة
-ماذا ...آسفة لا أستطيع الجلوس معك الآن والتحدث ...يجب ان اذهب
فقال مالك بهدوء مخالفا تماما للعاصفةالتى تدور فى رأسه ...تعالى فقط أريد أن أسألك على شئ وبعد ذلك يمكنكى الذهاب
وتحرك أمامها متوجها إلى الحديقة فتابعته باستسلام ...وأيضا فضول لكى تعرف سبب غضبه هذا
فى الحديقة
فقال مالك -أروى هل تعرفين اى شئ بشأن خطبة ريم
فقالت أروى ببلاهة وتعجب ...ريم من
فشتم مالك فى نفسه بغضب ولكن سرعان ما هدأ لكى يستطيع معرفة اى شئ منها
-أقصد ريم صديقتك الطبيبة
فقالت أروى ...نعم ماذا بها
فسب وشتم مالك بنفاذ طاقة وصبر أيضا فهو لم يعد يتحملها ولا يتحمل اخاها فأخرج علبة السجائر من جيب سترته وأخرج إحداها ووضعها فى فمه ثم قام باشعالها ونفث منها القليل محاولا تهدئة نفسه ...لاحظت أروى ان مالك حقا غاضب وبشدة فهو لا يدخن إلا نادرا جدا وعندما يكون فى أوج غضبه
فعاد مالك سواله مرة اخرى وقال...أروى ...قولت لكى هل تعرفين شى عن خطبة ريم صديقتك ..الطبيبة...وارجوكى يا أروى لا تسالى لماذا بل جاوبى على السوال فقط
فقالت أروى ...نعم اعرف
فقال مالك بعد ان تنفس الصعداء ...حسنا اخبرينى ما تعرفيه ...متى سيأتي ذلك الشئ ...وهل هى موافقة عليه ام لا
فقالت أروى ...سياتى غدا ...ام بالنسبة ل هل هى موافقة ام لا ...فلا أعتقد انها ستوافق من الأساس
شعر مالك بعد ان سمع أروى تقول هذا وكأنها حركت من على قلبه صخرة كبيرة كانت على قلبه ...او انها قامت بإطفاء النار التى كانت تشتعل به ...فهذا يعنى بأنها لن توافق على العريس وهذا سعطيه بعض الوقت فقال ...حسنا ...هل يمكنك أن تخبرينى ما هو عنوان منزلها
فقالت أروى وهى قد شعرت بمشاعر مالك .بابتسامة ...انا ذاهبة إليها الآن هل يمكنك توصيلى
فقال مالك بعد ان هب واقفا من مكانه ...حسنا هيا بنا بسرعة


توقفت سيارة مالك امام منزل رجل الأعمال كمال عبد العزيز الحسينى والد ريم ...وترجلت أروى من السيارة بعد ان اطلعها مالك بكل شئ ومدى مشاعره تجاه ريم ...واتفقت معه انها ستخبره ما سيحدث
كان منزل عائلة كمال عبدالعزيز ...منزل يتسم بالبساطة والطرازالقديم وكان منزلا ليس كبيرا او صغيرا ...فقط منزل بطابقين وتلتف حوله حديقة صغيرة يزرع بها عدد من أنواع الورود الجميلة ويوجد أيضا إعداد ليست بكثيرة لاشجارالتوت. ...وأثناء دخولها قابلت نور ودلفتا الاثنتان إلى المنزل



هاهوقد انهى يومه الأول فى شركة والده ...بعد ان تعرف على الموظفين والمحامين الذين يعملون بالشركة ...وتم ارشاده إلى المكتب الذى سيجلس به وسيتولى فيه القضاية التى استدعاه والده من اجلها ...جلس على كرسى مكتبه بعد هذا اليوم الطويل من العمل ... خالعا سترة بذلته وكالعادة سوداء ...فقد شعر ببعض التعب فى جسده ليس من أجل العمل فهو يعمل لأيام وليست لمجرد ساعات ...ولكن بسبب ليلة أمس التى لم يتذوق بها طعم النوم ...منذ ان راءها وهى تدور بفستانها الكحلى وشعرها الناعم الذى تتخلله الكثير من الخصلات الذهبية ...رغم انه لم يستطع ان يتبين شكل ملامحها ولا حتى لون عيناها ولكنه استطاع رؤية تلك الابتسامة الرائعة التى كانت تزين ثغرها ويداهاالبيضاء المفرودتبن كأنها تستقبل الهواء ...لقد كانت مثل العصفور الذى قد شعر اخيرا بطعم الحرية والانطلاق ...لكن مااحزنه حقا ذلك الشئ الذى كان يحتضنها إليه ...شعر حينها بأن كل تاملاته وحلمه الجميل تحول إلى كابوس مفزع ...فقد كان ذلك العصفور ملكا لشخصا آخر ... مد يده والتقط سترة بذلته وارتداها وخرج من مكتبه متجها حيث مراب السيارات ...لم يكن هناك أحد فى الشركة فكل الموظفين قد خرجوا منذ الساعة الخامسة والساعة الآن السادسة مساء ...دلف إلى المصعد حتى وصل إلى مراب السيارات خرج منه متجها حيث سيارته...وما كاد يفتح باب السيارة حتى سمع بعض الهمهمات وأشياء تتحرك ...أعتقد بأنه من الممكن أن يكون سارق ...فتحرك ببط وحذر مقتربامن مصدر الصوت ...حتى تبين له الصوت أكثر فسمع صوت امراة تقول بدلال -لا ...ابتعد عنى اذهب إليها
فرد عليها الآخر -لا ...تعلمين إننى أحبك ولا أحب سواكى
فردت عليه وهى تلتف بيديها حول عنقه-إذا لماذا كنت تقوم باحتضانها ليلة أمس ...ولا تكذب لأننى قد رأيتك
فرأى حازم اثنان يتعانقان بشدة فشعر بالقذارةوظهر علي وجهه الازدراء والتف عائدا حيث سيارته
فرد عليها ذلك الشخص ...نور مجرد ورقة إذا احتجتها ساستعملها. ...لذلك لا تهتمى
فردت عليه بدلال فاجر ...إذا متى ستتزوجنى يا مازن
فاقترب من شفتاها يعانقها بقوة وقال من بين قبلاته. ...قريبا ...قريبا جدا
كان على وشك الذهاب إلى سيارته ...لكنه ما ان سمع اسمها حتى التف بجسده مرة اخرى ... وراء الشخص الذى كان يعانق الفتاة بحرارة ...فنزل عليه الامر كالصاعقة التى اعمت عيناه ... انه ذلك الشى الذى كان يعانقها ليلة امس ...ذلك القذرالذى يتلاعب بذلك الملاك الصغير ...ياللهول هل يتلاعب عليها. ...وهى كالحمقاء تصدق كل ما قاله لها ليلة أمس فى الحفل ...وهو على علاقة بفتاة أخرى ...فاشتدت قبضة يده أكثر حتى ظهرت عروقه من الغضب ...فاتجه مسرعا حيث سيارته منطلقا بها بسرعة صاروخية ستدهس كل من سيقف أمامها ...وهو يلعن ويسب ويشتم بافظاع ما يمكن أن تسمعه ...هل يلعن حظه الذى جعله يراها ليلة أمس ام يلعن قلبه الذى جعله واقعا فى حبها منذ ان راءها ...ام يلعن ذلك اللعين الذى يتلاعب بها ...ام يلعنها هى لانها هى من جعلته هكذا من مجرد ان راءها مرة واحدة وهو حتى لا يعرف عنها غير اسمها وبعض الملامح القليلة ...اشتدت إحدى قبضة يده أكثر على المقود والأخرى تضرب على المقود أحيانا واحيانا أخرى يمررها على شعره الأسود كسواد الليل وهو يكاد يقتلعه من جذوره ...تبا ...تبا ظل يردد تلك الكلمة حتى شعر بأن روحه قاربت على الخروج من ضلوعه بسبب الألم الذى يشعر به ...هل يتألم لها...ام يتألم لنفسه



بعد انتهاء الثلاثة من التنظيف ...جلسن كعادتهن على السرير فى غرفة ريم ...لقد كانت غرفة ذات طابع خاص مطلية بطلاء بلون السماء ويوجد بها سرير كبير وخزانة للملابس وطاولة زينة ويوجد على الجدار العديد من الصور للأطفال فقد كانت ريم عاشقة لهم ...
فقالت أروى لريم ...ماراى جدتك بهذا العريس
فقالت ريم ...لا أعرف ...حتى إننى سألتها قالت انها أول مرة ستراه مثلى تماما
فقالت أروى بانتباه. ...مارايك انتى هل ستوافقى عليه
فقالت ريم بتفكير. ...لا أعلم ...انا لا أحب أحد ولا أعتقد أن هناك من الأساس شى يسمى حب ...منذ ان انفصل والداى وانا فى السابعة من العمر رغم أنهما تزوجا عن حب إلا أنهما انفصلا فى النهاية والدتى وقد تزوجت وسافرت الى احد الدول العربية مع زوجها وأنجبت أيضا ...اما والدى فهو دائم السفر وقليلا جدا ما استطيع رؤيته ...خائفة من ان اتزوج ويكون اطفالى مثلى ...مع ان السبب الذى يحعلنى أفكر فى الزواج هو فقط من أجل أن يكون لى أطفال فقالت بصوت منخفض ناظرة إلى الخاتم الذى بيدها وتحركه. ...أعلم إننى لست صغيرة وأن العمر يمر بى. ...لا أريد ان اتزوج لأننى أريد رجلا ولكن أريد أن اتزوج لأننى أريد ان أكون ام ...كم يكون الشعور جميل عندما تحتضنين شيئا منكى وتعطينه كل ما فقدتيه من حنان ودف ...رغم ان جدتى لم تشعرنى يوما بأننى ليس لدى أب ولا ام ...انها كل حياتى ولكن أحيانا أحسد من لديه أب وأم ...جدتى لم تشعرنى أبدا بالحاجة إليهم فقد كانت دائما بجوارى وساندتنى إلى ان أصبحت ما أنا عليه الآن طبيبة ماهرة وناجحة وأيضا ماهرة فى كل ما يخص المنزل من طعام وتنظيف ...دللتنى ولكنها لم تفسدنى. ...جعلتنى امراة قوية وذات شأن
فقالت نور بدموع ...نعم اشعر بكى يا ريم احيانا كثيرة اشعر بانكى تشبهينى ...فانتى مثلى والداك ايضا منفصلان ...لكن انتى على الأقل تعرفى أين هى والدتك وأيضا كيف شكلها ...أما انا فلا أعرف عنها شيئا إطلاقا هل هى على قيد الحياة ام ماتت ...او لو حتى موجودة إذا أين هى ...فأنا منذ ان فتحت عيناى وانا لا أرى غير والدى ...وقد دللنى كثيرا كثيرا ...كل ما أريده ياتى إلى ...وكل ما أحتاجه ...حتى عندما كنت فى المدرسة كان يحضر كل الحفلات والمناسبات حتى حفلة عيد الام كان يحضرها لكى لا يشعرنى بفقدانى لها رغم انشغاله الكثير إلا أنه كان ياتى ...احيانا كنت أراه جالسا فى مكتبه ممسكا صورة فى يده ومن دون أن أشعر يقوم بتخباتها بعيدا كى لا أراها ...لا أعلم كان لدى شعور بأنها هى تمنيت أن أراها ...كنت أريد ان أسأله عنها أين هى لكن كنت أرى الحزن فى عيناه لذلك لم أتحمل أن أسأله ...فتابعت بعد ان تساقطت بعض الدمعات على خدها وملات عيناها دموعا والما. ...ياسين انه أفضل وأعظم أب فى هذا العالم انه دنياى وعالمى. ...ولكن ...ولكن احيانا كنت أتمنى رؤيتها لتضمنى إلى صدرها لاخبرها بأشياء أكثر مما أخبرها لوالدى. ...كنت اتسال لماذا ؟والدى لم يتزوج ابدا رغم انه يستطيع وكانت أمامه العديد من النساء اللاتي يتمناه ...حتى اننى عندما كنت فى المرحلة الإعدادية تحدثت معه ...لكنه قال لى هل انا مقصر معكى يا نور لهذا انتى تريدين أما ...لو قصرت يوما اخبرينى لكن لا تقولى لى تزوج مرة اخرى ...حينها كم تمنيت سواله هل ترفض الزواج من أجلى حقا ام أنك ما زلت تحبها واجهشت نور بالبكاء وتابعت ...لقد كان دائمايضمنى إلى صدره ويقول انتى نور عينى يا نور ...انتى الشئ الوحيد الجيد فى عالمى السى انتى جوهرتى التى حصلت عليها بعد تعب وشقاء ... انتى أغلى ما لدى
بكت كلا من أروى وريم من الم صديقتهم فقاموا بضمها إلى احضانهم بشدة يمدونها بالقوة والشجاعة
الصداقة حقا شيئا جميل ولاسيما عندما تكون صديقة تستطيعى ان تقولى لها كل ما تريدينه بدون خوف ...ما أروع تلك الصديقة التى تمدك بالقوة بدلا من الضعف ...هكذا كن هؤلاء الثلاثة ...



وضع سماعة الهاتف بمكانها بعد ان أنهى حديثه مع ذلك المتصل وقد شعر بأن الكثير من الراحة تغمر قلبه وعقله
فقال سليمان بارتياح...وأخيرا سيحدث ما أريده ...لن أسمح لك يا ابن فيروز ان تخرب ما أقوم بفعله ...وعندما تشعر بقيمة ما أفعله لك ...لن تندم على زواجك منها ابدا
فخرج من غرفة مكتبه مناديا أحد الخدم لكى يخبر سيف بأن ينزل لأن جده يريده
نزل درجات السلم الداخلية للمنزل الكبير وتوجه حيث غرفة جده كان مرتديا بنطال من القماش وتى شيرت من اللون الأبيض رسم عضلات صدره بمهارة ...دق على الباب وبعد ذلك دخل دون استاذان
رفع سليمان عيناه إلى حفيده الواقف أمامه بصمت واضعا يداه فى جيبى بنطاله ...ياله من مغرور مدلل ...فلتشرب يا سليمان حفيدك ليس سهلا ...قالها سليمان فى نفسه
فقال سليمان بهدوء ...ستسافر إلى كوريا لتتابع الأعمال هناك وترى المنتج الذى تقوم الشركة بصنعه هناك ولا أريد ان أرى وجهك إلا عندما اتصل بك لكى تأتى
فرفع سيف أحد حاجبى وقال ...لماذا
فرد عليه سليمان بغضب ...لأن سيادتك ترفض ان تذهب لكى نتفق معهم او حتى لإقامة خطوبة ...إذا سأقوم انا بعمل الخطبة أثناء غيابك ...فعلى الأقل ستكون حجة جيدة ..
فرد سيف ...كيف ستقوم بذلك
فرد عليه بغضب ...لا شأن لك أفعل ما أقوله فقط...وأشار إليه باصبعه. ...أعلم يا ابن فيروز لن أسمح لك بتخريب هذا الزواج ...وطالما انا وافقت على شروطك عليك أنت ان تفعل ما أقوله لك ...هل فهمت
فقال سيف ...حسنا ...وما كاد يخرج من الغرفة حتى عاد مرة اخرى ...يسأل جده...ولكن هل وافق الجميع والفتاة وافقت أيضا
فنظر إليه سليمان بتكابر ...بالطبع وافقوا حتى الفتاة ...فقد اتصل بى جدك بعد ان أخبرته الفتاة بالموافقة اليوم ...
فخرج سيف من الغرفة بعدم اهتمام لما قاله جده ...وهو يتسال. ...هكذا توافق من دون أن ترانى حتى ...من تكونى أيتها الفتاة ...وأيضا لماذا يصر عليكى جدى إلى هذه الدرجة



وقف فى الشرفة الكبيرة فى شقته فى لندن ناظرا إلى أنوار المدينة ...وممسكا بين يديه كأس من النبيذ الأحمر القانى وهو عارى الصدر ومرتديا فقط بنطال قصير ...ظل يفكر فى تلك الفتاة يعلم أن الوصول إليها صعب وخير دليل ماحدث له معها فى تلك الليلة التى تعطلت فيه سيارتها ...وطريقتها الفظة و الباردة معه ...رغم انه عرف الكثير من الفتيات ...ولم تستطع واحدة منهن ان تكون باردة هكذا معه ...وكان منهن من هن أجمل منها ...إلا أن هذه دون غيرها رغبها وبشدة ...مهما كانت الطريقة ومهما كان الثمن
فظهرت ابتسامة ماكرة على وجه وليد وهو يقرب كأس النبيذ إلى فمه يرتشفه بأكمله
فردد وليد وقال ...نعم مهما كان الثمن ...ستكونين لى ...
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 6


look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:28 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
-لماذا تعاملنا جدتك هكذا ...هذا ما قالته أروى لريم وهى تقوم بكنس أرضية الغرفة
-نظفى واصمتى ...يجب أن ننتهى بسرعة قبل ان تأتى لكى لا تقتلنا قالتها ريم وهى تقوم بتلميع زجاج الشرفة الكبيرة الموجودة بالغرفة
-ياللهول لقد تعبت ...انا لا أفعل هذا فى منزل والدى ...هل جدتك تعلمنا الأدب يا ريم قالتها نور وهى تتافف وتقوم بتلميع خشب غرفة الجلوس ذات الطراز القديم
-ارجوكن تحملن. ...انها آخر غرفة سنقوم بتنظيفها. ...لهذا تحملن
-فقالت نور ...هل سياتى الوزير ونحن لا نعلم ...لقد قمنا بتنظيف المنزل بأكمله ...وفوق كل هذا ايقظتنا فى السادسة صباحا
وبعد عدة ساعات من التنظيف

القى الثلاثة بجسدهن على أرضية الردهة الموجودة بين الغرف فى الدور الأول من المنزل فقد كن متسخات للغاية ولم يردن ان يتسخ اى مكان فى المنزل بعد عملهن الشاق والمتعب فى تنظيف المنزل غرفة غرفة ...وركن ركن بها ...فمنذ ان أتى كلا من أروى ونور ...وجدن ان الحاجة زينب قد قامت بتجميع جميع السجاد الموجود بالمنزل وقمن بغسله وانتهين فى وقت متأخر للغاية ونمن من التعب بعد حديثهم القصير ليلة أمس ...ولكن رغم كل هذا لم يشفعن هذا للحاجة زينب حيث قامت بايقاظهم فى السادسة صباحا بعد ان نمن عدد قليل للغاية من الساعات ...فقومن بالبدء فى تنظيف الدور الثانى أولا من المنزل...الدور الثانى يتكون من أربعة غرف للنوم وغرفة للصلاة موجود بها مكتبة صغيرة يوجد بها عدد من الكتب الدينية وردهة تحتوى على عدد من الكنبات الصغيرة المصنوعة من الاربيسك ...قمن بتنظيف كل غرفة من كنس ومسح للأرضية والزجاج وخشب غرف النوم وبعد ذلك قمن بفرش الآسرة الموجودة بالغرف بشراشف جديدة وأيضا قمن بوضع سجاد جديد بكل غرفة
-يا الله انها جبارة ...رغم انه موجود بديل ثانى للسجاد وأيضا جديد إلا انها جعلتنا نقوم بغسل القديم البارحة ...قالتها نور وهى تساعد أروى فى فرد السجادة وريم تقوم بوضع الملات على السرير ...
بعد تنظيفهن للدور الثانى توجهن إلى الدور الأول من المنزل الذى يتكون من...غرفة كبيرة باتساع ثلاث غرف تحتوى على صالون كبير من خشب الاربيسك أيضا ودولاب كبير من الزجاج يحتوى على مقتنيات جدة ريم الأثرية كما تسميها فهو يحتوى على عدد من الفضيات الغالية للغاية ذات طابع قديم وبعض من التحف القديمة أيضا نصف هذه الأشياء الموجودة بالدولاب قد ورثتها جدتها من والدتها وجدتها ...وهذا بالذات لم يقومن بتنظيفه بل قامت الحاجة زينب بتنظيفه بنفسها بمساعدة ريم ...ويوجد بالدور الأول غرفة صالون أصغر من الغرفة الأولى وغرفة أخرى كبيرة يوجد بها سفرة كبيرة يتناولوابها الطعام عندما تجتمع الحاجة زينب بجميع اخوتها ...ومطبخ كبير ... وحمام كبير ...وردهة بين الغرف التى يستلقين عليها الآن
-اه ...يا قدماى لم أعد أشعر بها قالتها أروى المستلقية بجسدها على أرضية الردهة وهى تتاوه من الألم المبرح فى عظامها
-اه ...ياراسى لقد تعبت أريد أن أنام ...قالتها ريم المستلقية أيضا وهى ممسكة برأسها الذى يكاد ينفجر من الصداع
-اه...ياظهرى ...أريد أبى ...لينقذنى من تلك المرأة ...قالتها نور التى تشعر بألم فى جميع جسدها ...ثم تابعت وقالت بغضب ...لدى سوال هل العريس وأهله سيقومون بدخول جميع الغرف لينظرن إليها لكى يعلموا إذا كان المنزل نظيف ام لا ...ثم قالت معترضة ...لماذا نقوم بتنظيف المنزل بأكمله لقد تعبت
-فقالت أروى...أقسم لو كن خدم عندها ما كانت ستعاملنا هكذا
فردت عليها نور...هل تعرفين ما هى المشكلة أيضا ...انها جعلتنا نقوم بغسل السجاد رغم انه يوجد بديل حقا هذه المرأة جبارة وقاسية
فقالت ريم ...لا المشكلة ليست فى هذا ...المشكلة اننى قمت بهذا التنظيف بأكمله الأسبوع الفات ...وكأن المنزل قد اتسخ فى سبعة ايام هذا الاتساخ
-هيا تحركن بسرعة ...وتوجهن إلى المطبخ قالتها الحاجة زينب الواقفة فوق رؤوس الثلاثة
-ماذا ...هاتفن بها الثلاثة معترضات
-فقالت الحاجة زينب ...هيا تحركن وقمن بغسل وجوه كن وايديكم. ...لكى تقومن باعداد الطعام ...هيا بسرعة ولا أريد اى اعتراض ثم قالت بصوت عالى غاضب ...هيا بسرعة ...
-فتحركن الثلاثة بسرعة خوفا من غضبها متوجهات إلى المطبخ
فضحكت الحاجة زينب بخفوت وقالت ...حقا فتيات مدلالات
الحاجة زينب كانت الابنة الوحيدة بين اخوتها الخمسة لعائلة الحسينى ...تزوجت من ابن عمها ثم أتى بها إلى القاهرة عاشت معه وأنجبت منه ثلاثة اولاد اثنان يعيشان بالخارج بسبب أعمالهم وكذلك والد ريم الذى لحق بهم بعد ذلك منذ ان انفصل عن زوجته ...الحاجة زينب منذ ان كانت شابة وكانت امراة فى غاية الجمال بعينيها الزرقاء وشعرها الأحمر النارى الغجرى ويزين وجهها بعض من النمش الموجود على الأنف والخدود فقد كانت ريم نسخة مصغرة من جدتها باختلاف ان ريم كانت أطول بقليل منها وانحف وكذلك لم ترث منها ذلك النمش

...وقد ورث كذلك هذا الجمال فيروز والدة سيف
...
فى المطبخ
جلست كلا من ريم ونور على الطاولة ذات الستة كراسى يقمن بتقطيع الخضروات وتجهيز الطعام...فى حين تقف أروى على الموقود تراقب نضج الطعام
فقالت نور لاروى ...هاتفك يرن يا أروى
فقالت ريم ...لماذا هاتفك يرن كثيرا هكذا اليوم
فقالت أروى بارتباك ...ريم انتى تعرفين والدتى تطمان كثيرا على إذا كنت فى مكان ما
فتوجهت أروى حيث هاتفها والتقطته ووضعته على اذنها
-مالك ...ألن تكف انا لا أستطيع أن أفعل اى شئ بسببك وإذا راتتى الحاجة زينب هكذا لن أنتهى معها ...وقد قلت لك بأنه سياتى فى الثامنة وعندما يذهب سأخبرك بكل شئ ...قالت أروى كل هذا فى نفس واحد مما جعلها تتنفس بصعوبة وبعدذلك أغلقت الهاتف قبل ان تستمع لرد مالك وتوجهت إلى المطبخ
فى السابعة تماما كن قد انتهين من إعداد الطعام نهائيا ولم يبقى غير إعداد بعض من المشروبات الباردة ووضع اللمسات الأخيرة على عدد من أطباق الحلويات وقد تتطوعت أروى بإكمال هذا لكن بعد ان أخذت حماماباردا يعيد لها النشاط ...ومن ثم لحقن بها ريم ونور واخذتا أيضا حماما باردا ...
فى السابعة والنصف جاء الحاج سليمان لمقابلة الخاطب وأهله للتعرف عليهم ...جاء العريس ومعه والديه وأخته وزوجها واخاه أيضا ...استقبلهم الحاج سليمان وأخته الحاجة زينب وجلسوا فى غرفة الصالون الكبيرة ...وبعد ذلك استأذنت منهم الحاجة زينب للذهاب لمناداة ريم
فى غرفة ريم
-لماذا أشعر بهدوءك الغير معتاد قالتها أروى وهى تنظر إليها بتفحص
-فقالت ريم باستسلام كاذب ...ماذا أفعل يجب ان اساير الحاجة زينب وإذا لم يعجبنا العريس فسارفض
فدخلت الحاجة زينب تطلب منهن الخروج ...ولكن قبل خروجهم قامت الحاجة زينب بوضع سلسال من الذهب وتدلى منه مشاء الله وخرزة زرقاء
فقالت ريم ...لماذا ارتديها ما الداعى جدتى انا محجبة
فقالت جدتها ...عليكى أن تظهريها من فوق الحجاب لا أعلم لماذا لا أشعر بالراحة من تلك المرأة والدة الفتى ...ثم قالت وهى تضع يديها على صدرها ...لا أعلم لم أرتاح إليها عندما رأيتها ...ثم قالت موجهة كلامها إلى أروى ...أروى اجلسى بجوارى إذا أشرت لكى مرة ...تقومى وتحضرى الطعام على السفرة ...وإذا نظرت لكى فقط ضعى بعض المشروبات الباردة والحلويات
فقالت أروى ...حسنا
ثم وجهت كلامها إلى ريم اياكى ان تتحركى من جوارى ...وإذا لم يعجبنا العريس لا تقلقى سارفضه
فخرجت متبعنها الفتيات الثلاث
فقالت ريم بهمس لنور واروى وهى تتكلم بغضب ...قالت سترفضه إذا لم يعجبها ...على اساس هى من ستتزوج ...لا أعرف ماذا أفعل مع تلك المرأة
فقالت لها أروى بنفس الهمس ...لا داعى لأن تفعلى اى شئ يا ريم ...فيبدو أن جدتك لا يعجبها العريس فضحكت وضحكت معها نور ...فنظرت إليهم بغضب فصمتن. ...دخلت الحاجة زينب أولا وقبل دخول الثلاثة فتيات رن هاتف أروى فطلبت منهن الدخول أولا فوقفت أروى بعيدا عن الغرفة واجابت على الهاتف فاتاها الصوت
-هل أتى ذلك الشئ
-فاجابته أروى ...نعم منذ دقائق
فقال بصوتاغاضب ...كيف هو شكله
-فقالت ...لا أعلم فأنا لم أره بعد
فقال محاولا تهدئة نفسه ...اخبرينى بكل شئ ما ان يذهب
-فقالت ...حسنا يا مالك هل من أوامر أخرى وقبل أن تسمع إجابته وجدته قد انهى المكالمة فانضمت بعد ذلك إليهم فى جلستهم

بعد ساعة رحل العريس هو وعائلته جلست جدة ريم والحاج سليمان والفتيات الثلاثة يتحدثوا عن العريس وعائلته ...ابدت الحاجة زينب عدم ارتياحها لذلك الفتى ولا الى والدته فقد وجدتها امراة عيناها تنبد بها رصاصة فقد ظلت تنظر إلى ريم ولم تقل حتى عندما راتها ماشاء الله بل ظلت تنظر اليها وتمصمص بشفتاهاوقد ازعج هذا الحاجة زينب وقد لاحظت أيضا ان ذلك الفتى ضعيف الشخصية وأن والدته هى من تتحكم فى كل شى وقد استطاعت تبين ذلك من حديثه وتركه لكل الأمور لوالدته وهو لا يبدأ اى رأى ...فنظرت إلى أروى وفعلت أروى كما اتفقت معها وتحركت وجلبت لهم المشروبات وبعض الحلويات التى قاموا بتناولها ورحلوا منتظرين الرد...وقد واقف الحاج سليمان على كل ما قالته أخته فهو قد شعر أيضا بضعف شخصية الفتى ...وريم لا تحتاج إلى شخص ضعيف الشخصية مثله ...كما انه لاحظ عينى أخ العريس التى لم ينزلها من على أروى وهذا ازعجه كثيرا ...فهو فى غنى عن اى عائق يقف أمامه الآن يكفيه سيف ورأسه اليابس ...فوافق على كل ما قالته الحاجة زينب وقال بأنه سيتصل بهم غدا ويعتذر ... بعد حديثهم القصير هذا ...جلسوا جميعهم على طاولة السفرة الكبيرة بعد ان وضعن الفتيات الثلاث الطعام الذى اعددناه من أجل العريس فالحاجة زينب لم يعجبها العريس لذلك هى لم تطلب بوضع الطعام لهم واكتفت بوضع بعض المشروبات والحلويات ...فضحك الجميع لما حدث اليوم

وهم يتناولون الطعام ...وبعد ذلك غادرت نور واروى ...وقام الحاج سليمان بتوصيل كل واحدة الى منزلها
...
دلفت أروى إلى غرفتها ...وقبل ان تقوم بتغير ملابسها سمعت دقات على الباب وماهر يستأذن للدخول ...فقال ماهر وهو يدخل ...هل يمكننى التحدث معكى قليلا
فقالت بابتسامة ...نعم بالطبع
فجلس الاثنان على طرفى السرير وصمت ماهر عدة لحظات ثم قال ...أروى هل انتى موافقة بمحض ارادتك على هذا الزواج ...كل ما يهمنى هو انتى حبيبتى ...لا أريدك أن تندمى ...سيف ليس سى ولكن ...الجميع يعمل بعداوته مع والده ...وأنا خائف عليكى ...ثم صمت منتظر منها الكلام ...فنظرت أروى بارتباك حيث موضع يديها التى تستقر على حجرها فهى لا تريد ان يشعر أحد بمشاعرها تجاه سيف لا تريد ان يعلم أحد بحبها له حتى لو كان هذا الشخص هو اخاها المقرب إليها ...فقالت وهى تنظر إليه ...نعم انا موافقة
فابتسم لها وهو يتحرك مبتعدا عن السرير مبتسما...حسنا ...الحاج سليمان وسيف سياتيان غدا لتحديد كل شى
فقالت بدهشة ...ماذا بهذه السرعة
فرد عليها ماهر ...لماذا الست مستعدة
فقالت بارتباك ...لا ولكن ...لقد قلت ردى البارحة فقط
فقال ماهر ...اظن ان هذا الاجتماع سيساعدك أكثر على اتخاذ قرارك ...وقام بتقبيلها على جبهتها وتركها وذهب ...
ظلت شاردة تفكر فى كلام أخيها ...هل حقا ستندم على موافقتها على هذا الزواج ...ابتعدت عن السرير ضامة جسدها بكلتا يديها خائفة مما سيحدث هل تسعد لأنها أخيرا سيتحقق حلمها ام تحزن لأنها حتى الآن لا تعلم ما هى مشاعر سيف نحوها ...غدا ستعلم نعم غدا ستعلم كل شى ...هل هو مجبرعلى الزواج لكنها تعلم جيدا ان سيف ليس من الأشخاص الذين يجبروا على شئ ...أخذت حماماوارتدت ملابس الصلاة ثم بعد ذلك جلست على سجادتها تستخير ربها ...شعرت بالراحة لكن هناك خوف يتغلغل فى أعماق قلبها فارجعته انه ربما بسبب انها غدا ستراه... وسيراها أول مرة
...
أما عند ريم نامت على سريرها سعيدة بأن جدتها دائما ما تكون معها وأنها رفضت زواجها من هذا الشخص ضعيف الشخصية ...تعلم ان جدتها لن تكف عن البحث عن عريس لها حتى تجد الشخص المناسب لها ...لكنها تشعر بالخوف نعم الخوف من المستقبل
...
أما نور فقد نامت قريرة العين تشعر بسعادة بالغة فالشخص الذى طالما أحبته قال لها أخيرا بعد طول انتظار بأنه يحبها ...وكم ستكون سعيدة عندما يخبرها بانه يريد أن يتزوجها ...لكن متى سيخبرها بذلك ربما غدا ...نعم بالتأكيد سيخبرها غدا لا نها لم تذهب إلى الشركة منذ يومان بالتأكيد هو ينتظرها لكى يخبرها بأمر الزواج ...
...
أما مالك فقد شعر بالراحة فأول عائق للتقرب من ريم قد ذهب ...لذا عليه ان يستعد جيدا لأى شئ ...وأن يفكر كيف يتقرب منها فهى ليست سهلة ...وهو لن يتركها ...
*********** ************ ************ *************** ************** ****** ********** ************

ها هى ولليوم الرابع تستلم نفس باقة الزهور وملحق بها تلك البطاقة بنفس الكلام ...ظلت تفكر من يمكن أن يكون هل يمكن أن يكون سيف ...لكن سيف ليس من هذا النوع من الأشخاص الذين يتوددون بالزهور ...فهو إذا أراد شى ياتى إليها ...كما أيضا ان هذه الكلامات ليست غريبة عليها انها تعرفها جيدا ...لقد سمعتها من شخصا ما لكن ذاكرتها تخونها ولا تستطيع التذكر ...
أمسكت دينا بهاتفها وضغطت على بعض الأرقام
...فاتها الصوت
-مرحبا دينا كيف حالك
فردت بقلق واضح فى صوتها ...مرحبا ماجد انا بخير ...فتابعت بارتباك ...كيف حال سيف لم أره منذ مدة ...هل هو بخير ...هل هو معك بالشركة الآن
فقال ماجد ...سيف فى اليابان ...دينا ما ساقوله هذا لك ساقوله بصفتك أختى وصديقة لى ...انسى سيف ...لأن جده لن يسمح بتقربكما ...كما ان جده قد خطب له وهو سيتزوج قريبا
فقالت بألم ...ماذا ...لا يمكن
فقال ...دينا ..انسى سيف هذا أفضل لك
وأغلق الهاتف وتركها بعد أن قام بتحطيمها إلى مئة قطعة...وهى تقول ببكاءوغضب انساه ...وظلت تحرك يديها بدون هدف ...لماذا الجميع يقول لى انساه كيف انساه وهو كان لى كل شى كيف ...فليخبرنى أحد كيف
...
دخلت من باب الشركة مرتدية بنطال قماش باللون الأزرق وقميص بلون السماء وبالطبع واضعة حول عيناها نظارتها الطبيبة وجامعة شعرها على شكل ذيل حصان ...إذا قمنا بمقارنتها بين شكلها الآن وشكلها يوم الحفل فسنجد اختلاف كبير يوم الحفل كانت كالفراشة الزرقاء ...أما الآن فهى عبارة عن أشباه امراة فبعد أن نامت قريرة العين ليلة أمس استيقظت بعد ساعتان بعد ان تذكرت انها لم تنهى أوراق القضية ويجب عليها انهاءها بسرعة ...فجلست على مكتبها منكبة على الأوراق حتى استطاعت انهاءها قبل ان تذهب إلى الشركة ...ركبت المصعد فرأت عدد من الفتيات يتهامسن عن المدير الجديد للشركة ...فقالت إحداهن ...ياللهول هل رأيته انه وسيم للغاية
فردت عليها الأخرى ...انه يشبه السيد مراد كثيرا ...لكن يبدو انه صارم للغاية ...فهو لا يوافق على اى شى بسرعة
فقالت الثالثة ...يقولون ان هناك اجتماع اليوم ...سيجتمع فيه كافة المحامين ...حقا انا خائفة فهو يبدو فى غاية الشدة والصرامة
ظلت نور تستمع إليهم تلعن حظها على غيابها يومان ...فهى قد تعودت بسرعة على السيد مراد ...أما هذا فهى لا تعلم هل ستستطيع التعامل معه ام لا ...ياالله لما هذا الحظ السى ...خرجت من المصعد وقبل ان تتجه إلى غرفة مكتبها سمعت أحد ما يناديها. ...فالتفت بجسدها فرات مازن ومعه فتاة ما ...
فقالت الفتاة وهى تقترب من نور ...نور كيف حالك ...لم اركى منذ زمن
-فقالت نور بعد ان انتبهت للفتاة ومن تكون فقالت بسرور. ...هايدى ...هل تعملين هنا انتى أيضا
فردت عليها هايدى بغرور. ...نعم بالطبع فأنا اعمل هنا قبل ان تأتى انتى
فقال مازن وهو يشعر بتوتر الأجواء ...حقا هذا شئ جميل ان نجتمع مع بعضنا هكذا ونعمل معا ...حقا انا سعيد من أجل هذا
فقالت نور بعد ان شعرت بتعمد هايدى للتقرب من مازن ومحاولتها لوضع يديها بين يديه فشعرت نور بغيرة تنتشر بين ضلعيها. ...نعم بالطبع ...عن اذنكم يحب ان اذهب ...وقبل ان تذهب قالت ...مازن ارجو أن تأتى إلى المكتب لكى نتناقش فى القضية ...وتركتهم وذهبت
...
...
دخل الى مقر شركته وجميع العيون تلتفت عليه فمنهم بإعجاب وكثيرا منهم بخوف ...فهو منذ اليوم الأول الذى استلم فيه أمور هذه الشركة وهو يديرها بيد من حديد وتوجيه صارم للجميع ...فهو يريد أن ينهى ما طلبه منه والده بسرعة لكى يعود إلى لندن حيث شركته ...ركب المصعد وترجل منه وقبل ان يتوجه حيث مكتبه ...رأى مشهد جعله يصدم ...لقد رأى ذلك الحقير وتلك الأفعى ...لكن من تكون تلك الفتاة الأخرى ...فسمع اسمها من فم تلك الفتاة وصعق ...هل هى ذلك الملاك المخدوع ...
فقال حازم فى نفسه بأعين سوداء ...يبدو إننى ساتسلى كثيرا ببقاءى هنا ...وسأكون أكثر من سعيد عندما أرى ردة فعلك عندما تعلمين أن حبيبك وصديقتك يخدعونك ...وانتى مجرد بلهاء
وتوجه بسرعة إلى مكتبه
اجتمع بكل من فى الشركة وأخبرهم بسياسته التى سيتبعها طوال فترة بقائه هنا ...وأن على الجميع ان يعمل بجهد وتفانى فهو لن يقبل بأقل من هذا ...وبعد ذلك تناقشوا بعضا من القضاياة وعيناه لم يستطع ان يبعدها عنها لا يعلم هل يذهب ويخبرها ام يظل صامت ويبقى مشاهدا فقط
*******************************************************************************

جلست تحتسى القهوة بعد يوم طويل من العمل ...فمنذ ان سافر حازم وهى تعودإلى منزلها متأخرة ...لكن اليوم لم تكن هناك قضاياه كثيرة كالعادة ...فحمدت الله على هذا وقررت الذهاب للمقهى المعتاد لها ...لعلها تحصل على بعض الراحة والسكون ...فكانت تجلس واضعة قدم على الأخرى وهى ترتشف القهوة من الفنجان ...وتراقب بعيناها الخضراء الأطفال الذين يلعبون فى حديقة المقهى الصغيرة ...فكانت عيناها من دون ان تشعر مركزة على طفل ذو ثلاثة أعوام يرتدى شورتا قصيرا وتى شيرت أصفر عيناه بلون السماء وبشرته بيضاء وشعره اشقر طويل ...كان يلعب الكرة مع من بمثل سنه ...فظلت تضحك على حركاته العشوائية فى ركل الكرة التى بمثل حجمه الصغير ...ظلت تراقب باستمتاع حركاته ووجهه الذى يظهر عليه الغضب والامتعاض عندما لا يستطيع ركل الكرة بقدمه التى تتحرك فى الهواء ...كل هذا وهى لم تشعر بتلك العينان الصقرية التى تراقبها بتمتع وابتسامة عريضة ماكرة تزين وجهه ...وماكادت تعتدل فى جلستها حتى تفاجأت بمن يجلس أمامها ويراقبها ...فشهقت بقوة واتسعت حدقتا عيناها ...وهى تراه جالسا أمامها على الكرسى وضاما كلتا يديه على الطاولة ويبتسم لها بمكر وعيناه لم ترفع من عليها
فقال وليد ومازالت الابتسامة على وجهه...كيف حالك
فقالت بعد ان تمالكت نفسها ...انت ما الذى أتى بك إلى هنا ...وكيف عرفت إننى هنا
فقال ...لماذا هل انزعجتى من رؤيتى
فقالت بحدة ...لا لماذا انزعج. ..ولكن ليس من اللائق ان تجلس هكذا من دون استئذان. ..لذلك ارجو منك أن تتحرك وتجلس على اى طاولة أخرى
فقال وليد وهو يبتعد عن الطاولة ويستند بظهره على الكرسى...لماذا ...انا أريد ان أجلس معك
فقالت ...إذا لن تتحرك
فقال...لا لن أفعل
فقالت ايملى بعصبية ...إذا انا من ساغادر وتركته وذهبت ...فاشتعل غضبه أكثر وكاد ان يلحق بها ...إلا انه وجدها قد اختفت من أمامه بسرعة ...فوقف أمام سيارته يضرب بقدميه إطار السيارة وهو يسب ويلعن
...


حضر الحاج سليمان وحده ...فتفاجا الجميع من عدم حضور سيف معه...لكنه أخبرهم بذهابه إلى اليابان من أجل بعض الأعمال ...جلس وتحدث معهم ...وبعد ذلك اقترح ان يكون الزواج بعد أسبوعان فهم ليسوا بحاجة لمعرفة سيف فهو منهم ...وأنه أيضا سيقوم بترتيب كل شى يخوص الزواج على أكمل وجه ...اعترضوا فى البداية لكنه استطاع إقناعهم ...وهم قد وافقوا فكل ماكان يهم الحاج رشاد وزوجته هو سيف وتقربه منهم ...وأخبرهم أيضا الحاج سليمان ان سيف سياتى فى خلال ثلاثة ايام
ذهب إلى منزله وتحدث مع حفيده
فقال الحاج سليمان بدون مقدمات...الزفاف بعد أسبوعان
فقال سيف بصوتا غاضب ...ماذا أسبوعان نحن لم نتفق على ذلك
فقال جده بحدة ...اى اتفاق هذا ...انا من أدير كل شى الآن لقد حصلت على ماتريده ...لذلك أنهى عملك بسرعة وتعالى وأغلق الحاج سليمان الهاتف من دون ان يضيف شيئا
...

فى اليابان /طوكيو
وصل سيف إلى العاصمة طوكيو ...وتابع بعض الأعمال ...وبعد ذلك قرر الذهاب إلى الفندق الذى قضى فيه ليلته السابقة ...غاضبا من حديثه من ذلك العجوز الذى يدير كل شى وفق ما يريده هو ...حقا ذلك العجوز سيجعلنى اجن قالها سيف وهو يمرر يديه بغضب على شعره البنى

أخذ حماما باردا وخرج من الحمام واضعا منشفةعلى رأسه وأخرى حول خصره فظهر عضلاته وجسده الممشوق. ... فسمع صوت دقات على باب الغرفة فتوجه نحو الباب وفتحه ...وتسمر فى مكانه مما راءه...كانت تقف أمامه مرتدية فستان باللون الأصفر الكناري قصيرو عارى يظهر نصف صدرها بدون أكمام ...فظل ينظر إليها بتمعن فى جسدها
فقال بنصف عين عندما وصل إلى عيناها الخضراء المغرية بتسأل ...ماالذى أتى بك إلى هنا. ...وكيف عرفتى اننى هنا
فاقتربت منه واضعة يديها حول رقبته حتى تلامس جسدهما العارى وقالت بهمس فى أذنيه ...قلبى هو من اخبرنى. ...فقربت وجهها من وجهه وقالت ...لقد اشتقت إليك ...فقالت باغراء شديد ...ألم تشتاق إلى ومن ثم اقتربت بشفتاها من شفتاه وقبلته استجاب معها قليلا وظل يداه تتحرك حول ظهرها حتى أدخلها إلى الغرفة وسقطا سويا على السرير ...فابعدها عنه بسرعة قبل ان يتعمق أكثر ويقع هو فى المحظور ...لكنها سحبته إليها مرة اخرى تحاول أن تقرب شفتاه منها
فقال هو بغضب...ابتعدى عنى يا علا
فهتفت هى بدلال ...لماذا ابتعد ...ماذا بك يا سيف هل أصبحت تكرهنى. ...لكنى أحبك وانت تعلم ذلك ...وقربت شفتاها منه مرة اخرى ولكنه ابعدها عنه بقوة حتى كادت أن تسقط لولا انها ماسكت نفسها
فقال وهو يدير بجسده عنها ويقف أمام النافذة الكبيرة ناظرا إلى الشارع الذى أمامه ...ما تفعلينه خطأ ...وأنا لا أحبك ...لذلك انسينى ولاتقتربى منى
فقالت بعينى قطة غاضبة وقد ظهرت مخالبها. ...لماذا أفعل ...وقالت بصوت عالى ...لماذا انساك اخبرنى ...انا لم اطلب منك شيئا لماذا اخبرنى
فقال وهو يستدير إليها ...لأننى ساتزوج
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 7


look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 01:31 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
فقالت وقد تحولت إلى قطعة ثلج من الصدمة ...ماذا ...ستتزوج ثم هدات ملامحهاواقتربت منه وهى تحاول إمساك يده بين يديها ولكنه كان يبعدها عنه بسرعة بأعين متململة فقالت برجاء وهدوء مخالف تماما لما بها ...سيف انت تعلم اننى أحبك لماذا تفعل بى هذا
فقال بملامح مكفهرة وهو يصتك على أسنانه ...اصمتى...تبا لك ...ما بيننا قد انتهى منذ ثلاثة أعوام ...ماالذى أتى بك الآن
فقالت بتلعثم. ...انا ...انا ...أحبك



فقال مقاطعا اياها بغضب وصوتايعلو نبرته. ...اياكى ان تنطقى هذه الكلمة ...اى حب هذا الذى تركتينى من أجله لكى تذهبى إلى رجل الأعمال صاحب الأسهم ...فقال بهدوء وصوت خافت...لكن هل تعلمى هذا جعلنى أعلم معدنك بالظبط ...عرفت انكى مجرد امراة لا يهمها غير المال ...ثم استداروهو يأخذ نفسا عميقا وتابع...لذلك اخبرينى لماذا اتيتى الآن بعد هذه السنين ...او بالظبط بعد ثلاث سنوات ...ثم تابع مستهزا. ...واياكى ان تقولى من أجل الحب ...لأننى لم أكن يوما احمقا لكى أصدق أن علا عادت إلى من أجل الحب
فبهتت ملامحها وتحولت إلى اللون الأبيض من صدمتها فقالت بتلعثم وضعف ...انا ...هل نسيتنى حقا يا سيف
فرد عليها وهو يشخر بقوة ...وهل انا كنت أفكر بك من الأساس ...منذ أن عرفتك وانا اعلم اننى مجرد سلم لكى تستطيعى به الوصول إلى شركات جدى وعندما علمتى انه لا يوجد لدى اى سلطة عليها ذهبت وبحثتى عن شخص أكثر ثراء...ثم تابع بابتسامة فاترة ...لكن هل تعلمى كانت العلاقة التى بيننا مجرد استمتاع ...فقد كنتى مجرد علاقة عابرة بالنسبة لى ولا أنكر لقد استمتعت ...فاقترب من الباب فاتحا إياه بوجه بارد ...اخرجى ولا أريد ان ارى وجهك مرة اخرى ...فاقتربت من الباب ناظرة إليه بعيناها الخضراء بعتاب ورجاء ...لكن ملامحه لم تلن لها ابدا ...وعندما علمت انه لم يعد يجدىالنظر إليه ...خرجت راكضة وهى مطاطاة الرأس وهى كانت تعتقد انه سيفتح لها ذراعيه عندما تعود اليه ولكن هى كانت مخطاء وبشدة فسيف ليس الشخص الذى يسامح ...


بعد ثلاثة ايام عاد سيف إلى القاهرة وتوجه مباشرة إلى الشركة بوجه عابس وغاضب ...وكان كل من يراه يبتعد خوفا من أن يناله نصيب من غضبه العاصف ...دلف إلى مكتبه وماان دخل حتى طلب من سكرتيرته ذات الشعر الأحمر استدعاء ماجد ...دلف ماجد الى المكتب وهو يرى تعابير وجه صديقه المكفهرة التى لا تبشر بخير ابدا
فقال سيف وهو يجلس على كرسى مكتبه ناظرا إلى ماجد بهدوء ...هل كنت تعلم بعودة علا
فالتقا عاجبى ماجد باستغراب ...علا ...لماذا ...عادت كيف
فهم سيف من كرسيه غاضبا وهو يهتف ...تبا لك ...كيف لا تعلم بمجيءها إلى هنا ...ماجد أعلم لى كل شى وما سبب عودتها الآن بعد ثلاثة أعوام ...فتابع وهو يبتعد عن كرسيه ...ماجد انا فى غنى عن اى كلام سيقوله جدى ان سمع بأنها تقترب منى لن يمر الأمر بسهولة
فقال ماجد بتوجس. ...سيف ...فحسه على المتابعة وقال ...ماذا تابع هات ما عندك
فقال ماجد ...لقد سمعت بخبر انفصاله عن زوجها منذ مدة لكن لم أتوقع أن تعود
فهتف سيف ...تبا لك حقا تبالك كيف يحدث كل هذا ولا تخبرنى
فقال ماجد محاولا تهدئة صديقه ...سيف لا تقلق ساتصرف لا تقلق انت عليك فقط ان يكون محور تركيز الزفاف ...جدك أعطاك من اليوم حتى موعد الزفاف إجازة عليك أن تختار البذلة
فقال سيف بحدة. ...ماذا اى هراء هذا ...
فتابع ماجد ...أرجوك يا سيف نحن لا نريد اغضاب جدك حسنا ...وافق على الإجازة وأنا ساتصرف
فصمت سيف ...وبعد ذلك خرج ماجد يفكر فى تلك اللعينة التى تسمى علا ...وأنها ستكون شوكة فى حلق صديقه ...كان سيف على علاقة مع علا قبل ثلاثة أعوام لكنه قطعها قبل ان تتزوج بمدة ...فئه قد تزوجت رجل أعمال كبير وسافرا الاثنان إلى أحد البلدان الأجنبية ومنذ ذلك الوقت لم يسمع أحد عنها شى وهو لم يهتم بمتابعة أخبارها ...لم ينزعج يوما ماجد من سيف عندما يغضب فهذه هى طبيعة صديقه ...وهو لم ينزعج منها يوما

جلست على كرسيها فى ذلك النادى تنفس من سيجارتها وعيناها تشتعل غضبا وكرها فى نفس الوقت وهى تحرك قدميها بعصبية مفرطة
فقالت صديقتها التى تجلس أمامها ...علا ...انسى سيف ...سيتزوج ...وجده إذا علم بعودتك لن يتركك
فقالت بعدم اهتمام ...جده هذا لم يعد يهمنى او يخيفنى كما فى السابق
فردت صديقتها ...ستكونين حمقاء إذا وقفتى او اعتقد تى أنك تستطيعى الوقوف أمام سليمان او اى فرد من عائلة الحسينى ...حتى لو أصبح لديكى أسهم فى الشركة الآن ...لكن اخبرينى هل يعلم أحد بامتلاكك أسهم فى الشركة الرئيسية
فقالت بأعين ماكرة وحاجب مرتفع ...لا ولا أريد ان يعلم أحد ...فلا أحد يعلم من الذى قام بشراء الأسهم فقد كلفت شخص ما بشراء تلك الأسهم باسم مستعار ...فقالت بابتسامة ...وكم سأكون سعيدة عند رؤيتى لردة فعل سيف ...وأقسم أن اجعله ياتى إلى راكعا يطلب مساعدتى فقامت بإطفاء السجارة بعصبية وقالت ...إلا يعلم أحد من هى العروس
فقالت صديقتها ...لا لا يعلم أحد ...فسليمان قد جعل الأمر فى سرية تامة وسيتم الإفصاح عن العروس يوم الزفاف
فقالت بصوت منخفض وتفكير ...من ممكن ان تكون ...فتابعت وعيناها قد اتساعتا. ...هل يمكن أن تكون دينا فنفضت الأمر عن رأسها بسرعة وهى تقول...لا لا ...لا يمكن ابدا فوقفت مبتعدةعن كرسيها بسرعة وحملت حقيبتها ومشت بخطى سريعة


ظلت تنظر إلى البطاقات التى على الطاولة بتفكير عميق ...فامسكت البطاقة التى وصلت اليوم مع باقة الورد والتى اختلف لونها اليوم بدلا من باقة من الورد الأبيض أتت بدلا عنها باقة من الورود الصفراء ...وكذلك اختلف الكلام على البطاقة فقد كتب عليها بنفس الخط (صباح الخير أعلم أنك تحبين الورود البيضاء لكنتى قررت تغيرها اليوم الى وردات صفراء...هل تعلمى لم أكن يوما أحب اللون الأصفر لكن عندما رأيتك ترتدينه اليوم عشقته ...ولا اعتقد أن هناك امراة تستطيع أن تنافسك فى ارتدائه )ابتسمت لهذه الكلامات فهى لم تستمع إلى هكذا غزل يوما ...لكن من يكون هذا الذى يتغزل بها ...إذا هو قريب منها ويراقبها ...أخرجها من تفكيرها وابتسامتها الرائعة صوت مساعدتها تخبرها عن حضور ضيف يريد رؤيتها...فوافقت وقامت بجمع البطاقات ووضعتها فى درج المكتب واقفلت عليه ...
دخلت بخلاء وهى تقول ...مرحبا كيف حالك يا دينا
فرفعت دينا رأسها وهى ترى آخر شخص تتمنى رؤيته فى هذا العالم فقالت بدهشة وقد اتسعت عيناها ...علا
فردت علا وهى تجلس على الأريكة التى توجد فى الغرفة ...ماذا ...هل انتى سعيدة برؤيتى ام منزعجة
فقالت دينا وهى تجلس أمامها واضعة قدم فوق الأخرى وتقول بسخرية واضحة وهى تتضع يديها على فمها ...سعيدة ...انا أكون سعيدة برؤيتك يا علا ...انا وانتى لم نكن أصدقاء يوما ...كيف إذا اسعد برؤيتك
فاشتعلت علا غضبا وقالت بهدوء كاذب ...حقا ...هل تعلمين كنت اتمنى دائما ان نكون أصدقاء لولا انكى لم تحبينى يوما فتابعت بمكر ...وأنا أعلم سبب هذا الكره...كان بسبب علاقتى بسيف قبل سفرى ...لكن فى النهاية انظرى هو ليس لكى ولا لى ...حقا أشعر بالحزن من أجلك
فقالت دينا بابتسامة صفراء وجدية تحاول أن تظهرها. ...ولماذا تحزني من أجلى يا علا ...سيف لم يعدنى يوما بشئ ...وانتى كما تعلمينى انا وهو أصدقاء منذ الثانوية فقالت فى نفسها ...هل تخدعيها ام انكى حقا تقولين الحقيقة فسيف فعلا لم تكونى بالنسبة له اكثر من صديقة ...انسى يادينا ودعيه يعيش حياته
فقالت علا بحزن كاذب وارتباك تحاول تمثيله ...حقا ...لكن ...كيف أصدقاء وهو كان يذهب اليكى ويقضى معك الليل بأكمله ...ماذا ستقول الناس عنكى وعنه ...هو لا اظن انها مشكلة بالنسبة له فهو رجل أما انتى فكما تعلمينى امراة ووحيدة أيضا
فوقفت دينا غضبا وقد قامت هذه الافعى باخراجها فعلا من هدوءها المعتادوقالت ...لا شان لى بالناس فعلت شى جيد فعلت سى فالناس لن تصمت ...لكن النفوس المريضة هى من تفكر بهذه الطريقة القذرة
فقالت علا بهدوء أفعى ...فعلا عندك حق استاذنك بالرحيل الآن ...فيبدو أنك مشغولة حتى أنك لم تقدمى لى شى اشربه. ...حسنا إلى اللقاء
فاعطتها دينا ظهرها وهى تقول بصوت خافت ...اجلب لكى مشروب بل سأقدم لكى سما ...فالتذهبى إلى جهنم الحمراء
وخرجت علا من المكتب وعلى وجهها ابتسامة تكاد تصل إلى اذنيها. ...فيكفيها ان دينا ليست العروس أما الباقى فهو سهل ...لكن عليها ان تعلم من هى العروس باى ثمن وبعد ذلك تفكر كيف تعيد اليها سيف مرة اخرى ...لقد كانت حمقاء عندما تركته وذهبت وتزوجت لكن ماذا تفعل لم تكن بالقوة الكافية لكى تستطيع الوقوف امام سليمان الحسينى ...فهو يعلم جيدا بنوايها



سليمان الحسينى يملك مجموعة من الشركات الكبيرة ...وأهم هذه الشركات هى الشركة التى أنشأها فى بداية مشواره فى دخول سوق الأعمال ودخل معه عدد من الشركاء الأجانب والعرب وأيضا إخوته ...لكنه يعتبر هو المدير الرئيسى بها ...فلا توجد ورقة تستطيع أن تخرج او تمر من دون ان يراها ...من يستطيع أن يدير هذه الشركة فهو يستطيع أن يسيطر على كافة الشركات الأخرى وسيكون له اليد العليا فى كل شى ...لذلك يسعى الجميع للحصول على مزيد من الأسهم حتى يستطيع أن يكون له النفوذ والسلطة أكثر ...

قبل الزفاف بيومان ومنذ ان أخبرها سليمان بموعد الزفاف ...واروى تقوم بشراء كل ما تحتاجه العروس ...وكان معها كلا من نور وريم والاثنان لم يتركاها بل كانا ملازمين لها طوال الأسبوع ...
فقاموا بدخول العديد من المحلات لشراء فساتين واثواب للسهرة وأخرى للنوم ومحلات أخرى للاحذية. ...وبعد ان اشترت ماتحتاجه فاليوم هو اليوم الأخير لخروجها لشراء الملابس فعليها ان تسترخى لكى ترتب كل شى ...وبعد يوم طويل من الشراء جلسن الثلاثة فى المقهى الموجود فى مركز التسوق وكل واحدة منهن سارحة بتفكيرها
فاروى ظلت تنظر إلى أصابع يديها فهى حتى الآن لم ترتدى شيئا يدل على انها أصبحت ملكه او انها عروس ...وأيضا هى لم تره منذ ان علمت انه عاد من اليابان كيف إذا سيعرفها وهو لم يرها حتى الآن ...حتى انها لم تكن تجرؤ ان تقوم بالسؤال عليه كيف وهو لم يسأل عنها يوما ولم يطالب حتى برؤيتها ...إذا كيف سيكون يوم زفافهم وكيف سيعاملها حين يراها ...هل يمكن ان يحبها ام انها لن تكون يوما امرأته ...أفكار ومخاوف كثيرة تدور برأسها هل أخطأت فى الموافقة هل ستندم ام ان القدر يخفى لها شيئا آخر ...
أما ريم فهى تفكر فى ذلك المتأمل الذى لا يكف عن الظهور أمامها تعلم انه شخص جيد ولكنها لا تريد ان تقول ياليت ...مالك شخص جذاب وحلم كل فتاة لكنه ليس حلمها هى ...طوال الاسبوعان الفاتان وهو لا يكف عن الظهور أمامها سواء فى المشفى او خارجه ...وعندما صارحته بمراقبته لها عندما رأته فى أحد المرات وواجهته
قال بكل عنجهية وغرور ...هل هناك مشكلة فى ان ينظر المرء للقمر ...هل يجب أن ادفع ضريبة إذا فلا مشكلة عندى ان ادفع كل مااملك فقط للنظر إلى عيناكى. ...فتابع بهيام وهو لم يسقط عيناه عنها وقال كنت اعتقد أن القمر يقطن فى اعالى السماء لكن عندمارأيتك أيقنت انه يقطن فى عيناكى
صعقت وصدمت من غزله وكلامه المباشر الصريح لها ...وركضت مسرعة حيث سيارتها تكاد لا تسطيع أن تشعر بقدميها ...وهى توانب نفسها على لسانها الذى لم يستطع ان ينطق بكلمة واحدة من كلامه هذا ...فهى كما سمعت عن مالك فهو شخص جرئ يقول كل ما يريده ولا يستطيع أن يخفى شعوره ...
أما نور فهى كانت تفكر فى معاملة ذلك المدير الجديد لها وسماجته وبروده معها ...فعندما ذهبت إلى مكتبه قبل عدة ايام لتطلب منه التوقيع على إجازة لها لعدة ايام ...
وقفت أمامه وهو يجلس خلف مكتبه ناظرا إلى الأوراق التى أمامه باهتمام ...وقفت عدة دقائق حتى شعرت بأنها حشرة صغيرة بسبب عدم اهتمامه بها فهو لم يكلف نفسه لسوالها عن سبب وقوفها كل هذا الوقت فقررت أن تقوم هى بنفسها بقطع ذلك الصمت الرهيب الذى بينهما وقالت بهدوء تام ...مرحبا ...
فرفع وجهه إليها لقد كان يملك هالة مخيفة من الوقار والصمت والشدة والقسوة فى آن واحد ...يحيط به سواد مخيف للغاية ...جعل جسدها يقشعر خوفا ...
فتنبهت إليه وهو ينظر إليها باهتمام فتذكرت توقفها عن متابعة كلامها فقالت ...تفضل سيدى ووضعت أمامه الورقة فنظر إلى الورقة ثم رفع نظره إليها وقال ...ما هذا
فقالت بتوضيح...انه طلب إجازة
فقال وهو يرفع أحد حاجبيه ويقول بسخرية ...أعلم انه طلب إجازة ...ولكن يا انسة تطلبين إجازة وانتى على ما اظن لم تكملى شهرا على عملك هنا
فقالت محاولة السيطرة على غضبها ...آسفة ولكنه أمر ضرورى
فقال بهدوء وهو يرجع برأسه على الكرسى. ...وما هذا الأمر الضرورى
فقالت بتعجب ...وهل يجب على سيادتك ان تعلم
فقال بارتباك حاول اخفاءه حتى هى نفسها لم تلحظه. ...نعم يجب ان أعلم ما هذا الأمر الضرورى ...لكى أعلم أن كان يستحق أن أوافق ام لا
فقالت وهى تحاول تهدئة نفسها من ذلك المغرور. ...صديقتى ستتزوج لذلك انا سأقوم بمساعدتها...
وقبل ان تكمل كلامها قام هو بالتوقيع على الورقة وناولها إياها ...فنظرت إليه بتعجب
فقال...ماذا إلا تريدين الأجازة ...تفضلى لقد وافقت ...وقال وهو يعود بنظره حيث الأوراق بغرور ...يمكنك الانصراف الآن
فخرجت وهى تلعن حظها العاثر الذى جعلها تقف أمامه كالقطة المبللة. ...وهى تردد أحمق ...مغرور ...وانانى...ابن من هذا لكى يتحدث معى هكذا ويسالنى وكاننى فى تحقيق
رجعت كل واحد منهن من شرودها...

وبعد ذلك ذهبوا الثلاثة إلى منزل أروى فنور وريم سيبقوا معها حتى موعد الزفاف ...



كان يقود سيارته وهو يبتسم بسبب كلماته التى قالها ...فحتى هو نفسه لا يعلم كيف خرجت منه هذه الكلامات ولكن هل سيصبح شاعر على يد حفيدة الحسينى ...تبا لتلك العينان مجرد التفكير بأن هناك من ينظر إلى هذه العينان يجعله يشعر بأنه سيجن ...مراقبته لها لم تكن فقط من أجل أن يراها ولكنها كانت أيضا من أجل ان يقترب منها أحد او حتى ينظر إليها ...فكان يقسم لو نظر إليها أحد لكان قام بقتلاع عينيه من مكانها ...لكن عليه ان يتحمل قليلا فقط بعد زواج سيف سيتصرف وعلى عائلة الحسينى ايضا ان تظهر اهتمامها بالصلح والمودة التى ستنشا بينهم

وقف واضعا يديه فى جيبى بنطاله البيتى المصنوع من القطن الغالى وسترة أنيقة ...كان ينظر إلى السماء والقمر ...فقد أصبح هذان الاثنان يذكرانه بها ...وكيف كانت كالفراشة التى تحلق بين القمر والنجوم ...نعم انها فراشة لم يجد ما هى اجمل ولا ارق منها ...رغم انه لملاحظته لها القصيرة فهى تبدو متسرعة ومندفعة ...إلا انها رغم هذا رقيقة وهشة وايضا حمقاء ...لأنها لو لم تكن حمقاء لعلمت بخداع ذلك القذر وتلك الأفعى كيف تسمى نفسها صديقة لها وهى تقوم بخداعها هكذا ...لقد كان سعيدا وهى تقف أمامه صامتة منتظرة حديثه معها او سماحه لها بالكلام إلا أن قطعت ذلك الصمت وهى تعرض سبب حضورها ...لقد كان خائف من ان يكون سبب طلبها لكى تقابل ذلك ال مازن ...ولكن ما ان أخبرته أن الاجازة بسبب زفاف أحد أصدقائها حتى لم يشعر بنفسه إلا وهو يوقع بالموافقة على طلبها ...لا ينكر بأنه قد شعر بسخطها وغضبها من حديثه إلا انه رغم ذلك استمتع ...ياللهول هل وقعت فى الحب من اول نظرة بعد ان كنت بعيدا عنه ولم تسمح لقلبك يوما بالتفكير بامرأة ...لكنه خانك وخرج من سيطرتك عندما راءها ...



دخلت إلى منزلها سعيدة بعد نجاحها بالفوز بتلك القضية الشائكة ...توجهت حيث الحديقة لمنزلهم الكبير فرات والدتها تجلس مع صديقة عمرها روز ...روز انها امرأة فى غاية الجمال لديها سحر يجعل كل من يراها يعشقها فكانت رغم أنها فى عمر والدتها إلا انها كانت جميلة فقد كانت ذات عينان رماديتان وشعر تتخلله الكثير من الخصلات الصفراء اللامعة لقد كانت حقا امراة رقيقة وحنون ...فاقتربت منهم وحيتهم فردوا عليها التحية ...وجلست على أحد الكراسى معهم ...فاستاذنت والدتها منهم لتحضير الغداء
ظل الاثنتات يتحدثان عن أمور كثيرة إلى ان قالت ايملى باهتمام ...انتى امرأة جميلة ألم تفكري يوما فى الزواج لا اعتقد انه لا يوجد أحد يمكن ان يراكى ولا يغرم بكى
فضحكت ضحكة عالية وقالت ...نعم عندك حق ...ولكن وتابعت بصوت يشوبه الحزن والانكسار ...لكننى لك أجد من هو يستطيع ان يأخذ مكانه فى قلبى انه رجلى الشرقى الذى لم أجد ولن أجد من هو أفضل منه
فقالت ايملى ...هل مازلتى تحبينه
فردت روز بألم ...احبه بل انا أعشقه ...فأنا انتظرته طوال الخمس وعشرين عاما لكى يعود ولكنه لم يعد يوما ...لم أستطع نسيانه ...ولكنه نسانى
حقا كم تحزن ايملى على تلك المرأة التى تدعى روز ...فئه قد تزوجت وهى بمثل عمر ايملى تزوجت رجل تعرفت عليه واحبته ولكنهما انفصلا. ...ظلت تنتظره لكى يعود ولكنه لم يعد يوما
قطعت كلامهم صوت والدتها تخبرهم بأن الغداء قد تم تجهيزه وعليهم المجى
...
اجتمع الأصدقاء الخمسة ...فى أحد اجتماعاتهم التى من الممكن القول بأنها نادرة
فقال مراد بابتسامة ...مبارك يا سليم انت وعادل ...حقا انه شى جميل ان تكونا أنتما الاثنان مرتبطان بالنسب هكذا
فقال محمود أخو سليم ...حقا هو أمر رائع هذا الارتباط ...لكن هل تحدثت مع الحاج سليمان يا سليم
-نعم تحدثت معه لقد قام بتجهيز كل شى يخص الزفاف على أتم وجه ...فلا تنسى انه زفاف سيف وليس اى شخص
فقال عادل ...رغم قسوة وسطوة سليمان الحسينى إلا أنه لم يحب أحد مثلما احب سيف ...لقد رباه وجعله رجل يعتمد عليه حقا
فقال مراد وهو يضع فنجان القهوة على الطاولة. ...لا تنسى يا عادل انه ابن فيروز وليس اى شخص فهو كل ما بقى لديه من ابنته الوحيدة
فردد سليم بهدوء وألم ...نعم انه ابن فيروز
ظلوا يتحدثون إلى ان انتبهوه إلى الرجل الصامت والشارد أمامهم
فقال سليم بتركيز ...ماذا بك يا ياسين لماذا أنت صامت على غير عادتك
فتابع مراد ...هل هناك مشكلة معك يا ياسين
فقال ياسين بتنهيدة طويلة ...ياالله ...انا خائف للغاية على نور ...ماذا سيحدث لها إذا حدث لى شئ
فقاطعه محمود بحدة ...ما هذا الذى تقوله وأين نحن من كل هذا ...ما الذى جعلك تفكر بهذه الطريقة ...هل حدث شى
فقال ياسين ...لقد أتى إلى أخى منذ عدة ايام يطلب يد نور لابنه
فرد عليه عادل ...إذا ما المشكلة
فقال ياسين ...المشكلة إننى لو كنت أشعر بأنه يريد ابنتى زوجة لابنه حقا لكنت وافقت ولكنه يريدها فقط من أجل مالى وما أملك ...أشعر بجشعهم. ...خائف من أن أموت ويحدث لها شى ...فرفع نظره إليهم هل أخطأت عندما أخذتها من والدتها ...هل أخطأت
فقاطعه مراد بحدة ...لا لم تخطئ لقد كنت تحافظ على ابنتك من الموت لو كان علم أخوات زوجتك بأن زوجتك قد أنجبت لكانوا قاموا بقتلكم جميعا...انسى الماضى يا ياسين ولا تفكر غير بابنتك الآن



اجتمع الأصدقاء الخمسة ...فى أحد اجتماعاتهم التى من الممكن القول بأنها نادرة
فقال مراد بابتسامة ...مبارك يا سليم انت وعادل ...حقا انه شى جميل ان تكونا أنتما الاثنان مرتبطان بالنسب هكذا
فقال محمود أخو سليم ...حقا هو أمر رائع هذا الارتباط ...لكن هل تحدثت مع الحاج سليمان يا سليم
-نعم تحدثت معه لقد قام بتجهيز كل شى يخص الزفاف على أتم وجه ...فلا تنسى انه زفاف سيف وليس اى شخص
فقال عادل ...رغم قسوة وسطوة سليمان الحسينى إلا أنه لم يحب أحد مثلما احب سيف ...لقد رباه وجعله رجل يعتمد عليه حقا
فقال مراد وهو يضع فنجان القهوة على الطاولة. ...لا تنسى يا عادل انه ابن فيروز وليس اى شخص فهو كل ما بقى لديه من ابنته الوحيدة
فردد سليم بهدوء وألم ...نعم انه ابن فيروز
ظلوا يتحدثون إلى ان انتبهوه إلى الرجل الصامت والشارد أمامهم
فقال سليم بتركيز ...ماذا بك يا ياسين لماذا أنت صامت على غير عادتك
فتابع مراد ...هل هناك مشكلة معك يا ياسين
فقال ياسين بتنهيدة طويلة ...ياالله ...انا خائف للغاية على نور ...ماذا سيحدث لها إذا حدث لى شئ
فقاطعه محمود بحدة ...ما هذا الذى تقوله وأين نحن من كل هذا ...ما الذى جعلك تفكر بهذه الطريقة ...هل حدث شى
فقال ياسين ...لقد أتى إلى أخى منذ عدة ايام يطلب يد نور لابنه
فرد عليه عادل ...إذا ما المشكلة
فقال ياسين ...المشكلة إننى لو كنت أشعر بأنه يريد ابنتى زوجة لابنه حقا لكنت وافقت ولكنه يريدها فقط من أجل مالى وما أملك ...أشعر بجشعهم. ...خائف من أن أموت ويحدث لها شى ...فرفع نظره إليهم هل أخطأت عندما أخذتها من والدتها ...هل أخطأت
فقاطعه مراد بحدة ...لا لم تخطئ لقد كنت تحافظ على ابنتك من الموت لو كان علم أخوات زوجتك بأن زوجتك قد أنجبت لكانوا قاموا بقتلكم جميعا...انسى الماضى يا ياسين ولا تفكر غير بابنتك الان



ليلة الزفاف
أقيم الزفاف فى اكبر فندق خمس نجوم وحضره كافة رجال الأعمال من بلدان مختلفة ...وكل منهم يهنئ سليمان الحسينى بزواج حفيده الوحيد ...كان المكان كبيرا مجهزا بدقة واهتمام كبير ...وقف سيف وهو يقوم بالترحيب بالضيوف كامير وسيم وهو يرتدى بذلته السوداء وقميصه الأبيض وربطة عنقه الموضوعة بدقة لقد كان يرتدى البذلة كأنها صنعت خصيصا له ...فقد اهتم سليمان بكل شى يخص الحفل حتى بذلة حفيده وفستان العروس الذى اختاره بنفسه ...فهو لن يقبل اى تقصير من قبل أحد فى هذا الزفاف
دلف سليمان إلى الغرفة التى توجد بها العروس ...وما أن راءها إلا وقد شعر بغصة قوية فى قلبه ...وهو يتذكر ابنته وقرة عينه فيروزفى ليلة زفافها ...اقترب منها مانعا نفسه من البكاء ...فوضع قبلة على جبينها وقال...حقا حفيدى أكثر شخص محظوظ فى هذا العالم لأنه سيتزوجك
فخفضت رأسها خجلا
فقال سليمان ضاحكا ...حسنا أيتها الجميلة لا تجعلينى انسى ما أتيت من أجله
فنظرت إليه باهتمام ...فقال وهو يقترب منها ...لقد أتيت لكى اعطيكى أمانة كانت معى منذ زمن
فقالت باهتمام ناظرة إليه ...أمانة
فرد عليها مبتسما...نعم أمانة ...فقام بفتح علبة حمراء كبيرة وأخرج منها تاجا صغيرا مصنوع من الذهب الابيض ويزينه قطع من الياقوت الابيض اللامع و قال ...تعالى اقتربى منى ...ووضع التاج على رأسها ...ومن ثم طبع قبلة على جبينها وقال هو يبتعد ويقاوم نفسه لكى لا يبكى ...هذا التاج كان لابنتى فيروز والدة سيف ...وضعه لها سليم ليلة زفافهم هو من قام بصنعه لها خصيصا ...سليم عشق ابنتى لو كانت يستطيع ان يجلب لها نجمة من السماء لفعل ...ربما انتى تفكرين لماذا لم يضعه سيف لكى ...لكن ألم أقل اننى اعطيكى أمانة وفيروز اوصتنى قبل موتها بالا يضع أحد غيرى هذا التاج على رأس زوجة ابنها ...فحتى سيف نفسه لا يعلم بأمر هذا التاج فهو لم يره يوما ...
فبكت أروى من حديثه شعرت بحزنه لتذكره لابنته ...فضمها إليها وهو يقول ...سيف أغلى ما عندى اهتمى به وتحمليه من أجلى يا حبيبتى



نزلت درجات السلم المفروشة بالسجاد الأحمر وهى كالاميرةالتى خرجت من أحدالقصص الخيالية بوجهها الأبيض وعيناهاالذهبية المضيئة بالفرح والسرور ...وهى تقسم انه لو كان أخبرها شخص ما بأنها ستكون عروس فى يوما ما لحب عمرها لما صدقت ابدا ...كانت مرتدية فستانها الأبيض بدون الأكمام والمطرز بخرز ابيض لامع ذو ذيل طويل شعرها المجموع بتسريحة فرنسية عصرية وتزينها ذلك التاج الصغير والطرحة الطويلة التى افترشت درجات السلم بأكملها المصنوع من الدانتيل المخرم على شكل ورود ...لقد كانت تشعر بأن درجات السلم يزداد عددها بدلا من أن تقل وهى ترى فارس أحلامها من خلف الطرحة واقفا بشموخ ينتظرها ...فنزلت آخر درجة ...فامسك بيديها ووضعها بين يديه وسار بها ...شعرت بكهرباء تسرى فى عروقها من لمسته لها
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 8

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،











الساعة الآن 08:47 PM