رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل التاسع عشر( نثرات الروح والهوى )توجهت "فاطمة" لغرفتها بصحبة "يامن" فوقف أمام باب غرفتها بتردد لاحظته هي فقالت بأستغراب _أنت كويس؟..حك طرف ذقنه النابت فيزيد من جاذبيته الرجولية ليجيبها ببسمة هادئة_مش عارف بس حاسس أني مش كويس...تطلعت له بعدم فهم فتطلع للروق بجواره ليجد عدد لا بأس به من الأشخاص لذا أشار لها بالأقتراب فأنصاعت له ليهمس جوار إذنيها حتي لا يستمع لهما أحداً هكذا ظنت هي،إبتسم وهو يشم عبيرها الخاص ليردد بصوتٍ مهلك _حاسس أني حبيتك وللأسف مضطر أقلب الجوازة دي لحقيقة..تطلعت للفراغ بصدمة من كلماته حتي أنها إصيبت بأرتباك مخيف بمشاعرها فتارة تبتسم وتارة تخفي وجهها خجلاً حتي حسمت قرارها الأخير فأبتعدت عنه سريعاً قائلة بأرتباك وهي تخفي عيناها عنه _تصبح علي خير يا "يامن"..كادت بأغلاق بابها ولكنه دفشه بذراعيه برفق ليقول ببسمة حالمة_الله علي إسم "يامن" اللي طالعه تترقص بلحن صوتك الجميل دا..تطلعت له بغضب مصطنع _الله، أنت شربت حاجة تحت ولا أيه؟!..غمز بطرف عيناه _لا قلبي اللي شرب مش أنا...حاولت التحكم بذاتها فقالت بضيق مصطنع_لو مش مشيت من هنا هطلبلك أمن الفندق...إقترب منها بوجهه ببسمة ساخرة _هتقوليلهم أيه؟!... جوزي بيعاكسني في نص الليل؟!..ثم تطلع لعيناها قائلاً بمرح_لو عايزة فضايح ولمة ممكن علي حاجة تستاهل أقلع الجاكيت وأغنيلك مهرجنات بهوايا وبنت الجيران للصبح وقبل ما هتطلبي الأمن هتلقيني شرفت كل صفح السوشيل ميدا شاهدوا فضيحة إبن المتر العظيم "عباس صفوان" وهو يدندن لزوجته..إبتسمت بخجل فأقترب ليقف أمامها مجدداً قائلاً بعشق_الاحساس اللي جوا قلبي دا بختبره لأول مرة يا "فاطمة"...رفعت عيناها له بنظرة مطولة قطعتها لحظات الصمت وإجابات العينين، أغلقت الباب سريعا ببسمة مشرقة تغلف وجهها برقة متناهية ودقات قلبها تكاد تقف من فرط إرتباكها، ولجت للداخل فظلت بملابسها لدقائق مرت عليها كالهفوات فسماع صوته ورائحته العطرة تحيط بها، إستمعت مجددا لطرق باب غرفتها فأسرعت للباب لتفتحه قائلة ببسمة واسعة _وبعدين معاك بقي يا "يامن"!...بترت كلماتها حينما رأت من يقف أمامها لتردد بصدمة_"إياد"!..وقبل أن تتحدث كان قد كمم فمها ليدفشها للداخل مغلقاً الباب جيداً، ليدفشها بعيداً عنه، تطلعت له بذهول فقالت بغضب_أنت بتعمل أيه هنا؟!، وليه قفلت الباب؟!..أجابها ببسمة ساخرة_وأنتِ من أمته بيفرق معاكِ إذا كان الباب مقفول ولا مفتوح الأهم عندك أن شخص واحد ميشفكيش علي حقيقتك الزبالة..رددت بخوف وهي تبتعد عنه _أيه اللي بتقوله دا!..أشار لها بحقد_حقيقتك القذرة اللي هحاول أتعامل معاها بالطريقة اللي تناسبك..وأخرج من جيب جاكيته إبرة لمحقن غليظ للغاية، إبتلعت ريقها برعب فركضت للباب سريعاً ولكن يديه كانت الأسرع لها، صرخت بجنون _ألحقوووني.. "يااااامن"... أ..بترت كلماتها حينما كمم فمها بيديه ليدفشها علي الأريكة بقوة ويديه تعيق حركت جسدها واليد الأخري تعيق صرخاتها، فقط عيناها المتيقظة لكل حركة يفعلها، بكت بخوف من نظراته المخيفة، أشمر "إياد" عن يديها ليثبتها جيداً ثم حقنها ببراعة بوريدها لسهولة حقن ذاته بالمخدرات اللعينة التي أذهقت عقله قبل بدنه، إبتعد عنها بعد ما يقرب الخمس دقائق ليبتسم بأنتصار_صرخي يا "فاطمة" أو أقولك أهربي يلا...لفظت أنفاسها الثقيلة بصعوبة وهي تتطلع له ببكاء حارق فحاولت النهوض لتلوذ بالفرار ولكن ما أن وقفت علي قدماها حتي سقطت أرضاً بجسد مشلول ولكن بعقل وعينان متيقظة جيداً، شهقت ببكاء وهي تحاول تحريك اي جزء من جسدها أو حتي صوتها المكبوت ولكنها لم تستطيع، إبتسم وهو يتأمل حالتها المذرية فحملها بين ذراعيه بنطرات أخفتها، وضعها علي الفراش والأخري تحرك عيناها له بضعف والبكاء يشتد بحدته، جذب المقعد ليقترب منها ثم جلس مقابلها ليرتشف سيجاره ببسمة شيطانية وينفث دخانها بوجه من تتطلع له برجاء وهي تبذل قدر ما تستطيع للحديث، أخرج من جيب جاكيته كيساً أبيض من المخدرات ثم أخرج النقود ليلفها بشكل مستقيم ليشمها أمام عيناها المفزوعة مما ترأه، هل كانت سترتبط بهذا اللعين؟!...رفعت عيناها للسماء ببكاء وهي تحاول تحريك لسانها الثقيل بعينان تدمعان بدل الدموع القهر بطلب العون من الله بأن لا تقع فريسة بيد هذا اللعين، ألقي ما بيديه ليقترب منها بهمساً كالفحيح_جيتي لحد هنا عشاني بس شايف أن قصتكم قلبت بجد..أغلقت عيناها بقوة فحتي التحكم بوجهها فقدته فأصبحت غير قادرة على إبعاده عن أنفاسه الكريهة، إسترسل حديثه بسخرية_بس يا تري لما الزوج المصون يجي لحد هنا ويشوفنا مع بعض بدون أي مقاومة منك هيكون رده أيه؟!أغلقت عيناها بدموع غزيرة وهي تشير له قدر المستطاع بالا يفعل بها كذلك ولكن بكائها كان يزيد بسماته الدانيئة!، جذب حجابها ليلقي به أرضاً لتزداد شهقاتها بضعف وهي تتمني الموت علي ما يحدث معها من شخصاً كان يوماً إختيارها!..بغرفة "يامن"..جذب المنشفة من علي خصره بعدما أخذ حماماً مريح له ليرتدي بنطاله القطني الأبيض ببسمة حالمة برؤيته لوجهها الرقيق الذي يلاحقه كالنسمة العليلة، إنكمشت ملامح وجهه بأستغراب حينما إستمع لطرقات باب غرفته فجذب قميصه ليرتديه بأهمال لرؤية من الطارق!..تفاجئ بها أمام عيناه وهي تتأمله بمنتهي البرود حتي أنها ولجت للداخل دون أن يسمح لها بذلك!...،جلست علي الأريكة بغرور ليترك "يامن" الباب ليتوجه لها بغضب_أنا سمحتلك تدخلي؟!..أشارت له "صباح" ببسمة لا تليق بها_أقعد يا "يامن" عايزاك..إستند بجسده علي الأريكة المقابلة لها ببسمة ساخرة_أنتِ مبتفهميش عربي!..نهضت عن الأريكة لتقترب منه بطريقة مقززة للغاية _بفهم كل لغاتك يا "يامن" زي ما أنا فاهمه تقربك من "فاطمة" ليه؟!..أبعد يديها عن قميصه بتقزز _لا واضح أنك بتفهمي..تطلعت له بنظرة ظنتها مغرية لتكمل حديثها بغرور_أنت بتعمل كل دا عشان بتحبني وعايزني أرجعلك وأنا خلاص يا روحي رجعت.إبتسم بعدم تصديق ليقول بسخرية _بجد؟..أشارت له ببسمة واسعة _أيوا يا حبيبي خلاص الأمور بينا لازم تتحل..وبنبرة محفوفة بالخبث قالت _زي ما "إياد" و"فاطمة" خلاص إتصالحوا..إستقام بوقفته بغضب_دا في أحلامك.تعالت ضحكاتها لتقول بمكر_لا يا بيبي بالواقع وحالياً "إياد" في أوضتها إحسبها أنت بقي با روحي..جحطت عيناه لتقترب منه فدفشها بغضب ليسرع لغرفة "فاطمة"، طرق بابهافلم تستجيب لطرقه فركل الباب بقدميه لييتجيب له بعد عدد من المرات، ولج للداخل يبحث عنها بجنون ليجدها علي الفراش بين يدي "إياد" الذي جاهد ليجعله يرأها بين يديه بأرادتها...نقلت نظراتها لمن يقف أمامها ببكاء حارق ظناً من أنها خسرته ولكنها تفاجئت به يجذبه بغضب مميت ليلكمه بكل ما أوتي من قوة ليصرخ بها بجنون _كلب، والله لأقتلك مكانك يا زباله..لم يشغل فكرها أن كان صدق الأمر أم لا الأهم من ذلك أنها علي ما يرام فقد ارساله الله بالوقت الصائب لنجدتها، إمتلأ وجه "إياد" بالدماء من فرط قوة "يامن" فكان كالذي جن لا يغي ما يفعله فرؤيته مقترب منها جعل عقله يتنازل عن مهامه ليحل الجنون، علي صوت حطام عظامه والأخر يصرخ ألماً حتي فقد الوعي، أعاد "يامن" خصلات شعره المتمردة علي عيناه بفعل حركاته الفوضوية للخلف بغضب كاد بأقتلاع جذورها، أسرع للفراش ليرفع وجهها إليه ليري دموعها وهي تتطلع له بتراقب لما سيظنه بها، حركها بين يديه بخوف_"فاطمة" متخافيش يا حبيبتي أنا هنا...وجدها ساكنة بين ذراعيه كالجثة ولكن بعينان تبصران وتغردان غلي غزفة ألم بدموع غزيرة، تفحصها بنظرة شاملة ليحركها بجنون _عمل فيكِ أيه إبن ال...دموع لا حصى لها إجابه لسؤاله، وقعت عيناه علي الابرة الموضوعة أرضاً فتركها وتوجه إليها ليجذبها بتفحص فأسرع لها ليجذبها لذراعيه بتفحص لذراعيها ليجد دماء دائرية صغيرة تحيط بذراعيها لتأكد حدثه فأحتضنها بخوف ليردد بفزع_إبن ال...، ثم أخرجها ليزيح دموعها بأنامله_متخافيش يا "فاطمة" أنا جانبك مش هسيبك..حاولت بصعوبة تحريك لسانها ولكنها لم تستطيع فكبتت شهقاتها ببكاء مزق قلبه فجذب فستانها ليلبسها إياه علي قميصها القطني الذي كانت به ثم سندها علي الوسادة ليتوجه إليه بعدما رأي ما فعله بزوجته ليركله بقدميه ببطنه بغضب مميت ليتأوه "إياد" الذي بدأ يستغيد واعيه ليفقده مجدداً علي أثر ضربات إياد القوية، لفظه "يامن" بأبشع الشتائم لينفث عن عاصفة قلبه، جذب هاتفه من جيب سرواله ليرفعه علي أذنيه وبقدميه يركل من يتمدد أرضاً، ليصيح بغضب_أيوا يا "بابا"، الكلب اللي إسمه "إياد" إتعرض لفاطمة في أوضتها..._لا قانون أيه أنا هدفنه هنا.._متقوليش أتزفت إهدأ، بقولك كان عايز يتحرش بمراتي وتقولي حكومة!..زفر بغضب وهو يتحكم بذاته _هيا نص ساعة لو متصرفتش هقتله مكانه هنا واللي يحصل يحصل...وألقي بهاتفه أرضاً ليشدد علي شعره بجنون وهو يجوب الغرفة كالأعصار وكلما تطلع لها وهي تتطلع له بقهر يجن جنونه علي "إياد" الفاقد للوعي، إرتجف جسدها علي أثر خروج المخدر من جسدها فأسرع إليها "يامن"، إحتضن وجهها بيديه لتزيح خصلات شعرها للخلف قائلاً بحنان _إهدي يا "فاطمة"..حركت لسانها بصعوبة لتمتم بكلمات غير مفهومة فقرب أذنيه منها ليستمع لما تود قوله لتمتم بدموع_ ي... ا... م... ن..(يامن)..مسد علي شعرها بخوف من حالتها _أيوا يا قلبي أنا جانبك..بكت وهي تتطلع له بضعف ليتحرر جسدها أخيراً ولكن مع صراخها القوي كأن صوتها كبت لمئات السنوات لتصرخ بقهر وجنون وبكاء متواصل، إحتضنها "يامن" بقوة وهي تشدد من إحتضانه ببكاء كأنها فقدت شغفها بالحديث، طرقات علي باب الغرفة جعلته يجذب حجابها ليضعه علي رأسها لتتمسك بيديه المحاطة للحجاب من حول رأسها بنظرة يشوبها الأمتنان والحب، قبل رأسها مردداً بغموض_راجعلك تاني.وتركها وتوجه ليرى أمامه عدد لا بأس له من ضباط الشرطة فعلم أن أبيه تحرك علي أكمل وجه فبالنهاية مركز كمركزه يجعله مهيب للسلطات، جدبوا "إياد" و"صباح" لسيارتهم فصعد "يامن" للأعلي مسرعاً بعدما تأكد من ذلك ليدلف لغرفتها مجدداً ليجدها فارغة، إنقبض قلبه بجنون فركض بأنحائها ليردد بجنون _"فاطمة".." فاطمة"...فتح باب حمام الغرفة بخوف ليتخشب محله حينما وجدها تجلس أرضاً أسفل مياه الدش بملابسها ودموعها تنسدل علي وجهها فتختلط مع المياه كأنها شلال عميق، إقترب منها ليعاونها علي الوقوف غير عابأ بالمياه التي حاوطت جسده، رفعت عيناها له لتقول بصوتٍ متقطع_كنت خايفة أنك تفكر أني ب...قطع حديقها حينما وضع أصابعه أمام وجهها فأجبرها علي الصمت فأكتفت ببكائها الحارق لترفع عيناها له مجدداً قائلة بهمساً خافت _أنا كمان بحبك علي فكرة..إبتسم بسعادة ليحتضنها بفرحة فرضعت رأسها علي صدره بأستسلام لأثر المخدر فذهبت بنوماً عميق أثر تعبها المفاجأ وما تعرضت له، شعر بأنتظام أنفاسها، نادها بتعجب _"فاطمة"!..أبعدها عن أحضانه لتصبح أمام عيناه غافلة بأمان، إبتسم وهو يتأمل ملامحها فأغلق المياه ثم حملها بين ذراعيه ليضعها علي الأريكة ليجدب ملابس لها من الخزانة ثم إقترب منها ليحاول إفاقتها_"فاطمة" غيري هدومك الأول..لم تنصاع له فكانت بسبات عميق، وقف يتأملها بأرتباك من فكرته المجنونه نعم هي زوجته ولكنه يحترم كبريائها للغاية!، لن يتركها لتمرض ولن يتركها لشيطان ذاته يتمكن منه،جذب حجابها ليعصبه حول عيناه ثم أغلق الضوء ليبدل لها ثيابها بسرعة كبيرة ثم فتح الضوء ليتطلع لها ببسمة رضا حينما أبدي جيداً بعدما ألبسها بيجامة قطنيه باللون الوردي، زفر بأنتصار فتطلع لذاته ليجد ملابسه مبتلة للغاية حتي غرفتها كانت غير مرتبة بالمرة لذا حسم أمره، فجذب إسدالها ليلبسها إياه ثم توجه لغرفته فوضعها علي الفراش ليبدل ثيابه سريعاً ثم تمدد علي الأريكة البعيدة عن الفراش بوعيد لهذا اللعين إن لم يتمكن والده من حبسه لعدة سنوات سيقتص هو منه...بقصر "رحيم زيدان"..هبط للاسفل بعدما أخبره الخادم بأن "جان" بالأسفل ويريد مقابلته، هبط ليجلس علي مقعده وضعاً قدماً فوق الأخري بثبات ليجذب سيجاره قائلاً وعيناه تتفحص ساعة يديه _أكيد موضوع مهم عشان تطلب تقابلني بالوقت دا!..تطلع له "جان" مطولاً ليقطع سيل النظرات بكلماته الهادئة_دادة"كوثر" و"سلمى" قاللولي علي اللي عملته معاهم وزيارتك "لسلمى" بعد أخر عملية عملتها ووقوفك جانبها..._دا سبب وجودك؟!..قالها "رحيم" وعيناه ترمقه بثبات فتطلع له "جان" بغموض_أنا جيت هنا عشان أشكرك يا "رحيم"..إبتسم بسخرية_تشكرني!، تشكر اللقيط اللي عمك جابه من الشارع عشان يربيه!..وضع عيناه أرضاً بخزي ليقول بندم_دا كان زمان يا "رحيم" كل دا راح مع الماضي...صاح بغضب_دا عندك أنت لكن أنا مش بنسى حاجة...نهض "جان" عن مقعده ليترجه للخروج ولكنه توقف قائلاً دون النظر إليه _ وجودي هنا لأني حسيت أنك جواك شخص نضيف بتحاول تدفنه بس بيثور عليك في كل مرة بتحاول أنك تقتله ...وتركه وغادر لتتردد كلماته كالسهام التي تحيط به من كل حدب وصوب...جذب علبة السجائر الخاصة به ليرتشفها بجنون في محاولات بائسة لحجب عقله عن التفكير، ظل هكذا حتي تمام الساعة الرابعة صباحاً ليخرج بسيارته متوجهاً لمكانٍ طافه الشوق فشعر بأنها ستكون هناك...طرق باب المنزل المتهالك عدة طرقات لتقف خلف الباب بخوفاً فمن سيزورها بهذة الساعة المتأخرة أو من الذي يعرفها حتي يزورها من الأساس؟!..قالت بصوتٍ مرتجف _مين؟!..أجابها "رحيم" بصوتٍ يحمل أنين عالم بأكمله_أفتحي يا أمي..إبتسمت بسعادة وفرحة فكان "فريد" يناديها هكذا حينما كان يشعر بالضيق، أملها بوجود جانب بقلبه من شخصية فريد جعلها تسعد للغاية، فتحت "نجلاء" بابها لتجده أمام عيناها، إحتضنها "رحيم" بصمتٍ قاتل فهو الأن أكتر تمكناً من التحكم بحديثه فيصعب قول ما يعذب قلبه، أصبح من النوع الكتوم علي أحزانه كأنها أسرار حربية بل أكثر من ذلك..إبتعد عنها بعينان تتحاشيان التطلع لها فولج للداخل ببسمة غريبة ترسم علي محياه وهو يتأمل المكان الذي أواه فرغم أنه يسكن من القصور أفخمها ولكنه لم يشعر بحنين هكذا لهذا المكان، خرج للشرفة بلهفة ونجلاء تراقبه بدموع غزيرة، الشرفة التي كانت تجمعه بها!،حتي حينما كان يعود من عمله مهلكاً كان لا بغفل دون رؤياها من هذه الشرفة، كان الفاصل بينهم حائط واحد أم الأن فأصبح بينهما ألف حاجز وحاجز...وقفت "نجلاء" لجواره لتضع يديها علي كتفيه قائلة بحزن_دور عليها يابني..إبتسم بألم _تفتكري هتشوفني "رحيم زيدان" ولا "فريد"..رفعت يدها تزيح العبارات العالقة من عيناها قبل أن يرأها _مش مهم تشوفك أزاي المهم أنها هتحاول أنها تحافظ علي بقايا العلاقة دي زي مأنا زمان عملت مع أبوك..تحولت عيناه لجحيم مهلك ليستدير لها بغضب_بقايا علاقتك دي هي اللي بدفع تمنها لحد الأن، قبلتي تكوني زوجة تانية في السر كأنك واحدة من الشارع وأ..صرخت به بجنون _متكملش..وأزاحت دمعاتها قائلة بنفي _أنا مكنتش زوجة تانية..تطلع لها بصدمة لتكمل بدموع _"طلعت" إتجوزني قبل ما يتجوزها، وكان عنده أستعداد يوجه أبوه والدنيا كلها بجوازنا بس أنا اللي منعته..أجابها بضيق_منعتيه عشان أنا اللي أدفع تمن كل دا، أعيش فقر وأكافح عشان لقمة العيش وأنا راضي بس مع أقل غلطة حتي لو كانت شهامة أترمي بالسجن مع أشكال وسخة وياريت كدا وبس لا أكتشف فجأة أني عندي أب وأيه مساعد وزير الداخلية وعنده ثروة معرفش أشوف أولها من أخرها وأخرج من الهم دا لهم أخر وعداء ولاد عمي اللي معرفش عنهم حاجة وبعد كل داااا مطلوب مني أرجع "فريد" الشهم الجدع طب أزاي؟!..رفعت يديها علي كتفيه بدموع غزيرة_مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل، أنا عملت كدا عشان أحميك يابني.تطلع لها بعدم فهم فقالت بألم_أبوك كان في مشاكل ملهاش أول من أخر مع جدك لأنه كان عايزه يرتبط بأنجي بنت عمه ولما وجهه انه بيحب غيرها طرده من القصر، كان فاكر أنه كدا بيربيه، إتجوزنا أنا وطلعت وعشت معاه أجمل سنه في حياتي، لحد ما جدك عرف المكان اللي عايشين فيه..إزدردت ريقها بصعوبة وهي تكمل بدموع_جالي وطلعت مش موجود وهددني أن ما بعدتش عن إبنه هيقتلني، من كلامه فهمت أنه فاكرني واحدة شمال ميعرفش أنه كان جوزي ...إنكمشت ملامحه بضيق ليصيح بغضب_متكلمتيش ليه؟!..صرخت بدموع_خفت، العيلة دي مش سهلة يابني، صدقني أن اليوم اللي سبت فيه البيت وهربت كان عشان خايفة عليك انت مش علي حياتي، أول ما اتاكدت أني حمل سبت البيت ومشيت، أختارت أبعد عن الأنسان الوحيد اللي حبيته عشان خايفة عليك من قبل ما أشوفك...ورفعت يديها أمام وجهه بدموع_أشتغلت وتعبت عشانك، شوفت الذل ونظرات بتنهش فيا وهما شايفني حامل ومعيش زوج عشانك، هربت لكذا مكان عشانك، عشان احميك يا "فريد"، عشان أحميك من جدك وشره يابني، رجعت تاني أطلب مساعدة "طلعت" عشانك برضو، صدمته فيا وأني خبيت عليه انه عنده طفل طول السنين دي إتحملتها عشانك، نظرته اللي كانت كلها عتاب أني خفت علي نفسي من الموت وهربت إتحملتها كل اللي عملته وهعمله عشانك..لم بتحمل دموعها وكلماتها المدمرة له فأحتضنها بألم علي ما مرت به وتحمله هو، شرقت الشمس ومازال غافلاً علي قدميها وتحتضنه بحنان، أفاق علي صوت هاتفه فجذبه بنوم ليجد رسالة مصرحة من العميد بضرورة التوجه لمكتبه اليوم ملحقاً بالموعد المحدد...بمطار القاهرة الدولي وبأخصة بالطائرة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية..هبط بقامته المفعمة بالكبرياء ليهبط الدرجات بثبات قاتل جعل من حوله يتأملونه بأهتمام من كونه شخصية هامة وخاصة بالحشد الذي يهبط خلفه كأنه جيش من الرجال لحمايته، أسرع "الحارس" بفتح باب السيارة لسيده، فخلع "مراد" نظاراته القاتمة ليتطلع بأتجاه الدرج بتأفف ليجدها تهبط بصحبة "شجن" بأبتسامتها العريضة لتشير بذراعيها بحماس لرؤية مصر التي طال بعدها عنها لأعوام خوفاً من إبناء عمها ولكنها الأن تعود بصحبة الجوكر!...نبع بقلب "شجن"الخوف من مصير عودتها ولكنها بوجود "حنين" لجوارها تشعر بأنها ستجتاز ذلك الطريق المظلم..زفر "مراد" بغضب من خطواتهم البطيئة فوقف يعبث بهاتفه لحين إنضمامهم إليه فكان يلاحقهم رجاله من جميع الأتجاهات لتوفير الحماية اللازمة للفتيات...إقترب منه ليجده يعبث بهاتفه فقال ببسمة صغيرة_نورت مصر يابني..إستدار "مراد" بأستغراب ليجد محامي أبيه "عباس صفوان" أمام عيناه فتطلع له ببرود_وعرفت منين أني راجع..أجابه ببسمة مازالت مرسومة علي وجهه _مش صعب اعرف خبر زي دا..إقتربت الفتيات منهم فخطف "عباس" نظرة سريعة لكليهما حتي إستطاع أن يميز "حنين" عن "شجن"، أشار "مراد" لهم بالصعود لسيارته ثم كاد بالصعود هر الأخر فأسرع "عباس" بالحديث الماكر_لو تسمح بس كنت عايزك بموضوع مهم فلو ممكن تركب بعربيتي..ف أمامه ببرود_وموضوعك دا مينفعش يتأجل ..أشار له بجدية_مينفعش لأنه خاص بوالدك..ضيق عيناه بغضب شديد حتي أنه أخفي معالم غضبه بأرتدائه النظارات مجدداً ليشير له بهدوء ليلحق به بعدما أعطى تعليماته لحارس سيارة الفتيات بأن يكون خلفهم..صعد "مراد" بسيارة "عباس صفوان" الذي أشار للسائق بالتحرك، تطلع له الجوكر بثبات_قول موضوعك وخلصني..أشار له بهدوء _أكيد مفيش موضوع هيربطنا غير الوصية ولا أيه؟..إبتسم بسخرية_أممم و"رحيم زيدان" بقي اللي قالك تديهاني ولا قالك الشروط إتحققت!..أخفي" عباس" بسمة مكره ليشير له بغموض_فونك بيرن..جذب هاتفه بغضب ليجده حارسه الذي أخبره بأختفاء "حنين" المفاجأ، ليصرخ به "مراد" بغضب لا مثيل له _إختفت إزاااي مش كانت راكبة معاك يا حيوان..وقبل سماع المزيد أغلق الهاتف وأشار للسائق بالتوقف ليهبط سريعاً لسيارته فتفحص المقعد الخلفي ليجد "شجن" بمفردها فقال بفزع_"حنين" فين يا"أشجان"؟!أجابته ببعض بخوف والبكاء يستحوذ عليها_في عربية واقفت قدامنا وعلى ما السواق نزل يشوف في أيه ملقتهاش جانبي...شدد علي شعره بجنون ليشير للحرس بغضب مميت_أنتوا واقفين تتفرجوا عليا أقلبوا الدنيا لحد ما تلقوها..هرعوا بخوف فراقب" عباس" تصرفاته ببسمة هادئة ليشير لهم بثبات _مفيش داعي..تطلعوا له جميعاً بأستغراب وخاصة حينما أشار "عباس" بيديه لسيارات الحرس الخاصة به من خلفه ليفتح احداهما باب السيارة فهبطت "حنين" بخوف لتسرع لأحضان "مراد" برجفة نجحت بنقل خوفها إليه، إحتضنها بخوفاً شديد ولأول مرة تغمرها أحضانه ولكن تلك المرة شهد الجميع علي ذلك، أبعدها "مراد" عن أحضانه ليرفع يديه علي وجهها الرقيق بلهفة_أنتِ كويسة؟..اشارت له بنعم فأوقفها خلفه ليقف أمام "عباس" بغضب مميت بعدما أطاح بحرسه الخاص في أقل من دقيقتين ليصيح بغضب مميت_أنك تفكر تلعب مع الموت بأيدك دا منتهي الغباء، إحمد ربك وصلي ألف مرة انك بعمر والدي والا وقسماً بالله كنت دفنتك هنا وما هيهمني أنت مين..إنقبض قلب "شجن" وهي ترى بعيناها ما فعله مراد بالحرس لتعلم الأن بأنه مثل ينحدر لسلالة "رحيم زيدان"...إبتسم "عباس" ليشير لسائق سيارته فأحصر له حقيبته ليقترب من الجوكر قائلاً بثبات_بعتذر علي طريقتي بس كان لازم أتأكد بنفسي من كلام "رحيم زيدان" قبل ما أسلمك وصية "طلعت"..وتطلع لحنين التي تقف خلفه ببسمة هادئة_فعلاً إتاكدت، أسف للمرة التانية.. وتركهم وغادر بصمت ليتطلع الجوكر للحقيبة بين يديه ولحنين التي تقف خلفه بهدوء فهل أصبح عشقه لها مفضوحاً هكذا!...فتح "ريان" عيناه بتعب شديد حيث قضى ليله في محاولات عسيرة للنوم، فألم قدماه يشتد بقوة، كعادته يقاوم آلامه فوقف بصعوبة ليرتدي ثيابه متوجهاً لعمله لا يعلم بأنه يقترف خطأ فادح بحق ذاته...بقصر "سليم"...ولج للداخل بصحبة أخيه بعدما سمحت لهم الخادمة بذلك فجلسوا بأنتظاره، هبط "سليم" للأسفل بعد دقائق معدودة ليجلس علي المقعد المجاور لهم قائلاً بهدوء_نورت مصر يا "آدم"..أجابه بامتنان_منورة بأهلها..أشار "سليم" للخادمة بثبات_شوفيهم يشربوا أيه؟قال "فارس" ببعض الحدة_أحنا مش جايين نتضايف.تطلع له "آدم" بغضب ليسحب كلماته بتردد_ممكن ندخل بالموضوع اللي جايلك عشانه..رمقه "سليم" بنظرة متفحصة_وتفتكر أنا معرفش موضوعك دا أيه؟!..أجابه ببعض الخوف_طب رأيك أيه؟..تطلع له مطولاً ليقول بثبات _أنا مش متحيز لكونك مع "مراد" أو مع غيره، يعني فكرة أني ممكن أرفضك عشان حاجة زي دي تبقي أهبلوإسترسل حديثه _أنا اللي يهمني راحة إخواتي قبل كل شيء "ومنة" موافقة عليك يبقي بالنسبالي الموضوع خلاص منتهي..تطلع له بعدم فهم _يعني أيه؟!..أجابه ببسمة هادئة_يعني لو عايز تعمل خطوبة مع أخوك معنديش مانع..سعد "فارس" للغاية كأنه قطع مسافة أميال بثانية واحدة، ولجت "منة" بالمشروبات لعلمها بقدومه وبموافقة أخيها ليبتسم لها "فارس" بهيام أما "سما" فكانت متوجهة للأعلي وبيدها طبقاً ضخم من الشطائر لتتطلع تجاه الليفنج لتهمس بصدمة_أنت بتعمل أيه هنا؟!..رمقها "آدم" بنظرة غاضبة فوضعت الطبق من يدها لتجلس جوار "سليم" قائلة بغضب وهي تلوك الشطائر _أوعى تكون وفقت على المسلوع دا يا سلومي أزعل...كبت "سليم" ضحكاته علي وصفها لأدم فقال بحدة زائفة_بنت عيب..رمقته بنظرة غاضبة ليتطلع آدم لها بتوعد فعدلت من نظاراتها بغرور لا يليق بها...بالفيلا الخاصة بالجوكر..صعدت "شجن" للأعلي بأصطحاب "حنين" لتدلف كلاً منهما لغرفتهم المشتركة بناء علي طلب"حنين" فتمددت علي الفراش بهيام_شوفتي اللي حصل يا بت يا "أشجان"..أجابتها بخبث_الخطف ولا الحضن..عبثت بخصلات شعرها ببسمة حالمة_الحضن طبعاً يابت ولا شوفتي لما زعق للراجل دا ولا اللي عمله بالحرس بتوعه..إبتسمت "شجن" بعدم تصديق_أنتي فرحانه أنه ماشي يقتل في خلق الله؟!.._عشااااني حطي تحت دي ألف خط..قالتها بغرور لتتعال ضحكات "شجن" لتقول بصعوبة بالحديث_ياريت "يارا" كانت نزلت مصر معانا كانت عالجتك من الحالة النفسية اللي أنتِ فيها دي..رمقتها بغصب لتتعالي ضحكات الأخرى بعدم تصديق لهذة المشاكسة..أما بالأسفل وخاصة بالمكتب الخاص بمراد زيدان..كان يستند برأسه علي ذراعيه المستند علي مكتبه، الحقيبة التي تحمل وصية أبيه مازالت مغلقة أمامه، طال سكونه ليجذبها بأخر الأمر، فتح محتوياتها بهدوء ليجد عدد من الأوراق، فتحهم ليجد أملاك مدونه بأسمه..ألقي الورق بالحقيبة بأهمال وبسمة ساخرة علي وجهه، كيف سيخبر أبيه المتوفي بأنه ليس بحاجة للمال!، جذب إنتباهه جيب سري بالحقيبة فجذبها ليتطلع علي محتوياتها لتقع بيديه أسطوانة مدسوسة بظرف أبيض يحمل من الخارج أسم "مراد زيدان"، تطلع لها بأستغراب ودهشة فكاد بتشغليها ولكن قطعه صوت هاتفه ليجد العميد يترك له رسالة بالموعد الذي أقترب للغاية فحذم الحقيبة ليسرع بالأستعداد لرؤياه!..زف خبر عودة "حنين" لمصر لأبناء عمها فكان لهم بمثابة إحتفالاً مثيراً لعودتها لقدرها المنسوب لا يعلم كلاً منهما حجم القوة المحاطة لها سواء إن كانت من زوجها أو من الأسطورة المصون!...بتمام الساعة المحددة للقاء الخاص بالعميد، توجه "رحيم" للقاء به ففتح له الشرطي باب مكتبه ليكون بأنتظاره بالداخل، ولج للداخل ليجد ألد أعداءه بالداخل، يجلس هو الأخر بأنتظار العميد، ظل "مراد" بمحله ببرود فكبل "رحيم" ذراعيه بتماسك بالا يندفعان نحوه، جذب المقعد المقابل له ليجلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى، رمقه "مراد" بنظرة غاضبة ليردد بسخرية_أتمنى أن طلب العميد للقائنا يكون له هدف أو ممكن يكون حابب أنك تمضي علي إقرار أنك لو جارلك حاجة مش أنا اللي هكون مسؤول، يعني رصاصة طايشه من الفئة المعاكسة..إبتسم "رحيم" بسمة تعج بالشرار_أتمني دا بس لو أنت حابب تنسحب من المهمة دي يكون أفضلك خاصة أنك وراك بطولات تانية تستحق...تطلع له الجوكر بشرار فقال بغضب _ وأنا غبي عشان أفوت فرصة موتك أدام عيوني..تعالت ضحكات "رحيم" ليقول ببرود__متقلقيش قبل ما الموت يوجهني في حسابات مكتملتش، حساب مصيري جرد شخص من مشاعره وكيانه البشري حوله للشيطان منزوع القلب والرحمة فمتتوقعش أني هسيبك للموت بالسهولة دي...أجابه "مراد" بلهجة مخيفة _وتفتكر أني ممكن أرحمك في يوم من الأيام أو أسمح لنفسي بالضعف عشان تكون انت ملجأ لي!،، أنا ممكن أفوقك من الوساوس المريضة اللي بتلحقك، أنا هنا عشان أجردك من كبريائك وإسمك وكل ما تملك يمكن ساعتها تعرف أد أيه أنت خسرت...إقترب منه "رحيم" ببسمة ثقة_وماله هنشوف..من خلف الكاميرات تطلع العميد بخوف للواء "حسين" _دول بيتقاتلوا من هنا يا فندم، أمال هناك هيعملوا أيه؟!..زفر اللواء بضيق_تعال ورايا..أنصاع له وولج خلفه للداخل، نهض "مراد" و"رحيم" حينما ولج اللواء وخلفه العميد ليؤدي كلاً منهما التحية العسكرية ليشير لكلاً منهما بالجلوس فأنصاعوا إليه وكلاً منهما يحدج الأخر من طرف عيناه، طال الصمت واللواء يتابع كلاً منهم بهدوء فشرع العميد بالحديث بأشارة من اللواء "حسين المهدي" _المهمة اللي أنتوا مكلفين بيها صعبة جداً لأنها متخصش مصر بس لا العالم العربي بأكمله.."مراد" بهدوء_لو هي مهمة للدرجة دي ليه متخلنيش أقوم بيها لوحدي بعيد عن خدماته العظيمة..أجابه العميد بهدوء_لأن ببساطة الداخلية حاطكم مع بعض دا أولاً، ثانياً العملية دي مش هتم غير بيكم ومع بعض.."رحيم" بخبث_طيب تمام بس أنا مش مسؤول عن حمايته عشان لو حصله حاجة ميتوجهليش أصابع الأتهام علي مقتله، ليه عندي لما يتقتل هرجعلكم جثمانه أكتر من كدا ميحلمش..إبتلع العميد ريقه بصعوبة وهو يتطلع للواء الذي يتابع حوارهم بصمتٍ قاتل، تدخل "مراد" بالحديث_ودا مين دا اللي هيشيل لقب راجل أنه إتجرأ وفكر بس يقربلي..كاد "رحيم" بأجابته ولكنه صمت حينما تحدث اللواء بملامح تمت بالجدية التامة _سبب وجودكم هنا هو مناقشة العملية اللي أنتوا طالعينها مش عشان تصفوا العداء اللي بينكم وبين بعض.وبحدة أكبر صاح بها_اللي بيحصل بره أكبر مني ومنكم، أحنا قدام قضية بتمس كرامتنا كعرب وكمصريين في بلاد عرفونا فيها أننا عاهات ومنستحقش الحياة..تطلع كلاً منهم له بأهتمام والغضب ينبض بجوارحهم ليكمل اللواء بعينان لمعت بالدمع_أنتوا هنا عشان تثبتولهم أننا أقري منهم بمراحل وأننا مش قطع غيار ليهم، مش تصفيات حياتنا وحياة أطفالنا عشان هما يستحقوا الحياة وأحنا الموت ..نا عشان دموع وألآم أمهات بتبكي بدل الدموع دم علي أولادها اللي بيتخطفوا وهما ومبيعرفوش مصيرهم اللي للأسف بمركزي علي الكرسي دا قدرت أعرف أنهم بيتباعوا أعضاء لأكتر من مافيا خارج مصر، بيتابعوا قطع غيار للأمريكا وغيرها .أنتوا هنا عشان ترجعولهم حياة كريمة جوا الوطن اللي للأسف بسبب أشكال زبالة زي دول مش قادرين يعيشوه، أنتوا هنا عشان أبسط المخاوف كانت أن الأب يوفر لقمة عيش لعياله دلوقتي بقي عنده هموم زيادة خايف يفقد إبنه التاني ويبقي مصيره زي الأول، أنتوا هنا عشان دموع الست العاجزة عن الوصول لأبنها أو حتى أنها تخلف مرة تانية، أنتوا هنا عشان ألف سبب وسبب أهم بكتير من التافهه اللي بينكم..وتركهم اللواء وغادر مكتب العميد ليجلس العميد محله ليكمل بهدوء يشوبه الحزن_إكتشفنا أكتر من بلاغ عن إختفاء الأطفال ومش بمصر بس لا دا بأغلب الدول العربية وخاصة السودان وغيرها من المناطق المتطرفة، ظاهرة إختفاء الأطفال بقيت متنشرة بشكل مفجع، تحرياتنا أثبتت أنهم مش عصابة عربية ولا واحدة من الأساس دول متفرعة علي كذا دولة أجنبية وزي ما سيادة اللوا وضحلكم كدا، بيتم خطف الأطفال وبيعهم أعضاء للمافيا دي لأنها بتوفر بديل لأي حد محتاج عصو بديل بس بشرط يكون من نفس الدولة يعني ببساطة أخدين العرب قطع غيار ليهم...غلت الدماء بعروق رحيم حتي كاد بأن يمزق معصم يديه من فرط ضغطه عليها أما "مراد" فكان الألم يسكن عيناها وقلبه يأن لمجرد تخيل الأمر، إكمل العميد حديثه بهدوء _كان من السهل جداً أننا نمسك الناس دي بس أحنا مش عايزين دول أحنا عايزين اللي وراهم، عايزين منبع القرف دا ومش محتاجين نعاقبهم، أظن كدا فهمتوا المطلوب.رسمت بسمة متشفية علي وجه كلاً منهما ليضع العميد أمامهم حقيبة مغلقة _هنا كل حاجة هتحتاجوها وجوازت سفر بأسماء و**يات مختلفة، ملامحكم ساعدتنا أننا نغير ال**يات بسهولة، "مراد" هيسافر الأول وأنت بعده بيومين، عنوان الشقة اللي المفروض أنها بتاعت صديقك "رسلان" إسم التحريكي "لمراد" ولما رحيم هيسافر هتكون بأنتظاره..تطلع كلاً منهما للأخر بنظرات مطولة تشئ بالكثير أنهى العميد ختام حديثه _أتمنى أنكم تقدروا حجم الوضع اللي أحنا فيه وتركنوا عدائكم اللي مش مفهوم دا علي جنب.وقدم لكلاً منهما جواز سفره فكان جواز الجوكر بأسم "رسلان" والاسطورة بأسم "جاك"..تفحص "مراد" الأوراق ليجد أن تذكرة سفره بنفس اليوم بعد ساعتين من الأن لذا غادر ليجهز ذاته بالرحيل أما "رحيم" فأبتسم بمكر لأستغلاله اليومين جيداً...بقصر "سليم"...تبادلوا أطراف الحديث بينهما ليقاطعهم صوت جرس الباب، توجهت الخادمة لترى من الطارق لتتفاجئ الجميع بمن تقف أمامهم، تطلع لها "فارس" بصدمة والجميع، رددت "سما" بذهول_"ريم"!...وقف"سليم" يتأملها ببسمة زادت من وسامته رغم نظرات عدم التصديق إليها، إقتربت منها" منة" بغضب_جاية هنا ليه؟!..وضعت عيناها أرضاً بحرج ليسود القاعة صوت" سليم" الحازم_" منة"..إستدارت إليه بغضب _أستنى أنت يا"سليم" لما نعرف سبب الزيارة الكريمة دي..تحل بالصمت عن عمد ليرى إلي أي مطاف سيقودها شجعاتها، إقتربت منها" سما" بغضب_ما تتكلمي عدل يا" منة"..أجابتها بسخرية _خايفه على مشاعرها أوي، طيب يلا خديها وأطلعي من هنا..راقب" سليم" رد فعل "ريم" بأهتمام فوجد ملامحها الخجولة تحاولت للغضب لتخرج عن صمتها أخيراً _بس انا مش جاية لسما..أجابتها "منة" بغيظ_أمال جاية لمين حضرتك؟!..وقفت أمامها بغيظ قائلة بجراءة تعهدها لأول مرة_أولاً انا ليا في البيت دا أكتر ما ليكِ يعني أدخل وأخرج براحتي، ثانياً بقي أنا جاية لسليم جوزي يا روحي..وقعت كلماتها علي مسمع الجميع بصدمة الا "سليم" الذي إبتسم بسعادة ليطوفها بذراعيه قائلاً بسخرية_أخيراً إتشجعتي وإعترفتي بحبي اليتيم..إبتسمت بخجل وهي تحتضن فمها بيديها كأنها تحاول إستيعاب ما تفوهت به، صفقت "سما" بحماس_أنا مش مصدقة بجد حصل أمتي وأزاي؟!...تطلع "فارس" لادم بصدمة من شجاعة "سليم" بتحدي" رحيم زيدان"!...جذبها "سليم" لتقف جواره محاوطها بذراعيه كأنه يمدها بالأمان_من كتير يا "سما" المهم أننا مع بعض...إقتربت منهم "سما" لتحتضنها بسعادة والأخرون بحالة من الصدمة بعد...بغرفة "مراد"..أعاد ترتيب أغراضه مرة أخري للأستعداد للرحيل مجدداً بعدما إتخذ إجراءاته الخاصة لحماية "حنين"، وضع بحقيبته الCD الخاص بوالده ثم إرتدى ملابسه ليستعد للرحيل، وضع حقيبته أرضاً بأستعداد ثم جذب جاكيته ليضعه علي كتفيه ليجدها تقف أمامه، تعلقت نظراته بها وهي توزع نظراتها بين حقيبته وملابسه التي تشكلت بمظهر الغرب لتزيد من جاذبيته المهلكة!، قالت بأستغراب لرؤية حقيبته _أنت لسه مفضتش الشنط؟!.أجابها ببسمة هادئة_أنا مسافر يا "حنين".تطلعت له بصدمة _مسافر!... أحنا لسه راجعين!..أجابها بعدما جذب الحقيبة ليتوجه للخروج_عادي...توقف حينما تعلقت بذراعيه ليعرف البكاء طريقه على وجهها لأول مرة_أنت جبتني هنا عشان تسبني صح...ترك الحقيبة من يديه ليقف أمامها ببسمة هادئة_وتفتكري لو حابب أخلع كنت جبتك هنا..أشارت له بطفولية ليطرق جبهتها برفق_دماغك محتاجة تعديل..ثم قال وعيناه تتأمل ملامح وجهها الرقيق بحب يسري بدمائه_أنا مسافر في مهمة تبع الشغل وأول ما هخلص هرجع...إبتسمت بفرحة لتردد سريعاً بعدما جذب حقيبته ليخرج من الغرفة_طب هتسافر أد أيه؟..أجابها بثبات_معرفش لسه..تمسكت بذراعيه ليقف مجدداً لتعبث باصابعها بأرتباك _طب أفرد بقي أنت مشيت من هنا وولاد عمي هاجموني من تاني يرضيك أموت وأنا لسه في ينبوع شبابي كدهون...تعالت ضحكات "مراد" ليحاول التحكم بذاته قائلاً بثبات عجيب_أنتِ كارثة يا "حنين"..ثم قال بجدية_لا من الناحية دي أطمني أنا سيبلهم تذكار كدا عشان لو فاكروا يعملوها يحسبوا خطواتهم كويس دا لو فضلوا بمصر أساساً بعد اللي أنا عملته..أجابته بتعجب _عملت أيه؟!..رفع ذقنها بخفة_تابعي الأخبار وهتعرفي..وتركها وتوجه للرحيل لتركض خلفه مجددًا متمسكة به_طب يعني ما تخدني معاك.أجابها بضيق _مينفعش..وكاد بالرحيل مجدداً لتتمسك به مجدداً _إن شالله حتى تخدني في إي مكان بشنطتك الكبيرة دي، يمكن حد يعاكسك كدا ولا كدا هتلاقي اللي يدافع عنك...رسم بسمة مصطنعة يحجب بها غضبه_متقلقيش عليا أنا بعرف أتصرف..وتركها فكادت بأيقافه ليستدير لها بنظرات محذرة ليجذب حقيبته ويتوجه للدرج فلحقت به للاسفل لتوقفه قائلة بحزن_طيب علي الأقل إعملي دورق كبير من العصير الجميل دا كل ما توحشني أشربلي كاسين تلاتة أقصد كل ما أفتكرك..إبتسم "مراد" وهو يرى إرتباكها، تجمع حوله الحرس من جميع الأتجاهات ليقول أحداهم _معاد طيارة حضرتك..حزنت للغاية فرفع ساعة يديه ليشير لهم بهدوء وهو يشمر عن ساعديه القوي_خد الشنط علي العربية وأنا ١٠دقايق وهحصلك..أشار له بوقار ليجذب الحقائب للخارج، أشار "مراد" علي ساعته بثبات_١٠ دقايق بالظبط إستغليهم كويس..صفقت بيدها بسعادة لتجذبه للمطبخ مسرعة، تعالت ضحكاته وهو يرى هذه القصيرة تبذل ما بوسعها لتجذبه للداخل الا وكان يتحرك معها من الأساس!، وقفت جواره بالداخل لتشير له ببسمة واسعة_يلا علمني مما علمت..إبتسم بعدم تصديق ليردد بهمساً خافت _مجنونه..ثم فتح البراد ليخرج كمية من التوت الأزرق ليضعها بالمكينة (الخلاط) ومن ثم وضع بعضاً من السكر للتحلية ثم سكبه بأناء مناسب له ليجذب بعضاً من النعناع الفرش ليضعه بالمكينه مع بعضاً من الليمون ليسكبهم بأناء خاص بالثلج ثم وضعه بالبراد ليشير لها ببسمة هادئة_النعناع بالليمون لما يبقب تلج حطيه مع التوت وإدعيلي..أشارت له بهيام _هحبك، أقصد هدعيلك دعي...تطلع لها مطولاً ليستمع لرنين هاتفه فرفع ساعة يديه ليجذب جاكيته ببسمة هادئة _الوقت خلص..وتركها وتوجه للخارج لتلحق به، توجه للباب الخارجي للقصر لتشير له بحزن ودمع يتلألأ بعيناها _ في رعاية الله...إبتسم ويديه معلقة بالباب فعاد ليقف أمامه ليضمها لصدره طابعاً قبلة مطولة علي جبهتها ليهمس بصوتٍ معبأ بشجن غامض ومشاعر جياشة _مع السلامة يا "حنين"، خلي بالك من نفسك كويس..أشارت له بخجل ليغادر وبسمة عشق تطرب وجهه وتعمر قلبها!..ظلام حالك إعتاد عليه ببؤرة هذة الغرفة الكحيلة لسنوات، إضاءة خافتة غمرت الغرفة ليعلم بزيارة هذا السجان المقزز، ولج للداخل ليقف أمامه ببسمته التي يمقتها، لينحني بقدميه ليكون مقابله قائلاً بفحيح قاتل إعتاد عليه فالأخبار التي يحملها له تكون لجعله تعيس_ولادك الأتنين طالعين بمهمة سرية مع بعض عايزك تتخيل أيه اللي ممكن يحصل لما النار تكون جانب البنزين، يعني تقدر من دلوقتي تقرأ الفاتحة علي روحهم الأتنين ولو محصلش أنا بنفسي هخليه يحصل ..تطلع له "طلعت" باستقزاز من تفكيره الدانيء ليشير له بثبات_ لو كنت قادر تقرب من حد فيهم مكنتش إستنيت كل المدة دي، الطبيعي تكون أمنيتك أنهم يخلصوا علي بعض لأنك ضعبف متقدرش تواجه حد فيهم بس اللي أقدر اقولهولك أن كل اللي بتفكر فيه دا مش هيحصل لأنك رغم حبسك ليا بس هتلاقيني دايماً سابقك بخطوات..إشتعلت النيران بوجهه وهي يستمع لكلمات "طلعت زيدان" الذي مازال يتمتع بالكبرياء رغم ما تعرض له!...بفيلا الجوكر بالقاهرة..زفرت "شجن" بملل_يا بنتي بقالك ساعتين عماله تحكيلي في أم الحضن والبوسة اللي سي "مراد" أدهالك إرحميني أنا مليت شوية كمان وهفكر فيكِ بطريقة مش ولابد..رمقتها" حنين" بغضب_بتزعقي كدليه يا ست أشجان، الحق عليا يعني أني فرحانه وعايزاكي تنعنشي كدا معايا..أجابتها "شجن" بغضب_يا ستي أنا مش عايزة أفرفش أنا عايزة أرجع لأخويا أو علي الأقل أكلمه .أسرعت بالحديث_"مراد" قال لا يا ولية مسمعتهوش!..رمقتها بنظرة غاضبة فأسرعت الأخري بالحديث_خلاص متزعليش نفسك هقوم أجبلك عصير أيه هيروشك كدا يابت مش بعيد بعدبها تنحزمي وترقصي وننزل نلمك من شارع الهرم.إنفجرت"أشجان" ضاحكة لتهمس بضحك_يا ساتر يارب...وبالفعل ماهي الا دقائق حتي أحضرت لها مشروب "مراد" المفضل بعدما وضعت مكعب من النعناع والليمون المثلج لتشير لها ببسمة هادئة _إشربي بقي علي ما أصلي المغرب وأجيلك..أشارت له"شجن" بهدوء لتغادر الأخرى للأعلى..بالخارج...أشار لهم "رحيم" بحذم_مش عايز ضرب نار لا منك ولا منهم حتي لو مهما كان الأمر..أجابه" حازم" بذهول _بس دول مسلحين يا باشا..رمقه بنظرة نارية_تعليماتي قولتها، إتصرف..أشار له بوقار ليتابع تعليماته بأستغراب من أمره الغريب لا يعلم بأنه يخشى إخافة معشوقته حينما تستمع لصوت الطلق الناري، وبالفعل بدأ "حازم" بتنفيذ الأوامر فأخترق السور ومعه مجموعة من الحرس بتخفي ليتمكن كلاً منهم من حرس "مراد" دون تبادل أي طلق ناري ليفتح الباب الخارجي لهم فأنطلقت السيارات للداخل..بالقاعة الداخلية...جلست "شجن" بأنتظار عودة "حنين" فجذبت كوب العصير لترتشف محتوياته ببسمة هادئة فحقاً حديث تلك المشاكسه بأنه سينال إعجابها كان صائب للغاية، سقط الكوب من بين يديها بصدمة حينما رأته يقف أمامها، تراجعت للخلف بصدمة لترتجف خوفاً حينما هاجمتها ذكريات ما حدث من جديد، إقترب منها لتردد بهمساً كأن علو صوتها سيحقق حلمها بوقوفه أمامها فقالت بصوتٍ شبه مسموع_"حنين"...إقترب منها"رحيم" ليشير لها بهدوء _مفيش داعي للي بتعمليه دا، هتخرجي معايا وحالاً..أشارت له بالنفي لتركض للهاتف المعلق مثلما أخبرها" مراد"قبل سفره بأن تحدثه من جهاز الأرسال الخاص به إذا حدث شيئاً ما لتصرخ بفزع_" مرااااااد"..." مراااد"...تطلع لها بنظرة قاتلة رسمت رغماً عنه فمعشوقته تستنجد بعدوه اللدود ليخلصها منه!...جذب الجهاز من يدها ليلقي به أرضاً ثم جذبها من معصمها بقوة ليردد بتحدي_محدش يقدر يقف في وشي وأولهم اللي أختارتيه يا"شجن"...وجذبها خلفه بقوة، إرتجف جسدها الهزيل لترسم ذكريات ماضيها أمامها، بكاء فصراخ فرجفة مميتة، رأت السكين يزين طبق الفاكهة فلم تتردد لثانية لتجرح يد رحيم المتمسكة بمعصمها، إستدار لها بنظرات صدمة وهو يرى السكين يخترق ذراعيه والأخري تتطلع له بفزع!..._سبها يا حيوااان...صوت أتي من خلفه جعله يزداد غضباً فلم يعد يملك القدرة علي كبت غضبه المخيف، غضب "رحيم زيدان"!..أشار "رحيم" لحازم بغضب_هاتهم الأتنين..رفع "حازم" يديه ليجذب "حنين" فرمقه "رحيم" بنظرة جانبية من طرف عيناه جعلته يرفع يديه عنها سريعاً ليشير لها بوقار وعيناه أرضاً _إتفضلي يا هانم لو سمحتي..تمسكت "حنين" بيد شجن لتبث لها الأمان قائلة بخوف_زي ما وعدتك هفضل معاكِ بكل طريق هتمشيه..بكت "شجن" بقهر لتنساب خلفهم ومن ثم لتجلس جوار "حنين"بخوف جعل جسدها ينتفض والأخرى تحاول تهدئتها، تحركت السيارات لقصر "رحيم زيدان" ليهبطوا معاً للداخل...جلس "رحيم" علي المقعد ليشير لشجن بالجلوس قائلاً بهدوء_هنتكلم مش أكتر..تمسكت بيد "حنين" ليخرج صوتها بصعوبة_مفيش بينا حاجة نتكلم فيها، من فضلك سبني في حالي وكفايا أوي اللي حصلي...أجابها "رحيم" بهدوء _"شجن" أنا مش هأذيكي، أنتِ ليه مش قادرة تتقبلي حقيقة أني" فريد"..رمقته بنظرة كره_متجبش سيرته علي لسانك" فريد" لو عايش مكنتش تجرأ أنك تعمل فيا كدا..كانت تحتمي بوجود حنين فأشار" رحيم" للخادم قائلاً بحذم_خد الهانم لأوضتها..تمسكت " شجن" بيدها فقالت حنين بثبات_مش هسيب "شجن "..إبتسم بغموض_مش هتتأخر عليكِ...تطلعت لها مطولاً لتشير لها "شجن" بشجاعة زائفة فصعدت مع الخادم لتنتهي شجاعتها بمجرد إختفاد الخادم مع "حنين" عادت رهبتها من جديد لتتمسك بذراعيها حتي لا تفضحها رجفة جسدها، طالت تعلق نظراته عليها ليشير لها علي المقعد المجاور له_إقعدي عشان نعرف نتكلم..هبطت دمعاتها برعب حقيقي لتقترب من المقعد بخطوات بطيئة حتي جلست على بعداً منه، تأمل ذاته بسخرية فمن يظل يعاني لأجلها تجلس لجواره بخوف يكاد يتوزع علي عالم بأكمله، شرع بالحديث دون النظر إليها حتي لا يربكها_غصب عنك وعني أنا ماضيكي يا "شجن"، هي دي الحقيقة اللي لازم تتقابليها..تطلعت له بدموع لتصرخ بألم_مش هتقابلها لو أخر يرم في عمري..وبتحدي أكبر قالت _"فريد" مات ومستحيل يرجع دا بيديني طاقة أني أفضل أحبه العمر كله لكن حقيقة أن الملاك دا يبقي هو الشيطان اللي قدامي دا يبقي الخيال اللي برسمه أرحم مليون مرة من الواقع..رفع عيناه الزيتونية ليتأمل عيناها بنظرة تأن لتسحب نظراتها بكره، شعر بالأختناق فحرر رابطة عنقه ليتحدث بحزن_في حاجات كتيرة متعرفهاش عني يا "شجن" عشان كدا لازم تديني مساحة في حياتك..أجابته برفض_وأنا مش عايزاك في حياتي خالص، ها هتعاقبني زي ما كنت حابب تصورني وتنزل صوري..أخفض عيناه عنها فرؤية دموعها العذاب الأكبر له، جذب الاوراق ليدفشها برفق لتصبح أمامها قائلاً بهدوء _أنا مصيرك اللي مش هتقدري تهربي منه يا "شجن" فياريت متخلنيش أستخدم معاكِ أسلوب مش حابه فأمضي بدون نقاش..تطلعت للأوراق من أمامها بصدمة _أنا مستحيل أتجوزك مستحييل...زفر بألم ليخرج هاتفه من جيب جاكيته قائلاً بأسف _أنتِ اللي مصممه تخليني إستخدم الأسلوب اللي بكرهه..وفتح الهاتف ليضعه أمامها لترى صور ليوسف بكدمات تكتسح ملامحه، جذبت الهاتف بشهقات إنقلبت لوابل من الدموع لرؤية أخيها هكذا ليكمل "رحيم" حديثه بثبات جاهد له_وريتك جزء بسيط من اللي أقدر أعمله وممكن ببساطة أعمل تليفون صغير قدامك أخليهم يخلصوا عليه دا لو موقعتيش عليالعقد دا...وضعت الهاتف من يدها لتبكي بقهر وهي ترى مطافان مصيرهم أسوء من الأخر، كاد قلبه بأن يترقف لرؤياها هكذا فكان يمرر يديه علي وجهه بضيق شديد ولكنها وسيلته الوحيدة للحصرل علي ميثاق يجمعه بها حتي تتمكن من رؤية ما بداخل قلبه فتشعر بوجود معشوقها بداخل هذا القلب!..جذبت القلم بأصابع مرتجفة لتضع إسمها جوار إسمه والدموع تسبقها، إبتسمت بسخرية حينما رأت العقد كامل متوقف فقط علي إمضاءها كأنه كان علي ثقة من تمكنه من ذلك...جذب "رحيم" العقد بعدما وقعته ليتطلع لها مطولاً وهي تحتضن وجهها بدموع، رفع يديه ليجذبها لتقف أمامه ولكنها دفشته بعيداً عنها بصدمة لتشير له بدموع_أبعد عني...إقترب ليقف أمامها بهدود_أنا بعيد يا "شجن" وهفضل بعيد متقلقيش..وأشار بيديه علي القصر _دا بيتك اللي بوعدك فيه أني عمري ما هضايقك ولا هتعرضلك أبداً..ورفع العقد لها بحنان_عقد الجواز دا مش عشان اللي أي ظن في دماغك عقد الجواز دا عشان أكون قريب منك حتي لو هعيش محروم من قربك بس علي الأقل أكون معاكِ ببيت واحد يمكن ساعتها تحسي بفريد اللي مدفون جوايا..تطلعت له بأرتباك من كلماته ليبتسم قائلاً بهدوء _من بكرا "يوسف" هيكون عندك مسمحواه يدخل ويخرج زي ما هو عايز وأنتِ كمان بس بالحرس..وتركها وصعدللأعلي حتي يتمكن من أن يشكو جراح قلبه الذي يكاد ينشطر من فرط الألم فلا بأس بذلك أما بالأسفل جلست علي المقعد مجدداً تعيد كلماته الغامضة بأستغراب، رفعت عيناها تتأمل القصر الضخم بذهول ليطاردها سؤالاً واحداً دون توقف... كيف صار فريد رحبم زيدان؟!..كيف حصل على مثل تلك التركة والجاه؟!والأهم ما الذي جعله بمثل هذة القسوة؟!..
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل العشرون والأخير( نثرات الروح والهوى )تخفي من أمام عيناها ليخف من حدة خوفها البادي بعيناها، أزاحت دموعها بعدما شعرت ببعض الحرية فتوجهت سريعاً للباب الرئيسي حتي تلوذ بالفرار، تخشبت يدها علي مقبضه حينما تذكرت "حنين" فرفعت يدها عنه بحزن يكتسح معالمها، شعورها بأنها سقطت فريسة بين شتات الماضي وحاضر يصنعه هذا الشخص الغامض يجعلها تزداد نفوراً وخوفاً من البقاء داخل هذا السجن!..إنفتح الباب من الخارج لتتراجع "شجن" للخلف بفزع حينما وجدت أحد الحرس أمامها بعدما شعر بمقبض الباب يتحرك أتي لرؤية ماذا يحدث؟ وحينما رأها أمامه وضع عيناه أرضاً بتعليمات مشددة إليه تلاقها من قبل، تعجب أشجان من وضعية رأسه وعيناه فقال الحارس بأحترام _حضرتك محتاجة حاجة، أقدر أساعدك؟..أشارت له بلا ثم أسرعت بخطاها للدرج لتصعد للأعلى بأنفاساً لاهثة من فرط خطواتها الغير محسوبة، إستندت علي أحد الحوائط البعيدة عن الدرج لتسرق النظرات للأسفل لتجده أغلق الباب مجدداً وخرج ليقف محله، زفرت بأرتياح كأن شبحاً يلاحقها!، مرت الدقائق ومازالت محلها يستحوذ الخوف علي تفكيرها، رددت بهمس_"حنين"!..ثم تحركت بين الغرف بأرتباك فهي لا تعلم إلي أي غرفة ولجت مع الخادم، شددت على معصم يدها بتوتر لترفع صوتها بعض الشيء _"حنين"..لم يؤثر صوتها المنخفض فكيف سيستمع إليه في مملكة هكذا!، خشيت برفع صوتها كأنه سيعود إليها مجدداً!، وردتها فكرة مجنونه ولكنها مسالمة نوعاً ما فبدأت بأستكشاف غرف الطابق العلوي بهدوء جاهدت إليه، فتحت أول غرفة فوجدتها مظلمة للغاية فتحت الأخرى والتي تليها لتجدهم غرف نوم ولكن لا يوجد أشخاصاً بالداخل، ولجت للغرفة التي تتوسط الطابق الأول لتتفحصها بهدوء..خلع قميصه ليبدل ثيابه حتي يسرع بالذهاب للمشفي بعدما تلاقي تلك المكالمة الغامضة، شعر بحركة خافتة بجناحه فتسلل خلف الحائط الأسود الذي يفصل خزانته عن باقي غرفته ليجد معشوقة القلب وعازفة لحن الروح أمامه، شجن حياة قضها بالبحث عنها، جذب قميصه ليرتديه سريعاً حتي لا ترى تشوه جسده المزري، جاهد لحبس أنفاسه حتي لا تشعر بوجوده فترتعب لذلك، راقبها "رحيم" بحذر شديد، وزعت أبصارها بالغرفة الواسعة فرفعت صوتها بأرتباك_"حنين"...شعرت بعدم وجود أحداً بالغرفة فأستدارت لتغادر ولكنها توقفت حينما وقعت عيناها علي الصورة المتوسطة للحائط الضخم، إقتربت منها" أشجان" بأستغراب وكلما خطت خطوة واحدة إزداد ماضيها قوة لتمكنه منها!..جذبت الصورة المعلقة بدموع تكسو وجهها لتمرر يديها بهدوء علي معالم وجهه فكم إشتاقت لرؤية "فريد" الشاب الذي عشقته بجنون، حبيبها الذي كان يحثها علي أن تكون صبورة ومثابرة لمحاربة طغيان الحياة، من كان يعنفها حينما ترفع صوتها علي والدتها، من كان يدفعها بطريق الحماس لأستكمال تعليمها، الشاب التقي الذي كان يحمسها لأداء الفروض بوقتها ويذكرها بها، إحتضنت الصورة بدموع لا حصى لها..جذبتها وخطت للصور المجاورة لها التي تحوي هذا الشخص الغامض لها بملامحه القاسية، تطلعت له ملياً والغضب يحيل بها فيفور كالمياه التي تكتسحها الحرارة فتزيد من حدتها، أنهت سيل نظراتها وعمق تفكيرها بأنه الملام علي خسارتها لمحبوب طفولتها لذا وبدون تردد جذبت أحد الأنتيكات غلي شكل حصان أبيض الشكل حيث كان يملأ الغرفة أشكالاً مشابهة له لحبه للخيل، هوت على الصورة الضخمه به لينهار زجاجها أرضاً، تطير الزجاج من كل إتجاه علي أثر الضربة القوية التي إحتكت به لتستقر أحدي شظاياه علي معصم يدها لتتأوه بألم، جلست أرضاً بخوف شديد وهي ترأها منغرزة بيدها، هرع إليها سريعاً ليحمل يدها بين لائحة يديه مردداً بلهفة_"شجن"..تخشب جسدها كالجثة التي زارها الموت لتو لتسحبها سريعاً مشيرة له بتحذير_متقربش مني..وتراجعت للخلف برعب حقيقي كأنها ترى شيطاناً بملامح أشبه للموتى!..راقبها بنظرات يشوبها الحزن وبعض الشفقة، قلبه يحثه علي التقدم وعقله يحتمه علي البقاء فخطوة تقترب منها ستجعله في خضام الندم، رفع يديه مشيراً لها _إهدي يا "شجن"...صرخت بجنون_متنادنيش بالأسم دا تاااني إسمي "أشجان"..تراجعت للخلف بزعر وهو يقترب منها بمحاولات عسيرة ليحافظ علي ثباته _بس أنا طول عمري بناديلك بالأسم دا...حضوره المهيب يجعل ركناً بزاويا قلبها مكمن بالخوف، يرفض قربه ولو كان بالخطأ!، تخسر شجاعتها المهدورة كلما ودت إستجمعها!..راقبها بعينين تتشبعان لرؤيتها فالأن يحق له ذلك، إقترب منها مجدداً حتي وقف أمامها ليجذب الصورة التي تحتضنها ليضعها أمام وجهها بثبات_ليه مش قادرة تفهمي أن دا وأنا نفس الشخص...رمقته بنظرة متمردة عنيفة لتردد بقسوة_مستحيل...ثم توقفت علي بعد خطوة منه قائلة بتحد_"فريد" إنسان مش شيطان..وجذبت الصورة من بين يديه لتخرج من الغرفة ركضاً والأخر مازال بمحله يتألم بصدمة كلماتها العميقة التي تركت أثراً علي حاجز قلبه، أترأه شيطان؟!... تحرك تجاه خزانته ليستكمل إرتداء بذلته كالألى الذي يتلقي الأوامر، جذب جاكيته وعقله شارد بكلماتها، ألقي بالجاكيت أرضاً ليلكم الخزانة بكل ما أوتي من قوة، ثم حاول قدر المستطاع التحكم بأعصابه ليبتسم بسخرية حينما فعل أبشع ما بالكون ليعلم أبناء عمه بأنه الأقوى فما كان تصوره عن معشوقته؟!...بغرفة "يامن"...فتحت عيناها ببطء كمحاولة لأستعادة جزء من ذاكرتها المشوشة، إستندت بجذعيها لتنهض بفزع حينما تذكرت ماذا حدث لها، إرتخت ملامحها حينما وجدت ذاتها بغرفة "يامن"، مرأ من أمامها تفاصيل ما حدث، دفاعه المستميت عنها وعدم تصديق الشنيع عنها!...من قبل رأها "إياد" بأحداث لا يستعبها العقل ورغم ذلك منح ذاته صدق ما حدث أما ما فعله يصدقه العقل قبل القلب ورغم ذلك رفض "يامن" تصديقه!..لمعت عيناها بالدموع لا تعلم مارساها بالفرح أم بالحزن لأختيارها الخاطئ، نهضت عن الفراش متوجهة للخروج، فتحت باب الغرفة وكادت بالخروج فتوقفت حينما إستمعت لصوته هو!._"فاطمة"!...نادها بذهول فأقترب منها بأستغراب_رايحة فين؟!..تحاشت النظر إليه قدر ما إستطاعت فقالت بصوتٍ لمس به حيائها _هرجع أوضتي...أغلق باب الغرفة ثم جذبها لتقف أمامه بعينين تتفحصها بأهتمام _ممكن وأنتِ بتكلميني تبصيلي!..تمكن منها الخجل للغاية فرفع وجهها بأصابعه حتي تتطلع له، رأت بسمة غريبة تنير وجهه، قال "يامن" بمشاكسة_بتهربي ليه مأنتِ خلاص إعترفتي والا كان كان..أسرعت بالحديث بخوف_إعترفت بأيه؟!..إقترب منها ليلفح صوته وجهها _بحبك ليا يا بطة..إبتسمت علي كلماته الأخيرة فرفع يدها ليقربه منه، طبع قبلة صغيرة علي أطراف أصابعها قائلاً بجدية _طول ما أنا معاكِ متخافيش من أي حاجة حتي ولو كان الكلب اللي كنتِ عايزة ترجعيله دا...ألتهمتها الآلآم مجدداً فبكت رغماً عنها ليحتضنها بقوة مؤكداً على حديثه السابق أنه لجوارها دوماً، رسمت بسمة بسيطة علي محياها وسط شلال الدموع القاسية وهي تستمع لكلمات حبه الصريح لها...بأحد مشافى القاهرة الحكومية...توافدت سيارات "رحيم زيدان" لتحجب المشفى من جميع الأتجاهات كأن مسؤول سياسي أو وزير الصحة بزيارة مفاجئة للمشفى، هبط من سيارته الفاخرة بعدما أسرع الحارس بفتح بابها ليعدل من نظارات عيناه القاتمة التي تحجب عيناه الزيتونية بأحتراف، أغلق زر جاكيت بذلته الأنيقة ليتوجه للداخل بخطاه الثقيلة التي تزيد طالته تفرض ذاتها علي الجميع، ولج للداخل ليسرع "حازم" للممرضة بالأستقبال ليستعلم منها عن "ريان عمران" فأخبرته عن الطابق المقصود ليسرع لرحيم الذي قال له بثبات_خاليكم هنا..إنسحب "حازم" بهدوء لينضم لطقم الحرس بالخارج أما "رحيم" فأكمل طريقه للأعلى بمفرده...أمام غرفة "ريان"، خرج الطبيب من الداخل متوجهاً للأعلى ليستوقفه زميله قائلاً بفضول_ها وصلتم لحد من أهله؟!..قال الطبيب بحزن_أه هو قبل ما يدخل العمليات قالي على رقم حد منهم وأنا كلمته وزمانه على وصول..ثم قال بتأثر_شكله شاب أعزب وصغير لسه بالسن...ردد الأخر بشفقة_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هو أيه اللي وصل الحالة لدرجة الخطورة دي..أجابه الطبيب المعالج لريان_واضح أنه إتصاب بحادث عماله نزيف داخلي ولعدم اللجوء لطبيب متخصص وصل للحالة دي..لفت إنتباههم من يتقدم بخطاه منهما، وقف "رحيم" أمامهم ليخلع نظارته عن عيناه بتفحص لرقم الغرفة، ملابسه الباهظة أعطت مقدمة عميقة عن كنية العائلة التي ينتمي لها هذا الشاب، أشار له الطبيب _حضرتك جاي عشان الحالة اللي الناس نقلتها علي هنا...تطلع له بثبات فأكمل الطبيب _إسمه "ريان عمران".خرج عن صمته قائلاً بملامح يصعب أن يلمس أحداً مكنونها_هو فين؟..أشار له الطبيب علي الغرفة التي تحوى أكثر من عشرة من المرضى، كاد بالدخول فأوقفه الطبيب بعدما وضع يديه علي كتفيه قائلاً _أستنى لازم أعرفك على حالته...رفع عيناه علي يدبه المتمسكة به بنظرات جعلت الطبيب يسحب يديه سريعاً بملامح خوفاً تصببت بعيناه ليسرع بالحديث بأرتباك فشرع بقص حالة "ريان" بأيجاز شديد تمسك به رغماً عنه أمام هذا الشخص المريب...ولج "رحيم" للداخل بثبات وعيناه تكاد تخطف النظرات للحالات المعتلية للفراش الطبي، كاد بأن يمرأ سرير "ريان" فعاد بخطاه للخلف بصدمة ليدقق النظر به مطولاً، أسرع إليه ليحرك وجهه بلهفة _"ريان"!..تطلع له بصدمة حقيقة وهو يرأه هكذا، خرج صوت الطبيب المتحشرج الذي يراقب ما يحدث _مش هيفوق الوقتي المخدر اللي أخده مفعوله مش هيروح قبل بكرا الصبح لأن الجراحة صعبة جداً..إستقام بوقفته ليشيعه بنظرة مطولة يسكنها الحزن الذي أمحاه سريعاً حتي لا يشعر بمكنوناته أحداً، رفع هاتفه قائلاً بحذم والطبيب يراقبه_في ظرف ربع ساعة تكون وفرتلي عربية إسعاف للمستشفي الخاصة اللي بنتعامل معاها..لبي "حازم" تعليماته قائلاً _تحت أمرك يا باشا...بغرفة "حنين"..جلست جوارها بشرود قطعته بضيق_مش عارفة أيه اللي خالاني أتهف في عقلي وأقولك أنا معاكِ في كل داهية مش كان زماني بكلم "مراد" علي تليفون البيت زي ما قالي لكن هنا هكلمه أزاي وأنا معيش رقمه أساساً!...رمقتها "شجن" بنظرة غاضبة لتعدل "حنين" من حديثها_أقصد يعني خايفة يقلق عليا وكدا...خلعت "حنين" حجابها ومن ثم الأسدال لتظل بقميصها القطني القصير، تمددت علي الفراش بتعب_الساعة بقيت إربعة الفجر وأحنا لسه صاحين، تصبحي علي خير..جحظت عيناها لتردد بصدمة _أنتِ هتنامي كدا عادي؟!..أجابتها بسخرية _لا هتنطط فوق الشجر زي القرودصاحت "شجن" بصراخ لتلك المستفزة_أحنا مخطوفين يا حبيبتي واللي عمل كدا شيطان بقرنين..إبتسمت "حنين" قائلة ببرود_لا مهو بقي جوزك ياما...قاطعتها بحدة_غصب عني الحيوان دا هددني أنه هيقتل أخويا..._بس في النهاية بقي جوزك...قالتها ببسمة واسعة إستفزت بها شجن فجذبت الوسادة لتهوى علي وجهها بغضب_إنتِ فرحانه فيا، أنا أول مرة أشوف بني أدمة بالبرود دا لا وواخدة راحتك أوي ولا همك أننا في مكان شبه الجحيم...جاهدت للحديث وهو تحاول التحكم بالضربات المتتالية منها_يا بنتي قولتلك ألف مرة وأخده علي كدا، مش فاكره لما حكيتلك أن الموت محاوطني وولاد عمي والكلام دا أنت بتنسي ولا أيه!..تطلعت لها بغضب لا مثيل له لتشير له بضيق_نامي أصل أنا اللي هتجلط...وما أن أنهت كلماتها حتي جذبت "حنين" الغطاء علي رأسها لتغط بنوماً عميق، رفعت "شجن" الغطاء لتجدها بعالم أخر لتردد بصدمة_مشفتش كدا في حياتي، مجنونه دي ولا أيه؟!أشرقت الشمس بصباح يوماً جديد حامل بمجهولاً مخيف للبعض وبمصيراً قاسي للأخر...مسمار غليظ يحفر بجسده وخاصة قدمياه، هكذا شعر، بدأ بتحريك رأسه بألم إحتل وجهه ليجعل من جواره يقترب منه سريعاً، جاهد لرفع جفن عيناه الثقيلة لتبدأ الرؤيا مشوشة له بعض الشيء، أغلقهما ثم عاود لفتحهما من جديد لتتضح ملامح من يقف أمامه فردد بصوتٍ يكاد يكون مسموع _"رحيم"!..تطلع له بأهتمام ليتمسك بذراعيه التي كاد بالأستناد عليها لينهض_حمدلله على سلامتك يا بطل...رفع يديه علي رأسه بألم_هو أيه اللي حصل؟!... وأنا جيت هنا إزاي؟!..ضغط بيديه علي مقدمة رأسه بتذكر_أنا أخر حاجة فاكرها أني كنت سايق وبعدين حسيت بوجع برجلي فوقفت العربية وبعد كدا محستش بحاجة خالص.لمعت كلماته أمامه ليعيد الكلمة وهو يتفحص قدميه اليمني موضع ألمه ليكشف الملائة عنه ليصعق بشدة حينما وجدها مبتورة!، رفع "رحيم" يديه علي كتفيه بهدوء_أنت طول عمرك قوي يا "ريان"...رفع عيناه إليه بزعر_لأ... مستحيل..أسرع الطبيب إليه في حالة فجائية لعدم توقعه بأستعادة واعيه حالياً، أصابه نوبة من الهلع ليشير الطبيب للممرضة بصراخ_هاتيلي حقنة مهدأ حالا.أسرعت للخارج لتجهز المطلوب والطبيب في محاولات عسيرة للسيطرة عليه، أبعده"رحيم" عنه ليقتزب هو منه، شل حركته ببراعة ليقرب يديه من رقبته وبحركة سريعة كان "ريان" فاقداً للوعي...نهض "رحيم" ليتطلع له بحزن علي ما أصابه، تطلع له الطبيب بأستغراب بعد ما فعله فحتى الطبيب لا يمتلك براعة إستخدام العرق النابص بالرقبة للأغماء المؤقت، خمن سريعاً بكونه طبيب محترف أو شرطي...خرج "رحيم" ليجدب هاتفه مطالباً "سليم" ليخبره بضرورة التوجه للمشفى دون أن يعلم أحداً بذلك..بقصر السيدة "عظيمة"..زفر "آدم" بغضب_ما تنجزي بقالك ساعة بتختاري في أم الدبلة بتاعتك دي وبعدين دي مش موضة يعني خاتم ألماض هيفي بالغرض..أشارت له "سما" بأصابعها_لو سمحت خاليك في إختصاصك وسبني في اللي يخصني...جز علي أسنانه بغضب فأشارت له السيدة "عظيمة" بالصمت، أخرج للرجل من حقيبته السوداء أطقم عديدة ولكنها بالنهاية لم تنال إعجابها لتشير له "سما" بالنفي_أنا مش بحب الألماظ والكلام دا أنا عايزة دبلة وشبكة عيار ١٨ بشغل عادي جداً...تطلع لها الرجل بصدمة فمركز عائلة "زيدان" معروف للغاية، أنقت "منة" طقم هادئ للغاية بعدما نال إعجاب "فارس" وتبقت "سما" تبحث عن مبتغاها حتي وجدت ما يناسبها...غادر الرجل القصر فجلست "سما" جوار الجدة ببسمة مشرقة_أيه رأيك يا تيتا...تطلعت له بنظرات غامضة فتلك الفتاة مختلفة كلياً عن أحفادها، رفعت يدها علي كتفيها بحنان_جميل يا روح تيتا..عدلت من خمارها الطويل لترتدي (الغوايش) ببسمة تزداد توهجاً لتدعو الله سراً بأن يلهمها السعادة مع من إختاره لها، تابعها "آدم" بنظرات إرتباك لا يعلم لما يشعر بأنها ليست إختياره!..بأحد المطاعم المتطرفة علي فرع نهر النيل..كان يتابعها وهي تتناول طعامها بصمت حتي شعرت هي به فوضعت الملعقة من يدها لتشير له بأستغراب_مش بتأكل ليه؟!..أجابها "جان" ببسمة هادئة_شبعت ..تطلعت للطبق من أمامه بذهول_بس أنت مأكلتش حاجة..إستند بذراعيه علي الطاولة ليكون مقابل لها_لما أكلتي شبعت.إبتسمت "سلمى" بخجل_أمممم، أنت بقيت رومانسي أوي..إبتسم وهو يجاهد لرسم دور الغاضب ولكن خانته تلك البسمة التي فاتكت بوسامته_طول عمري وأنا كدا علي فكرة...طرقت الطاولة بملعقتها بغضب _طول عمرك!... ليه كنت رومانسي مع مين غيري إن شاء الله..رفع يديه علي يدها لتشعر بدفء مشاعره_بس أنا عمري ما إبتدأش غير بيكِ...زال غضبها تدريجياً لتبتسم بخجل والأخر يتابعها بنظراته المهلكة ولكن ترى هل سيدوم الحب بين القلوب أم أن هناك مجهولاً أخر تحتبسه الأيام لزمن محدد!...بالمشفى...إستمع "سليم" للطبيب بصدمة وحزن علي ما أصاب إبن عمته، صعد الدرج المودي لغرفته فوجد "رحيم" بالخارج، إقترب منه بثبات والأخر هائم ببحور الصمت، أفاق علي صوت "سليم" الساخر_هتشمت فيه هو كمان ولا دا دور شفقة جديد..إستدار بجسده إليه ليقول ببسمة هادئة_عمرك ما هتفهمني يا" سليم"...ثم إعتدل بوقفته ليتحدث جادياً_أنت الوحيد اللي "ريان" ممكن يسمحله أنه يكون جانبه وهو بالحالة دي..وتفحص ساعة يديه بأهتمام_طيارتي بعد ٨ساعات من دلوقتي ولازم أستعد، أنا طلبت قدم صناعي من ألمانيا ساعات وهتوصل...ثم فتح باب الغرفة ليلقي نظرة أخيرة علي" ريان" ليقول بحزن بادي بلهجة صوته _خلي بالك منه..قال كلماته الأخيرة وإبتعد حتي غادر من الطابق بل من المشفى بأكمله، تابعه "سليم" بنظرات إستغراب، يحارب ذاته التي تخبره بأنه يرى شخصاً مختلف أمامه، أنفض عن ذاته فكره الغريب ثم ولج لغرفة "ريان" ليجده جالس بهدوء مخيف، تطلع له مطولاً ليتنحنح حتي يلفت إنتباهه لوجوده فقال _عارف إننا كنا علي خلاف بالفترة الأخيرة بس بالنهاية في قرابة بينا بتجمعنا...لم يجيبه "ريان" فكان شارداً للغاية، تألم سليم للغاية فأزال تلك المقدمة اللعينة ليضع يديه علي ذراعي" ريان" قائلاً بتأثر_الدنيا موقفتش علي اللي حصلك يا "ريان" هتقوم وهتكمل مشوارك وتحقق حلمك اللي سعيتله طول الفترة دي..تحرك برأسه ببطء كأنه يحمل ما لا يستطيع حمله ليتطلع لمن يجلس أمامه، أكمل "سليم" حديثه بحنان _أنا عارف أن الصدمة اللي بتمر بيها صعبة لكن أنت قدها...شعور الحزن يتمكن منه فيجعله كالجبل الذي إنهدم بفعل الريح!، حلمه الثمين الذي بناه مع معشوقته هدم دون إرادة منه، عدة أفكار تهاجمه لتجعله يشعر بالعجز لأول مرة، تمسك به "سليم" بحزن_"ريان" أنت سمعني؟..يبه فقال _طب تحب أكلم باباك أو خد من أخواتك..هنا تمرد عن الصمت قائلاً بقوة غير متوقعة _لا، مش عايز حد منهم يعرف حاجة.."سليم" بأستغراب _طب ليه؟!..أجابه بثبات_من غير ليه يا"سليم"...تطلع له بضيق من تصرفه فقال"ريان"_لو حابب تساعدني بجد متحاولش تقول لأي حد من العيلة علي اللي حصل معايا..أجابه بهدوء_بس أكيد هيجي اليوم وهيعرفوا..قال بشرود _وأنا أكيد مش هخلي اليوم دا يجي...بقسم الشرطة...توجه" مروان" إليه بصحبة محامي باحثاً عن أخيه بعدما تلقي مكالمة منه ليصل إليه بصعوبة بعدما حاول الوصول لريان ولكنه لم يتمكن من ذلك...فعل ما بوسعهم ليتمكنوا من إخراجه ولكن لم يجدي نفعاً كان علي "يامن" و"فاطمة" التنازل أولاً، تمكنوا فقط من إخراج "صباح" لعدم إثبات أي شيئاً يدينها...بقصر "رحيم زيدان"..عاد للقصر فتوجه للأعلى ليستعد للرحيل بالصباح الباكر، أعد حقيبته حتى صدح المنبه الخاص به بمعاد محدد يعلمه جيداً بترتيبات خاصة من اللواء، جذب الهاتف ليضع به شريحة جديدة ليطلب صديقه المقرب "رسلان" كما طُلب منه..أتاه صوت عدوه اللدود المتمثل بصديقه الصدوق! _ كيف حالك يا صاح؟..إبتسم "رحيم" بسخرية علي لهجته المصطنعه فقال بصوتٍ يكسوه الغموض_بأفضل حال، كدت علي وشك محادثتك حتي أخبرك بأني سأعود لأميركا غداً، أشعر هنا بالملل...أجابه "مراد" بعينين تنبعان شرار_سأكون بأستقبالك بنفسي...وكاد بأن يغلق الهاتف ليخبره "رحيم" بلهجة غامضة_نسيت أن أخبرك بأن الهرة التي إشتريتها إحتفظت بها بمكانٍ أمن، خشيت عليها فالمكان هناك مذري للغاية..كبت "مراد" غضبه بصعوبة لعلمه المغزي من الرسالة_فعلت الصواب كما تفعل علي الدوام، سأراك غداً..وأغلق الهاتف ليبتسم "رحيم" بأنتصار _حلوة اللعبة دي...وأغلق الحقيبه مردداً بهمس_عجبتني..وضع الحقائب جانباً ليجذب ذلك السلسال الذي يحتفظ به بمحفظة نقوده، لمعت ذكراه بباله ليبتسم رغماً عنه...أغلقت باب المنزل لتلحق بوالدتها التي تنتظرها بالأسفل، إبتسمت "نجلاء" لتسألها بأستغراب_علي فين؟!..إنتبهت "أشجان" لها فوضعت مفاتيح الباب بحقيبة يدها قائلة بأزعاج_رايحة مع ماما سبوع..ضيقت عيناها بأستغراب _ومالك زعلانه ليه كدا؟!..أجابتها بضيق_عشان مش حابه أروح وفي نفس الوقت مش حابه أقعد لوحدي..تعالت ضحكات "نجلاء" علي طريقتها المضحكة فقالت بتفهم_خلاص أستنى هنا وأنا هنزل أخليها تسيبك معايا لحد ما ترجع..أنارت البسمة وجهها لتردد بسعادة_بجد يا نوجة..أشارت لها بتأكيد _بجد يا روح قلب نوجة..وبالفعل هبطت للأسفل وتوقفت "شجن" بأنتظارها لتعود بعد قليل فقالت "شجن" بأرتباك_ها وفقت؟...فتحت باب منزلها قائلة بغرور _وهي تقدر ترفضلي طلب يابت...ولجت خلفها للداخل لتغلق الباب بسعادة_طول عمرك جامد يا باشا...حملت "نجلاء" الأكياس الموضوعة أرضاً لداخل المطبخ، ثم خلعت حجابها لتبدأ جولة التنظيف اليومي، أسرعت إليها "شجن" لتحمل الأطباق الموضوعة علي الطاولة للداخل لتقول بتردد_هو "فريد" فين يا نوجة؟..أجابتها ببسمة مكر_ليه؟!..حكت رأسها بخجل_يعني بسأل عشان أخد راحتي أقلع الطرحة وكدا..أشارت لها بجدية_"فريد" بره بس برضو خاليكي بالطرحه عشان لو رجع بأي وقت..إبتسمت بسعاده فنجلاء تعاملاها كأبنتها التي لم تلدها، جذبت" أشجان" المكنسة اليدوية (المأشة) لتبدأ بمعاونة" نجلاء" علي الأنتهاء من تنظيف المنزل، ولجت لغرفة" فريد" لتنظيفها فوجدت خزانته بحالة مأساوية، رددت بغضب وهي تعيد ترتيبها_لا النظام دا مش هينفعني في شقتي...كبت ضحكاته وهو يرأها غاضبة هكذا وتعيد ترتيب الخزانة بملامح توشك علي الأنفجار فهو يعلم جيداً أنها تكره عدم الترتيب وخاصة الخزانه، إنحنت "شجن" لتلتقط الملابس الملقاة أرضاً لتجمعهما سريعاً فلم تنتبه لقلادتها التي تعلقت بأطراف الخزانه، إستدارت لتجده يستند علي باب الغرفة بنصف جسده لتشير له بغضب_دا شكل دولاب دا؟!..بقي بمحله بتشديدات من والدته وخاصة بوجودها بمنزلهم فقال ببسمة هادئة _وأنتِ شغلتك أيه؟!..وضعت يدها بمنتصف خصرها بغضب_ليه بقي إن شاء الله متتجوز المكنسة أحسنلك..غمز بعيناه لها _لو ينفع علي الأقل مكنتش هتطلب شقة وشبكة وفرقة وموال يطول شرحه..إبتسمت بهيام_لا أنا مش عايزة فرقة أنا عايزة الفرح بالقاعة اللي البت "عبير" عملت فرحها فيها بتقول واخده ٨٠٠٠ج...إبتسم الأخر قائلاً بسخرية_أسرقلك بنك حاضر..رمقته "شجن" بغضب لتجذب المكنسة وبدأت بتنظيف الأرضية حتي إتت جواره فقالت بحدة_تسمح...أشار لها بلا فقالت بضيق_هتعديني ولا أنادي نوجة..إبتعد عن الباب ببسمة جذابة فكادت بالخروج ولكنها توقفت حينما حجب الباب بذراعيه ليتحدث بجدية_أحلى قاعة بالدنيا كلها، دعواتك بس ألم قرشين حلويين كدا ونعملك بالقاعة اللي تحبيها وشهر عسل في رأس البر أوجمصه المكان اللي تحبيه...إبتسمت بسعادة رغم طول المدة التي سيقضبها بالكد والتعب ليجمع المال، توجهت للمطبخ لتعاون نجلاء بتحضير الغداء أما هو فولج لغرفته ليحتفظ بسلسلاها الصغير...عاد لأرض واقعه ببسمة ساخرة علي أحلامه البسيطة فمبلغ هكذا كان يكلفه عناء أما الأن فصار يملك الملايين ولكنه يتوق للحظة سعادة من حياته السابقة المملوءة بالدفا...خرج "رحيم" من الغرفة متوجهاً إليها قبل أن يعزم بالرحيل...بالغرفة التي تقطن بها "حنين"..فرغت فاهها من هول الصدمة حينما أعادت المذيعة حديثها عن الحريق المروع الذي شب بممتلكات إبناء عمها ليجردهم من الثراء الفاحش، ترددت كلمات الجوكر أمامها كأنه يخبرها عن عمد بمدى قوته وتخطيطه المسبق لحمايتها!..بالخارج..كانت قدماها ترتجف كلما تقدمت خطوة واحدة ولكن عليها بالبحث عن هاتف لتتمكن من محادثة أخيها، خطت بالرواق لترى بأخره طاولة تحمل هاتف، إلتفتت "شجن" حولها بترقب فأكملت طريقها إليه، في ذلك الوقت خرجت "نغم" من غرفتها لتجد فتاة غريبة الأطوار أمام عيناها، راقبتها جيداً بشك من رؤية ملامحها من قبل، رددت بتردد_"أشجان"!...إستدارت" شجن"علي صدي الصوت لتجد فتاة أمامها، عيناها زرقاء كالسماء الصافية بعد ليلاً تحفه الغيوم، بوجهاً مستديراً وأنفاً مدبدب، إقتربت منها بفضول _أنتِ تعرفيني؟!..أجابتها" نغم" بنظرة شاملتها بذهول_أنتِ بتعملي أيه هنا؟!..ضيقت عيناه بتخمين بتلك الفتاة لتسرع "نغم" بالحديث_أنا "نغم"..جحظت عيناها بصدمة حينما علمت بأسمها وخاصة حينما إستكملت نغم حديثها_مرات "يوسف" أخوكِ..شعرت بدوامة تكتسح مشاعرها دون توقف، إذاً فما كانت تدفعه كان لزواج أخيها؟!..أأصبحت لا تعنيله شيئاً حتي يتجرأ بالزواج من تلك الفتاة وهو يعلم جيداً بأن أخيها المزعوم سيتنقم منها!.هل هانت علي أخيها لتلك الدرجة..رفعت يدها تحجب دوار رأسها الذي يهاجمها لتستقر أرضاً بألم لتسرع "نغم" إليها فحركتها بلطف_أنتِ كويسة؟...دمعاتها توفدت دون توقف، إرخت رأسها بأستسلام لتهيئ ذاتها لأصطدامها بالأرض ولكن لم يحدث ذلك!، فتحت عيناها بصعوبة لتجاهد ثقل رأسها لتجده أمامها يحتضن رأسها بين يديه مانعاً إياها من أن تصطدم بالأرض، حاولت بأن تستعمل قواها لتبعده عنها او حتى لتنهض ولكن بائت محاولاتها بالفشل فالصدمات المتتالية كسرت حطام جسدها الهزيل لتظل بقايا لأنثى!..حملها "رحيم" بين ذراعيه ليصرخ بغضب بنغم_قولتيلها أيه وصلها للحالة دي؟.أجابته بأرتباك _ولا حاجة أنا بس عرفتها علي نفسي والعلاقة اللي بيني وبين "يوسف"..رمقها بنظرة نارية ليتوجه لغرفته سريعاً، وضعها علي الفراش ليجذب البرفنيوم الخاص به فنثر بعضاً منه علي معصمه ليقربه من أنفها، بدأت تحرك رأسها يميناً ويساراً بدمع لا يتوقف، فتحت عيناها لترأه أمامها، رددت بهمس وهي تحاول جاهدة لتحريك جسدها الثقيل_إبعد عني...لسه عايز مني أيه؟...إنتقمت من "يوسف" ودفعتني أنا التمن..إحتضن وجهها بأصابع يديه ليقول بنظرة غامضة لها_مش عايز من الدنيا دي كلها غيرك يا "شجن"..إرتفع صوت بكائها المحطم لتكمل كلماتها كأنها لم تستمع له _كنت فاكرة أنه هيخاف علي نفسه أو علي الأقل عليا بس هو مهموش حاجة..أنا ماليش حد... ماليش حد...قالت كلماتها الأخيرة بصراخ مصاحب لبكاء مدمر، فتح الخزانة ليخرج منها الأدوية المهدئة، حملها بين يديه ليضع الكبسولة بفمها ثم قرب كأس المياه لتتطلع له بخوف وهي ترأه يناولها دواء غريب المصدر إليها..ترددت بأبتلاع الدواء فشعر بوخزة بقلبه من شعورها بأنه قادر علي إيذاءها حتي بعدما علمت بمن بكون؟!...سند وجهها أمام وجهه ليقول بثبات_عمري ما هأذيكي خاليكِ متأكدة من دا..ألقت بالكبسولة أرضاً لتتراجع للخلف بخوف،إقترب "رحيم" منها بهدوء_ليه مش عايزة تصدقيني يا "شجن"..تراجعت حتي نهضت عن الفراش فكلما إقترب منها خطوة إبتعدت عشر، أشارت لها بكفها المرتجف_متقربش..حطم كلماتها وإقترب ليسترسل بحور كلماته الثائرة_أنتِ ممكن تصدقي أن "فريد" يأذيكي؟!..رفعت يدها علي رأسها لتصرخ بجنون_"فريد" ماااات...إقترب ليقف أمامها ليجذب يديها بالقوة ليضعها علي قلبه ويديه تثبت جسدها جيداً ليهمس بألم _ليه مش قادرة تفهمي أن كلامك دا بيقتلني، خوفك... بصات الكره اللي في عيونك كل دا بيتعبني أكتر من اللي مريت بيه يا" شجن"..أغلقت عيناها ببكاء لتردد بصعوبة بالحديث_ أبعد عني... أرجوك..شعر ببرودة جسدها بين ذراعيه فتراجع للخلف لتجلس هي أرضاً، لتضمد جسدها بذراعيها وعيناها تراقبه بهلع جعله يتراجع بأبم كاد بأن يقتلع روحه من جذوره، خشى أن تسوء حالتها النفسية فتحكم بذاته بصعوبة ليعود بالحديث _طب خلاص إهدي أنا هعملك اللي أنتِ عايزاه، مش كنتِ حابه تشوفي "يوسف" هبعت الحرس حالا يجبوه..وكاد بالخروج لتصرخ بجنون_لا مش عايزة أشوفه، مش عايزة أشوف حد، أنا ماليش حد في الدنيا، أنا ماليش حد ..قالت كلماتها بتشنجات مقبضة جعلتها تتسطح أرضاً ليسرع إليها "رحيم" بلهفة وخوف تلمعان بعيناه ليثبت ذراعيها جيداً ثم جذب محقن المهدأ ليحقنها إياه فهدأت تدريجياً بين ذراعيه حتي سكنت تماماً، إحتضنها بقوة كادت بأن تحفظها بداخله ليردد بعشق _أنا جانبك يا حبيبتي مش هخليكِ تضيعي مني يا "شجن" مش هسمحلك بدا..وطبع قبلة مطولة علي جبينها ليحملها لغرفتها حتي لا تعود لنوبة الهلع، طرق باب الغرفة فجذبت حنين حجابها ليدلف للداخل فهرعت إليه بخوف_"أشجان"!..وضعها رحيم علي الفراش لتصرخ به حنين بخوف_عملت فيها أيه؟!.رفع عيناه لها بثبات_متخافيش هي أخده مهدأ...وداثرها بالغطاء جيداً مشيراً لها _خاليكِ جانبها.وكاد بالمغادرة ليستدير مرة أخرى، إقترب منها ليخرج من جيب جاكيته الاسود سلسالها الطفولي ببسمة رسمت علي وجهه، عقده "رحيم" حول عنقها برفق وحنين تتابعه ببسمة هيام كأنها رأت مشهد من راوية رومانسية يتجسد أمامها، همست بخفة_الله أبو لهب عنده قلب؟!...خرج من الغرفة ليودعها بنظراته ليستعد بالرحيل من القصر بل من مصر بأكملها لينضم للجوكر ليكون حائل العداء تحت الصداقة المزعومة!..جابت عيناها قصره المشيد أمامها بنظرات حقد دفن بعبناها منذ معرفتها بما فعله مع اخيها، ولجت "سارة" للداخل بعدما وضعت خطة محكمة للقصاص لأخيها فتوجهت للأسفل بضيق لحاجتها لريان لتستدرجه لتعلم الأجابة علي أخر سؤالها..رفعت هاتفها لتطلبه مراراً وتكراراً ولكن كل محاولتها بدون جدوي، لاول مرة تطلبه هاتفياً ولا يجيبها فأنقبض قلبها بصورة مريبة، بعثت بالرسائل إليه فكانت تظهر لها بأنه قرأها ولكنه لم يجيبها!..جن جنونها بل كاد قلبها بالتمزق من فرط خوفها عليه فجايت القاعة ذهاباً وإياباً بقلق.أسرعت الخادمة لفتح باب القصر حينما قرع الجرس، ولج "مروان" للداخل ليشير للخادمة بضيق _هاتيلي مية..أشارت له بخفة لتسرع للداخل لتحضر المياه، جذب إنتباهه "سارة" فتوجه ليجلس علي الأريكة المقابلة لها قائلاً ببسمة هادئة _مساء الخير..إستدارت علي صوته لترسم بسمة بسيطة_مساء النور.._شايفك سرحانه كدا، الامور تمام ولا؟!..قالها بتفحص فعدلت من حجابها بهدوء _لا بخير الحمد لله.إبتسم بنظرة مطولة_يارب دايماً..قالت بخجل_ميرسي، ثم قالت بتردد_هو "ريان" كلمك النهاردة..ضيق عيناه بأستغراب_ليه؟!..إرتبكت للغاية ولكنها قالت بتماسك_مفيش طلبته علي الموبيل كذا مرة كنت عايزاه في حاجة..اشار لها بتفهم_أه، كنت بحاول أوصله من الصبح وأخيراً رد عليا برسالة من نص ساعة بيقول فيها أن جاله شغل ضروري بره مصر..ظهر الحزن علي ملامح وجهها والأخر يتطلع لها بأستغراب ليفق علي صوت الخادمة التي تقدم له المياه...بنفس ذات الغرفة التي بدت تشبه المعتقل من إختفاء الضوء بها، ولج للداخل بخطاه المسموع كدقوق الهلاك لينتبه "طلعت" للباب للقاء المعتاد مع هذا النذل، ولج للداخل ليقف أمامه ببسمته اللعينة، رمقه "طلعت" بنظرة غاضبة ليبدأ بالحديث الساخر_زياراتك بالفترة الأخيرة زادت عن العادة...إنحنى ليكون علي مستواه قائلاً بغرور_تقدر تقول كدا أني حبيت أجبلك المرادي معايا مفاجأة كدا أتمنى تعجبك..وأشار بيديه للباب ليدلف رجاله ليدفشوا المرأة المقيدة بين يديهم بقوة حتي صارت أرضاً أسفل الأقدام!، تطلع لها "طلعت" بأستغراب، فأزاح الرجل هذة الغيمة السوداء التي تحجب وجهها عنه لتفتح عيناها ببطء شديد لتكون صدمة له وصدمة أكبر بكثير لها، ردد "طلعت" بصدمة كبيرة_"نجلاء"!..توقفت الطائرة عن العمل لتهبط علي الارض الغامضة التي تحمل مصيراً مجهول لعداء خلق لأعوام!..خرج من داخلها ليقف علي أول درجاتها بطالته المختلفة تماماً عن المعتاد فكان يرتدي سروال ضيق للغاية وتيشرت أبيض، مصففاً شعره بطريقة مختلفة تماماً عن تناسقة المعتاد فكان يرفرف كالغيوم السوداء، رفع الحقيبة علي ذراعيه ليتصرف بطريقة غربية فمن يرأه لا يعهد له العروبة أبداً..هبط الدرج المرتفع الخاص بالطائرة ليبحث عن "مراد" بنظرات تحمل التسلية حتي وقعت عيناه عليه...أنهى الطريق الطويل بينهما ليقف أمامه وجهاً لوجه، الغيوم كادت بألتهام السماء لمثل هذا اللقاء المقبض، وقف كلاً منهما أمام الأخر بنظرات طالت فعليهما التصرف كصديقين مقربين لذا إحتضان كلاً منهما كان من ضمن خطة الأستقبال!..رمقه الجوكر بنظرة نارية من خلف نظارته البنية والأخر يخفى بسمته بالكاد ليرفع ذراعيه ليحتضنه بقوة مشدداً علي كلماته التي تخرج مع همسه المنخفض _شايف الموت بيحاوطك من كل جهة..إبتسم "رحيم" ليربت على ظهره كأنه يبادله الحضن_أكيد لأنه صديقي الوفي فياريت تخد حذرك كويس أوي ..وإبتعد عنه ببسمة علي محياه ونظرات خبيثة تلمع بكلتا العينين لتبدأ الان رحلة غامضة بين العداء وشعلة ستخلق من وسط هالة الدمار لتشكل نقطة بداية لعلاقة جديدة ستكون أول طوبة لبناء عريق!...تمت
رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد( وعشقها ذو القلب المتبلد )اقتباس من الجزء الثانيمشوا جوار بعضهم البعض فزفر "مراد" لها بغضب_عجبك كدا أدينا تايهين بالغابة بسببك..رمقته "حنين" بنظرة مطولة وبسمة حماس_دا بدل ما تشكرني على الأجواء الرومانسية اللي أنا عمالها ليكم..حك "رحيم" طرف ذقنه الصفراء النابتة ليحجب بسمته علي تلك الحمقاء ليشير لها بثبات_"حنين" متتوقعيش رحلة رومانسية في غابة فيها أخطر حيوانات بالعالم...ختم حديث رحيم صوت عواء مريب جعلها تتخبئ خلف مراد بخوف بينما إبتلعت" شجن" ريقها برعباً حقيقي..إستدار لها" مراد" بسخرية_راح فين التفائل والطاقة الأيجابية اللي عندك؟!..أجابته بصوتٍ يكاد يكون مسموع_كان هدفي والله أقرب المسافات بين أخوك والبت شجن..رمقتها "شجن" بنظرة نارية ليبتسم رحيم مردداً بلهجة ساخرة_بشكرك لرقة قلبك الجميل بس للأسف مفيش حد فينا هيلحق يشوف دنيا عشان يفكر في صلح متبادل..وضعت يدها حول خصرها بغضب_تصدق أنا غلطانه أني عطلت فرامل العربية عشان تركب معاك...كبت رحيم ضحكاته بصعوبة ليشير لها بالأستدارة لتجد أمامها الجوكر بملامح تجعله أشد خطورة ليضغط علي أسنانه بغضب مميت_بقي أنتِ اللي عطلتي فرام العربية؟...أشارت له برجفة وبسمة تخالفها_كان هدفي الخير للكل وعهد الله إيش عرفني أن كل دا هيحصل!..مرر يديه بين خصلات شعره بغيظ ليشير له رحيم ببسمة هادئة_خلاص يا مراد اللي حصل حصل، لو فضلنا نتناقش بالموضوع أكتر من كدا هنبقي وجبة شهية للسكان الجمال اللي هنا..تمسكت "حنين" به برجفة تسري بأنحاء جسدها_أوعى اللي عملته يخليك تسيبني للضباع والديناصورات تأكلني عيب تنتقم بالطريقة البشعة دي يرضيك أبويا ميلقيش جسم يدفنه!...رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الأول( وعشقها ذو القلب المتبلد )خلع "رحيم" نظارته السوداء ليرمق باب الشقة البسيطة بنظرات ساخرة فقال بلهجة تغمدها الخبث بين أطيافها_أممم، مازلت تسكن بهذا المنزل؟..وضع "مراد" الحقيبة أرضاً بقوة متعمداً إصدار صوتاً مزلزل ليرمقه بنظرات غضب فحاول جاهداً أن يتماسك فلن يمنحه ما يريد بأستغلال هذة المهمة لصالحه_بعض الأمان يكمن بالأشياء البسيطة، ومنزلي هكذا...أشار له بفتح الباب ببسمة ساخرة فأخرج "مراد" مفاتيح المنزل ليلقيها بوجهه قائلاً بمكر_الا ترأني أحمل حقائبك؟!...إندفع المفتاح بجوار حاجبيه ليتأوه بألم والأخر يبتسم بأنتصار، تطلع له بنظرات غاضبة ولكن سرعان ما إستعاد ثباته ليلتقط المفاتيح ثم أدخلها بالباب ليدلف للداخل بغضب ملحوظ، حمل "مراد" الحقائب وإتبعه مردداً ببسمة مكر_دي البداية...بغرفة "حنين"...فشلت بأخراج "شجن" مما هي به فحالتها أصبحت أسوء من ذي قبل، رفضت بشكل قاطع لقاء "يوسف" الذي أتي للقاءها مراراً وتكراراً حتي أنها رفضت لقاء "نغم"، حياتها أصبحت محصورة بين جدران تلك الغرفة وصلاتها المتواصلة التي تهون عنها سكرات القلب وآنين الروح...كانت ممددة علي فراشها بدلال، وبأصابعها تلهو بخصلات شعرها الطويل لتعقده حولهما ثم تحرره من جديد، البسمة تتسع شيئا فشيء وهي تستمع لكلماته التي تعرف كيفية سلك طريق مختصر لأختراق قلبها، قالت بخجل وهي تستمع له_مش عارفة عملت كدا إزاي بس أختك اللي إستفزتني، وبصراحة كدا يا "سليم" أنا مش بطيق "منة" دي.زفر بملل وهو يضرب مقود سيارته بضيق_هو أحنا هنقضي المكالمة كلها عن أختي ولا أيه؟..كبتت "ريم" ضحكاتها بصعوبة ليخرج صوتها الذائف_وأنت عايز تسمع أيه غير كدا؟!...أتاها صوته الماكر_فتح الله عليكِ يا أختاه...رددت بأستنكار_أختاه!..أجابها "سليم" ببسمة تسلية_أه مأنتِ مكالمتك عندي شبه مكالماتي لسما ومنة دا يمكن هما ببدلعوني طول المكالمة بحبيبي وعمري وكلمات يصعب للي زيك أنه يفهمها لأنك نفورة نكد..نهضت عن الفراش بغضب_أنا نكد؟..كبت ضحكاته بصعوبة فرفع يديه يعدل من خصلات شعره بثبات كنوع من تمشيطه بيديه ليكمل بسخرية _يا روحي، أخيراً حسيتي بنفسك!...صرخت بعصبية_أنا غلطانه أني كلمتك أساساً..وكادت بأن تغلق الهاتف لتتوقف علي صوته الرجولي _إستني يا مجنونه أنا بهزر...رسمت بسمة علي محياها ولكنها جاهدت لجعل صوتها أكثر حدة ليبدو لها تذمرها من حديثه _أضيف لقايمة النكد إني مجنونة!..تعالت ضحكاته الرجولية ليردد من بينها بعشق يتبعه كالظل_لا ضيفي أن النكد دا جزء من حياتي اللي مش بتحلي غير بيه وبيكِ..راقت لها كلماته فجلست علي الأريكة ببسمة حياء تزينها ليكمل "سليم" بجدية_"ريم" أنتِ عارفة أني فضلت عمري كله كفيف عن رؤية أي بنت غيرك، أنتِ كنتِ بالنسبالي زي الصيام بليالي طويلة عشان أوصلك...حمدت الله بأنه لا يرأها فكانت ستزداد إرتباكاً فوق إرتباكها!...توقفت سيارة" سليم" أمام قصره بعدما قضي طريق عودته من العمل بالحديث معها، خرج من سيارته ليستند بجسده علي السيارة ليستكمل حديثه بهاتفه الذي يتمسك به علي أذنيه جيداً _أخرجي أنا بره...وكأنه إستمع لحديثها الداخلي عن رؤيته لها بحالتها تلك فطالبها برؤياها!..رجفة القلب تزداد بجنون، عيناها تتوق لرؤيته حتي وإن كانت تضيء فرحاً لسماع صوته، سحبت حجابها الموضوع لجوارها لتضعه علي خصلات شعرها الطويل بأهمال لتتساقط إحدي خصلاته علي عيناها، خرجت تحت ضوء القمر المشع علي أطراف شرفتها لتنير وجهها كالبدر والأخر بالأسفل يتطلع لها بأنبهار وأنفاساً تعلو صوتها من هاتفها الذي يعلو أذنيها فتجعلها مصبوغة بحمرتها الطبيعية ثراء خجلها المميت، طال تأمله لها ومازالت عيناه تطالب رؤيتها أكثر ليخرج صوته أخيراً مردداً بصوتٍ منخفض علي غير عادته_لما بشوفك بدعي ربنا أنه يحفظك من عيوني اللي ممكن تحسد الجمال دا...خطفت نظراتها إليه بخجل وبسمة صغيرة تكاد تكون بادية له، وقف بمحاذاتها قائلاً بعشق _مش عايز غير يا "ريم"...خرجت عن صمتها أخيراً فقالت وعيناها أرضاً _وأنا مش عايز أشوف ولا أعيش مع غيرك..إبتسم بمكر_أممم ممكن أعتبر دا إنجاز إنك أخيراً إبتديتي تتكلمي لوحدك..خجلت للغاية فولجت للداخل تهرباً من نظراته، إبتسم بسعادة فأغلق هاتفه وولج لداخل قصره هو الأخر والسعادة تشكل دربه ولكن ترى لنهايته؟!...صدمتها الكبيرة جعلتها تتأمل من يجلس أمامها بصمت إستحوذ علي حواس إداكها فهل يعود الموتي للحياة بتلك البساطة!...فكانت صدمتها ببدء الأمر من قام بخطفها لظنها بأن الماضي دفن مع عمرها وشبابها الذي فني حتي عاد هذا اللعين لخطفها بعدما صارت عجوز ولكن فاقت صدمتها حينما رأت زوجها أمام عيناها!...إنحني ليكون مقابل "طلعت" قائلاً بلهجة غامضة _فاكر يا "طلعت"..تطلع له لغضب مميت فقال _أيه اللي دخلها بالعداوة اللي بيني وبينك؟!..تعالت ضحكاته بجنون مخيف ليكف عنه قائلاً بحقد دافين_دا هي السبب الرئيسي لكرهي ليك، هي سبب من أسباب كتير لكرهي ليك..تطلع له "طلعت" بذهول ليكمل الأخر بغل_كنت عايز تعرف أيه اللي خالاني أتجوز صافي أختك وأنا مبحهاش السبب قدامك...وأكمل بحقد_أنت اللي إختارت تتجوزها وأنا اللي حبيتها قبلك وعرضت عليها الجواز قبلك ورفضتني عشانك...وقعت كلماته علي مسمع "طلعت" كالصاعقة ليس لأنه تفاجأ بصديق عمره الذي لم يتردد لثانية واحدة حينما طلب الزواج من شقيقته ولكن لأخفاء "نجلاء" عنه الكثير من الأشياء الذي مازال يتفاجأ بها بعد تلك الأعوام!..إسترسل "عمران" حديثه بتسلية _كان نفسك تعرف مين اللي قال لأبوك علي جوازك ومكانك صح...وتعالت ضحكاته بشر _بصراحة أنت طلعت غبي بدرجة أنا نفسي متخيلتهاش، يعني شخصيتك القوية اللي الكل بيعملها ألف حساب جيت عندي وبقيت ورق...إبتسم "طلعت" ليردد بسخرية_لا وأنت الصادق مكنتش فاكر أن الطعنة هتجيلي من القريب بس اللي محيراني هتكسب أيه من اللي بتعمله حالياً ومش خايف "ريان" يكشف لعبتك الدانيئة دي؟!..بدت ملامحه بالتأثر من حديث "طلعت" لتخرج كلماته بغضب _متجبش سيرة إبني علي لسانك..رفع حاجبيه بسخرية_طب والله كويس إنك معترف بالعلاقات اللي بتجمع عيلة "زيدان" بيك..لم يبالي بحديثه ليكمل كلماته في محاولات بالأنتقام منه _سيبك مني وركز في عيالك اللي تقريباً حياتهم علي المشارف.إبتسم" طلعت" لأخفاء قلقه البادي علي ملامحه _مش قلقان عليهم فمش داعي تقلق أنت عليا ...نهض "عمران" من محله ليرمق "نجلاء" التي تتطلع لطلعت بصدمة ثم توجه للخروج من الغرفة قائلاً بأنتصار_هنشوف...وغادر من الغرفة ليرفع "طلعت" عيناه عن الباب ليتطلع إليها!، إلي من صام عن رؤياها أعوام ثم أتت لتخبره بأنه يمتلك إبناً منها ثم إختفت مجدداً وها هي أمامه!...تلك التي عشقها بجنون وتعمدت هي زرع الأشواك بقلبه... أشواك الفراق والأنين... أشواك الألم ومحبة اللقاء ومفارقة الحبيب!..الصمت الذي سيطر عليها كان يتمكن منها لأقصي درجة ولكن عيناها كانت متحررة بالدمعات التي تحثها علي الأفاقة من حالتها المخيفة التي أصابتها...رددت أخيراً بصوتٍ متقطع للغاية _"طلعت"!..ظل يتأملها بثبات والأخري تحاول جاهدة بتصديق ما يحدث أمام عيناها، تحركت بصعوبة لتقترب منه في محاولات لفك الحبال الغليظة التي تعيق تحركاته وبالكاد تمكنت من ذلك، تطلع لها بصمت حتي أنه ظل محله بعدما تحررت الروابط التي تعيق ذراعيه وقدميه، إبتسمت بفرحة رغم عينيها الباكية _مش مصدقة بجد أنك عايش..قال بلهجة ساخرة متعمداً عدم النظر إليها_هتفرق معاكِ عايش ولا ميت أنا كدا كدا بالنسبالك إنتهيت..وضعت عيناها أرضاً بألم تزيح دمعاتها بأطراف أصابعها لنجاهد بالحديث من وسط دمعاتها _بلاش تتكلم بالطريقة دي أنت ظالمني والله...قال بألم_الكلام بالموضوع دا مش هيفرق كتير نهايته حاجة واحدة إبن إتحرم من أبوه وزوج إنحرم من زوجته وإتجبر يعيش ألم الفراق ٢٠سنة...إبتلعت تلك الغصة المريرة التي إقحمت مرارة الذكريات بصدرها ليكمل هو ببسمة ساخرة_عشت أسود أيام حياتي، كل يوم عدي عليا وأنا بدور عليكِ فيه ومش بلاقيكِ كان بيخليني أموت بالبطيء، مشيتي من غير ما تودعيني، مشيني من غير ما تقوليلي أنا غلطت معاكِ بأيه عشان تسيبني كدا...وبعد كل دا راجعة تزيدي من ضغطك بالسكين علي قلبي وتقوليلي أني عند إبن ومحتاجة مساعدة لأنه مسجون، خالتيني أشوف بعيوني إبني أنا إبن "طلعت زيدان" مرمي بالسجن مزلول ومكسور وفجأة يلاقي واحد بيساعده وبيقوله أنا أبوك!، وحالياً بكتشف جزء جديد من اللي كنتِ بتخبيه عليا أن الحيوان دا كان عايزك وبدل ما تنبهيني منه عشان أبعد عنه ومجوزوش أختي سبتيني لحد ما بقيت هنا، اللي عملتيه معايا صعب يتوصف أو يتحكي...كلمات تفوه بها حطمت كبريائها الذي سقط مع كل كلمة قالها هو، رفعت يدها بصعوبة وكأنها حجر ثقيل لتضعها علي لائحة يديه المرتخية أرضاً لينصاع إليها كلياً فتطلعت له مطولاً قائلة بلهجة يشوبها اللوم والعتاب علي كلماته القاسية _أنت فاكر إن دا العذاب؟!...مختبرتش إنك تنجبر تبعد عن اللي بتحبه؟!، مجربتش انك تهرب من مكان لمكان وأنت سايب قلبك مع حد بتشتاق لشوفته كل دقيقة وثانية!، مجربتش إنك تنام يوم وأنت خايف من بكرا هيجي إزاي ولا هتقضي الليل جعان زي النهاردة؟!، مفكرتش إزاي هتهرب من كل دا وأنت مش معاك حتى تجيب عيش حاف؟! مجربتش تنام بعين مفتوحه علي باب الاوضة خايف حد يدخل عليكِ وأنت لوحدك؟!،إن إبنك لما يطالبك بأبسط حقوقه وأنت مش قادر تجبله حتي لعبة صغيرة تفرحه بيها...أنا عشت الأسوء من دا كله مش عشان كنت خايفة علي نفسي زي مأنت فكرت لا عشان كنت حامل وزي أي ست عندها غريزة خفت علي إبني من أبوك، هربت وبعدت بس غصب عني اما موضوع "عمران" دا فهو مش بس كان زميلنا بالجامعه دا أقرب صديق ليك خفت أزعلك لما أقولك بيلاحقني ولما عرفت أنه عايز يتجوز أختك فرحت أنه نساني مكنش في دماغي حاجة تانيه والله...لم يحتمل سماع ما قالته حتي نبرة صوتها نجحت بأيصال كم المعاناة التي عاشتها ومازالت تعنيها لذا وبدون تردد إحتصنها بقوة بين أحضانه ليربت علي ظهرها بحنان بأن تكف عن البكاء فأبتعدت عنه لتعيد لف حجابها الذي كشف عن خصلات شعرها الأسود الذي يزينه بعضها البيضاء لتكمل حديثها بدموع_أنا كنت بموت أكتر منك وبذات لما شوفت علي التليفزيون صورة ليك وأنت بتتجوز كان ممكن أراجع بعد ما أبوك مات بس هرجع لمين وأنت إتجوزت غيري؟!...إبتسم بسخرية جعلتها تكف عن البكاء وتتأمله بضيق ليستند برأسه علي الحائط مغلق عيناه بتنهيدة مؤلمة _بلاش نفتح جراح عدي عليها سنين يا "نجلاء"...تطلعت له بذهول ففتح عيناه الزيتونية قائلاً بنظراته التي لم تتغير عن ما تركتها_السنه اللي قضتيها معاكِ هي اللي مخليني أكمل لحد دلوقتي وأنتِ عارفة كويس أني محبتهاش ولا هحب أي ست علي وجه الأرض غيرك..إبتسمت بسعادة مختلطة بدموع عاكسة لحالتها، تمسك بيدها قائلاً بيأس_كان حلمي أرجع أعيش معاكِ من أول وجديد ومع فريد بس للأسف الحيوان دا دمر أحلامي ولسه بيدمرها...تطلعت ليديه المتمسكة بيدها لتطبق أصابعها علي لائحة يديه بعدم تصديق بأنهم تجمعوا بعد كل تلك الأعوام حتي وإن كان بلقائهم تهديد مريب!...إسدل الليل عباءته السوداء لتزداد ظلماته..بشقة "مراد"...وقف كلاً منهما أمام التختين المفترشون للغرفة، تمعن "رحيم" بوجه "مراد" ليعلم إلي أي فراش سيتواجه فأسرع ليتمدد عليه فأستند بذراعيه علي الحائط قائلاً بغضب وحركات جسده مثبته بعناية حتي لا يفتك به_دا مكاني علي فكرة..أنثي "رحيم" ذراعيه أسفل رأسه واضعاً قدميه فوق الأخري بحذائه الأسود الذي لم يشلحه بعد _أنا مش برتاح غير بالجانب دا تقدر تنام على التاني...جز علي أسنانه بغضب ووعيد يلمع بعيناه ليبتسم الأخر بأنتصار حتي إزداد غيمات الليل بساعات مطولة إنتظر بهم "مراد" لأن يغفل رحيم فتوجه لفراشه ببسمة مكر ليدفش التخت الذي يحمله للجهة اليسري ثم جذب تخته بالجهة الأخري ليتمدد عليها ببسمة ثقة ليضع سلاحه أسفل وسادته ثم أغلق عيناه براحة كبيرة من إنتصاره الذي ظنه تحقق!...خرج "إياد" مع "مروان" والنيران تكاد تقتله، فكيف يتمكن "يامن" من زجه بالسجن ولو لساعات بسيطة، خروجه ليس خلاصاً من قبضته فلم يحصل علي البراءة بعد ولكنه سيحرص علي ذلك، ولج لغرفته ليركض لخزانته فأخرج منها المخدرات التي يخبئها بعناية ليرتشفها بجنون جعله يتسطح أرضاً دون اي تحكم بجسده...مرت الدقائق فالساعات ومازال هو محله، لم يري السواد الحالك الذي إحتل ما أسفل عيناه فحاله أصبح مذري للغاية وملامحه التي كانت يوماً تميزه بوسامة رجولية جذابة أصبحت نقمة عليه!...ولج الخادم بساعة متأخرة من الليل ليخبره بأن هناك فتاة بالأسفل تود رؤيته، تعجب للغاية فهبط للأسفل ليجد "صباح" تجلس علي الأريكة بحالة من الأرتباك والتوتر الذي جعل ملامحها في جفاف تام، إنتبهت لوجوده فأسرعت لتقف أمامه...فركت أصابعها بتوتر ورجفة جعلت أصابعها وشفتاها زرقاء كالموتي، قطع هو الصمت بأستغراب_جاية ليه؟..أجابته بعدما إزدردت ريقها بصعوبة_"إياد" أنا آآآ... أنا حامل...تطلع لها بثبات وكأنه لم يستمع لشيء ليتركها محلها ثم توجه للبار المواجه إليه ليجذب العصير فسكبه ليرتشفه ببرود_مبروك..شعرت ببعض الأمل فأسرعت إليه قائلة بسرعة_لازم نتجوز قبل ما بطني تبان..إستدار إليها بمعالم جعلها تتملك الصدمة_نت... أيه يا حبيبتي؟!... لا يا شاطرة متفقناش علي كدا إحنا كنا مخطوبين فرقش يعني كدا وكدا لكن جواز وحمل وكلام من دا متحلميشجف حلقها فجاهدت للحديث بتماسك _"إياد" أنت بتقول أيه؟!... واللي حصل بيني وبينك كان أ...قاطعها بجراءة وغمزة من عيناه بوقاحة_كان مزاج يا حلوة انا مغصبتكيش علي حاجة كله كان بكيفك..وضعت يدها علي فمها من صدمتها ليس به ولكن بالفضائح التي ستتعرض لها فتمسكت بيديه بدموع تعرف الطريق علي وجه المغرورة التي غضبت الله سبحانه وتعالى غير عابئة بما تفعله _"إياد" بلاش تعمل معايا كدا أنت وعدتني أننا هنتجوز..تعالت ضحكاته بجنون وبسخرية قال_لا الوعد كان بأنك هترجعي لحبيبك وأنا هرجع لفاطمة وندمر علاقتهم وأنا هحرص علي دا وبدون مساعدتك..رددت بصعوبة _يعني أيه؟!.إرتشف عصيره ببرود_يعني اللي في بطنك دا ينزل ولو الامومة عزة فيكي اوي فبعيد عني يعني تربيه... تقتليه... تولعي فيه أنا ماليش دخل في كل دا... وياريت معتيش توريني وشك تاني..وتركها وصعد للأعلي لتنهار أرضاً ببكاء حارق، من ربت علي التحرر تدفع الثمن باهظاَ... من تمنت الأذي لغيرها تشهده هي!..خرجت من القصر لتصعد بسيارتها وذكريات "يامن" تتردد لها، تعليقاته علي ثيابها، حرصه بأن يظل بعيداً عنها رغم أنه كان يعلم بأنه لو طلبها لن تتردد بذلك لتحررها الزائد ولكنه حفظها لأجل نفسه ولأجل خوفه من الله، رأت الأن الفرق بين علاقاتها وبمن إختارت!...بمنزل السيدة "عظيمة"...غفلت علي فراشها بعدما تناولت دوائها الذي قدمته لها "سما" التي لاحظت غفلتها فداثرتها بالفراش ثم جذبت الكتب التي قضت ليلها لدراستها، جذبت الحجاب الموضوع علي المقعد لتخفي به شعرها، إرتداته كالمعتاد علي (التوق) الذي يأخذ شكل القطتين فأنحاز لها الحجاب ليأخذ نفس الشكل ثم إرتدت نظاراتها لتجعل طالتها المخيفة متكاملة، حملت الكتب ثم توجهت للخروج بأستخدام الدرج الذي يتوسط بهو القصر، قدمت قدماً وتوقفت حينما تسرب لها صوتٍ خافت من الغرفة التي علي يسارها، تسللت "سما" علي أطراف أصابعها تجاه غرفة "آدم"..،إتضح الصوت لها شيئاً فشيء لتستمع لكلماته بوضوح فعلمت بأنه يتحدث لفتاة ما، فتحت باب غرفته بحرص من أن لا يصدر صواتٍ لتتصنم محلها من الصدمة حينما رأته يجلس أمام حاسوبه بملابس لا تليق بأرتدائها أمام اي فتاة فأقتربت أكثر لتجده يتحدث مع فتاة بملامح غربية للغاية بشعرها الأصفر وملابسها المقززة التي تظهر أكثر مما تخفي..اكمل حديثه وهو مستلقي أمام حاسوبه بحرية_حسناً "ليزا" لا تغضبي فسأحاول أن أعود لأمريكا بأقرب وقت...ضيقت الفتاة الغربية ملامحها بأستغراب لتبك الفتاة التي تتراقبها من خلفه فقالت بأستغراب _من التي تقف بخلفك؟!إستدار "آدم" بأستغراب من كلماتها لينتفض من محله بفزع فصرخ برعب_في أييييه؟!..أجابته ببسمة ساخرة_في حاجات كتيرة بس الأول نهدي غضبك ونشوف حاجة تبل ريقك من الخضة دي..وبدأت رحلة بحثها بالغرفة حتي وقعت عيناها علي البراد الصغير الموضوع بجانب صغير بالغرفة فتوجهت إليه لتحصل علي أحدي زجاجات المشروب لتقترب منه فمدت يدها إليه كأنها تناوله، رفع ذراعيه ليلتقطه منها فرفعته لتسكب محتواه علي الحاسوب الذي إنطفئ فور ملامسته للمشروب لينفضه آدم بغضب_أنتِ مجنونه!.عبث بأزراره ولكن دون جدوي فألقاه أرضاً ليقف أمامها بنظرات غاضبة للغاية، أشاحت بعيناها عنه قائلة ببرود_ياريت تلبس لبس كويس عشان أعرف إتكلم مع حضرتك..تطلع لما يرتديه فجذي قميصه ليرتديه قائلاً بسخرية_مكنتش أعرف أن الجنية هتقتحم أوضتي في نصاص الليالي زي الطور..تطلعت له ببسمة ساخرة_أي جنية اللي علي اللاب ولا مين تاني؟..رمقها بنظرة غاضبة_والله انا أخد راحتي وأعمل ما بدالي...حكت أنفها ببطء_وجهة نظر برضو بس أنت نسيت أنك بكرا هتخطب وتكتب كتابك علي واحدة ولا ايه؟!..ردد بسخرية وهو يرمقها من رأسها لأخمص قدميها_واحدة؟!.. أممم جايز..أشتعل الغضب بعيناها فرفعت أصابعها أمام وجهه بغضب _إسمعني كويس أنا مجبرتكش علي الجوازة دي ولا رميت نفسي عليك، وبعدين حتي لو أنا وحشة من وجهة نظرك فأزاي تسمح لنفسك إنك تغضب ربك بالكلام مع واحدة بدون رابط بينكم..زستقام بوقفته بأرتباك لتكمل حديثها بلهجة جاهدت لجعلها هادئة_ولو علي الخطوبة والموال دا فأنا هحلك منه، بكرا الصبح هفركش كل حاجة...وفتحت باب الغرفة متوجهة للخروج لينعقد طرف حجابها بالباب ليتحرر سريعاً ليتساقط شلال شعرها الغجري علي عيناها مبرزاً توقها الطفولي ذو القطتين ليزيد من جمالها، فشل بحجب نظراته عنها، رأها تشتعل ضيقاً لتجذب الحجاب سريعاً لتخفي ذاتها عن عيناه بضيق لتهرول سريعاً من أمامه وهي تحتمي بحجابها..،وقف للحظات محله فمعرفته بالفتيات كن يتزينا بشعرهم وبملابسهم لأثارته وها هي تلك الفتاة تحجب جمالها عنه ليرأها قبيحة من وجهة نظره!... ما الشيء الذي تخفيه عنه بتمسكها بحجابها وملابسها الفضفاضة، إنتباه الفضرل لمعرفة ما تخبئه فأخذه عقله بجولة مقارنه بين ما يتحدث إليهم وبينها لتطب كفة ميزانها بأنها من تصلح لبيته!...توسطت الشمس كبد السماء ففتح الجوكر عيناه بأنزعاج من أشعة الشمس التي تتسلط علي وجهه بقوة عجيبة ليفتح عيناه ببطء ودهشة من قوة أشعتها لينهض بذهول من وجود التخت بالشرفة، بدأ هو بالتحدي وله ما شاء!...ألقي بالغطاء أرضاً ليدلف للداخل بغضب، بحث عنه ليجده يجلس علي الطاولة يتناول قهوته متعمداً تجاهله ببرود، جلس "مراد" أمام عيناه ليخرج عن صمته بكره_صدقني نهاية اللي بتعمله دا الموت فياريت تقضي المدة دي علي خير...رفع عيناه عن حاسوبه ببسمة مهلكة_قولتلك ألف مرة بطل تتكلم عن الموت عشان مش لايق عليك..ثم قال وعيناه تتفحص حاسوبه_كل واحد عنده أمال وأحلام تحقيقها هيكون بأنجاز المهمة دي فياريت نركز...ولف "رحيم" الحاسوب ليكون مقابل وجهه قائلاً بثبات_دي كل المعلومات اللي قدرت أجمعها عن الناس دي..جذب "مراد" الحاسوب ليتفحصه لوهلة قائلاً بأستغراب_دول مش مافيا واحدة دول عدد!..أشار له بسخرية_إكتشاف عظيم..حدجه بغضب فأسترسل "رحيم" حديثه بعدما نهض عن الطاولة _النهاردة بليل واحد فيهم هيكون بالملهي اللي عنوانه متسجل عندك..تطلع لما يشير إليه ليقول بثبات وهو يغادر لغرفته _علي الوقت هنكون هناك..تراقبه "رحيم" بغموض وهو يغادر من أمام عيناه وبسمة غريبة تزين وجهه الوسيم!..توقفت سيارة "يامن" أمام القصر فكادت "فاطمة" بالهبوط ولكنها توقفت علي يديه فأستدارت له بخجل ليبتسم قائلاً بعشق_هتوحشيني..فشلت بأخفاء بسمتها فقالت بعد صعوبة بالحديث_وأنت..أجابها بمكر_انا أيه؟..عبثت بحقيبتها لتقول بتلعثم_هدخل عشان متشوقة أشوف "سلمى"..ومادت بالهبوط فتمسك بذراعيها مجدداً قائلاً بنظراته المهلكة_خلي بالك من نفسك..أشارت له بخجل، وهبطت لتغلق باب سيارته فأنحنت من النافذة علي صوت منادته لها ليقول بنطرات غامضة بذكريات أصابته بالضيق _بلاش "جان" يعرف حاجة من اللي حصلت..أشارت له بتفهم فأبتسم بخفوت وهو يتأملها تبتعد حتي ولجت للداخل فغادر هو الأخر...بأحد المطاعم المغلقة كانت تجلس علي الطاولة بغرور وهي تعدل من قبعتها التي تخفي نصف خصلات شعرها بالكد، ملامحها يشوبها الضجر كلما تتفحص ساعة يدها حتي قطعتها صوت فتاة ما تأتي من خلفها _"مايسة" هانم؟..إستدارت برأسها قليلاً لتتفحص من أمامها قائلة بأستغراب _أنتِ" ريناد"؟..أشارت لها ببسمة ماكرة حينما إنضمت لطاولتها ليبدو كحلف الشياطين!مزق البرق صفحات السماء بقسوة ليعلوه أصوات الرعد المخيف لتعلن عن عاصفة مريبة تحاوطها مياه الأمطار الباردة كحبات الثلج الأبيض التي تناثرت علي زجاج غرفته لتصنع رونقاً خاص بقطراتها، وخلف الزجاج وهذة النافذة بالتحديد كان يقف "ريان" بصعوبة بعدما أصر على أن يمضي بمفرده دون مساعدة أحد من فريق التمريض، أراد أن يعتاد علي إستخدام الأطراف الصناعية ليجعلها جزءاً من حياته، فمنذ أن غادر "رحيم" منذ بضعة أيام قضاها علي فراش المرض إلي أن قرر أن يكمل طريقه الذي تقبله بأيمان...قطع الهاتف لحظات شروده بمياه المطر التي تذكره بمن طرب لها القلب، رفعه إليه بشيء من الألم حينما رأها تعاود الأتصال به للمرة التي لا يتذكر عددها ويتهرب هو منها لا يعلم بأن تلك المدة زرعت حبها الأجباري بقلب أخيه الأصغر ولكنه من يسكن جميع غرف قلبها!...بقصر "رحيم زيدان"...ولجت "حنين" للداخل لتجلس جوارها قائلة بحزن_دي رابع مرة أخوكِ يجي وترفضي تقابليه!..فتحت عيناها بوهن بعدما كانت تستند علي طرف الفرش لتجيبها ببسمة الم_أنا معتش ليا أخوات يا "حنين" معتش ليا حد...أجابتها بعتاب _حرام تقولي علي أخوكِ كدا يا شجن غيرك بيتمني يكون عنده اخ..رددت بسخرية_أخ!، أخويا اللي بتقولي عليه دا كان عارف أن أخوها هينتقم منه فيا ورغم كدا مهموش غير نفسه وحبه، قدمني للشيطان بأيده وراجع عايز يرسم عليا الحب المزيف..زفرت حنين بغضب_علي الأقل إسمعيه وشوفي عايز يقول أيه او حتي "نغم" والله أنا لم اتكلمت معاها لقيتها بنت طيبة وا...بترت كلماتها علي صراخ "شجن" _مش عايزة أسمع عنهم حاجة حراااام بقااا سيبوني علي الأقل أموت بسلام...إحتضنتها بقوة وخوف من كلماتها الأخيرة فماذا تعني؟!بالمساء..علي نغمات الموسيقي الصاخبة وكأووس الخمر التي تعبئ الملهي الليلي بأكمله وخاصة علي الطاولة الخالية من الفتيات كان يجلس "رحيم زيدان" ومقابله الجوكر بأعين مسلطة علي الطاولة المقابلة لهما..جذب "رحيم" المشروب ليرتشفه مرة واحدة، نقل نظراته لمن يجلس جواره مردداً بصدمة_أنت بتشرب؟!..وضع "رحيم" الكأس علي الطاولة بحدة_عندك مانع..إبتسم "مراد" بسخرية_لا طبعاً بس يا تري اللوا عارف أنك بتشرب أثناء تأديتك لشغلك؟!..رمقه بنظرة غضب والأخر يتطلع له بتحد، أبعد" رحيم" الخمر عنه ليبتسم الجوكر بأنتصار...مرت الدقائق ومازالوا يرقبون الطاولة لأستهداف مداخل تمكنهم من الوصول لمبتغاهم حتي إنضمت فتاة للطاولة لتجلس جوار المنشود..إعتدل "مراد" بجلسته قائلاً بجدية_كدا لقينا مدخل للكلب دا..أطرف "رحيم" بعينيه قائلاً بثبات وهو يدخن سيجاره_عليك الدخله دي..تطلع له بغضب_ومتبقش على حضرتك ليه؟!.أطفئ سيجاره بضيق ليستند على الطاولة مردداً بغيظ مختبئ خلف بسمته المصطنعة حتي لا يثير شكوك من حوله_لأني ببساطة ماليش في الصنف الناعم فلو صممت أوكي هقوم وننهي المهمة دي وأرجع بيتي وأخلص.أشار له "مراد" ببسمة ساخرة_لا مصدقك أنت فعلاً مالكش في الكلام الناعم ولا الجو دا كفايا عليك جو التوابيت اللي عايش معاه..ونهض عن مقعده ليغلق زر جاكيته الأسود ليصبح مقابلها فتمتم له بصوتٍ منخفض متوجهاً للطاولة _ربع ساعة وحصلني فوق..وتركه وإقترب من الفتاة التي ما أن رأته حتي كادت نظراتها بأن تخرج عيناها للخارج فما لبث سوى دقائق حتي صعدت معه للأعلى ليشير لرحيم بعيناه وهو يصعد لجوارها الدرج والأخر يبتسم بخبث..مرت ساعة كاملة ليضع "رحيم" كأسه علي الطاولة متطلع لساعة يديه ببسمة مكر فنهض عن محله ليصعد للأعلى، وقف أمام الغرفة ليطرق الباب عدة طرقات متتالية...بالداخل...لهث من فرط ركضه ليتهرب من هذة الفتاة الجريئة التي ما أن ولجت الداخل حتي خلعت ثيابها!، والأخر يحاول الهرب منها بشتى الطرق فدينه يحتمه علي غض البصر وقلبه متعلق بأخري، طلب منه أن يصعد بعد ربع ساعة والأخر تمادي بالأنتظار، إقتربت منه والأخر يتباعد عنها قدر الأمكان قائلاً بتذمر_إنتظري عزيرتي، أود أولاً أن يتعرف كلاً منا علي الأخر..أجابته بدلال وهي تتحرك بميوعة حتي تحركه تجاهها_أوليست تلك المدة كافية للتعارف؟!..كاد "مراد" بأن يلكمها بقوة غير عابأ بمهامه المصون ليهمس بغيظ_أصبر عليا بس والله لأوريك..رفعت يدها حول رقبته في محاولات لتحرير قميصه والأخر يحاول إبعادها عنه بصعوبة، علي صوت طرقات "رحيم" ليدفشها "مراد" عنه بصدمة مصطنعة_يا ألهي لقد عادت زوجتي...تطلعت له بضيق فحمل فستانها ليدفشه بوجهها قائلاً بحزن مصطنع_أسف ولكن عليكِ الرحيل الأن فأن رأتك زوجتي ستلتهمك حية.إبتلعت ريقها بصعوبة لتجذب حذائها وفستانها ليجذبها لتخرج من الباب الأخر فأخرجت أحمر الشفاة الخاص بها لتدون رقمها علي لائحة يديه قائلة بغمزة مقززة_تحدثي معي بعدما تغادر زوجتك..أسار لها ببسمة صفراء ثم أغلق الباب بوجهها بقوة ليلهث من فرط مجهوده في الفرار منها ثم توجه لفتح الباب الأخر...تطلع له "رحيم" بصدمة، مظهره الفوضوي جرفاته المتحرره، رقبته المخدوشة بشدة قال بنظرات تتفحصه مجدداً _أنت كويس؟!..أجابه الأخر بغضب_قولتلك ربع ساعة وإطلع جنابك كنت فين؟!..إبتسم "رحيم" بخبث_معيش ساعة..رمقه "مراد" بغضب وهو يتفحص ساعة يديه الباهظة ليشير له الأخر بغمزة مكر _عطلت...أغلق "مراد" الباب بغضب فليس وقت التحدي فيما بينهما ليشير له علي المصعد _لازم نخرج من هنا وحالاً..ولجوا سوياً للداخل ليقترب "مراد" من "رحيم" ليتمكن من ضغط الزر الصحيح للمصعد فكبت ضحكاته وهو يتأمل رقبته المذرية وكف يديه الحامل لرقمها، أخرج "رحيم" منديلاً ورقياً ليليقه إليه فأزاح الحمرة بنظرات مسلطة عليه بغضب مميت، قال بثبات جاهد لأجله وهو يتأمله_أتمني ميكنش المزاج أخدك ونسيت المطلوب؟..رمقه" مراد" بنظرة ضيق من لهجته الساخرة ليخرج من جيب جاكيته هاتفها وورقة صغيرة مطوية ليقذفها بوجه "رحيم" الذي إنتشالها ببراعة ليتفحص محتوي الهاتف ليردد ببسمة نصر لقربهم من الهدف_ عظيم..بفيلا المحامي الشهير "عباس صفوان"...كانت تجلس بالحديقة تضع طلاء أظافرها بعناية لتزفر بغضب لمن تجلس أمامها _يا بنتي ريحي نفسك أنا مش هتجوز الوقتي..أجابتها رفيقتها بصدمة_يا "هنا" دا عاشر عريس ترفضيه يا قلبي هو أنتِ في دماغك حد؟!..إبتسمت "هنا" بخبث لتراقب الطريق بعيناها ثم جذبت هاتفها لتضعه من أمام رفيقتها فجذبته الأخري بتفحص لصور الشاب الذي تريه إياه لتردد بصدمة_"سليم زيدان"!، يخربيتك ملقتيش غير دا... دا أكتر حد معقد في عيلة" زيدان" كلها!..قالت بهيام بعدما إستندت بذراعيها علي الطاولة_ودي أكتر حاجة عجباني فيه...أجابتها رفيقتها بسخرية_بس دا خاطب ريم بنت عمه أعتقد..تراجعت" هنا" علي مقعدها بأسترخاء_معلوماتك غلط هو إتجوزها مش خطيبهاتطلعت لها بصدمة_ولسه عايزاه وأنتِ عارفة إنه متجوزها وبيحبها بجنون؟!..إبتسمت بغموض وثقة عجيبة _لأن قريب هكون أنا مكانها والحب دا هيكون ليا...تطلعت لها بذهول وعدم فهم فأسرعت الاخري بسحب الهاتف مشيرة لها بتحذير _"يامن" أخويا رجع...تطلعت لمن يقترب منهم ففشلت بكبت ملامح ذهولها من تلك الفتاة المجنونة ولكن ماذا بخبئه القدر!ملحمة مميزة بالجزء الأكثر إثارة ترقبوا...