logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:12 صباحاً   [43]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السابع عشر

استيقظت على يد تهزها باستمرار ففتحت عيناها اخيرا بتعب على صوت والدتها التي توجهت للشرفة لتسحبب ستائرها بعيدا لتسمح لدخول الضوء ونسمات الهواء الدافئة إلى الغرفة هتفت والدتها بنبرة دافئة ٠ا هيا يا اروى يكفى كسلا .. لقد نمتى كثيرا .. بالإضافة إلى أن سليم قد استيقظ لما يقارب النصف ساعة وقمت بتبديل الملابس له بعد أن غسلت جسده .. وهو الآن ينتظر لكى تطعميه « وضعت الوسادة على رأسها من التعب ما ان نظرت بنصف عين للساعة وجدتها ما زالت لم تقترب من السابعة .. لم تنم منذ أن أوصلها سيف إلى هنا إلا في الرابعة استحمت وبدلت ملابسها .. و اطعمت سليم الذي علمت من الخادمة انه لم يبكى إلا مرة واحدة وقامت بأعداد له زجاجة من الحليب البودرة المعلب وشربه كله ثم نام بهناء « ما زالت السابعة .. اتركينى أنام قليلا أرجولي .. « تمتمت بنعاس ا٠ سيف بالأسفل « قالتها والدتها بهدوء فهبت جالسة في مكانها بعد ان أبعدت تلك الوسادة عن رأسها وهى تنظر إلى والدتها لنتأكد مما سمعته فتلاقت نظراتها بنظرات والدتها المرتبكة ..
بينما هتفت والدتها بتذمر

يا ليتلي تهبين من أجل ذلك الصفير .. مثلما تهبين هكذا لوالده .. « اشاحت اروى وجهها بعيدا عن نظرات والدتها المتهمة. فشعرت خلالها وكأنها تعرف شيئا ما عما فعلته ليلة أمس وقالت بعنفوان
« اخبريه أن يذهب .. انا لا أريد ان أراه «
ا٠حقا .. هتفت والدتها بتعجب وتابعت بنبرة هادئة رأسك اليابس هذا لن ينفع مع الثور الهائج الذي يقبع بالأسفل يقسم انه لن يخرج من هذا المنزل إلا عندما تأتي زوجته وابنه معه .. «
هل رأى سليم .. ألم يطلب منك رؤيته سألفت بنبرة منخفضة
١ا لا .. وقد عرضت عليه ان يراه ولكنه قال انه لن يأخذ ابنه إلا من بين
يدى زوجته «
« حقا قال هذا « هتفت وعيناها تلمعان بسعادة « نعم .. هيا بدلى ملابسك انه ينتظرك ثم تابعت وهى تمسد شعر اروى بحنان « مهما حصل من شجارات بين الزوجين .. وخلفات.. سيظل منزل
زوجها هو الأولى بها.. هل رأيتني يوما اخرج هن هذا المنزل.. رغم
أنني ادخل في خلافات كثيرة مع والدك « لكنه .. تركني في الوقت الذي احتجت إليه به « قالتها بصوت منخفض واعين ١متلأت دموعا
استمعى إليه .. واجبريه ان يخبرك سبب عدم حضوره، ان لم يخبرك اا
هتفت والدتها بابتسامة .. فهزت اروى راسها بهدوء
ابتعد عن كرسيه ما ان وجدها تقترب منه .. وظهر على وجهه ابتسامة
اذابت قلبها ..
دنت منه ببطء فهتف بهدوء ونبرة متلاعبة « نمنى.. بينما انا لم يغمض لي جفن .. منذ ان تركتيني «
اقتربت منه بسرعة ووضعت كف يدها على فمه تمنعه الكلام بينما
عيناهاتؤنبه وهتفت بهمس
شش .. اصمت لا أحد يعلم أنني نهبت إليك
التمعت عيناه مكرا وقال بحدة ونبرة تحذيرية
ا. أقسم يا اروى ان اعدتى فعلتك هذه وتحركت في وقت متأخر كليلة أمس .. نني سأقوم بدق عنقك هذا .. لقد تغاضيت عن ليلة أمس فقط ..لكن ان تكرر حينها لن تعرفي ما الذي سأفعله معك ا٠ صمت ما أن وجد عمته تقترب منهما وتحمل بين يديها لغة صغيرة حدق بالجسد الصفير بشوق
كادت عمته ان تنأوله الطفل لكنه نظر إليها نظرة فهمت محتواها ونأولت الطفل أولا لوالدته وهى تهز رأسها لابنتها بأمر و بأعين حادة ان تقوم بإعطاء الطفل لوالده
لوت أروى فمها بامتعاض و حملت الطفل عن والدتها وطبعت قبلة دافئة
على جبهته وهى تستنشق رائحته العبقة الفواحة
تشدق فم سيف بابتسامة حزينة واهتز قلبه وهو يرى ذلك المشهد أمامه اقتربت منه وما كادت أن تنأوله الطفل حتى قال بسرعة
انتظرى.. انتظرى..
تابع وهو يفتح أزرار سترة بذلته حتى يكون أكثر راحة وهو يحمله .. ثم تنأوله منها بحذر شديد وهو يضع يد أسفل رأسه ويد أخرى يحمل بها جسده الصفير
حملق سيف في الجسد الصفير و هو يشعر بمشاعر عدة قد اجتاحته في تلك اللحظة اهتز قلبه وهو يراقب سكنات الطفل البسيطة فمه الذي يؤمه بشدة .. نكره بوالدته عندما تكون غاضبة منه .. ملامحه صغيرة للغاية .. شعره غزير وأسود كسواد الليل سحب نفسا طويلا ثم مال برأسه قليلا وهو يطبع قبلة حنون على جبهة الصفير .. الذي ارتخت ملامحه وفتح فمه بتلقائية وعيناه مغمضتان تراجع بجسده للخلف وجلس على الكرسي خلفه .. لمسة واحدة لذلك الصفير جعلت قلبه يتحرك ويصدر صوتا كأصوات طبول الحرب شعور غريب أول مرة يشعر به لا يعلم هل هو فرح .. أو ربما سعادة أم حزن لأنه آخر تلك اللحظة .. التي ينعم بها الآن .. أراد أن يضعه قرب قلبه ليحميه .. ليضمه.. في تلك اللحظة التي حمله بها رأى نفسه به.. رأى طفولته التي لم ينعم بها كأي طفل في سنه .. شعر بالوحدة .. لكن الآن هو لم يعد وحيدا لقد ولد من سيكون سندا له شعر بشيء حار يداعب مقلتيه .. تبعها نزول دمعة واحدة لتعبر عن مدى سعادته وهو يحمل أبنه ا٠ما اسمه ؟ .. همس بتهدج
أخذت اروى وقتا حتى تستوعب ما رأته أمامها الآن .. لقد شعرت بمشاعره ونظرت عيناه المحبة التي لم يستطع إخفائها

سألها مرة أخرى عندما لم يجد منها جوابا « سلبم « ردت بهمس ا٠ماذا ؟!»
اكفهرت ملامحه و ضيق عيناه .. ثم تابع أسميتي ابنى ماذا ؟! !.. نحن لم نتفق على هذا هتف بحدة
وهل اتفقنا على شيء ردت بسخرية
زم شفتيه واغمض عيناه من لهجتها التي أصبحت تتعامل بها معه وأخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء قائلا ا حسنا بالطبع انا لن اتناقش معك عن اسم ابنى هنا .. بدلى ملابسك و
جهزي اشياءك لتعودي معي « أمرها
فما كان منها إلا أن ردت بعناد لم يعد غريبا عليه منذ ان رآها ليلة أمس ١ا لا ..لن اذهب ان كنت تعتقد أننى سأعود معك بهذه السهولة « انتفض من كرسيه .. لكنه سرعان ما انتبه للقابع بين يديه الذي أصدر صوتا احتجاجيا و بتلقائية وجد نفسه يهزه بهدوء حتى سكن الطفل تماما وقال بهمس من بين أسنانه
٠١ اروى انا لست متفرغا لجنونك هذا .. أنق لن تبقى هنا ولو للحظة واحدة اخرى .. ٠ا
االناذهبياسيفا٠
ردت بغضب
ارخى كتفيه وقال بصوت هادئ حأول فيه ان يقنعها بنبرة ممزوجة
بالحب
« وماذا عن ليلة أمس؟! لقد تصالحنا وانتهى الأمر « حدقت به بحدة ما أن نكر ما حدث ونظرت إلى الباب خوفا من أن تكون والدتها تتنصت عليهما كعادتها حتى تطمئن انها ستعود معه اقتربت منه وقالت بصوت خفيض
« أخفض صوتك .. وما حدث ليلة أمس أنساه .. « « اروى اذهبى و جهزي ملابسك ..أو أقسم أننى سآخذك بما ترتدينه هتف بتحذير ونبرة غاضبة
وهو يمرر عيناه على ملابسها المكونة من بنطال جينز واسع وقميص يماثله في الاتساع .. ونصف ازراره تقريبا مفتوحة وترتدى أسفله تي شيرت بدون أكمام
فتابع بازدراء رغم نظرته التي لم ترحمها « وما هذا الذي ترتدينه الآن هل تحاولين اغرائي؟! ! « استدارت بجسدها واعطته ظهرها وهى تقول بغضب وقد تغاضت عن سؤاله الأخير
ا٠ما حدث ليلة أمس كانت مجرد مشاعر هوجاء من قبل كلا منا
ما الذي تريدينه يا اروى؟!
هتف بنفاذ صبر فنظرت إليه باختناق و همست بحشرجة وهى تهز رأسها (ا لا أعلم .. حتى انا لم ك أطم ها اريده « تابعت وهى تشعر بدموعها التي تحاول بجهد مضنى لإخفائها تهدد بالنزول..

ا٠ كل ما أعلمه.. انك حرمتني من أكثر لحظاتي سعادة.. دمرت الوقت الذي كنت دائما أحتاج إليك به بدلا من أن تعطيني ظهرك .. لكنك في كل مرة أسقطت سقف آمالي وأحلامي فوق رأسي. .لاستيقظ وحيدة وانت لست بجواري.. ليلة زفافي التي حلمت بها ..و عندما انجبت أول طفل أردت أن أرى سعادتك و ضمك له مثلما فعلت الآن .. « صمتت بعد ان سقطت دموعها اخيرا لتريحها من ضيقها وحزنها المكبوت .. وتابعت بأعين محمرة
أ لا أريد ان أكون مجرد انثى.. أو مجرد زوجة.. اربد ان يخفق قلبك
لي مثلما أفعل انا.. أريد ان أكون أو لا أكون بالنسبة لك ...
لم ينبس ببنت شغه هذ٥ المرة شعر حقا بفداحة أفعاله .. شعر وكأن لسانه قد ربط بحبل متين يمنع تحريكه
يعلم انه اخطاء لكنه لم يكن يفكر بأفعاله السابقة .. نعم فكان في كل مرة يفكر في نفسه فقط .. لكن لا .. سفره لم يكن من أجل نفسه .. هذه المرة حقا تركها وغيابه عنها كان من دون إرادته ٠ا لقد أخبرتك قبل سفري .. أنني سأتأخر ا٠ همس بنبرة جادة وهو يحأول عدم إظهار مشاعره
ا١ نعم اخبرتني .. هتفت ..
ا٠ لكنك انتهيت من هذه الأعمال .. و حتى لم تتصل بي عندما علمت أنني
|ذخبت «
ا لو كنت سمعت صوتك لأتيت ر١كضدا إليك وما كنت سأحقق شيئا بعد هافق..اا همس باختناق ثم تابع اروى هل ستاتين معي لا ٠ا ردت بعناد فنأولها الطفل بهدوء وطبع قبلة على جبهته هاتفا « اهتمي به «
قال كلماته ثم خرج من الغرفة غاضبا أوت بجسدها على الكرسي وجسدها يتشنج ببكاء وهى تضم سليم
إليها..
أ لماذا لم تنهبي معه أ انبتها والدتها ثم تابعت بغضب « حقا لم أعد افهم لكى شيء « لا أريد ان أكون مجرد تحصيل حاصل بالنسبة له همست وهى تجهش في البكاء وقف مالك مكانه ما ان استمع إلى صوت والدته .. استدار بجسده نحوها وهو يحأول أن يرسم ابتسامة هادئة على وجهه .. دنا منها ثم مال وقبل يديها وراسها ... شعرت كوثر في تلك اللحظة بالفخر حقيقة بابنها الوحيد .. فلنة كبدها .. وكل ما بقى لها .. الشيء الوحيد الذي جعلها تتحمل .. نعم المرأة تضحى بكل شيء.. حتى ولو كانت أنوثتها التي دفنتها منذ أعوام طوال .. فقط من أجل ابنها .. ومالك هو الحسنة الوحيدة التي نالتها من هذا الزواج .. تحملت ان تكون مجرد امرأة مهشمة في حياة زوجها فقط من أجله .. وهى لا تريده ان يعانى مثلها ..

نظرت إليه بحب .. ثم أشارت له للجلوس بجوارها .. فعل كما أمرت ضمته إليها لتستمد منه القوة .. وأيضا لأنها تعلم ان ما ستطلبه .. ربما سيرفضه .. لكنها يجب عليها ان تخطو خطوة واحدة من أجل سعادة ابنها .. ستحاول وان فشلت .. سيكون على الأقل قد حأولت
اتسعت عيناه وهو يستمع إلى ما تنحلق به والدته أمي لا أستطيع انسى الأمر .. لا أستطيع أن أترك ريم .. انها ليست زوجتي فقط.. بل هي حبيبتي أيضا « هتف بهدوء وصوت حأول جعله رزينا ٠ا مالك .. أشهر وانتما متزوجان.. وانظر إلى اروى وسيف متزوجان منذ مدة .. وها هما قد رزقهما الله بطفل .. إلا نثمنى أن تحمل أطفالك يا مالك بين يديك « همست قرب أذنيه بقلب ام مكلوم
أتمنى.. لكن ليس من امرأة غيرها.. أمي ارجوك لا تتحدثي معي في هذا الأمر مرة اخرى.. لأنني لن اتزوج على ريم ابدا.. حنى وإن لم
يشاء الله لنا الإنجاب أ تكلم بهدوء ورجاء وهو ينظر لوالدته
تنهدت كوثر بحزن من كلام ابنها .. واردفت وهى تمرر أصابعها على
خده أتمنى لك السعادة دائما يا بنى .. و ليرزقك الله بالذرية الصالحة فمال مالك براسه إلى يديها وقبلهما وهو يهتف بهدوء و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة سعيدة
هذا ما أريده منك دعواتك .. ايتها الغالية .. ادعى لي من دون توقف فأنا حقا أحتاج إلى هذه الدعوات ١ا
ضمت والدته ما بين حاجبيها بتعجب وقالت بخوف خير.. هل هناك شيء؟!
قال مبتسما
لا.. لكن فقط سأسافر لعدة ايام .. لأن شركتي ستبدأ في تصميم و بناء مشروع كبير .. واحتاج فقط لدعواتك ١ا
بادلته ابتسامة سعيدة وقالت
٠ا فليجعل الله الخير دائما في طريقك .. ويبعد عنك كل شر .. وكل شخص لا يحبك «
قبل رأسها ثم ابتعد وهى تشيعه بنظراتها الحزينة بقلب ام .. تخاف من ان يظلم الحب ابنها كما فعل معها سابقا
دلف مالك إلى غرفة النوم .. متوجها ناحية خزانة الملابس بعد أن سحب
حقيبة سفر كبيرة ليرتب فيهاملابسه فهو سيفيب لمدة ربما تطول
تمنى مشاركتها له لهذه المناسبة السعيدة فهذا المشروع سيحقق تقدما وانجازا كبيرا لمكتب الهندسة الخاص به .. ولكنه عندما اتصل وجد هاتفها مغلقا
فقرر ترك رسالة ورقية لها إن لم تصل قبل ذهابه .. أراد أن يأخذها معه.. عندما تحدث معها عن احتمالية تسلم شركته هذا المشروع وأنه سيضطر إلى السفر .. لكنه قابلت طلبه بالرفض بأنها لا تستطيع ترك عملها ومرضاها أيضا أخغى حزنه من عدم اهتمامها ..وقرر أن يذهب بمفرده ما ان علم بأمر تسلم شركته للمشروع
ولج داخل الحمام .. لأخذ فرشاة أسنانه والمعجون واشياءه الشخصية المهمة التي سيحتاجها .. فوجد أن علبة معجونها فارغة .. فقرر أخذ معجونها فهو ليس لديه وقت للذهاب لشراء واحدا غيره فتح خزانتها الصفيرة .. فسحب المعجون .. لكن عيناه تسمرت من دون قصد على علبة صغيرة تقبع داخل الخزانة .. سحبها .. وهو يتفحص محتواها بفضول.

ما هذه الأقراص ؟.. هل هي للصداع! !
تمتم وهو يتفحص ما بداخل العلبة بفضول لكنه وجدها غريبة عن أقراص الصداع تماما .. ففضل ان يشبع فضوله وايضا ليطمئن فهو يعلم أن ريم لا تشتكى من شيء ..
إذا لماذا هذه الأقراص هنا ؟! .. وأيضا مخبأة في تلك الخزانة هل تخفى عنه شيء ما؟!
اخيرا قام بتصوير العلبة وارسلها إلى صديقه وبعد ذلك اتصل به ليعلم
منه مالك ..انا لا أريدك أن تنزعج .. ولا تفضب من الأمر تلعثم صديقه في الكلا،
أ جلال .. أرجوك ما هي هل هو مرض خطير .. هل هي مريضة. هل
هي..١١
تمتم مالك بارتباك وحشرجة وقد وصلت دقات قلبه لقدميه رعبا وخوفا
هل يمكن ان تكون ريم مريضة وهو لا يريد ان يخبره..
١اد,, همس صديقه بحشرجة
أرجوك أنطق .. لا تخف لن انهار ولكن فقط اخبرني.. هتف مالك وهو يحأول أن يجعل نبرته هادئة ومتزنة
انها أقراص لمنع الحمل همس صديقه بصوت منخخض اىذ١؟!..اا
هتف بحشرجة .. يحثه على الكلام فبالتأكيد هو لم يستمع
انها أقراص لمنع الحمل
هذا فقط ما سمعه مالك .. لكن هذه المرة بوضوح تصلب جسده من الذهول وتمتم بذهول وقلب قد تحطم إلى أشلاء بعد ما سمعه
« منع حمل « دلفت إلى الغرفة و ابتسامتها تصل إلى عيناها لكنها تسمرت مكانها عندما وجدته جالسا على طرف السرير يضع وجهه بين يديه..
اقتربت منه بخطوات بطيئة وهى تبتسم بمكر فهي تريد افزاعه وكم سيكون المشهد رائعا أمامها وهى تراه يقفز من الفزع
لوت فمها بانزعاج عندما وجدته يرفع رأسه وينظر إليها نظرة جعلت أوصالها وقلبها يرتجفان .. تجمدت ملامحها عندما التقت عيناهما ولم تستطع تفسير نظراته الجامدة إليها
حأولت رسم شبه ابتسامة على وجهها لكن فمها لم يخضع لها و ابى إلا أن يكون كما هو وهى تراقب نظراته حتى قال بصوت ضعيف متهدج لماذا ؟!»
عقدت حاجبيها بتساؤل وتعجب ..حتى أمسك بين يديه أحد علب الدواء التي لم تتبين ما هي إلا عندما قربها منها وعيناه تومض غضبا ينظر إليها بتفحص وترقب يراقب ردة فعلها
وجهها أصبح شاحبا كالأموات وهى ترى آثار جريمتها..
بلعت ريقها وهى ترى بين يديه علبة الدواء التي اخفتها بعيدا عنه وكل ما
يدور في رأسها ...كيف استطاع الوصول إليها ؟! !..
هي كانتا محتفظة بها حقا ولكنها قامتا بالتخلص منها منذ فترة طويلة
لا هي لم تقم بالتخلص منها لقد نستها تماما حدثت نفسها
تحركت شفتاها باهتزاز وهى تشعر ببرودة غريبة تسرى على طول عمودها الفقري حتى لم تستطع السيطرة على اهتزازة يديها لا تعلم هل برودة الطقس الغريبة هي السبب ام خوفها
خوفها من ملامحه التي لا تعبر إلا عن غضبه الذي يحأول كبته منذ زمن ..عيناه التي تتهمها بطريقة المتها ..تجمعت الدموع في عينيها وهى تراه يدير جسده ويعطيها ظهره الذي تصلب
مرر يديه بقوة على شعره حتى كاد أن يخلعه من جذوره ...لم يعد يستطيع النظر إلى وجهها ولا إلى عينيها التي سحرته ...لقد غدرت به ...لقد طعنته في ظهره ...وها هي تقف امامه صامتة
لكن بماذا تنطق أو بماذا تدافع عن نفسها ؟! !...انها فعلت هذا لأنها لم تحبه ولم تكن تريده زوجا لها ...وهو الذي كره نفسه وكره رجولته لأنه لم يستطع أن يمنحها ما تمنته ..طفل ..وهو كان يركضر كالمجنون من
طبيب إلى آخر يحأول أن يبحث عن سبب تأخر انجابهما حتى الان ..كتم غصة مؤلمة في حلقه
وقال ببرود ومن دون تردد ريم أنتطالق٠.
أردف وهو يشعر بأن كلمته لم تجرحها هي بل كانت له كشخص يطعن نفسه ليرحمها من مرض أصابه منذ زمن ..حتى لم يعد يتحمله أكثر فقرر خلاص نفسه .. من العناب والألم وهى حبه لها كان كالمرض الذي ينهش قلبه .. يبتر روحه و أعضاءه واحدا تلو الآخر .. حتى لم يعد قادرا على الحياة
لقد رسم أحلامه معها بأصبع على وتر فبترت هي أصابعه العشرة
أمسك بيد حقيبته و هتف ببرود. وهو يسحبها وراءه
عندما أعود سأنهى كل أوراق الحللاق .. وستكونين حرة منى ومن
حبى يا ريم
صمت بارد عم الغرفة وهو ينظر اليها من بنصف عين باتهام وقلب رجل مجروح .. فتألم قلبها من نظرته وانسابت دموعها من دون إرادة منها لقد تغيربتة نظرته لقد كانحت نظرة مختلغة غريبة نظرة لم ترها يوما من عيني مالك .. الذي لم يكن ينظر اليها إلا بكل حب وحنان وعشق .. لكنها هذه النظرة تغيرت وتحولت إلى نظرة رجل طعن

وجدت ذراعيها يتشبثان به من الخلف وهى تضع رأسها على ظهره
وتهتف ببكاء ورجاء..
أرجوك لا تتركني. . أقسم أنني لم اضع واحدة في فمي.. أقسم أنني
أحبك .. لا تتركني ا٠
لكن جسده لم يهتز ولم يتراجع قيد أنملة وهو يحأول إبعال. يدها التي تضمها في قبضة محكمة على بطنه تمنعه التحرك
أرجوك لا تتركني .. انظر إلى انا ريم.. انا احبك .. أقبل يديك لا تتركني «
ترجته كما لم تترجى أحد سابقا .. هي لا تشعر بمذلة أو مهانة انه زوجها وهى يجب ان تشبث به.. لأنها تحبه وهى اخطأت .. يجب ان يبقى ليفهم
ويعلم انها لم تضع ولا واحدة في فمها اااًحبك ..لا نثركني مثلما فعلوا هم .. لقد تركني الجميع .. لا نثركني بعد أن تعلقت بك .. لا نثركني بعد ان احببتك ١ا قالت من بين نشيج بكاءها .. أبعد ذراعيها عنه بقسوة لم تعهدها به وهو يهتف بقسوة قسوة جعلته شخصا آخر غير الذي تعرفه لقد انتهى كل شيء
انحنت وامسكت قدمه بيد مهتزة وهى ترجوه .. تألم قلبها وهى تشعر بمهانة لم تشعر بها من قبل .. جسدها تشنج من دون توقف بسبب بكاءها .. ولهاثها ازدال. وهو يحأول أبعادها عنه حتى نجح وابتعد عنها وعيناها الغائمتان المحمرتان من البكاء تراقب ابتعاده
افترش جسدها الأرض لكنها سرعان ما ضمت جسدها إليها .. وظلت ترتجف كعصفور مبلول بالماء في طقس شتوي قارس .. أسنانها ظلت
تصختك ببعضها بقوة
وعقلها يسترجع مشهد قديم .. لفتاة نات سبعة أعوام .. تركض و تترجى مثلما كانت تفعل منذ قليل .. لكن لا هي رحمتها واشفقت عليها ولا هو
فعل ..
ماما .. لا تتركيني.. سأكون فتاة جيدة .. أرجولي خذيني معك ظلت ترددها تلك الطفلة ببكاء وجسدها يرتفع وينخفض .. تحاول التشبث بيدها .. لكن تلك المرأة نغضت يدها عنها بقسوة .. قسوة كسرت قلبها
ا٠ سأكون فتاة جيدة..لن أبكى .. أقسم أنني لن أفعل لكن لا نتركيني ,
ارجوك..

هتفت ببكاء وجسدها يتشنج أن كنق تريدين أخذها ستتنزلين لي عن كل حقوقك أتى صوت من خلفهما لم يكن غير صوت والدها .. ذلك الذي تكرهه أكثر مما تكره أي شخص في هذا العالم .. أليس هو السبب في رحيل والدتها الآن..
لن أترك لك أي شيء .. انه ثمن معاناتي و صبري مع شخص مثلك أما بالنسبة لابنتي فهي سنثربى. . أنت والدها بالتأكيد لن تأكلها ٠ا ردت والدتها بكل عنجهية مطلقة نظرت ريم إليها بصمت وفمها لم تستطع فتحه أو النطق بأي شيء وهى ترى والدها أمامها .. ما ان رأته حتى عقد لسانها .. لكنها ترجت والدتها
بعينيها لعلها تفهمها لعلها تشفق عليها وتأخذها معها لكنها ردت ببرود .. أثلج قلبها
ابقى هع والدك يا ريم.. وكونى فتاة جيدة قالتهاثم رحلتا وقد رحل معهاطيف طفلة بريئة وحالمة
ضمت ركبتيها إليها أكثر وهى تشعر بأن روحها قد اثلجت مرة أخرى
رحل كما رحل غيره ..
تشنج جسدها وهو يهتز برعب .. وتبكى بحرقة تصرخ من شفتيها ا ينجدها أحد مما هي به ..و خرجت من صدرها آهة متألمة.



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:13 صباحاً   [44]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثامن عشر

رأت فيه الأمان
أكثر ما يؤلم المرأة هو خذلان رجل لها..
( ألم تخبرني سابقا ان الحب لا يتغير ولا يمحى.. أن المحب لا يترك من أحبه .. حتى وإن لم تنحلق بكل هذا إلا انى شعرت بها بتصرفاتك و أفعالك .. و سعة صدرك .. وقلبك الكبير .. إذا لماذا تركتني ؟ .. ألم تستطع أن تتحملني !.. تسمعني هذه المرة فقط ) (ألا تستطيع ان تتنكر الأشياء الجيدة التي بي .. و تجعلها تشفع اخطائي وحماقاتي .. ) ( لقد كنت مختلغا عنهم جميعا .. لا تخيب ظني وتتركني ).

مسحت ريم دموعها مع آخر رسالة أرسلتها له .. منذ ان تركها وهى لم تخرج من هذه الغرفة حتى أصيبت بالاكتئاب وشعرت وكأنها ستختنق أكثر ببقائها هنا ..أسبوع ولا تعرف عنه شيء.. حأولت الاتصال به لكن في كل مرة هاتفه كان مغلقا .. فبدأت بإرسال الكثير من الرسائل بدون كلل أو ملل لعله يراها .. ويحن قلبه عليها ويعود .. ولكنه لم يرد على أي من رسائلها فاستسلمت وقررت الرحيل.. هي الآن لم تعد زوجته لقد أصبحا غريبين.. أطلق سراحها بعد أن أحبته وتعلقت به .. ألم تشفع لها كلمة احبك التي كانت تنطقها له مؤخرا
كل هذه الأيام التي ابتعد فيها ألم يشتاق إليها كما تفعل هي
بقيت لأيام في انتظاره .. وأيضا لانتظار نتيجة آخر محاولاتها .. أن تصبح حاملا .. لكنها فشلت كما في كل مرة .. وكأن القدر يعاندها.. ويخبرها بطريقته انها لن تكون سعيدة يوما كما حلمت .. ستظل وحيدة منبوذة .. ومتألمة. . لن تجد يوما يدا دافئة تربت عليها وتمسح دموعها
ما ان بدأت تقترب منه حتى ابتعد .. ما ان شعرت انها اخيرا خرجت من كهفها المظلم وجدت نفسها في مكان أكثر ظلمة ووحدة

وحيدة كالسابق .. لم يختلف شيء .. كل شيء كما هو إلا شيء واحد أن قلبها هذه المرة حقا قد تألم من شدة طعنته.. وسيتمزق مع رحيله إلى أشلاء .. وحينها لن يستطيع الزمن ولا شخص آخر مدأواة جروحها.. أغلقت سحاب حقيبة ملابسها .. بعد أن أحكمت ربط حجابها وخرجت من الغرفة .. كشخص قد طرد٠ من الجنة التي عاش بها لفترة قصيرة
مع مالك لم تشعر بالغربة .. مع مالك شعرت وكأنها ملكة وهذا المنزل مملكتها .. معه شعرت بما فقدته .. الاحتواء .. الحنان .. والحب .. لكن هي المخطئة .. حقا لقد تعبت من لوم نفسها . والآن لم يعد يفيد شيئا.
إلى اين أنق ناهبة؟
سألتها كوثر والدة مالك بنصف عين كتمت دموعها وبصوت متحشرج مع بحة خغيفة ردت « اعود إلى منزلي .. لقد انفصلنا انا ومالك ٠١
تجمدت المرأة في مكانها و المفاجأة قد شلت لسانها منعتها النطق
بينما الأخرى سحبت حقيبتها كما سحبت معها حزنها وقلة حيلتها

رحلت
لم تعرف كوثر ماذا تفعل وهى تجد ريم تسحب حقيبتها خلفها .. تهأوت جالسة على الكرسي ورائها و رأسها يدور به ألف سؤال ما الذي حدث ليجعل مالك يطلقها هل هي من طلبت الحللاق .. وكيف وافق مالك حتى وإن كانت هي من طلبت ذلك
ا٠لقد ألقى على مالك يمين الحللاق قبل ان يسافر ٠١ قالت ريم بحرقة لجدتها.. وهى تحاول أن ترثى نفسها وتكتم دموعها جمدت ملامح جدتها و تهأوت جالسة على الكرسي خلفها بعد أن شهقت بقوة وضربة بكف يدها على صدرها قائلة بصدمة
اضعب الرجل من بين يديك يا ريم .. أضعق مالك من بين يديك
نهلت ملامحها ونظرت إليها باتهام « ما الذي فعلتيه ؟!..ما الذي فعلتيه ليلقى عليك يمين الحللاق ؟!..ما الذي فعلتيه اخبرينى؟ ا٠ صرخت مما جعلت ريم تجفل في مكانها وترتجف أوصالها هاتفة ببكاء ..و عيناها محمرتان من كثرة البكاء ..حتى أصبحت عيناها الزرقاء
وكأنها تعوم في بركة من الدماء ..
هتفت وقد باح صوتها
أقسم أنني لم أفعل شيء هذه المرة .. أقسم أنني لم أكن مخطئة أنني مظلومة ٠ا اااءذالا١ئ «
سألتها بقلة حيلة
« انه يعتقد أنني أخذ أقراص لكى لا أنجب منه أجابت بصوت خافت خائف
لكن أقسم أنني لم اضع ولا واحدة في فمي .. لم اتجرا على فعلها .. لم يطأوعني قلبي يا جدتي .. ا٠
أجابت ببكاء وقلبها يهتز شغقة على ذاتها .. تابعت وهى تمسح آثار دموعها التي لم تتوقف عن الانهمار نظرت إليها جدتها بشك واعين متهمة لم تستطع إخفائها اهتز بدن ريم لتلك النظرة كما اهتز قلبها .. ومن دون ان تشعر وكان قد طغح بها الكيل..
نار تأججت في صدرها جعلتها تمتم بتثهنج أنق لا تصدقيني ! !
سألتها ريم بتوسل .. فنظرت إليها جدتها باتهام من دون ان تنبس ببنت
١ثغه ٠١ شخص مثلى مهما فعلت لا أحد يظن أنني جيدة .. لماذا تعتقدين أنني السبب في كل شيء ؟!.. لماذا انا منبوذة !.. هل اهتم أحد بي من قبل !.. هل عانقني أحد واخبرني انه معي .. هل تكلم معي أحد يوما ..»
صرخت وهى تحرك يديها في الهواء بجنون وبغير هدف وعيناها تكادان
تخرجان من محجريهما اردفت..
٠ا منذ ان ولدت وحياتي سيئة بما يكفى .. لا أستحق حبه .. أعلم أنني سيئة وهو .. وهو أفضل منى .. انا غير مناسبة له .. انا .. انا احبه .. انا علقت به .. انا أحببته وهو تركني .. لقد كنت خائفة من هذا منذ البداية .. «
بكت وصرخت بقلب مكلوم و جرح نازف داخل أعماقها
نظرت جدتها إليها بشفقة وخرجت من الغرفة تاركة إياها .. لتلعق جراحها وتبكى بمفردها ...
لقد أصبحت بحالة جيدة و تستطيع ان تنقل لغرفة عادية خلال ساعات
تنفست بثينة الصعداء ما ان استمعت إلى كلمات الطبيب و بتلقائية بطريقة لم تستطع فيها منع نفسها ارتمت في أحضان حسام .. تستمد منه القوة وحتى تخفى دموعها التي لم نتوقف عن الانهمار منذ ان علمت بما
حدث لصفيرتها وأنها أوشكت على فقدها .. لكن مشيئة وإرادة الله كانت فوق كل شيء .. ورحمته وسعت السماء والأرض
بينما حسام بالمقابل ضمها إليه أكثر وهو يقبل أعلى رأسها بحب وحنان .. وعيناه تعبر عن مدى حبه وسعادته .. وفرحته التي تكال. تصل إلى عنان السماء .. ويحمد الله بصوتا عالي على رحمته الكبيرة .. لأول مرة في حياته برفع يده طالبا لشيء لأول مرة يدعو ربه بقلب متضرع وخاشع لكى ينقذ له ابنته ويحفظها له زاد يقينه بربه وقربه أكثر منه خلال الأيام التي كانت فيه صغيرته لا يعلم غير الله ان كانت ستموت في أي لحظة ام لا.. لقد كان يتملكه رعب وخوف حقيقي .عندما كان يدنو منه أحد الأطباء حتى انه كان يشعر بأن روحه ستخرج مع أول كلمة سيقولها الطبيب .. خوفه من ان يسمع أحدهم يقول له ابنتك ماتت جعلته يشعر وكأنه وقع في دوامة من الخوف والوحدة .. وما أقسى وحدة الرجال وخصوصا عندما كان يرى انهيار زوجته البطيء أمامه رغم انها كانت تحاول في بعض اللحظات الثبات وإظهار قوتها .. لجأ إليه ورفع يده طالبا وداعيا .. وعندما تراجع بيده لم يجدها خالية الوفاض .. وأعطاه ما
تمنى وأكثر..
تمسكت بثينة بقبضتي يديها بقميص حسام ما ان شعرت بأن الأرض تميد بها .. وعيناها اصبحتا زاغتان من الإرهاق والتعب .. شعر بها حسام
فقام بحملها .. و تحرك بها نحو الغرفة التي كانت جالسة بها .. وهى لم
تمانع وضع جسدها ببطء على السرير
وتمتم قرب وجهها
ا١ نامي.. ميا أصبحت بخير .. ٠ا
نظرت إليه لثواني وهى تسبل اهدابها ببطء.. وأغلقت عيناها براحة وكأنها كانت تنتظر منه هذه الجملة ونامت بهناء
أحكم الفطاء عليها ثم طبع قبلة على جبينها وخرج من الغرفة بعد ان
أغلق ضوئها..
دنا بحركات ثابتة وجسد متصلب ناحية كلا من حماه وماهر. . حأول إلا يظهر على وجهه أي تعبير.. محاولا التماسك برباطة جأشه .. انه يشعر
بالغيرة نعم انه شعور قاتل .. شعور يجعلك تجن .. ويكاد يزهق بروحك .. قرب ماهر من بثينة ومحاولاته العديدة للمساعدة وسرعته في الحضور .. كل هذا جعلته يكره كل ما حدث له
ماهر مثالي بشكل يجعل أي رجل يقف أمامه يشعر بأنه الأقل مهما
فعل...
وخصوصا عندما تكون المقارنة بينه وبين رجل كماهر .. وحينها ستكون المقارنة محسومة من دون أي جدال .. طبيب مشهور .. عائلة سعيدة .. وسيم .. حسن الخلق .. وفوق كل هذا يحب بثينة اشتد بقبضة يده و فمه ارتسم على شكل خط رفيع وعيناه ارتسمت حولها الكثير من التجاعيد وهو يتنكر لهفته واهتمامه الشديد بميا وبثينة.. لو كان بيده لكان ابعد يديه عن جسد ابنته .. لكنه كاب فضل الصمت .. و الابتعاد قليلا حتى يستطيع ان يفحص صغيرته جيدا .. وفضل تناسى تماما ان ماهر يكن مشاعر لزوجته
الآن هو سيضع النقاط على الحروف .. وسيبعد أي شخص قد يكون سببا في أبعاد زوجته وابنته عنه ..
حمدا لله على سلامة ميا يا حسا،
توقف حسام مكانه ما ان وصل إليه ذلك الصوت الأنثوي من خلفه التفت إليها وعيناه تومحش شرا .. ولا تخلو من نظرة ازدراء
بلعت عزة ريقها ما ان لمحت نظرته لكنها تابعت بنبرة حزينة
١١ انت متعب للغاية .. الأمر كان صعبا عليك .. أعلم ١١ مرر حسام يده على وجهه يحأول التمسك برباطة جأشه وقال بنبرة حادة منخفضة لا تخلو من الأمر
اتبعينى
نظرت إليه بتساؤل وهى ترى ابتعاده عنها .. تتبعته بهدوء
حتى خرجا من المشفى..
توقفت ما ان رأته وقف على بعد مسافة من مبنى المشفى .. وهو يعطيها ظهره الذي ظهر تصلبه واضحا
ما الذي تريدينه يا عزة؟ .. لماذا ظهرتي في حياتي بعد هذه الأعوام
؟!٠ا
ألقى عليها السؤال بنبرة باردة.. اثلجت جسدها
التوى فمها بابتسامة ساخرة و همست « أريدك ..
قالتها بنبرة جعلت بدنه يقشعر .. تابعت وعيناها غائمتان بالدموع
« انا لم أختفى لكى أظهر يا حسام .. لو نتذكر كلماتك السابقة لي .. لطمت أنني لم أختفى إلا عندما أنت طلبت منى الابتعاد .. ما الذي حدث لزواج المصلحة الذي طلقتني من اجله هل تحول إلى حب يا حسام « سألته بنبرة ضعيفة متألمة انا لم اتزوجك. . لقد كان مجرد عقد قرآن انا لم أفعل معك أي شيء يا عزة.. طوال فترة ارتباطنا انا لم أقم بأنيتك .. « هتف بنبرة حادة
ا. لكنك أخبرتني انك سنثزوجها وبعد ذلك ما ان تنهى أعمالك حتى
تعيدني إليك ونتزوج..
همست بصوت مختنق وتابعت باحتجاج « لكنني وجدتك أنجبت .. وتعيش حياتك .. وماذا عنى؟! .. لقد انتظرتك ٠ا انا أسف .. لقد أحببتها .. وجدت اخيرا ما كنت أحلم به .. وجدت العائلة. . بثينة تحملتني وانا لا أستطيع تركها .. أريد لاءبنتي ان تعيش في بيئة صحية وبين ابوين متحابين «
هتف وعيناه تومضان بأسف صادق ما ان التفت إليها
أطلقت ضحكة قصيرة المدى .. و انسابت دمعة من عيناها من دون ان
تشعر كنت أعلم .. رأيت كل هذا .. لكنى كنت أكنب نفسى .. لقد أحببتها تمتمت بحشرجة مع ابتسامة حزينة على ثغرها
اقترب منها بسرعة وأمسك بكف يدها بين يديه قائلا باعتذار أ عندما كادت ابنتي ان تموت .. أقسمت أنني سأطلب السماح من كل شخص تسببت له يوما بأذى و أنق كنت أحدهم .. سامحيني يا عزة .. لقد اذيتك بسبب أنانيتي.. طلبت منك الانتظار .. في حين أنني كنت أفكر فقط في نخسى .. لكن الأن .. انا لا أفكر غير في ابنتي .. أريد من الله ان يحميها ويحفظها لي.. «
هتف بنبرة متوسلة جعلت عيناها تهتزان من التأثر بلعت ريقها .. وابعدت يده عنها بقسوة وقالت بنبرة باردة فهي لن تخسر ذاتها في تلك اللحظة .. نعم يجب الا تخسر « انا لا أكرهك .. ولا حتى أحمل ضفينة منك في نفسى .. فليسامحك الله يا حسام.. « قالت كلماتها وتحركت بضع خطوات ثم توقفت وهى تهمس حافظ على زوجتك لن تجد امرأة مثلها مرة أخرى
نطقت كلماتها ثم ابتعدت وهو يحدق على إثرها بأعين مفتوحة.. تنفس الصعداء.

ثم دلف إلى مبنى المشفى .. يفكر بأن كل ما بريده الآن هو ان يأخذ ابنته وزوجته من هذا المكان وينهب .. لقد قضى أسوء أيامه بين جدران تلك المشفى .. وهو يرى انهيار زوجته شيئا فشيء أمامه
وقف يتأملها بعد ان فحص نبضها جيدا ..يحدق بها بتركيز يرى ماذا فعلت بها تلك الأيام .. عيناها تعبتا من كثرة البكاء .. حتى أن قلبها كاد أن يتوقف من كثرة ثعهقاتها التي كانت تحاول كتمها
يراها لأول مرة بهذا الضعف وذلك الانهيار .. وهى تبكى على صغيرتها فعل كل ما باستطاعته حتى أصبحتا الطفلة بحالة جيدة رغم عدم محبته لذلك الحسام .. إلا انه تألم من منظر الطفلة الشاحب لقد كان أكثر من متحسرا على ذاته وهو يرى قرب حسام منها لدرجة ألمت قلبه .. وهى كانت سرعان ما تستكين وتهدا ما ان يضمها إليه ..رغم كل ما فعله حسام معها .. إلا أن بثينة ما زالت متمسكة به كحلوق نجاتها .. ما زالت تحبه ..
تنهد ماهر في مكانه واشتدت قبضة يده داخل جيب سترته الطبية من الأفضل أن يبتعد لقد أدى مهمته كطبيب وانقذ روح طفلة صغيرة
غالية ومهمة بالنسبة له
اجفل ماهر في مكانه وهو يستمع لصوت إدارة مقبض الباب ودلوف حسام إلى الغرفة الذي نظر إليه كحيوان مغترس .. تشدق فم ماهر
بتهكم
ثم عدل من نظارته الطبية و تحرك نحو الباب نظر حسام إلى ماهر بنصف عين وهو يحارب لكتم غضبه .. وقد تأجج جسده من نيران الغيرة التي تنهش قلبه .. وهو يلمح نظرات ماهر لزوجته لكنه كتم غضبه حرصا على حالة زوجته وأيضالوجوب. حماه جالسا هو الآخر صامتا .. بعد تلك الأيام التي مرت عليهم جميعا صعبة و ثرة
أبتسم سليم لحسام ثم تحرك مبتعدا عن كرسيه الذي كان جالسا عليه ليريح قدميه قليلا وجسده الذي لم يرتاح في الأيام السابقة
انزلق حسام بجوار زوجته على ذلك السرير الصفير بعد ان قام بإغلاق باب الغرفة جيدا .. فهو بحاجة للنوم ولو قليلا .. جسده وعقله .. كل انش في جسده يأن من التعب والإرهاق .. حأوط خصرها بذراعه ووضع رأسها على صدره .. مغلقا عيناه براحة اخيرا .. مقسما بينه وبين الله انه سيحافظ عليهما و سيحبهما إلى الأبد « أد أ
همس وهو يطبع قبلة على جبهة الساكنة بين يديه وأغلق عيناه غارقا في سبات عميق حرم منه لأيام
مساء الحب يا عروسي
تشدق فم دينا بابتسامة وهى تنظر لتلك الباقة من الزهور الحمراء بعد أن قرأت البطاقة المرافقة لها .. التي أصبحت ترسل إليها كل يوم .. لكن اليوم تخلى عن زهوره الصفراء وارسلها بدلا من ذلك حمراء
قربت أنفها واستنشقت عبيرها وهى تغمخن عيناها بقوة تحاول أن تحتفظ
بتلك الرائحة في ذاكرتها
وضعت البطاقة الصفيرة بجوار أخواتها .. والتي كانت كلا منها تحمل جملة مختلغة
و بتلقائية بدأت أصابعها تبعث بالبطاقات وتقرأ كل واحدة منها بعينيها
ببطء
صباح الخير .. يا جميلتي صباح الياسمين على.. الحلوين
ضحكت وهى تعيد قراءة تلك الجملة
٠ا صباح الخير .. ألم يحن الوقت لكى يتقابل العروسان للاتفاق على كل
سيء. . ١١
ارتخى وجهها وأغلقت باقي البطاقات غير راغبة في متابعة القراءة
أكثر..
التفتت دينا تنظر من خلال النافذة .. منذ أخر لقاء بينهما في منزل سيف وهى تحاول بشتى الطرق التطل بأشياء مختلغة حتى لا تجلس معه ويتفقان على أمر الزفاف .. كلما تحدث تخبره أنها مشفولة بسبب معرضها .. رغم أنها لم تحدد حتى الآن متى ستقوم بافتتاحه.. وهو يرد بصوت حزين ..تشعر به
أمسكت بفرشاتها وهى تعبث بهاتخط عليها ذكرياتهأوآلامهافجأة أصبحت اللوحة المشرقة التي كانت ملطخة بالأصغر والأحمر
والأبيض .. انقلبت وأصبحت مزيج من السواد والالوان القاتمة التي لا تعرف كيف استطاعت مزجها بهذه السهولة !؟..
أفكارها تعصف بها تمنعها التفكير بهدوء وروية . تمنعها السعادة .. لا تعلم هل تخطو خطوة ام تتراجع أخرى
هي تريد أن تكون سعيدة قلبها يخبرها ان تسامحه على غيابه .. لكن عقلها ما زال عنيدا كما هو .. يملأ قلبها بالإصرار والعناد حتى ترفض أو على الأقل حتى تعلمه انها كانت نثألم بسبب غيابه .. انها كانت تنتظر عودته بشوق .. كلهفة أرض جرداء لقطرة ماء ترويها من سنوات عجاف
ألقت بفرشاتها بإهمال .. فليس لديها رغبة لا في الرسم ولا التلوين .. انها تختنق ولا تعلم ماذا تفعل خائفة من ظلم نفسها في كلا الحالتين
تنهدت بقوة وبعد تفكير لثواني قررت تبديل ملابسها .. و مغادرة مرسمها
الآن..
أغلقت باب المرسم وما ان استدارت بجسدها حتى شهقت بقوة وهى تجد أسامة أمامها وعلى وجهه ابتسامة تكاد تجزم انه يحأول رسمها يخفى بها عيناه التي تنطق بغضبه الذي يحأول كبته بلعت ريقها وحأولت هي الأخرى رسم ابتسامة على وجهها وقالت بهدوء « أهلا ..أسامة «
ارتفع أحد حاجبيه وقال مقلدا إياها « أهلا..ديذا «
بلعت سخريته ثم بدأت في السير و نزول درجات السلم .. وهو يتتبعها
بهدوء
ما ان وصلت لسيارتها ولمست مقبض باب السيارة حتى وجدت يده على يديها قائلا بهمس
« ليس لك مغر منى .. يجب ان نتحدث ونحدد كل شيء..
حأولت دينا ان تحتج لكنه تجاهل نظرتها وتابع بتصميم واعلمى أنني لن أقبل تراجعك الآن .. لأنك شئق أو أبيتي ستاتين معي ..
ثم توجه ناحية سيارته وفتح بابها بعد أن نظر إليها نظرة جعلتها تتحرك لا اراديا وتجلس على المقعد بجواره .. سارع بتشغيل محرك السيارة وانطلقت السيارة مسرعة
استرقت النظر إليه .. وهو يتحرك بالسيارة بخفة في عدد من الشوارع العامة .. حتى أوقف السيارة أمام منزل كبير .. وحوله سياج عالي من الطوب وبوابة كبيرة من الحديد في المنتصف ترجل من السيارة .. ثم استدار وفتح لها الباب حتى تترجل هي الأخرى .. ترجلت بهدوء .. ثم تبتعه وهو يتوجه ويفتح البوابة وجدت حديقة صغيرة للغاية تضم عدد من الزهور وشجرة كبيرة في
اائ*أ٠<راة ٤
فتح باب المنزل ودلف داخله .. ودينا تنظر حولها بذهول حتى دلفت هي الاخرى خلفه ..
نظرت حولها بانبهار وهى تحملق بما حولها من اثاث وأضواء مشعة ومبهرة.. مزيح رائع من الألوان حولها .. متناسقة بطريقة ابهرتها ..
« هل أعجبك المنزل ؟!»
همس بها أسامة قرب اذنها وهو يحأوط خصرها من الخلف ويضمها إلى
جسده
« لطالما حلمت بمنزل كهذا .. منذ ان قابلتك أول مرة يا دينا .. لقد كنق فتاة أحلامي .. منذ ان قابلتك وانا كنت أحلم كيف سيكون شكل منزلنا غرف اطفالنا ..كم هم عدد الأطفال النين سننجبهم لكنني الآن أريد اطغال كثر لا يهم ان كانوا فتيات ام صبية.. العهم أنني اريد الكثير .. فأنا وحيد والدتي..»
اقشعر بدنها من همسه ومن كلماته التي كانت تهز وترا حساسا داخلها جعلتها تغلق عيناها وتحلم هي الأخرى بما يقوله .. أطغال يركضون حولها أصوات ضحكات وبكاء
أدار كتفيها إليه وهو يقول بصوت متهدج ونبرة مفيظة ا٠كذت اتخيلك شعرك مشعثا ..وملابسك باهتة.. و أنق تحملين أحد الملاعق الكبيرة وتركضين بها خلف أحد هؤلاء الأشقياء ..و لكنى أتيت في الوقت المناسب وانقذته من يد والدته الغوريلا .. ا٠
همس وهو يقرب فمه من فمها طابعا قبلة على ثغرها بعد ان نظرت إليه نظرة قطة غاضبة فقرر مصالحتها بقبلة طويلة اذابت أوصالها جعلتها تبتسم هي الأخرى وهى تفكر في عدد أطفالها النين ستنجبهم معه
...
وجهه كان مشدودا للغاية وعيناه كانت قاسيتان وهو ينظر لتلك المرأة الجالسة قبالته بكل تجبر وعنفوان .. تحاول ان تخفى نظرتها الخبيثة بابتسامتها المتلاعبة.
جلعر سيف خلغا مكتبه وهو يحأول السيطرة على غضبه وعدم التحرك والانقضاض على رقبة العقربة التي تجلس قبالته
« مبارك عليك الكرسي « همست علا بنبرة ماكرة
انتفخت أوداجه بغضب .. وفكه ذم بصرامة كعادته وقال بنبرة شرسة
بالطبع أنق لا تنتظرين منى ان أشكرك
ثم أردف واحد حاجبيه مرفوع بغرور .. وهو يجلس بكل اريحية على
كرسي جده..
« لم أتوقع أن أراكي خصوصا عندما علمتي من الذي تقفين أمامه وتحاولين تحديه أ احتدت نظرتها لكنها سرعان ما اخفتها ورسمت ابتسامة مغرية على ثغرها قائلة بهدوء
« سأكون حمقاء ان وقفت امامك .. تستطيع ان تعتبر ما حدث مجرد خطوة خاطئة منى .. واتمنى أن نعود أصدقاء كالسابق ا٠ « لست بحاجة إلى أصدقاء امثالك « هتف بصوت اجش غاضب
فصدرت منها ضحكة مجلجلة تحاول بها ان تخفى حرجها وخوفها من نبرة صوته
وقالت متجاهلة كلماته .. تحاول الضفط على نقطة ضعفه
« مبارك عليك سليم الصفير «
همست بدلع ونبرة خافتة للغاية ...إلى هنا والتمعت عيناها الخضراء انتصارا وهى ترى نظرته المتوحشة لها .. وقبل أن تخسر .. تحركت مبتعدة عن كرسيها .. وفتحت حقيبتها مخرجة منها فردتا حناء صغيرة من اللون الاخضر ..
وقالت بنبرة ناعمة
حتى وإن كنت لا تعتبرني صديقة.. رغم أنني لن أكون عدوة..إلا
أنني سأقدم هدية صغيرة لابن حبيبي السابق ا٠ ما كادت تنطق بكلماتها حتى وجدت يديه ملتفة حول رقبتها تمنعها التنفس .. ومعيناه قد اظلمتا من الغضب .. اتسعت عيناها رعبا وحدقت به بخوف حقيقي وهى ترى زائير٥ العالي و زمجرته وكأنه أسد غاضب قد خرج اخيرا من قفصه .. تنفست بصعوبة .. حتى استسلمت اخيرا وتأكدت انها ستموت لا محالة بين يديه .. حأولت أن تعاقر بشتى الطرق بيديها لكن جسده كان أقوى منها و كل محاولاتها باءت بالفشل .. في لحظة وجدت شخص ما يحأول أن يسحب رقبتها وجسدها بعيدا عن يديه
حتى اخيرا أطلق سراحها..
وهى تستمع لصوت كاسر العالي الذي يحأول أن يبعد يد سيف عن
رقبتها حتى نجح اخيرا..
وتراجعت بجسدها للخلف واحنت رقبتها وظهرها وهى تسعل بقوة وتحاول استنشاق الهواء بصورة طبيعية « اهدأ .. اهدأ «
صرخ بها كاسر وهو يمنع بجسده ويديه سيف الذي يحأول أن يمسك برقبتها مرة أخرى وهو يكشر عن أنيابه ..ارتجفت أوصالها .. وارتعشت
قدميها حتى كادت أن تسقط على الأرض من كثرة الخوف .. لقد اعتقدت انها تستطيع الوقوف أمام هذا الرجل وأنها مهما اغضبته لن يتجرأ ويقترب منها هكذا .. لكنها اغضبته حتى أخرجت أسوء ما به .. لكن هل حقا هذا أسوء ما ب سيف السيوفي
أمسكت بحقيبتها بيد مرتعشة وعيناها تهتزان رعبا وهى ما زالت ترى محاولات كاسر المضنية من أجل إبقاء سيف في مكانه وحتى لا يقترب منها

١ا أنق .. أن رأيتك أمامي في يوما من الأيام أقسم أنني سأكسر عنقك واعلمى حينها إنه لن يرحمك أحدا منى .. اسم زوجتي أو ابنى لا يخرج من بين شفتيك هاتين .. هل فهمتي « صرخ بأعلى صوتا لديه .. حتى انها شعرت بأن جدران المكتب المتينة والعالية قد اهتزت من نبرته
و بخطوات متعثرة خرجت من المكتب ثم من الشركة بأكملها .. صعدت داخل تلك السيارة التي كانت بانتظارها
« يا الله ما هذا يا علا.. ما تلك العلامات التي على رقبتك « صرخت الفتاة التي كانت تنتظرها داخل السيارة
وضعت علا يديها بسرعة على رقبتها فتألمت ما ان لمستها وعدلت
من المرآة الأمامية للسيارة
ونظرت إلى رقبتها وهى تشهق بقوة وتسب وتلعن .. لقد انتزع كاسر رقبتها من بين يدى سيف كما ينتزع الجلد من اللحم .. لقد كادت تموت لولا مجيء ذلك الاخرق الآخر ..
ا٠ أقسم أن اريه .. أقسم أن اجعله يبكى بدلا من الدموع دما .. أقسم ان أجعل كل فرد في عائلة الحسيني يأكل بعضه كما تأكل السباع الجائعة
بعضها ١ا
صرخت وهى تقسم بوعيد .. وعيناها تومض شررا
« هل جننت لقد كدت تقتل المرأة؟! « هتف كاسر غاضبا
وسأقتلها ان رأيتها مرة أخرى أمامي انا لست نادم ..لقد أتت إلى لكى
تهددني بابني « صرخ سيف بصوتا عالي ونبرة غاضبة ضحك كاسر بخفوت وقال من بين أسنانه
٠ا علا مجرد عقربة صغيرة تستطيع ان تضغط عليها بقدميك إياك ان تخاف منها .. بإشارة من اصبعي أستطيع جعلها تذهب وراء الشمس ..لذا إياك ان ترجف عيناك حتى ما ان تراها « تنهد سيف ثم زفر بقوة هاتفا وهو يدير ظهره « أكثر الطعنات تأتى من النساء وخصوصا أن كانت خبيثة وكارهة مثل علا ..لذا يجب علينا أن نكون حنرين منها «
صمت سيف لثواني فهو بالتأكيد لن يخبر كاسر بشكوكه وخوفه الذي يتغلغل داخل صدره يوما بعد يوم بسبب تلك الكوابيس التي لا تفارق نومه .. خوفه يزداد أكثر وأكثر على زوجته من دون تفكير سحب سترته التي قام منذ دقائق بإلقائها على المكتب وارتداها بسرعة
إلى اين انت ناهب؟!
إلى مكان ما هل تريدشءش ؟» سأله سيف
نعم .. كنت أريد سؤالك هل تعرف أين مكان ابن عمك ؟!.. اقصد مالك
عقد سيف ما بين حاجبيه وقال بشك
لا .. لا أعرف ..ولكن منذ متى وانا اعرف أين هو ابن عمى وكانت بيننا علاقة اجاب ثم سأله بتفحص هل هناك شيء؟! « هز كاسر رأسه إيجابا قائلا بأسف
لقد ألقى يمين الحللاق على ريم .. وجدتك أخبرتني ان أبحث عنه لذا فكرت ان أتى إليك ربما تعلم .. أو تقوم بمساعدتي «
٠ا لا شأن لي .. فليطلقها هو من الأساس لم يكن يستحقها ا٠ هتف سيف وخرج من الغرفة .. فهز كاسر كتفه بقلة حيلة تنهد كاسر بقوة .. ثم أخرج هاتفه ما ان استمع لرنينه .. ضغط على زر
الاجابة..
وقال بجدية
ا٠ وجدته حسنا .. يمكنك الذهاب لأخذ أجرك من مكتب مساعدي ا٠
؛إ؛يهيي؛ا؛ي؛إ؛يي؛ا؛ه؛إ؛يي؛ا؛ي؛إ؛يي؛ا؛ي؛بمي؛إ؛يي؛ا؛يهيي؛ا؛يييه؛إ؛ه
مشت فريدة بخطوات شبه راكضة نحو باب المنزل وهى تستمع لصوت جرس الباب المتواصل مصاحبة لدقات على الباب التي تعبر عن عدم صبر وغضب الطارق
فتحت الباب .. وارتدت للخلف قليلا ما ان دلف سيف إلى الداخل غاضبا وعيناه تنذر بالشر
ا٠ أين هي اروى اخبريها ان تقوم بتجهيز ملابسها ؟!.. وإلا سأقوم بسحبها كما تسحب الأبقار الهاربة «
هتف بنبرة خشنة غاضبة وقد طغح به الكيل ليكون صابرا عليها أكثر من هذا ..

ششششش أخفض صوتك همست عمته بتحذير
فتجهم وجهه ونظر إليها بعدم فهم حتى قالت اخيرا بنفس الهمس
جدك وجدتك هنا .. جالسان مع اروى يحأولان اقناعها للعودة إلى المنزل «
« يحأولان اقناعها بماذا ؟ (ا هتف مستنكرا..
وتابع بحدة
« اين هم؟! «
فأشارت ناحية أحد الغرف
دلف إلى الغرفة وهو يرى الجميع يجلسون حولها .. ينظرون إليه بتأنيب ما أن اقترب منهم .. بينما هي تجلس كالحمل الوديع .. مطأطأة الرأس و خافضة اهدابها وضامة كلتا يديها أمامها بخجل .. رفع أحد حاجبيه من
جلستها
وانضم إليهم والل. ووالدة اروى وعمه محمود .. وبعد ذلك عمه الآخر مرال. .. تفاجأ من حضور الجميع وكأنهم كانوا متفقين مع بعضهم على هذا الاجتماع .. قامت عمته بأعداد طعام للجميع .. التفوا جميعا حأول طأولة السفرة .. لكنها لم تنضم إليهم بحجة إطعام سليم
سيف عليك أن تكون أكثر هدؤا وتفهما
همس جده الجالس بجواره .. فهز سيف رأسه بهدوء
قائلا في نفسه
أكثر من هذا هدؤا لقد أوشكت على الجنون بسبب هذا الهدوء جلس الجميع في الصالون الكبير يحأولون الإصلاح بينهما
حتى همت من مكانها بكبرياء وهى تقول بعنفوان جعل قلبه يخفق ويكاد يخرج من اضلعه وهو يتأمل جمالها الذي حرم منه بابتعادها عنه وقالت وهى تضع يديها حول خصرها وابتسامة ماكرة تزين وجهها
١ا ان كنت تريدني ان أعود معك ...سأعودأ ...فانفجرت اساريره ما ان نطقت كلمتها وعدل من بذلته بكبرياء وثقة وربما أيضا غرور ..لكن سرعان ما اختفت ملامح انتصاره وهى تتابع بابتسامة تحاول أن تخفيها لدى شروط ...أن وافقت عليها سأعود وإن لم توافق لن أفعل
فصدرت بعض الهمهمات وصوت المجتمعون يعلو من الضحك وهم يروها تقف بهذا الكبرياء تطالب بحقوقها ..فنظر إلى الجالسين بقسوة ..فصمتوا جميعا ..و نظروا إليها باهتمام فحدق إليها يطلب منها المتابعة وهو يشتعل من الداخل ..يقسم انه ما ان يأخذها ويخرج بها من هذا المنزل الذي تعتقد انها تحتمى به حتى يريها حقا كيف تجعله يسهر الليالي وهى بعيدة عنه ..وحينها سيجعلها تسهر الليالي وهو يفدقها بعشقه وحبه واشتياقه لها...
ا٠ ما هي شروطك ؟!.. كلى أنان مصغيةا٠ شعرت بنبرة السخرية في كلماته ولكنها ابتلعت سخريته وهى تقسم انها ستريه نجوم النهار
فلوت فمها وقالت بدلال
أريد. حفل زفاف من جديد. ...ثم تابعت وهى تزيد الطين بلة ..وأريد خطوبة ستاتي أنت ووالدك وستقوم بخطبتي من جديد «
..تابعت بنبرة ناعمة ماكرة وهى تلاحظ نظراته التي تكاد تحرقها وهى تكاد تجزم ان لو النظرات تقتل لوقعت صريعة الآن ...فتحركت بسرعة واقتربت من درجات السلم وهتفت بصوت عالي خائف من ان يقوم بامساكها وهى تحاول الهروب منه قبل أن يصل إليها
.أو حينها سأقول رأى وربما ارفضك
قالت كلماتها وركضت هاربة وما كاد يلحق بها حتى وجد الجمع ينظرون إليه بتفحص وكل واحدا منهم يحأول كتم ضحكته وهو يصتك على اسنانه من الغضب
وما ان وصلت لأعلى السلم حتى هتف بنبرة عالية ا٠ اروى حديثنا لم ينتهى بعد .. سأتركك اليوم وغدا صباحا ستاتين معي هل فهمتي «
صرخ بها بنبرة مسيطرة .. وكأنه يخبر الجميع بأنه المسيطر هنا وليست هي

عبس وجهه وكأن يومه كان ينقصه عناد زوجته أيضا.. استدار بجسده ينظر للمجتمعين بينما عمته تلوى فمها وتحرك أصابعها قائلة باستهجان « سبع.. سبع يا ابنى أخي سبع .. ا٠ بلع ريقه ثم قال وهو يحأول أن يشيح بنظره عنها ١ا انها امرأة .. وأيضا ام ابنى لن يكون من الجيد ان أقوم بسحبها خلفي غصبا .. لكن غدا سأقوم بأخذها شاءت أو أبت .. ٠١ هتف بكلماته وهو يسعل بقوة .. بينما يحأول الهرب من نظرات الجالسين..

ضيق كاسر عيناه ما ان لمح ضوء الشمس الغاربة من بعيد تشكل لوحة رائعة مع زرقة البحر وامواجه المتلاطمة.. لوى فمه وهو يقترب من ذلك
الجالس بعيدا على حافة صخرية عالية ينظر بتركيز و اهتمام إلى الأمواج التي تعلن تمردها وعصيانها بأصواتها العالية التي ترتطم بشدة بالصخور التي تمنعها عبور حواجزها



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:14 صباحاً   [45]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل التاسع عشر

السيد مالك .. جالسا و ينظر إلى البحر والامواج وكأن شيئا لم يحدث هتف كاسر بسخرية
فاجفل مالك في مكانه والتفت ناظرا إليه نظرات شبه خأوية .. والتوى فمه بسخرية
جلس كاسر بجواره .. بعد ان ابعد نظارته عن عيناه
قائلا بصوتا هادئ بعد صمت دائم بينهما لدقائق وكلا منهما جلس صامتا أمام ذلك المنظر الخلاب المتمثل في احتضان البحر للشمس التي توشك
عرالغروب ..
لم أعرفك متهورا.. أو شخص قليل الصبر لم يلتفت مالك إليه فتابع كاسر مؤنبا .اماهذا الذي فعلته؟!.. « « لقد تعبت.. « تمتم مالك بحزن
فحدق به كاسر باستغراب .. فتابع مالك بصوت متهدج حزين تعبت من العطاء .. تعبت من الانتظار لكى أرى عيناها لكى تنضح بحبها.. «
تشدق فم كاسر بشبه ابتسامة رغم عيناه التي تنظر إلى مالك بإشفاق فهذه أول مرة يسمع نبرته نثك
" الحب عطاء .. من يحب يجب ان يتحمل .. وينتظر .. من يحب سيرضى " قال كاسر بثقة

لا احد يقول ان الحب عطاء فقط
فنحن كبشر عندما نعطى .. نريد ان نأخذ أي شيء و هذه هي طبيعتنا البشرية ... فهذا ليس عيبا أو خطا و لكن الخطأ هو ان تأخذ كل شيء و لا تعطى شيئا واحدا .. هتف مالك غاضبا محاولا مدارة ما يختلج في صدره من حزن واسى على ذاته تابع
.أوأنا أعطيت الكثير وانتظرت ولم احصل على أي شيء حتى تعبت من
الط١ء «
ربت كاسر على ظهر مالك بمحبة ثم قال بهدوء محاولا إنهاء ما أتى من
أبه « إذا أنت تريد الحللاق .. « « انا لم أقل أنني سأطلقها « هتف بنبرة عالية تشدق فم كاسر بابتسامة سرعان ما اخفاها وقال بنبرة جادة « لكنك قمت بإلقاء يمين الحللاق عليها .. وأنا أتيت لكى أعلم متى تستطيع العودة حتى ننهى أوراق الحللاق ٠١ بلع مالك ريقه وقال بصوت مذبذب « اتركني بضعة ايام أخرى و سأعود لكى أنهى كل شيء « رفع كاسر حاجبه ثم اخفضه قائلا بأسف وهو يهم واقفا « كنت أتمنى ان تفكر جيدا في الأمر ..
تابع بقلة حيلة .. لكن ماذا نقول للنصيب .. ربما نصيبك مع فتاة غيرها وهى نصيبها مع رجل آخر ..»
أخذ نفسا عميقا ثم زفره يتمهل وهو يلاحظ تصلب جسد مالك وقبضته التي اشتدت على ذلك الحجر الصفير الذي بين أصابعه .. وهو يستمع إلى كلماته .. التوى فمه بابتسامة .. خطى بضع خطوات ثم توقف قائلا بنبرة مسلية « بمناسبة النصيب زوجتك جميلة .. ما ان سمع بعض الرجال النين كانوا يتمنون الزواج منها سابقا حتى بدأوا في الاصطفاف أمام منزل جدتي .. يطلبون يدها للزواج «
كتم كاسر ضحكته .. بعد ان ألقى بكلماته على مسامع مالك .. وفضل الركض الآن .. فهو غير قادر على مراقبة ذلك الذي يندب حظه .. فيكفيه هو ندمه السابق على ما مضى
تأفف حازم بضيق وهو يجد زوجته تنظر إلى ذلك الشيء اللعين الذي
بين يديها أكثر مما تنظر إلى أي شيء أخر..
بور
هتف حازم بصوتا عالي .. مما جعلها تجفل مكانها وتضع حافظة الصور تلك جانبا .. وتنظر إليه وهى تحاول رسم ابتسامة على وجهها تقرب منها وهو يرسم ابتسامة ماكرة على وجهه
جلس على الطرف الآخر من السرير .. وقال بنبرة منخفضة تنظرين إلى الصورة وتهملين الأصل .. الذي لم تنظري إليه يوما كما تنظري إلى تلك الصور اللعينة «
أطلقت نور ضحكة عالية وهى تتنكر مجموعة الصور التي أصبحت لا تمل من النظر إليها كل يوم .. ربما لأنها لأول مرة ترى جانبا آخر في شخصية زوجها.. أو ربما لأنها لم تتوقع أن زوجها البارل. قد عاش طفولته مثلما عاشت هي
هدأت من ضحكتها ما ان رأت نظرته المحتدة لها
و
قالت وهى تداعب وجنتيه بأصابعها وتؤم شفتيها وكأنها تحدث طفلا
صغيرا لقد كنت وسيما للغاية عندما كنت صغيرا تشدق فمه بابتسامة فأردفت لإغاظته أ وكذلك سينا أ
ثم تبعتها ضحكة عالية ابتعدت عن السرير .. متابعة
١ا لم أكن أتوقع انك كنت سمينا هكذا .. يا الله يدك كانت تلتف بحلقات حول رسغك من كثرة سمانتك..
ثم تابعت بضحك أكثر .. وتلك البذلة الصفراء التي كنت ترتديها .. انها تبدو وكأنك كنت غارقا في طبق من المستردة أو العدس
ارتفع صوت ضحكاتها أكثر كلما كانت نتذكر صورة تلو الاخرى له صمتت ما ان انتبهت لصمته و وجهه الذي تجهم .. وتركها غير مهتما بها متوجها نحو الحمام لتبديل ملابسه

ضربة نور رأسها بقبضة يدها وهى تلعن غباءها ولسانها الذي يحتاج إلى قطعه بسبب حماقتها فهي تعلم انه ينزعج من سخريتها تلك .. لكن هل في كل مرة سيسامحها فيها لعن حازم بخفوت .. وهو يقوم بغلق أزرار قميص بيجامته.. تلك الصور كان يجب عليه ان يتأكد بنفسه انه تم التخلص منها تماما .. حتى لا يبقى منها إثر .. وهو قام بحرقها جميعا قبل ان يسافر للدراسة .. لكن يبدو أن والدته احتفظت ببعضها ولج خارجا من الحمام ووجهه واجما .. فوقفت أمامه تمنعه التحرك وهى تنظر إليه بإغراء جعلت ثغره يتشدق بابتسامة همست بدلال وهى تلعب بأزرار قميص بيجامته
هل ستنام هكذا أيها المحامي وأنت غاضبا منى؟! .. الن تصالحني
التمعت عيناه من نبرتها و قال بسخرية بنفس همسها انا من اصالحك .. من الذي اغضب من هنا !» « بالطبع انت..
تمتمت .. ثم تابعت .. أنت من تركتني ونهبت ..لقدكنت فقط أتحدث معك .. أن كنت منزعجا من تلك الصور فأنا سأصالحك «
همست وهى ترفع قدميها واقفة على أصابعها وتلف ذراعيها حول رقبته .. فحأوط خصرهامقرباإياهاإليه بقوة
كيف ستصالحينني؟! .. أن كنق تريدين حقا مصالحتي قومي بحرق تلك الصور « همس قرب ثغرها ٠١ لا أستطيع .. هتفت بصوتا عالي محتجة مما جعله يبعدها قليلا عن صدره .. لكنها سرعان ما تشبثت به أكثر .. وقالت بصوتا ناعم اذاب قلبه أ كيف أتخلص منها وهى تذكرني بزوجي الوسيم وهو صفير؟ أ ثم تابعت وهى تقبض على ياقة قميصه هامسة قرب أذنيه بنعومة
« ألم تشتاق إلى البرقوق «
اتسعت ابتسامته .. وابعدها عنه قليلا ثم التقط شفتاها .. وضع يد أسفل عنقها وآخر أسفل ظهرها حملها وهو يسير بها نحو السرير .. ما كاد يضعها على السرير حتى سمع صوت مواء قطة .. لكنه تجاهل الصوت ومال عليها مقبلا جبهتها ثم أنفها وما كاد يصل لشفتها حتى تردد
صوت المواء مرة أخرى إلى أذنيه .. قرر تجاهله للمرة الثالثة .. لكن هذه المرة وجد عينان زرقاء تنظر إليه باستفزاز .. فتراجع بجسده للخلف حتى ارتطم بخزانة الملابس وهو ينظر إلى تلك الكرة البيضاء من الغراء .. التي بدأت تتمسح بجسد زوجته وتصدر ذلك المواء باستمرار
ماهذا؟!
هتف حازم بهلع « انه بشو.. قط «
قالتها نور وهى تقرب تلك الكرة منها وتقبل فراءها « وهل هولت انه اسد.. ما الذي يفعله في غرفتي؟! « سأل بصوت غاضب ٠ا سيبقى معي هنا..
قالتها نور ثم تابعت وهى لم تلاحظ نظرات حازم الواجمة والغاضبة ا٠لقد وجدته عالقا فوق أحد الأشجار .. في حديقة المنزل فأنزلته وقمت بغسله جيدا .. وقد أصبح بخير «
نور هذا الشيء يجب ان يخرج من هنا هتف بنبرة حازمة امرة ٠ا انه وحيد وانا أحب القطط ..١ا ردت بتذمر
مرر يده على رأسه وقد فاض به التعب .. فهو لم يعد قادر على الجدال
معها
« حسنا اجعليه ينفعك تصبحين على خير «
قالها وهو يحدق بها بنصف عين خارجا من الغرفة .. وهى نظرت على
اعقابه بدعجب٠،

كانت الأمطار تتساقط بغزارة وهو يتحرك بسيارته أعلى الوادي بترنح بعد سهرة طويلة من المتعة يحأول ان ينسى فيها امرأة تذوق طعم شفتاها لمرات ولم يشعر بعد بالاكتفاء .. لا يعلم أن كان يحبها ام لا .. لا يعلم ان كان مستعد للمجازفة والتقدم خطوة نحوها ام لا .. منذ ان ركضت خارج شقته وهو لم يرها ولم يسمع عنها شيئا حتى انه لم يحأول حتى معرفة أي شيء عنها .. لا يعلم هل يهرب منها ام من نفسه .. ضغط بقدمه بقوة على مكابح سيارته ثم حأول تهدئة السرعة لكنه فشل بسبب تربة الأرض التي تحولت إلى طينية بسبب الأمطار .. اتسعت عيناه نعرا وهو يحأول ان يضغط على الفرامل ولكنه فشل .. وفجأة سقطت سيارته إلى أسفل الوادي وهى تتدحرج على حافة المنحدر الجبلي إلى أن استقرت أسفل الجبل .. صدر صوتا عالي جراء ارتطام السيارة بالأرض .. ثم ساد صمت يصاحبه صوت الأمطار التي تتساقط بصخب على فروع الأشجار وعلى جانبي الجبل .. ما ان استقرت السيارة بالأرض حتى وجد جسده محشورا بين جانبي سيارته حأول أن يخرج صوته ويصرخ لكنه فشل .. وترك رأسه اخيرا للظلام بعد ان حارب لفتح عيناه .. لكن أبى الظلام إلا أن يغمره..
بعد دقائق من ذلك الحادث .. أتى رجال الشرطة و سيارة الاسعاف والمطافئ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وبداءو في إزالة حطام السيارة المنكوبة و أبعال. بقاياها المحترقة .. بعد ان اخمد المطر النيران المشتعلة .. نجحوا أخيرا في إخراج ذلك الجسد المسجى الذي لم تتبين ملامحه بسبب
الكدمات وتورم وجهه .. حأولوا البحث عن شيء يخصه حتى وجدوا اخيرا جواز سفر داخل السيارة لم تطأه النيران
باسم (وليد على الجارحي ) الخاتمه
كان هناك وقت لم تكن ترغب فيه اميلى بالخروج .. لكن تعب جسدها وارهاقها ارغماها على الخروج والجلوس في حديقة المنزل الصفير الذي حضرت إليه هي ووالدتها للتفكير جيدا بما حدث والوصول إلى حل لا يؤذيها كما أخبرتها والدتها سابقا..
خلال الأيام التي قضتها في هذا المنزل ظلت تفكر وتفكر لكنها في كل مرة لم تتوصل إلى حل غير انها يجب أولا أن تخبره بالمصيبة التي حلت على رأسها .. فهو أيضا مسئول مثلها .. وعليه ان يتحمل مسئولية خطأهما مثلها تماما
تنهدت بضعف وهى تتنكر ما اكتشفته منذ ايام وجعلها تأتى إلى هذا المكان لتداري بها خطيئتها
ذلألأت عيناها بالدموع وشحب وجهها واختفى الدماء منه تماما ما ان رأت ما جعلتها تتجمد في مكانها .. تنظر برعب لتلك العصا الصفيرة التي سقطت من بين يديها .. شعرت باختناق كاد أن يزهق روحها ..
وغصة مؤلمة جرحتا حنجرتها بسببا كتمها لدموعها أو ربما بسبب
عدم قدرتها على البكاء أو حتى الصراخ
هذا ما كانت تخاف منه .. هذا ما كانت تخشاه .. هذا هو قدرها وحظها السيء .. الذي أوقعها في أمر كهذا مصيبة وقد وقعت عليها
انها حامل..
تهأوت اميلى بجسدها جالسة على أرضية الحمام الرخامية الباردة .. ومن دون ان تشعر .. خرجت منها صرخة عالية ..و عيناها تنساب منها
الدموع من دون توقف ..
لدقائق ظلت تبكى وهى واضعة يديها على فمها تحاول كتم صوت شهقاتها ودموعها ولكنها كانت تخرج بصوتا عالي من دون أن تشعر
اجفلت ما ان فتح باب الحمام و دنت والدتها منها بعد أن استمعت لذلك الأنين الخافت الذي يصدر من غرفة ابنتها .. اهتزت أوصال والدتها كما اهتز قلبها وهى تجد ابنتها جالسة في ركن من أرجاء الغرفة تضم قدميها إليها وعيناها تهتزان بجنون ..
مالت عليها وهى تنظر إليها برعب وقلق ..هاتفة اميلى .. ماذا بك صغيرتي؟!
لكن لم تجد والدتها أي جواب منها .. انتبهت لورين إلى ما تنظر إليه ابنتها بأعين مهتزة فدارت برأسها ونظرت لتلك العصا التي بالقرب من حوض الاستحمام الكبير
تحركت لورين ..حتى أمسكت بتلك العصا وأصبح وجهها يحاكى لون طلاء غرفة الحمام بياضا وهى تنظر إلى تلك العصا برعب .. تريد أن تكذب عيناها مما تراه .. بالتأكيد هذا الشيء ليس لابنتها
التفتت إلى اميلى التي بقيت كما هي على وضعها .. اقتربت منها وحركتها ببطء حتى خرجت بها من الحمام ووضعتها على السرير
والأخرى تبكى بحرقة ..
ووالدتها تنظر إليها تتمنى أن يكون كل ما تراه مجرد حلم مزعج .. أو ان شكوكها ليست صحيحة
همست لورين وهى تكتم غصة مؤلمة « أنب ص. «
بترت عبارتها وهى تجد اميلى تنكمش على نفسها أكثر وتبكى بصوتا عالي هاتفة بصوت مبحوح لم أكن أعتقد انه سيكون هكذا لقد اعتقدت مختلغا لكنه قام بأنيتي .. انا الأ..اذ١ط١الأ « غامت عينا لورين بالدموع وهى تقول بجنون من؟! ..وكيف؟! ..ومتى ؟!» تحركت في الغرفة كأسد حبيس وهى تردد من دون توقف
مصيبة .. مصيبة وقد حلت على رؤوسنا
دنت من ابنتها وظلت تحركها بجنون صارخة من اخبرينى من؟ اجهشت اميلى في البكاء وقالت من بين دموعها لقد كان صديق حازم .. نهبت إليه منذ فترة وحدث ما حدث
ومن ثم وضعت يدها على فمها تحاول كتم ثعهقاتها ودموعها
تهأوت لورين على السرير بجوار جسد ابنتها الذي يهتز بدون توقف بسبب شهقاتها .. وعيناها تنظر إلى الغراغ أمامها
هل يعلم؟!
سألتها بخفوت

أفيقي من بكاءك هذا حتى نستطيع أن نجد حلا لما أنق به قالت والدتها وهى تحاول أن تمسك رباطة جأشها ثم تابعت تسألها « هل يطم بما حدث؟! «
هزت اميلى رأسها نافية وهى تقول بصوت مبحوح من البكاء
لا يطم أي شيء .. هو لم يتصل بي منذ ما حدث « هل سينكر ابوته للطفل ان علم؟ « سألت والدتها بسرعة لا أعلم.. لا أعلم.. لا أعلم أي شيء
صرخت بجنون والذكريات عن تلك الليلة المشؤمة لا تترك مخيلتها..
سنجد حلا للأمر .. نعم سنجد .. أن شاء الله سنجد
رددت بدون توقف وقلبها يان حزنا على ابنتها الوحيدة لكن أولا علينا أن نبتعد عن هنا .. سآخذك إلى مكان بعيد نستطيع فيه ان نتخلص مما حدث ا٠ « نتخلص ٠ا رددتها اميلى بذهول وهى تنظر إلى والدتها باندهاش « نعم يجب ان نتخلص منه .. أنق ما زلت صغيرة لن يكون جيدا ان تكوني أما عزباء .. لطالما حلمت لك بحياة أفضل مما حدث .. حلمت لك بزوج محب وعائلة صغيرة مثلما نعيش انا ووالدك «
هتفت والدتها بحزن .. تاركة إياها وهى تحاول مدارة جروحها.. وجسدها
يتلوى من الألم..
أخذت اميلى نفسا عميقا .. فسهى تشعر باختناق يكاد يزهق روحها .. بعد تفكير استمر لساعات وهى تجلس على الكرسي الخشبي في الحديقة أمسكت هاتفها وبأصابع مهتزة ضغطت على رقم وليد .. وضعت سماعة الهاتف على اذنها لكن كل ما سمعته هو تلك الجملة اللعينة باللغة
الإنجليزية
« الهاتف مغلق أو غير متاح «
ضغطت على زر الانتهاء يتأفف وضيق .. ثم بعد تفكير استمر للحظات قررتا ترك رسالة صوتية له فهذا أفضل بالنسبة لها من محادثته « وليد .. مرحبا .. قالت ثم صمتت قليلا وتابعت « انا لم أكن أريد أن أخبرك .. لكن أيضا انا لا أستطيع أن أظلم ابنى واحرمه من والده صمتت مرة أخرى وقالت ببكاء وصوت مبحوح. .. وليد انا حامل
قالت جملتها ثم أنهت الرسالة مباشرة .. وانكمشت على نفسها وهى
تجهش في بكاء مرير .. واضعة يدها على بطنها جاهلة عما سيحدث لها مستقبلا .. وما تخباه لها الأيام هي وطفلها ضمها إلى صدره غير راغب بتركها و أبعادها عن قلبه وصدره حيث الأمان فهي قرة عينه وامله.. أمله الباقي والدائم في هذه الحياة .. يتمنى لو
يستطيع ان يحميها من اي شيء يخباه لها الأيام قد يؤذيها في يوما من الأيام .. خنق غصة مؤلمة في حلقه وهو يحأول تناسى ما مر به من آلام في الأيام الماضية .. مصرا على المضي قدما .. والبدء من جديد من أجل صغيرته وحبيبته فقط .. لقد أعتذر لعزة وطلب مسامحتها .. وهى دددامح^ته لكن هناك شخصا واحد .. امرأة اذاها وتحملت اذيته .. يجب ان يطلب العفو والغفران منها اليوم.. لا يجب ان يتم إخفاء أي شيء بينهما..
سيخبرها بما يعتمل بصدره .. سيخبرها بمخأوفه السابقة والأمه..
وضع حسام ميا في سريرها الصفير ذو الحواجز بعد أن قام بإطعامها والعب معها لساعات لم يمل ولم يتعب .. بل كان ينظر بلهفة عاشق إليها وابوة غامرة وهى تبتسم أو تضحك له .. وتحاول نطق اسمه أو مناداته ب( با ).. التي تخرج بتلعثم من بين أسنانها الاربع الصفيرة التي نبتت
في فكها السفلى والعلوى ..

فهي أصبحت وردته التي سيسقيها بحبه واهتمامه .. حتى تصبح أميرة
والدها ..
رسم ابتسامة على وجهه ما ان رأى دنو بثينة منهما « هل نامت؟! « سألته بخفوت
« نعم .. لقد تعبت من كثرة اللعب معي «
رد بابتسامة سرعان ما اختفت وهو يلاحظ ارهاقها المرسوم على وجهها
بوضوح .. وجلوسها على طرف السرير وهى تمرر يديها على وجهها
بتعب .. لم تنم منذ ان خرجا بميا من المشفى اهتمت بها وحرصت على اطعامها .. رغم انه طلب منها الراحة لكنها رفضت أكثر ما أخاف حسام بعد أن تم علاج صغيرته وخروجهم في اليوم التالي هو أن تطلب بثينة الذهاب مع والدها أو تطلب الحللاق .. لكنها لم تفعل ستظل تلك المرأة تكبر في عينيه يوما بعد يوم .. ستظل تحتل قلبه كأسير حرب .. ستظل هي الوحيدة التي سينبض لها قلبه .. افعالها .. وتصرفاتها الهادئة.. وصمتها على كل شيء فعله معها سابقا .. كل هذا يخبره انه لن يجد امرأة مثلها .. لن يجد امرأة تتحمله .. لن يجد امرأة مثلها لتكون له السند والأمان لتكون زوجته وأمه قبل ان تكون حبيبته .. هذه هي من يتمنى أن يبقى معها ما تبقى من عمره .. رغم انه اكتشف متأخرا .. إلا انه منذ مجيئه إلى هذه القرية السياحية وهو يريد أن يبدأ معها من جديد ويخبرها بحبه لها .. لكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السغن وظهرت عزة .. و أحدثت فوضى في علاقته بزوجته مرة أخرى .. وبعد ذلك ما حدث لصفيرته .. كل هذا دمر وحطم كل ما كان يخطط له .. أراد الاستقرار في هذا المكان أو على الأقل أراد البقاء به حتى يرسخ أعمدة علاقته مع زوجته بقوة وثبات
٠ا حسام .. انا لم أرد ان أتحدث في المشفى حتى أتأكد من سلامة ميا وهى أصبحت بخير .. هل يمكنني أن أتحدث معك الآن؟! « قالتها بخفوت وهى ترفع رأسها الذي كان منخفضا منذ لحظات وعيناها تحاول الهرب من النظر إليه ثنا ركبتيه وجلس بالقرب من قدميها وهو يستند بركبته على الأرض ينظر اليها يتفحص واعين نادمة .. خائف من ان تنطق شفتاها بما سيحطم أمله

« بثينة .. قبل ان تقولي أي شيء. . هل يمكنك ان تستمعي إلى أولا ؟٠١
همس برجاء وهو يحأول لمس يديها التي تحاول أبعادها عن يده حتى لا
يلمسها نظرت إليه فحدق بها برجاء جعلتها تخفض اهدابها .. لتستمع إليه تشدق فمه بابتسامة .. ثم أردف بهدوء ا أنق لا تطمين عنى شيء غير إنني كنت شريك لوالدك .. لم يحدث مرة ان سألتي عن حياتي أو عائلتي ..
نظرت إليه لتقاطعه لكنه تابع يمنعها الكلام قائلا ا أعلم أنني لم اعطى لكى الفرصة لكى نتقارب ونتحدث .. لكنى من الآن أريد. أن نفعل نتحدث فقط تخبريني عن حياتك واخبرك عن حياتي وإنجازاتي.. لنتحدث ونستمع فقط .. ٠ا انفرج فمها ببلاهة .. وهى تنظر إليه بتعجب .. تابع وهو يحدق بها ..
ا١ انا يتيم الأب والدى توفى عندما كنت صغيرا فتزوجت والدتي برجل
وكما تعلمين زوج الأب يظل زوجا للاءب .. لم يعتبرني يوما ابنه
وعاملني معاملة سيئة .. لم اكمل دراستي ليست معي شهادة مستحقة لكنى تطمت من الحياة .. قابلت أشخاص ساعدوني حتى وصلت الى ما انا عليه الآن .. صديق والدى هو و ابنه كان لهما الغضل الاكبر لوقوفي على قدماي .. في بداية مشواري تعرفت على علا ما أن نحلق باسمها حتى شعرت بثينة وكأن هناك سكين قد غرست بين اضعلعها جعلت تنفسها يتوقف بلعت ريقها محأولة ألا تظهر غيرتها
التي دبت في قلبها .. ولا أن تظهر غضبها من نكر زوجها لزوجته السابقة وهى كانت كالحمقاء لم تعرف إي شيء يخصه .. حسنا إذا فلنرى ما سيقوله تاليا .. هل يا ترى سيطلب هو الانفصال ؟!.. ليعود لحبيبته الأولى .. رغم أنها حأولت ألا تنحلق باي شيء بعد الذي حدث لصفيرتهما .. كل هذه أفكار كانت تتحرك بجنون في رأس بثينة تجعلها تشعر بالاختناق
٠ا في البداية أعجبت بنشاطها ..و كنت في ذلك الوقت راغب في الاستقرار .. لذا أردت أن تكون العلاقة بيننا رسمية فطلبتها للزواج .. لم أقم بعمل خطوبة بل جعلته عقد قرآن مباشرة .. «
ابتعدت عن السرير وهمت واقفة وهى تشعر بألم في كل جزء من جسدها .. بالإضافة إلى وجع قلبها .. أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بسرعة وهى تضع يدها اليمنى على قلبها .. تحاول تنظيم دقات قلبها .. و دموعها تعاندها للنزول
أرجوك كفى .. حسام انا أتألم
همست باختناق

اقترب منها يحأول أن يضمها لكنها كانت تبتعد عنه ا٠ لقد أخبرتك قبل الحادث .. أن كنت لا تريدني اخبرني.. وأنا سأبتعد عن حياتك بهدوء ..أ
هتفت بصوتا عالي وقد انسابت الدموع من عيناها « لكن لا تأتى و نثحدث أمامي عن امرأة أخرى .. انا بشر .. رغم أنني أحبك .. إلا أنني أتألم .. لقد تحملت .. سأكون كاذبة ان قلت انه فقط من أجل ميا .. نعم لم يكن فقط من أجل ميا بل كان من أجل نفسى .. احببتك منذ ان رأيتك .. احببتك وتعلقت بك .. رغم أن الجميع حنروني منك إلا أنني وافقت وتزوجتك .. عشت معك أجمل شهر في حياتي ثم تحولت بعد ذلك حياتي الى جحيم بالنسبة لي .. لكنني فضلت التحمل .. وأنا أمنى نفسى بأنه ربما يكون منزعجا أو مهموما من شيء .. ربما يكون العمل ربما .. ربما .. حتى تعبت من ربما .. «
ترنحت كالثملى وهى تشعر بدوار يجتاح رأسها يمنعها الثبات في مكانها .. لكنها تحاملت على نفسها ووقفت بقوة على قدميها .. لن تسقط ولن تصمت الآن
٠ا لم أتمنى أن احطم عائلتي التي حلمت بها .. لم أرد ان نثشتت طفلتي التي لا ذنب لها .. بأن اختيار والدتها كان سيئا .. « عادت لترفع صوتها محتدة ..اهدأي حسنا «
تمتم وهو يرى وجهها الذي ظهر عليه التعب أكثر وأكثر .. وهى تحارب للوقوف والتحدث
ما الذي تريده يا حسام .. هل تريد الانفصال ان كنت تريد انا لن امانع همست وقد تعبت من المحاربة والقتال .. لم يبقى بها رمق لتتشبث به
لن اتركك نطق بصوتا حاد « تابع بغضب

أ انا لم اطلب الانفصال « انا لم أقل حتى أنني أريد الانخصال « لن
اتركك ولن أترك ابنتي .. لأي رجل آخر في هذا العالم .. هل فهمتي ..
هتف بزمجرة « وقد أشرب عنقه كأسد مستعد للقتال تابع بسرعة و صوته يتلون بالدموع
أنتما إنجازي وعائلتي التي سأحارب من أجلها حتى أخر رمق في حياتي « انا لم أتحدث عن عزة لكي تعتقدي أنني سأتركك « بثينة انا أتمنى أن نبدأ انا و أنق من جديد « ٠١
سحبها إلى صدره وهو يضمها بقوة قرب صدره « هامسا
لنبدأ من أجلك ومن أجلى ومن أجل ميا .. أنتما عائلتي التي لن أتركها...
ابعدها عن صدره قليلا وهو ينظر اليها وقد اجهشت في البكاء « تابع بصوت حاني
أن كان بي شيء سيء تحمليه.. كما فعلتي دائما..اذا من اترجاك لا
تتركيني...
تشبثت به وهى تمسك بقميصه من الخلف .. وقد اجهشت في بكاء
مرير ..
ا لن ادخر جهدي ولا وقتي من اجلكما.. سابقكما سعيدتان.. أعدك ا٠
همس بابتسامة وحنان
فشدت بثينة على يديه التي أحاطت بخصرها وقالت بسعادة « انا احببتك .. وما زلت أحبك .. وسأظل أحبك ما حييت «
وقف أمام البحر يسامره في هدوء وعيناه معلقتان على ضوء القمر الذي عكست مياه البحر ضوؤه. المياه التي تتلاطم أمواجه نهابا وايابا.. يعكس ما به من أفكار تشبه تلك الأمواج التي نثحرك باهتياج..
أغلق عيناه بقوة ثم فتحهما بسرعة وذاكرته وعيناه ترسم أمامه فاتنته التي سلبت قلبه ومنعته النوم منذ ان تركها .. ابتعد محاولا النسيان والتفكير بتعقل .. لكى يضمد جراحه العميقة بعيدا عن أي أفكار أو نكريات قد تؤثر بقراره.. ولكنه وكأنه يهرب من النار ليركض الى نار أخرى ..
هذا المكان وتلك المياه تنكره بعينيها .. التي سلبته النوم و اذاقته السهاد منذ ان رآها
زوجته كانت كبحر هائج تشوق لركوب أمواجه .. وبدلا من ان يخرج منتصرا خرج بندوب ألمت روحه .. وكأنها تخبره بطريقتها انها أعمق من قاع البحر..
كم تمنيت ان اكون قاعا لبحرك...
كي افيض بموجك العالي ككبريائك كعنفوانك
لا أهوى ان اكون شطا بزوروني الموج متى دفعته الريح ..
لا أهوى ان اكون رملا عطشا لماء يحاذيه.
أصبحت اهوى الأعماق حين تكون مرأى بنور عينيك الذي تعكسه السماء
توجه ناحية ذلك المنزل الصفير الذي اشتراه منذ فترة طويلة قبل حتى
ان يتزوج بريم.. منذ أشهر فكر في إعداد المنزل و ترتيبه.. لكى يستطيع
فيه ان يقضى عدة ايام به معها .. عندما وجدها قد عادت إلى الانكماش على ذاتها مرة أخرى .. كانت لديه كثير من الخطط لتحقيقها معها لكن يبدو أن كل هذا تلاشى وتبخر كما يتبخر الماء .. عندما أتى إلى هذا المكان تمنى لو يستطيع ان يلقى بأحزانه والامه على أمواج البحر لعلها
تبحر بها بعيدا عنه
ألقى بجسده على السرير بتعب وانهاك أغمض عيناه متمنيا النوم .. لكن ككل مرة لا يجافيه النعاس فيظل مستيقظا ينظر إلى سقف الغرفة
بشرود ..

أهمل أعماله تماما منذ ان أتى .. حرك رأسه وهو ينظر إلى هاتفه الذي اغلقه منذ خروجه من منزله
أمسك الهاتف وقام بفتحه .. ما ان فتحه حتى بدأ الهاتف يطن عن وصول الكثير من الرسائل .. تفحصها بملل .. بعضها من والده الذي يعبر عن غضبه .. وأخرى من والدته التي تحاول أن تطمئن عليه .. وغيره من مساعده الذي يعبر به عن غضبه لتغيبه وعدم حضوره للسفر وقد دناع من بين أيديهم مشروع كبير كهذا .. تشدق فمه بابتسامة ساخرة .. وعيناه تومضان بحزن ..
ثبتت عيناه على أحد الرسائل التي جعلت قلبه يقرع كحلبول الحرب تعلن عن رقمها الذي سجله ب « معذبتي ا٠ فمنذ ان قابلها وهى تعذبه .. تحرمه النوم والراحة .. فتح رسالة .. تبعتها اخرى وهو يقرا كلماتها التي كتبتها بقلبها وليس بيديها .. انها تتعذب
مثله
هل حقا تتعذب مثله؟ إ
( ألم تخبرني سابقا ان الحب لا يتغير ولا يمحى.. ان المحب لا يترك من
أحبه .. حتى وإن لم تنطق بكل هذا إلا انى شعرت بها بتصرفاتك و أفعالك .. و سعة صدرك .. وقلبك الكبير .. إذا لماذا تركتني ؟ .. ألم تستطع أن تتحملني !.. تسمعني هذه المرة فقط ) (ألا تستطيع ان تتنكر الأشياء الجيدة التي بي .. و تجعلها تشفع أخطائي وحماقاتي .. )
( لقد كنت مختلغا عنهم جميعا .. لا تخيب ظني وتتركني )
(فجأة أدركت أنني وحيدة .. عندما شعرت أن لا أحد يقف بصفي.. حينها عرفت معنى الوحدة التي تزيد وهى أكثر رعبا من أي شيء آخر )
اعتدل في جلسته وعيناه تقرأ ما أرسلته له آخر رسالة وآخر كلماتها له ..وحيدة .. ليست هي فقط الوحيدة هنا .. فهو يبكى لفراقها .. بوجه خالي من التعابير .. وقلبه يأن ألما لوحدتها..اذها تتألم من دون تفكير سحب ميدالية مفاتيحه وخرج من المنزل .. فتح باب السيارة المصطفة بعيدا عن المنزل بمسافة قليلة .. صعد إلى السيارة وانطلق بها بسرعة تاركا خلفه سحابة من الغبار
مسحت بيديها على مرآة الحمام التي تكاثف بخار الماء عليها
تنظر إلى نفسها بألم .. وقد اضناها الحزن .. تعبت من البكاء حتى جفت
مقلتيها نزثى حالها ووحدتها.. تبكى على ما ضيعته من يدها.. تبكى على ذاتها الضعيفة .. نعم هي ضعيفة رغم قوتها التي تحاول بشتى الطرق
إظهارها..

لم تفق من غرورها و انانيتها إلا عندما تركها .. وعلمت كم هي تحبه وكم هي تعشقه .. لقد عوضها عن كل شيء لكن هي بغبائها اضاعته وسينهب لغيرها
احتاجت إلى صغعة قوية حتى تستيقظ من غرورها .. لقد أضاعت من
بين يديها الرجل الذي عوضها الله به بعد طفولتها المشتتة و عائلتها التي انفصلت .. وكل واحدا منهم ينظر إلى نفسه
خرجت ريم من غرفة الحمام بعد ان ارتدت عباءة غامقة .. نامت على السرير .. وهى تنكمش على نفسها أكثر تحتضن جسدها بقوة .. نثمنى
قربه إليها .. ليهمس بحبه لها .. يخبرها انه عاشق متيم .. وهى حينها ستتشبث به .. لكن لقد فات الأوان
تحركت الحاجة زينب بسرعة بعد ان وضعت وشاحا على رأسها نحو الباب لفتحه وهى تستمع لرنين جرس الباب المستمر .. فتحت الباب فوقعت عيناها على الواقف أمامها يستند بيديه على إطار الباب .. بعد ان تيقنت من هياته الظاهرة تعبه ..
« أريد أن أتحدث معك «
تمتم مالك بخفوت
افسحت له المجال .. ثم ارشدته إلى أحد غرف الاستقبال الموجودة في الطابق السفلى للمنزل
« أجلس لحين أعد لك شيئا لتشربه «
قالت بهدوء وهى تنظر إليه بطرف عيناها
جلس مالك على أحد كراسي الصالون .. ومال بجسده قليلا للأمام دافنا وجهه بين كفتا يده..
رفع مالك رأسه ما ان شعر بشخص ما مقبلا عليه .. اقترب كاسر منه بوجه بشوش .. قائلا بمرح
ا٠ أي ريح طيبة أتت بك؟! !.. هل قررت ما تريده .. الحللاق ام الصلح اء ما ان نطق بكلماته حتى دنت منهما الحاجة زينب بوجه متجهم خالية اليدين .. فعلم انها كانت تعطيه وقت حتى حضور كاسر جلست قبالتهما و قالت بنبرة حادة مختلغة عن تلك النبرة الحنونة التي تعود عليها معها
١ا مالك .. انا لن ألف أو ادور عليك .. لقد أحضرت كاسر ليكون شاهدا على ما سأقوله وايضا باعتباره ابن عم ريم وهو في مقام اخ لها في غياب والدها .. انا لن أدافع عن حفيدتي أعلم انها مخطئة ومتسرعة لكن أيضا لن أسمح لشخص ما حتى وإن كان زوجها ان يسقط دمعة من عيناها .. حفيدتي أخطأت أما ان تحل الأمر بتعقل وهدوء وتعرفها
خطاها .. أو تحضرها إلى وتخبرني ان الحياة بينكما مستحيلة حينها انا سأضعك فوق رأسي .. و سأحترم هذا منك .. وكلا منكما يذهب في
سبيله

تابعت بنبرة عالية كقطة تكشر عن انيابها
١١ لكن ان تلقى عليها يمين الحللاق وتختفى .. وتهينها بهذا الشكل .. هذا ما لن أصمت عليه يوما ٠ا حأول مالك ان يتحدث لكنها منعته متابعة بهدوء أ ريم لم تخبرني بأي شيء أكثر من انك ألقيت عليها يمين الطلاق.. و سبب ما حدث .. لكنى لست بحاجة للتحدث مع حفيدتي لأعلم كيف كان الموقف معها .. وأيضا لأعلم انها صادقة فيما قالته .. رغم أنني لم ارحمها من اتهامي لها .. وأنها ربما تكون كاذبة .. ١١ تحرك مالك مبتعدا عن كرسيه غير قادر على الجلوس أكثر .. هتف بنبرة حائرة وهو يدير ظهره لهما .. يحأول إخفاء ألمه وتعبيرات وجهه المجروحة
٠١ انا لن اختلق الأعنار .. لن أنكر خطأي .. لقد تسرعت..
اعترف .. ثم تابع بصوت متحشرج « لكنى كنت مجروح تفاجأت بالأمر فأعماني الغضب .. ألقيت عليها يمين الحللاق .. ولم اجرحها هي فقط .. بل طعنت نفسى معها .. انها لا تشاركني في اي شيء معها .. «
بتر عبارته وهو يجد نفسه سيسترسل في ما حدث بينه وبين زوجته فقالت الحاجة زينب بعدم مبالاة
« هذا شانكما أنتما الاثنان .. أنت لست صغيرا لتحل أمورك بكلمة ستنهى
كل شيء..
تابعت بنبرة حانية ..
« الحللاق .. ليس حلا لأي مشكلة بينكما عليك أن تتعلم كيف تواجه مشاكلك بتعقل .. منذ ان رأيتك وانا علمت انك تستحق حفيدتي .. رأيتك متعقل هادئ تستطيع ان تحتضنها وتسيطر على جماحها وعنفوانها .. « صمت مالك يستمع لحديثها .. حتى قال بهدوء « انا أعتذر لكم على ما حدث .. ٠١ « انا لم أقول كلماتي تلك لتعتنر يا مالك .. « قاطعته بحنان أجلى كاسر حنجرته وقال بجدية حسنا إذا .. هل هذا يعنى انك تريد الصلح ؟.. فإن أبغض الحلال عند الله الحللاق..
قالها متحسرا على نفسه .. فهو قد وقع في ذلك الخطأ سابقا ودمر منزله .. ولا يتمنى أن يحل بحياة مالك مثلما حل به
هز مالك رأسه موافقا ثم قال بنبرة ضعيفة هل يمكنني رؤيتها؟!
تشدق فم الحاجة زينب بابتسامة وتحركت مبتعدة .. لتحضر ريم إليه .. أ أحسنت بما فعلته .. وأظن أيضا ان جلوسك بمفردك جعلك تفكر جيدا وتعلم عواقب ما سيحدث .. فكل منكما سيتأنى ١ا

قال كاسر بهدوء وهو يربت على ظهر مالك
هز مالك رأسه ثم تابع كاسر بضحكة عالية « أم انك خفت ان أقوم بتزويجها كما أخبرتك؟! ! « انتفخت أوداج مالك بغضب .. وقد اشتعلت عيناه من المشاعر التي اضطرمت داخله .. وهو يتخيلها مع شخص أخر غيره دلفت الحاجة زينب وخلفها ريم تمشى بأقدام مهتزة ومضطربة و قدميها لا تكاد تحملانها حتى جلست اخيرا على أول كرسي قابلها .. تقبض يديها ببعضهما وهى منخفضة الرأس تحاول كتم دموعها .. ومنع عيناها من النظر إليه .. وحنينها إليه متقد ذو ادخنة.. كان بداخلها أمل انه سيعيدها عندما أخبرتها جدتها بحضوره .. لكن كل هذا بخر عندما لمحت انه سيتمم أمور الحللاق .. تشنج جسدها في مكانه من كتمها لدموعها..
خرج كلا من كاسر وجدته مفضلان تركهما ليتحدثا مع بعضهما بهدوء
رفع عيناه إليها وهو يقأوم رغبة قوية في أخذها بين احضانه .. نظر إليها مطولا .. وهو يشتاقها حد الوجع
ريم
ما أن نطق باسمها حتى انتفض جسدها وبدأت ترتجف من بكاءها الذي انفجر فجأة
ركض إليها وانحنى أمامها يحأول رفع رأسها إليه
ريم ماذا بك ؟!..
هتف بقلق وحنو بالغ .. وهى ما زالت يزداد نحيبها حتى تشنجها ازداد وأحمر وجهها وعيناها الزرقاء وكأنها تسبح في بركة من الدماء « ريم أهدئي.. أرجوك اهدئي « هتف برجاء

ارتمت بجسدها إلى احضانه وهى تقول من بين دموعها
« لا تتركني أرجوك .. انا مخطئة لكن أقسم أنني لم اضع ولا واحدة في
فمي.. أقسم أنني لم أفعل .. لكن لا تتركني .. أرجوك يا مالك..
تحملني .. آخر مرة أقسم أنني لن اغضبك مرة أخرى .. لكن لا طلقني.. لا تنطقها أرجوك «
قالت من بين نشيجها وهى تتمسك بظهره بقوة وتحضنه إليها
ربت على رأسها بحنان .. مقبلا خدها وراسها.. وهو يقول بنبرة ضعيفة
١ا من قال أنني سأفعلها واطلقك ؟! .. لن يبعدني عنك غير الموت يا ريم .. أنت عمرى .. ما حدث كان لحظة غضب .. وأنا سأعيدك الى مرة أخرى ولن اتركك ابدا...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،












الساعة الآن 12:04 AM