logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:08 صباحاً   [37]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الحادي عشر



دلفت إلى شقتها بوجه عابس .. وهى تزفر باختناق .. وما ان اغلقت باب الشقة .. واستدارت بجسدها حتى شهقت بفزع .. وهى ترى جارها يجلس على إحدى الكراسى وينظر إليها بطريقة جعلتها تشعر بالغثيان من نظراته ..
أحمر وجهها غضبا .. وقالت بنبرة حادة
"أنت كيف تتجرأ! .. وتدخل إلى هنا هكذا .. هيا أخرج من هنا حالا "
رد بنبرة هادئة للغاية ..

" اهداى.. العصبية الزائدة ليست جيدة .. لقد رأيت الباب مفتوحا فدخلت لاطمءن عليك .. قلقت ربما قد حدث لكى شئ .. لكنى لم أجدك و سمعت صوتك من الشارع ففضلت الجلوس حتى تاتين .. "
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بقوة وقالت بهدوء
" أخرج حالا"
اقترب منها وبنبرة ذءبية هتف
" ماذا بك يا جميلة إلا يمكننى أن استمتع قليلا معك .. فأنا جارك وانا الأولى .. واوكد لك انك ستستمتعى معى .. "
تراجعت للوراء وهى تنظر إليه بذعر من ابتسامته الوحشية التى جعلتها تقشعر خوفا .. وهو يقترب منها أكثر ..
" سارضيك لا تقلقى .. سأعطيك مالا ان اردتى أيضا "
اهتزت عيناها ذعرا ورعبا .. فهى قد فهمت مقصده .. الحقير ..يظنها فتاة بغى .. او غانية رخيصة
بخطوة واحدة كان يحاوط خصرها بذراعيه ويحاول أن يميل برأسه ناحية وجهها .. لكنها كانت تتراجع براسها للخلف .. حتى قامت بضربه بقدمها ما بين فخذيه بقسوة.. فجعلته يصرخ من الألم .. و أحمر وجهه غضبا والما ..

ركضت نحو الباب ما ان استمعت لدقات الباب المتتالية وصراخ أسامة من الخارج الذى كاد ان يكسر الباب ..لولا انها فتحته بسرعة بانفاس لاهثة ..
وبخطوة واحدة كان أسامة يقبض على عنق الرجل بيديه .. وهو يكيل إليه اللكمات والرجل فى المقابل لم يكتفى بالدفاع فقط بل بدأ يسدد إليه اللكمات التى انحرف بعضها عن مسارها .. وبدلا من ان يوجهها إلى وجه أسامة كانت تضرب فى الهواء ..
استمرا لدقائق هكذا .. وأسامة يضربه مرة بيده ومرات أخرى يركله بقوة على اضلعه وساقيه .. ويكيل إليه الشتائم .. لم يعتقد يوما انه سينطقها فى يوما من الأيام ..
لم يبعد عن الرجل .. إلا عندما قامت دينا بابعاده عنه .. وهى تصرخ به بغضب
" يكفى .. يكفى انا لا أريد فضائح هنا ..
ثم وجهت نظرة إلى الرجل وقالت بتهديد ونبرة حادة
" إياك ان اجدك فى منزلى او حتى المحك أمامى .. حينها أقسم إننى ساقتلك ولن يهمنى شيئا "
نهض الرجل من مكانه وهو يتلوى من الالم ...و ركض خارجا كالفريسة التى كادت أن تذبح على يد مفترسها ...
ما ان خرج حتى تهاوت دينا على الأرض .. فقدميها لم تستطعا حملها أكثر .. ودفنت وجهها بين يديها .. وبصوت منخفض للغاية .. أطلقت صوتا كانين غزال مذبوح ..
انتفضت مكانها وهى تستمع إلى أصوات تكسر الأشياء واحدا تلو الآخر حولها .. لكنها لم تجرؤ على رفع رأسها نحوه ..
لأول مرة فى حياتها ترى أسامة بهذا الغضب والانفعال .. فلطالما كان الأكثر هدوءا وتعقلا ..

" هل يعجبك ما يحدث!؟ .. هل يرضيك اخبرينى! .."
صرخ بها أسامة .. اوقفها على قدميها وهو يقبض على ذراعيها بيديه .. غير ابه باصابعه التى تكاد تحطم عظام ذراعيها. .
صرخ وهو يهزها بقوة وراسها تتراجع للخلف
" هل يرضيكى ما يحدث اخبرينى ؟!.. "
حثها بنبرة وحشية ..
وبقوة وغضب أبعدت يديه عنها وهى ترد بغضب تعدى غضبه ..
"يرضيني ماذا ؟.. هل جننت ؟! .. هل انا من قلت له تعالى لتتحرش بى .. "
قاطعها بزمجرة
"جلوسك وحيدة .. وملابسك التى تخرجين بها .. أليس كل هذا دعوة صريحة لأى رجل "
أحست بتلبك فى معدتها من نبرته التى يتهمها بها وكأنها هى من أحضرت الرجل إلى منزلها .. وليس هو من تعدى عليها ..
وبثبات وبنبرة حادة هادئة قالت
" حسنا .. ما الذى تريده يا أسامة الآن ؟.. "

راقبت صدره الذى يعلو وينخفض باضطراب .. فهتف برنة غاضبة لا تقبل جدلا و عينان سوداء كالقطران
" الذى أريده ان لعبة القط والفأر التى بيننا يجب ان تنتهى .. وإن تخبرينى حالا ان كنت تريدينى ام لا .. وهذه المرة ستكون إلى الأبد حقا يا دينا .. هذه المرة لن يكون بها رجعة لأى منا .. "
تابع بهدوء
" هل تقبلين الزواج بى يا دينا ؟.."
صمت وهو يراقب ردة فعلها بهدوء .. عينان حاولت الحفاظ على اهتزازهما .. بالإضافة إلى قبضة يدها .. وكتفيها المرتخيان.. ووجهها المحمر ..
تركها بفتور .. ودار فى المكان وكأنه أسد حبيس واصابعه تتخلل خصلات شعره بنفاذ صبر
حتى قال باتختناق وصوت مبحوح يعبر عن الجهد الذى بذله لكى يكتم دموعه
" هل الإجابة صعبة !.. ألا يكفى بعدا .. لقد ضاع من عمرى الكثير .. ولا أريد أن يضيع منه أكثر .. انا وانتى نكبر .. لم نعد نفس المراهقين .. العمر يتقدم يا دينا .."
صمت وهو يراقب رأسها واهدابها المنخفضة

تكلم وهو يقترب من باب الشقة ووقف هناك ينظر اليها بحزن وكأنه قد طعن بخنجر سام بين ضلوعه
" اسبوع يا دينا .. واخبرينى بردك .. هذه المرة ساختفى حينها إلى الأبد "
قال كلماته وصفع الباب بقوة خلفه ..
رءتيها احترقتا من الألم .. لقد كانت تشعر وكأن هناك شخصا ما يضع يده على فمها يمنعها الكلام .. يعرض عليها الزواج وبهذه الطريقة وفى هذا الوقت .. تبا ..
صرخت بها بقهر .. وهى تجلس على الأرض .. هل يجبرها على الزواج به .. هل يخيرها اما الآن ..
او انها لن تراه ابدا .. ضربت بقبضة يدها على الأرضية وهى تبكى قهرا .. وسخطا على قدرها .. وقلة حيلتها .. لم تعد تعرف شئ .. ولم تعد تعرف ماذا تفعل ؟!..

حدق مالك بترقب للطبيب الجالس خلف مكتبه .. وقلبه يكاد يخرج من اضلعه من التوتر والانتظار .. لأول مرة فى حياته ينتظر بشوق ولهفة لشئ هكذا .. كأنها نتيجة ستحدد مستقبله طول حياته ..
لطالما كان هو الأوفر حظا بين الجميع فى كل شى .. بداية من والدين متحابين وحتى وصوله للمكانة التى هو بها الآن وانشاءه لمكتبه الهندسى بعد تخرجه من كلية الهندسة بتقدير عالى كل هذا ساعده على أن يكون ناجحا ..
نهاية بالزواج بالمرأة التى دق لها قلبه .. للمرأة التى خطفت أنفاسه معها .. للمرأة التى أرادها كما لم يتمنى امرأة من قبل ان تكون بين ذراعيه ..
بلع ريقه بتوتر وهو يحاول التمسك برباطة جاشه وعدم إظهار مشاعره وهو يستمع للطبيب الجالس أمامه
" ما أراه أمامى الآن يوضح انك ..
صمت الطبيب وهو ينظر إليه بتجهم وكأنه خائف من ان يخرج كلماته
أخذ مالك نفسا عميقا ثم زفره بضيق وخوف لم يستطع اخفاءه وعيناه تنضح بالكثير
وقال بهمس خفيض للغاية وهو يتنفس بصعوبة
" أنطق يا جلال أرجوك .. ارحمنى .. "
شعر جلال بالألم من نبرة صديقه وقال بابتسامة
" ما اراه يا مالك .. انك بخير تماما .. أنت سليم ماءة بالمائة .. "
صمت لثوانى وهو ينظر إلى صديقه الذى يحاول أخذ أنفاسه براحة .. ما ان استمع لكلماته
فتابع جلال بهدوء

" ما زال الوقت مبكرا لهذه التحاليل .. لم يمضى على زواجك الكثير .. ليجعلك تركض هكذا لإجراء هذه التحاليل والفحوصات.. لكى تتأكد من قدرتك على الانجاب .. "
تشدق فم مالك بابتسامة حزينة .. و هو يضع سيجارة فى فمه .. واشعلها بقداحته الذهبية .. وسحب منها نفسا عميقا .. ثم أخرجه براحة وهو يتراجع برأسه للخلف مستندا على ظهر الكرسى .. كأنه يضع عليه همومه كما يضع عليه جسده ..
نظر إليه الطبيب بتعجب وحزن
" مالك! .. ماذا بك ؟!.. هذه أول مرة أراك هكذا! .. حتى انك لم ترحم نفسك منذ ان أتيت و دخنت أكثر من نصف العلبة وأنت لم تكمل حتى النصف ساعة .. وهذا ليس من عاداتك .. أعلم انك تدخن ولكن ليس بهذه الشراهة "
أخذ مالك نفسا آخر من سيجارته

"بالنسبة لى ولها .. فنحن قد تأخرنا بالانجاب كثيرا .. أشهر وانا أحاول أن اقربها منى .. وعندما تقترب تبتعد مرة أخرى .. لا أعرف كيف احتويها.. كيف أخبرها إننى أحبها .. وفوق كل هذا لا أعرف كيف اشعرها بالأمان .. وكم المنى هذا .. بكاءها ما ان أصرخ بها .. كان يؤلمني ويشعرنى كم أنا أحمق لابكيها .. لكنها ما ان تخبرنى انها نادمة حتى اتغاضى عن كل شئ واضمها إلى .. وكم اسعدتنى تلك اللحظات القليلة .. "
استأنف كلامه وهو يبتعد عن كرسيه و يقف أمام النافذة ينظر للفراغ أمامه .. والشمس الذهبية تعكس اشعتها عليه فتظهر لون عيناه الخضراء .. وبشرته البرونزية ..
" نظرتها لأى طفل تحمله بين يديها .. يجعلنى أشعر بالغيرة .. والالم فى نفس الوقت .. يتالم قلبى لأننى لم استطع كل هذه الأشهر منحها ما تمنته.. شعرت بمدى عجزى .. ريم لا أستطيع ان أقول لها لا .. ريم هى جنونى .. ريم هى الهواء الذى اتنفسه .. ريم هى اللعنة التى لن أستطيع الخلاص منها .. ريم هى جلدى الذى يلتحم مع جسدى .. لو انتزع منه سيءن ألما .. ولن يعود يوما كما كان .."
أبتسم الطبيب شبه ابتسامة وهو يستمع إلى كلام مالك .. وبهدوء أردف
" أ لهذه الدرجة تحبها؟!... "

اجابه بنبرة عالية تحمل مشاعره المضطربة وهو يمرر يديه على وجهه
" بل انا أعشقها .. لو كنت تعلم الرعب الذى عشته خوفا من ان يكون عدم الإنجاب منى .. خوفى من انا أكون انا السبب فى عدم إكمال فرحتها وسعادتها ..
لو انجبنا الطفل ساستطيع ان اجعلها سعيدة "
" مالك هل تريد الطفل من أجلك ام من أجلها ؟"
سأله بنبرة دافئة وهادئة .. لطالما كان جلال هو أكثر الأشخاص قربا من مالك رغم انه يكبره بسنين ..
صمت قليلا و لكنه سرعان ما نطق بنبرة خشنة
" أريد الطفل لأنها تريده "



ما ان دلف مالك إلى غرفة نومه حتى قام بخلع سترة بذلته تبعته قميصه الأبيض.. ثم ألقى بإهمال ساعته الفضية على الكومود .. ثم تهاوى بجسده على السرير فاردا ظهره بتعب عليه ..
ما ان أتى إلى المنزل حتى أخبرته الخادمة ان ريم ليست موجودة ..
لقد أخبرته صباحا انها ستذهب إلى اروى ولكنه لم يتوقع انها ستتاخر وتجلس معها كل هذا الوقت ..
انه حقا يتمنى لو يستطيع الجلوس معها كما تجلس مع صديقتيها.. وإن يستمر قربهما لساعات .. وليس فقط الدقائق التى يقضيانها بشغف بين أحضان بعضهما ليلا .. وما ان تراه قد استغرق فى نومه حتى تبتعد عنه .. و تبدأ فى الصلاة والبكاء .. وكم تألم قلبه وهو يستمع لانينها وكأنها غزال مجروح .. فى البداية لم يكن يعرف سبب هذا البكاء .. لكنه بعد ذلك عرف انها تريد أن تكون أما ان تحصل على طفل بين احشاءها..
خصوصا عندما عادا من عند اروى بعد وضعها للطفل .. وجدها تحمل كيسا وكأنه الحياة بالنسبة لها .. ما ان تأكدت انه نائم حتى أخرجت محتواه .. وبدأت فى ضمه إليها كأنه شخص تتمنى الاختلاء و الانفراد به وحدها ..

وهو يعلم انها تفعل كل شئ بعيدا عنه .. وأثناء نومه .. لم يستطع أن يمنع فضوله من رؤية ما تضمه ..
شعر حينها وكأنه طعن طعنة نافذة جعلت قلبه ينزف ألما وحزنا..
ما كان فى الكيس كان عبارة عن فستان صغير للغاية وحذاء أصغر باللون الوردى .. لقد قامت زوجته أثناء رحلتها الشرائية بشراء ملابس لطفلة صغيرة .. لم تختر ملابس ذكر بل اختارت ملابس انثى ..
تنهد مالك باختناق وتعب .. فكانت رغبته فى النوم براحة اخيرا بعد أسبوع من الفحوصات المستمرة .. قد غلبت أفكاره المضطربة التى حرمته النوم .. فاستسلم للنوم اخيرا .. وأغلق جفنيه..
فتح عيناه بتثاقل .. بعد أن ايقظه نسمات الهواء الشديدة التى عبرت النافذة ..
نظر إلى نافذة الغرفة وجد الليل قد أسدل ستاءره .. بحث بيده عن ساعة معصمه التى ألقاها على الكومود ما ان دلف إلى الغرفة .. حدق بها .. فوجدها قد تجاوزت التاسعة مساءا .. نظر حوله حتى وجد حقيبة ريم على طاولة الزينة .. وفستانها وحجابها اللذان ارتدتهما صباحا .. معلقان..

حرك قدميه بتعب وجلس على طرف السرير .. وهو يدفن وجهه بين يديه .. يفرك عيناه باصابعه.. ومن ثم تحرك مبتعدا للبحث عنها ..
نزل درجات السلم متوجها نحو المطبخ .. فهو متأكد انه سيجدها هناك ... بعد ان شم رائحة يسيل لها اللعاب
وقف مستندا بكتفه على إطار باب المطبخ .. نظر بحزن لحركاتها السريعة فى المطبخ .. وكانها ملكة بين جدران مملكتها تقوم بعمل كل شئ بإتقان وتفانى .. تتحرك بخفة فتتفحص ما بداخل الفرن الكهربى .. وتذهب لتضع جوز الهند على كعكتها الذهبية ..
سب فى نفسه ما ان لمح بقايا دموع على وجنتيها. .
"من ابكاءك يا صغيرة اليوم؟ ! .. "

قالها فى نفسه وهو يقترب منها ببط ..
شهقت ريم بفزع وهى تشعر بيد تحاوط خصرها من الخلف حتى كادت أن تسقط وعاء الشوكولا الذى كان بين يديها .. لكنها سرعان ما ابتسمت بخفوت ..
دفن أنفه فى عنقها و أنفاسه تلفح جانب وجهها .. طبع قبلة دافئة على رقبتها .. ثم قال بهمس
" أرى انك مستغرقة فى عملك حتى انك لم تشعرى بوقوفى لأكثر من نصف ساعة .. "
" حقا .. سألته مستغربة ثم تابعت بهدوء ..لم أشعر بك .. لقد أصبحت مثل اللصوص تتسحب بمكر "
ضحك من تشبيهها.. واشتد بذراعيه على خصرها حتى تمنى لو يستطيع دفنها داخل جسده .. لمعرفة دواخلها..
ثم قال بابتسامة متلاعبة

" حسنا لن أكذب لم أقف طويلا "
أدار جسدها إليه .. و اسندها على الطاولة الرخامية.. وباصابع ساخنة وضعها أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه .. ويجبر عيناها الزرقاء للنظر إليه .. حدق بها بافتتان وهو يلاحظ خديها وانفها وشفتيها جميعها كانت محمرة .. وهو يعلم لماذا ؟.. لكنه لم يستطع منع نفسه من السؤال .. رغم أنها ستجيبه باى شئ.. غير انها كانت تبكى ..
" لماذا وجهك محمر هكذا؟! "
اخفضت اهدابها .. تحاول ان تبعد عيناها عن عيناه ..وقالت بخفوت وثقة
" من حرارة المطبخ ..
ثم تابعت كلامها بارتباك وهى تضع أصابعها على وجهها ..
" لذلك وجهى محمر "
تشدق فمه بنصف ابتسامة ..
" وماذا عن عيناك هل كنت تقطعين بصل؟ "
سألها بسخرية لم يستطع إخفائها

ظهرت ابتسامة على ثغرها .. وقالت وهى تبعد جسده عنها حتى تستطيع التحرك ..
" لا لم أكن أقطع بصل .. انها بسبب حرارة المكان.. وابتعد هكذا دعنى أرى بسكوتاتى قبل ان تحترق "
تبعت كلماتها وهى تتوجه نمو الفرن الكهربى .. وشهقت بقوة حتى كادت ان تقفز من مكانها وهى ترى البسكوت على وشك الاحتراق .. حتى كادت ان تصرخ ..
بحركة سريعة من مالك .. اقترب من الفرن و أخرج الصنية المتراص عليها البسكوت .. بعد ان حمى يديه بقطعة القماش ..
" تبا "

صرخت بها ريم .. وهى تتفحص قطع البسكوت
زمت شفتاها وهتفت وهى على وشك البكاء
" لقد كادت تحترق .. لقد احمرت قليلا "
لوى فم مالك بامتعاض
" ما المشكلة ان تحترق .. اصنعى غيرها "
كان اجابتها انها رفعت إحدى حاجبيها .. وعيناها الزرقاء ترسل شرارات حمراء إليه وهى تضع يديها على خصرها .. وهتفت من بين أسنانها
" بالطبع فلست انت من وقفت لأكثر من ساعة لاعدادها .. لذلك الكلام ليس صعبا بالنسبة لك "
اقترب منها يحاول أن يمتص غضبها بسبب بسكوتاتها التى كانت على وشك الاحتراق ..
وقال بأعين راجية و ثغر مبتسم
" ألا يمكننى أن اتذوق شيئا مما اعددتيه !"

انفرج فمها بابتسامة .. وبدأت بسرعة بتقطيع الكيك الذهبية بالسكين .. ووضعت إحدى القطع على طبق ووضعتها أمامه بهدوء وصدر رحب
أبتسم بسرور ثم حمل بين أصابعه الشوكة الصغيرة التى سحبها من أمامه ..
ضيقت ما بين حاجبيها وهى تراقب أبعاده بالشوكة الصغيرة لقطع جوز الهند التى على قطعة الكيك .. نظر إليها بابتسامة سلبت قلبه
وقال
" لا أحب جوز الهند "
ضحكت بقوة حتى انها تراجعت برأسها للخلف .. ما ان رأت ملامح وجهه التى تعبر عن امتعاضه ..
هزت رأسها بقلة حيلة ثم توجهت نحو وعاء الشوكولا وبدأت بتحريك ما به بملعقة كبيرة ..
سألته وهى تستمر فى التحريك
" وماذا عن الشوكولا "
أغلق عيناه باستمتاع و قطعة الكيك الصغيرة تذوب فى فمه .. وعيناه تلمعان بإعجاب
" أحبها ..

صمت ثم أردف بابتسامته المعتادة
" لكنى أفضلها بيضاء "
صمت لثوانى وبتعابير هادئة و بدون اى مقدمات قال بصوت عميق
" ريم .. أتمنى أن احصل على طفل منك "
سقط الوعاء من بيديها من دون ان تشعر حتى تناثرت الشوكولا على الأرضية الرخامية للمطبخ .. وكسر الوعاء إلى أجزاء محدثا صوتا عاليا ..
اتسعت عيناها وتجمدت مكانها .. وصدرها يعلو وينخفض باضطراب .. وعيناها كانت على وشك ان تسقط منها الدموع .. لكنها احتجزتها بقوة ..
" فهذا ما كانت تخاف منه .. يريد أطفال وهى لا تستطيع منحه الأطفال .. هذا ما سلب منها النوم الأيام الفائتة .. "
أغلقت عيناها بقوة ما ان شعرت بقربه .. ويده تضمها إليه بقوة .. و يمرر بكف يده على شعرها الأحمر .. وهى كانت كأنها آنية من الزخرف لا تستطع التحرك .. و هناك غصة مؤلمة فى قلبها
مسد على شعرها بحنان وهو يهمس

" ماذا بك يا صغيرتي منذ أن رأيتك وانتى لست بخير ؟!.. "
لو يعلم انها كانت بحاجة إلى احضانه منذ ان دلفت إلى الغرفة ووجدته نائما على السرير .. لو يعلم انها واجهت يوما صعبا للغاية وهى تترك سليم وتذهب .. تمنت لو تستطيع الحصول على طفل مثله .. سليم أصبح جزء منها .. أصبحت تشعر وكأنه ابنها هى ..
دفنت وجهه فى عنقه وقالت بشهقات بعد أن خانتها دموعها وسقطت
" انا أيضا .. أتمنى الحصول على طفل منك يا مالك .. انا أحبك .. لذا أريد طفل منك .. "
آهة مؤلمة خرجت من صدره وهو يضمها أكثر إليه ..
ابعدها عن صدره العارى .. ثم جلس على أحد كراسى الطاولة الرخامية.. و اجلسها على رجله ..
وقال بصوت متهدج وهو يناولها الشوكة الصغيرة
" اطعمينى"

ابتسمت له .. وبدأت اطعامه .. وعينيه لم تبتعدان عن وجهها ..
ذاب من امواجها الزرقاء ..كما ذاب فى حلاوة كعكتها الذهبية ..
انها جميلة فى كل شئ ..حتى فى إعداد الكعك
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثاني عشر



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:09 صباحاً   [38]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثاني عشر

ترجل من السيارة أولا .. ثم دار للجهة الاخرى .. وبكل لباقة فتح باب السيارة ومد يده لها لتستند عليها أثناء خروجها ..
نظر لها بعشق وافتتان لن يستطيع يوما الخلاص منه .. كانت جميلة ورقيقة للغاية وكأنها فراشة زرقاء على وشك التحليق ..
فستان أزرق من الشيفون طويل ضيق من فوق واسع إلى الأسفل ..كان هناك قطعة قماش خفيفة للغاية على كتفيها واسعة تشبه جناحى فراشة غطت ذراعيها و صدرها حتى المنتصف .. وتركت كتفيها عاريان ..
لم تضع على شفتيها غير ملمع للشفاه بلون الورد .. وظللت جفونها باللون الأزرق الفاتح الذى عاكس لون عيناها الرمادية التى تلمعان بالحياة ..
شعر حازم بضيق أنفاسه وهو يراها بهذا الجمال أمامه .. هل اخطاء بالحضور إلى هذا المكان .. فهو لم يكن مجبرا على الحضور .. وخصوصا انه لم يكن يوما محبا لمثل هذه الحفلات الصاخبة ..
أمسك بأصابع يدها برفق وكأنه خاءف من ان تكسر .. ووضعها على ذراعه .. شعر برجفة أصابعها من لمسته .. لكنه تغاضى عنها وبدأ فى السير سويا نحو القاعة الكبيرة .. التى اكتظت بالمدعوين .. فقد ضمت القاعة عددا من المحامين الكبار أصحاب الصيت الكبير .. ولم تخلو أيضا من بعض المستشارين .. و بعض المبتدئين فى مجال المحاماة ..
لقد كان هذا الحفل ..حفل زفاف ابنة إحدى القضاة الكبار .. وبصفة الرجل أحد أصدقاء والده وأيضا بسبب شهرة والده الكبيرة .. تم إرسال دعوة إليه .. فعرض حازم على والده الذهاب بدلا منه ..
اقترب منه صاحب الحفل بوجه بشوش وابتسامة مجاملة .. بعد ان حياه وحى نور بايماءة بسيطة ..
جلسا على أحد الطاولات الصغيرة .. وكلا منهما صامت .. لكن عينا حازم كانت تبحث عن شئ خاص .. حتى وجدها اخيرا تقترب منهما .. تخفى وراء وجهها ضيقا رغم ابتسامتها البشوشة التى حاولت رسمها ..


" نور "
هتفت بها الفتاة من خلف نور التى رفعت رأسها للواقفة أمامها واتسعتا عينا نور ذهولا
وهمست بحشرجة
"هايدى !"
لوت هايدى فمها بابتسامة وهتفت بنبرة حاولت جعلها رقيقة
"كيف حالك؟ .. لم أرك منذ زمن .. وأيضا مبارك على الزواج "
قالتها وهى تمد أصابع يدها لتحية نور .. التى مدت أصابع باردة إليها .. بينما لامست كلا منهما أصابع الاخرى بتحية شكلية فقط ..
" حقا تفاجأت عندما علمت بزواجكما .. عندما عدت إلى الشركة .. مبارك "
قالتها هايدى وهى تجلس على الكرسى الفارغ الذى بجوار نور ..
حاولت نور رسم ابتسامة على ثغرها رغم ضيقها وقالت بهمس
" شكرا لك"
حيت حازم بايماءة من رأسها وابتسامة عابرة .. فهى تعلم جيدا انه لا يطيقها ..
اقترب مازن من الطاولة بلهفة لم يستطع إخفائها ما ان لمح الطاولة التى تجلس عليها نور .. لم يكن يتوقع حضورها اليوم بتاتا .. خصوصا انه علم بزواجها و عدم استمرارها فى عملها بعد الزواج .. كما تفاجأ بزواجها من حازم .. كان يعلم بمشاعره ناحية نور .. لكنه لم يتوقع انها أيضا تكن له مشاعر وقبلت بالزواج به .. بعد ان كانت تحبه هو فقط ..
لكنه لماذا هو يلومها من تركها له؟.. أليس هو من تركها أولا! ..
لكن يا ترى هل هذا الزواج قد حصلت منه على السعادة ؟.. ام انها مثله تعيش ببؤس !..
يعلم بحب هايدى العميق له .. لم يتزوجها إلا ليغطى على خطياته بالتقرب منها وحصوله على أكثر مما ينبغي .. شعر بالذنب من أخذ عذريتها لذلك أراد أن يغطى على كل هذا بالزواج .. لكنه رغم كل هذا ما زال هناك مشاعر ناحية نور ..
هايدى تحبه .. وقد ظهر هذا الحب جلى .. بمساعدتها له فى أكثر ازماته شدة .. لكنه هو هل اخطاء بكل ما فعله لظلمه للفتاتان؟ ..
الأولى جرحه لها بعد ان رأته مع غيرها
والثانية شعورها الدائم بمشاعره ناحية نور التى لم تختفى يوما .. رغم أنها بذلت المستحيل لتظهر حبها ..
ضيق عيناه وهو يرى عبوس حازم ونظرته الوحشية التى اختبات خلف نظرته الباردة .. لكنها لم تستطع إخفاء جلوسه متاهبا لأى شئ ..
لم يخطأ هو فى إرسال الدعوة إليهم فهو بداخله كان هناك بعض الشكوك من عدم حضور حازم .. وخصوصا انه على علم ان حازم يعلم أن الحفلة هى لقريب زوجته (هايدى) .. لكنه أيضا أمل حضوره .. وفعلا هو حضر كما تمنى ..
دنا من الطاولة حتى وقف قبالتهم جميعا ينظر إلى نور التى تفصلها عنه هايدى ..
وقال بنبرة هادئة ومرحبة
" أهلا يا نور .. كيف حالك ؟"
كان سيمد كفه ليحيها لكنه تراجع للحظة الأخيرة عندما رأى نظرات حازم التى تقول له بوضوح
" إياك "
أبتسم بخفوت ..
" بخير .. كيف حالك انت؟ "
قالتها بثبات .. وهى تشعر بأنها تكاد تطير لعدم شعورها باى شئ من اقتراب مازن منها .. مازن حبها القديم !.. الذى اعتقدت بأنها عندما تراه مرة أخرى ستسقط دموعها قهرا والما .. لكنه لم يحدث مازن يقف أمامها .. وقلبها لم يضطرب لم يخفق بسرعة بل على العكس كان طبيعيا تماما ..
"بخير .. شكرا لك "
رد بهدوء .. ثم سحبته هايدى خلفها بتملك .. بعد ان حيا حازم مثلما فعلت زوجته
حدق حازم بها يراقب كل خلجاتها .. نقاءها .. وهشاشتها .. تخبره .. بأنه لن يجد امرأة مثلها يوما .. ما حدث الآن شعر به نبرتها كانت واثقة .. يشعر بأنها اسعدته .. رغم شعوره بالغيرة .. ما حدث الآن أمام عينه يدل انه لم يكن هناك شيئا بينهما .. وأنها كانت مجرد أكاذيب و ادعاءات . . سيكذب ان قال انه لم يشعر بهذا .. لقد شعر بعذريتها فى كل شى يقوم بفعله معها .. قبلاته لها .. وجهها الذى يحمر خجلا .. لكن ما جعله يتراجع خطوة للخلف هو ما حدث ليلة أمس .. وكأنه تقول له انا أمامك امتلكنى .. ولكنه كان أحمق وأضاع من يده ليلة كانت ستفرق لكليهما .. لكنه لن يضيع ليالى أكثر من ذلك ..
اجفلت نور عندما وجدت نفسها تسحب ببط.. وتتحرك برسمية بين المدعوين .. بينما حازم يمسك بيديها .. حتى وقفا فى منتصف القاعة .. وحاوط خصرها بيد .. وباليد الاخرى أمسك يدها .. بينما وضعت يدها الاخرى على صدره بسرور ..
وبدأ فى الرقص وكلا منهما ينظر إلى الآخر بهيام ..
منذ ليلة أمس وهى تشعر بالذهول التام .. كلماته .. ألم يقل سابقا انه لن يمتلكها إلا عندما تكون راضية وهى أصبحت كذلك ليلة أمس .. لماذا إذا رفضها؟! .. لقد أخبرها انه يريد امتلاكها بالكامل .. لا يريد مجرد مشاعر ستستمر لدقائق. . فهو يريد امتلاك قلبها وروحها مثلما سيمتلك جسدها ..
رغم أن كلماته كانت غريبة إلا انها علمت .. انها تحب هذا الرجل .. انه يتجسد أمامها كما هى تمنت سابقا .. انه فارس أحلامها ..
لدقائق ظلا يرقصان بمهارة وتناغم شديد وهما يدوران على الساحة المخصصة للرقص .. حتى بدأت الموسيقى تبدو أكثر هدوء وحميمية فوضعت يديها على صدره .. ووضعت رأسها تماما عند قلبه .. وهى تستمع لدقاته التى كانت تعزف سنفونية خاصة مع تلك الموسيقى
" تبدين جميلة جدا اليوم .. "
همس بها حازم قرب اذنيها
نبرته جعلت جسدها يقشعر وحاولت إخفاء ابتسامتها لكنها لم تستطع والتمعت عيناها فرحا ..
" هل تعلم .."
نطقت ثم توقفت قليلا وهى تنظر مباشرة لعيناه .. بلعت ريقها وقالت بعد تفكير عميق
" مازن كان .. "
ترددت كلماتها وهى تنظر إلى عيناه .. التى حاول جعلها لا تظهر غضبه من نطقها لاسمه..
لكنها رغم ذلك تابعت
" كان صديقا قديما .. اعتقدت يوما إننى أكن له مشاعر .. او اننى .."
صمتت لثوانى وهى تشعر بجسده الذى تصلب بتاهب وغضبه الذى ظهر أكثر ..
اردفت بابتسامة حتى تهدأ الأجواء بينهما
" اننى أحب..."
قاطعها بحدة وهو يصتك على اسنانه ويقربها منه أكثر
"ششش.. إياك يا فراشتى ان تقولى انك كنتى تحبين رجلا آخر أمام رجل شرقى مثلى ..حتى لو كانت مجرد اعتقادات .. فأظن إننى اكتفيت بكلمة اعجبتى به .. رغم أنها لا تروقنى أيضا .. لكنى ساتغاضى عنها .. لكن إن نطقتى كلمة أكبر من هذه ..حينها انا نفسى لن أعرف ردة فعلى "
تشدق فمها بابتسامة .. ووجها شعرت بحرارته بسبب توترها.. هل أخطأت فى البوح بما كان يعتمل فى صدرها سابقا .. هل أخطأت فى الإفصاح له .. لكنها لم تستطع ألا تخبره بشئ قديم .. فهى أرادت أن يكون كل شئ بينهما معروف .. وخصوصا من جهتها هى .. هل اعترافها هذا سيسبب يوما ما مشكلة لها .. ام انه سينسى تماما ما قالته ..
شعرت بجسده الذى تصلب وقربها منه و يداه تقبض على خصرها بتملك ..
وكأنه كان يشعر برأسها الذى يضطرب من التفكير ...فقال بنبرة هادئة للغاية ومتفهمة
" نور .. انا أحترم للغاية .. افصاحك لى عن مشاعرك السابقة .. إياك ان تخافى او تقلقى .. من ان يكون هذه النقطة قد تسبب مشكلة ما بيننا .. بل على العكس انا أحترم للغاية .. صدقك معى واتمنى أن تكونى معى هكذا دائما.. وألا تخفى يوما عنى شئ"
ابتسمت لصراحته .. توقفت الموسيقى .. وبدأت أخرى .. لكى يرقص العروسان.. وهما جلسا مكانهما ..
حازم انشغل بالأعمال والتحدث عن بعض الأشياء التى تخص إحدى قضاياه ما ان اقترب منه أحد الأشخاص ..
أما هى فقد اندمجت مع العروسان اللذان يظهران كم كل منهم يحب الآخر .. بعناقهما لبعضهما بينما السعادة والفرحة تتجلى على وجه كلا منهما
وحمدت الله فى نفسها .. انها لم ترى أيا من هايدى او مازن أمامها مرة أخرى .. وعندما لمحتهم وجدت كلا منهم يتحدث مع بعض الأشخاص ..
دارت رأسها للناحية الاخرى ما ان لمحت نظرات مازن لها من بعيد .. وما ان دارت حتى وجدت نظرات حازم هو الآخر تراقبها بأعين صقرية..
مررت أصابعها على وجهها من التوتر وهى تؤنب نفسها
" هل أخطأت بالاعتراف ؟! .. تبا .. ما كان يجب عليها ان تنطق .. لكنها لم ترد ان تبدأ حياتها معه و هناك شئ تخفيه عنه "
اجفلت وهو يميل إليها ويهمس قرب اذنيها أنهما يجب ان يذهبا ..اطاعته.. وخرجت معه خارج صخب الحفل ..
صعدا للسيارة فى توتر من ناحيتها .. لكنها حاولت أن تكون مرحة و ان تخفى هذا التوتر بالحديث .. بينما هو يرد عليها بخفوت ..
صرخت بقوة .. جعلته يجفل فى مكانه وهى تقول برجاء ما ان رأت إحدى العربات لباءع متجول للفاكهة على إحدى جانبى الرصيف
"أرجوك هل يمكنك أن تترجل من السيارة وتحضر لى بعض البرقوق "
" ماذا ؟!" هتف بها حازم مستغربا
فردت بسرعة
" برقوق .. ذلك الأحمر الصغير ويوجد منه أصفر أيضا .. هيا يا حازم .. "
حرك اهدابه باستغراب .. ثم ترجل من السيارة .. متوجها نحو ذلك البائع الذى يقف من بعيد ..
عاد وهو يحمل كيسا به برقوق من اللونين الأحمر والأصفر ..
أخذته منه بلهفة .. ثم بدأت فى مسح إحداها و التهامها .. وهى تغمض عيناها من مذاقه وهو ينظر اليها بتعجب ..
"هكذا.. قبل ان يغسل "
همس
ضحكت من كلماته وقالت بابتسامة
" لقد مسحتها .. كما أيضا واحدة لن تفعل شئ .. هل تريد واحدة "
" لا .. انا لا أحبه "
قال برفض
شهقت مستنكرة وهى تقول باستغراب
" حقا .. هل هناك شخص لا يحب البرقوق انه رائع "
ثم تابعت كلامها وهى تمسح باصابعها على واحدة أخرى .. وقربتها منه و تقول بابتسامة
" تذوقها واحدة لن تفعل شيئا.. "
لم يستطع رفض يديها .. و التقط تلك الحبة بفمه .. و التهمها وعلى وجهه يظهر بعض الإزعاج ..
ضحكت من تعابير وجهه .. وهو يقول بهدوء
"بها حموضة "
ضحكت لكن هذه المرة بصوتا عالى .. ثم قالت
" وهذا ما أحبه بها .. انها بها بعض الحموضة فى النهاية .. لا احبها ان تكون مسكرة دائما "
وقف بسيارته ما ان توقف بها أمام المنزل ..
ضيقت عيناها وهى ترى ابعاده لحزام الأمان عنه ثم اقترابه وميله منها ليفعل المثل لكنه توقف للحظات ينظر اليها .. ولم يستطع منع نفسه .. ومال أكثر ملتقطا شفتاها ..
دف شفتاها بعث موجات من الحرارة فى أنحاء جسده .. و وضع إحدى يديه على خصرها ليقربها منه ما أن وجد يديها حول رقبته ..
شعرت بأن قلبها يكاد يحترق وهو يقبلها بحرارة هكذا ..
ابتعد عنها وهو يسند جبهته على جبهتها.. بينما تنفسهما يزداد اضطرابا ..
بلع ريقه .. وبيد مهتزة فك الحزام عنها .. و ترجل من السيارة .. و أخرجها هى الأخرى منها ..
توقفا لثوانى ما أن وجدا نورا تجلس منتظرهما .. لم تستطع نور إخفاء خجلها وخصوصا بهياتها تلك التى بعثرها حازم لها فى السيارة .. وجهها وشفتاها المتورمتان. . بالإضافة لشعرها الذى كان مجموعا فى تسريحة بسيطة .. حرره حازم بيديه وجعله يسقط على كتفيها ..
ركضت هى أولا نحو السلم .. وتركته مع والدته يشتعل رغبة ..
" حازم .. أريد ان أتحدث معك قليلا "
قالتها نورا رغم أنها تشعر ببعض التوتر
" إلا يمكن أن يتاجل الحديث للغد "
همس بصوت مبحوح
صمتت نورا للحظات .. فهى حقا لم تستطع النوم وتتمنى حقا لو تستطيع ان تتحدث مع ابنها قليلا ..
ابتسمت ثم اردفت
" حسنا فلنتحدث غدا .. "
ما ان نطقت حتى ركض حازم ناحية الدرج ..
...
اجفلت نور مكانها ما ان أغلق حازم الباب.. وهى تحاول أن تسحب بعض الدبابيس التى كانت تجمع بها شعرها بيد مهتزة ..
تجمدت مكانها وهى تنظر إليه بتاهب.. وجسدها يهتز رعبا ..
وهو يقترب منها بافتتان ورغبة وعلى وجهه ترتسم ابتسامة متلاعبة ..
وقف قبالتها وما كاد يحاوط خصرها حتى وجدها تشهق ولكى تدارى بسرعة على رجفة جسدها قالت
" البرقوق .. انه فى السيارة لقد نسيته تماما .. أرجوك يا حازم احضره لى .. "
" ماذا ؟! .. لا وقت للبرقوق الآن .. تعالى يا فراشة إلى "
قالها وعلى وجهه ابتسامة مريبة وماكرة. . جعلتها ترتجف .. لكنها أحبت اللعبة .. تفهم ما فى رأسه .. لذلك ستنتقم. . عندما يريد أن يقترب يقترب وعندما يريد أن يبتعد يبتعد ..
حسنا هى ليست تحت أمره .. عليه ان يتعلم من الآن .. أن نور ليست من يقول لها لا .. ونور ليست من تجرح .. و نام بهناء ليلة أمس بينما هى تكاد تجن من التفكير والإهانة التى لحقت بها ليلة أمس ..
اسبلت اهدابها وقالت برجاء وهمس يحمل بعض الإغراء
" أرجوك يا حازم "
لم يستطع الرفض من نبرة صوتها وتوجه ناحية الباب .. وقبل أن يغلقه وراءه قال بسرعة
" إياك أن تخلعى هذا الثوب .. ساساعدك انا فى خلعه "
ثم تبع كلماته بغمزة من عيناه اليسرة.. وأغلق الباب خلفه ..
ضحكت بانتصار فهى ستنتقم منه اليوم .. وبخطوات سريعة اخرجت إحدى المنامات القطنية وتوجهت ناحية الحمام ..
دلف إلى الغرفة وهو يحمل أحد الأطباق بعد ان وضع بها حبات البرقوق وقام بغسلها.. فهو لا يريدها ان تمرض .. وأيضا تجنبا من محاولاتها لابعاده عنها .. فهو يفهم هذه الحركات جيدا ..
بحث عنها بعيناه لكنه لم يجدها سمع صوت تدفق المياه .. فتجهم وجهه و عبس وهو يقترب من باب الحمام .. فها هى أول خطواته قد فشلت لقد تمنى وأراد بشدة نزع هذا الثوب عنها بيديه هو ..
ظهر الإزعاج على وجهه وهو يقضم حبة برقوق أخرى .. ولوى فمه من حموضتها وكأن من حظه تلك الحبات التى تحمل الحموضة ..
خرجت من الحمام وهى تتمطى بجسدها بتعب وتتثاءب.. ونامت على السرير براحة وهى تقول بهدوء
" يمكنك ان تضع البرقوق على الطاولة فأنا سانام "
عبس وجهه و تكدر مكانه وهو يراقب تدثرها بالغطاء واغلاقها لعيناها ..
لكنه وضع ذلك الطبق اللعين جانبا ..
وقال وهو يدنو منها وعلى وجهه ابتسامة
" يجب ان نأكل برقوق اليوم .. فالليلة ليلة البرقوق "
اتسعت عيناها من نبرته الماكرة .. ونظرت إليه بتعجب ..
وهو يقترب أكثر وعلى وجهه ابتسامة تكاد تصل إلى عنان السماء و يردد
" الليلة ..ليلة البرقوق "
قالها ثم تبع كلامه بفك أزرار قميصه وهو يغمز لها .. ثم نام بجوارها معانقا إياها بشوق غامر ...

أنهت ايميلى أعمالها بالمكتب.. ثم ركبت سيارتها وظلت تدور بها فى أنحاء المدينة وأفكارها تعصف بها ..
فهى لم تره منذ آخر يوم كانت به بمنزله ..
وهو يقول لها بكل جفاء انه لا يريد ان يقترب منها ..
لا يريدها ان تكون حبيبته .. فهو خائف عليها .. ضحكت بسخرية وهى تقول باختناق..
" خاءف عليها من ماذا من نفسه !"
إلا يشعر بحبها له .. ألا يحبها مثلما تحبه .. أليس هو من اقترب أولا رغم محاولاتها لابعاده .. أليس هو من فعل كل هذا .. وسبب مما هى فيه الآن ..
من دون أن تشعر وجدت نفسها تقف أمام معرض السيارات الخاص به .. وتترجل من السيارة
دلفت إلى المعرض سألت عنه فاخبرها أحد العاملين انه لم ياتى منذ ايام .. بسبب مرضه
ارتجف قلبها خوفا عليه ..

وصعدت سيارتها و من دون حتى ان تفكر توجهت حيث منزله ..
وقفت واوصالها ترتجف منتظرة وصول المصعد .. دلفت داخله .. ثم بعد تفكير استمر لدقائق وهى تنتظر داخل المصعد ضغطت على رقم شقته ..
وقفت أمام باب الشقة وهى تضغط باسنانها على شفتها السفلى حتى كادت أن تدميها من التفكير ..
ظلت تضغط مرة ثم اثنين وثلاثة على جرس الباب .. لكن لا توجد اى إجابة ..
ارتجف قلبها رعبا وخصوصا عندما تأكدت من حارس المبنى ان وليد بالداخل ولم يغادر شقته منذ ايام ..
بعد سلسلة من التفكير قررت الاستعانة بالحارس لكسر الباب .. فربما قد أصابه شئ وهو بالداخل ..

ما ان كسر الحارس باب الشقة ..ودلفت اليها وجدت التلفاز مضاء وصوته عالى بالإضافة إلى الفوضى من الملابس وأكياس الطعام الجاهزة تملأ المكان .. ركضت تبحث بين غرف الشقة .. حتى دلفت إلى غرفة النوم .. دنت من السرير .. وجدته عبارة عن كومة يحتضن جسده .. وجسده يرتجف و وجهه بأكمله يتصبب عرقا .. واسنانه تصتك ببعضها من .. ربما من البرد ..

وضعت يديها على جبهته بسرعة ولهفة .. و خوفها عليه قد تجاوز كل شئ ما ان وجدت حرارته عالية .. للغاية
وضعت أصابع يدها على وجهها وهى تبحث فى الغرفة عن هاتف .. حتى وجدته اخيرا .. واتصلت بالطبيب الوحيد الذى تعرفه ..
فحصه الطبيب .. و اوصل يده بخرطوم شفاف موصول بمحلول مغذى ..
انصرف الطبيب بعد ان أخبرها بارتفاع ضغطه بالإضافة إلى ضعف جسده ..
جلست بجواره بعد ان أحضرت طبق به ماء مثلج وقطعة قماش .. وبدأت فى عمل الكمادات له كما أمرها الطبيب .. و انتزعت الخرطوم من يده ما ان انتهى المحلول.

بعد ساعات من مراقبتها له وقد أسدل الليل ستاءره .. وجدته يفتح عيناه وجسده يتلوى من الألم ..
اتسعت عيناه من الدهشة حتى انه اغلقهما وفتحهما عدة مرات .. ليتأكد من وجودها أمامه
"ما الذى تفعلينه فى منزلى؟! "
سألها وليد بخفوت
تفاجأت من نبرته الهجومية .. ونطقت بتلعثم و توتر
" لقد كنت .. مريضا .. الطبيب ..و "
اجفلت وتراجعت قليلا للوراء وهى ترى قبضته التى ضربها بقوة على السرير وتاوهه من الألم بسبب تحركه المفاجئ ..

" حسنا شكرا لك على اهتمامك يمكنك الذهاب الآن"
قالها بنبرة حادة باردة
" لماذا تعاملنى هكذا .. انا لم أكن يوما سيئة معك .. لماذا تعاملنى بجفاء يا وليد "
هتفت بها ايملى بغضب عاصف وهى تبتعد عن الكرسى تحاول أن تتمسك برباطة جاشها .. وتمنع دموعها من السقوط
" لهذا أريدك أن تبتعدى. . لأنك لستى سيئة. . لانكى لا تستحقين رجلا مثلى .. لانكى أنقى من ان تكونى مثلى "
هتف بها بصوت اجش ونبرة حادة ..
دارت بجسدها نحوه وهى تنظر إليه بذهول .. وهتفت بصوت مختنق
" لماذا تقول على نفسك هذا ؟!.. لماذا! "
صرخ بصوتا عالى
" لأننى فعلت كل شئ سىء فى هذا العالم .. كل شئ وكل ما تتوقعينه فعلته .. أريد ان أعيش وحيدا وإن تبتعدى عنى .. لأنك ان اقتربتى انتى من ستدفعين الثمن وحدك "
بلعت ريقها ولم تستطع أن تخفى نظرتها التعجبية منه .. لأول مرة فى حياتها تقابل شخص مثله .. اقترب منها وها هو يبعدها. . هل هو مختل او مجنون .. وما الذى يجعله هكذا ..

" تستطيع ان تبدأ من جديد .. "
همست باختناق
" هل تعتقدين هذا "
سألها بنبرة منخفضة
فاؤمات برأسها ..
" يجب ان يبدأ كل منا من جديد ما ان يخطئ .. فلا يوجد إنسان لم يخطئ "
" حقا "
سالها ساخرا
نظرت إليه بارتباك وقالت بثبات بعد ذلك وتشجيع
"أيا كان خطاك يمكنك ان تصلحه .. بدلا من الهرب وترديد كلمة انا سىء .. "
صمتت ما ان لمحت نظرته التى تعبر عن غضبه .. فيبدو أن كلامها لم يعجبه
وقال ببرود لايقافها من الاسترسال أكثر فهو لا يريد تذكر اى شئ
" يمكنك الذهاب .. وشكرا لك "
خرجت من الغرفة كما أمرها ..واستغرب عندما لم يسمع صوت إغلاق الباب .. لكن بعدها بدقائق وجدها تدنو نحوه وهى تحمل صينية صغيرة عليها طبق من الشوربة .. وضعته أمامه ..
وقالت بهدوء
" يمكنك ان تتناول هذا وبعد ذلك سأذهب "
لم يرد الجدال معها وبدأ بتناول ما فى الطبق بهدوء .. سحبت الصينية من أمامه وتركته .. ثم عادت ..

حدق بها لكى تذهب .. لكنها بدلا من هذا بدأت تتحرك نحو الخزانة تخرج ملابس نظيفة ..
وهى تقول بلهجة أقرب للأمر
" هيا لكى تستحم وتبدل ملابسك "
زفر باختناق وهو يقول بعجرفة
" إلا تفهمين .. معنى كلمة غادرى "
لون فمها من عجرفته ولكنها قالت بهدوء وكأنها لم تستمع لكلماته
" استحم وبدل ملابسك وبعد ذلك يمكننى أن اذهب "
تنهد بقوة وقال من بين أسنانه
"يمكنك الذهاب . وأنا ساستحم بنفسى .. شكرا لك "
لكنها وللمرة الثانية لم تستمع له .. وبدأت فى الاقتراب من والسرير ليتحرك. .
ابتعد عن السرير وما ان لامس قدميه الأرض حتى شعر بدوار .. وطعنات فى رأسه جعلته يءن ألما
فركضت نحوه بلهفة .. لكنه طمانها بيديه .. وبدأت تساعده فى التحرك حتى دلف إلى الحمام ..
استقبل تدفق المياه الدافئة بتعب .. جسده منهك ومتعب للغاية ..

تلك الفتاة تجعله يخرج عن رشده .. هى تريد ارتباطا وعائلة وهو لم يفكر فى هذه الأشياء يوما .. منذ أتى إلى هذه البلد وهو لا يفكر إلا فى الاستمتاع بحياته ووقته ... يجب عليه ان يكون أكثر هدوءا وتوازنا بدل من سرعة غضبه تلك ..
لا يريد ان يقترب منها .. ولكنه فى نفس الوقت يتمنى احتضانها بقوة .. جميلة ..ومثيرة .. كل شى بها ..
يجن من قوة تحمله من عدم الاقتراب منها .. لقد حارب طويلا .. وطويلا .. وهو لا يعلم أن كان يستطيع أن يجعل يده بعيدة عنها أكثر من ذلك ..
أدار صنبور الماء .. ثم سحب منشفة كبيرة ولفها حول جسده ..

أغلق عيناه بقوة ما ان وجدها ما زالت موجودة فى الغرفة .. وتقوم بتبديل ملأت وأغطية السرير بأخرى نظيفة ..
راقب حركتها بخفة ورشاقة .. رغم جسدها الممتلئ فى بعض الأماكن .. إلا انها تبدو مثيرة أكثر مما ينبغى ..
انها كالزهرة المفعمة بالرحيق.. وهو كالنحلة التى يتمنى تذوق هذا الرحيق ..
شهقت بقوة وهى تجد ذراعه حول خصرها .. وقبل ان تنطق باى شئ كان يديرها نحوه .. لم يمهلها لحظة للتكلم .. و التقط شفتيها بجوع سرمدى..
ألقاها على السرير .. نظرت بذهول إليه و صدرها يعلو وينخفض من مشاعرها ..

حاولت التحرك لكنه منعها بجسده الذى قيد حركة جسدها .. وأمسك بيديها بقوة يمنعها الحراك
حاولت بشتى الطرق التملص من قبضة يده وجسده .. حتى انها ترجته ببكاء. . لكنه لم يستمع كانت رغبته بها .. قد تعدت كل شى .. لدرجة أصمت أذنيه ..

ابعدته عنها بقوة وهى تحاول أن تدارى جسدها الذى انتهك بانياب ذءب مفترس ..
دفنت وجهها بين يديها وهى تجهش بالبكاء .. تحركت مبتعدة وهى تبحث فى الظلام عن ملابسها .. ارتدت قيصها الأبيض والتنورة..
راقب تحركها وهو يلعن نفسه حاول التكلم بهدوء
" ايملى انا .."
لكنها قاطعته بقوة وصراخ وهى تغلق أزرار قميصها
" اصمت.. فلتذهب إلى الجحيم .. انا أكرهك "
قالتها وخرجت من الغرفة .. تحاول ان تجمع شتات نفسها .. بعد أن انتهك حرمت جسدها ..
خرجت من المصعد .. وهى تبكى وتسبه وتلعنه ومعه نفسها ..

كان هناك توتر عميق ما ان جلست بثينة على تلك الطاولة ولم تستطع أن تخفى ضيقها او قبولها لجلوسها مع تلك المرأة .. لطالما كانت بثينة فاشلة فى إخفاء مشاعرها أمام الآخرين و خصوصا أن كانت تشعر بعدم القبول او الضيق من شخصا ما ..
وتلك المرأة الجالسة قبالتها الآن هى من ضمن الأشخاص الذين لم تستطع إخفاء او حتى تمثيل الراحة والقبول أمامهم ..
بيد حاولت جعلها واثقة أمسكت بفنجان القهوة وارتشفته بهدوء ظاهر .. لكنه يخفى الكثير ..

والمرأة الاخرى تنظر إليها بثقة و ابتسامة ماكرة على ثغرها .. كل هذا جعل بثينة تشعر بعدم الثقة .. والاضطراب ..منذ أن دلفت إلى هذا المطعم .. وهى تشعر بمعدتها التى تتلوى من الخوف لا تعلم سببه .. منذ ان اتصلت بها تلك المرأة التى رأتها سابقا فى تلك الليلة ..
" لقد كنا انا وحسام أكثر من صديقان .. هل أخبرك شئ عنى؟! "
نطقت عزة بنبرة ناعمة بعد صمت طويل استمر بينهما لدقائق
حاولت بثينة تحريك شفتيها لترسم ابتسامة لكنها لم تستطع ..
ونطقت بهمس وكأنها خائفة من الكلام .. مثلما هى خائفة الآن من الجلوس أمامها .. وهى تتساءل فى نفسها .. ما معنى أكثر من صديقان ..
" لا ".

ارتفع حاجبى المرأة بتفكير او ربما استغراب كاذب .. تبعه لوى شفتيها بتهكم .. وقالت
" حقا .. حقا انا مستغربة من هذا! .. الم يخبرك أيضا أننا كنا متزوجان .. وانفصلنا لكى يستطيع الزواج بك "
جمدت بثينة فى مكانها وكان عاصفة قد أصابتها جعلتها متخشبة فى مكانها .. ماذا متزوجان ..
راقبت عزة بانتصار ملامح بثينة الجامدة والمصدومة .. لكنها لم تكتفى بهذا بل تابعت
" وأيضا هو قد عرض على الرجوع له ..".

ظهر الحزن على وجهها واردفت بنبرة خبيثة
" لكنى أخبرته انه متزوج .. ولديه طفلة أيضا .. ولكنه اجابنى بأن الشرع قد حلل له أربعة .. وهو رجل يتمنى أن يجد امرأة بجواره خصيصا عندما ذهبتى مع والدك "
حدقت بها بثينة بذهول .. وهى تؤكد فى نفسها ان المرأة ليست مدعية .. والدليل انها تعرف ما لا يعرفه الأقربون منها .. كيف علمت انها تركته ..
و بآلية وجدت بثينة يدها تمتد ناحية حقيبتها و ابتعدت عن الطاولة بسرعة .. تحت نظرات المرأة الاخرى المنتصرة ..

دلفت إلى المنزل وكأنها عاصفة هوجاء .. وجه محمر غضبا وحزنا وضيقا .. كل مشاعرها كانت هوجاء فى هذا الوقت .. بعد ان استمعت لكلمات تلك الحية الشرانية..
صرخت بجنون وهى تبحث بعيناها عنه .. لقد فاض الأمر بها .. ولم تعد تستطيع التحمل هل فى كل مرة ستكتشف شيئا مختلفا عنه وكأنها لا تعرفه .. انها حقا لا تعرفه .. هى مجرد زوجة بالنسبة له يجدها متى يحتاجها .. ويتلاعب من خلفها بمكر كالثعالب ..
خرجت من الجناح .. وتوجهت نحو الشاطئ للبحث عنه ..

وجدته واقفا قرب الشاطئ ويحمل ميا بين ذراعيه وهى ترتدى ثوب سباحة مكون من قطعتين .. وهو يرتدى بنطالا قصيرا و قميص نصف ازراره مفتوحة ينظر إلى البحر أمامه و ميا تتحرك بسعادة بين يديه ..
تألم قلبها من هذا المنظر .. لقد كانا راءعين .. حسام يعامل صغيرته بكل حب واهتمام .. وهى من أجل هذا تحملت كل شى من أجل طفلتها تحملت كل ما كانت تعرفه سابقا .. تحملت معاملته و قسوته ..
حتى انها تكتمت على الصور التى أرسلت لها سابقا .. لكن ان يتزوج عليها هذا ما لن تتحمله .. ستطلب الطلاق وتأخذ ابنتها وترحل تماما .. فهى لم تعد تطيق اقترابه منها ..

ابنتها الشئ الوحيد الذى جعلها تصبر ..لا تريدها ان تعيش مع عائلة مضطربة او منقسمة .. مثلما هى تربت وعاشت من دون أب ولا ام ..
وهى ستكون بجوار ابنتها ستكون لها الأب والأم طالما والدها لن يفكر غير فى نفسه ..
ابتعد عن الشاطئ والامواج قليلا وأنزل ميا على الرمل ما ان وجد بثينة تقف أمامه ..
حاول عناقها لكنها منعته بذراعيها .. أستغرب فعلتها نظر إليها بحب .. فقابلته هى ببغض وكره ..
" لماذا تفعل بى هذا؟ ".

صرخت به وهى تنظر إليه بشر وغضب
ثم تابعت بجنون وهى تدور فى المكان وشعرها يتطاير حولها بجنون ماثل جنونها
" ما الذى فعلته لك؟! .. ما ذنبى! .. لماذا حظى سىء دائما!..لماذا لم اجد دف من والدى ؟!.. ولا حتى زوجى .. لقد تغاضيت عن أمور كثيرة .. فقط من أجل أن أعيش بسعادة .. كنت أبتسم بينما انا أصرخ ألما .. لماذا لا أجد الاحتواء منك ؟! .."
هز رأسه بعدم فهم وعيناه تضيقان .. لكن كل ما فعله انه حاول الاقتراب منها وضمها .. حتى يهدء من ثورتها تلك لكنها منعته ..

وظلت تبكى بألم و شهقاتها تعلو
" ماذا بك! .. اهداى واخبرينى بما أخطأت به؟! .. هل فعلت شيئا؟!.. "
تهاوت على الأرض .. وهى تبكى وتقول بحشرجة وصوت مبحوح ..
" علاقتك مع تلك المرأة .. أن كنت لا تريدني اخبرنى .. وأقسم إننى ساتركك .. لكن لماذا تصر على ايلامى وطعنى مرة تلو الاخرى .. وفى كل مرة تنغرز بقوة فى صدرى .. لقد تعبت اتمنى أن أعيش سعيدة لمرة واحدة فى حياتى "
جثى بركبته نحوها .. ومال عليها وهو يسألها بحزن
" اى امرأة .. أقسم إننى لم أعرف اى امرأة عليك منذ ان تزوجتك .. "
" ميا ..".

صرخت بها بثينة وهى ترى صغيرتها التى انشغلت عنها تقترب من المياه التى تتلاطم بقوة .. وهى تكاد تأخذها بين امواجها
ركض حسام نحوها بسرعة كبيرة .. يحاول أن يلحق بها قبل ان تدخل إلى أعماق البحر .. وتشتد ثورتها ..
هزت رأسها بجنون وهى تضع يديها على اذنيها و تصرخ والدموع متحجرة فى أعينها ...
وهى ترى الأمواج تسحب كليهما زوجها وابنتها ..

ارجعت اروى راسها للخلف تستند على ظهر الأريكة التى تجلس عليها وقبالتها تجلس ريم عابسة..
كلامها كان شاحبا وصامت .. و يتنهدان بضيق واختناق ..
فقطعت اروى ذلك الصمت وسالتها بهدوء
" ماذا بك؟! .. لماذا انتى صامتة اليوم ؟"
وضعت ريم سليم فى المهد الصغير ما ان نام بين ذراعيها ..
واحتضنت جسدها بذراعيها وعيناها غاءرتان من دموع حبيسة .. وقالت بهمس
" لقد ذكر ليلة أمس انه يريد طفلا ..انه يريد أن يكون له طفل منى "
نظرت لها اروى وقالت بهدوء
" وما المشكلة؟! ".

ردت بخوف وصوت متهدج من الحزن
" المشكلة اننى .. إننى خاءفة .. خائفة من ان يكون العيب منى .. خائفة من الا امنحه ما يريده "
ابتسمت اروى لها .. واقتربت منها وهى تربت على ظهرها
" تفاءلى بالخير ستجديه. . سيرزقك الله بالتأكيد بطفل رائع .. "
ثم تابعت بصرامة
" هيا تحركى يكفيكى جلوسا معى واذهبى إلى زوجك واعدى له طعام شهى. . فأنا من ساقف أمامك ان علمت بتقصيرك معه "
ابتسمت ريم بخفوت رغم حزنها و تحركت مبتعدة عن الكرسى .. ثم مالت نحو المهد وطبعت قبلة طويلة و دافئة على وجنتى الطفل .. ثم تابعتها أخرى على أصابع يده الصغيرة ..

سألت ريم ما ان تذكرت شيئا ما
" والدتك لم أرها اليوم "
" لقد ذهبت لشراء بعض الأشياء .. و الجلوس مع بعض صديقاتها "
ردت اروى بهدوء
و دعتها ريم ثم تركتهما .. سليم نائم .. واروى هائمة بمشاعرها وحيدة ...
وضعت قدم فوق الاخرى .. وهى تشعر بأنها على حافة الاقتراب فى دخول موجة من الاكتئاب .. تشعر بالاختناق .. والضيق والوحدة .. ايام تلو الاخرى تمر وهو لم ياتى .. لقد تعبت .. من الانتظار .. احيانا تضع ألف سبب لغيابه .. واحيانا كثيرة تلعنه وتبكى ألما .. فهو حتى لم يتصل بها مجرد اتصال ..
انها تموت ببط من غيابه .. قلقة وحزينة .. عليه وعلى نفسها ..
وعلى طفلها الذى لم يوضع أول مرة بين يدى والده .. الذى حرم من دف أحضان والده كما حرمت منه هى ..

اعتدل أسامة فى وقفته واتسعت ابتسامته ما ان وجد سيف يخرج من البوابة الكبيرة للمطار .. ويقترب منه بسرور ..
احتضن الصديقان كلا منهما الآخر و أسامة يردد بسعادة
" حمدا لله على سلامتك وعودتك بخير "
أبتسم سيف بهدوء
فاردف أسامة متسائلا
" هل كل شىء بخير "
" اتمنى هذا "
همس بها سيف لنفسه .. ثم تابع بشوق
" هل رأيته "
أبتسم أسامة ونظر إلى صديقه بفخر وقال
" الحقيقة لم أجرؤ على طلب رؤيته وخصوصا أن زوجتك وريم .. تكادان تكونان حارستان له .. لا يقترب منه أحد غيرهما .. بالإضافة إلى أن زوجتك كادت أن تتعلق بعنقى وتقوم بخنقى ما ان راتنى أمامها ولم تجدك .. حقا ما كان يجب ان تتأخر هكذا "
ضحك سيف بقوة على كلام صديقه وقال بشرود
" لم يكن بيدى "
صعدا للسيارة ..فسأله أسامة
" إلى أين؟"
" إلى منزل عمتى أولا ".

اجابه سيف بهدوء وهو يحارب رغبة قوية فى الركض إليهما بدلا من الجلوس هكذا فى السيارة وانتظار إشارات المرور حتى تسير بهما السيارة ..
ترجل من السيارة بثبات ما ان وصل أمام منزل عمته .. وهو يحمد ربه .. على سلامة كلا من زوجته وطفله حتى عودته .. هكذا يستطيع ان يطمئن عليها معه ..
على حسب كلام إحدى حراسه الذين وضعهم من أجل حمايتها فقد قال له انها وحيدة فى المنزل ولا يوجد أحدا ما معها ..

دلف إلى المنزل بسعادة .. يعلم انها ستقيم عليه حربا مسلحة ما أن تراه .. لكنه يدعو ربه إلا تشتد هذه الحرب وتنتهى بعودتها معه ..
صعد إلى غرفتها فلم يجد أحد بها .. لمح المهد الصغير الذى يحتل جزء من الغرفة .. و يوجد على الأرض العاب كثيرة بالإضافة إلى الملابس الصغيرة المتراصة على جانب السرير بتنظيم .. خفق قلبه بشوق من رؤية كل هذه الأشياء
لوى فمه ونزل درجات السلم وهو يبحث عنها لكنه لم يجدها ولم يسمع اى شئ يدل على بقاء أحد بالمنزل .. توجه ناحية حديقة المنزل .. وهو يتخيلها جالسة هناك وبين ذراعيها طفلهما تحتضنه بحب ..

شعر ببعض القلق يتخلل اوصاله .. وهو لا يجد لها اى أثر فى المنزل ..
توجه للناحية الاخرى من المنزل حيث حمام السباحة .. دار بعيناه فى المكان لكنه لم يجدها ..
وما كاد يستدير بجسده عائدا حتى تسمر مكانه وقلبه يكاد يخرج من صدره ..
وهو يرى جسد زوجته عائما فى الماء ..
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثالث عشر



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:10 صباحاً   [39]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثالث عشر



وما كاد يستدير بجسده عائدا حتى تسمر مكانه وقلبه يكاد يخرج من صدره وهو يرى جسد زوجته عائما في الماء
وقف ينتظر وصول المصعد إليه وهو يتأفف بضيق فهو يكره ركوب المصاعد مثلما يكره ركوب الطائرات لا يحب ان يخرج عن نطاق
بلده .. فهو لم يكن من محبي التنقل والترحال يوما .. لكنه لا يأتي إلى هذا المكان إلا للضرورة.
أجفل في مكانه ما ان فتح باب المصعد أمامه .. وخروج امرأة منه وكأنها عاصفة هوجاء واصطدامها بكتفه كاد ان يقع لكنه استطاع التماسك في مكانه .. و ضيق عيناه بقوة وهو يستمع لصوتها وهى تتمتم بكلمات بلغتها الإنجليزية وبعض الشهقات الخافتة تصدر منها .. راقبها وهى تبتعد عنه و شعرها الذي حأوط وجهها كأنه حجاب منعه من رؤية وجهها.. و إحدى يديها على فمها..

نظر إلى جسدها الأنثوي ببلاهة غريبة عليه وهى تبتعد بسرعة من أمام ناظريه حتى اختفت تماما
لوى فمه بامتعاض وهو يؤكد في نفسه ان ما سمعه من فم تلك المرأة هي شتيمة .. رغم لفته الإنجليزية الركيكة والتي يستطيع بصعوبة نطق بعض الكلمات أو الجمل الصحيحة وإن استطاع حتى نطقها فهي تكون ضعيفة ومهزوزة .. إلا انه متأكد ان تلك الشقراء قد قامت بسبه أو لعنه
ضغط بعنف على زر رقم الطابق الذي يسكن به أخاه الوحيد وليد

« شقراء وقحة «
تمتم بها خالد وهو ما زال يفكر في تلك الكلمة التي خرجت من فم تلك الشقراء
خرج من المصعد متوجها حيث شقة أخاه .. ضغط على زر الجرس وقف لثواني حتى فتح له الباب .. واخاه عاري الصدر و مهمل الهيئة
ارتفع احد حاجبي خالد بتذمر وهو يضع يديه في جيب بنطاله .. فقد وصلت إليه سبب هيئت أخيه تلك
خالد
هتف بها وليد. بدهشة ما ان فتح لأخيه الباب
..هل أتيت في وقت غير مناسب ؟!» قالها خالد وهو ما زال رافعا حاجبه بتعجب
أ لا ..لا بالطبع تفضل أ
قالها وليد بسرعة وهو يفسح لأخيه المجال للدخول
دلف خالد إلى داخل الشقة وعيناه تجوبان المكان شزرا.. نظر إلى أخيه الواقف بتوتر بجوار الباب .. تشدق فمه بابتسامة ساخرة تهكمية .. لكنها سرعان ما اختفت .. فهذه ليست المقابلة التي كان يتمنى أن يقابله بها أخيه الوحيد الذى لم يراه لما يقارب العام .. فكان كل ما بينهما هي مجرد اتصالات صغيرة
بلل وليد شفتاه ثم رسم ابتسامة سرور على وجهه.. رغم ما تعرض له منن قليل وشعوره بالخجل أمام أخيه .. الذى لا يكبره إلا بعام واحد إلا انه يشعر وكأنه أصغر منه بسنوات .. فخالد شخص يهابه الجميع ومنن ان
كانا صغيران واعتبر خالد نفسه هو الأب والأخ الأكبر له ولوالدته. وهو رحب بذلك بصدر رحب فكل ما كان يتمناه ويريده يحصل عليه
من دون ان يهتم ليعرف من اين ؟وكيف؟.. هو حصل على تعليم أفضل من أخيه .. خالد لم يحصل على أكثر من دبلوم الزراعة .. بينما هو أكمل تعليمه وسافر أيضا عندما أراد ذلك ليكمل تعليمه راقب وليد أخاه وهو يجلس على الأريكة .. بشموخ كعادته وهو يضع قدم فوق الاخرى وفاردا ذراعيه على الأريكة .. وينظر إليه بجدية مطلقة هكذا هو أخيه الأكبر .. صارم وعملي لدرجة أحيانا لا تطاق
هل تريد شرب شيء؟! !
قالها وليد وهو يتوجه ناحية المطبخ اجابه باقتض1ب
بعد دقائق عاد وليد وهو يحمل بين يديه كوبان من القهوة السوداء .. فهو أيضا بحاجة إلى واحدة من تلك القهوة .. مد يده فأخذ خالد الكوب وهو يرتشف منه بهدوء
لم أتوقع حضورك قال وليد بهدوء
وكعادة أخيه التي لا يستطيع ان يبدلها ضيق عيناه
وقال بهدوء مماثل
اتصلت بك عدة مرات ولم تجب .. فاتصلت بالمعرض وأجابني مساعدك. . انك مريض بالمنزل
تابع وهو يضع الكوب على الطأولة أمامه
٠ا وبالطبع والدتك عندما علمت بما حدث أصرت على ذهابي للاطمئنان
علي أخي الأصغر اا عبس وليد٠ من لهجة أخيه فنظر إليه وهو يزفر بهدوء حتى قال ..
ا. سأنهب لأعد لك شيء لتأكله فبالتأكيد أنت لم تتنأول شيء فأنا أعلم انك لا تأكل عندما تسافر لمسافات طويلة ..
ثم أردف وهو يربت على كتفه « اذهب وارتح في غرفة النوم حتى أعد لك شيء لتأكله ٠ا قال وليد ثم ذهب مبتعدا
توجه إلى غرفة النوم وما ان دخلها حتى هز رأسه وكأنه لا يصدق ما يراه فأخاه ما زال كما هو لم يتغير .. رغم انه حذره وحأول أن يثنيه عن أفعاله الصبيانية والمحرمة تلك .. التي ستكون نهايتها سيئة له ..
لكن يبدو أن أخيه ما زال كما هو طائش ومتهور .. عيناه ابتعدت عن السرير .. ما ان وجد أخاه يدلف إلى الغرفة باندفاع وارتباك.. يلملم بيده
بسرعة ملاءة السرير التي شهدت انتهاكه براءة المرأة الوحيدة التي لم
يتمنى يوما اذيتها..
نظر إليه أخاه بغضب مكتوم وهو يقول برنة غاضبة « أما زلت كما أنت! ! .. الن تتعدل ابدا يا وليد؟! ٠١ زفر وليد باختناق فها هو أخيه سيعيد عليه نفس الكلام الذى لن ينتهى إلا بجدال حاد بينهما..
حرك خالد رأسه بقلة حيلة ثم قال بهدوء أن كنت لا تعرف كيف نتحكم بغرائزك إذا تزوج في الحلال .. وليس بهذه الطريقة .. أنت لا ينقصك شيء لكى نتأخر في الزواج هكذا «
تزوج انت أولا.. أنت الأكبر
قال وليد من بين أسنانه لا شأن لك بي.. انا شيء وأنت شيء أخر هتف بها خالد بغضب « أعلم ا٠
رد بحدة وهو يلقى بقوة الملاءة التي كانت بين يديه في سلة الملابس
ارخى وجهه وهو يحأول عدم إظهار ضيقه من تحكمات أخيه به
ثم تابع بزفرة طويلة
خالد ما الذى تريده ؟!.. لا أعتقد انك أتيت فقط من أجل الاطمئنان ءلى..ماالذى تريده يا أخي ؟!أ الذى أريده ان يعود أخي معي .. يكفيك بقا؛ في هذه البك .. يكفيك معاصي يا أخي..أ هتف بها خالد بصوتا عالي ونبرة حادة « حياتي هنا .. لا أستطيع العودة .. ٠١ رد بهدو.
« واين نحن من هذه الحياة ؟!.. أين انا و والدتك من هذه الحياة ؟.. ماذا عن حياتنا؟! .. ماذا عن والدتك؟ التي يتألم قلبها من غياب ابنها عنها .. «
هتف برنة حأول جعلها هادئة لكنه فشل وخرجت حاد٠ة لا أستطيع .. انا لا أريد العودة سأبقى هنا
رد وليد ببرود كالصقيع ثم ترك أخاه الذى تصلب جسده.. وأغلق عيناه بقوة متحسرا على ما وصل إليه اخيه الوحيد سنده وذراعه التي يتمنى أن يتكأ عليها من عثرات الزمن
١١ تب١ لاق ١١
..ظلت ترددها بألم وهى تمرر يديها على جسدها تحت رزاز الماء وهى تكال. تقتلع جلدها من مكانه وتقول بألم وصراخ هستيري..
لقد أصبحت مثله لقد أصبحت مثله لقد لوثني بقنارته ١١
تهأوت بجسدها على أرضية الحمام وهى تبكى بحرقة وألم
أرادت الصراخ لكنها كتمتها باختناق .. لقد جردها من براءتها .. جردها من الشيء الذى كانت تشعر فيه انها مختلغة عمن حولها في هذا المجتمع الغربي .. انتهك حرمتها ماذا سيحدث لها بعد هذا؟ ١١ أنب الحمقاء .. أنب الحمقاء .. كيف تنهبين إليه .. وتعرضين نفسك عليه هكذا ؟!.. أنب من أعطيتي له هذه الفرصة .. أنب .. أنب المخطئة..
ئ « صرخت ابيلى .. وهى تتمنى لو تستطيع ان تجلد نفسها بسوط من نار لربما حررها من خطيئتها تلك
لقد اعتقدت انه مختلف .. رجل شرقي ربما يحتويها بأمانه .. لكنه يظل رجل .. دنى .. نثب بشرى لا يختلف عمن حوله .. ما أن سمحت له الفرصة ا١لم يعد ينفع الندم .. لقد حذرها وهى لا تستطيع ان تنكر هذا .. ابعدها. لكن هي من كانت تعود إليه وكأنها فراشة غبية .. فراشة تقترب من النار غير ابهة لاحتراقها .. وهى احترقت.. حتى لم تعد قادرة على الطيران
كالسابق
كيف ستواجه والديها .. والدها الذى كان دائما يضعها أمامه وكأنها رجل .. رجل يعتمد عليه .. رجل سيحافظ على نفسه .. وهى لم تخن ثقته يوما .. لقد كانت دائما تسير في الطريق المستقيم .. كل شيء كانت تختاره بعناية وبتوجيه من والدها .. أما والدتها يا حسرتاه على والدتها كيف سيكون ردة فعلها عندما تعلم بما حدث لوحيدتها التي لم تكن مجرد ام لها بل كانت الصديقة والأخت .. ماذا سيحدث عندما تعلم ان اليوم الذى انتظرته لتراها بها عروس قد حطمه وليد إلى الأبد
أغلقت عيناها و هي تتنكر أنفاس شهوته التي كانت تضرب وجهها بقوة .. تجعلها تشعر بالغثيان في تلك اللحظة والدقيقة .. والأكثر شعورها الاشمئزاز من نفسها جنون رغبته لم ترحم صرخاتها ولا دموعها التي كانت تترجاه بصمت
ان يبتعد عنها لقد اغتصبها
لقد ضاع كل شيء وضاعت معه اصيلى القديمة
وقف متخشبا في مكانه عيناه متسعتان نعرا ورعبا و مقلتيه تكادان تخرجان من مكانهما عقله توقف عن التفكير للحظات لكن كل ما استطاع عقله استحضاره في تلك اللحظة هي كلماتها له بصوتها الرنان « لا أجيد السباحة..
« أخاف الماء «
كل شيء توقف أمامه من الصدمة .. حتى انه نسى كيف يتنفس صدمة لم يفق منها إلا وهو يجد نفسه يركض بهلع إليها .. ويلقى بنفسه في الماء .. لعله ينجدها .. وينجد نفسه من آلام قلبه
عام بسرعة .. وكلما كان يقترب يجد جسدها يبتعد عنه أكثر صرخ مناديا باسمها .. لكنها كانت تبتعد أكثر ... وأكثر .. عام حتى خارت قواه.. ولم يعد قادرا على الحركة .. ومعندما أمسك جسدها اخيرا .. ضمها إليه وهو يردد٠ بصراخ وبكاء
اروى لا تتركيني... اروى انا احتاجك... اروى..أ
ظل يرددها بجنون..
فتح عيناه بسرعة وكأنه أسد متربص .. على يد تهز كتفه بهدوء لكنها أصبحت أكثر قوة
لتفيقه من نومه .. بل من كابوسه .. تنفس باضطراب وصدره يطو وينخفض .. وعيناه تدوران في السيارة بهلع ... لغظ انفاسه باختناق و كأن هناك من كان يضع يده حول رقبته يمنعه التنفس
.. لقد كان يطم.. كان مجردا حلما.. بل كان كابوسا ...
قالها بصوت متحشرج و هو يكتم دمعة كادت أن تخونه وتسقط أمام أسامة الذى ينظر إليه بقلق وخوف
لقد نام داخل السيارة .. التعب فعل به مبتفاه واجبره على إغلاق عيناه داخل هذه السيارة و يا ليته لم ينم .. لقد رأى الموت بعينه ..
وضع يده على جبهته التي تتصبب عرقا .. وهو يحأول السيطرة على أعصابه و اهتزازة يده التي لم تتوقف عن الاهتزاز منن ان فتح عيناه
لقد رأى الموت بعينيه .. نعم فموتها يعنى موته .. يعنى سحب قلبه من جسده لقد أصبحت روحه ١ا « هل أنت بخير؟ « سأله أسامة بقلق لعم
قال سيف وهو يومأ برأسه .. وهو يحأول أخذ أنفاسه بصورة طبيعية
نظر إلى الطريق أمامه..
اا لقد وصلنا أ تمتم أسامة بهدوء
« «
همس سيف بصوت حأول جعله ثابتا .. وهو يحأول السيطرة على خفقان قلبه الذى يكاد يخرج من بين اضلعه..
أخرج بيد حأول جعلها ثابتة حتى لا تهتز هاتفه .. وهو يضغط بأصابع مضطربة على الأزرار .. حتى وضع الهاتف على أذنه
وقال ما ان أتاه الصوت بنبرة حأول جعلها هادئة « مرحبا عمتي .. كيف حالك؟! ! «
انتظر لثواني وهو يستمع لكلمات عمته التي تردد بسرعة و تحمد الله على ١ نها سمعتا صوته
قال مقاطعا إياها بصوت خافت وكأنه خائف من الكلام.. خائف من ان تنطق بشيء قد يذهب بعقله هل اروى بخير؟! !ا
أغلق عيناه وشكر ربه في نفسه .. ما ان أخبرته انها بخير ثم سأل مرة أخرى ا٠ هل أنق في المنزل؟!
سألها مرة أخرى ما ان سمع جوابها بنعم
٠ا هل هي أمامك؟
فردت عمته عليه بلهفة وسعاد.
هل تريد الحديث معها.. انها نائمة.. لكنى سأيقنلها حالا .. ستسعد
بهذا...ا٠ أ لا.. لا ..أقاطعها بسرعة هل يمكنك أن تصعدي إليها وترسلي إلى صورة لها وهى نائمة طلب بنبرة خافتة أنهت عمته معه الاتصال بعد ان طلبت منه الانتظار لدقائق .. وجلس وهو يهز رجليه باضطراب وهو ما زال يحمل بين يديه هاتفه .. فهو يحتاج إلى إثبات يخبره بأنها بخير.. وأن ما رآه لم يكن حقيقة.. رغم أن
مجرد صورة لن تكون كافية بالنسبة له .. لكن سيكتفى بها للان فقط .. ما هي إلا دقائق.. ووجد هاتفه يعلن عن وصول رسالة
فتحها وجد وجه زوجته النائمة والساكنة أمامه .. نظر إليها محلولا بعشق وشوق لم تستطع هذ٥ الصورة اشباعه .. وكأنه ظمأن يحتاج إلى مزيد من
الماء حتى يرتوى..
تمنى لو يستطيع لمس دائرة الهواء المحيطة بها .. ويضمها إليه في تلك
ا١لظة٠.
قام بتكبير الصورة بأصبعه وهو يمرره على وجهها من على شاشة الهاتف .. وكأنها أمامه وهو محروم من لمسها .. عيناها مغلقة براحة نعم راحة .. وهو يتعذب من بعده عنها .. أعاد الصورة إلى حجمها الطبيعي .. اتسعت عيناه وهو يلمح ذلك الجسد الصفير القابع بجوارها وهى تضم أصابعه الصفيرة بيدها بينما تفرد ذراعيها لتكون وسادة لصفير هما
اهتز قلبه مما يراه .. طفله أمامه .. ابنه .. قطعة منه ومنها .. شعر اسود حالك .. واعين صغيرة مغمضة .. وفم لا يكاد يرى .. يرتدى بذلة من القماش بلون السماء .. وقدمه مفطاة بحذاء صفير يماثل البذلة لونا عيناه ابتسم بوله وحزن وهو ينظر إلى كليهما
انتبه لدمعته الخائنة التي سقطت على وجنته .. رفع يده ثم مسحها بسرعة .. مشاعر عدة اجتاحته وهو ينظر إلى تلك الصورة .. مشهد رائع يخلو منه هو ليضمهما إلى صدره .. لكن أليس هو من حرم نفسه من تلك
اللحظة..
لكن ماذا يفعل لقد كان مجبرا
انتبه إلى نظرات أسامة المحدقة به لثواني بتركيز .. حتى قال أسامة بنبرة خافتة
ا٠ لماذا لا تنهب إليها ؟!.. طالما أنت مشتاق إليهم هكذا .. ألا نثمنى رؤية
طفلك!ل ا٠ سترفض مقابلتي .. انا اعرفها.. وهو حقها..
رد سيف وهو يهز رأسه بقلة حيلة وصبر يعد نفسه به .. رغم أنه لا يملك
الصبر لينتظر عفوها
هل يمكنك أن تجمع الحراس ؟.. لكن أولا ابتعد بالسيارة بمسافة مناسبة بعيدا عن المنزل أ
طلب سيف بصوتا اجش .. بينما القليل من المشاعر ظهرت في عيناه وهو يحدق ببوابة منزل عمته بينما يبتعد بهما أسامة بالسيارة
حدق أسامة بسيف الواقف بصلابة وقوة أمام الأربع ثيران .. يأمرهم بنبرة حادة حازمة وصارمة .. فهو لن يقبل التهأون .. لن يقبل باي خطأ .. أن حدث لها شيء .. ستكون رؤوسهم هي الثمن ..
والرجال يهزون رؤوسهم بقنوط .. وكل منهم عيناه تلتمع بعزم .. فأي
منهم لا يتمنى التقصير .. وخصوصا أن كانت المهمة المكلفين بها هي من جهة شخص كسيف .. فأداء المهمة بنجاح تعنى .. نجاحهم هم أيضا وحصولهم على ما يرضيهم سواء من مال أو من الاستمرار في العمل
معه أستغرب أسامة من موقف سيف من عدم ذهابه إلى زوجته والاطمئنان عليها .. رغم انه رأى عيناه إلى كانت تنضح باشتياقه لرؤية زوجته وابنه .. حدق به مشدوها وهو يرى صديقه .. يحبس دموعه .. وهو ينظر إلى شاشة هاتفه..
لطالما ملك سيف عزة وكبرياء لا يستطيع أحد كسرها
ما زال سيف متحفظا .. ما زال لا بريد أن يعترف انه لن يستطع العيش من دون زوجته .. وما زال يعاند .. لكى لا يذهب إليها .. فهو يطم انه حينها سيتذلل ... وهو لن يتذلل يوما لأحد حتى لو كان هذا الشخص هو زوجته .. ام ابنه ..
يعلم أن صديقه سيراقب من بعيد .. يطمئن عليهما ..رغم قلبه الذى يأن شوقا ويصرخ حبا
لكنه لزين هب..
هل حقا اروى تستطيع ان تكسر هذه العزة التي يتبلور بها زوجها ام انها ستفشل ؟!» تمتم اسامة بخفوت
ركبا السيارة ما ان أنهى سيف حديثه مع حراسه .. أو بالأحرى ثيرانه كما كانت تطلق عليهم اروى
ضحك بصوتا عالي وهو يتنكر .. ما فعلته اروى بهم أثناء مخاضها
حتى كادت أن تفرز أسنانها في لحومهم وتلتهمها من الغيظ والقهر وهى ترى حراس زوجها ملتفون حولها .. لكن زوجها ليس موجودا ..
ارتفع احد حاجبي سيف وهو ينظر إلى صديقه شزرا بسبب ضحكه الذى من وجهة نظره هو قلة حياء
سعل أسامة فقال بدفاع عن نفسه وهو يرى نظرات سيف له - أقسم..لم يكن بيدي.. أ
تابع بضحك أكثر
١ا أنت لم ترى زوجتك وما فعلته مع حراسك.. الأمر كان صعبا حقا
لقد قامت بضربهم ولعنهم وأنلتا أيضا لم تسلم من شتائمها وريم
كادت أن تقتلهم معها .. وهى ترى صديقتها تصرخ «
هل تألمت؟ .. هل كان الأمر صعبا ؟٠١
سأله سيف بصوت متهدج وحشرجة .. ومعيناه تنضح عن حزنه وقلقه
أ نعم .. كان الأمر صعبا .. لقد أخذت وقتا حتى أنجبت .. بالإضافة انها أنجبت قيصريا. . فكان الأمر صعب .. كانت خائفة للغاية .. وكانت
تصرخ باسمك ا٢ رد٠ أسامة بنبرة حأول جعلها هادئة
صمت سيف لثواني وهو ينظر بحزن أمامه للطريق
حأول أسامة ان يخفف الأمر عنه .. وينسيه لدقائق ما فعله .. وتأنيبه لنفسه بصمت حتى وإن لم يكن بالكلمات .. هكذا هو سيف لا يبوح لأحد بما يجيش بصدره
كيف استطعت أن تحل الأمر سأل أسامة وهو ينظر للطريق أمامه بتركيز ٠ا لم يستغرق الأمر كثيرا .. وخصوصا عندما اتصل كاسر بي يخبرني بأنه يملك أسهم بالشركة لا أحد يعلم بها ... وما زاد٠ موقفي قوة هو مساندة تلك السيدة لي «
رد سيف وهو يحارب رغبة قوية في غلق عيناه والنوم .. لقد أصبح يخاف غلق عيناه .. و يعاد عليه ذلك الكابوس الذى رآه
ارتفع احد حاجبي أسامة بتعجب وقال من بين شفتيه بتفكير « كاسر لديه أسهم في الشركة.. كيف !»
لا أعلم .. لكن ما انا متأكد منه انه يريد استخدامها ضد جد زوجته ...
رد بخفوت وتعب وهو يمرر يديه على وجهه..
« ربما٠ا
قال أسامة في نفسه
وقفت السيارة أمام الشركة .. وما ان فتح باب السيارة حتى وجد ماجد أمامه يحيه بوجه بشوش ويعانقه بقوة مماجعل سيف يبتسم بخفوت
حمدا لله على سلامتك
هتف ماجد بسعادة « شكرا لك «
سيف ببشاشة ثم تحرك نحو باب الشركة الرئيسية وهو يقول لماجد بنبرة جادة و عملية
هل تم كل شيء ؟ « نعم « اجابه واين هي ؟ا سأله لقد نهبت اختفت .. تماما ولا أعلم عنها شيء
رد بهدوء ضيق ما بين حاجبيه.. وحأول أن يبعد علا هذه عن رأسه لليوم فقط فهو بحاجة إلى العمل بجهد كبير هذه الأيام .. وخصوصا بعد ما حصل فيجب أن يفرز قدميه في هذه الشركة.. حتى لا يجرؤ أحد على الوقوف أمامه بعد الآن ما ان دلف لرواق الشركة حتى وقف كل العاملين والموظفين له باحترام وخصوصا عندما علموا بوصوله ونشر خبر من هو الرئيس الجديل. لهذه
الشركة..
وكلا منهم ينظر إليه نظرة إعجاب وسرور ٠. لأنه اخيرا قد عادت أمور هذه الشركة لعائلة الحسيني ..فهم لم يعجبهم يوما تلك المرأة التي جاءت مدعية عليهم انها هي الرئيس الجديد ويجب عليهم احترامها والخضوع لأوامرها وتنفيذها بصمت .. وكم كره كلا منهم هذا .. تكبرها خنقهم وجعلهم يشعروا بالإذلال من تعاملها معهم ..
دلف إلى المصعد وخلفه ماجد الذى كان يحأول اللحاق بخطواته السريعة وهو يصدر بعض الأوامر لمجموعة من الموظفين
باجتماع عاجل بكل رؤساء الاقسام في الشركة .. في حين أصدر لماجد نفسه أمرا .. بإرسال خطابات سريعة لأصحاب الأسهم .. وألا ينسى من بينهم أولئك النين خانوه فيجب ان يضعهم جميعا عند حدهم ويخبرهم من هو سيف السيوفي ليفكر كلا منهم أكثر مرة قبل ان يعادى عائلة الحسيني .. يجب ان يدير
هذه الشركة بقبضة حديدة سيضيقها على كل من ستسول له نفسه في الوقوف أمامه
...
نسيم بارل. سرى بين جسدها جعلها تبحث بيديها عن دفء جسده حتى وجدته اخيرا وتشبثت به بيديها وكانه طوق نجاتها ومصدر سعادتها.. اقتربت منه .. وهو قربها إليه أكثر يطبع قبلات دافئة على رأسها يراقب ابتسامتها التي تشبه شعاع الشمس الوهاج بالنسبة له .. يجعله يشعر بأن وهجها هذا هو ما يمده بالطاقة .. لكى يبدأ يومه بنشاط أمسك يدها وبدأ يطبع قبلات عديدة على كل أصبع على حدة .. حتى استيقظت وهى تبتسم ابتسامة عنبة .. جعلته يفرج شفتاه من السعادة
صباح الخير
قال وهو يداعب بأصابعه خدها
انفرج فمها بابتسامة انسته حاضره وماضيه.. جعلته يتمنى لو يستطيع ان يضمها إليه مرة أخرى .. وينل من هذه الشفاه مرات كما فعل ليلة أمس .. لقد كانت بين يديه وبالقرب من احضانه .. ملكه .. نعم قد أصبحت ملكه .. لو تعلم انها أول امرأة بالنسبة له .. كما هو أول رجل
بالنسبة لها..
لم يقترب يوما من امرأة .. ولم يحأول يوما التقرب من إحداهن حياته كانت دراسة وعمل فقط من أجل تحقيق ما كان يتمناه ويصبو إليه طوال
عمره
قابلت نظراته .. بوجه محمر خجلا وهى تعض على شفتها السفلى تدارى به صدرها الذى يرتفع من ضربات قلبها العنيفة
أبتسم هو الآخر بخجل .. وعيناه تلمعان حبا اا لماذا لا تجيبي .. ام اقول صباح البرقوق ٠ا
قال بصوت متهدج وهو يغمز بطرف عيناه
غطت وجهها بسرعة بالفطا ء وهى تقول بخجل وصوت عالي تحاول به ان تدارى خجلها ١ا يكفى يا حازم .. تحرك وابتعد عن السرير أريد أن أتحرك ا٠
وتابعت كلماتها وهى تبعد ذراعيه عن جسدها لكنه أحكم قبضته على خصرها يقربها إليه أكثر وقبل أن تعترض .. قبلها بشغف .. وجسدها تجأوب معه وهى تلتف بذراعيها حول رقبته تعبث بجنون في خصلات شعره
حتى ابتعدت عنه و وجهها محمر من الإثارة التي اندفعت في أنحاء جسدها..
حدقت به لثواني حتى قالت بهمس (ا حازم.. هل أنت ؟..<<
« اذا..ماذا؟!اا
« هل أنت ؟..هل تحبني؟ «
همسلئا
لطالما تمنت أن تسمع كلمة احبك دائما من الرجل الذى ستعيش معه ما بقى من عمرها .. للرجل الذى ستهب له حياتها وعمرها .. للرجل الذى تشعر وهى كانت بين يديه أمس انه يحبها كما تحبه .. لكنها أيضا لم تستمع لكلمة احبك من بين شفتيه حتى الآن
تريد أن تشعر بأنها اخيرا قد وجدت الشخص الذى كانت نثمناه الشخص الذى سيشبعها حبا و حنانا..
حدق بها لثواني وقلبه يخفق بجنون وقال وهو يطبع قبلة دافئة على رأسها .. و يتعمق في النظر إلى وجهها وهى بهذا القرب منه .. بشرتها شغافة نات وجه بيضأوي.. شعر اشقر .. وانف صفير .. وعيون رمادية واسعة ورموش طويلة .. كل هذا جعلها تبدو هشة للغاية .. اندفاع غريزي من الحماية كان يتعمق داخله وهو ينظر اليها .. ويحدق بوجهها
الملائكي « نعم أحبك .. منن ان رأيتك أول مرة .. منن ان رأيتك تدورين كفراشة لامعة تكاد تطير إلى السماء «
ابتسمت ابتسامة واسعة وهى تنظر إليه بحب .. بدالته النظرات .. ومن ثم ابتعدت عنه وهى تتحرك من على السرير مبتعدة
راقب ابتعادها بهيام.. ثم تحرك هو الآخر مبتعدا ما ان سمع صوت دقات على الباب..
التقط قميصه الملقى على الأرض بسرعة و أغلق ازراره وهو يتوجه ناحية الباب فتحه.. وجد الخادمة .. تخبره ان السيدة نورا تنتظرهما على الغداء..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 16 < 1 9 10 11 12 13 14 15 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،












الساعة الآن 11:58 PM