رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الخامس( وعشقها ذو القلب المتبلد ) لم يحتمل فكرة أنه تجرأ بمهاجمة قصره ليعتدي بالضرب علي أخيه بوجوده ولمنزله، هبط للأسفل مسرعاً والغضب قد أسره بنجاح ليزيد من أغلاله حينما رأه يكيل الضربات لأخيه ولجواره يقف "يامن" يتأمل ما يحدث ببرود...أسرع بخطاه ليجذبه بقوة أمام عيناه_داخل بيتي وبتتهاجم علي أخويا!، أيه البجاحة دي!تركه "جان" ليقف أمام "ريان" ساخراً من تعليقه السخيف فكيف كان سيتصرف بعدما علم بما فعله هذا الحقير...نهض "إياد" عن الأريكة، يفرك وجهه بيديه من شدة اللكمات التي تلاقها علي يديه ليتطلع له بحقداً دافين والأخر يقف بمواجهة ريان قائلاً بحدة_لا بجد هو دا اللي يهمك!... إني إخترقت سور قصرك العظيم؟!...ثم أكمل بغضب مميت_ومهمكش اللي الحيوان دا عمله مع أختي!...ضيق "ريان" عيناه بأستغراب من حديثه ليسترسل حديثه بصوتٍ مرتفع للغاية _أنا حذرتك قبل كدا بس المرادي فيها رقبة أخوك عشان يبقي يفكر ألف مرة قبل ما يقربلها...بدأت كلماته تتضح بالشكوك لريان عما حدث ليصعق لمجرد التفكير بأن أخيه تدني لهذا المستوى!، تركه "جان" وغادر بغضب ليلحق به "يامن" بعدما شيح الأخير بنظرة تعني بهلاكه...إرتجف قلبه خوفاً لعلمه بشخصية أخيه المعقدة فقال بأرتباك_متصدقهوش يا "ريان" دا بيقول كدا عشان يبرر اللي عا...بترت كلماته حينما صرخ به بغضب جامح_إخرس...أنا عارف دماغك مودياك علي فين فمفيش داعي للكدب والحوارات بتاعتك لأني خلاص مليت منها...إمتعضت ملامحه للضيق فقال دون أن يعي بما يتفوهه_مش هتكون للزفت دا، هخرب حياتها بأيدي واللي فشلت فيه هحاول أعمله ألف مرة لحد ما تبوس رجلي عشان أتجوزها...تحاولت ملامح "ريان" للصدمة مما يستمع إليه ليهوي علي وجهها بصفعة قوية ثم أشار بيديه علي باب القصر _أطلع بره...أشاح بيديه المحتضنة بوجهه بألم ليتطلع له بعدم تصديق فأعاد الأخر كلماته حتي يؤكد حدثه بما إستمع إليه _غور من هنا ومترجعش البيت دا تاااني...كان بغرفته بالأعلى حينما إستمع لصوت الشجار بين أشقائه فهبط مسرعاً للأسفل ليرى ماذا فعل "إياد" هذة المرة !...ذُهل حينما وجد "ريان" يطرده للخارج فأسرع ليقف حائل بينهما قائلاً بدهشة_أيه اللي بتقوله دا يا "ريان"!..لم يعبئ لكلمات "مروان" ودفشه بقوة قائلا بتحذير_متتدخلش يا "مروان"، أنا لا يمكن أسمح للكلب دا أنه يفضل في بيتي أكتر من كداا...إستقام "إياد" بوقفته بعدما كاد بالسقوط علي أثر دفعته القوة ليتطلع له بسخرية_بيتك!...قطع "ريان" الخطي المنفصلة بينهما قائلاً بتحدي_عندك شك بكلامي!...أجابه ببسمة غامضة_لا طبعاً طول مأنت واخد أبوك تحت جناحك مش هيكون في أي شك بأي كلام تقوله...وخرج "إياد" من القصر بأكمله ليتابعه "ريان" بنظرات عميقة فكل مجهوداته التي بذلها لتغيره بائت بالفشل!...وقف يتأمل إبتعاد خط سير سيارته بعدما تركت علامة على الأرض كتعبير عن غضبه المفجعز، إنسحبت "سارة" للأعلى بملامح متهجمة بعدما رأت قاتل أخيها يقف أمامها وهي عاجزة عن الحركة أو حتى علي القصاص منه حالياً ولكنها إحتضنت ذاتها لتمنحها الصبر لكي تسنح لها الفرصة بذلك...إنتهي عرض الCD وإنتهت معه كلمات "طلعت" التى حركت جزءاً كبيراً من القلوب بأجساد كلاً منهم، أغلق "مراد" الحاسوب ثم تطلع لمن يجلس أمامه بهدوء ومعالم ثابتة لا تنم عن شيء، حتي قرر الحديث بعد فترة من الصمت_والمفروض أني أصدق أن الفيديو دا خالاك ملاك بجناحين؟!...إبتسم بتهكم علي حديثه الساخر ليسترسل "رحيم" حديثه_معتقدش أنك مكنتش عارف الحقيقة او علي الأقل لو كنت عايز تعرفها كنت هتدي لنفسك فرصة البحث ورا اللقيط ولا أيه!...تلاشت بسمته تدريجياً لتغمر وجهه سحابة من الحزن فقال بثبات_صعب نلوم الماضي وأفعالنا اللي أخدناها بس اللي أعرفه ان مستقبله بيكون في أيدك ودا اللي أنا بحاول أعمله...كاد رحيم بأن يتحدث فقاطعه الجوكر قائلاً بلهجة إحتلها الصدق _منكرش أني ظلمتك أو كنت بداية لطريق لسه انت ماشي فيه لحد دلوقتي ويمكن لو كنت عرفت في وقتها الحقيقة كاملة مكنتش هكون مؤيد ليك والعداء بينا هيكون اكبر من كدا...تطلع له بأستغراب فحديثه يعاكس بعضه!، أكمل الجوكر بحزن_متستغربش الوجع اللي كنت شايفه بعيون أمي كان كافيل يخليني أكرهك أنت ووالدتك العمر كله، ظهور الحقيقة بالوقت دا بالنسبالي مناسب وندمي شيء طبيعي لكن تقبلك دا اللي مش طبيعي عشان كدا أنا مطلبتش منك تسامحني انا لما أنقذتك أنقذتك عشان حسيت ولا أول مرة أن أخويا "رحيم" موجود فيك أنت...ونهض عن المقعد المقابل له مستكملاً حديثه _أنت عارف أني مش ضعيف عشان أهرب من عدائي ليك بس صدقني أنا مش هكون في صفوف الاعداء ولا المقربين أنا بمكانة أنت اللي هتحددها...وتركه وتوجه لغرفته ليحذم أغراضه للعودة لمصر، إحتضن "رحيم" وجهه بيديه في محاولة لكبح مشاعره ليوقف الحرب المشتعلة بين ذاته ما بين خيراً يريد الصفح له عما فعله وما بين شراً يتوعد له بالهلاك!...بقصر السيدة "عظيمة"...فتح "آدم" عيناه بأنزعاج من طرقات باب غرفته العالية، فجذب قميصه ليرتديه بأهمال محاولاً فتح عيناه التي تشتاق لرحاب نوماً هنيء، فتح باب غرفته فرأها أمامه بضحكتها الواسعة ليستقيم بوقفته بفزع _أنتِ!...أجابته "سما" بغرور_صباحك لبن..لوي فمه بتقزز_لبن!، ثم رفع صوته بغضب_نعم عايزة أيه علي الصبح؟!...ولجت للداخل لتجلس علي أحد المقاعد واضحة قدماً فوق الأخري لتضع حقيبتها الضخمة علي قدميها بغرور والأخر يتطلع لها بصدمة فكاد بأغلاق الباب ليلحق بها فصرخت بصوتٍ مرتفع أصيب جسده بصراع_متقفلش الباب وأحنا لوحدينا ياض...سحب يديه من علي الباب ليقف أمامه بغضب مميت_ياض!، أنتِ بتجيبي الألفاظ البيئة دي منين؟...عدلت من خمارها الفضفاض ببسمة واسعة وكأنه ألقي علي مسماعها مدحاً عظيم_من تلقاء نفسي وعهد الله.مرر يديه علي وجهه الأبيض الذي إنغمس بحمرة شديدة من فرط ضغط يده عليه ليخرج صوته الذي يكاد يتحكم بهدوئه_ندخل في المهم...أجابته بغرور وهي تدفع نظاراتها أمام عيناها _وفي أحسن منه!...شدد علي قبضته ليكمل حديثه بأضطراب نفسي من تلك الفتاة _أيه اللي جابك لأوضتي؟...نهضت عن مقعدها لتقف أمامه ببسمة عارمة لتبدأ بأستخدام يديه للشرح له كأنه أصم_إمبارح وأنا في الجامعة بهزر مع واحدة صاحبتي عادي جداً وبمنتهي البراءة وأ...قاطعها بسخرية_أنتِ وبراءة!... من أي جهة دا؟!...رمقته بغضب فأشار لها بأن تستكمل حديثها فعادت لنفس البسمة التي تساعدها علي الحديث_فجيه خطيبها يأخدها من الجامعة روحت أنا أيه بقي بقولها بس وعهد الله مكان قصدي حاجة أنا كنت بتكلم بهزار وكدا يع...دعس عيناه بنوم ليصرخ بها بضيق _لخصي.وضعت يدها حول خصرها بغضب_لا بقولك أيه متقرفنيش معاك انا بحب أحكي بالتفاصيل يا كدا يا ها...أشار لها بندم_لا أتفضلي خدي راحتك بس ثواني بس...تطلعت له بعدم فهم فتوجه للفراش ليتمدد عليه ثم جذب الغطاء ليضعه حول جسده بعناية، مشيراً لها بالأقتراب لتجلس علي المقعد المجاور له قائلاً ببسمة حالمة بنوماً هنيئ_كملي...جلست علي المقعد لتستكمل حديثها والأخر غافلاً بنومه الوردي الذي تحطم مع كلماتها ليفق علي حديث مروع حينما إستكملت حديثها بمكر_روحت انا أيه قولتلها خطيبك شكله شبه اللي داسته تريلا قوم أيه بقي ردت عليا وأنتِ خطببك داسه قطر ولا مروحة وهنا بقي أجتمعت باقي الشلة جميعاً روحت رادة عليها وقولتلها والله أنا هجيبه يوصلني الجامعه بكرا علي النهاردة يعني وأنتوا أيه تحكموا فعشان كدا أنا موجودة في هذة اللحظة وفي هذا الوقت بالتحديد...نهض عن الفراش ليجلس مقابل لها قائلاً بهدوء مخادع_يعني أنتِ واخداني فرجة لأصحابك؟!...أجابته بغضب_صحابي أيه لم نفسك دول بنات بس أنا مصحبش ولاد...أعاد خصلات شعره الطويل للخلف بغضب جامح ليشير لها بضيق_(أيا كان)..whateverقالت وهي تعدل من نظاراتها بحركتها المعهودة_يعني يرضيك يتريقوا عليا؟!...أشار لها ساخراً _لا إزاي ودي تيجي برضو، ثم قال بمكر_بس مش هينفع الوقتي أحنا لسه متخطبناش خاليها لحد ما الخطوبة تتعمل راسمي وإن شاء الله متتعملش أبداً أقصد يعني قريب جداً وأبقي ساعتها خديني فرجيني لأصدقائك كلهم والوقتي بقي يا عسل Let me sleep... (دعيني أنام)...وكاد بجذب الغطاء مجدداً لتجذبه قائلة ببسمة إنتصار بعدما جذبت حقيبتها لتخرج منها الدبلة قائلة_كنت عارفة أنك هتخاف عليا وعلي برستيجي من غير خطوبة ودبلة فحليت الموضوع...وناولته إياها ببسمة واسعة _يلا لبسني...جاهد للخروج من حالة الصدمة التي تستحوذ عليه فقال بدهشة_كدا من غير خطوبة ولا فستان ولا قاعة؟!...عدلت من نظاراتها بضيق_فستان أيه يا راجل دي شكليات... لبس لبس خالينا نفرح وننبسط...لوهلة ظن "آدم" بأن ما يرأه مجرد حلماً مزعج كتلك الفتاة التي تحول حياتها لكوارث خارقة ولكنه فوجئ بها تشير أمام عيناه بيدها كمحاولة للأطمئنان علي حالته، أدخلت أصبعها في الدبلة التي يحملها بين يديه والأخر يتطلع لها بصمت وإستسلام عجيب بعدما حدث له من ضربة قوية جراء تلك الفتاة المختلة عقلياً، حملت حقيبتها وأشارت له ببسمة جاهدت لجعلها هادئة _يلا هستناك تحت متتأخرش.وأغلقت باب غرفته ليبقي محله لدقائق كمحاولة لأستيعاب ما حدث لتو لينهض عن فراشه قائلاً بغضب جامح_كدا والله لأوريكِ...وتوجه لخزانته ببسمة مكر للأنتقام منها ليجعلها أضحوكة أمام الجميع...حزم "مراد" حقائبه حتي إنتهي من وضع كل شيء يخصه فجلس علي الفراش بغموض يكتسح معالمه فحتى بداخله لا يعلم ماذا يريد ؟!...وكالطيف أتت علي ذكراه فأبتسم بعشق وإشتياق لها، مجنونة بعض الشيء وربما كلياً ولكنه يعشقها حد الجنون، كان من المحال أن يعجب بفتاة مثلها فلطالما ظن بأن نوعية الفتاة التي سيحبها ستكون تركيبة غامضة مثله ولكنه وقع بشباك تلك القصيرة ذات البسمة الساحرة!تذكر كيف كانت تبدو منذ أول لقاء بينهما وكيف تفاجأ بشخصيتها المرحة المخفية خلف قناعها القوي الزائف، تذحر كيف كانت تختبئ منه خلف الستار خوفاً من إنقلاب نظراته وتلقيائيا رفع يديه علي ساعة يديه ببسمة خبث ليضغط علي الزر الجانبي لتلمع ساعتها بأشارة خضراء كانت تتعجب لها لا تعلم تلك الحمقاء بأنه كان يستمع كل شاردة وواردة قالتها!...ردد القلب بكلمات فشل بكبتها بالخلاء_وحشتيني!...ثم نهض عن الفراش ليجذب حقائبه حتي يعود إليها فتوجه للخروج ليجد الأسطورة أمام عيناه!أعوام وأعوام قطعت بينهما بالفراق والألم فعاد نفس القدر ليجمع بينهما من جديد بمكانٍ واحد وبيد من كان سبب بفرقهما لأكثر من عشرون عاماً، منح لهما فرصة الحديث دون أن يكون أمامهم عدة أشياء لأنجازها فتفرق بينهما لوقتٍ بسيط أما الأن فلقائهما متواصل حتي فترات النوم والطعام!، منحهما فرصة الحديث لتقص عليه ماذا فعلت بكل تلك الأعوام من دونه حتي قصة حب "فريد" وما حدث له من عواقب واجهها بمفرده حتي هو شاركها كل لحظة مر بها من دونها ليخبرها أيضاً بالمهمة التي ستجمع "مراد" و"رحيم"...بدى الزعر علي ملامح "نجلاء" فأسرع "طلعت" بالحديث لعلمه بما تفكر_متخافيش "مراد" مستحيل يقتله أو يأذيه هو وعدني...تطلعت له بتوتر لتقول بأرتباك ملحوظ علي إبنها_بس الشيطان مش بيخاف من الوعود يا "طلعت" ربنا يستر...أنا خايفة "مراد" ي...قطعت كلماتها حينما إحتوى يديها بين يديه قائلاً ببسمة هادئة _"مراد" أكتر حاجتين بيحترمهم بحياته الوقت والوعد وأنا مش قلقان من نحيته القلق اللي عندي من"رحيم"...تهاوت الدموع من عيناها قائلة بحزن_ربنا يحميهم...إحتضنها بقوة مردداً بأسف بعدما علم منها ما أصبح عليه" فريد" وخاصة بعدما زرع الخوف بقلوب الجميع حتى بناته_أنا السبب في اللي "فريد" وصله بس كان لازم أعمل كدا...أجابته بصوتٍ متقطع من فرط بكائها_أنا خايفة أوي عليه...ربت على ظهرها بحنان فهو يعلم بأنه كل عالمها بعدما عاشت كل تلك الأعوام بدونه...بشركة "سليم"...كان يعمل بالداخل منذ الصباح حتى أنه لم يرى رسائلها المتعددة إليه، فالعمل أصبح علي عاتقه بمفرده منذ وفاة والده، حتى أنه يدير الشركات الخاصة بشقيقاته حرصاً منه علي ان تكمل كلاً منهن تعليمها الجامعي ومن ثم يسلمهن إدارة الشركات التي تنازل عن حقه فيها وإستكفى بشركته مثلهن...بالخارج...كاد وجهها بالأحتقان أكثر من مرة لمحاولتها التي باتت جميعها بالفشل، فكانت تظن أن العمل بمكتب السكرتارية الخاص به كان سيتيح لها فرصة الدخول لمكتبه الشخصي ورؤيته عن كثب فعلمت بأن هناك سكرتيرة واحدة هي المسموح لها بالدخول لمكتبه والباقي مثلها يعملن بالخارج، حاولت التقرب بشتي الطرق منها وكانت سيدة موقرة بعمراً لا يتناهز الأربعون يبدو عليها الأحترام والحذم بأنٍ واحد، وبالفعل بعد محاولتها للتقرب منها بأستغلال محاكاتها عن حياتها المخادعة إستدرجت عطفها فبدت معاملتها بالرفق معها علي عكس باقي الفتيات..عملت بالمكتب المجاور لها لتمر الساعات الطويلة عليها ليصدح هاتف مكتبها فرفعته لتعلم بحاجة "سليم" لكوباً من القهوة فنهضت "إيمان" لتعده له لتقطعها "هنا" ببسمة بريئة تخفي من خلفها دهاء ماكر_خليكي أنتِ متتعبيش نفسك وأنا هعملها..تطلعت له بحرج من رفضها مساعدتها اللطيفة ولكن أمام إصرارها تركتها لتعده له فمن منظورها أنها فتاة بريئة بعيدة كل البعد عن الفتيات التي إختبرت العمل معهن...إبتسمت بسعادة لنجاح مخططها البسيط فأعدت القهوة وطرقت علي باب مكتبه؛ فدلفت حينما إستمعت لأذن صريح بالدخول...ولجت بخطوات تعمدت جعلها أكثر بطء حتي تسنح له الفرصة بتأمله!...وجدته يجلس علي مكتبه بكبرياء عهد سماعه عنه، جاكيته الأسود يطوف مقعده من خلفه، قميصه الأبيض أزراره متحررة بعض الشيء، يعمل بتركيز شديد علي الأوراق والحاسوب من أمامه، وضعت القهوة علي المكتب لتخطف النظرات إلي فارس أحلامها بعيد المنال!...إنطلق صوت هاتفه فجعله يفق من غفلة العمل المهلكة ليرفع هاتفه فأبتسم تدريجياً حينما وجد معشوقة أوتار الفؤاد، رفع الهاتف علي أذنيه سريعاً_أيه المكالمة اللي في وقتها دي!...أتاه صوتها المصاحب لغضبها لأهماله رسائلها فقال بأسف_أنا أقدر يا روحي!، والله ما شوفت حالة عندي شغل كتير ومنتبهتش للفون...حملت (الصنية) الفارغة متوجهة للخروج ويدها تشدد علي فستانها بغضب كاد بأن يمزقه بعدما إستمعت لمكالمته لها فتلك الفتاة لا تدعي لها المجال لتظهر ذاتها!..علي الجهة الأخري...إزداد غضبها من تصريحه الصادق لها بأنشغاله بالعمل فأوقفت سياراتها لتستكمل مكالمتها معه بخبث للانتقام منه _طيب خلاص يا حبيبي مدام مشغول أخد تاكسي بقي أصل عربيتي عطلت وأنا راجعة من الجامعة فجأة كدا...أجابها "سليم" سريعاً_لا طبعاً تاكسي أيه!، إبعتيلي ال Location بتاعك وأنا دقايق وهكون عندك...أغلقت "ريم" هاتفها ببسمة رقيقة جعلت وجهها يتورد خجلاً إستعداداً لرؤيته...بقصر"ريان عمران"...إستمعت لطرقات علي باب غرفتها فأرتدت حجابها بلهفة من رؤياه فأذا بمروان من أمامها!...تلاشت بسمتها لتتطلع له بجدية _في حاجة يا "مروان"؟...لاول مرة تنطق بأسمه فأبتسم بهيام بحروفه التي إنطلقت ترفرف على لسانها وكأنها حروفاً ملموسة حتى أنه تناسي ما أتي إليه فتنحنح بحرج وهو يقف أمامها كالأبله!..._كنت حابب أتكلم معاكِ قبل وصول خالك بكرا...ضيقت عيناها بذهول من كلماتها فلماذا يربط عودة خالها بما يريده به!، فقالت بأستغراب_نتكلم في أيه؟!..تطلع لها بذهول_هنتكلم هنا علي الباب؟!...شعرت بالحرج لتصرفاتها فقالت بود لمحاولة تخفيف حديثها _أنا بعتذر مأخدتش بالي طيب ننزل نتكلم تحت...إبتسم بأعجاب علي تلميحها البسيط_أكيد...لحقت به للأسفل فجلس علي المقعد الجانبي للأريكة التي تتوسط القاعة وجلست "سارة" علي الأريكة، بدأ هو بالحديث وعيناه تسرق النظرات لمعسول عيناها الصافي _كنت حابب نتكلم ونتعرف علي بعض أكتر قبل الخطوبة، يعني لو في حاجة حابة تعرفيها عني او كدا...ضيقت عيناها بدهشة فلماذا تريد بالتعرف عليه وهي ستتزوج من أخيه؟!...إسترسل حديثه ببسمة هادئة تلحق به_طيب علي الأقل أعرف بتحبي أيه ولا بتكرهي أيه يرضيكِ أبقي زوج فاشل كدا؟!..هنا ظهرت الحقائق كاملة فكانت كالصواعق التي تطوفها، ترددت كلمات خالها علي مسمعها مجدداً ومعها تصرفات "ريان" الغامضة، لم تستمع لاي من كلماته فكانت بعالم مفجع بحقائق صدمة تغرز أنيابها بقوة بقلبها المسكين، هبط "ريان" متوجهاً للخروج للشركاته التي أهملها بفترة مرضه ليتوقف علي نظراتها القاتلة له فعلم بأنها علمت بالحقيقة..عاتبتها نظراتها فكانت تود لو تحرك تجاههم ليؤكد لها بأن ما تستمع له لن يحدث أبداً فهي ملكاً له ولكنها تفاجأت به يخفي نظراته عنها بعدما إرتدى نظاراته السوداء ليكمل طريقه للخارج!...بقصر "جان زيدان"...إدعت البكاء والحزن لتنفيذ أول خطة لهم لتحرص علي بقائها معاهم بنفس القصر حتى تسنح لها الفرصة بالتفريق بينهما مثلما أخبرتها "ريناد"، قالت "فاطمة" بأستغراب _يا ماما الموضوع مش مستهل كل دا هو أول ولا أخر واحد يتجوز بعيد عن مامته!، وبعدين هو هيجي يشوفك على طول...زادت من بكائها بتعمد _أنا مقدرش اتخيل البيت من غير إبني دا أنا مش بعرف أنام غير لما أتاكد أنه رجع من شغله يقوم يسيبني مرة واحدة كدا ويكون له بيت غير القصر دا لا مستحيل مش هقدر.، وبعدين أنتِ بكرا هتتجوزي "يامن" والقصر هيفضي عليا...جلست "سلمى" لجوارها لتربت علي كتفيها بحب يسري بداخلها لمن لا تستحق!، فقالت بدموع علي حديثها المؤثر عن ترك "جان" للقصر_خلاص يا ماما أنا هقوله أننا هنتجوز معاهم هنا مش بالفيلا اللي إشتراها...تطلعت لها "مايسة" ببسمة إنتصار لتتدعي الطيبة الزائفة _بجد يا "سلمى"؟...أشارت لها بتأكيد، لتحتضنها بفرحة فأبتسمت "فاطمة" بفرحة علي سعادة والدتها لا تعلم بأنها تعد خندقٍ من نار لتلك الفتاة!..._أممممم، لا هغير من الأحضان كدا خفوا شوية...قالها "جان" ببسمة ساحرة بعدما ولج مع "يامن" للقصر ليجدها تحتضن معشوقته، إبتعدت عنها لتلتفت إليه فوجدته يستند بجسده علي الحائط المقابل لهما، اخفضت نظراتها أرضاً بخجل من غمزات عيناه الساحرة إليها أما "فاطمة" فكان لقاء النظرات بينهما تحفه الأشواك، ليقف علي مسافة قريبة منها قائلًا بنظراته التي إكتسبت ما تبقي بقلبها _إزيك يا بطة...إبتسمت علي كلماته الأخيرة فقالت برقة_الحمد لله بخير...قطع المسافة بينهما ليميل علي أذنيها مدعي الأبتسامة_مش كنتِ تقولي أنك فتنتي لأخوكِ بدل ما أتفاجأ بالموضوع كدا...قال كلماته مشيراً لها علي اللكمة التي تحتل وجهه فتعالت ضحكاتها رغماً عنها ليدفشها "جان" برفق ليبقى لجواره فقال لها_بيقولك أيه الحيوان دا؟!...تعالت ضحكاتها بعدم تصديق ليلكمه "يامن" بغضب_زوج وزوجته حاشر نفسك بينهم ليه...وإستدار ل"مايسة" قائلًا بعتاب_ما تشوفي إبنك يا طنط...إبتسمت علي طريقتهم الطفولية _مفيش فايدة فيكم...ثم قالت بخبث لجان _"سلمى" عايزة تقولك حاجة..إقترب سريعاً ليجلس جوارها قائلًا بهيام عيناه غير عابئ بمن حوله_حاجة واحدة بس قوليلي حاجات وخدي راحتك أنا عندي إستعداد أقعد العمر كله أسمعك...إصطبخ وجهها بحمرة الحياء بينما بدي الغضب علي وجه أمه فحاولت التماسك قدر الأمكان، إقتربت منهم "فاطمة" لتعزف بيدها بسخرية_من يوم ما قابلتك وأنا قلبي دااااااااب، أجبلكم عناب وعصفورين كناري؟...نكزها "جان" بغضب _خاليكِ في نفسك يا ست فتكات..تفحصت يدها بألم _أه، غبي...لكمه "يامن" بغضب_إيدك تحترمها لحد ما أخد الأمانة بتاعتي...تفادي "جان" لكمته ببراعة ليشير له بتحذير فجذب يدها قائلاً بمكر_ طيب أخد بطة أعالج جرحها العميق بره بالحديقة...رفع "جان" صوته بتحذير _خلي بالك عيوني عليك هاه...أشار الأخر له بغيظ فأبتسم "جان" بخفة ليتطلع لمن تجلس مقابل له_ها كنا بنقول أيه بقي!..خرجت عن صمتها أخيراً قائلة بصوتها المنخفض _أنا هسكن بعد الفرح مع ماما هنا مش بالفيلا اللي جهزتها...تطلع لها بذهول فكل فتاة حلمها بالسكن بعيد عن حماتها لتشعر ببعض الخصوصية فظن بأنها ستفرح لذلك، تدخلت "مايسة" بالحديث مدعية الحزن حتي تكتمل الحبكة _خلاص يا "سلمى" هو شايف أنه مش هيرتاح مع أمه فسبيه براحته...أجابها سريعاً _ماما أنتِ عارفة أني مش بفكر بالطريقة دي وبعدين أنا ميهمنيش غير سعادة وراحة "سلمى" فمدام هي شايفة راحتها هنا فخلاص أوكي...إبتسمت "سلمى"بسعادة علي حرصه الدائم علي سعادتها أما "مايسة" فكانت بسمتها تختلف عنها كثيراً غامضة بمجهول مؤلم لتلك الفتاة!...مرت دقائق معدودة منذ أخر إتصال بينهما ليجدها تقف أمام السيارة بالمكان الذي بعثته له، هواء الربيع بموسمه العليل يطرب فستانها الأصفر وحجابها الأبيض كأنها فراشة تتنقل بين صفحاته بدلال، تراقبها "سليم" باحاسيس مرهفة فلطالما تملكت وجدانه وروحه منذ الطفولة ويليت تلك الفتاة تعلم بالرابط الذي يجمعهما لتملكها اليأس من محاولات لالأستحوذ عليه!...صعدت "ريم" جواره بسكون عجيب لينطلق عائداً للقصر لتكسر الصمت بعد دقائق معدودة_علي فكرة عربيتي معطلتش ولا حاجة...إبتسم "سليم" علي إحتقان صوتها الذي يظهر حينما تحاول إخفاء كذبة ما عليه، تعجبت من إلتزامه الصمت فزفرت بغضب_ساكت ليه؟...إستدار بوجهه إليها ببسمة تسلية _بسمع أسرارك الحربية عشان تشوفيني...شددت علي شفتيها بأسنانها بغيظ_أنت بتبالغ علي فكرة...رفع احد حاجبيه بمكر_يمكن...وتطلع لها بطرف عيناه_مضطر أعدي ليكِ اي حاجة حتى ولو هتعطليني عن شغلي لأني للأسف بعشقك بجنون...إبتسمت بغرور_اديك قولت يبقى من حقي أتدلع ولا لا؟...تطلع له بتفكير_خايف إجابتي متعجبكيش لأن ردي علي الدلع دا مش هينال الأستحسان وخاصة بمرحلة التعليق اللي قبل الجواز دي...رمقته بنظرة غاضبة لتتعال ضحكاته الرجولية عليها ليقضي طريقه بأستدراج ضيقها...بالجامعة...زفرت بغضب لأنتظاره أكثر من ساعتين بعدما أخبرها بأن تذهب هي للجامعة وسيلحق هو بها بأستخدام موقع جامعتها، إقتربت منها صديقتها قائلة بنوع من السخرية مدفون بلهجة المرح _هو فين خطيبك دا يا "سما" شكله فلسع من أولها..أجابتها الأخري بضحكة واسعة_يحرام علي كسفتك.أشارت لهم بغضب_مخبياه في هدومي، ما تحترمي نفسك يا بت منك ليها وبعدين أنا واحدنية ماليش خطيب ولا زوج ولا أ...بترت كلماتها حينما رأت إنعقاد ألسنتهم فتطلعت خلفها بأستغراب لما أصابهم فأذا بآدم يصل بسيارته أمامهم ليهبط منها بطالة لم ترأها بها من قبل فحتى هي عجزت عن الحديث كأنه تعمد جعل ذاته ساحراً بكل ما تحمله الكلمة لتنهشها الغيرة عليه من نظراتهن جميعاً...مرر أصابعه بين خصلات شعره البني كانه يصففه بعناية فكان يرتدي بنطال باللون الرومادي وقميص باللون الأبيض يجسم جسده الرياضي، إقترب ليقف أمامها فخلع نظاراته البنية القاتمة لتطلق سحر عيناه التي تشبه لون بنطاله بل أدكن منها للغاية...إبتسم بمكر وهو يتطلع لها ولمن حولها ليقول بهدوء _أسف لو إتاخرت عليكِ بس كان في حاجات مهمة لازم أعملها الأول...ثم قال بخبث_كنتِ قولتيلي أنك عايزة تعرفيني علي أصدقائك هما فين؟.أسرعت بالحديث والغيرة تفتك بها بصورة ملحوظة_ماتوا... مجوش النهاردة روح روح...كبت ضحكاته بصعوبة ليبدو أكثر ثباتاً ليطل من خلفها الفتيات ليقتربوا جميعاً منه كمحاولة للحديث معه بالرخصة التي منحتهم إياها بأنهم أصدقائها، تبادل الحديث معهن وعيناه تستمتع لغضبها البادي بعيناها حتي أنها عبرت الصفوف لتشير له بغضب فلم ينصاع لها فقالت بضيق_عايزة أتكلم معاك شوية...أجابها بمكر وهو يشير لها بعدم مبالة_بعدين يا حبيبتي مش شايفة بسلم علي صحابك أقصد أصدقائك البنات.ذمت شفتياها بغضب_حبك برص يا بعيد...إصطنع سعادته بالتحدث مع الفتيات فهو ماهر بذلك حتي جن جنونها فسحبته بغضب_تسمح..إنصاع لها ولحق بها لسيارته لتشير له بضيق_إنت جيت ليه؟...تحرك بالسيارة للعودة ليقول بسخرية_أنتِ مجنونة يا بنتي مش أنتِ اللي كنتِ عايزة تعرفيني علي...قطعته بحدة والغيرة تكاد تفرط من عيناها_والبعيد ما صدق...تعمد أن يستكمل حديثه حتي يعلمها بأنه لم يستمع لها_بس البت "شيماء" دي جامدة بجد ولا "أسماء" ياختي بس قولي يا بسيوني هي البت شاهندة دي متعلقة ولا أيه النظام؟...لوت فمها بأزدراء ليتطلع لها بحزن مصطنع_أنت إتضايقت ولا أيه يا "بسيوني"؟... خلاص لو تلزمك في حاجة نشوف شيماء أهي حلوة برضو..لطمت تبلو السيارة بغضب جامح_ما تلم نفسك يا بني أدم يا مهزأ إنت، أرنبيطة قاعدة جانبك!...أجابها ببسمة إنتصار للوصول لهدفه_لا بسيوني كفة...ثم قال بخبث مدعياً نفس لهجتها_صدقي بالله هتصدقي إن شاء الله أنا لو عندي صديق مش هحبه ولا هستلطفه زيك كدا أه وعهد الله...لكمته بغضب علي ذراعيه _طب ركز بالطريق للعربية تتقلب بيك ورقبتك تنكسر ولسانك يتحشر جوا أو يتقطع أيهما أفضل أ...تمسك برأسه وبفمه بخوف من وصفها الدقيق ليشير لها بأستسلام _خلاص خلاص يخربيتك...وأكمل طريقه ببسمة جانبية يخطفها كلما رأي حالة الغضب التي تكتسح ملامحها ليعلم الأن بأن ما يحدث له ما هو الا بداية حباً لتلك الفتاة...ولج "سليم" للقصر بسيارته فتوجه للداخل، وضع مفاتيحه علي أقرب طاولة قابلته ثم كاد بأن يكمل طريقه للأعلي ولكنه توقف حينما لمح شقيقته تجلس على أحد المقاعد بحزن يتقمص ملامحه بنجاح، حتى عيناها تلمع بالدموع، جذب المقعد الخاص بالسفرة ليضعه جوارها قائلًا بقلق ملحوظ بلهجته المضطربة لرؤياها هكذا_مالك يا "منة"؟...إنتبهت لوجوده فرفعت عيناها له بأرتباك _مفيش يا حبيبي أنا بس حاسه أني محتاجة ماما أوي...تنفس بصوتٍ مسموع وكأنها لامست ما علق بالقلب تجاه أبويه فاستعاد ثباته ببسمة مشرقة ليجذب مقعدها إليه مثلما كان يفعل وهي صغيرة، إحتضنته تلقائياً مثلما إعتادت كلما كانت بحاجة لأبيها الراحل أو بوالدتها فكان دواماً ينجح بسد تلك الفجوة التي تهاجمها، شعر بأن هناك خطب ما متعلق بما يعرفه فقال بهدوء وبكلمات مختارة حتي لا يثير حيائها_حبيبتي لو مترددة تفتحي الموضوع دا مع "فارس" قبل الجواز فأنا ممكن أقوله بالنيابة عنك...إبتعدت عنه بملامح يكسوها الخجل لتغيد خصلات شعرها للخلف بتوتر فجاهدت للحديث وهي تنهض من جواره _لا أنا هقوله بس منتظرة الوقت المناسب...أشار لها بهدوء ثم أبدل الحديث مسرعاً حتي تعود لطبيعتها بعيداً عن الحياء الذي تملكها _بسيوني كفة رجع ولا لسه...إبتسمت علي كلماته مشيرة له _لا بس زمنها علي وصول..خلع جاكيته ليضعه علي معصمه قائلًا _طب وحياة عيالك تشوفي الأكل لحسن أخوكِ واقع من الجوع...أجابته ببسمة فرح _بس كدا عيوني...وتركته وتوجهت للمطبخ أما هو فجذب جاكيته وصعد لغرفته ليبدل ملابسه بتفكير عميق بما يتعلق بها وخاصة مع طباع "فارس" المريبة...بقصر "رحيم زيدان"...أغلق "حازم" الهاتف مردداً بوقار _تحت أمرك يا "رحيم" باشا...وجمع الحرس أمامه ليبدأ كلاً منهم بتنفيذ أوامر "رحيم زيدان" بأفشاء الأمر بمملكة "زيدان" بأكملها فرداً فرداً بضرورة التوجه لقصره الخاص لتعم الدهشة الوجوه بأكملها ولكن لكلاً منهما حاجز خوف غامض فسارعوا بتنفيذ أوامره ليتجمعوا جميعاً بالقصر حتي "نغم"و"ريم"...عاد من سفره ليتفاجأ بالخسائر الفاضحة التي طالت ممتلكاته بأكملها فهو يعلم بالحريق الذي حدث بمصانعه ومصانع أخيه ولكن لم يكن يتخيل أنها ستكون كارثة مثلما رأي...جلس "عادل" علي المقعد الذي أتي الحارس له لتشتعل عيناه بجحيم مخيف ليردد بهمساً يحفه الشر _فاكر أنك بكدا هتخوفنا بالعكس أحنا كدا إحتاجنا أملاكها أكتر من أي وقت بس مكافأة اللي عملته دا أني مش هأخد الفلوس وبس لا حياتها قبلهم! ...لا يعلم هذا الأحمق مع من وضع وعده بهلاك معشوقته... ربما ما حدث له علي يديه لم يصرح له بكناية الجوكر المزعوم!...خرجت "شجن" للخارج بصحبة "حنين" التي ألحت عليها بالجلوس بالحديقة لتمتع بمظهرها المثير، فأصطحبتها تجاه الأسطبل لتجلس كلاً منهن في مواجهات صريحة فيما حدث بحياة كلاً منهم ولم ترى "حنين" تلك الاعين المسلطة عليها للقصاص مما فعله الجوكر فكان عليهم خطفها أولاً قبل أن يقوموا بقتلها فأشار له زميله بالأقتراب لحقنها وهكذا فعل ولكن حدث الغير متوقع بخطتهم المسبوكة!...تجمع الشباب بأكملهم بقصر "رحيم زيدان" حتي السيدة "عظيمة" أتت بدعوة أحد رجال "رحيم" جلسوا جميعاً بأنتظاره والدهشة تحل بالوجوه، شيعت نظرات العداء بين "ريان" "وجان"،ومروان وفارس وبالأخص "منة" وريم، وسما ونغم...قطعت صوت السيارات الإنذارات بينهما لينهض كلاً منهم بفضول لمعرفة سبب التجمع الغفير بينهما...دخل" رحيم" للقاعة الضخمة بخطوات بطيئة للغاية ولكنها واثقة من ذاتها لأبعد الحدود...وقف أمامها بنظرات ثبات تتطوف الوجوه جميعاً بغموض ليمزق "سليم" صفحات الصمت بأستغراب_جمعتنا ليه يا "رحيم"؟...إستدار "رحيم" بعيناه لمن يقف خلفه ليطل من خلفه بطالته التي إشتاقت الأعين لرؤياه، وقف أمامهم بثباته وقوة نظراته المعهودة عنه... عن "مراد زيدان"!...صعق الجميع برؤياه بل كان أشبه للخيال أو بتحقيق المستحيل ها عاد الجوكر للقصر وبصحبة الأسطورة؟!... ربما هو حلم مشترك بينهما جميعاً أو ربما حدث المحال!...
رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السادس( وعشقها ذو القلب المتبلد )كان الجميع غارقاً بأفكارهم المشتتة والأخر يجوب كل إنشن بالقصر ببطء، إشتياقه لهذا المكان كان أكبر من إشتياقه لرؤية الوجوه عن قرب!...هنا شهدت طفولته ذكريات لن تنسى بسهولة،ذكريات جمعت بين السعادة والألم الذي إجتاز قلبه لذكرى والدته الحبيبة،تضاربت بعقله وأمام عيناه لتشتت جماع أفكاره المبذولة لتذكرها!...لامست قدميه أرض الواقع الملموس علي صوت "ريان" الذي قال بدهشة مما يحدث أمام عيناه _ممكن حد يفهمنا اللي بيحصل؟!...إنضم إليه "آدم" بالحديث ليعبر عن صدماته الكبيرة بعودتهم سوياً وخاصة وجود "مراد" بالقصر_مش معقول اللي في دماغي يكون صح!...هنا قطع سيل الصمت صوت إقتراب خطوات "رحيم" ليقف بمنتصف القاعة ليبدأ بالحديث المتزن كالذي عهد عنه_عارف أن في أفكار كتير بتهاجمكم باللحظة اللي الحرس بلغكم فيه بطلبي لأجتماعي بيكم...وتعمد إثارة الصمت للحظات قضاها بتأمل الوجوه التي تتطلع إليهم بفضول ليستكمل حديثه ببعض الاسف الذي حاوط لهجته وهو يتنقل بنظراته بين "ريان" و"جان" _بسبب عدائي أن ومراد العيلة مش بس إتقسمت العلاقات كمان إتكسرت...أجابه "ريان" ببعض الحدة بكلماته_عدواتكم مع بعض مكنتش السبب في إنتهاء علاقات عيلة "زيدان" يا "رحيم".أجابه ببسمة غامضة عميقة_كانت بدايتها يا "ريان"... اللي لازم تفهمه أن جولتنا خلاص إنتهت، معتش في عداء بينا ولا هيكون في إنقسام بينكم...تراقص قلب "سليم" فرحاً فحلمه الشبه محال يتحقق أمام عيناه، فكان الوحيد من بين عائلة "زيدان" الذي يتألم بحق لتباعدهم عن بعض، إقترب "جان" من الجوكر ليشير إليه بيديه كمحاولة لجذب إنتباهه لشروده البادي علي ملامحه الثابتة قائلًا بضيق مما يحدث_أيه الكلام اللي هو بيقوله دا؟!...صمت "مراد" وتخليه عن الحديث أثار التعجب بنفس "آدم" و"جان" فكيف إستسلم لرحيم هكذا، كلاهما يشعر بأن هناك أمرا مريب يخطط له "رحيم" هذة المرة فمن المستحيل أن ينهي الجوكر عدائه سريعاً...وجود الجوكر بالقصر منح "جان" الشجاعة للحديث عن الماضي الذي بتره "رحيم" وجعل من ينبش به عبرة لغيره_معقول نسيت اللي حصل زمان وحطيت أيدك في أيده بالبساطة دي!هنا تدخل "مراد" بالحديث بعد أن شبع عيناه برؤيا قصر طفولته ليشرع بالحديث _اللي حصل زمان كان غلطة وتمنها قدامي...تطلع له الجميع بذهول من حديثه الغامض، إنسحب "رحيم" من بينهم تاركاً زمام الأمور له، تركهم وبدأ رحلة بحثه عن معشوقة القلب، فرغم أنها لم تفارقه لثواني علي شاشة هاتفه الا أن العينين بحاجة للتشبع لرؤياها جسداً وروح...أما بالداخلفأقترب "آدم" من "مراد" بعدم إستيعاب_مش مصدق اللي بيحصل دا معقول دا كلامك؟!.أجابه الجوكر ببسمة هادئة_دي الحقيقة مش كلام حد...قطعت "ريم" الحضور لتقف أمام أخيها، دمعات تلألأت بعيناها، ملامحه مازالت كما هي ولكن بتغير زاده رجولية ونضج، رُسمت البسمة رغماً عنه حينما رأى تلك الفتاة التي كانت تميزها طيبتها ورقة عيناها عنهما، علم بأن الطريق طويلاً لتحقيق غاية أبيه وخاصة مع شقيقاته ولكنه ذُهل حينما إحتضنته "ريم" بقوة لتنهار حصونها بدمعات لامست قلوب الشباب بأكملهم، كأن العدالة العمياء صرخت بصوتٍ مسموع!...تألم قلب "مراد" فأخذ يربت علي ظهرها بصمت قتل ما تبقى لديه من شجاعة عرفها عن ذاته منذ الصغر، شهقاتها بين يديه طالبته بحقوقاً منعها عنها بالأجبار!...كان ينتظر منها العتاب والحديث ولكنه تفاجأ بها تلقي ما حدث كأنه لم يحدث من الأساس، تمسكت به بأحتياج لذاك الحضن ولوجود أحداً من عائلتها التي حرمت منها فرداً فرداً لتجد ذاتها تعيش بين حوائط القصر التعيس بحياة فرضت عليها مع شيطان خلق للدمار، لطالما كانت بحاجة لسند ودعم، نعم وجود "سليم" بحياتها يشكل فرقاً كبيراً ولكنها بحاجة لأخ!...بحاجة لأحد من عائلتها...بدت ملامح "سليم" بالضيق الشديد من إحتضانه لها ولكنه تماسك لأبعد حدود فالأمر يعد جنون بعض الشيء، إبتعدت عنه لتكون مقابله، دموعها تسري دون توقف...إقتربت منهم "نغم" التي تمتلك نفس عين أخيها لتقف أمامه بنظرات ساخرة_وايه الجديد اللي خالاك ترجع بعد كل السنين دي وتغير رأيك في الشخص اللي كان السبب في دمارنا كلنا...ثم قالت بتحدي بدي بصوتها _"مراد زيدان" أنت بقيت بالنسبالنا مجرد ذكرى شخص مات في اليوم اللي أمي ماتت فيه..لمعت كلماتها بقسوة بعين الجوكر الذي تأملها بغموض فتلك الفتاة تشبهه لحداً كبير، تركت"نغم" القاعة وتوجهت للأعلى قاصدة الدرج فخطت أول درجاته لتتوقف قدماها عن الصعود حينما إنطلق صوت أبيها بالقاعة بأكملها فأستدارت بلهفة وأمل لرؤياه فخاب ظنها قليلاً حينما رأت تسجيل صوتي لأبيها، إستمع للجميع لكلمات "طلعت" فكان من بحلف "رحيم زيدان" يعلمون الحقيقة كاملة فأزداد شفقتهم له ومنهم من كانوا بحلف الجوكر فصعقوا من حقيقة الأمر...زيتونية عيناه كالعاصفة التي تحوم بما حولها للحصول على مبتغاها هكذا كان حاله إلي أن علم من الحرس بمكانها، كاد قلبه بأن يشق صدره طوال هذة المسافة القصيرة التي قطعها ليصل إليها، إستند علي أحد الأشجار المقصوصة بحرافية لتليق بموضعها بمثل هذا القصر، أوراقها تتساقط منها المياه كأنها روت لتو ربما لتشعره ببعض الأمل لقلبه القاحل!..خطف النظرات لساكنته... من تسكن غرف قلبه الأربعة وجميع طوابقه، رأها تجلس بجوار "حنين" بصمت، بشعر دوماً بأنها تعشق الصمت علي غير عاداتها فشجن التي يعرفها كانت ثرثارة علي الدوام، فقدت شغفها بالحياة وبكل شيئاً حولها، عيناها تجتازها غيوم سوداء من الصعب أن تتسلل الشمس لتنير عتمتها...عيناه صلبت عليها من دون أن تغفل لها جفن،جلبابها الأسود الفضفاض الذي تزينه بعض من الفصوص البيضاء وحجابها المطرز بفراشات من اللون الأبيض جعلها كالحورية... بحاجة لجناحين لترفرف بين أحضان السماء، إلتقط أنفاسه ليزفرها علي مهل وهو يتمني بأن يمنحها جناحين لتحلق من جديد...بعيداً عنه بمسافة قليلة كانت تستمع لحديثها الثرثار ببسمة هادئة لا تكن بشيء فكأنها لم تستمع لها فقط تبث لها الأشارة بأنها تستمع لكلماتها...زفرت "حنين" بأرتباح_بس يا ستي ونزلت بقي أقابل الراجل اللي إتجوزته علي اساس أنه ستين سبعين سنة لقيته شاب أيه يا بت يا شجن مز تعرفي لو كانت شكوكي طلعت صح وكان طلع أبن جوزي كنت هخاف علي نفسي من الرزيلة...تعالت ضحكات "شجن" بعدم تصديق لما إستمعت إليه لتو، فأسترسلت" حنين" حديثها بحزن_والله بحبه ووحشني جداً هو والعصير بتاعه الفريش دا..مررت شجن يدها علي مقدمة رأسها بعدم تصديق لتتلاشي بسمتها شيئاً فشيء حينما رأته يقف أمامها، تسلل الخوف لمعالم وجهها لتشعر وكأن قلبه ينقبض بشدة، تعجبت حنين من نظراتها فأستدارت لمما تتطلع إليها لتبتسم بسعادة..ركضت "حنين" تجاهه حتي توقفت أمامه فتنفست بصعوبة بالغة، قالت بفرحة كادت بأن تشع من عيناها_حمدلله علي السلامة يا أستاذ إبليس اقصد "رحيم"...ثم إستدارت لشجن قائلة بفرحة عارمة وهي تشير بأصابعها علي رحيم_مش قولتلك ربنا هيسمع مني...ثم وقفت أمامه مجدداً قائلة بحزن مصطنع حتي تثير عاطفته_شالله يخليك عيالك يارررب ويحققلك كل أمنياتك يا شيخ تبعت حد من الجثث اللي وراك دول لحد بيت "مراد" بس يجبلي العصير اللي في التلاجة هو لونه أزرق وريحة غريبة نوعاً ما بس متقلقش مش خمور والله...كبت "رحيم" ضحكاته المعاكسة لشخصيته العظيمة ولكن تلك الفتاة تكاد تصيب من حولها بالجنون...إستكملت حديثها مدعية تأثرها الشديد _أعمل حسنة واحدة في حياتك اللي كلها خطف وتوابيت دي والله هديك شوية عصير لو جبته..._مش بقولك مجنونه...قالها من يتابع حوارها مع أخيه بيأس من تغيرها فأستدارت لتجد "مراد" أمام عيناه!...لوهلة تجمدت بسمتها، شعرت بعدة أحاسيس متضاربة لبعضها البعض، ما بين الخجل والسعادة، لسانها إنعقد عن الحديث وحواسها عن العمل، قطع المسافة فيما بينهما ليقف أمامها، ضيقت عيناها بذهول_هو أنت موجود هنا فعلاً ولا أنا بتخيل كالعادة...رفع حاجبيه مردداً بسخرية _لا عفريت ونزل لحضرتك...قالت ببسمة واسعة_هو في عفريت بالجمال دا؟!..هز رأسه بيأس من تلك الفتاة المجنونة، أزاح "رحيم" عيناه من علي شجن بصعوبة بعدما رأي نظراتها القاسية إليه حتى أن وجهها أصبح باهتاً للغاية...إقترب الحارس من رحيم ليهمس بأذنيه بعدة كلمات جعلته يبتسم ساخراً فأشار لمراد بخبث _في ضيوف عشانك.ردد بأستغراب _عشاني أنا!...أشار له بمكر فكاد بأن يلحقه ولكنه توقف حينما تعلقت "حنين" بيديه بتلقائية وبلهفة بدت بعيناها لتوضح مشاعر لا حصي لها، فشل بأصدار إشاراته لجسده بالتحرك فبقي أمامها بهدوء وعيناه تتأمل تلك القصيرة التي إشتاق لسماعها...رفع "مراد" يديه ليضعها علي يدها حتي يبث لها الأمان قائلاً ببسمة هادئة_رجعلك تاني...وتركها وإتبع رحيم والأخرى تتطلع له بهيام جعل الأخر يبتسم من طرف شفتيه عليها...بقيت للحظات تتأمله حتي إختفي من أمامها فأنتبهت هي لشجن التي تلتقط أنفاسها بصعوبة وكأنها علي حافة الموت، صعقت حنين فهرولت إليها بفزع لتحرك وجهها بقلق _"شجن"!...تمسكت بيدها بقوة وكأنها صعقت بماس كهربي لتجاهد بالحديث_طلعيني فوق ...علمت ما الذي حدث لها فكانت تظن أنها ستصبح علي ما يرام بعدما إبتعد رحيم عن القصر لتلك الفترة ولكن شخصية شجن غريبة لحنين فمن الصعب أن تسامحه أو حتي تمنحه فرصة للمضي قدماً...تمسكت بيدها لتصعد معاً للأعلى بأستخدام الدرج الجانبي...بالمخزن الجانبي لقصر "رحيم زيدان"...دخل خلفه المخزن المظلم الذي يشع بنهايته ضوء قوي أبدي له ما يحدث بنهايته؛ فكان رجال رحيم يتنشرون بالمكان من حولهم وبمنتصفه كان هناك رجال مقيدة وعلي رأسهم رجلين مقيدون علي مقاعد بلاستكية بيضاء، وجوههم ممتلائة بالكدمات القاتلة ويبدو عليهم التعب الشديد...نقلت نظرات الجوكر لرحيم بأستغراب _مين دول؟!...وضع رحيم يديه بجيب بنطاله ببسمة سخرية _مرسال من ولاد عم مراتك بس ما تقلقش قومنا معاهم بالواجب عشان يبقوا يتجرأوا ويتخطوا حواجز "رحيم زيدان" وأعتقد ردي وصله من دقايق ...إبتسم "مراد" ليشير له بأستسلام_دايماً ردودك سريعة..أجايه الأخر بغرور_مفيش أحلى من كدا..._أنا لو مكنتش شوفت دا بعيوني مكنتش صدقت!..إنطلق صوت "سليم" ليختلط بأصواتهم فأستدروا ليجدوه يقف أمام أعينهم، تعجب رحيم لوجوده فأقترب منهم ببسمة ساخرة_بصراحة قولت أمشي ورا مراد وأراقب الأوضاع مهو الموضوع يقلق بصراحة ولا أيه؟!... تطلع كلاً منهما ببسمة هادئة وخاصة بأنضمام "سليم" إليهم...شعر بغصة مريرة تحتل حلقه مروراً لصدره لتشعل نيران جامحة بأنحاء جسده، أسرعت إليه "نجلاء" بفزع فحاول الحديث ولكنه لم يستطيع ليسقط فاقداً للوعي فصرخت بأسمه بجنون ولكن الأخر قد إنتشالته ظلمة الغيوم!...خارج حواجز القصور وقفوا جوار بعضهما البغض بنظرات تحيط مملكة "زيدان"..._هننهي العداء اللي زرعناه بينهم أزاي؟ ...قالها" مراد" وهو يتأمل القصور الخمس بشرود ليقف لجواره الاسطورة بطالته القابضة للأنفاس،تمعن ما يرأه أخيه ليحك طرف أنفه بتفكير _هنتعب أوي ..رمقه "مراد" بنظرة سريعة ثم أعاد النظر للقصور مرة أخرى _دي أخرة العناد ...كبت ضحكاته قائلًا بهمسه الشبيه بالأفاعي_بالعكس دا أخرة تفكير الشياطينتطلع له قليلاٍ ثم رسم على وجهه بسمة ثابتة لا تليق سوى به ليتأمله بنظرة عميقة _تفتكر أيه المتوقع بعد دخولنا ؟ ..إبتسم رحيم قائلًا بتفكير _مش بحب أخمن بحب أواجه مصيري وأغيره بنفسي ..رمقه بنظرة إعجاب ثم قال بلهجته الشيطانية وبسمته الخبيثة تزين وجهه الأبيض_هنبدأ منين ؟...كاد بأن يجيبه ولكن ناب عنهم "سليم" الذي قذف لكلاً منهم فأس بنظرة عميقة ففهم كلا منهما ما يود قوله فتطلعوا لبعضهم البعض بنظرات مطولة إنتهت بتحطيم الحواجز بين القصور ليتأملهم سليم بفرحة ولكنها تحولت لصدمة حينما إحتضنوا بعضهم البعض ليدلفوا جميعاً للداخل ويقفوا أمام عائلة "زيدان" بأكملها التى أصيبت بشلل حاد سيطر على الألسنة وخاصة حينما قال "مراد" ببسمته المميتة _قرارنا أخدناه هنعيش كلنا بقصر واحد وكل واحد مع عدوه اللدود ..جحظت الأعين فتبادل "ريان" النظرات الحادة مع "جان" وكذلك فعل "فارس" مع "مروان" وباقي الشباب بأكملهم بحالة من الغضب الجامح كيف سيضمهم سقف غرفة واحدة بعدما كان الموت يطوفهم! ...سيطرت الصدمات على العقول لينهيها رحيم بصوته الحازم المهيب_بدون نقاش كل واحد يرجع قصره ويلم هدومه واللي يهمه ..ثم رفع ساعة يديه بنظراته الحادة_معاكم ساعة بس والا أنتوا عارفين الباقي .ومع أن أنهى كلماته حتى هرولت الفتيات للخارج وكذلك الشباب بعد أن رمق كلاً منهم شريكه بالغرفة أو عدوه اللدود ...تطلع رحيم لمراد بعد رحيلهم ليقول بعين تتابع ما يحدث_ربنا يستر من اللي جاي ...رمقه بسخرية _الشيطان خايف؟!..إبتسم لتطل جانب وسامته ليردد وذهنه صافن بمعشوقة القلب ومعذبة الروح_الشيطان قلبه نبض بقى عارف يعني أيه حب معتقدش اللقب دا هيليق له تاني! ..إبتسم الجوكر بهيام هو الأخر أراد أن يعترف بمكنون قلبه ولكن لا يعلم بأن تلك الحمقاء ستهرب من براثينه بل من القصر بأكمله وكالعادة الجنون هو ملاذها...من هنا رحلة مختلفة تماماً عن الأحداث السابقة،رحلة عناء الجوكر والاسطورة للحصول علي القلوب وتجميع الصفوف... وربما لن تخلو من مشاكسة الشباب وأجواء سنراها لأول مرة بمملكة زيدان..
رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السابع( وعشقها ذو القلب المتبلد )عاد الشباب لمنزلهم بذهول من قرارهم بالمكوث بنفس القصر، منحهما فرصة لا تتعدى الأسبوع ليهيئ القصر لأستقبالهم...بقصر "ريان عمران"...تلك المرة لن تترك له مجال الفرار من مواجهتها، دخل "ريان" غرفته فخلع جاكيته الأسود ليضعه علي الفراش، شُعل الضوء الجانبي بالغرفة فأستدار بدهشة فهو لم يشعل الضوء بهذا الركن البعيد، وجدها تجلس أمامه علي المقعد المقابل له، نظراتها غامضة بعض الشيء ولكن عيناها حملت أثار البكاء الحاد فكانت متورمة للغاية...حاول التماسك قدر الأمكان فقال بهدوء_بتعملي أيه هنا؟!...نهضت عن محلها لتقف أمامه مباشرة بصمتٍ طال بنظراتها التي تتفحص عيناه القاتمة، خرج عن ثباته قائلًا بهدوء_في حاجة يا "سارة"؟...إبتسمت مرددة بسخرية_بتسألني أنا؟!... أنا اللي جيت هنا أسالك نفس السؤال...وضع يديه بجيب بنطاله ببرود_مش فاهم عايزة تقولي أيه؟...هوت دمعة من عيناها وهي ترى شخصا غريب غير الذي عشقته بجنون، أزاحت دمعاتها بأطراف أناملها لتستكمل حديثها_ليه بتعمل معايا كدا يا ريان أنا عملت أيه معاك عشان تلعب معاسا اللعبة السخيفة دي...ما أن رأى دمعاتها حتي عصف قلبه بطوفان مؤلم فأستدار مدعياً عدم الفهم _أنتِ بتتكلمي عن أيه؟!...صرخت بغضب من تجاهله ما حدث ببرود_أنت عارف أنا بتكلم عن أيه...إلتقط انفاسه علي مهل ليستدير لها بمعالم أكثر ثباتاً_"سارة" أنا إتسرعت لما فكرت أن اللي في قلبي ليكِ حب...تراجعت للخلف ببطء وبصدمة تحطم قلبها تدريجياً كلما أكمل كلماته التي ودت لو أنها كانت صماء بهذة اللحظة فما تمكنت من سماعه، إسترسل" ريان" حديثه_أنا خلطت بين شفقتي عليكي وبين الحب فبعدت عشان مظلمكيش معايا لأن الحقيقة أني محبتكيش...بترت الكلمات علي شفتيها ليكمل حديثه دون النظر إليها _"مروان" بيحبك بجد وأ...قطعت كلماته بألم لحاجتها بالأنتقام لكرامتها التي بترت من كلماته القاسية التي قضت علي كيانها كأنثى! _وأنا موافقة أتجوز" مروان"...وتوجهت للمغادرة من غرفته لتلملم ما تبقي من جراح قلبها المطعون، فتحت باب غرفته وتوقفت لتهمس بكلمات مسموعه دون النظر إليه _شكراً لعطفك الكبير عليا...وغادرت سريعاً لغرفتها فالوجع الذي يهاجمها الأن أقوى من ألم فراق أخيها، أما "ريان" فما أن غادرت الغرفة حتي ألقي بالمزهرية أرضاً بغضب جامح حول ملامحه التي جاهد لجعلها أكثر ثباتاً أمامها ليتحول لأنسان هزيل فقد أعز ما يملك، جلس أرضاً وسط أجزائها التي تحيطه بأطرافها الحادة، ود لو أن إخترقت جسده لتنهي ما تبقي، حادث بسيط قضى علي حياته كلياً لتدفعه لطريق ممتلأ بأشواك تتعمد أن تستهدف قلبه، يعلم جيداً بأنه ببدايته فمازال طويلاً للغاية وخاصة بعد زواج أخيه منها!...أسدل الليل جلبابه الأسود الكحيل وكأنه يعكس ظلمة القلوب بأحتراف ليبدو أكثر عتمة، عاد الخوف ليتملكها مجدداً وخاصة بعودته، ما حدث لها جعلها علي أهبة إستعداد بما سيفعله بها هذا الشيطان من وجهة نظرها هو القاتل لمعشوقها ليخفيه خلف ملامحه القاسية، أخرجت "شجن" القلادة من أسفل وسادتها بدموع إستحوذت عليها منذ أن رأته بهذا المكان، ودت لو توسلت لأخيها حتي يخرجها من هنا ولكنها خشيت عليه من هذا الشيطان فالمكان الذي تعيش به يثبت لها بأنه ليس ثري فقط ولكنه ذو قوة ونفوذ وهي وأخيها أمامه كالبعوض!...بمكتب اللواء...طرق العميد باب المكتب ثم ولج للداخل ليتبعه الجوكر والأسطورة فما أن رأهم اللواء حتي نهض من محله ليقابلهم بأبتسامة عذباء تحفها نظرات الفخر بعدما زفت الأخبار بما فعله بالخارج، أشار لهم بالجلوس فجلسوا جوار بعضهم البعض مما أثار تعجب العميد ولكنه لم يعلق...بدأ اللواء بالحديث بعدما جلس مكانه بكبرياء_برافو عليكم أنتوا عملتوا أكتر من اللي مطلوب منكم...ثم تطلع للجوكر بنظرات تفحص ودهشة فقال_أنا سمعت أنك إتصابت!إبتسم "مراد" قائلًا بهدوء_جرح سطحي متقلقش...أجابه ببسمة دهاء_هو أنا لو كان عندي شك أو قلقان كنت هكون من ضمن اللي رشحكم للمهة دي...تطلع له الجوكر بصدمة بينما بدى "رحيم" أكثر ثباتاً ليخرج عنه قائلًا _كنت شاكك من الأول...إبتسم اللواء ليضيف بمكر_طيب مش عايزين تعرفوا المهمة الجديدة؟..تطلع كلاً منهم للأخر بأستغراب فتدخل العميد بالحديث قائلًا ببسمة هادئة_سيادة اللوا نسي يقولكم أنكم هتكونوا مع بعض علي طول، يعني كفريق واحد ..وضع اللواء علي الطاولة ملف أحمر اللون قائلاً بخبث وهو يتأمل الوجوه_ها هتبتدوا من أمته؟!..جذب الأسطورة الملف ليتطلع للجوكر الذي أسرع بالحديث_في حاجات مهمة لازم نخلصها الأول...إشار "رحيم" بأرهاق فالمهمة التي يتحدث عنها مهلكة للغاية ليتابعه الأخر ببسمة مكر...حرارته كانت مرتفعة للغاية فتواسلت لهم "نجلاء" بأن يحضروا له الطبيب أو أن يعاونه بأي شكل من الأشكال ولكنها لم تجدي منهم نفعاً فخلعت حجابها لتضعها ببعض المياه التي وجدتها بالمكان، وضعتها علي رأس "طلعت" بدموع ولسانها يردد أدعية دون توقف كأنها تعلم بأنه أقوى من ما تفعله...ينير القمر سطحه فتتمايل أمواجه بدلال، فكأنه يرفرف بفرحة لأستقبال الغائب فكان يقف "مراد" أمام مياه البحر بأشتياق لهوائه المنعش فرغم سفره لعدة بلاد غربية الا أن لقلبه حنين كبيراً لمصر ونيلها وكل شبراً بها...إستند بيديه علي الحاجز الذي يفصل بينه وبين المياه العميقة ليوزع نظراته علي الناس من حوله ببسمة هادئة،وقف "رحيم" لجواره ليناوله كوب من الحمص الشام تطلع له "مراد" بأستغراب فأشار له بسخرية_متخافش مش فيه سم...إلتقط الكوب منه مشيراً له بالنفي فقال بدهشة_عرفت منين أني بحبه...إبتسم الأخر بتهكم_هو في حد بمصر مش بيحبه!...تعالت ضحكات "مراد" ليرتشف محتويات الكوب قائلاً بتأييد_عندك حق...وقفوا جوار بعضهم يتأملون المياه بصمت وشرود، إستدار "مراد" إليه قائلًا بعد محاولات للحديث_ليه "أشجان" بتخاف منك كدا...إمتعضت ملامحه جراء ذكرها ليجيبه بحزن_لأنها مشفتش غير شخصية "رحيم زيدان"...كانت كلمات مختصرة ولكنها شاءت بالكثير،عادوا للصمت مجدداً إلي أن قال مجدداً _شكراً لأنك وفرت حماية لحنين في غيابي...رمقه بنظرة عميقة ليستدير بجسده إليه قائلًا بسخرية_معقول بتشكرني!...تعالت ضحكات "مراد" ليشير له بكتفيه_شرفت الزمن...أشار له" رحيم" بتأييد_شوفت... الدنيا مش بتسيب حاجة علي حالها...تابع الحرس الخاص بالجوكر الحوار بينهما بتعجب شديد كذلك حرس الأسطورة كانوا يقفون علي مسافة قريبة منهما بدهشة تستحوذ علي الوجوه...أنهى "رحيم" إرتشاف كوبه ليضعه جانباً مشيراً له بهدوء_إرجع أنت القصر...وتركه وتوجه لسيارته التي أسرع السائق بفتح بابها، ضيق عيناه بأستغراب _رايح فين؟!..أجابه "رحيم" بغموض_صديق عزيز ...هشوفك بعدين...أشار له ببسمة هادئة ليصعد لسيارته هو الأخر لتتحرك به للقصر...نظراً لما حدث إقترحت "منة" بأن تلغي حفلة الخطبة لتجعلها بنطاق الأسرة حتي تري ماذا سيحدث بعد ذلك وخاصة بموضوعها المجهول...تمددت علي فراشها بعدم رغبة بالنوم فأخذت تتطلع لخاتم الخطبة بيدها بأرتباك من القادم، إستحوذ عليها الفكر ليجعل آلامها تزداد أكثر من قبل...نهضت عن الفراش بشجاعة إستحوذت عليها فجأة فجذبت حجابها لترتديه علي بجامتها ذات اللون الوردي لتسرع إلي قصره وكان لشجاعتها مفعول محدد للأنتهاء، تعلم بأن الوقت تأخر للغاية ولكنها لن تخسر شجاعتها للحديث...بقصر السيدة "عظيمة"...زفر "آدم" بغضب_ما خلاص يا عم أنا قرفت في أم الملف اللي بتعلمني عليه للفجر دا!...رمقه "جان" بغضب_تصدق أنا غلطان أني جيت أعلمك هنا بيني وبينك بدل ما تتفضح بالشركة...مرر "آدم" يديه علي شعره بضيق، ليجذب المياه الموضوعة علي الأريكة ليرتشفها بضيق بدي بلهجته_مهو أنت مختار يوم صعب من الأحداث اللي حصلت فيه...أغلق "جان" حاسوبه ليستند بظهره علي الأريكة ليشاركه الحديث بما حدث_كل دا مأثرش معايا اللي فارق معايا بجد ومضايقني جداً أني هفضل مع البني آدم دا بأوضة واحدة معرفش أزاي!..تعالت ضحكاته قائلاً بسخرية_مش قادر أتوقع بجد أنت وريان طب إزاي!..إحتدت نظراته فتنحنح سريعاً _أسف بس الحماس أخدني مأنا معرفش مين هيكون معايا بالأوضة بس عمتا هكرهه لأني بحب أكون لوحدي فاهمني؟...إبتسم "جان" بسخرية_طب وبعد الجواز؟...لوي فمه بتهكم_بتفكرني ليه علي المسا دي كانت جوازة الهم، معرفش أيه اللي خالاني أتهب في عقلي وأنزل "مصر" يمكن لو كنت عرفت أن قدري هيكون مع بسيوني كفة كنت توبت هناك..تعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق بكلماته المضحكة فقال بصعوبة بالغة بالحديث_ليه بس كدا؟..أجابه بضيق_بذمتك في حد لسه بيلبس نظارات كوبية؟!.. دي من العصر الحجري ولا طريقتها وأسلوبها بالكلام، دأنا ساعات بحسها مجنونة إمبارح واخداني تفرجني لأصحابها والنهاردة بتقولي خالينا ولاد عم وأنا إبن عمتها أساساً!...لم يتمكن جان من كبح ضحكاته حتي إحتقن وجهه بشدة، إستمعوا لطرقات علي الباب فأشار له بغضب _أكيد جاية تبلغني بقرارها الجديد تجاه علاقتنا المزرية...فتح "آدم" الباب ليتفاجأ بمنة أمامه، تطلعت له بأرتباك من قدومها بوقتٍ هكذا فقالت بتوتر_هو "فارس" موجود؟...أشار لها بالدخول ببسمة هادئة _أتفضلي الأول طيب...ولجت للداخل بأرتباك ليلحق بها وضعاً كلتا يديه بجيب سترته البيضاء فوقف مقابل لها، عدلت من حجايها بأرتباك_أسفة لو جيت بوقت زي دا بس أنا محتاجة فارس في حاجة ضروري..لاحظ خجلها البادي علي وجهها بحمرة الحياء فقال ليخف من حدة خجلها _أنتِ تيجي في أي وقت دا بيتك..ثم أشار لها على الدرج بنظرات ساخرة_الاستاذ في أوضته وربنا معاكي وتعرفي تصحيه بس خلي بالك بيفتح الباب فجأة وبيهجم بالضرب من غير ما يهمه اللي قدامه تبقي جدته ولا أخوه الكبير ولا الشغال المسكين اللي قرب يقدم إستقالته...إبتسمت علي كلماته اللطيفة فكانت تظن بأنه يتفوه بها ليضحكها، صعدت "منة" للأعلى حتي وصلت لغرفته، طرقت الباب مرات عدة ولكن دون جدوى، بدى أن حديث آدم لم يكن بالمزح مطلقاً...إنفتح الباب مرة واحدة ليلقي بوجهها الحذاء بقسوة مما أثار فزعها لتتفاجأ به يقف أمامها عاري الصدر بسرواله القصير وبيديه الحذاء الأخر وكأنه علي وشك إعادة ضرباته المتتالية، ضم يديه لجواره بتعجب:_"منة"!..إحتضنت وجهها بيدها ظناً من أنه سيعاود ضربها بحذائه،ألقي بالحذاء أرضاً ليقترب منها بحرج:_أسف يا قلبي إفتكرتك الواد" آدم" معرفش أن الجميل هيزرني بالوقت دا...أشاحت بعيناها أرضاً بخجل وتباعدت عدة خطوات فضيق عيناه بذهول ليتطلع لذاته فأشار بضحكة مرتفعة:_أه فهمت طيب ثواني...وولج لغرفته ليخرج بعد دقائق وهو يعدل من قميصه حتي إنتهى من إتدائه فخرج معها لشرفة المنزل الخارجية...وقفت علي بعداً منه تتأمل المساحات الشاسعة من أمامها بصمت ليبتسم "فارس" بغزل:_لو كنت أعرف أن لما ألبسك الدبلة هوحشك وهتيجي جري تشوفيني كنت لبستهالك من زمان...إستدارت برأسه إليه ليرى علامات الحزن العالقة بعيناها فقال بلهفة:_مالك يا "منة"؟...زفرت وكأن شيئاً عالق بصدرها يأبي الرأفة بها، فرةت بأصابعها ببعض الضيق:_"فارس" أنت بتثق فيا؟...ضيق عيناه بأستغراب:_أنتِ جاية بالوقت دا عشان تسأليني إذا كنت بثق فيكِ ولا لا؟!..شعرت بأنها فقدت شجاعتها بالحديث فخطت بضعة خطوات للخارج قائلة بأرتباك:_أشوفك بكرا...تصبح علي خير...جذبها من معصمها بأستغراب:_في أيه يا"منة"، أنتِ مش طبيعية بقالك فترة حتي كلامك دلوقتي غريب جداً..سحبت يدها بغضب غير متوقع وكأنها تبحث عن شيء لتسلط حججها عليه:_قولتلك ألف مرة متمسكش أيدي يا "فارس"، أحنا لسه مخطوبين علي فكرة...لم تكن معرفته بها ليوم أو لشهرين بل عمراً كاملاً جعله يعرفها جيداً، سحب "فارس" المقعد ليشير لها بهدوء:_إقعدي...إبتلعت ريقها بأرتباك لعلمها بأنه إستكشف غضبها الزائف، جلست على المقعد بهدوء ليجذب المقعد الأخر الأسود ليجلس أمامها بنظرات عميقة:_ أنتِ مش محتاجة تسأليني سؤال زي دا...رفعت عيناها إليه بنظرة غامضة فحك ذقنه النابته ببسمة ساخرة:_بعيداً عن أني غيور بس دا غصب عني لأني بعشقك فمش بأيدي أغير عليكي من لمسة الهوا حتي!...رسمت بسمة علي وجهها بصعوبة لتقطعها دمعات مؤلمة خذلتها لتفشي أمرها أمامه، قرب المقعد منها بلهفة:_متحاوليش تكدبي عليا قوليلي مالك؟!..رفعت عيناها إليه لتشدد من ضغط يدها فوق بعضها بقوة، وزع نظراته بين يدها وعيناها ففرق يدها بعيداً عن بعضهما قائلاً بقلق:_أنا زعلتك في حاجة؟...أشارت له بلا لتبدأ بالحديث بأرتباك:_في حاجة بحاول أقولهالك قبل ما نتجوز بس مش قادرة..ضيق عيناه بأستغراب:_حاجة أيه دي؟!...إزداد إحتقان وجهها لتبدو بحالة لم يرأها بها فارس من قبل، طوف يدها بيديه ليحثها علي الحديث:_في أيه يا "منة" قلقتيني...زفرت بأختناق لتنهض عن مقعدها قائلة بتوتر:_مفيش هنتكلم بعدين...أجابها بتصميم:_وأنا مش هسيبك من غير ما تتكلمي...سقطت الدموع من عيناها:_ياريتني أقدر...وتركته وأسرعت بالهبوط فتركته بحيرة من أمره وهو يراقبها تبتعد فحاول أن يوقفها ولكنه لامس حاجتها للفرار من نظراته وأسئلته...فتح باب منزله ليجده يقف أمامه، ردد "يوسف" بتعجب_"فريد"...إبتسم" رحيم" مردداً بأشتياق:_محدش بيندهني بيه غيرك...إحتضنه" يوسف" ببسمة هادئة:_حمدلله علي سلامتك...إحتضنه الأخر ليدخل معه للمنزل فجلس على الأريكة المقابلة للشرفة التي تزف دفعات من الهواء المنعش بأستقبال هذا الضيف الغائب، مرت دقائق ومازال كحاله يجلس أمامها فوضع "يوسف" صنية الشاي علي الطاولة؛ فجذب "رحيم" الكوب بتفحص ليبتسم ساخراً:_مش عارف حبك أيه في الشاي التقيل دا!...أجابه بغرور_بيعدل الدماغ أنت عارف حاجة...أشار له بتهكم علي حديثه المبالغ فيه _طيب ياعم براحة علينا...تردد بكلماته ولكنه تحدث بنهاية الأمر:_" أشجان" إتقبلت وجودك؟...وكأنه ذكره بموضع آنينه المحال فوضع الكوب عن يديه مشيراً له بألم:_الطريق لسه طويل يا" يوسف" واللي عملته مكنش هاين...إبتسم" يوسف" بتهكم:_معترف بأخطائك ولسه مستمر فيها...ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل حديثه ببعض الغضب:_حبسك ليها بالقصر...زفر بألم يحتجزه بقلبه بجمود:_غصب عني يا "يوسف" أنا ممكن أعمل أي حاجة في الدنيا غير أنها تبعد عني تاني...لوي فمه بتهكم من فكرة تغيره فاقترب منه "رحيم" قائلًا بحماس بحديثه:_أنا إتغيرت عشانها..أشار له ببسمة ساخرة:_هي مش هتشوف التغير دا يا "فريد" لأنها مش شايفاك...أعاد خصلات شعره للخلف بغضب أفرغه عليها فكادت بأقتلاع جذوره، شعر "يوسف" بحدته فعاد للحديث بحزن:_أنا مدخلتش المكان دا من ساعة ما شوفتها، خوفت أوجهها تاتي يا "فريد" نظراتها اللي كلها عتاب، عيونها اللي ملاها الحزن، قلبي اللي بيتقطع لأنه حاسس بألمها وشايفها وهي بتكتم جواها الرجاء ليا بأنها تخرج من المكان دا بس خايفة عليا منك كل دا بيقتلني...ثم زفر بضيق:_أنا مش عارف أعمل أيه من ناحية أنت ومن الناحية التانية هي و"نغم"، حاسس أني عاجز ومش عارف أخد قرار..نهض "رحيم" عن مقعده ليتوجه للشرفة فلحق الأخر به، تنفس بعمق ليستدير ليوسف ببسمة غامضة:_أنا نهيت عداوتي مع أخويا وبحاول أرجع العيلة لبعضها من تاني..._أيه؟!.قالها "يوسف" بصدمة فأبتسم مؤكداً له بكلماته كأنه يثبت له بأنه يجني ثمار وجودها معه!:_كل دا عشان "شجن"موجودة بحياتي يا يوسف...ثم قطع الخطوات بينهما ليكمل بألم:_ومستعد أعمل كل دا عشان هي جانبي، أنا بتغير للأحسن عشانها وبس...إرتخت ملامحه بحزن علي رفيقه فرفع يديه علي كتفيه كنوع من الدعم ليسترسل حديثه بأمل:_أنا عندي ثقة أنها هتتقبلني في حياتها، عارف أني هعاني بس مش هيأس يكفي أني بشوفها كل يوم قدامي...ثم قال _خاليك أنت بس جانبها، إديها طاقة أنها تكمل، خاليها تشوفني يا "يوسف"...أشار له بحزن_هحاول...إبتسم رحيم ليربت علي ذراعيه ثم غادر دون أن ينبت بكلمة...بقصر "رحيم زيدان"وجدت ذاتها معه بنفس الغرفة، شجاعتها الزائفة تخلت عنها!..أغلق "مراد" الباب ثم خلع جاكيت بذلته الأنيقة ليبدأ بفك أزرار قميصه الأبيض إستعداداً للنوم...تطلعت له بفزع لتشير بصدمة_أنت هتنام هنا بنفس الأوضة؟...إستدار ليكون مقابل لها، فرفع أحدي حاجبيه بأستغراب_عندك إعتراض؟...تلاشت ملامح ذعرها ببسمة واسعة مصطنعة تخفي خوفها به_لا طبعاً هعترض ليه؟...وتركته وتقدمت للأمام تحك وجهها لتبدأ بالحديث الجانبي بصوتٍ منخفض للغاية_هينام هنا إزاي يعني لا لازم تتصرفي يا "حنين"...وإستدارت إليه مجدداً _طيب جاوبني أنت بتمشي وأنت نايم..ضيق عيناه بدهشة _نعم؟!..إسترسلت حديثها دون أن تعبأ بكلماته_طيب عندك أي أمراض مزمنة بدل ما تقرفنا معاك..رفع يديه علي مقدمة رأسه بيأس يحاول التحكم بصداع رأسه الذي يزوره كلما رأى هذة المجنونة...تركها تتحدث وتوجه لحقائبه الموضوعة بجانب بالغرفة جذبها للفراش ليختار منها بنطال أسود اللون وتيشرت أبيض قطني جذبه ليتوجه سريعاً لحمام الغرفة قبل أن يجن أمام تلك الفتاة!...رمقته "حنين" بنظرات قلق_دي نفس نظرات المغتصب قبل ما ينفذ عمليته الدانيئة لازم تاخدي حذرك يا حنين مأنتِ عماله تعاكسي فيه بره هيفكرك سهلة جوا...ثم وضعت يدها علي رأسها بتفكير لتتطرق علي أصابعها بسعادة _بس لقيتها...بالداخل...أنهي إرتداء ملابسه بضيق من إرتداء التيشرت قبل نومه فهو أرتداه لاجل البقاء معها بنفس ذات الغرفة حتي لا تخجل هذة القصيرة كما أطلق عليها!...خرج الجوكر للغرفة ليقف محله بصدمة مما رأه، رسمت حنين البسمة بصعوبة وهي تحاول التمسك بالغطاء(اللحاف) حول جسدها ورأسها بعناية وهي تحاول الجلوس بهذة الحالة علي الأريكة التي لا تحتمل وزنها الزائد بسبب إرتدائها لعدة أغطية الفراش!...إقترب منها بصدمة_أيه كل دا؟..أجابته ببسمة مصطنعة_الجو تلج هنا بعد عنك دانا دورت علي دافية هنا أو اي حاجة أتغطي بيها بس ملقتش قولت أتصرف في الجو اللي كله أمطار دامرر يديه بين خصلات شعره البنية كمحاولة لمنح ذاته الصبر علي ما إبتلاه به الله، رفع ساعة يديه بتفحص ليردد ببسمة يخفي حولها غضبه الكبير _اعملي اللي يريحك بس احرصي أن ميكنش ليكي صوت لأني زعلي وحش وغضبي أوحش...وأشار علي ساعة يديه المشابهة لساعتها لحداً كبير _معاد نومي...وتركها وتوجه للفراش ليجذب رموت التكيف فرفع درجاته لشعوره بالحرارة الشديدة والأخري تكاد أن تنهار من فرط العرق والحرارة التي تجتاز جسدها، أغلق "مراد" الأضاءة ليتمدد علي فراشه براحة ليغلق عيناه مدعياً النوم حتى يعرف ماذا تخطط هذة المجنونة...حاولت النوم علي الأريكة فلم تسعها لحجم الغطاء فحملته وتوجهت لتتمدد أرضاً، لم يتمكن من النوم إطلاقاً فعادته لزمته لأعوام، فتح عيناه الزرقاء بخفة ليتفحص موضعها ثم خلع التيشرت بسرعة وألقاه أرضاً ليتفاجأ بصراخها الهيستري، فتح الضوء قائلًا بأستغراب_في أيه؟!..نهضت عن الأرض لتشير له بيد مرتجفة بخداع_أنت قلعت التيشرت ليه؟...تتطلع لذاته ثم لها _ودا يخصك في أيه؟!...صعدت فوق الأريكة لتشير له بغضب _يخصني في أيه يا أستاذ يا محترم أنا عارفة نيتك من أول ما دخلنا المكان دا...كبت ضحكاته بصعوبة علي مظهرها المضحك فقال بحذم جاهد له _وكانت فين النية دي طول مأنتِ في بيتي يا مجنونه؟!...حكت طرف أنفها بتفكير _أه...ثم عادت لموجة غضبها بعدما إنتهت من تفكيرها المطول_وأنا إيش ضراني أنك مراد حبيبي المحترم نفسه مأنت من ساعة ما رجعت من السفر وأنت إتبدلت لدرجة أنك إتصلحت مع إبليس اللعين...مرر يديه لحركات دائرية حول رأسه قبل أن ينهض لقتلها، نهض عن فراشه لتتراجع لأخر الأريكة وهي تشير له بتحذير ظناً بأنه يتقدم منها!...جذبت حذائها من علي الأرض كأستعداد لما سيحدث ولكنها تفاجأت به يجذب التيشرت الخاص به ليرتديه حتي ينتهي من تلك المجنونة ثم عاد لفراشه قائلاً بلهجة مخيفة_إتاخرت ربع ساعة علي معاد نومي فلو المدة طالت أكتر من كدا خافي علي نفسك بجد...تمددت أرضاً بخوف فهي تعلم قواعده، أغلق الضوء مجدداً ثم غفل مجدداً لينهض علي صراخها مجدداً!...تركت الغطاء وركضت علي الفراش مسرعة لتستقر جواره مشيرة له علي الأرض بصراخ خلع أذنيه_في حاجة عدت من جانبي وأنا نايمة...تطلع "مراد" للأرض ليجدها فارغة والأخرى تشدد من تمسكها بذراعيه ففتحت عيناها لتجده يرمقها بصمت وملامح غضب تسيطر عليه، تحررت أصابعها من عليه لتردد بخوف _في حاجة عدت من جانبي والله...تطلع لها بنظرات أعلنت عن إنتهاء طاقته المصونة ليخرج عن رداء هدوئه، إقترب ليكون أمام عيناها فتطلعت له بأرتباك، جز علي أسنانه بحدة:_إختاري هتنامي فين ولو سمعت صوتك هخليكي تنامي فوق..إبتلعت ريقها بصعوبة:_هتقتلني؟!...أشار بيديه علي النجفة فشهقت بفزع لتمدد جواره جاذبة الغطاء علي وجهها بخوف طفولي، إبتسم رغماً عنه علي برائتها فتمدد هو الأخر لجوارها علي بطنه حتي لا يحتك بأصابة كتفيه التي مازالت تؤلمه بعض الشيء...عاد "رحيم" للقصر فتوجه لغرفته بغضب من محاولات كبح لهفته برؤياها بهذا الوقت المتأخر، أراد أن يجعلها تشعر بالأمان قدر المستطاع حتي بوجوده...أبدل ثيابه لبنطال قطني أبيض اللون وقميص فضفاض أبيض ثم خرج لشرفته ينفث غضبه بأعواد السجائر الخبيثة، واحدة خلف الأخرى حتي نفذت بأكملها، إنتصر عشقه علي محاولته المستميتة فتسلل لغرفتها!...تخبئ خلف ستار شرفتها المجاور لغرفته ليتأكد من غفلتها فولج للداخل علي أخمس أصابعه، إقترب حتي صار مقابل لها فأنحنى ليكون مجاور لها، رفع يديه بتردد بمخاطرة حمقاء ستقذفه لنقطة البداية ولكنه فعلها، إحتضن وجهها الدافئ بأصابعه وعيناه تناشدها لتخبرها بشوق كم يشتاق لرؤياها!...تمني من كل قلبه لو تمكن من إحتضنها، إبتسم بتهكم حينما رأها تنام بحجابها وكأنها تعلم بأنه يتسلل لرؤيتها!...خرج عن صمته بتأملها الدقيق قائلًا بأنين العشق بعيد المنال:_كان نفسي تسمعيني ولو مرة واحدة، كان نفسي تفهميني وتكوني أول واحدة تقدرني وتقدر اللي مريت بيه يا "شجن"، كان نفسي تواجهيني بغلطي بس سكوتك وخوفك ونظراتك كل دا بيقلتني...ليشير بألم علي موضع قلبه:_مفيش حد قدر يعذبني ولا يوجعني قد وجع فراقك عني رغم وجودك!...الضلمة اللي كانت جوا قلب "رحيم زيدان" كان جواها طاقة نور صغيرة ملكك أنتِ يا "شجن"!...كنت مستعد أرمي أكتر من كدا ورايا وأكمل الطريق معاكِ بس القدر مسمحليش بدا،خالاني أدوس عليكي برجلي، خالاني أشربك من كأس مر وأشوف بعيوني نتيجة لأفعالي فيكِ أنتِ يا نور عيوني!...وطبع قبلة خاطفة علي جبهتها قائلًا بأنفاس تحترق عشقاً:_بس أنا مش هستسلم بسهولة يا "شجن"...ونهض ليغادر غرفتها قبل أن تشعر به لتبتر قدميه ويتسارع دقات قلبه حينما رددت كلماتها الهامسة:_... "فريد"...إبتلع ريقه الذي جاف لتو ليستدير ببطء وبلهفة ليجدها تهمس من غفلتها بأسمه الأخر، أسرع ليجلس جوارها ليشعر بحلمها الثمين الذي يسترعي إنتباهها بأكمله لدرجة لم تشعر به، تمسك بيدها بأمل ليردد بتمسك_أنا جانبك يا "شجن"...أطبقت أصابعها الرقيقة علي يديه قاسية المعالم ليسحب قلبه ببطء ليظل جوارها ليلاً بأكمله جراء هذة اللمسة التي بادرتها هي من بين غفلتها!...إنكشف الستار لتطل الشمس بأشعتها الذهبية وخيوطها التي أنارت العالم بأكمله...بقصر السيدة "عظيمة"..ولجت للداخل بملامحها الغاضبة قائلة لجدتها بغضب_هو فين يا تيتا لو سمحتي اللي بيحصل دا تسيب البني أدم دا لازم يفسخ خطوبتي وحالا...كبتت ضحكاتها بصعوبة وهى تمتم بخفوت _الله يكون فى عونك يا ابني...ثم قالت بهدوء_ أنتِ مش ناوية تعقلي بقي يا "سما" أنتِ يوم أنت خطيبي ويوم لا خالينا ولاد عم أحسن! ..أنتِ دماغك راحة فين بالظبط ؟ ..عدلت "سما" من نظارتها الطبية قائلة بضيق_مش عايزاااه يا ناس الله وبعدين عمي ليه أختاروا ليااا ما ولاد عمامي وعماتي كتييير أشمعنا يختارلي المغرور دااا الله ...كبتت السيدة" عظيمة" ضحكاتها بصعوبة فهى ترى بعينيها حباً له ولكنها مازالت تنكره فأشارت الي غرفته بالأعلى _أهو عندك فوق أطلعي بلغيه بقرارك الجديد وربنا يلطف بيه وبيكِ..وتركتها وتوجهت لمطبخ القصر تكمل أعداد الفطور أما "سما" فراقبت الدرج بشجاعة مصطنعة ثم قالت _أطلع مطلعش ليه! ...وأكملت طريقها للأعلى حتى تبلغه بقرارها اليومي أما قرار الامس فكان بأنها خطيبته أمام صديقاتها و اليوم فتحمل قرار أخر ...فتحت الباب على مصرعيه قائلة دون النظر إليه _أسمع بقاااا أنا ولا هيهمني أيوتها حاجة أنا واحدة مش معترفة بيك كخطيب يا سيدي انا حرة فأنت لازم تطلع ابن حلال كدا وتعاملني كبنت خالك هأكون ممنونة لحضرتك وسيبك بقا من جو الوصية والكلام داااا عشان انا عارفة بعلاقاتك المتعددة يا سيد أمركيا..._فى أيه على الصبح ..نافورة وأنفجرت...قالها هذا الوسيم الذي كان ينقي من خزانته ما يليق به إستعداداً للذهاب للعمل، تطلعت له بصدمة حينما رأته يلف جسده العريض بمنشفة صغيرة تبرز عضلات صدره بحرافية فقالت بغضب وهي تزيح نظارتها _أنت أزاي تقف أدامي كداااا ...رمقها "آدم" بنظرة ساخرة _معلش مكنتش أعرف أنك هتقتحمي أوضتي زي الطور الهايج كدا ..إقتربت منه بغضب وهى تشير للحائط_أنا طور يا متبلد القلب والمشاعر والأحاسيس ..زفر بغضب وهو يشدد على شعره البني المائل للأصفر الذاهي ليجذبها لتقف أمامه قائلًا بغضب _أنا هنا ...أشارت له بحرج فعاونها على إرتداء نظارتها قائلًا بضيق _مفيش داعي للجدال تقدري تقولي قرارك أيه النهاردة وتخرجي ..أشارت له بتأكيد فأخرج ملابسه ثم أغلق الباب ليرتدى على عجلة من أمره فقالت بصدراً رحب _أنا قررت أكون بنت خالك وبس ...الدبلة دي شكليات فقط ..خرج بعدما تألق ببذلته السوداء الأنيقة فوقف يصفف شعره وينثر البرفنيوم الخاص به أمام المرآة، راقبته بتمعن وقلبٍ يخفق بشدة، تسللت الحمرة لوجهها فأعادت نظاراتها لعيناها كمحاولة لتخفيف توترها، حزم ملفاته بحقيبته الجلدية قائلاً بلا مبالة _كملي ..أجابته بحدة _خلصت ..أشار له بدون إكتثار_تمام يا بنت خالي .. مرضية كدا؟ ..قالت بأرتباك _جداً ..أشار لها ببسمة صغيرة ترسم بالكد _طيب أرجعي بقا بيتك يا شاطرة عشان مينفعش بنت خالي المحترمة تكون بغرفة ابن عمتها الساعة 6ونص الصبح ..أشارت له بحيرة _عادي مأنت خطيبي ..رفع يديه يخفف صداعه رأسه اليومي من تلك الحمقاء فأستعادت حديثها _ماشي همشي ...وتركته وتوجهت للخروج ثم توقفت بتذكر_أه نسيت أقولك ..عندنا حفلة خاصة بالجامعة كدا وأنا عايزاك معايا ..أجابها دون النظر اليها وهو يحذم متعلقاته _بصفتي أيه ؟ ..أجابته وهى تكبت غضبها _إبن خالي ..أجابها بخبث _مش فاضي عندك "سليم" وفارس" وباقي الشباب أختاري اللي يناسبك وروحي معاه ..توسطت خصرها بيدها _بس أنت خطيبي ولازم تيجي معايا ...إقترب منها بنفاذ صبر _أنا معنديش غير برج واحد وطار ...وأنتِ مستفضية نفسك يوم أنت خطيبي ويوم لا لما خنقتيني ...إبتسمت قائلة بخفة _أنت ابن عمتي بس دا ميمنعش أترسم بيك أدام زميلاتي دا شافوك مرة مصدقونيش لما قولتلهم أن المز دا يبقى خطيبي .._بره ...=عكيت الدنيا ولا ايه؟ .._بررره ..قالها "آدم"بحدة وهو يشير للباب بغضب _قولتلك بررره انا عندي ميتنج مهم ومحتاج عقلي وتركيزي ...الله يخربيت الوصية على بيت اللي فتح الوصية كان يوم أسود لما رجعت من أمريكا وحنيت لاهلي هلقيها منك ولا من "مراد" ولا من سي "رحيم" ...رمقته بنظرة غاضبة _أنت تطول يا معفن دانا اللي مضيقة من الوصية النيلة دي مجاش حظي غير معااااك أنت ما الشباب فى عيلتنا كتيبيبر ماشي يا عمي ربنا يرحمك بقا مأنت ميجوزش عليك الا الرحمة ...بالك أنت واحد مغرور زيك شايف نفسه عشان حلو حبتين أ...بترت كلماته حينما وضع يديه على فمها قائلًا ببسمة مصطنعة _الحفلة أمته؟ ..تأملت عيناه الرمادية بشرود ثم تمالكت ذاتها بغرور وهى تعدل حجابها _بعد بكرا ..جذب حقيبته قائلًا بضيق _جاااي ...وتوجه للمغادرة ليصطدم بشقيقه ..."فارس" ببسمة واسعة _صباحو فل يا دومي ...أجابه بحدة _صباح الزفت على دماغك أنت واللي فى بالي ..ضيق عيناه بعدم فهم فارتدى "آدم" نظارته السوداء وغادر مسرعاً تطلع له بصدمة فأستدار ليجدها تخرج من غرفته ليبتسم بتسلية _كان الله فى عونك ...وتوجه الأخر ليرى ماذا تخفيه معشوقته وترددت أمس بأخباره به!...بغرفة "مراد"فتح عيناه بتكاسل على صوت المنبه، أغلق عيناه وفتحهما مجدداً ليبتسم بخفة حينما رأها تغفل بأحضانه!...إبتسم بهيام بملامح تلك القصيرة التي حطمت حاجز قلبه الصلب، بدأت بفتح عيناها، إبتسمت ما أن رأته مقابل لعيناها لتهمس بعشق وكأنها ترى حلماً جميلاً كعادتها فهمست وهي تفرد ذراعيها بنوم_الأحلام دي مش هتنتهي بحقيقة بقي!...أجابها ببسمة خبث_أحلام أيه!..إستقامت بجلستها لتشير له ببسمة واسعة:_هحكيلكإستقام بجلسته هو الأخر بمكر_أحكي..كادت بالحديث لتتجمد الكلمات علي لسانها لتستدير برأسها إليه ببطء لتردد بصدمة:_حقيقة!..تباعدت عنه بسرعة كبيرة حتى كادت بالسقوط أرضاً عن الفراش فتمسك بها بضحكات عالية على تلك الحمقاء التي صرخت بفزع_متسبنيش هقع ورقبتي هتنكسر..أجابها ساخراً _لو لسانك اللي هيتضر مش هتردد ثانية واحدة..وجذبها بالقوة حتي إصطدمت بصدره لتتوه العينين ببعضهما فكانت فتوقف الزمان ليتطلع لها بغموض والأخرى ساكنة أمامه كالتمثال..فتحت "شجن" عيناه لتكون صدمتها من أبشع ما يكون وكأنها افاقت علي رؤية شيطان أمامها او قاتل سيقتص منها وربما ما ستفعله الأن سيجعل بينهما بحوراً وأميالاً!...