logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:11 صباحاً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الرابع عشر



همس حازم متفاجئ .. لأول مرة في حياته يستيقظ متأخرا هكذا..
وقف في الشرفة الكبيرة لغرفته واضعا يديه في جيب بنطاله البيتي منتظرا خروج زوجته
روزلي رددها حازم على مسامعه بنبرة منخفضة وكأنها لحن جميل يتذوق جماله .. اغلق عيناه والابتسامة لا تفارق محياه.. وهو يأخذ نفسا عميقا دافئ انعش قلبه وروحه
و عيناه السوداء تلمع بسعادة .. لقد بدأ حياة جديدة مع من خطفت انظاره وقلبه من أول مرة.
خرجت من الحمام وهى تخطو خطوات بطيئة ومدروسة للغاية وهى تبحث بعينيها عنه .. والابتسامة لم تفارق محياها.. حتى وجدت النافدة مغتوحة والستائر ترفرف عاليا في الغرفة من نسمات الهواء الشديدة دنت بخطواتها حتى وقفت بجوار باب النافذة الكبيرة .. واتكأت بجسدها على إطار الباب .. ما ان وجدته واقفا بأقدام حافية على الأرضية الرخامية .. و جانبي القميص يتحركان بفعل الهواء ..

حدقت بظهره بهيام لقد كان يخيل إليها في البداية انه نحيف للغاية .. لكن الأن أيقنت أن جسده مثالي للغاية في الأشهر التي اقتربت فيها منه وأصبحت معه في غرفة واحدة .. لاحظت انه يهتم بجسده بطريقة هي نفسها تعجبت منها .. الطعام بقدر .. لا يشرب إلا كوبان من القهوة في اليوم .. واحيانا كوب واحد .. يأكل على الفطور حبة تفاح وبجوارها العسل واحيانا مربى التوت
وضعت أصابعها على وجهها .. فهو مثالي للغاية .. حتى انه يركض كل يوم صباحا لما يقارب النصف ساعة ثم يتنأول فطوره
خلال معيشتها معه لاحظت الكثير من تصرفاته .. وحفظتها عن ظهر قلب ..

أبعد يده عن جيبه ما ان شعر بذراعيها اللذان يلتفان حول خصره وهى تضع رأسها على ظهره .. ابتسم بخفوت ثم وقف ساكنا في مكانه منتظرا منها الكلام
لم تخجل نور من فعلتها فهي أقسمتا افها ستعطى بسخاء لمن سيهتف له قلبها .. لمن يثبت انه يحبها .. وهو فعل الكثير من أجلها .. يريد كل شيء بها وهى تريده بكليته معها .. لقد انتظرت هذا بشوق منن ان بدأ قلبها يدق بحثا عن الحب قابلت الكثير وجميعهم أثبتوا أنهم لم يستحقوا قلبها يوما إلا هو الذى لم تعتقد انه سيحبها
ا٠ أفكر في السفر .. لمباشرة أعمالي .. وأيضا لقضاء شهر العسل سنسافر وسأريك أماكن كثيرة .. ستجوبين العالم معي ا٠ قال وهو يستدير نحوها وينظر إليها بحب
فتضجر وجهها خجلا ..
« ما رأيك «
سألها وهو يحاوط وجهها بين يديه ..
نعم.. متى..
ما كادت تكمل حتى وجدت جسدها يرتفع عاليا وهو يحملها بين ذراعيه ..
توقف مكانه ما ان استمع إلى دقات الباب والخادمة تهتف .. أن جدته بالأسفل وتنتظر نزوله
ضحكت نور بقوة .. وهى ترى وجهه الذى تحول للعبوس ما ان استمع
نظر إليها بشر إلى كلعات الخادمة..

فحطتها تكتم ضحكاتها وتحاول اخفاء ابتسامتها انزلها بهدوء وهو يلعن بخفوت ..
ما ان ابتعد عنها .. حتى صدرت منها ضحكة خافتة بدون قصد فاستدار ينظر اليها وهو يمرر إصبعه قرب رقبته علامة الموت ما ان وقف بجوار باب الحمام
وأغلق الباب صافعا إياه بقوة جعلتها تصدر ضحكة رنانة هزت رأسها بسعادة ..ومن ثم وقفت أمام الخزانة لاختيار ثوب مناسبا.
جلست نور وهى تفرك يديها بقوة من تحت طأولة السفرة .. وهى ترى الجو مشحونا بين الثلاثة نساء الجالسات معها .. حماتها. . وجدة حازم والسيدة كوثر حماة ريم .. لم تستطع أن تخفى دهشتها ما ان قدمتها نورا
إليها .. تخبرها ان كوثر هي ابنة عم زوجها ..
كن الثلاثة نساء نظراتهن إلى بعضهن محتقنة وكل واحدة منهن ترسل نظرة باردة إلى الاخرى .. وخصوصا كوثر التي كانت تنظر لنور بنظرات لم تفهمها نور .. وكأنها تعبر عن ضيقها وكرهها من خلال نظراتها لها ..
دعت الله في نفسها ان ينتهى حازم بسرعة وينزل ليخلصها من هذا الجو المشحون بالتوتر لكنها تعلم انه سيتأخر
تنهدت نور في مكانها وهى تجلس بتصلب فاردة جسدها بقوة وكأنها عمود من الجرانيت
« الا يوجد شيء في الطريق؟! «

اجفلت نور في مكانها ما ان استمعت لسؤال جدة زوجها .. وقالت ببلاهة
« ماذا!.. أي طريق ؟!» ضحكت نورا بخفوت من سذاجة زوجة ابنها الجميلة .. وقالت وهى تمرر بكف يدها على شعرها وهى تنظر لحماتها ما زالوا في بداية زواجهما فليستمتعا أولا .. وبعد ذلك فليفكرا بالإنجاب والاطفال .. فحازم ليس مستعجلا ١ا قالت نورا جملتها الأخيرة وهى ترمق حماتها بقوة فنمت الاخرى شفتيها وهى تمص مصها بضيق واستهجان « ليس مستعجلا .. شباب آخر زمن «

اخفضت نور رأسها لأسفل خجلا ما ان فهمت مقصد جدة زوجها وفضلت الصمت وهى تراقب كلمات نورا التي تدافع بها عنها ببسالة
رفعت رأسها ما ان تشممت عطر زوجها وهو مقبلا عليهم .. سلم على جدته أولا ثم قبل والدته ثم السيدة كوثر التي حياها بهدوء
وقف محللا بحلوله عليهن .. حتى قالت جدته أخيرا وبنبرة تهكمية حادة
سمعت انك غير متعجل على الإنجاب .. ام انك تريد أن تنجب مثل والدك طغلا واحدا «
تنحنح وهو يجلى حنجرته ملاحظ وجه والدته الذى انقلب إلى العبوس وقال بهدوء وابتسامة فاتنة على وجهه ا٠ لا تقلقي جدتي سأنجب لك بزينة من الأطفال .. وحينها ستصرخين من

مشاغباتهم وركص حولك ا٠
ابتسمت جدته فرغم عدم محبتها لوالدته إلا أن حازم سيظل حفيدها الوحيد وقرة أعينها ..حفيدها مثل والده في كل شيء حتى في امتصاص غضبها ومعرفته كيفية ارضاءها.. أشارت إليه ليميل عليها ففعل مثلما
ا أ ٠٩ ٠١*،
مسدت شعره وقبلته قبلة دافئة على وجنته .. وهى تدعو له أن يرزقه الله الذرية الصالحة .. وأن يجعل حياته دائمة السعادة .. أبتسم حازم لجدته بحبور ...وما كاد يرفع رأسه حتى غمز بعينيه اليسرى لنور .. التي
قوست حاجبيها ونمت شفتيها بصرامة بعدم فهم
سعل بقوة .. ولكنها أيضا لم تفهم مقصده .. فقال اخيرا بعد تعب أ نور .. هل يمكنك أن تحضري لي بعض البرقوق ؟!»
برقوق

همست بتعجب وتابعت بتركيز لقد انتهى ليلة أمس لكم تمنى أن يضرب وجهه الآن بيديه لولا نظرات الثلاثة نساء إليه باستغراب .. فزوجته رغم جمالها و ذكاءها الذى شهده بعينيه لكنها رغم ذلك ساذجة كبيرة لا .. أظن انه يوجد البعض في الثلاجة .. انا وضعته ليلة أمس قال مؤكدا بنبرة جادن
حركت شفتيها وتحركت تابعة حركاته ما ان أشار لها بذلك .. وهى خلفه حتى وصلا إلى المطبخ .. توجهت نحو الثلاجة مباشرة وفتحتها ثم مالت بجسدها وهى تبحث عن ذلك البرقوق بينما هي تبحث باهتمام وعناية .. كان حازم يرتسم على وجهه ابتسامة جعلته يبدو أكثر مكرا من الثعالب .. ومال بجوارها حتى أصبحا راسيهما داخل الثلاجة
« لا يوجد شيء. . ألم أقل لك أنني أكلته بأكمله ليلة أمس ا


تراجع رأس حازم ضاحكا وهو يفكر بمنظرهما إذا دخلت والدته عليه أو جدته فجأة وما كاد يخف من صوت ضحكاته حتى وجد والدته تنضم إليهما وهى تدلف إلى المطبخ بحذر تحاول أن تصدر أي صوت لتنبههما لوجودها عندما وجدت ابنها قريبا من زوجته هكذا
ما ان لمحت نور حماتها تقترب منهما حتى نزعت اصابع يدها بسرعة عن يده .. ووقفت معتدلة في وقفتها وابتعدت عنه بمسافة مناسبة
هل وجدت البرقوق ؟!»
سألته والدته بمشاكسة فلطالما كانت علاقتها بحازم قريبة للغاية تعدت علاقة ام بابنها بل حرصت ان تجعل من نفسها صديق مقرب له منن ان انجبته
ضحك حازم من مشاكسة والدته وقال بثقته الباردة المعتادة أ نعم وجدت واحدة فقط ا٠ ثم تابع وهو يقبل رأس والدته
سأذهب الآن .. وعندما أعود سنتحدث فأنا لم أنسى انك تريدين الحديث معي

قالها ثم غادر المطبخ.. تاركا والدته وزوجته التي أصدرت صوت ما بين التنهد والضحك وهى تراقب خروجه .. انتبهت نورا لها .. ووضعت كف يدها على وجه نور قائلة بحنان فياض « ضحكتك رائعة يا صغيرتي.. أتمنى أن أراك سعيدة دائما.. ا٠ تضرج وجنتي نور من الخجل .. و بتلقائية احتضنت نورا بقوة وهى تهمس بصوت ناعم « شكرا لك.. « مسدت نورا على شعر نور بحنان وقالت بهدوء هيا اذهبى إلى غرفتك.. فأنا لا أريدك أن تجلسي مع هاتان العقربتان سأحضر لهما القهوة وسآتي إليك للجلوس معا قليلا « ضحكت نور بخفوت من تشبيه حماتها .. وهى تشعر بشعور من الدفء بينهما .. وكأن الله قد عوضها عن فقدانها لوالدتها بتلك المرأة الحنون
نورا .. و الحب الذى كانت تبحث عنه وجدته بين أحضان زوجها الذى لم تكن لتفكر يوما بالزواج أو حتى بالارتباط به ..
تسمرت نورا في مكانها و قبضت يدها بعنف على الصينية التي كانت تحملها مرصوص عليها كوبان من القهوة .. ما ان استمعت إلى الحوار الذى يدور بين والدة زوجها وكوثر التي تركت رأسها و اذنيها لتلك المرأة التي ستملانهما بالسموم
بلعت ريقها واقتربت أكثر من دون إرادة منها تستمع لباقي الحديث أ ابنى يضيع منى .. لقد أعمى هن حبها.. ولم يعد يرى سواها امامه.. ماذا أفعل يا عمتي انجديني ؟٠١
صرخت كوثر وهى تكتم شهقاتها بين كفيها

زوجيه
ردت عمتها بسرعة
فنظرت إليها كوثر بأعين متسعتان وقالت بهمس ااماذا؟!ا٠
نعم زوجيه .. لن ينسى الرجل امرأة إلا بامرأة أخرى .. استغلى عدم انجابها حتى الآن و زوجي ابنك لفتاة تستطيع ان تكون تحت طوعك .. و تجعل ابنك قريبا منك
ثم بدأت تقترب منها وهى تلف بسمومها عليها مثلما تلف بذراعيها
حولها..
أنق قولتي انك لا تشعري باهتمامها بمالك .. زوجيه وهى أما ان تقبل أو سترفضن وحينها سيتطلقان ويعود ابنك إليك ...
همست قرب اذنيها لكن .. لكن .. ماذا أن رفض؟ .. لقد حأولق سابقا مع مراد وفى النهاية هو طلق التي تزوجها ورجع لنورا في النهاية..11 همست كوثر باختناق نظرت إليها عمتها بارتباك وقالت بقسوة لأن تلك الحرباء .. عرفت كيف تستغل انجابها لحازم وجعلته يطلق من تزوجها .. أما مالك فهو لم ينجب منها حتى الآن .. استغلى هذا ٠١
همست تبث سمومها أكثر وأكثر داخل رأسها .. والأخرى تغيب عقلها تماما .. ووضعت قلبها جانبا بعيدا تماما تستمع للمرأة التي ساعدتها سابقا في الزواج من محمود وها هي ستعيد ابنها إليها بمساعدتها أيضا

خرجت كوثر من المنزل الكبير وهى نتشبث بيد حقيبتها الجلدية التي تعبر كم هي غالية الثمن .. تفكر في كلمات عمتها لها .. هل تفعل ما قالته
؟! .. هل تبعد تلك الفتاة عن ابنها لتطمئن انه سيكون بخير يعيش بسعادة وحب مع امرأة مناسبة له .. تبادله نفس حبه « إياك أن تستمعي لما قالته لك ٠١
اجفلت كوثر و تيبست في مكانها وشعور من التوتر يجتاحها .. هل هذا هو صوت ضميرها .. قلبها الذى يأن منن زمن من الألم .. لكنها لثواني أغلقت عيناها وهى تعلم ان هذا الصوت إلا لأكثر امرأة تبغضها في هذا العالم التفتت بجسدها إليها وهى تنظر إليها ببرود يخفى ألمها .. وحسرتها على نفسها.. وهى ترى نورا تشع بوما بعد يوم اما هي .. فتنطغئ و يضيع بريق عيناها .. وقلبها يصرخ حزنا وضيقا وايضا شغقة على ذاتها..

قالت نورا بصوت ضعيف وحزن على المرأة التي أمامها « إياك ان تستمعي لها .. حياة ابنك سنثدمر .. و أنق بدلا من ان تكسبيه ستخسرينه .. وسيبتعد أكثر .. مالك ليس مثل مراد .. وريم ليست نورا التي تحملت .. لا تفطي نفس الخطأ الذى اقترفته عمتك سابقا و دمرتني
مالت كوثر في مكانها وهى تطوى ذراعيها على صدرها .. وابتسامة تهكمية على ثغرها .. وقالت بسخرية واعين متهمة ا٠ هل كنب تتنصتين علينا ؟!.. يبدو أن السيدة نورا لا تعرف أهم قواعد الذوق .. فرغم عيشها في منزل كهذا .. إلا انها كما هي ما زالت تحمل جيناتها الوضيعة من تلك الحارة .. ١ا
أغلقت نورا عيناها بقوة وهى تحاول أن تمسك زمام نفسها والتغاضي عن كلماتها تماما .. فلماذا تفضب منها .. ألم يتم نعتها بأكثر من هذا وإن كان وراء ظهرها .. لكنها كانت تشعر بنظراتهم الدنيا لها

لماذا تكرهيني يا كوثر .. أنكر انك كنب تعاطيني جيدا عندما قابلتك مرة مع فيروز .. لماذا تغيرت معاطتك لي بعد ذلك لقد كنب امرأة حنون همست نورا تسالها فهي لم تستطع منع نفسها
.الأنه يحبك انا أكرهك .. لأنني اتعذب .عندما أراه ينظر إليك .. لأنني اختنق «
صرخت في نفسها وهى تتمنى لو تستطيع ان تصرخ بهذه الكلمات في وجهها لتستريح من ألامها
لا شأن لك .. لا تتدخلي في شيء لا يخصك .. ابنى انا وحدى من اعرف مصلحته
قالت ببرود.. وهى تنظر إلى نورا بازدراء تشدق فم نورا بحركة بسيطة .. وتنهدت وهى تقول بخفوت
نعم انا لا شأن لي .. قالت بحزن وهى تخفض رأسها .. ثم اردفت
لكن سأخبرك بشيء واحد مالك .. ليس مراد .. مالك ان أبعدته عن زوجته و علم انك السبب لن يسامحك .. سيتألم منك .. سيكون جرحه عميقا اترك ابنك ليختار ٠١ قالت كلماتها و ما كادت تخطو بخطواتها مبتعدة حتى هتفت كوثر باختناق
ا. ابنى لن يكون بخير إلا إذا ابتعد عنها ..حينها سيكون سعيدا ١ا لم تكترث نورا لكلماتها وابتعدت .. حتى دلفت اخيرا إلى أحد الغرف وحينها تهأوت على أول كرسي قابلها.. ودفنت وجهها بين يديها وهى تبكى .. فقد أبت النكريات إلا ان تعاد لها في تلك اللحظة وهى نتذكر زوجها.. الذى اتى إليها وفى يده عروسه الجديدة..
مسحت دموعها بقوة بأصابعها وهى تقسم انها لن تبكى لهذه النكرى مرة
اخرى.. لقد كان ماضي وانتهى..

خرج من الماء وهو يحملها بين يديه يلهث باضطراب وجهه محمر حدق بجسدها الساكن بين يديه برعب وهو يراها لا تصدر أي ردة فعل بدأ بضربها بلطف على وجنتيها لعلها تبكى .. أو حتى تصرخ لكنها لم تفعل .. كتم دموعه .. ووضعها بسرعة على الرمال
وعقله تشوش لا يعرف ماذا يفعل والناس ملتفون حوله شعر بالضياع والتيه .. فوجد أحد الرجال يميل عليهما ويبعده بيده .. ثم وضع يده بسرعة على أنفها للشعور يتنفسها.. وبدأ فورا بإخراج الماء وعمل تنفسا ١صطذاءيااا و تدليك القلب في حركات سريعة حتى لا يضيع الوقت في طرد المياه من الرئة
نعر حسام في مكانه وهو لا يجد أي استجابة من صغيرته رغم استمرار
الرجل فيما يفعل..
بيد مهتزة خائفة مال على صغيرته بعد أن أخذ نفسا عميقا وبدأ ينفخ في فمها مع إغلاق أنفها الصفير بأصبعيه .. تحجرت الدموع في عينيه وبدأ يشهق بخفوت وهو يراها لا تصدر أي استجابة .. ومن دون ان يشعر نزلت دموعه حارة متألمة ومنكسرة
ويقول بهمس قرب اذنيها هيا يا صغيرتي.. اسبقظي لا تحرقي قلبي عليك
ظل يصرخ وهو يستمر في عمل التنفس والنفخ في فمها
بكى بصوتا عالي ولكنه لم يتوقف عن النفخ في فمها .. وهو يضغط صدرها ويدلك قلبهابسرعة
« انها تفتح عيناها .. الماء يخرج .. ا٠ صرخ بها الناس من حوله ..
شهق بقوة وهو يميل يقبلها في كل مكان في جسدها .. بسبب بكاءه ومعيناه الغائمتان من الدموع لم يستطع أن يرى فتح صغيرته لعيناها ببط
أمسك بيديها الصفيرة بكفه.. وهو يشعر بجسدها الذى تحول لقطعة من
الثلج ووجهها شحب ونبل ..
يجب ان تنهب بها للمشفى بسرعة بنى .. قبل ان تضيع منك ابنتك قالتها سيدة عجوز كانت مع الجمع الملتف حوله أمسك بصغيرته بين ذراعيه يركض بها نحو سيارة الاسعاف التي وصلت توا و الممرضين يركضون نحوه
ويضعون الصفيرة داخل السيارة
ما كاد يلج داخل السيارة .. حتى تسمر مكانه وهو يتذكر زوجته .. التي كانت تصرخ به منذ دقائق
ركض نحوها وهو يجد أحد الرجال يحملها بين يديه وهى غائبة عن الوعى..

انها زوجتي

صرخ بغضب وهو ينزع جسدها من بين ذراعي الرجل ..
انها غانبة عن الوعى .. يبدو انها لم تتحمل الصدمة.. فكرت بأن أضعها في سيارة الاسعاف ا٠
رد الرجل مدافعا عن نفسه وهو يرى غضب و حدة الرجل الآخر أمامه
دنا بخطوات سريعة نحو السيارة التي كادت أن تتحرك .. ووضع جسد زوجته بجوار صغيرته
غصة مرة علقت في حنجرته جعلته يشعر وكأن هناك جبل على صدره
وهو لا يعلم على من يبكى أو يصرخ .. في تلك اللحظة لعن وحدته وعدم وجول. أحد بجواره .. هو وحيد لكن زوجته وابنته هما عائلته الوحيدة .. التي لن يسمح لأى منهما بتركه
مرر يده على رأس ميا بأمعين حزينة متألمة .. و باليد الاخرى مررها على رأس زوجته .. التي شحبت ملامحها وأصبحت بيضاء
تحركت السيارة بهم بسرعة .. و جلس بالقرب من زوجته يحأول ايقاظها
من سباتها يحثها لفتح عيناها فهو يحتاجها في تلك اللحظة يحتاجها بشدة .. لتشد على يديه وتمده بالقوة
و المسعفون يعملون بسرعة ويوصلون جسد ميا بعدل. من الأجهزة لمراقبة مؤشراتها الحيوية ..
بعد ساعتان في المشفى
فتحت عيناها لتجد نفسها في غرفة بيضاء نات أسقف عالية .. عبست وشعرت باختناق وعقلها يحيط به ضباب يمنعها التركيز .. وهى تحاول أن نتذكر شيء فظيع كانت تراه بعينيها امنلأت عيناها بالدموع وهى تتمنى لو تستطيع الصراخ .. لتريح قلبها بأن كل ما رأته كان مجرد حلما .. بل كابوس خانق .. و هي استيقظت منه اخيرا
كيف تشعرين الان ؟»
غمغم صوت بجانبها شعرت بحشرجته.. مما جعلها تدير رأسها بحدة لترى حسام يقف بالقرب منها بوجه شاحب .. وملابس متسخة مجعدة
اتسعت عيناها وتشنجت ملامحها وجسدها تتنكر المشهد الذى جعلها تفقد عقلها واعصابها معا.. وهى ترى ابنتها تخطفها الأمواج .. وحسام يحارب لإخراجهما معا..
ميا ا. صرخت بثينة بهستيرية .. تحارب رأسها الثقيل لنثحرك صغيرتها بالتأكيد لم يحدث لها شيء .٠ دعت في نفسها ابنتي

صرخت بقلب مكلوم وببكاء يقطع نياط القلب
اقترب منها بسرعة وثبتها بيده وهو يضعها على ذراعيها يمنعها التحرك .. بينما هي تتلوى بين يديه لتتخلص من قبضته التي على رسغها وجسده الذى يمنعها التحرك .. وراسها يتحرك بجنون أوقف حركتها بشق الأنفس ودفن أنفه في تجويف عنقها ٠. توقفت عن الحركة .. وهى تستمع لشهقاته
تجمدت الدموع في عينيها.. وهى لا تريد التفكير في الأسوا.. بهتت
ملامحها وشعرت وكأن هناك من يضع يده على فمها وانفها يمنعها التنفس .. ليخرج روحها من جسدها ببطء ا٠إذهابخيرا٠ همس بحشرجة ١ا لم ..ت..م..ت .. تمت ٠ا
تلعثمت في الكلام ولسانها وقلبها لا يطأوعنها لنثكلم .. لكنها تريد أن
تتأكد .. أن تطمئن .. أن نتنفس ..
هز رأسه ب نعم .. فأغمضت عيناها بقوة .. و ارتخت يده التي كانت تقبض على رسغها ..
انا اريد أن أراها أ ...همست باختناق ليس الآن..يمنع رؤيتها..
في خطر..هي في خطر.. ا١ قاطعته بألم..
ا نعم .. لكن هناك أمل .. أمل سأظل متمسك به .. سأدعو الله ألا يأخذها منى .. و اًذت أيضا تمسكي .. احتاجك قوية يا بثينة .. احتاجك بشدة ا٠
همس بحشرجة .. يحأول أن يمنع نفسه من البكاء مرة أخرى .. يحأول
التماسك
انسابت الدموع على وجنتيها .. و قلبها يهتز من الألم .. شعور رهيب .. رهيب من الخوف .. والحزن .. قبض على قلبها ..
ستكون بخير
قالها وهو يضم رأسها إليه أكثر .. وهو ما زال مائلا عليها انا السبب .. انا السبب
رددتها بجنون وصوت ضعيف .. وهى تهز رأسها بجنون ..
ابعدته عنها احدى الممرضات
رجع بجسده وهو يرى محأولاتهم لتثبيت جسدها حتى استطاعوا حقنها بحقنة جعلت اهدابها تنخفض بضعف
وفمها لا يكف عن ترديد
انا السبب .. ابنتي حتى اغلقت عيناها تماما
خرج من الغرفة .. يحأول الوقوف بثبات في مكانه وقدماه لا تستطيعان
حمله
تهأوى بجسده على الأرضية .. ورأسه يدور في دوامة عنيفة .. تمنعه
التفكير
حتى وجد هن ينخفض إليه.. ويربت على يده وينظر إليه بحزن
عليك أن تكون قويا .. لا تكن بهذا الضعف يا حسام .. زوجتك وابنتك


قال سليم الذى كان يراقب من بعيد انهيار ابنته والصغيرة التي بين الحياة والموت بعد أن دخل إلى رؤيتها الكثير من المياه .. وتنفسها الضعيف حضر ما ان اتصل به حسام .. ركض ولا يعرف كيف أتى بهذه السرعة إليهم .. كان سيدلف إلى غرفة ابنته .. لكنه ما ان رأى حسام معها وهى تبكى .. فضل في هذه اللحظة ان يتركهما .. لعل ابنته تهدأ
« لست ضعيفا .. لكنى سئمت القوة والتحمل .. هز رأسه وتكلم وهذه المرة لم يمنع بكاءه بل بكى بحسرة
لو .. تركتني سأموت .. كيف سأواجه بثينة ؟.. كيف ؟! ..
ما هي عائلتي
تمتم بحشرجة و نبرة ضعيفة للغاية
ربت سليم على كتفه وهو ينظر إليه بحزن. . فهو يشعر به .. فإن فقد حسام ميا .. هو سيفقد حفيدته التي تطق بها وكأنها روحه .. وابنته التي ستجرب ألم الفقد .. سيتذوق للمرة الثانية ألم فقدان شخصا أحبه حتى النخاع لكنه حأول أن يدارى جرحه .. عليه ان يكون قويا في تلك اللحظة ليدعو لحفيدته وابنته...


look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:11 صباحاً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس عشر



عليك أن تعود لتباشر أعمالك .. لأنني سأخذ اجازة طويلة فأنا لست...

عقد حازم ما بين حاجبيه بتعجب من محتوى الرسالة التي وصلت إليه عندما كان في المكتب ماذا بها اميلى.. حأول الاتصال بها بعد تلك الرسالة لكنها لم تجب على أي من اتصالاته .. فازداد قلقه عليها أكثر وأكثر سار خارجا من مكتبه بعد أن أنهى جميع أعماله ..وطول اليوم لم يغب عن عقله وجه نور وابتسامتها له .. انه متشوق ليقضى مزيد من الوقت معها .. يريد أن يبقيا بمفردهما أكبر وقت ممكن

هدأت خطواته لثواني وهو يتجه ناحية المصعد .. ما ان وجد مازن واقفا هناك .. لكنه سرعان ما سار بخطوات ثابتة ومتزنة وصلبة .. رغم شعوره بالغضب والكره ما ان رآه إلا انه حأول أن يمسك رباطة جأشه و ينسى كل شيء .. فمازن كان مجرل. ماضي في حياة نور .. أما هو الآن فأصبح حاضرها ومستقبلها..

نظراته القوية اصطدمت مع نظرات الآخر .. الذي لم يبعد .عيناه عن حازم ..

ولج إلى داخل المصعد ما ان فتحت أبوابه .. و حازم ينظر أمامه بسمو ح ..

تنحنح مازن في مكانه وتحرك بسرعة للضفط على زر المصعد .. بينما حازم يقف وهو يضع يده في جيبه ونظراته تزدال. سوادا يحأول أن يهدئ من نفسه لهذه الدقائق

سيد حازم .. أنا لم أكن أقصد ما قولته انا آسف ..نور

بتر مازن عبارته وهو يجد حازم يمسك بياقة قميصه ويتراجع بجسده حتى اصطدم جسده بجدار المصعد .. الذي اهتزت أبوابه و جدرانه

إياك .. ثم إياك ان تنطق اسمها من بين شفتيك .. لقد حذرتك سابقا لكن ان تكرر الأمر مرة أخرى .. حينها لن أستطيع ضبط نفسى ومنعها من كسر عظامك أ

هتف بغضب وهو يصر على أسنانه .. وعيناه تومض شرا

امال مازن رأسه قليلا .. وهو يقول بندم بنبرة منخفضة

أعلم أنني قد ظلمتها .. لذلك أتمنى لو أستطيع أن اقول لها أن تسامحني.. نور.. كانت أنقى من ان أتحدث عنها بهذا الكلام...

ما ان نطق باسمها حتى وجد رأسه تصطدم بالجدار من ضربة حازم فأخرج مازن آهة متألمة من بين شفتاه .. ووضع يده على رأسه بسرعة بينما مال جسده للاسفل قليلا ما ان تركه حازم .. الذي دار في المصعد وكأنه أسد حبيس وعيناه الداكنتان اشتعلتا من الغضب بينما قبضتا يده اشتدت .. وجسده وقف متربصا لأى كلمة قد ينطقها ذلك ال مازن مرر حازم يد٠ه على وجهه وهو يحأول تهدئة أعصابه فهو لم يكن يوما ممن توفلت اعصابهم بتلك السرعة .. لقد كان باردا لأقصى درجة .. لكن ما ان استمع اسمها من بين شفتي ذلك المعتوه حتى اثهتعلت الدماء في عروقه..

فتح باب المصعد .. وما كاد حازم ان يخطو خطوة للأمام والخروج حتى قال بنبرة تحذيرية مهددة و هدوء حأول الحفاظ عليه رغم أنفاسه التي تخرج مضطربة من غضبه

أ هذه المرة ضربة في الرأس لكن المرة القادمة .. ستكون بها موتك وهذا سيكون آخر تحنير .. أن كنت حقا تريد أن تظهر لي اسفك .. لا نزيني وجهك باي مكان انا به .. ٠١

نظر إليه بنصف عين ثم أردف بينما ارتفع حاجبه

السيدة نور .. أنت لم ترها يوما .. أنت حتى لا تعرفها .. هل فهمت ...

فأومأ الآخر رأسه بقنوط .. لم ينتظر حازم ان يسمع إجابته وخرج من المصعد .. فتحنيره لأمثاله كافي ليجعله يبتعد عنها .. ولا يفكر حتى بالاقتراب

جلس باسترخاء على أحد الارائك الموجودة في غرفة الصالون في منزلهم .. ما ان وصل إلى المنزل حتى وجد والدته بانتظاره جلس ينتظر سماع صوتها لتخبره عن هذا الأمر الضروري الذي جعلها تنتظره لهذا الوقت .. بينما هي رأسها منخفض وتحرك اصابع يدها بارتباك .. وكأنها تحاول أن تجمع جملة مناسبة .. جلس بصبر .. فهو لا يريد إرباك والدته .. حتى وإن كان متعجلا للصعول. إلى نور .. أجلت والدته حنجرتها وقالت بهدوء

اما سأتحدث به الآن معك .. هو شيء يخص نور

صمتت وهو تنظر إلى وجه ولدها و سكونه أمامها و تعابير غريبة تزين

وجهه اردفت بنبرة ناعمة وحنان ٠١ حازم .. المرأة عدم تتزوج .. تتمنى أن يكون زوجها هو سندها.. والدها .. حائط متين تستطيع الاستناد عليه ليمدها بالقوة .. رجل ترى به أبا لأولادها .. وليس مجرد شخص تزوجته لأن هذا نداء الطبيعة .. أنت الآن لست مجرد زوج بالنسبة لنور .. نور حساسة للغاية .. وتحتاجك بجوارها في أوقات كثيرة « شعر بالرهبة وربما بالقلق من نبرة والدته الغريبة عليه .. بالإضافة إلى مقدمتها الطويلة .. وكأنها تحاول ان تهيئ له شيئا ما لن تستطيع قوله

مباشرة اعتدل في جلسته ونظر إليها بتركيز غير راغب بالكلام الآن نهائيا فهو يحتاج إلى الاستعاع إلى باقي حديثها..

أخذت والدته نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء متابعة بالتأكيد انت رأيت ياسين والد نور سابقا ضيق عيناه .. فتابعت والدته بسرعة

نور والدتها ما زالت على قيد الحياة .. انها تعتقد أن والدتها ميتة .. لا أعلم ما الذي قاله ياسين لها

اردفت وهى تمسك بيديه بين يديها الباردتين بحنان أريدك أن تساعدها في رؤية والدتها .. لا أعلم ماذا ستكون ردة فعلها لكن كل ما أعلمه انك ستقف بجوارها .. ١ا

بالطبع لن أتخلى عنها يوما .. وسأساعدها ما استطعت

اجاب بهدوء..

ثم اقترب من الكرسي الذي تجلس عليه والدته و ركع نحوها و قال وهو

يمرر يده على وجنتيها

« لكن هل يمكن ان يتأجل هذا الأمر قليلا فقط.. احتاج إلى أن اقترب أكثر من نور .. وأيضا يجب ان أسافر لمباشرة أعمالي وألا سيضيع كل ما حأولت بناءه لسنين .. «

ستسافر

سألته بأعين حزينة نعم يجب ان اذهب .. عملي هناك ولن أستطيع أن أبقى هنا دائما.. و سناتي انا ونور إليك دائما .. ٠ا اجاب بنبرة حانية

اا١ءتقدت انك ستبقى معي دائما .. سنثركني يا حازم .. نور لم تعد مجرد

زوجة لا بنى بل أصبحت أكثر من ابنتي .. ٠١

قالت بصوت متهدج حزين ونبرة ضعيفة ومعيناها على وشك البكاء

قبل مقدمة رأسها ثم جبهتها

أن أردتني ان أتى كل أسبوع سآتي قاطعته بحشرجة

ا١ لا .. لا .. لن أرغب يوما بتعبك..

تابعت بنبرة مفتخرة وسعادة تحاول ان تخفى به حزنها وهى تمرر يديها على وجهها تحاول حبس دموعها

لن أقف يوما أمام مستقبلك .. لقد قولتها لك سابقا .. افعل ما هو مهما

لكا « بلعت ريقها واردفت

والدة نور تعيش في لندن .. لذلك يمكنك رؤيتها .. سأتصل بها وأخبرها بأنك ستسامعدها لتقرب به ابنتها منها .. متى ستسافر ٠ا

داكه .اخلال أسبوعان أو ثلاث ٠١

اجابها بهدوء .. رغم شعوره بحزن والدته الذي تحاول أن تداريه ولج إلى داخل غرفته بعد أن استمر محادثته مع والدته لوقتا طويل وهى تشرح كل شيء وسبب اعتقاد نور ان والدتها ليست موجودة « يا الله شيء لا يصدقه عقل .. والد نور وأصدقائه و منهم والده .. هم السبب في بعد نور عن والدتها لم يستوعب عقله ما قالته والدته لها

نور حرمت من والدتها .. والآن هو يجب عليه ان يهيئ لزوجته كل

شيء .. فليعينه الله على هذه المسئولية «

تنهد بصوتا عالي لم تنتبه له تلك الجالسة على السرير كما لم تنتبه لدخوله الغرفة .. وهى تنظر باهتمام إلى شيئا ما تحمله بين يديها وابتسامة بلهاء

على وجهها..

هز رأسه بهدوء.. وهو يحدق بذلك الشيء الذي بين يديها واكتشف انه مجرد كتاب

خلع سترة بذلته والقاها على طرف السرير بقوة لكنها لم تنتبه له وظلت محدقة بما بين يديها .. لوى فمه بامتعاض بسيط .. ثم دنا من الحمام .. مغضلا أخذ حماما سريعا ثم العودة إليها ورؤية ما بين يديها بعد دقائق خرج من الحمام ومنشغة صغيرة على رأسه يحركها لتجفيف شعره الغزير .. ويرتدى بيجامة من الحرير باللون الأسود رفع إحدى حاجبيه بمشاغبة وابتسامة خغيفة ظهرت على وجهه وهو ما زال يرى تركيزها وابتسامتها البلهاء لما تراه أو تقرأه وهى نصف ج١ق.

انزلق بجوارها على السرير مسلما رأسه ليده.. وهو ينظر اليها بهيام

ظل يحدق بها لثواني لعلها تنظر إليه لكنها لم تفعل .. فتنحنح في مكانه . وسعل بقوة .. ولكنها ما زالت تنظر إلى ما بين يديها باهتمام .. فاحتقن وجهه .. لكنه سرعان ما أبتسم ابتسامة بلهاء وهو يقول بخفوت ونبرة مشاكسة وهو يضم شفتيه .. نور.. يا نور.. لقد أتيت ...

.. أعلم ..

ردت بخفوت ولم تبعد عيناها عن ذلك الشيء اللعين الذي سيجعله يفقد أعصابه ويقوم بتمزيقه ليس بيديه لا بأسنانه وربما يقوم بأكله أيضا لكنه لم يرد ان يفقد أعصابه وتنهد بقوة قائلا بابتسامة .. هل تقرئين نكات .. شاركيني لكى أضحك معك أيضا وأبتسم ..

.. لا ..

ردت بسرعة وهى تقوم بغلق ما في يدها وتضمه إلى صدرها فرفع أحد حاجبيه وقال يردد كلمتها

(ا لا..

لكنه أردف بتصميم و فضول أريد أن أراه

ضحكت بقوة وهى تتحرك مبتعدة عن السرير وهى تقول بنبرة ناعمة

بينما هو يتحرك خلفها « لا أستطيع انها هدية .. وأيضا وعدت بالا إريك إياه ا٠ عضت نور على لسانها بسبب نثك الذلة ما ان رأت ملامح وجهه التي تعبر عن غضبه اا حقا اا هتف من بين اسنانه .. وتابع « س.هن؟ « سأل من حماتي أ اجابت بهدوء

أمي .. إذا لا مشكلة في رؤيتها .. ألم نصبح انا و أنق واحدا

قالها والفضول مسيطر عليه

« نعم..

قالت وهى تحرك رأسها ثم اردفت

« لكن ربما تنزعج .. إن رأيتها « لا لن انزعج قالها وهو يحأول رسم ابتسامة على وجهه « هتاكد « سألته لعم

فتبعت كلامه بأن قربت إليه ذلك الشيء الذي يشبه الكتاب ونأولته إياه

أمسك به بيد ثم باليد الاخرى أمسك بيديها وسحبها إليه حتى أصبحت تقف بالقرب منه .. ثم دنا بها نحو السرير وهو ما زال ممسكا بيديها

حسنا لنرى .. ما هو الشيء الذي جعلك تبتسمين هكذا

قالها وهو يبدأ في فتح ذلك الشيء المربع

اتسعت عيناه ..فعبس وجهه ..ثم امتعض .. ثم صرخ بحنجرته بصوتا

ابتعدت عن باب غرفتها وهى تضع يديها على فمها تمنع ضحكتها من الخروج .. ما ان استمعت لصراخ ابنها باسمها .. فيبدو أن نور لم تحفظ الهدية التي اعطتها إياها رغم انها أخبرتها أن تبعدها عن أنظار حازم تماما .. لكن ها هي زوجة ابنها تنل وتكشف بهذه السرعة أخغض مراد نظارته عن عيناه قليلا وهو يراقب تحركات زوجته المجنونة .. وابتسامتها البلهاء .. أبتسم بتلقائية وقال بخفوت

ما المصيبة التي فعلتيها يا نورا مع حازم يجعله يصرخ باسمك هكذا

مجردا .. « رسمت البراءة على محياها بحركة سريعة و نمت شفتيها ببراءة وهى تقول بصوت خافت الم أفعل شيء ..

سألها مفيظا وفعلا نجح في ذلك وجعلها ترفع يديها وتضعهما على خصرها ..نعم « اجابت مؤكدة

فابتسم لفعلتها.. وانزلقت بجواره وهى تحاول عدم الالتفات إليه ١١ نورا .. ابنك سيقيم عليلى هجوما مسلحا غدا .. لذا على الأقل لا تفقدي حليفاهثلىاا

قالها بمشاغبة رغم نبرته التي حأول جعلها هادئة

ضحكت من مشاغبته ونبرته والتفتت إليه وهى تقول بنبرة ناعمة وسكون

ةهلة حسنا .. ما الذي تريده

ضحك وقال بهمس

أ أريد أن تخبريني بما فعلتيه حتى أستطيع الوقوف بجوارك غدا ١ا زمدى شفتيها بتفكير ثم قالدى بهمس

أ...

وبدأت في قص ما فعلته .. بينما الجالس بجوارها لم يكف عن الضحك طوت ذراعيها أمام صدرها.. وهى تراه قد قام بفرد جسده براحة على السرير بينما هي لا ترى غير ظهره.. بعد انزعاجه مما حدث بينما الآخر يحأول التنبه لحركاتها .. وهو يقسم ان ما حدث اليوم لن يمر بسهولة لا لها ولا لوالدته

أغمحش عيناه بسرعة ما ان استمع لهمسها المنزعج وهى تتابع بحزن فهي لا تريده ان ينام و هو منزعج أو متضايق منها لو تعلم ان الأمر سيسبب له الإزعاج والعبوس. . لكانت اخفته قبل وصوله .. لكن هي الغبية .. لأنها لم تستمع إلى نصيحة نورا بألا يرى ما أعطته إياها

حازم .. أقسم لم أكن أعلم ان الأمر سيزعجك همست قرب أذنيه .. بينما هو يغلق عيناه بقوة سأفعل أي شيء تريده لمصالحتك فتح عيناه بسرعة ما ان استمع لجملتها وهب نصف جالسا مما جعلها تجفل من حركته السريعة وقال بنبرة متكبرة

انا ما زلت منزعجا من الأمر .. لكن ما دمتي تريدين الصلح إذا انا موافق .. لكن بشرط ا١ اا وانا موافقة ٠ا هتفت بسرعة وسعادة

هكذا قبل ان تعرفي ما أريده تمتم بخبث وعيناه تومض مكرا



إجابته ببراءة

حسنا .. سأخبرك .. بثمن مصالحتي.

ثم تابع وهو يقربها من احضانه قائلا برضا

ا. لكن الآن تعالى ونامي في أحضاني. . فاليوم انا أرغب في النوم بشدة ١ا تمتم وهو يغمض عيناه يحيط خصرها بذراع بينما الاخرى وضع عليه رأسها لتكون وسادة لها وقربها منه أكثر أغمضت عيناها بسعادة .. جاهلة عما سيجهزه لها بداية من الغد وما سيفعله بها .. لكن رغم هذا .. فهو لا يهم .. المهم الآن انه لم يعد منزعجا منها بسبب تصرفها الاهوج



أبتسم مالك بمرارة وهو يضع يديه في جيب بنطاله ويستند بجسده على إطار باب المطبخ .. وهو يراقب زوجته وهى تتحرك في أنحاء المطبخ كالنحلة.. رفعت شعرها في عقدة محكمة لكنها أبت ان تسكن فوق رأسها وهربت بعض من خصلاتها على كلا جانبي وجهها وخلف رأسها .. ترتدى بنطالا قصيرا و بلوزة بنصف أكمام باهتة

زوجته تحاول بشتى الطرق ان تسعده .. أن نثبت انها تحبه .. لكنه رغم ذلك يشعر بابتعادها هناك شيء ناقص في علاقتهما و رغم أنها أصبحت تردد كلمة احبك له بدون كلل أو ملل .. إلا انه يشعر بشيء ناقص .. رغم أنها زوجته ملكه .. وبين يديه إلا أن هناك سور منيع تفصله به عنها .. لم يستطع أو ربما لم يقدر بعد إلى الوصول لمكنوناتها .. لدواخلها .. لريم التي لا يعرفها .. تعطيه دقائق من المتعة والإثارة ثم تتركه مبتعدة .. تخبره بخفوت ان يصبح على خير .. ثم بعد ذلك تعطيه ظهرها .. وهذا ما الم قلبه .. جعله يشعر باختناق ومرارة تجعل جوفه مر كالعلقم .. مهما تنأول من حلوى لا يستطيع ان يخفى بها تلك المرارة

عادت منذ عدة ايام لمتابعة عملها في المشفى .. تؤدى كل شئ بمهارة وكأنها آلة مدربة .. فى الصباح تكون امرأة جميلة ومتانقة.. وفى المساء بعد عودتها من العمل .. ربة منزل ماهرة و بجدارة.. لا تبخل فى عمل أي شيء قد تطلبه والدته أو حتى جديه اللذان حضرا منذ انجاب اروى وفى الليل زوجة محبة وعطوفة وتعطى بسخاء من دون ان تظهر حتى تعبها الذي يراه بعينيه كل ليلة تكون فيه بين احضانه

يتمنى أن تخبره بما يؤلمها بما يشغل رأسها .. انها بعيدة عنه رغم قربهما .. لقد تعب من الانتظار

تشدق فم مالك بسخرية محدثا نفسه

٠ا أليس هذا ما يتمناه أي رجل .. امرأة لا تظهر تعبها .. امرأة قوية تؤدى كل مهامها بجدارة من دون ان تشكو أو تتعب .. جبل صلب لا

يهتز تعبا

صمتها كالسهم القاتل .. يتغلغل في ثنايا روحه يمنعه الكلام هو الآخر

لقد أخبرها انه يحبها ماذا يفعل أكثر من هذا .. لكى تركض إليه وتخبره بما يحزنها.. أو حتى بما يسعدها .. أوقاتا كثيرة تمنى لو كانت امرأة ثرثارة تتحدث في أي شيء وكل شيء .. المهم انها ستتحدث لكنها لم

تفعل ..

حتى تلك الملابس توقع انها ربما تريها له لكنها لم تفعل ولم تظهر انها قد اشترت أي شيء .. أوقات فكر انها ربما تكون حاملا .. لكن الأسبوع الفائت تأكد انها ليست كذلك

أخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطء .. خلع سترة بذلته ثم ربطة عنقه .. و وضعهما على أحد كراسي طأولة

المطبخ .. نظرت له وهى تبتسم له نصف ابتسامة ما ان شعرت اخيرا

بوجولءه ..

دنا منها وهى تقلب ما يوجد بالمقلاة أمامها

« ما الذي تعدينه ؟» سألها وهو يفك بعض أزرار قميصه العلوية وكذلك معصميه « صلصة للمعكرونة «

قالت بهدوء .. وهو يلاحظ محأولتهالتخفى تعبها

لماذا لم تجعلي شخصا آخر .. يطهو بدلا منك

ظهر الانزعاج والغضب على وجهه لكنها أجابت بسرعة وبابتسامة الوقت تأخر ..بالإضافة أنني أردت أن أعدها بنفسي

طوى معصميه ثم اقترب منها وأمسك بالظعقة من يدها وأخبرها بهدوء

اذهبى وخني حماما سريعا ..وبدلى ملابسك .. وأنا سأكمل هذه المهمة .. أ

لم تجرؤ على مجادلته فهي غير قادرة على العناد أو المجادلة معه وبدأت تتحرك مبتعدة .. وهو يتتبع حركاتها بحزن وضع بعضن من المعكرونة في الطبق أمامها .. ما ان جلست على كرسي الطأولة ووضع كذلك بعضا منها في طبقه ثم جلعن قبالتها ينظر

اليها بتفحص .. وهو يلاحظ أن المياه قد انعشتها قليلا و أزالت عنها بعض آثار التعب

أبتسم ما ان رأى نظراتها المحدقة به بتساؤل وقال وهو يحرك رأسه

« حسنا .. ئنتذوق تلك المعكرونة المشتركة .. « ثم تابع كلامه وأمسك بالشوكة بجوار طبقه ما ان رآها بدأت بالفعل في تنأول ما أمامها

مممممم .. أصدر صوت يعبر عن استمتاعه.

ثم تابع بتفاخر « رائع.. نفسك رائع يا مالك « ضحكت من نبرته رغم شحوب وجهها .. وقالت وهى ترفع أحد حاجبيها وهى تقول بسخرية وعلى ثغرها ابتسامة ا٠حعا..س1متيداكسيدمالكا٠

أصدرت منه ضحكة مجلجلة من ردها وتابع تنأول طعامه .. بشهية حأول تعديلها رغم ضيقه..

صعدا إلى غرفتهما ما ان تنأولا الطعام .. وجلست بجواره على السرير بعد أن بدلت ملابسها بقميص طويل ذو حمالات رفيعة .. و نأولته كوب من العصير ..

صمت مطبق سرى بين أرجاء الغرفة وكلا منهما جالسا شاردا ينظر في

جزءمافيالغرفة٠.

حتى قطع مالك هذا الصمت قائلا بنبرة هادئة اءكيف حال سليم الصفير ؟»

ابتسمت ما ان تنكرت ذلك الصفير الذي لم تعد تستطيع ان تكمل باقي يومها إلا عندما تراه .. وتجلس معه وتقبله الكثير من القبلات

وقالت بتلقائية وسعادة بخير .. رغم انه ولد مبكرا إلا أن صحته ممتازة قاطعها بنبرة منخفضة تحمل شجن

٠ا إلا تتمنين أن نرزق بطفل مثله .. ١ا بلعت ريقها و قالت بعد صمت استمر لثواني بصوت حأولت جعله طبيعيا مع ابتسامة فاترة على وجهها ١١ نعم بالطبع .. فلندعو الله ان يرزقنا الذرية الصالحة ثم اردفت بعد أن شعرت بالتوتر بينهما .. والحرارة التي اجتاحت جسدها..

« تصبح على خير .. هل ستحتاج إلى أي شيءأ

أحتاج لثواني ليستوعب ردة فعلها وهز رأسه .. وعبس وجهه ما ان رآها

تعطيه ظهرها قبض يده إلى جانبه و رغبة شديدة تجتاحه للمسها تحرك مبتعدا عن السرير .. وخرج كالعادة إلى الشرفة الكبيرة .. ينفث من دخان سيجارته عندما ينتهى الحديث بينهما بهذه الصورة

ضربة قبضة يده على سور الشرفة ... وهو يلعن بخفوت .. لماذا يجب على أي محادثة بينهما ان تنتهى هكذا .. لقد أراد أن يتبادلان الحديث أكثر تخبره عما نثمناه و تريده يقف بعيدا عنها وهو لا يعلم أن كلماته قد أصابتها في الصميم .. لو يعلم انها خائفة.. لو يعلم انها تتمنى أكثر من أي شيء آخر في ضم طفلا لهما .. لو يعلم انها تتعذب في كل مرة تجد أن الأمر قد فشل .. وهى تجرب وتجرب كالمهوسة

شعرت بأهدابها ثقيلة وخيط رفيع من الدموع انساب من عيناها بلل وسادتها وضعتا أصابعها على فمها تكتم شهقاتها من الخروج

حتى هو العاشق الولهان سيأتي يوم ويخبرها انه يريل. طفل٠. وهى لا تعلم ان كانت سترزق بطفل تمنته طويلا هناك شيء ما بداخلها يخبرها ان سعادتها لن تستمر وما تمنته لن يتحقق ..هل هو هاجس الخوف مرة أخرى هو الذي سيصعب عليها

حياتها .. ام انه اليقين انها لن تعيش في سعادة .. ولن تجد يوما من يحتويها..

...

سحبت منديلا من العلبة التي أمامها ثم القته بإهمال في سلة القمامة التي بجوار السرير بعد أن زفرت فيه بقوة وعيناها تنساب منها الدموع من دون توقف ..

لا تعلم هل هي التي أصبحت حساسة زيادة عن اللزوم إ..ام حقا الفيلم الذي تشاهده الآن هو ما سبب لها تلك الموجة من البكاء إ .. وخصوصا عندما رأت خيانة البطل لزوجته مع امرأة أخرى منحته بضع دقائق مميزين .. نسى خلالهم زوجته التي ساندته ووقفت بجواره .. المرأة التي كانت سببا في كل ما وصل إليه .. وهو أتى وبكل وقاحة يخبرها انه لا يستطيع العيش من دونها ولا من دون الاخرى .. ويجب الا تتركه، سيجعلها سعيدة.. لكنه لا يعلم انها لا تريد تلك الحياة وتلك السعادة التي ستجعل منها مجرل. امرأة ثانية وليست الأولى والوحيدة في حياة زوجها..

زفرت اروى مرة أخرى بقوة في منديلها بينما تمسك بأخر تمسح به دموعها التي بدأت تنساب حزنا وقهرا..

وهى نتساءل في نفسها لماذا دائما قلب الرجل يستطيع ان يحمل اثنان وثلاثة وربما أكثر لو أراد ذلك من النساء ؟!.. بينما المرأة تظل عمرها تبحث عن شخص واحد تعطيه عمرها وحياتها وقلبها وكل ما تملك لتسمع منه كلمة جميلة أو حتى عندما تشعر انه يهتم بها !.. لماذا الرجال ليسوا أوفياء للمرأة ؟!.. بينما هي تعيش عمرها وفية و مخلصة له مزق لهاثها رئتيها .. و تألم قلبها من كثرة البكاء فخرجت منها من دون

ان تقصد شهقة قوية جعلتها تنتبه للنائم بجوارها بسلام والنى بدأ يتململ قليلا في مكانه ما ان شعر بحركة جسدها و شهقاتها مدت يدها واحكمت الفطاء حول رضيعها

سليم سيف السيوفي .. أصغر فرد في عائلة السيوفي

الحفيد الذي فرح به الجميع .. وانهالوا عليه بالهدايا .. فرحا وسرورا بقدومه

وكل منهم يضع أملا بأن هذا الطفل هو الذي سيكون سببا في قرب سيف منهم .. وخصوصا عندما رأت سعادة الكل و دهشة البعض من تسمية الطفل .. سليم .. تيمنا بخالها وحبا له .. و هي أكدت قرارها ما ان قامت بإعطاء الإذن لخالها لتسجيل الطفل طالما والده ليس موجودا مالت برأسها نحوه وهى تطبع قبلة دافئة على شفتيه الصفيرة .. لو لم يكن موجودا لدخلت في حالة من الاكتئاب والشعور بالوحدة .. من أجله ومن أجل من حولها أخفت حزنها والمها رغم أن الكل قد شعر بما حأولت أن تخفيه

يوم يليه آخر وهو لم يأتي ولا تسمع عنه شيء.. هل نساها؟! .. فكما يقولون البعيد عن العين بعيد عن القلب .. وهى منذ البداية كانت بعيدة عن قلبه..

شعرت بجفاف حلقها نظرت إلى الكومود بجوارها فوجدت زجاجة المياه فارغة .. تحركت بهدوء وحذر مبتعدة عن السرير .. لتذهب لتحضر بعض الماء لترطيب حلقها ثم بعد ذلك تعود٠ لطفلها خرجت من الغرفة وتركت بابها مفتوحا ملأت كوب ماء بارد وبدأت تشربه ببطء وهى تتجه ناحية السلم للصعود عليه

لكنها تجمدت مكانها ما ان استمعت إلى اسمه يتردد في الغرفة التي بالقرب من المطبخ

لم تستطع منع نفسه من عدم استراق السمع ومعرفة سبب نطق اسم سيف الآن في منزلهم .. وهم طوال فترة غيابه كانوا حريصين على عدم التحدث عن اي شيء يخصه حفاظا على مشاعرها

لماذا لم تبقى معه يا ماهر؟! .. ما دمت تقول أن سيف مريض

انبته والدته بحزن ما ان علمت منه بمرض سيف

ا٠رفحش .. وأصر على أن اذهب واتركه لوحده .. لقد ضغط على نفسه الفترة الفائتة .. فلم يتحمل جسده كل هذا الإرهاق .. وانتهى به الأمر ملقى بتعب على السرير ..»

اجابها ماهر بهدوء

تنهدت فريدة بصوت عالي وهى تهتف بتعب ا لا أعلم لماذا يعذب نفسه هكذا ؟ .. وفوق كل هذا طلبه منى بعدم أخبار اروى بعودته .. لا أعلم ما غرضه من هذا إ!..لو كانت تعلم بحضوره لكنت أخبرتها أن تنهب وتهتم به .. ثم اردفت بنبرة حزينة وهى تضرب بكفيها -- لا اعلم ما الذي أصاب أبناء سليم ؟! .. واحدة ترقد في المشفى نصف مستيقظة بسبب ما أصاب ابنتها .. والآخر يحفر اظافره في الصخر لكى يصل إلى ما يريده لدرجة جعلته يسقط من التعب ..

لم ينتبه ماهر للنصف الثاني من كلام والدته بل صمت ووقف متصلبا منها

بثينة؟! « هتف وهو يجلس بالقرب من والدته محأولا السيطرة على انفعاله، هزت والدته رأسها بأسى وقالت بحزن واعين دامعة فليعنها الله على ما هي به .. طفلتها غرقت في البحر منذ ايام .. وما ان اخرجوها كانت المياه قد وصلت لرئتي الطفلة .. مما جعل تنفسها صعبا .. وها هي ترقد في المشفى منذ ايام .. وبثينة حالتها تزداد سوءأ حزنا على طفلتها.. ٠ا

شعر ماهر بالجمود في مكانه وهو يستمع إلى كلمات والدته .. وتحرك مسرعا نحو الباب وكل ما يفكر به ما حدث لحب مراهقته وشبابه

« إلى اين انت ناهب؟!.. «

هتفت والدته بقلق وهى تجده يركض مندفعا خارج الغرفة « اعرف طبيب ممتاز .. سأتصل به وأذهب إلى بثينة «

رد ماهر ..

هذه المرة لم تستطع اروى البكاء أو الصراخ .. هذه المرة شعرت بأنها تختنق بسبب الثقل الذي احتل صدرها .. فحتى صوتها لم تكن قادرة على إخراجه لكى تعبر به عن مدى ألمها ..


look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:12 صباحاً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السادس عشر

لماذا يعاملها بهذا الجفاء ؟!
لماذا هو لا يعتبرها زوجة له ؟
هل هو يكرهها ام يحبها ؟
هل يهتم بها حتى؟

كل هذه أسئلة أرادت الصراخ بها لكنها لم تستطع .. تهاوت على السرير بعد أن استطاعت التحرك راكضة نحو غرفتها تحاول لعق جروحها كقطة حأولوا ذبحها بسكين باردة انه يذبحها في كل مرة تفغر له بها أخطائه السابقة .. لقد فكرت للحظات ان تسامحه وتغفر له ما فعله سابقا لكنه في كل مرة يثبت فيه انها مخطئة لتمنحه هذا الغفران
جلست لساعات في مكانها و النوم يجافيها بعد ساعات من التفكير حسمت امرها هو لا يحبها لكن هي تفعل ..هي تتألم من بعده .. هو مريض .. وهى شب في صدرها الحنين لرؤيته

دنت من الخزانة وهى تسحب منها ثوبا طويلا اسود اللون .. ارتدته على عجل ووضعت وشاح ماثل لون الفستان على رأسها كيفما أتفق
أخبرت أحد الخادمات بالاهتمام بسليم لحين عودتها فهي يجب ان تخرج
لأمر طارئ..
أوقفت سيارة أجرة وهى تجد الليل قد أسدل ستائره .. ستنهى كل شيء وتعود لن تبقى طويلا .. ستطمئن عليه فقط من بعيد ..وهى تعلم في قرارة نفسها أن قرارها هذا ستندم عليه أشد الندم..

نأولت السائق النقود ما ان توقفت السيارة بعيدا عن الالفيلا بمسافة مناسبة
شعرت بالرجغة ما ان وقفت أمام البوابة الكبيرة للغيلا
اختبأت خلف أحد الأشجار منتظرة الفرصة المناسبة للدخول والتسلل من دون ان يراها أحد الحراس .. وقفت لدقائق منتظرة ان يتحرك ذلك الحارس هو الآخر كصاحبه لكنه لم يفعل ولم يبرح مكانه عبس وجهها ففكرت بالرحيل .. لكنها اقتربت بسرعة ويحذر من البوابة المفتوحة ما ان وجدت انشغال الحارس بشيء ما واعطاها ظهره على مسافة بعيدة من البوابة تسارعت دقات قلبها ما ان وصلت لباب الفيلا اخيرا بعد أن تجأوزت الحديقة الأمامية للفيلا .. وبيد مرتجفة وباردة فتحت الباب بالمفتاح الذي كانت تقبض عليه بيديها ما ان خرجت من منزل والدها
صعدت السلالم ببطء وحذر وهى تتلفت حولها بتربص لأي شخص قد يظهر أمامها ..

حتى وقفت اخيرا أمام غرفة النوم
في تلك اللحظة فقط علمتا بفداحة فعلتها شعرت بذلها وضعفها
شعرت بأنها مجبرة أمام قرارات قلبها
ضغطت على شفتاها بقوة حتى كادت أن تدميها من شدة توترها وكبتها لدموعها .. شعرت بأن الأضواء حولها قد أصبحت ضبابية من شدة انفعالها..
هل تتراجع وتركض خارج هذا المنزل ؟!..ولا تعود إليه مرة أخرى إلا عندما نتأكد انه قد عض أنامله ندما على فراقها .. لكن هل هو سيفعل حقا ؟!.. هل سيأتي اليوم الذي يكون فيه سيف نادما أمامها؟! .. ام انها تحلم فقط بشيء مستحيل.

بعد صراع استمر للحظات بين عقلها وقلبها.. حسمت أمرها اخيرا .. و قربت اذنيها أولا قرب الباب وهى نتنفس بصعوبة تحاول التقاط أي صوت .. وتتأكد من عدم وجود أحد معه وضعت يدها على مقبض الباب ما ان شعرت ببعض الطمأنينة من ٠ءدم وجود أحد بسبب السكون .. فتحت فتحة صغيرة للغاية ووجدت الفرقة تعم في نللام دامس فتحت الباب أكثر قليلا.. و ولجت إلى داخل الغرفة..و دقات قلبها تكاد
تصم اذنيها من شدة خفقانها.

دنت بخطوات غير متزنة بالقرب من السرير .. حتى وقفت بجانب السرير .. شعرت بحرارة جسده رغم عدم تبينها لملامحه في هذا الظلام..
سرى في جسدها خدر غريب وتيبست في مكانها ما ان أضاءت المصباح الصفير الذي بجوار السرير على الكومود و أحست وكأن نيران قد اشتعلت في قلبها وغضب اندلع في معدتها وهى تراه أمامها ..

انسابت دمعة حزينة ومتألمة من عيناها .. والدمعة لحقتها أخرى وأخرى .. وعيناها التي غامت بالدموع تنظر إليه بشوق مزق احشاءها قبضت يدها اليسرى بقوة لتجبرها على الثبات وعدم التحرك للمس وجهه .. بينما مسحت بيدها اليمنى دموعها التي انسابت على وجنتيها. ضغطت على شفتها السفلى بقوة .. ونظرت إليه بألم لا يوجد أي أثر لتعبه.. انه بخير .. نعم هو أفضل منها .. حتى انه ينام بسلام أمامها الآن
استدار راس أروى بحدة و اتسعت عيناها فزعا وهى تستمع للاصوات التي تقترب من الباب..

التفتت حولها برعب تحاول أن تبحث عن مكان لتختبا فيه فلم تجد أمامها غير باب غرفة الملابس الذي كان مفتوحا ركضت إليه بسرعة
ولا تعرف كيف استطاعت الوصول إليه تزامنا مع دخول عدد من الأشخاص إلى الغرفة .. واغلاقها للباب استندت بجسدها على الباب و صدرها يعلو ويهبط باضطراب .. فهي من وضعت نفسها في ذلك المأزق ٠اهلهوبخير؟!ا٠ اتسعت عينا اروى وهى تومض غضبا ما ان استمعت إلى صوت أنثوى
يأتي من غرفة نومها..

سيف يخونها! !.. وماذا يحضر امرأة إلى منزلها ويدخلها إلى غرفتها ؟.. إلى هنا وقد شعرت بالدماء تغلى في عروقها ..
« حرارته انخفضت واظن انه سيكون بخير ا٠ سمعت صوتا أخر فضيقت عيناها بشدة تحاول تنكر تلك النبرة وذلك الصوت .. حتى استطاعت تبين أن صاحب الصوت هو ماجد صديق
سيف
ما كان يجب ان نتركه .. انه عنيد
قالها رجل آخر عرفت انه أسامة.

هز ماجد كتف سيف بلطف .. حتى فتح عيناه وقال بتعب .. بعد أن دار بعينيه في الغرفة فوجد أصدقاءه الثلاثة يلتفون حوله
ما الذي أتى بكم ؟!.. ألم أخبركم أنني أحتاج إلى النوم هتف سيف بحدة .. وهو ينتصب نصف جالس على السرير فلوى الرجلان فمهما بامتعاض وقال ماجد بهدوء « حقا حتى وأنت متعب لسانك طويل « « أظن انه من الأفضل أن نبدل له ملابسه « قالها أسامة غير مبالى بكلام سيف .. ونظر بتفحص لدينا التي اضطربت من نظرته .. وتحركت بتوتر ناحية غرفة تبديل الملابس .. وهى تقول.

يتلعثم سأنهب .. لإحضار ملابس مناسبة ليرتديها
شهقت دينا بضعف ما ان دخلت إلى غرفة تبديل الملابس واستدارت و وجدت امرأة تقف قبالتها تماما تنظر اليها بشر ما انفرج شفتاها لتطلق صرخة عالية حتى وجدت يد تلك المرأة توضع على فمها تمنعها الكلام
اتسعت عينا دينا و حأولت الكلام لكن المرأة منعتها وقالت من بين شفتيها بهمس ومعيناها تومض غضبا انا زوجته اروى تمتمت بها دينا بصوت لا يكاد يسمع فهزت الاخرى رأسها مؤكدة ..
خرجت دينا من الغرفة وهى تحمل بين يديها الملابس التي قامت اروى باختيارها لسيف و امرتها بلهجة حادة بأن تأخذها وتخرج .. وألا تخبر
أحد بأنها رأتها..
وهى استمعت لها بصمت بينما وقفت متسمرة وعلى وجهها تعلو علامات ١لتعجب.

اجفلت دينا في مكانها .. و شهقت بقوة حتى انها وضعت يدها على قلبها منالخضة٠.
فارتفع احد حاجبي أسامة وقال بنبرة لاذعة « ماذا بك ؟!.. هل رايتي عفريتا؟ ٠١ أرسلت له نظرة معذبة لكنها سرعان ما تجاهلت نبرته فهي تشعر بغضبه الذي يتقاطر من عيناه بعد أن تفاجأ بمجيئها مع ماجد نأولت ماجد الملابس
انتبه ثلاثتهم إلى اللعنة التي أطلقها سيف من بين شفتيه ..

وقال بحدة
« لقد سبق واخبرتكم أنني بخير يمكنكم الانصراف الآن « « لماذا لم نتصل بزوجتك؟! .. لتخبرها بمرضك « باغته أسامة في السؤال
فضرب ماجد بيده على جبهته وهو يرى امارات الغضب بادية على وجه سيف .. بينما دينا عيناها مرة عليه ومرة على الباب الذي يخفى تلك المرأة خلفه .. هل يمكن ان تكون تستمع إليهم .. سألت دينا نفسها « لا شأن لكم .. يمكنكم الانصراف الآن أن كنتم حقا ترغبون في راحتي اذهبوا واتركونى وحدى «
قالها بتأكيد بعد أن أخفض نبرته قليلا دليلا على عدم قدرته على الجدال..
تحرك الثلاثة نحو باب الغرفة وكل منهم يهز رأسه اسفا على صديقهم ١لعنيد.

ما ان خرجوا حتى أغلق سيف عيناه بقوة يحأول ان يتأكد من الرائحة التي تداعب أنفه من دون توقف .. رائحتها تغطى هواء الغرفة بأكمله وكأنها كانت هنا منذ دقائق .. هل أصبح يهنى بسبب تعبه لقد اتخذ قراره منذ الصباح وانتهى الامر سينهب اليها ويركع تحت قدميها حتى تسامحه وتعود معه .. مهما فعلت هو لن يتركها حتى تعود معه .. لقد اشتاق إليها .. و اشتاق لرؤية طفله .. يعلم في قرارة نفسه انه عنيد ذو رأس يابس.. نعم هو يعترف بهذا .. لكن كرامته منعته ما ان علم انها لن تسمح له بالاقتراب منها أو من طفلها كما كانت تردد .. أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأغلق عيناه محاولا النوم مرة أخرى .. لكن رائحتها ظلت عالقة في أنفه وكأنها معه و بجواره.

طوال الطريق و دينا تخفض رأسها وتنظر إلى حجرها الذي احتوى يديها تحاول بهما الالتهاء عن نظرات الجالس بجوارها
بعد أن خرجوا ثلاثتهم من منزل سيف .. كانت على وشك الصعود إلى سيارة ماجد لكنه أمسك بها بيد فولاذية و قال بنبرة لا تقبل المناقشة و
إصرار.. انه هو من سيقوم بتوصيلها.. وبالطبع ماجد لم يكن يريد مجادلة صديقه رغم انه رأى نظراتها له لكى ينقذها من أسامة فى تلك اللحظة لكنه أرسل إليها نظرة مطمئنة و صعد سيارته تاركا إياها مع ذلك الوحش الذي يحأول أن يظهر هدوءه من نبرته الجليدية
أخرجها صوته من تحديقها بأصابعها وهو يقول بنبرة حأول جعلها ثابتة غير مهتزة لكى لا يظهر غضبه .. الذي هي تعلم أكثر من غيرها انه
يكبحه بشتى الطرق.

كيف علمتي ان سيف مريض ؟
لقد كنت مع ماجد عندما اتصل به سيف .. و أتيت معه للاطمئنان عليه
ردت بنبرة منخفضة
تطمئني عليه .. رددها بسخرية جعلت رأسها يستدير تنظر إليه يتعجب
من نبرته ..
ثم أردف بتهكم
وهل اطعأننق ..
قالها ثم نظر إليه بازدراء لم يستطع اخفاءه ابتلعت نبرته ونظرته مثلما بلعت ريقها ونظرت إلى الطريق أمامها بانتباه و فضلت الصمت .. نظر إليها لثواني ينتظر ردها حتى جاءه ردها
اذ عم اطمأنت..أ أجابت ببرود.

لم تستطع منع نفسها من سؤاله عن زوجة سيف وعقلها لا ينفك يسترجع ما حدث لها هناك
بلعت ريقها وقالتا بنبرة حأولتا جعلها غير مبالية
هل سيف تشاجر مع زوجته ؟!.. هل هما على خصام ؟!.. أو شيء
كهذا « لماذا تسأليني ؟!

سألها بنبرة حادة وهو يحدق بها بقوة فقط اسأل لأنها لم تكن موجودة .. وهى من المفترض أن تكون معه تلك الأوقات «
ردت بارتباك وهى تفرك كفى يديها بعصبية رفع أحد حاجبيه وصر على أسنانه وقال بنفس نبرته الحادة زوجته .. في منزل والديها ..
ثم تابع بعد أن صدر منه ضحكة ساخرة جعلتها تنظر إليه بتعجب
« هل تضعين أملا في ان يترك زوجته ويأتي اليك ..
ضحك مرة أخرى لكن هذ٥ المرة بقسوة
هل تحبينه لهذه الدرجة يا دينا؟! !

تغاضت عن سؤاله لأنها تعلم انه حزين وغاضب وهى لا تفضل الجدال معه في هذا الشيء الآن وهو على هذه الحالة .. لتخبره ان سيف صفحة وانطوت بل مزقت من حياتها تماما ٠ا لما نبرتك قاسية معي هكذا يا أسامة ؟!»
صرخت بغضب
تأرجح جسدها للأمام وللخلف عدة مرات حتى كادت ان تصطدم راسها بالجزء الذي امامها من حركته الفجائية وهو يوقف السيارة ٠ا نبرتي انا القاسية !.. ام انه يجب ان يبدأ وينتهى حديثنا بأي شيء
يخص سيف
صرخ هو الآخر ..

أ انت من تكلمت أولا.. ولست انا 11 اتهمته
لوى فمه وحركه بعصبية ما ان وجد نفسه غير قادر على الرب. عليها حتى التفت إلى مقود السيارة و انطلق بسيارته غاضبا تشدق فمها بابتسامة ساخرة .. ما ان وجدته غير قادر على الحديث أو الجدال معها.
تنفست الصعداء ما ان توقفت السيارة اخيرا أمام منزلها .. وقبل أن تدير مقبض السيارة وتخرج تصلبا جسدها في مكانه وهو يسألها بنبرة ضعيفة و خائفة للغاية لم تعتد عليهامعه.

« دينا أنق لم تجيبيني حتى الأن .. هل ترفضيني يا دينا ؟!» امتلأت عيناها بالدموع وتحشرج صوتها ما ان سمعت نبرته ومن دون ان تشعر نطقت بعد أن اغمت الدموع عيناها « انا موافقة يا أسامة «
قالتها ثم ترجلت مسرعة من السيارة .. تهرب منه .. وتهرب من نفسها فهي لا تعلم هل ما نطقت به ستندم عليه في يوما من الأيام ام لا ..
أخذت الغرفة نهابا وايابا بتوتر .. وهى حريصة على عدم الاصطدام باي شيء..

لأكثر من نصف ساعة هي محبوسة في هذه الغرفة غير قادرة على الخروج .. والساعة قد قاربت على منتصف الليل .. بالإضافة إلى سليم الذي تركته حتى من دون ان تطعمه بالتأكيد هو الآن يبكى ليعلم كل من في المنزل بأن والدته ليست بجواره
تنهدت بقوة وهى تشعر بأن الغرفة تضيق بها أكثر وأكثر .. مررت يديها على وجهها وهى تشهق وتنفر بهدوء .. فالتوتر والانفعال لن يفيد شخص في موقفها الآن .. وهى تشعر برعب حقيقي من ان يكتشف وجودها ..

بالتأكيد هو قد نام الآن ٠ا قالتها اروى في نفسها
ويحذر شديد وضعت يدها على مقبض الباب لتديره.. فتحت الباب قليلا ونظرت بعينيها في أرجاء الغرفة وخصوصا ناحية سريره .. تنفست الصعداء ما ان رأته مستلقى على السرير مغلق العين بدأت تتحرك على أطراف أصابعها حتى تستطيع الوصول إلى مقبض باب الغرفة .. لقد كانت تنهج وكأنها تشارك في أحد مسابقات الركض و متلهفة للوصول إلى ذلك الشريط الأحمر لتقطعه وتفوز .. لكنها الآن هنا هي تحارب للوصول إلى ذلك الباب .. الذي بدأ وكأنه يبعد عنها آلاف الكيلومترات
أروى تجمدت مكانها وبهتت ملامحها واتسعت حدقتا عيناها حتى كادتا أن تخرجان من مكانهما وكأنها رأت شبح أمامها بعد ان استمعت إلى اسمها يخرج من بين شفتيه..

بلعت ريقها وهو تتمنى لو كان لديها عصا سحرية لتخفى نفسها الآن بها .. وحينها هو سيعلم انه كان يتوهم .. لكن لأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. وهى قد وقعت الآن في عاقبة سوء تصرفاتها والركض وراء قلبها..
اروى
نادى باسمها مرة أخرى وهو يشعر بتصلب جسدها .. حتى انها قد وقفت وكأنها تمثال من الشمع قدم على الأرض وقدم أخرى مرفوعة قليلا في
الهواء ..

دارت بجسدها لتقابل وجهه المحمر و صدره يعلو وينخفض باضطراب « هل هو يلهث؟! «
سألت اروى نفسها وهى ترى وجهه الذي قد تصبب عرقا .. وكانه كان يركض لساعاتا وهو نصحنا جالسن على السرير بأكتافا مرتخية وصسدر يعلو وينخفض باضطراب
رعب ارتسم على وجهها مع شعور بالخزي باكتشافه بأنها هي من أتت إليه .. بأنها هي من اشتاقت ولم تتحمل بقاءها بعيدا عنه ..وهو قريب منها على بعد مسافة قصيرة.

أبعد الفطاء عنه وتحرك مبتعدا عن السرير .. يحأول ان يستوعب عقله ما رآه للحظات نفس الكابوس زار نومه منذ قليل .. هو لم يكن يصرخ
باسمها في الحقيقة .. بل كان يصرخ بها في أحلامه وهو يراها أمامه يعوم جسدها في الماء بلا حركة .. صرخ باسمها .. وما ان آفاق من هذا الكابوس بعد ان هب جالسا حتى وجدها أمامه تماما اقترب منها بخطوات مدروسة .. ووقف أمامها وهو ينظر اليها بتفحص وكأنه يتأكد من وجول. ها .. انها بخير وامامه دنا منها أكثر .. فتراجعت هي خطوة للوراء ما ان وجدته يقترب منها.

اروى .. اقتربي لما تبتعدين
سألها وهو يلاحظ وجهها الذي احتقن غضبا .. وهو يتمنى سحق جسدها بين يديه ليتأكد بان كل ما رآه كان حلما وانها بخير وبسلام امامه لم تجب لكن كل ما فعلته انها اشاحت بوجهها بعيدا .. و دارت بجسدها متجهة ناحية الباب أمسك بيدها يمنعها الابتعاد عنه أكثر فما كان منها إلا أن نفضت يده عنها وهى تغلق عيناها تحاول أن تسيطر على انفعالها
اتركني
صرخت به وهى تجد يده قد قبضت على يدها مرة أخرى
سحبها إليه بقوة حتى اصطدمت بصدره ماذا بك؟! همس بحشرجة ماذ١بي!اا
رددتها بذهول .. هل يتوقع أن ترتمى بين احضانه ما ان تراه أمامها هل يتوقع أن تخبره أنها قد اشتاقت إليه مع وابل من القبلات على
وجهه ..

نعم هي مشتاقة لفعل هذا .. لكن ليس وهو قد عاد منذ ايام ولم يفكر حتى في ان يراها .. ليس وهو قد نساها وكأنها ليست زوجته وهنا وقد انفجر بركان غضبها
أنني اراك بخير .. عيونك ليست ذابلة .. وجهك ليس بشاحب .. ذقنك ليست نامية .. هل تعلم ما معنى هذا ؟
صرخت ..و تابعت وهى تشير بيديها نحوه ا١ أنت لم تعانى .. انا من عانيت ا٠ « إذا أنتح لا تعرفيني « رد وقد غمره حزن شديد من هياتها اهتزت مقلتيها و هتفت بشفاه مهتزة ا هل لديك أي فكرة كم كان الأمر صعبا على
هزت رأسها وتابعت وهى تمرر يديها على شعرها بعد أن سقط الوشاح
من على رأسها..

أ لا أريد أن ارتبط برجل لا يستطيع ان يظهر مشاعره واهتمامه بي «..
غطت وجهها بيديها وهى تحاول كتم دموعها
وجدت نفسها بين ذراعيه اللذان يحيطان خصرها .. حأولت ابعاده عنها فقربها منه أكثر حتى أصبح رأسها على صدره .. وقلبها ينبض بشدة
وتصاعد الغضب إلى وجهها وهى تنظر إلى ملامحه الهادئة بينما هي تحاول بشتى الطرق الإفلات من ذراعيه اللذان يحأوطاها امتلأت عيناها بالدموع وكانت سيطرتها على نخسها في تلك الأشهر انتهت وبدأت تركل وتضرب وتصرخ وهى تهاجمه بضرأوة .. حأول ان يحمى نفسه من ضرباتها العشوائية من د٠ون أن يؤذيها لكنها لم تكف عن الضرب وفمها يصدر اللعنات دون توقف .. حتى أصابت وجهه بعدة
خدوش ..

شكلت يدها في قبضة ومن دون رحمة ضربته على صدره بقوة على حين غرة جعلته يتراجع بجسده للخلف
اكفهر وجهه غضبا فعاد يقترب منها و بسرعة لوى ذراعيها خلفها
وضمها إلى صدره .. لكى يهدئها بعد أن لاحظ تشنج وجهها .. فبدأت في البكاء فجأة باضطراب .. بعد أن استنزفت كل طاقتها وجهدها في ضربه فصارت بدون قوة
حملها ليضعها على السرير بلطف و ضمها إليه بقوة.

هل هدأتي ؟ .. هل أخرجتي كل مشاعر الغضب المكبوتة نحوى الآن
؟!
همس قرب اذنيها وهو يمرر يده على كتفها أ أنا ابغضك .. اا تمتمت بحشرجة « أعلم ا٠
رد وهو يقبل جبهتها بحب « لقد تركتني لأشهر وحيدة...
هتفت وهي تجهش ببكاء مرير
« ١سف «
رد بصدق .. فقد تألم قلبه عندما رآها بهذا الغضب .. وكان أكثر من خائف ان يصيبها أي أذى .. أن تسقط غائبة
طبع قبلة دافئة على فمها ما ان شعر بانها قد استكانت بين يديه.. وقد هدأت شهقاتها
فلغت ذراعيها حول رقبته .. انها في حاجة ليطمأنها ليشعرها بالأمان، فقرر ألا يقاوم رغبته في قرب زوجته الذي حرم منها لشهور...

ابتسمت ما ان فتحت عيناها ووجدت رأسه على صدرها وهو يحيط خصرها بتملك .. لكنها سرعان ما احتقن وجهها وبهتت ملامحها وعيناها تستقران على الساعة المعلقة على الجدار أمامها .. ومن دون ان تشعر أبعدت رأسه .. تمتم بتعجب وهو يراها تتحرك في الغرفة وتنزلق داخل ثوبها وتنظر إليه بغضب مكتوم: " انها الثالثة فجرا"

تمتمت وهى تحاول أن تغلق سحاب فستانها الذي يبدو أنه قد علق. فاحتقن وجهها أكثر وهتفت بحدة المشكلة ان لدى طفل عمره شهر ونصف .. يصرخ طلبا للطعام الآن ووالدته قد تركته منذ أكثر من أربع سامعات .. بسبب والد غير مبالى ولا يفكر به حتى.. انتظري سأذهب لأحضره لك. تمتم بهدوء وهو يدنو من باب غرفة الملابس اتسعت عيناها بتعجب وهى تنظر إليه بذهول وقالت بغضب
تنهب إلى أين؟!.. «
اإلى منزل عمتي سأخبرها ان تعطيني الطفل
تمتم.

في تلك اللحظة أرادت لحلم خدها وهى ترى تصرفات ذلك الرجل الذي سيصيبها بسكتة قلبية قريبا .. لا الأن
اتريد أن تنهب لتخبرهم أنني في منزلك وتريد أخذ الطفل فجرا تمتمت وهى صر على أسنانها مرر أصابعه بين خصلات شعره بنفاذ صبر
أروى ما المشكلة نحن زوجان؟! .. والطبيعي ان تعودي إلى منزلك
رد بهدوء.

١ا اعود لمنزلي نعم ولكن ليس بتلك الطريقة .. من المفترض أن تأتى انت لأخذى .. وليس انا من أتى .. أين كرامتي من كل هذا؟! ! ! ا٠ صرخت بغضب .. وهى تلعن نفسها ألم تفكر في تلك الكرامة اللعينة سوى الآن .. أين كان عقلها عندما أتت .. وعندما اقربت منه هكذا .. أين كانت كرامتها التي تصرخ دفاعا عنها الان ! !..
تنهد بقوة ثم زفر محاولا تهدئة نفسه .. وقال ببرود.

هذه أشياء قديمة .. لم تعد موجودة في حاضرنا الأن .. لا يوجد فرق بين ان تأتى المرأة أو ان يذهب الرجل ٠١ « لا ...يوجد فرق بالنسبة لي «
هتفت بحدة وحأولت مرة أخرى مع سحابها بغضب حتى خارت يديها
تبا لك..أنت الآخر «
صرخت عندما وجدته عالق تماما .. تابعت بغضب وهى تقف أمامه
تعطيه ظهر ها ليقفل ١ لسحابا
أغلق ذلك الشيء اللعين .. لكى اذهب من هنا « اذهبى و خذي حماما أولا وبدلى ملابسك تلك .. وانتظري حتى استحم انا الآخر لكى أوصلك «
قال بهدو.

احتقن وجهها من بروده وتمنت لو تستطيع ان توجه ضربة إلى وجهه الأبيض ذاك..
اقفله. . أو أقسم انني سأسير في الشارع هكذا هتفت بتحدي وغضب
أدارها حتى أصبح وجهها قبالته و السحاب مفتوح أ
ردد وهو يزمجر بغضب

أجابت بتحدي و قد تشدق فمها بابتسامة مفيظة .. وقد نجحت فعلا في ذلك وهو يديرها ويغلق السحاب بحدة
هاتفا من بين أسنانه لقد أصبحت) وقحة يا اروى
من عاشر القوم ...
ردت و هي تبتعد عنه مسرعة وهى تبحث عن فردتا حذاءها ارتدتهم بسرعة .. وهى ترى جسده قد تصلب في مكانه ما ان سمع ردها انتظرى على الأقل لأبدل ملابسي قال بهدوء هل تعلم هناك شيء أردت أن أخبرك به منذ ان أتيت ...

الت وهى تطوى ذراعيها على صدرها تشدق بابتسامة واسعة وتمتم ااماهو٠ا « فلتذهب إلى الجحيم انا أكرهك « صرخت في وجهه خرجت من الغرفة مسرعة وهو التقط التي شيرت الملقى على الأرض وارتداه وهو يركض خلفها بخطوات واسعة خرج من الفيلا محاولا إلحاق بها حتى وقف قبالتها وسحبها ناحية سيارته اصعدى أمرها وهو يفتح باب السيارة لا .. أوقف لي سيارة أجرة اجابت بحدة « أوقف لكى ماذا هل مي.. « هتف بغضب وقد انكمش وجهه من تضيقه لعيناه
بالطبع انا لن أركب معك .. كيف سيكون شكلي إن رأتني والدتي
هتفت بصوتا عالي .. سرعان ما اخفضته ما ان وجدت الحراس ينظرون لسيف ..لكنه أرسل إليهم نظرة أمرة حادة جعلتهم يبتعدون بسرعة
اصعدى يا اروى .. و سأوقف السيارة بعيدا عن منزلكم
قال بلهجة آمرة ونظرة كالتي ارسالها لحراسه منذ لحظات .. لكى تصعد
بجواره ..

ولجت إلى داخل السيارة وهى تراقب قسمات وجهه الهادئة..
توقف بالسيارة على بعد مسافة من منزلهم
هل يشبهك ام يشبهني
سأل على حين غرة منها بصوت متهدج ونبرة غريبة عليها
اتسعت عيناها وهى تلتفت ناظرة إليه و تشدق فمها بابتسامة هادئة
يشبهك ..ردت ثم اردفت بحزن .. للاسف
فابتسم هو الآخر وسأل بابتسامة مفيظة ا٠ لماذا ..هل تمنيق ان يشبه شخصا أخر رفعتا إحدى حاجبيها وتمتمتا بغيظ أ لا أ
وادارتا مقبض السيارة وخرجتا .. وهو يراقبها بشغف وعشق .. وعيناه تومض حزنا وكأن بذهابها قد أخذتا روحه معها.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،











الساعة الآن 02:01 AM