logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 16 < 1 8 9 10 11 12 13 14 16 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:05 صباحاً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس



دلفت إلى المنزل بخطوات لا تخلو من الانزعاج ما ان رأت حماتها قبالتها تنظر إليها باستنكار وربما يغلفه بعض الاحتقار ...
" هل تعلمين كم الساعة يا مدام ؟! .. زوجك أتى منذ عدة ساعات "
قالتها كوثر بغضب مكتوم لريم
" انه عملى الذى جعلنى أتأخر هكذا "
قالتها ريم بهدوء .. وهى تنهر نفسها على تلك الكذبة .. لكنها لا تريد جدال مع حماتها فى هذا اليوم بالذات فيكفيها ما مرت به لليوم .. رغم أنها تعلم انها أخطأت بتاخرها كل هذا الوقت مع نور .. لكنها لم يكن لديها رغبة فى العودة إلى هذا المنزل ... تشعر وكأنه على وشك ان يقبض على روحها ...

" حتى وإن كان عملك .. عليك ان تتذكرى ان زوجك لديه عندك حقوق أيضا .. و أقلها ان يجد زوجته فى المنزل عند عودته او حتى لا تتاخرى لهذه الساعة "
هتفت بها كوثر وهى ترفع إحدى حاجبيها
فامتعض وجه الاخرى .. وقالت بغيظ وهى تحاول الحفاظ على ما تبقى لديها من تعقل
" وهل اشتكى إليك ابنك؟! .. لكى تتحدثى هكذا ؟!.. لا أعتقد انه سيجد زوجة مثلى .. "
لوت كوثر فمها باستنكار .. وكما يقولون هى من بدأت الحرب .. فهتفت بثقة و إحدى حاجبيها رفع بطريقة مغيظة
" لست بحاجة لأن يشكو إلى ابنى لكى اعرف ان كان بخير او لا .. وخير دليل هو لم نسمع اى خبر عن حملك .. رغم أن من تزوجوا بعدك بطونهم منتفخة الآن "
هتفت حماتها بكلماتها وانصرفت ... وكأنها لم تكن تلقى بقنبلة مؤقوتة أمامها الآن

كتمت ريم غصة فى قلبها .. وهى تشعر بانقباض معدتها بطريقة المتها.. فحماتها المصون اعطتها ضربة فى الصميم ..
دلفت ريم إلى الغرفة وقلبها يبكى ألما .. لقد حاولت طوال يومها نسيان ما مرة به من يوم وفشلها فى حلمها ان تصبح أما .. ها هى حماتها أتت لتخبرها بأنها لن تصبح امرأة كاملة يوما ..
شهقت ريم ما ان شعرت باليد التى حاوطت خصرها بتملك .. تبعها عدد متلاحق من القبلات ..
حاولت إبعاد ذراعيه المحاوطة لخصرها وهى تهتف بتعب
" مالك .. ارجوك انا متعبة .. "
لم يستمع فقد كان شوقه إليها أكبر من اى شئ وهو يقبل كل ما تقابله شفتيه ...

لم تستطع تمالك انزعاجها اكثر وربما بعض من نفورها منه فقامت بابعاده بقوة عنها .. جعله ينظر اليها بحزن واستغراب من تصرفها ..
علمت بفداحة فعلتها من نظراته المتالمة فاخفضت اهدابها إلى أسفل وهى تهمس باختناق وآسف حقيقى
" انا آسفة حقا .. لكنى متعبة .. "
مرر يديه على وجهه و بخطوات بطيئة توجه نحو السرير وجلس عليه بوجه عابس مختنق ..
أسرعت نحو الحمام .. واسندت بظهرها على الباب. .. ما مرت به اليوم يكفيها .. لم تعد تتحمل تريد أن تبقى بمفردها .. حقا تتمنى هذا ..
خرجت من الحمام بعد ان ابدلت ملابسها بقميص طويل باكمام قصيرة ...
انزلقت بجواره على السرير مع حفاظها على مسافة بينهما .. أغلقت عيناها بألم ما ان شعرت بذراعه التى تحاوط خصرها يقربها منه أكثر حتى التصق جسدها بجسده .. وكأنه يرفض ابتعادها عنه .. يرفض ان يعطيها فرصة لتكون مع نفسها لبعض الوقت فقط ..
لم تحاول ابعاده عنها .. وهو ما ان شعر بذلك حتى بدأ بطبع قبلاته المحمومة خلف اذنيها وعلى شعرها .. جعلت غضبها يزداد ويحتقن وجهها ..
وقالت بغضب لم تقصده

" مالك .. ارجوك انا متعبة .. ارجوك "
لكنه لم ينتبه لنبرتها الغاضبة تلك وهمس بهيام
" ريمو .. فلنتحدث فقط لدقائق .. ماذا بك اخبرينى؟! ... "
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته باختناق تحاول كتم دموعها التى تهددها منذ الصباح بالنزول
وقالت بهدوء
" لا شئ .. انا فقط متعبة "
شعرت بقشعريرة فى جسدها ما اقترب أكثر بأنفاسه عند اذنها .. وهو يهمس بالاسم الذى أصبح يدللها به منذ عدة ايام ...

و ذابت كما يذوب الجليد بين يديه .. و استسلمت للمساته .. لكنها لم تستطع أكثر ابعدته عنها بقوة وشعور من النفور وربما من الضيق يخنقها يمنعها من الاستمرار أكثر ...
هى انكمشت فى مكانها بعد ان نزلت اخيرا دموعها .. ارتدى ملابسه وتوجه و كأنه عاصفة هوجاء إلى الشرفة يحاول أن يجمع شتات نفسه المنكسرة .. هل لهذه الدرجة أصبح مفروضا عليها لماذا كلما يشعر ان المسافة بينهما تقل يجدها تزداد أكثر وأكثر؟! .. ما الخطأ الذى فعله؟ .. لكى تصبح علاقتهما فاشلة لهذه الدرجة ..
ظل يضرب بقبضته على سور الشرفة الكبيرة وهو يسب ويلعن بقوة .. يحاول أن يمنع نفسه من الصراخ ..
سيجارة ... ثم ثانية .. فثالثة ... ثم لم يعد يعرف ما هو عدد السيجارة التالية ... وكأنه فى ماراثون لمن يدخن أكثر ..
وبحركة من جسده وجد نفسه يراقب من وراء زجاج الشرفة الكبيرة زوجته المنكمشة فى مكانها تحاوط جسدها بذراعيها وعيناها لا تكف عن البكاء .. وكأن روحها وجسدها قد انتهكا...
ماذا يفعل لكى يشعرها حقا بأنه أكثر شخص لن يؤذيها..كيف يمنحها الأمان وهى تبعده عنها أكثر .. يعلم انه أخطأ بقربه هذا ... لكن هو يحتاج لقربها ضغوطات وعمل و والدة متذمرة وفوق كل هذا ...آخر كذبها عليه .. عدم صدقها معه ... ذهابها إلى نور ومجيءها فى هذا الوقت المتأخر ..

كلها أمور يحاول التغاضى عنها من أجلها .. تقترب منه متى تشاء وتبتعد أيضا ما تشاء .. وهو يقبل ما تقدمه لها بسعة صدر ..
عندما رآها أول مرة وخفق قلبه لها .. رأى بها زوجة ... إمرأة تحبه .. تنتظره بشوق ... تعد له ما يشتهيه.. تستمع له ويستمع لها ..
لم تحاول يوما الاستماع له .. لكى يخبرها بما مر به من يوم متعب ومرهق.. فينتهى تعبه بين يديها وهى تربت عليه كطفل ... نعم فمهما كبر الرجل سيظل طفل بين يدى من تفهمه وتستمع له ..
خرج من الشرفة بعد ان أغلق بابها .. جلس بجسده على السرير مستندا بظهره على ظهر السرير وواضعا ذراعيه خلف رأسه .. ينظر بشرود أمامه ..
كتمت شهقاتها ما ان جلس بجوارها ... وهى تلوم نفسها على ما فعلته .. وفى نفس الوقت تلومه على اقترابه هو أيضا ... فهو لم يحترم خلوتها مع نفسها حتى لو دقائق.. لم يمهلها حتى تصبح بمفردها ...
استدارت بجسدها نحوه وهى تنظر إليه بأعين دامعة
قائلة بهمس و ببحة من أثر بكاءها وباختناق

" انا آسفة "
لم يرمش له جفن بل ظل عيناه ناظرة إلى الفراغ أمامه بشرود ..
فنادته مرة أخرى وبحزن حقيقى وأسف
" مالك ... انا آسفة "
" نامى يا ريم تصبحين على خير "
قالها بنبرة كالسقيع ببرودها .. يخبرها بعدم رغبته للحديث أكثر ...
استدارت مرة أخرى وهى تعطيه ظهرها .. وهو على نفس وضعه لم يتحرك ...
لثوانى .. أو دقائق وربما لساعات بقيا هكذا.. فكل منهما فى ملكوته الخاص .. حتى اخيرا شعر مالك بمدى ألم جسده لجلوسه هذه الجلسة.. فرد جسده واغلق عيناه مدعيا النوم ...
تحركت مبتعدة عن السرير ما ان استمعت لصوت انفاسه المتتظمة .. دلفت إلى الحمام .. تاركة الماء البارد يسقط على جسدها .. و وضعت ذراعيها حول جسدها بحركة خائفة تحاول حماية نفسها من شئ مجهول هى لا تعلمه ...
من يقترب منها .. عليه ان يعلم انها لن تمنحه إلا القليل .. فهى ليس لديها ما تملكه لتعطيه له .. ما ينتظره منها .. هى لا تملكه ..

وقفت بتردد بالقرب من جهة السرير الناءم عليه .. بيد تتقدم نحو الهاتف ثم تتراجع فجاءة الى حيث صدرها من الخجل ..
هل تقوم بايقاظه فى ساعة كهذه من أجل شى تافه .. ظلت تعض على شفتيها وهى تفكر بتمعن فهى لا تعرف ماذا تفعل؟ ..
لثوانى ظلت تنظر لملامح وجهه الساكنة .. جسد يحتل معظم السرير بطوله رغم نحافته .. بشرة سمراء .. وملامح هادئة تشبه وداعة الذئب فى نومه .. واهداب طويلة .. ومن دون أن تقصد نزلت عيناها نحو فمه لكنها سرعان ما اشاحت بنظرها بعيدا عن فمه .. توترت اكثر من انفاسه التى تخرج منتظمة من أنفه بطريقة مريبة ..
استدارت بجسدها وهى تعض اناملها من التوتر والخجل ..

فتح عيناه ما ان وجدها تعطيه ظهرها وشعر بحركتها. . فهو يشعر بحرارة جسدها منذ ان وقفت فوق رأسه هكذا .. يتساءل عن سبب وقوفها .. ولكى لا يحرجها..
تمطى بجسده وتثاءب بقوة وبنبرة قلقة سألها حازم
" ما الذى ايقظك؟! .. هل تحتاجين إلى شئ؟! "
ما ان استمعت إلى صوته حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة اذابت قلبه وهى تنظر إليه
" نعم هل يمكنك .. بما انك استيقظت ان تخبرنى باتجاه القبلة "
تعجب من سؤالها فهو نفسه لا يعلم اتجاهها ..
تنحنح فى جلسته وهو يسعل محاولا أن يجلى حنجرته من نظراتها له ... فكم يؤسفه ان لا يجيب على أول سؤال تسأله إياه ...
وبسرعة أمسك الهاتف .. مستخدما البوصلة التى فى الهاتف لمعرفة الاتجاه ... متعللا بصوت خجل
" آسف .. لكننى لا أعرف الاتجاه فأنا لا أبقى هنا كثيرا "
رفعت إحدى حاجبيها فهى ليست بحاجة للتفسير هى بحاجة فقط لمعرفة اتجاه القبلة ..

أشار بيديه ناحية الاتجاه .. وراقب حركاتها التعثرية باسدالها الطويل .. الذى أخذته من والدته منذ ساعات ...
أبتسم بخفوت فهو حقا سعيد بتحسنها البسيط هذا .. فيبدو حقا أن لتلك الفتاة المدعوة ريم تأثير كبير عليها .. فهو قد حضر معركتهم هم الثلاثة فى المطبخ وهو يراقب كل حركات نور فقط .. ابتسامتها .. ووجهها الذى بدأ يعود إليه الحياة ولو قليلا ...
رغم انه لم يكن يطيق ريم بعد ما فعلته معه فى المشفى .. إلا انه حقا سعيد بقربها من نور .. كان يتمنى لو استطاع أن يشاركهم فى المطبخ لكنه لم يرد ان يحرج نفسه فهو قد هتف سابقا انه لن يقرب ريم من نور .. يحرج نفسه .. انسحب بهدوء حيث مكتبه .. حتى خرجت ريم اخيرا من منزله ...
راقب نظراتها الخجلة إليه فهو يعرف معناها جيدا .. هى لا تريده أن يكون موجودا عندما تكون بين يدى ربها .. لكنه لن يسمح لها .. وجلس فى مكانه ...
يراقبها وهى تصلى بعد ان فشلت نظراتها فى إقناعه بالخروج .. انتهت
" تقبل الله " نطق بصوت دافئ

" شكرا لك " ردت بخفوت وهى تطوى سجادة الصلاة ... خلعت عنها اسدالها ..
وانزلقت على السرير وهى تكاد تشعر بدماءها ستنفجر من الخجل ..
ا .. و دقات قلبها تصم اذنيها من سرعة تحركه ...
بابتسامة عابثة نظر إليها وهو يلاحظ احمرار خديها تحت ضوء المصباح الصغير ..
بلع ريقه فها هو مرة اخرى يقع أسيرا لرغباته.. فهو يتمنى لو يستطيع امتلاكها فى هذه اللحظة .. يقربها منه ويلصقها به .. يمنعها الهرب منه ومن نظراته ...
وبحركة خاطفة .. طبع قبلة على شفتيها تبعها أخرى قرب ثغرها وعلى وجنتيها...
وقال بصوت مبحوح من الرغبة
" تصبحين على خير "
اتسعت عينا نور من الصدمة .. وهى تحاول أخذ أنفاسها بعد ما حدث .. وهى ترى استلقاءه على السرير واغماضه لعيناه ببط ..
وبسرعة .. غطت جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها بالغطاء ... وهى تقشعر من المفاجأة ...
تشدق بابتسامة ماكرة ما ان رأى ردة فعلها من تحت جفونه الشبه مفتوحة ...

ولليوم الثانى والأخير ياتى إلى منزل عمته .. يسحبها فتجلس على السرير وينام هو على ركبتيها .. تتخلل شعره بهدوء... وهى تراقب حركات صدره الذى يعلو و ينخفض بانتظام ..
لا تعلم ماذا به رغم ابتسامته إلا انها تشعر بشئ يؤرق صفو حياته .. هناك ما يزعجه يحاول الهرب منه بالنوم و الاستلقاء هكذا ..
" لماذا لم تخبرينى؟ !"
بلعت ريقها و فتحت عيناها وهى تنظر إليه بتساؤل عن سبب سواله المفاجئ ... هل يسألها لماذا لم تخبره بحملها ؟!... ام سؤال آخر هو يقصده ؟!... فقابل نظراتها بابتسامة صافية ... ارخى فكه ...ثم تابع بهدوء وهو ينظر اليها
" لماذا لم تخبرينى بحملك منذ أن علمتى به ؟.. مما كنتى خائفة "
اسبلت باهدابها.. ويداها توقفتا عن عملهما بين خصلات شعره .. وهى تحاول تجميع كلماتها وربما أفكارها لكى تستطيع ان تبدأ بها حديثها ..
هل تخبره بما سمعت .. انها بحاجة حقا معه لجلسة مصارحة .. يصارح كل منهما الآخر .. ما بينهما لا يمكن أن ينتهى .. حتى لو هى ارادة ذلك.. ما بينهما وثاق أبدى .. اشتد بذلك الطفل الذى بين احشاءها... فهو منه .. قطعة منه زرعت بها ..

" سيف .. ما ساقوله... ارجو أن تجاوبنى عليه بصراحة .. "
رغم أنها تكذب نفسها .. وتبكى خوفا من ان يصدمها بصراحته... لكنها ستتمسك بالأمل الذى لديها .. فيكفى انه الآن بين أحضانها .. ولم يبحث عن غيرها .. رغم جنونها وما فعلته سابقا معه
صمت دليلا على موافقته يستمع لكلماتها بانصات وانتباه ...
" هل زواجى بك مجرد صفقة حقا لكى تحصل على بعض من أسهم الشركة؟.. "
اعتدل فى جلسته وعيناه تضيقان باستغراب..
فقال بنبرة جادة فهى من اختارت المصارحة وهو أيضا بحاجة إليها معها هى بالذات حتى يستطيع ان يهدأ باله ويطمئن ما ان يتركها هنا ويسافر .. فكما يقولون سيضع النقاط على الحروف .
" انا لن أنكر .. لقد تزوجتك من أجل الأسهم ...
صمت وهى شعرت بألم فى صدرها وكأنها طعنت بخنجر او سكين حادة .. رغم علمها بما سيقوله .. إلا انها تألمت من اعترافه ...
لكنه أضاف ..

" اروى .. انا لن أنكر إننى لم أتقبل زواجى منك فى البداية .. لكن مع الوقت أصبحت أشعر وكأنى أعرفك .. أننا تقابلنا من قبل لكن أين ومتى لا أتذكر.. رائحتك .. التى كانت تجعلنى ساهرا وانا أحاول أن أتذكر أين قد شممتها .. ولكن فى كل مرة خانتنى ذاكرتى .. وشاء القدر وعرفت .. متى وأين قد شممتها... المرأة التى انقذتنى بجوارى وانا لا أعرف "
اقترب منها وهو يضع كفه على وجهها يبتسم لها بدف ... اتسعت عيناها ..وحاولت ان تزدرد ريقها ..مما سمعته
" انت تعرف !... من أكون! .. تتذكرنى! !"
تشدق وجهه بابتسامة عذبة قائلا بمكر
" نعم .. يا زوجتى .. كنت اعرف من تكونى .. المرأة التى كانت بجوارى طوال بقاءى فى المشفى ..
اقترب أكثر هامسا قرب اذنيها
والمرأة التى قبلتنى أيضا"
أحمر وجهها وهى ترفرف برموشها لا تصدق ما تسمعه ...
لكنه سألها مرة أخرى غير غافل .. انه لم يحصل حتى الآن على إجابة لسؤاله
"لماذا لم تخبرينى يا اروى "
ضغطت على شفتاها وهى تحاول كبت دموعه

" لقد سمعت ..جدك وهو يخبرك انه لن يعطيك الأسهم إلا عندما يرى طفل لك .. وحينها انا كنت خائفة.. خاءفة من الا تكون تحبنى .. وأنك ربما تتركني ...
كما إننى ... كنت ..
صمتت تحاول أخذ أنفاسها ثم تابعت .. كنت أتألم .. وأنا ارى عدم اهتمامك بى .. لقد احببتك منذ ان كنت صغيرة .. منذ ان رأيتك مع أخى أول مرة ..وانت كنت فارس احلامى "
نزلت دموعها على وجنتيها فمسحها باصبعه وهو يمرره على بشرتها... وضمها إلى صدره بقوة .. وهى ما زالت تبكى بصمت ..
وهمست وهى تتمسك به ..
"هل تحبنى"

تنهد بضعف وهو يقبل أعلى رأسها قائلا بنبرة تملكية
" انا احتاجك .. احتاجك بجوارى .. سأذهب لمدة قصيرة .. وبعدها ساعود .. إياك ان تنسينى. ."
ثم تابع وهو ينظر لعيناها مانعا إياها من التحدث وهو يتابع بمشاكسة
" واطعمى طفلى جيدا فأنا أريده مثل والده قوى"
دفنت وجهها بين احضانه وهى تستنشق رائحته التى أصبحت تعشقها...
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السادس



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:05 صباحاً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السادس



ارتدى على عجالة بذلته التى كان يرتديها ليلة أمس .. وبخطوات حذرة اقترب من السرير التى تنام عليه أروى و تعابير وجهها مسترخية.. أخذت عيناه تتشرب من ملامحها وكأنه يحاول حفظها فى ذاكرته ...
ما ان علمت بأمر سفره ليلة أمس .. بعد ان كانت جالسة على السرير ورأسه على ركبتيها.. نام لساعات وما ان شعر بأن نومه هكذا قد يتعبها حتى حاول الابتعاد وجعلها تنام جيدا بفرد جسدها لكنها رفضت .. وما ان وافقت .. حتى ارتمت بين احضانه ووجهها يعلوه الحزن .. وضعت رأسها على صدره وكلما حاول اقناعها ان تغمض عيناها وتنام قليلا فتقابله هى بالرفض .. حاربت حتى لا تنام وهو أيضا كان ساهرا معها .. لم يتحدث اى منهما .. كل ما كان يسمعه هو أصوات تنفسه وتنفسها...

وفى خلال تلك الساعات التى قضاها معها رغم الصمت ... إلا انه شعر باضطرابها الشديد .. وجسدها الذى يرتجف وهو لا يعلم سببه وكأنها تحارب موجة من البكاء ...
فى الصباح الباكر استطاع سيف بصعوبة أن يبتعد من بين يديها المتشبثة به و ذراعيها الذان تلفهما حول جسده بتملك ...ما ان اغلقت عيناها اخيرا و استسلمت للنوم الذى ظلت تحاربه طوال الليل ..
لف ربطة عنقه حول رقبته .. و بهدوء وحذر اقترب ومال منها حتى أصبح بالقرب من وجهها وطبع قبلات هادئة ومتمهلة للغاية على عيناها تبعها وجنتيها فشفتاها..
" سأعود انتظرينى فقط .. سأذهب ولكنى ساعود .. "
همس بكلماته بنبرة خشنة ومصممة للغاية ..

ما كاد يبتعد حتى شعر بذراعيها تلفهما حول رقبته وهى تحرك شفتيها وتهمهم بكلمات غير مفهومة .. وعيناها ما زالت مغلقة .. فقد غابت فى ثبات عميق بعد محاولاتها للاستيقاظ والبقاء معه ..
تشدق فم سيف بابتسامة وهو يفكر .. أن زوجته حتى وهى نائمة تفكر به وترفض ذهابه .. هل أصبح يشاركها أيضا فى أحلامها ...
" سيف ..لا تتركنى.. "
هذه هى الجملة الذى التقطها باذنيه وهى ما زالت نائمة وعيناها مغلقة بطفولية ...
ببط شديد ابعد ذراعيها عنه .. وقبل أن يبتعد عنها ..
طبع قبلة على بطنها الشبه منتفخة وهو يتمتم بخفوت وكأنه يحدث طفله أمامه بصرامة و أبوية
" انت اهتم بها جيدا ... ولا تؤذيها بحركتك "
ثم تابع وهو يقبل جبهت رأسها
"فقط تحلى بالصبر زوجتى العزيزة .. فأنا ساعود .."
وبصعوبة خرج من الغرفة .. بعد ان أقنع نفسه بتركها .. فلو لم تكن حاملا .. لما تركها هنا لأخذها معه بدون تفكير ...



بأعين تخباها نظارة سوداء وجسد مغطى بالسواد وقفت روز وهى تحارب نفسها بالا تصرخ بأعلى صوتها وتبكى... من كان يوما اغلى ما لديها..تقف أمام قبره الذى غطاه التراب ...
طال البعاد
وطال معه الانتظار.. للقاء لم يكن يوما محسوبا او مقدرا ..
غادرها وتركها ... هكذا قبل أن تشبع عيناها منه
قبل أن تصرخ .. و تلومه على ما فعله بها ..
عمرها الذى قضته بالانتظار .. و الخوف
خوف من ان يكون لغيرها ..
وعندما عادت .. وجدته لا هو لغيرها .. ولا حتى سيصبح لها يوما ...
ربما ما سيصبرها على هذا الفراق هى نور .. نور ثمرة زواجهما .. لكن هل ستتقبلها ابنتها ام انها ستصبح ام منبوذة من ابنتها ...
تنهدت بقوة وغصة حادة ألمت حنجرتها ومعها قلبها ..

ياسين .. كان لغزا بالنسبة لها منذ ان قابلته أول مرة ..
كان له دفئ خاص به هو .. وكم كانت تحتاج إلى هذا الدفى وهذا القرب لهذا اقتربت من دون ان تخاف او ترتجف لقربها منه ..
اقشعر بدنها و بتلقائية وجدت ذراعيها تلتف حول جسدها .. ما ان تذكرت تلك الأيام واللحظات التى عاشتها معه .. شعرت فيها و كأنها طفلة صغيرة مدللة ..شعرت معه بأنها امرأة .. لها أنوثتها .. عرفت معه كيف تكون امرأة بعيدا عن الحياة العملية وصرامة العمل ..

فلطالما قضت شبابها فى العمل وبين جدران شركة والدها التى كانت مسئولة عنها .. لم تعرف طعم للحياة حتى شاء القدر وقابلته.. أحبته .. وتزوجها .. وبدأت معه أجمل ايام عمرها
رغم أن زواجهما قد وجد معارضة من والديه .. وهى لم تخبر اى من والديها كان زواجهما سرا .. حتى علم والدها بأمر حملها .. وهو عندما وصل إليها فى يوم انجابها لنور حتى تركها .. واعتقدت لأعوام انه لا يحبها .. كرهها لأنها سبب موت طفلتهما..
هبت موجة من الهواء شديدة جعلتها تتمسك جيدا بذلك الايشارب الذى يلتف حول رقبتها .. وتعدل من وضع نظارتها السوداء ..
خرجت من باب الحديدى الكبير متوجهة حيث تصطف سيارتها ..
التفتت روز بجسدها ما ان سمعت بعض الأصوات الاتية من خلفها .. للحظات لم تهتم للمرأة الواقفة وحولها مجموعة من الأطفال يمدون أيديهم إليها .. وبجوار تلك السيدة الماءلة للسمنة فتاة شابة تحمل بين يديها قفة من الخوص معبأة بالمعجنات و الفطائر الطازجة ...

اتسعتا عينا روز ما ان علمت من تكون تلك المرأة الواقفة على بعد منها .. لكنها سرعان ما ان تشدق فمها بابتسامة ممزوجة بالحزن والسخرية ..
أبعدت ذلك الايشارب الذى كان حول رقبتها و لفته على رأسها مخفيا شعرها وراسها وساعدها أكثر على عدم تبين ملامح وجهها تلك النظارة التى كانت على عيناها ... وبخطوات متمهلة .. اقتربت من الجمع واستغلت شرود المرأة فى توزيع معجناتها للصغار ومدت يدها هى الأخرى حتى حصلت على واحدة من المعجنات ..
وبخفوت ونبرتها الناعمة قالت

" شكرا "
لم ينتبه اى من المرأة ولا تلك الشابة الصغيرة منها إلا عندما ابتعدت عنهم .. فلم تحصل المرأة إلا على رؤية ظهرها و مشيتها التى تكاد تشبه العدو بكعبها العالى ..
" حاجة هيام .. سيدتى .. لقد انتهينا من توزيع المعجنات والفطائر هل نذهب الآن "
أخرج صوت الخادمة الشابة الحاجة هيام من تاملها ونظرها الفاحص لتلك المرأة التى اختفت بلمح البصر من أمام ناظريها
وضعت الحاجة هيام يدها بتلقائية على صدرها وهى تمتم بخفوت وذعر
" بسم الله الرحمن الرحيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. هل أصبحت أتخيل وأرى الموتى "
" سيدتى .. حاجة هيام ..لقد انتهينا"
ظلت ترددها تلك الشابة بملل وهى تلاحظ شرود سيدتها
فنهرتها هيام بيديها .. وتحركا مبتعدتان من أمام المقابر الخاصة بعاءلة المنشاوي ..

وقف بجوار السيارة وهو يمسك بيده تلك العصا العاجية التى لا تفارقه .. ينتظر والدته حتى تنتهى من توزيعها لمعجانتها والتى صممت لعجنها وخبزها بنفسها .. ما ان استيقظت فجرا .. وأيضا توزيعها على الأطفال وأهل البلدة ..
" خالد باشا ... خالد باشا "
اعتدل خالد فى وقفته ووقف بشموخ ما ان اقترب منه الغفير ..
" ماذا هناك؟!"
هتف بها خالد بوجه صارم
وقف الرجل ذو الشارب الكثيف أمام سيده بخنوع وقنوط وقال بصوت خشن
" لقد علمت من أحد الساكنين فى هذا المكان .. انه كان هناك امرأة تسأل عن مقابر عائلة المنشاوى فدلها أحدهم .. اعطت لحارس المقابر بعض النقود وادخلها بعدما أخبرته انها أحد معارف العائلة .. وأيضا كانت هياتها مهندمة توحى بالثراء الفاحش "
ضيق خالد ما بين حاجبيه وقال بخشونة وصوت حاد
" اذهب واحضره إلى "
وما كانت إلا لحظات .. وإلا وقد حضر الحارس مهرولا تلبية لأوامر سيده الذى نظر إليه بقسوة .. فهتف الرجل مدافعا عن نفسه بخنوع وخوف
" أقسم سيد خالد لم ادخلها إلا عندما اخبرتنى انها على صلة بالعائلة...
ثم تابع بتبرير أكثر عن فعلته
"انا لم أتركها لحظة وكنت اراقبها وهى واقفة أمام القبر "
" وقفت أمام قبر من؟! " سأله خالد بنبرة حادة
" أمام قبر سيدى المستشار ياسين المنشاوى "
قالها الرجل وهو يحاول أن يرجو السماح من سيده
اصرفه خالد من أمامه بعد أن أمره وعنفه بنبرة حادة .. بأن الأمر إذا تكرر فهو لن يبقى عليه بل سيقوم بطرده ..
زم قبضة يده بشدة على رأس العصا القابعة بين اصابعه وهو يفكر من هى تلك المرأة التى زارت خاله ..
ابعد أفكاره تلك بسرعة عن رأسه ما ان رأى اقتراب والدته منه .. فتح لها السائق باب السيارة و جلس هو بجوارها للخلف .. وانطلق السائق بهم
لاحظ لدقائق شرود والدته ووجهها المتجهم
فسالها بقلق
" أمى هل بك شى ؟"
" لا ..انا بخير لا تقلق على .. انا كنت فقط أفكر بنور .. يجب ان نرسل إليها ما تحتاجه وألا نقطع بها .. حتى لا يظنوا أهل زوجها بأنها ليس لديها أحد بعد وفاة والدها .. وأفكر أيضا بالذهاب إليها "
أبتسم بخفوت وقال بنبرة دافئة
" لا تقلقى ... كل ما ستحتاجه نور سيصل إليها كما إننى سارسل لها بعض المال .. لن اجعلها يوما تحتاج إلى شئ فهى بمثابة أخت لى.. و سنذهب انا وانتى لزيارتها قريبا "
ربتت على قدمه بحنان وقالت بصوت حنون
" ليباركك الله يا بنى ويرزقك بالزوجة الصالحة التى تصونك وتصون اسمك .. "
قالت كلماتها بابتسامة صمتت ثم تابعت بهدوء
" عمك عنده فتيات ... البلدة بأكملها تتحاكى عن جمالهن و ادبهن. . ما رأيك ان أتحدث مع زوجة عمك عن إحدى بناتها وأنت تتحدث مع عمك أيضا "
بلع ريقه وحاول أن يكون هادئا فهو لا يرغب بزواج كهذا .. وأيضا ليس الآن عليه ان يحقق ما يريده أولا يستعيد ما سلبه خاله عزيز منهم ثم بعد ذلك يفكر فى الزواج ...
فقال بصوت هادى كتوم
" ليس الآن يا أمى .. ليس الآن .. لم يحن الوقت بعد "
حاولت والدته التكلم لكن نظراته جعلتها تصمت .. وفعلا فضلت الصمت واشاحت بوجهها ناحية نافذة السيارة شاردة مرة أخرى فيما رأته منذ قليل .. وهى تتساءل هل يعود الأموات .. هى لم تكبر لهذه الدرجة لتهلوس او ترى شيئا ليس موجودا من الأساس .. روز هل حقا ماتت ..



دلف إلى مكتبه بعد أن ذهب إلى منزله وبدل ملابسه بحلة سوداء .. تبعه ماجد ما ان رآه يدلف إلى المكتب
"هل فعلت ما طلبته منك؟! "
سأل سيف بسرعة ما ان شعر باقتراب ماجد منه
" نعم أنهم بالخارج .. لقد اخترتهم بعناية فائقة لا تقلق "
اجابه ماجد بعملية
" حسنا اجعلهم يدخلون "
أمره سيف بنبرة حادة
بعد لحظات دخل أربعة من الرجال .. أن كان حقا يمكن وصفهم بالرجال بل كانوا عبارة عن أربعة من الثيران .. او يمكن القول أربعة من الفحول .. كل واحدا منهم يقول لا يوجد من هو أقوى وأطول منى .. من ينظر إليهم يعتقد انه قزم أمامهم .. جسد رياضى مبنى بمهارة عضلات بارزة بقوة ..
لكنه رغم ذلك وقف أمامهم بشموخ وتكبر ولم يهتز قيد أنملة لوقوفهم هكذا أمامه فهو لم يكن يوما قزما فقد ورث طوله الفارع عن والده وجسده الرياضى الذى حرص جده منذ نعومة أظافره ان يبنيه له .. فجده رباه بعناية واهتمام
وقال بنبرة خشنة حادة ..
" انا لا أريد مجرد أجساد فارهة وعقول لا تعى شئ انا أريد رجالا يعرفون التصرف جيدا إذا حدث اى شئ خطير .. فأنا لن أسمح أن تمس منها شعرة .. "
نظر أقصر الرجال قليلا إلى سيف وهو يقول بنبرة عالية مخترقا الحديث الذى كان سيدور بين سيف وماجد
" سيدى نحن لن نخذلك لا تقلق السيدة تحت رعايتنا ولن تمس بسوء طالما نحن معها "
رفع سيف إحدى حاجبيه باستهجان من نبرة الرجل وقال بسخرية
" انا لا أريد مجرد كلاما انا أريد فعلا معه .. والوقت سيثبت قولك هذا "
قال سيف كلماته بغرور وتكبر واضح ثم استدار بجسده معطيا الرجال الأربعة ظهره ..
فصرف ماجد الرجال بنظرة آمرة لا تقبل جدلا
" سيف لقد تأكدت من كل شئ واخترتهم بعناية "
قالها ماجد بتأكيد
" حسنا .. يجب ان اذهب انا الآن .. ستهتم بكل شى كما أخبرتك .. واروى وطفلى تحت رعايتك فهما ما يخص أخاك "
فرد مالك بتشجيع وهو يربت على كتفه
"هما فى عيناى لا تقلق "



هبت من نومها هلعة وهى تبحث بعيناها عنه .. لقد ذهب وتركها .. لا تعلم لماذا تشعر بانقباضة فى صدرها .. انها خائفة من ذهابه ..
وضعت إحدى يديها على بطنها وأخرى على وجهها وهى تحاول كتم دموعها ..
لقد ذهب من دون أن يقيظها ويخبرها انه يحبها .. لا هى لن تكتفى بكلمة حب منه .. هى تريده عاشقا لها بجنون .. هى تريده لها بكل كيانه ... تريد حبيبها و زوجها بقربها .. لا تريده ان يبتعد عنها .. تريده بجوارها و ان تمسك بيديه وتتدلل عليه
.. تريده ان يقبلها ويسحقها بجسده فى كل وقت ولحظة .. لا تريده ان يبتعد .. هى تحتاج قربه منها أكثر مما تحتاج اى شئ ..
خرجت من أفكارها على صوت دقات على الباب تبعها دخول والدتها
التى قالت بوجه يعبر عن فرحتها للمصالحة التى تمت بين ابنتها وزوجها فى خلال الليلتان التى قضاهما فى منزل عمته
" صباح الخير يا نور عينى والدتك "
همست اروى بخفوت وهى تغطى جسدها العارى بملاءة السرير بعد ليلة محمومة بينها وبين سيف ليلة أمس .. ووجنتبها محمران خجلا .
" صباح الخير "
تابعت والدتها كلامها قائلة بهدوء
" ريم تنتظرك فى الأسفل .."
فنطقت اروى بدهشة وتساؤل
" ريم .. ماذا هناك؟!. . ارجو أن تكون الأمور بخير "
" حسنا استحمى حالما أنتهى من تحضير الفطور لكما .. "
قالت والدتها كلماتها ثم خرجت من الغرفة
ابتعدت أروى من السرير و تناولت من على الأرض قميصها الذى كانت ترتديه ليلة أمس ... ارتدته ودلفت إلى الحمام ..
انزلقت فى حوض الاستحمام .. وهى تفكر بشرود عن سبب انقباض قلبها وصدرها إلى تلك الدرجة ...
...
بعد فطور دسم أعدته السيدة فريدة لكلا من أروى وريم .. وجلوس الفتاتان كلا منهما شاردة و صامتة وتناولا القليل من الطعام ... انتهيا من تناوله ... وجلسا على الطاولة التى توجد فى الحديقة الخلفية لمنزل أروى...
راقبت اروى التوتر الظاهر على وجه ريم .. وعيناها التى تحاول أن تحدانها عنها .. بالإضافة إلى شحوب وجهها
" ريم ماذا بك؟! "
سألتها اروى بحنان ودف
مررت ريم أصابع يدها المرتعشة على وجهها وهى تقول بصوت مكتوم من البكاء واعين دامعة
" لست بخير .. لم انم ليلة امس .. أشعر إننى اختنق.. حتى إننى لم اذهب إلى المشفى .. حتى عملى الذى كان كل شئ بالنسبة لى أصبحت اهمله.. ما ان رايت ان الوقت سامح بأن أتى إليك .. حتى ارتديت ملابسى واتيت إليك "
اقتربت منها اروى وربتت على ظهرها وهى تحثها على الكلام ..
بدأت ريم تقص على اروى وتخبرها بما حدث من بداية تحاليل الحمل التى كانت تجريها إلى ما حدث بينها وبين مالك ليلة امس على أمل ان ترشدها صديقتها إلى الصواب ...
" ريم اخطاتى بردة فعلك .. وأيضا كان يجب عليكى ان تخبريه بما تعانيه .. وليس ان تصمتى وتكتمى ما تفعلين بعيدا عنه .. "
انبتها اروى بشئ من الشدة لكنها أيضا لم تقسو
" اخطاتى بابتعادك .. وانزواك عن نفسك بعيدا عنه .. اخطاتى عندما لم تخبريه بما تشعريه "
" لم أخطأ .. هتفت بها ريم بمكابرة
وتابعت وهى تخفض رأسها بحزن
" كان يجب ان يشعر بى ويبتعد لو كان يحبنى حقا مثلما يقول .. لما حاول الضغط على اعصابى وانا أخبره إننى متعبة "
صمتت اروى وهى تراقب تعبير وجه ريم الذى يغلب عليه الحزن والضيق .. فصديقتها تائهة.. لا تعلم ما الذى يجعل حياتها تعيسة لهذه الدرجة .. رغم أن مالك يعشقها .. ولو استطاع أن يحضر لها نجمة من السماء لفعل .. لكن ريم لا تفهم .. ريم ما زالت تعيش على أحزانها وتعاستها السابقة ... ريم خائفة ان تفرح ... خائفة ان تحب ... واكثر من كل هذا خائفة من ان تحتاج .. أن تحتاج لمالك .. خائفة ان تخبره أنها تحبه تحتاج إلى يده لتربت عليها فقط .. أن يستمع وهى تثرثر وتتحدث من دون خوف .. من ان يكون كلامها صلبا او قاسيا كما كان يخبرها أصدقائها سابقا .. ما زالت تجاربها السابقة تنغص عليها حياتها .. تجعلها خائفة من إصدار اى ردة فعل .. فى مقابل هذا هى تريد أن يفهم زوجها انها مريضة او متعبة كما تقول من دون حتى ان تنطق ..
اتسعت عينا اروى وهى تستمع لهلوسات صديقتها وكلامها الذى لا يعبر إلا عن جنونها
" يا ليتنى لم أتزوج .. يا ليتنى كنت رفضت هذا الزواج بكل ما أستطيع من قوة .. لو لم اتزوجه لما عشت تعيسة الآن هكذا .. أبحث عن إرضاء الجميع .. لما عشت مع حمى لا تريدنى ولا تطيق رؤيتى. . ولا مع زوج يريد أن يحصل على أكثر مما أستطيع أن أعطيه له ..
هتفت بها ريم وكأنها حيوان جريح يأن من الألم
" يا ليت .. كلمة لا تفيد لا أستطيع أن أعيد بها حلقة الماضى .. لا أستطيع بها ان أعيش وحيدة .. وأرجع لعالمى الذى كنت انا به فقط .. لا أحد يطلب .. ولا أحد يريد فقط اعيش لنفسى .. "
اقتربت اروى منها أكثر وهى تقول بحشرجة
" ريم .. ما هذا الذى تقولينه .. هل مالك معك سى إلى هذه الدرجة .. اخبرينى ..
ثم إدارتها بيديها مجبرة ريم للنظر
" ثم اخبرينى من قال انك تعيشين لنفسك ما هذا الكلام .. وخير دليل هو انك نسيتى جرحك وصدمتك بعدم حملك وذهبتى إلى نور .. هل هذا تسمينه نفس ووحدة .. "
اجهشت ريم بالبكاء وهى تقول بصوت مبحوح
" هو ليس سىء .. لكن انا من لا أستحقه .. طيبته وتسامحه معى .. تجعلنى خائفة. . خائفة من ان اقترب منه .. وبعد ذلك يتركنى. . وحينها لن أتحمل فراقه .. "
ضمتها اروى إلى صدرها وتترك العنان لدموع صديقتها للسقوط .. و ريم مستمرة بالبوح بكل ما يضيق بها صدرها .. ما يجعلها حزينة ومتالمة
" ما المنى أكثر هو معرفتى بعدم حملى .. خائفة من الا أستطيع أن أنجب له .. وحينها هو سيتركنى. . لن يبقى على ..."
" مجنونة .. ما هذا الذى تقولينه مالك لن يتركك يوما لسبب تافه كهذا "
نهرتها اروى بقوة ثم تابعت بنبرة حانية هادئة
" عليك فقط ان تتصالحى مع نفسك أولا .. عليك أن تخبريه انك تحبينه مثلما يحبك .. خذى إجازة من المشفى .. و لا تقلقى من هذا سأتحدث انا مع ماهر بنفسى وساخبره بأمر الاجازة .. وانتى اذهبى إلى منزلك .. اظهرى اهتمامك به .. اخبريه انك تحبينه .. اعدى ما يحبه .. وهو طالما وجد كل هذا منك.. لن يفكر يوما بتركك .. لكن طريقتك هذه ستخبره انك لا تريدنه وحينها ستتغلب عزة نفسه على حبه لك .. و سيتركك.. احبيه. . احبيه يا ريم بلا عقد .. "
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السابع



look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
  26-11-2021 02:06 صباحاً   [33]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل السابع



صعد درجات السلم الواسعة لذلك المبنى .. و على وجهه ابتسامة واسعة .. فقد استطاع معرفة مكان عملها الجديد ...
ضغط باصبع سبابته على زر الجرس الموجود بجوار الباب .. وانتظر ان يفتح أحد له ذلك الباب ..
وقف لثوانى بقلة صبر .. وبدأ يغتنم الفرصة ويعدل من هياته ومن وضع تلك الزهرة الصفراء التى وضعها منذ قليل ما ان عرف من ماجد مكانها ... فلم يتمهل وركض إلى العنوان الذى أعلمه به ماجد ..
هذه أول خطوة ليقتحم قشرتها ويخرجها منها .. سيكونا مجرد صديقين .. هذا ما تعتقده هى لكن هو لا .. لن يكون صديق مع المرأة التى أحبها منذ زمن ..

بعد ثوانى من موجة تفكيره العميقة وجد الباب يفتح وتطل عليه دينا .. ب ...
صمت بداخله وهو يحاول ان يستجمع بعض الكلمات او التعبيرات ليصف من تقف أمامه .. خانته ألفاظه وخانته لغته الفصحى ولم يستطع أن يجد لفظا ليصفها به .. فهى تقف قبالته وكانها شاب مراهق فى السادسة عشر من عمره .. من دون ذلك الكعب العالى الذى كان يجعلها تصل إلى كتفه بشق الانفس ان كان الكعب عاليا جدا ... بل حافية القدمين ..
بنطال جينز واسع مهلل يظهر عليه القدم... يزداد اتساعا ما بعد الركبة بقليل .. مقطع عند الركبة وعند وركيها بخربشات بسيطة كخربشات القطة .. يظهر بشرة سمراء .. وعليها قطرات ربما من الدهان او الألوان

ارتفع برأسه ينظر اليها بتفحص أكثر وعيناه تستقران على جسدها من فوق .. ترتدى تى شيرتا لا يختلف حاله عن البنطال .. فى تلطخه بنفس الألوان او الدهان ..
أبتسم وهو يحاول كتم ضحكته ما ان وصل لرأسها .. وهو يرى شكل وجهها .. وشعرها الذى تلفه بايشارب ذو ألوان ترجع إلى زمن والدته .. او جدته ربما
" أسامة "
نطقت بها دينا بصوت مبحوح وارتباك ما ان رأته أمامها
" نعم .. كيف حالك ؟!.. يا صديقتى "
نطقها باستمتاع وهو يراقب تعابير وجهها المصدومة والمرتبكة فى وقت واحد ..
بلعت ريقها .. وردت بخفوت
" بخير .. "

" الن تدعينى للدخول .. لمشاهدة مشروعك الجديد " سألها مراوغا
" نعم بالطبع .. تفضل "
تبعت كلامها و افسحت له المجال للدخول ..
تجول بعيناه فى أرجاء الشقة و رائحة الدهانات تملى هواءها..
ما كاد يلتفت إليها .. حتى سمع ورأى ما جعله يفرغ فاها و يتربص فى مكانه من الصدمة .. وكأن اليوم هو يوم الصدمات بالنسبة له ..
" دينا .. لقد أحضرت لك كوب عصير طازج رائع "
قالتها السيدة نوال غافلة عن الواقف على بعد منها فاغر الفاه
" شكرا لك "

قالتها دينا وهى مندهشا من تعابير وجه أسامة التى تكاد تشبه الصدمة ..
واستانفت بهدوء وهى توجه نظرها إلى أسامة .. فجعلت السيدة نوال تنتبه إليه أيضا .. واتسعت عيناها ما ان رأت ابنها يقف أمامها
ومن دون أن تلاحظ نظرات كلا من الام وابنها بدأت بتعريف كلا منهما للآخر ..
" السيدة نوال شريكتى فى العمل .. السيد اسامة .. صمتت لثوانى وهى لا تعرف ما هى الكلمة المناسبة لكى تصف بها علاقتهما ..
فقالت بخفوت
" السيد أسامة صديق قديم "
نظر إليها بوحشية ووجه متجهم .. وقال هو يضغط على أسنانه وكأنه يكتم به غيظه ... أولا من اكتشافه لوجود والدته بالقرب من دينا .. لا بل وأكثر من هذا وشريكتها فى العمل أيضا .. وهو أحمق .. لكن هل تعلم دينا بأنها والدته ..
أحمق .. أحمق .. غبى. . وكيف ستعلم وهى تقوم بتعريفهما لبعضهما هكذا .. هناك شئ كان يحدث فى الخفاء ومن وراء ظهره وهو سيعرفه..
" أهلا سيدة نوال "
قالها بغموض وسخرية وهو يتناول إحدى يديها طابعا قبلة طويلة عليها .

" أهلا بنى "
ردت نوال بتننحنوح وهى تحاول بلع ريقها
بعد هذا اللقاء الغير متوقع بين الام وابنها .. جلس أسامة على أحد الكراسى البلاستيكية الموجودة فى الشقة .. وهو لا يكف عن نعت نفسه بالاحمق والغبى لعدم معرفته بلعب والدته فى الخفاء بعيدا عنه .. ومساعدته لها .. بالإضافة لاستخدامها له بكل سهولة .. لكن ... كيف والدته تعلم بأمر دينا هل تعلم بأنه يحبها .. كيف ؟!.. ومتى ؟..
خرجت من بين أسنانه شتيمة بذيئة .. لكنه سرعان ما ابعد كل هذا عن رأسه ونظر إلى الجالسة قبالته
و دينا تجلس قبالته بنفس توترها ... وتنظر إليه وهى تحاول رسم ابتسامة على ثغرها لكنها فى كل مرة تفشل ..

فقرر هو ان يكسر هذا الصمت بينهما قائلا بهدوء رغم ملامحه المتجهمة
" مبارك .. لك عملك .. لكن ألم يكن انا الأولى بهذه الشراكة معك .. ألسنا أصدقاء "
نطقها لاستفزازها لتحاول فقط إنكار علاقتهما ببعضهما
بلعت ريقها وقالت بتوتر
" نعم بالطبع .. لكن .. كان الأمر فقط مفاجأة .. ماجد هو من شجعنى على هذا هو والسيدة نوال "
ارتفع إحدى حاجبيه بغضب وقال بصوت مكتوم
" ماجد! ... وسأل بهدوء .. كيف تعرفتى على السيدة نوال "
" تعرفت عليها من خلال ماجد "
" ماجد !" قالها من بين أسنانه

قاطع حديثهم دخول السيدة نوال وهى تحمل كوب من العصير وناولته لأسامة الذى لم يكف عن التحديق بها بنظرات غريبة ..
" شكرا لك سيدة نوال "
قالها أسامة بغموض
" لا شكر على واجب ... بنى "
قالها نوال بسرعة وهى تمسك بين يديها حقيبتها و تابعت بسرعة
" سارتككما .. مع بعضكما. . وأذهب فأنا مشغولة للغاية .. إلى اللقاء "
قالتها وخرجت من الغرفة وكأنها تحاول الهرب من شئ ما ..
" تحبينها "

سألها ماجد ما ان لاحظ ابتسامتها الحقيقة على وجهها بدون زيف وهى تراقب حركات والدته المشابهة لحركات الأطفال و خروجها من الغرفة ..
" نعم كثيرا .. انها امرأة رائعة ساعدتنى كثيرا .. ووقفت بجوارى وكأنها والدتى .."
قالتها دينا بعفوية ..
" و ماذا عنى؟! .. هل تحبينى؟"
خرج سواله هو الآخر عفويا وهو غارق فى لون عيناها اللتان تلمعان بسعادة .. وهو يحاول بلع ريقه .. و التماسك فى مكانه .. وعدم الركض إليها و التقاط شفتاها .. يريد أن ينسى معها كل أيامه ولياليه .. وسنواته التى قضاها بعيدا عنها .. يعيد ابتسامتها الدائمة .. و يحى مجدهما القديم من العشق ..
رفعت نظرها إليها وهى تحارب رغباتها المكبوتة لسنوات بداخلها وهى بعيدة عنه التى تتاكلها كما تتأكل النار قطع الخشب ..

صراع مع نفسها ومع حبها .. هل تذهب إليه وتخبره انه تبا لصداقتهما المزعومة تلك .. فهى لن تكون له مجرد صديقة .. وهكذا ستثبت ضعفها .. ضعفها الذى حاولت اخفاءه منذ زمن .. وكبرياءها سيذهب إدراج الرياح ما ان يلمسها بيديه ...
لكنها نطقت بكبرياء وثبات بعد صراعها مع ذاتها وربما مع قلبها وعقلها وفى النهاية انتصر العقل على القلب
" نحن .. مجرد أصدقاء "
" حقا .. ارجو ان نستمر هكذا دائما.. يا زهرتى "
قالها بسخرية .. وهو يشعر بصراعها وكبرياءها الذى سيجعله يعانى ولعة الإنتظار .. حتى تخبره أنها تحبه ..
ابتعد عن كرسيه .. وبحركة منمقة وكأنه أحد الأمراء .. سحب من جيب سترته عند صدره تلك الزهرة الصفراء ومدها إليها .. و بنبرة حانية قال
" أجمل زهرة .. لمن خطفت قلبى وتربعت به منذ زمن "
رفرفت باهدابها وتناولت زهرته الصفراء .. بأصابع مرتعشة .. وقلب يكاد يسقط حيث قدميها من شدة حركته وخفقانه ...
قائلة بثبات
" نعم .. فنحن أصدقاء "

أخذت الغرفة ذهابا وايابا من شدة توترها .. كيف تفعل ما أخبرتها به اروى ؟.. كيف؟!..
لقد أعدت أشهى الأطباق التى تجيد صنعها وها هى تنتظره بشغف .. ولكن كيف تنفذ بقية الخطة ..
وبخطوات وءيدة و مرتبكة اقتربت من خزانة الملابس .. أخرجت فستان من التول الأحمر قصير .. ارتدته .. ووقفت مبهورة بشكلها أمام المرآة ... هل حقا تحمل هذا الجمال خلف ملابسها الواسعة ..
للحظة فكرت فى التراجع وإبعاد ذلك الثوب عنها ..
لكنها سرعان ما تذكرت كلمات اروى لها
"اقتربى منه لأنك تحبينه .. وليس لأنك تريدين طفلا .. اتركى نفسك لحبه .. الحب رزق .. وانتى رزقتى بحبه لك"
رددت ريم جملة اروى لها بأعين تلتمع من الإثارة
" الحب رزق .. وأنا قد رزقت حبه .. هو لى وأنا لن أتركه "
صممت بداخلها .. رغم خوفها .. لكنها ازاحته جانبا ..
انتظرته لساعات .. لكنه لم ياتى رغم انه لا يتأخر فى عمله كل هذه المدة .. شعرت بنغزة قوية فى قلبها .. ما ان فكرت بأنه قد يهملها... ولا يشتاق لها كما كان يفعل كل ليلة ..
جلست على حافة السرير تنتظره بتاهب .. حتى سمعت صوت إدارة مقبض الباب .. ملأت صدرها من رائحته العبقة التى ملأت الغرفة ما ان دلف إليها ..
تحركت مبتعدة عن السرير واقتربت منه مسرعة .. لكنه كان يشيح بنظره بعيدا عنها ..
يحاول أن يهرب بنظره لكى لا ينظر اليها .. ابتعد عنها وكأنها شى منبوذ .. وكم ألمها قلبها فى تلك اللحظة ..
لكنها لن تستسلم يجب ان تعيد زوجها إليها فهو يحبها .. اقتربت منه وهو يقف أمام الخزانة و قالت بهمس مغرى وهى تحتصنه من الخلف
" مالك .. آسفة .. سامح ذلاتى.. سامح حماقتى "
ابعدها عنه بفتور وكأنه يعيد الضربة إليها ... وما فعلته به ليلة امس .. نغزة ألمت قلبها بقوة .. وامتلأت عيناها بالدموع ..
وهى تراقب دلفه إلى الحمام .. بعد ان ألقى عليها نظرة كسرت قلبها ... بينما تنظر هى إليه بعطف تستجدى حبه ان يسامحها على خطاها ..
...
ضرب بقبضة يده على أحد حوائط غرفة الحمام .. وهو يحاول أن يطفئ تلك النار إلى تاججت فى صدره ما ان اقتربت منه ..
انه يحبها .. قلبه لا يستطيع ان يفعل شئ غير ان يسامحها على ما فعلت .. هو بالفعل لم يكن سيخاصمها مدة طويلة .. ولكنه أراد أن يضع حدا لمعاملتها له بتلك الطريقة ..
رغم كبرياءها إلا نظرتها طفولية و بريئة للغاية .. يجعله يتمنى أن يمسح آثار الحزن بعيدا عن عيناها .. و يسحق من يجعلها تحزن .. حتى ليلة امس .. تمنى فيها لو تحدث معها .. تمنى لو تفتح قلبها له كما هو يفعل ويخبرها انه يعشقها ..
يتمنى أن يتوحد قلبيهما.. فقد زاب قلبه بحبها منذ راءها أول مرة ..
خرج من الحمام بهدوء .. وهو يراقب غلالتها المثيرة أمامه بثوبها الأحمر .. هل حقا فعلت هذا من أجله فقط؟ .. ام من أجل غرض ما؟! .. أن اقترب .. وبعد ذلك هى ابعدته عنها حينها لن يتحمل ..
رفعت رأسها إليه وهى تحاول رسم ابتسامة على وجهها رغم غمامة الدموع التى حجبت عنه لون عيناها الزرقاء ..
عيناها كالبحر يجعله يتمنى ان يغوص بين أسراره ..
راقب مالك اهتزازة شفتيها وهى تحاول الكلام
فقال بصوت حاد ونبرة غليظة بعيدة تماما عن تلك النبرة الحانية التى كان يتحدث بها معها .. وحاجبه يرتفع
" ليس كل ما يقدم إلينا .. نستطيع القبول به .. "
تحطم قلبها من نبرته.. لقد عرضت نفسها أمامه وها هو يرفضها .. يرد إليها الضربة بضربة أشد ..
لكنها لم تكن تعلم انه يتألم أكثر منها من قسوته تلك عليها .. لكنها من اجبرته.. هى من ابعدته ..
وجهها أحمر غضبا وخجلا وربما أيضا انزعاجا من كلماته .. تحركت مبتعدة عن السرير واشاحت بوجهها بعيدا عنه وهى تقف أمام الخزانة .. تخرج شئ يستر جسدها أفضل من ذلك الثوب الذى لم يظهرها أمامه غير بمظهر الرخيصة ..
احتقن وجهه غضبا وهو يرى انسحابها السريع من أمامه .. وكأنه لا يستحق أن تحاول من أجله مرة واثنان وثلاثة .. وربما عشرة ان لزم الأمر .. فما أن قال لا حتى ابتعدت
" هكذا .. وبهذه السرعة. تبتعدين وتملين منى ما ان قلت لك لا حتى ابتعدتى... ألا أستحق أن تحاولى مرة أخرى .. فأنا لست جبلا .. يا جميلتى "
نظرت إليه بحيرة و همست برنة ناعمة لا تخلو من الامتعاض
" انا لا افهمك"
.. فضحك بقوة
وقال بنبرة متلاعبة
" هل أصبحت لفزا بالنسبة لك يا جميلة ..
صمت للحظات فشعرت بأن الهواء بينهما أصبح ثقيلا للغاية ..
وتابع بحزن وهمس
" حتى انا لم أعد افهم نفسى ..
أعطاها ظهره وهو يقول بنبرة جادة ..
" ضعى ما بين يديك فى مكانه وتعالى ..فلا داعى لتغير ما ترتديه .. فالاحمر يناسبنى... فلطالما كان يناسبنى بجنونه ولهيبه "
و بآلية وضعت ما كان بين يديها فى مكانه .. واقتربت منه حتى وقفت أمام السرير
فرد جسده على السرير و همس بصوت اجش واغراء
" تعالى لتكتشفينى يا صغيرة .. ام انك تراجعتى عن مخططك "
لثانية قررت التراجع .. لكنها ما ان تذكرت كلمات اروى
" الحب رزق .. فلا تخسرى حبه .. "
حتى تقدمت وألقت بخجلها جانبا .. نامت بجواره على السرير وما ان بدأت تميل عليه وتقرب شفتاها منه ..
حتى وضع يده على كتفيها واعادها مكانها ومال هو على جسدها ووجهه بالقرب من وجهها .. شعرت بالحرارة من تنفسه وقربه هذا منها ..
قائلا بمكر وهو يمرر يده على صفحة وجهها
" ليس بهذه الطريقة .. ستكتشفين واكتشفك لكن بطريقة أخرى مختلفة عن هذا .. سنتحدث بالفم هذه المرة .. هيا يا ريمو اخبرينى بأول اكاذيبك ... "
قالها وهو يمرر ابهامه على فمها المكتنز...
همست بحرج وتوتر
" انا لا أكذب "
" هل انتى متأكدة " سألها مشككا
فهزت رأسها بنعم ..
أبتسم بخفوت وقال بنفس نبرته المتلاعبة
" حسنا حان دورى .. لتسالينى واخبرك بأول اكاذيبى ... رغم إننى لا أتذكر متى "
قالها بمداعبة
.. وهو يبتسم لها ابتسامته الساحرة التى جعلتها تبلع ريقها بتوتر من قربه هذا .. ويتجمد الدم فى عروقها. . من أسئلته .. هل ربما علم بمحاولاتها المضنية لتكون حاملا؟! .. هل علم باى شئ؟! ...
خرجت من شرودها على همساته وهو يقول بخفوت
" لماذا صمتى؟! .. هل انتى خائفة؟! "
وكأنه شعر بما تخفيه .. ولكنها نطقت بتردد وخجل
" هل تحبنى؟!.. هل ما زلت منزعج منى لما فعلته ليلة امس .. "
هز رأسه ورغما عن إرادته نطق
" لن انزعج ان اخبرتينى.. ما حدث لك ليلة امس "
حاولت التملص من سؤاله فهى لا تريد لحديثهم ان يصل إلى ذلك الاتجاه .. ستمحى كل ما حدث لها حتى الأمس بماء من نار .. ولن تتذكره فهى تريد أن تبدأ بداية جديدة معه هو ... ومع حبه .. فهو رزقها ... وهى لن تتركه ..
همست قرب أذنيه وهى تلف ذراعيها حول رقبته تقربه إليها أكثر ..
"هل ما زلت تريدنى "
رد عليها بصوت مبحوح ومحموم عشقا
" مهما فعلتى بى سيظل مالك يريد ريم بنفس الدرجة و نفس الولع "
وتبع كلامه بقبلة الهبته والهبت جسدها معه ..
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الثامن

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 16 < 1 8 9 10 11 12 13 14 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،












الساعة الآن 11:45 PM