رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الحادي عشر( وعشقها ذو القلب المتبلد )كاد بأن يطرق على باب منزلها ولكن أسرعت بفتح بابه قبل أن يفعل مما أثار تعجبه، إبتسامتها الواسعة جعلته يشتعل غيظاً مما فعلته بسيارته، رفع عيناه علي طوقها القطي الذي ترتديه بأعتزاز وكأنه عقد من ألماس فلم تكلف ذاتها التطلع للمرآة لرؤية شكلها المقبض بعدما وضعت الحجاب من أعلاه..أشار بحدة علي سيارته البائسة:_أيه الجنان اللي انتِ عملاه بالعربية دا؟!...ربعت يديها أمام صدرها ببسمة تشافي فيما فعلته به لتبدي بمعالمها دهشة وذهول عما لحق بها فقالت مدعية الحزن:_أيه اللي عمل ببها كدا؟!...رفع احد حاجبيه بأستنكار:_مامتي الله يرحمها خرجت من المقابر عشان تسبلي تذكار.رسمت بسمة إستهزاء كل كلماته الأخيرة لتفق بفزع حينما لطم الباب بيديه ليصبح بغضب:_لو فاكراني عيل أهبل وجاي من بره مش هعرف الصياعه دي تبقي غلطانه أنا مصري أب عن جد.._اب عن أيه ياخويا؟!...قالتها ساخرة علي حديثه فجز على أسنانه بضيق ليغادر من أمامها سريعاً فهبط الدرج الخارجي للقصر مشيراً لها بتحذير:_جربي تعمليها تاني وهكسر أنا الكفة فوق دماغك المرادي.وتركها وغادر سريعاً قبل أن يفتك بها لتتأمله هي بنظرات إخترقت من العشق طرباً وعانق بوح الروح!...بقصر "ريان عمران"...كاد بالصعود للأعلى ولكنه توقف حينما لمحها تجلس بحديقة الفصر بهذا الوقت المتأخر من الليل، كاد بأن يكمل طريقه ولكنه تذكر كلمات "ريان" بأنها خجولة للغاية لذا يظن بأنها لا تريده يقترب منها، أراد أن يمنحها ويمنح ذاته فرصة فأبدل طريقه ليجذب المقعد المقابل لها...جلس "مروان" أمامها بثبات وملامح لم تخفي أثر الحزن عن معاملتها الغريبة له، فقال بهدوء نجح بأن يظهر جانب ولو بسيط من إنزعاجه:_مساء الخير...عادت لأرض واقعها بعيداً عن شرودها الشبه مستمر على مدار يومها لتتلاقى عيناها به فسحبت نظراتها سريعاً لتجيبه ببعض التحفظ الذي يزعجه:_مساء النور...تطلع لجوارها بأهتمام ليسألها بأستغراب:_لسه صاحية؟!...عدلت من جلستها قليلاً لتكون بمحاذاته:_مش جيلي نوم..أشار برأسه بثبات وهو يتطلع للحديقه من خلفة بنظرات شاردة بين الحرب التي تدور بداخله فتدفعه للحديث معها بشأن تجاهله فقال بنهاية الأمر:_ "سارة" هو أنتِ كان في حد في حياتك؟وكأن سؤاله جعل كل حواسها تفق للعمل فتدق كالصاعق لتتطلع له بأرتباك وهي تعدل من حجابها الذي يحاول الهواء إسقاطه:_أيه اللي بتقوله دا!..راقب إنفعالاتها جيداً ومع ذلك بقي بمحله بثبات عالي حتى قطعه بكلماته الموزونة:_سألتك سؤال وأعتقد إجابته مش صعبة أوي كدا...تراجعت بظهرها للخلف حتى إستراحت علي المقعد بأريحية حتى لا تثير شكوكه:_إتفاجئت من سؤال زي دا..ثم قالت بهدوء مصاحب للألم بعدما نهضت لتتوجه للداخل:_لو في حد في حياتي مكنتش وفقت أرتبط بيك يا "مروان"..وتركته وولجت للداخل والأخر يراقبها بنظرات غامضة وكأنه يشعر بأنها تخفي شيئا ما ولكن مثلما يشعر بذلك كان يولد دافع قوي يحفزه ليجعلها ملكه هو!أزاح "مراد" الستار عن وجهها ليتحكم بذاته بأن يصل على درجة عالية من الثبات أمام هذة المجنونة..جذبها من تلباب قميصها الوردي لتخرج بخوف كمن تمسك بسارق عنيف، رفعت عيناها له بأستغراب من مسكته المريبة فأشارت له ببعض القوة المصطنعة:_أيدك عشان لسه كاوية القميص...أبعد يديه عنها بسخرية:_عملتيها إزاي دي! .أجابته "حنين" بغرور:_لا دانا بالمكوة والبخار معنديش ياما إرحميني..أشار لها بسخرية:_من غير ما تحلفي، مصدقك..وتركها وتوجه للبراد ليخرج ما أعده لذاته، وضع الكأس على الطاولة ليفرغ محتوياته مختطف النظرات الجانبية لمن تقف علي بعداً منه، رفعت عيناها له بنظرة بريئة لا تليق بها فعلم بأنها مازالت تخجل منه بعد ما إستمعت إليه، إبتسم "مراد" بخفة ليسحب كأساً أخر ويسكبه مشيراً لها بالأقتراب فأسرعت لتجلس جواره على أحد المقاعد لتجذب الكأس وترتشفه على عجلة من تذوقه مغلقة عيناه ببسمة سعادة:_مفيش اروع من كدا..وجد ذاته ببتسم علي كلماتها فهام بعين تلك القصيرة ليردد بأعذوبة صوته الرجولي:_لا في، أنتِ...دق قلبها كعقارب الساعة العظيمة لتضع الكوب عن يدها ببسمة خجل تحتل ثغرها، إبتسم بمكر ليحك طرف أنفه ليخفي بسمة عشقه علي تراقبها فقال بهدوء لا يليق بتلك الحالة:_بتحبيني يا "حنين"؟...رفعت عيناها إليه بثبات لأول مرة يعرف طريقه لعيناها المشاكسة فتلألأت الدمعات بصدق شعر به حد الموت:_بحب الأمان اللي بعيشه معاك ولأني عمري ما حسيت أني مهمة عند حد غيرك...وكادت بالأنسحاب من أمامه حتى لا يرى دمعاتها، جذبها لتتخل عن مقعدها ليقربها منه فأحتضنها بين دفء انفاسه الساكنة بعشقها فردد بهمس:_وأنا بحب جنانك اللي إدي لحياتي طعم يا مجنونة...تمسكت به بجنون جراء كلماته الأخيرة، نعم مازال لم يمتلكها جسداً وروحاً ولكنه حصل علي قلبها أولاً وحبها ثانياً وهذا بمثابة ميثاقاً بالعشق الأبدي للجوكر..تقمص الليل وجهته حتى نال منها فأصبح النهار علي المشارف، عاد لمنزله ليعلم من شقيقته بما حدث وبزيارة "ريناد" لهم وتصريحها بالحمل الكاذب أمام معشوقته، جن جنونه حينما أضافت "فاطمة" برحيل "سلمى" المفاجأ دون سماعها لأحداً منهن، غادر "جان" سريعاً غير عابئ بتأخر الوقت فأسرع لسيارته يقودها بجنون تجاه وجهته الغامضة، الوجهة التى جعلته يدفع ثمن يفوق ما إرتكبه...هبط من سيارته ليتقدم الصفوف في وقتاً مجنون وغير محبذ لزيارة الموتى ليجلس أرضاً أمام قبره!.. قبر صديقه المخلص الذي طعنه دون سابق إنذار لحاجته بالبوح عن المكنون!...إنعش الهواء الأجواء في الفجر حيث إنطلق الصوت من المساجد بدعاء الفجر المبارك وقرآنه الجليل، السماء ينيرها ضوء القمر الخافت لتكون من أروع ما يكون...صوت الأمام وهو يرتل جعله يبكي كالطفل الصغير؛ فأوقف سيارته وهبط أمام أقرب مسجد قابله...ألقي بذاته علي سجادته الحمراء الوثيرة، بين حضرته بكي وأفرغ ما بداخله، لم يبالي "سليم" بمن حوله فشعوره القوي بأنه محمل بالذنوب جعله يأن كالجبل الذي ينهار حينما واجهته عاصفة قوية إقتلعت جذوره القوية، أنهي صلاته ودمعاته سكنت مجمل الوجه وكأنها بأحتلال عصيب فأنذوى بركن من أركان المسجد ليبكي مردداً بهمساً خافت متضرعاً لمن يستمع إليه بأي مكان كان:_يارب أنت أكتر واخد عارفني وعارف أد أيه أنا بخاف من ذنوبي، أنت اللي عارف أني عشت عمري كله بخاف منك ومن لقائك فحاولت ابعد عن كل شيء يغضبك...أنا معنديش الجرأة اوجه عقابك يارب، أنا معرفش أيه اللي حصل ولا عملت كدا إزاي، أنا عمري ما غلطت الغلطة دي حتى مع حب عمري ورغم أنها حلالي!...ومال برأسه علي حائط المسجد ليغلق عيناه الممتلأة بالدموع قائلاً بصوتٍ مبحوح:_يارب سامحني وإغفرلي معصيتي، يارب إرحمني من غضبك ومن عذابك يارب...قال كلماته الأخيرة بألم لم يختبره من قبل ودمعات تندفع بقوة وغزارة ليتوقف حينما شعر بملمس يد موضوعة علي كتفيه ففتح عيناه ليجد أخر ما توقع رؤياه فردد بذهول:_"رحيم"!...
رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثاني عشر( وعشقها ذو القلب المتبلد )بكى كالطفل الصغير ولأول مرة منذ أعوام يزوره بقبره فكان يخشى الأقتراب فقط ولكن هذة المرة أراد ذلك وبشدة، ربما يخفف البكاء الآلآم المتراكمة من شعوره بالندم، هزم خوفه من ذهابه المقابر بمثل هذا الوقت ولكنه بأمس الحاجة لذلك...خلع "جان" جاكيته ليلقي به أرضاً وجلس ليستند برأسه علي الشجرة الصغيرة المزوعة لجوار القبر الصغير الذي سكنه رفيقه ويسكنه الجميع، مساحة صغيرة للغاية لا تتسع سوى شخصاً واحداً بالكاد لذا لا يوضع معه منزله الفاخر ولا ماله الوفير أو سيارته ذو الماركة العالمية، فقط يبقى معك العمل الذي حصدته طوال فترة حياتك!...خرج صوت "جان" الباكي بعد فترة قضاها بالصمت ليتحدث بتأثر ونظراته مسلطة علي اللافتة الصغيرة الحاملة لأسم رفيقه:_عارف أيه أصعب لحظة بتمر عليا...وجفف دمعات عينيه بأطراف أنامله ليستكمل حديثه الهام بكلماتٍ باكية:_لما بفتكر اللي حصلك بسببي...وأشار علي موضع قلبه بألم:_إحساس بشع مش بقدر إتحمله فبلاقي نفسي بهرب من غير أي دافع...لم يعبئ بجلوسه أرضاً فعقليته وحياته لم تمنحه التعارف على قواعد وأساسيات الدخول للمقابر، كل ما شعر به حاجته الشديدة للحديث، للبوح عما يتعب الصدر ويؤلم القلب حد الموت!، إستنشق الهواء من فمه بصوتٍ مسموع وكأن أنفه لم تمده بالهواء المطلوب ليخفف غصة القلب المؤلمة ليعود للحديث الذي ينبش حوائط الماضي من جديد:_أنا كل يوم بموت بالبطيء يا "خالد"، ربنا عاقبني وحرمني ٥سنين من اكتر إنسانة حبيتها، كانت جانبي شبه ميتة كنت بشتكي ليها ومش بتطمني، أنا عشت عذاب صعب يتوصف...وإشتدت به الأوجاع فقال بصوتٍ مبحوح من إختناق تنفسه:_دفعت حياتك يا "خالد" قصاد لحظة سكوتي، إتعاملت مع اللي حصل ببرود ومتوقعتش للحظة أنك ممكن تضحي بحياتك...وإسترسل حديثه مجدداً بتأثر مما فعله:_أنا كنت أعرفها قبل ما انت تقابلها، منكرش إني أول مانت عرفتني عليها على أنها خطيبتك فرحت عشان نجدد علاقتنا اللي إتقطعت بسفرها، عرفت منها أنها إتقربت منك عشان ترجع اللي فات بينا فأغير من وجودك معاها وإرجعلها وفعلاً دا اللي حصل يا "خالد"، بس وقسماً بالله ما خنتك ولا عرفت أعملها، أنا إتظلمت باليوم دا صدقني أنا معرفتش أكون خاين ليك...قال كلماته الأخيرة بدموع لا حصر لها وبندم لا فائدة له لعدما خسر رفيق دربه، فربما عليه كشف الحقيقة كاملة حتى لا يفقد صديقه الأخر...تطلع لمن يقف أمامه بذهول فنهض عن الأرض ليقف أمامه قائلاً بدهشة:_عرفت مكاني منين؟.خلع "رحيم" نظارته القاتمة ليجيبه وهو يتحاشي النظر بالأرجاء!:_الحرس لمح عربيتك وإحنا رجعين القصر فنزلت أطمن عليك لحد ما وصلتلك هنا...تدفق دمعات "سليم" التي تركت أثراً كبيراً على وجهه جعله يتساءل بلهفة:_أنت كويس؟..وكأن كلمته لامست أحزانه العميقة وهو بحاجة له ولأي دعم يحتضنه مما يشعر به فأشار برأسه بالنفي ليردد بأنكسار يرأه به "رحيم" لأول مرة:_أنا إنتهيت يا "رحيم"...ضيق عيناه بذهول لرؤية "سليم" منكسر لهذا الحد ولأول مرة، رفع يديه علي كتفيه بهدوء وكأنه يحاول التهرب من المكان المتواجد به:_طب تعالى نتكلم بره...خوفه نابع من القلب بوجوده ببيت الله حاملاً ذنوباً فاضحة، كاد "سليم" بأن ينصاع ليديه ليتبعه للخارج ولكنه توقف قائلاً بأستغراب:_مش هتصلي الفجر او ركعتين للمسجد بما أنك دخلته!...جف حلقه من صعوبة إجابته، المكان الذي كان يعشق ريحه أصبح يخشاه بمعاصيه المخجلة، لا يعلم بماذا سيجيب إبن عمه علي سؤاله الذي لا ينبغي له الرفض علي طاعة الله المحببة، أشار له بعدم وعي لما يفعله فأمامه سجل يعاد له حينما كان يتسابق بالطاعات ويزور المسجد يومياً بنشاط حتى أنه إذا شعر بالكسل مرة ليؤدي صلاته بالمنزل كانت والدته تعنفه بقسوة، وقف أمام صنبور المياه لمرحاض المسجد بأرتباك، أعوام مرت عليه جعلته ينسى فرضه فلم يعد يتذكر كيف يتوضأ ليلبي نداء ربه!...من بعيد كان يتابع مسؤول المسجد حديثهما بعدما أنهى تلاوة كتاب الله العزيز فلحق برحيم للداخل ليجده ينظر للمياه بحيرة وهو منحسر بين طفولته وافعاله الشنيعة، جسده يرتجف خوفاً من لقاء الله ممتلأ الذنوب بأبشعها، حتى أنه لم يمر يوماً دون تناوله للخمر وغيرها من محرمات...وقف الشيخ لجواره ليبدأ بالوضوء ببطء لكي يتابعه رحيم ويتبع خطاه، علم "رحيم" بأنه يريد مساعدته بدون أن يتسبب له بالحرج..إبتسم بخفة حينما تذكر بأن الله سبحانه وتعالى يخصص للعباد جند من السماء وأناس ترسل بمواقف يكن بها العبد بأمس الحاجة لربه، فربما مر من هذا المكان ليصيله الله لبيته الطاهر ويكون السبب إبن عمه!..إتبع خطوات الشيخ المبجل ومع كل عضو يغتسل داخلياً كالذهب الذي إنطفيء أسفل غبار عتيق يزيح تدريجياً، رأى ذاته أمامه حينما كان يغتسل براحة نفسية قبل أن تقتلع تلك العاصمة جذوره الطيب، خرج خلف الشيخ بمنتهى الهدوء ليقف جواره ويتبعه خطوة خطوة وخلفه يقف حرسه الخاص بذهول مما يحدث معه...إنحنى لله وحده ثم سجد لتنزاح حواجزه فلم يعد يشعر بدمعاته التي حررت من أسر كبريائه أمام قوة لا تضاهي قوته كون بأكمله، أمام الله عز وجل، وكأنه طفل صغير حرم من أحضان والده لأعوام عديدة فأحتضنه بشوق وندم وعتاب وألم...أنهى الشيخ صلاته ثم جلس ينتظره حتى انهى "رحيم" صلاته هو الأخر ليتطلع للشيخ المبتسم بود له، وجهه مشع بنوراً غامض رغم إسمرار بشرته وكأن قوة إيمانه جعلت الضوء يجعلها منيراً بنوراً ربانياً، أشار الشيخ ذو الخمسون عاماً لرحيم قائلاً بمحبة وغموض بحديثه حتى لا يحرجه:_باين أن مشوارك كان طويل...إبتسم "رحيم" لتفهمه ما يود الشيخ الفاضل قوله فأجابه بألم:_طويل ومؤلم وكله معاصي يا مولانا...ربت علي قدميه بثبات عجيب والسبحة بيديه الأخرى:_مهما طال يا ولدي نهايته بيد الخالق بيغيرها كيف مهو رايد زي الجلوب بالظبط...بدى بلهجته بأنه من الصعيد فشعر "رحيم" براحة بالحديث معه حتى أنه ود لو ظل جواره عمراً كاملاً يستمع إليه ولحديثه الطيب، فقال بتأثر:_في طرق بتكون فيها عقبة او إتنين وطرق تانية كلها عقبات يا شيخنا...إبتسم الشيخ ذو الوجه الحسن ليحرك يديه علي السبحة الزرقاء بهدوء:_العقبات عشان تقربنا من رب العباد يا ولدي، حطها بطريق عبده عشان يقول يارب ويفتكره، يطلب منه السماح والعون ووجتها يا ولدي بيبعتله الفرج...أجابه "رحيم" بحزن إلتمسه بنبرته الجافة:_الفرج للمؤمن اللي ربنا حابه يا شيخ...أشار له ليستوقفه عن إسترسال كلماته قائلاً والبسمة لا تفارقه:_لا يا ولدي ربنا عادل علي عباده كلهم، بيدي العاصي أكتر من فرصة لأجل انه يرجع عن طريقه وبيمتحن المؤمن بحياته وبنهاية طريق دا ودا الفرج يا ولدي لأجل نشوف بعيونا النور والمكافأة للصبر والدعوات...تاه بكلماته فحينما شعر الشيخ بأهتمامه لسماع المزيد فأستكمل حديثه بمحبة:_زي مأني متأكد انه بيحبك فجابك لحد بابه وزي ما سخرني أني أشوفك بالوقت دا وأرجعك للطريق الصحيح والأختيار بيكون ليك أنت...أشار له بأستنكار ليعترض علي جزء من حديثه بألم:_بس أنا عملت ذنوب كتيرة أوي صعب انه يغفرها..أجابه بحكمة وبود بحديثه ليجعله يشعر بأنه بصفه:_إعترفك بأن عندك ذنوب دي بداية طريق التوبة يا ولدي، وكل دي مؤشرات أن ربنا رايدك تبعد عن طريقك وتسلك الخير...ثم إعتدل بجلسته ليريح قدميه اليسري أرضاً ليستكمل حديثه:_ربنا غفوراً رحيم يا ولدي، مبيردش عباده مكسرين الخاطر، إجتهد بطاعاتك وإبعد عن الذنوب اللي إنت بنفسك إعترفت بيها ووقتها هتحس بالفرق بنفسك وهتحس برضا ربك عليك..._"رحيم"!..قطع صوت" سليم" الحديث بينهما حينما أتى ليتفقده بعدما تأخر بالذهاب إليه بالسيارة، نهض" رحيم" عن الأرض ليبتسم للشيخ بود وبوقار:_شكراً علي كلامك وكل حاجة عملتها بأحترام عشان متحرجنيش...وتوجه للخروج ليستوقفه الشيخ قائلاً بنصيحة غير مباشرة:_كرر زيارتك، خالينا نشوفك..أشار له بأحترام:_أكيد يا شيخنا..وخرج من المسجد ليجلس جوار "سليم" بالسيارة ليتحرك بهم السائق على الفور...عاد لقناع ثباته الملازم له قائلاً بهدوء:_مش هتقولي مالك؟...مال برأسه علي نافذة السيارة قائلاً بغموض يعتصره:_إرتكبت ذنب كنت عايش طول حياتي خايف منه وياريت كدا دا أبشع من تخيلاتي...تطلع له "رحيم" بعدم فهم فأشار له بدمعة شقت الطريق علي وجهه:_كنت خايف أغلط مع "ريم" قبل ما أعلن جوازنا بس اللي حصل أبشع من دا...رمقه بنظرة شك ليصيح بنفاذ صبر:_في أيه يا "سليم"؟!..قص عليه سريعاً ما حدث منذ تناوله للقهوة وفقدانه للوعي ثم إستعادته لوعيه علي كارثة بشعة، ختم حديثه بأنين يصافح عذاب روحه:_هو دا اللي حصل، أنا إعتديت علي بنت يا "رحيم" ومش عارف عملت كدا إزاي!...ضيق عيناه بغموض وهو يستمع لأطراف قصته فربما نسى" سليم" بأنه يتحدث مع ضابط شرطة محترف، خرج عن صمته المطول قائلاً بشك:_البنت دي شغالة معاك من أمته؟..أجابه "سليم" بأستغراب:_من حوالي أسبوعين، ليه؟!..تجاهل سؤاله عن عمد ليستكمل حديثه الشبيه بتحقيق المباحث:_شركة بالحجم دا أكيد فيها كاميرات مرقبة..أجابه" سليم" بتلقائية دون أن يعي ما يقول:_طبعاً الشركة كلها كاميرات وخاصة مكتبي ومش مكشوفين لحد أنا بس اللي عارف مك...بترت كلماته حينما عاد يسترجع كلماته بعقل ليردد بصدمة:_أنا بس اللي عارف مكانها...إبتسم "رحيم" بخبث شيطاني ليوج حديثه للسائق غير مبالي بأبن عمه الذي يعيد حديثه بوعي:_إطلع على الشركة...أشار له السائق بأستغراب لمثل هذا الوقت:_تحت أمرك يا باشا..سأله "سليم" بتوجس وخيبة أمل:_وأنت هتعمل أيه بالكاميرات يا "رحيم" ما اللي حصل حصل..أجابه بثبات دوت النظر إليه:_الموضوع دا متدبر يا "سليم" مش طبيعي..تطلع له "سليم" بأستغراب من ثقته البادية بحديثه فحتى هو يتمنى أن يكون حديثه بالصائب ليريح عذاب ضميره القاسي...طرق باب المنزل غير عابئ بتأخر الوقت فقلبه يأن ألماً على دمعات معشوقته، أفاقت من نومها بخوف وخاصة بعدم وجود أبيها بالمنزل فعمله يحتمه علي السفر أسبوعياً.وقفت "سلمى" خلف الباب لتردد بخوف ملحوظ:_مين؟!..أتاها صوته المنكسر فلهجته جعلتها ترتجف هلعاً عليه:_إفتحي يا "سلمى"...لم تتردد لثانية واحدة بالتفكير ففتحت الباب مسرعة لتجده يقف أمامها بملابس شبه متسخة وملامح منهمكة من أثر البكاء، وكأنه لا يستطيع من الوقوف بشكلاً مستقيم، أسرعت إليه بهلع وخاصة حينما إنتبهت لأستناده علي الحائط المجاور لباب منزلها فتمسكت به بخوف:_انت كويس؟..شعر بأن العالم يلتف من حوله، فأستند عليها لتتحرك به للداخل، ساندته حتى جلس علي أقرب مقعد لتنحني مقابله بقلق:_"جان"!...أغلق عيناه لبرهة ليحجب صداع رأسه القاسي فأسرعت للداخل لتجلب كوباً من المياه فقدمته إليه حتى تناوله بأكمله كأنه كان ظمأن لعامٍ كامل، وضعت الكأس لجواره وكادت بالتوجه لتصنع له كوباً من العصير ولكنه تمسك بمعصمها قائلاً بصوتٍ يكاد يكون مسموع:_كدابة يا" سلمى" متصدقهاش...اجابته بقلق علي حالته:_مش مهم كل دا، طمني عليك الأول...لم يجيبها علي سؤالها وإستكمل حديثه وهو يجاهد نومه المفاجأ:_من يوم ما دخلتي حياتي وأنا معرفش ست غيرك، صدقيني أنا قطعت علاقتي بيها من زمان...قال كلماته الأخيرة ليصاحبها نوماً عميقاً وكأنه وجد الراحة أخيراً، تأملته بنظرات عاشقة، لطابما حماها وكان لجوارها على الدوام، قلبها يرفض تصديقها وكذلك عقلها ولكنها تخشي شيئاً يصعب وصفه، شيئاً خلق بالنساء يجعل خوفهن يلازمها من أبسط الأشياء فتكون الأنثى بحاجة للطمأنينة، تعلم بأن زوجها من المحال خيانتها ولكنها تحتاج لسماع ذلك كثيراً، مجرد ربط أسمه بأخرى حتى ولو كان بالمزح يجعلها تعاني حد الموت، غيرتها مشتعلة كالجمر، تريد زوجها وحبيبها لها وحدها، غير مصرح لأحداً اخر بمجرد التفكير به...جلست أرضاً أسفل قدميه تحرره من حذائه ثم جذبت مقعد أخر لتضعه أمامه لتضع قدميه علي المقعد ثم داثرته بغطاء من غرفتها لعدم مقدرتها على مساندته للفراش، جلست على الأريكة المقابلة إليه تتأمله بنظرات هائمة ما بين العشق وتذكر ذكرياتها التي جمعتها به لااذكر كل موقف كان به لجوارها فكان خير الزوج والحبيب...فض "سليم" الكاميرات لتعرض من أمامهم أخر مشاهد لليوم فكان يتابع عرض الشاشات بأنفاس تكاد تنقطع ولهفة مخيفة تسيطر عليه، ظهر "سليم" من أمامهم وهو يفقد وعيه تدريجياً علي أثر كوب القهوة الذي تناوله، ثم بدأ يستفيق بعد ما قرب للخمسة دقائق بحالة تشبه السكير الذي تناول جرعة مكثفة من الخمور، نهض عن مكتبه بحالة غير متزنة فدلفت "هنا" من الخارج حاملة لعدد من الملفات ليقترب منها "سليم" بطريقة مخجلة ثم بدء بالأعتداء عليها...لم يحتمل "سليم" مشاهدة ما يحدث فأشار لرحيم بصراخ:_كفايا..أنصاع لرغبته وأغلق الجهاز من أمامه ليحتضن "سليم" رأسه بصدمة فالأمر أصبح واقع محتوم لا يعلم بأنها نصبت شباكها جيداً للأيقاع به، تعلم بأن هناك كاميرات بمكتبه ومن المؤكد سيلجأ لها لذا كان عليها أن تخوض التجربة طبيعياً حتى وزن كانت ستخسر شرفها ولكنها ستكن معه بنهاية الأمر لأنها تعرف كيف يفكر جيداً، أطاقت علي ذاتها ما فعلته لتنال ممن عشقته؟!..غضبت ربها وهتكت عرضها ولم تصن عرضة أهلها لتنال حرباً رخيصة السعر لتفرق بين عشقٍ نبض بالقلوب منذ الطفولة...إحتضن وجهه بيديه فلأول مرة يشعر بعدم الأتزان لما فعله، تركه "رحيم" وتوجه تجاه الطاولة الموضوع عليها كوب القهوة الفارغ فقربه من أنفه ليستنشق ريحه جيداً، بدى علي وجهه الانزعاج الشديد ليستدير لسليم بغضب:_زي ما توقعت البنت دي عملت كل دا عشان توصلك ..رفع عيناه إليه بسخرية:_أعقل الكلام في واحدة هتعمل كدا بنفسها!..وضع الكوب من أمامه لينحني علي المكتب ليكون مقابله ثم أشار له على شاشة العرض:_أنا مش شخص عادي يا "سليم" انا أقدر أميز كويس اللي بقولهولك، ملامحها اللي بالفيديو دا متوحيش ببنت بتتعرض للأغتصاب...ورفع الكوب مستكملاً حديثه المحلل لما حدث:_القهوة دي فيها نوع من المخدر المذهب للوعي زيه زي الخمرة بالظبط ويمكن ألعن لأنه بيثير الشهوات فهمتني؟!..إبتسم بسخرية تحمل الألم بمكنونها:_حتى لو كلامك دا مظبوط فاللي حصل حصل والغلط مش هيبرر كل دا لأن بالنهاية انا غلطت مع بنت عذراء... حاول تستوعب دا...رمقه "رحيم" بنظرة متفحصه:_يعني هتسيب البنت دي تخدعك لمجرد النظرية الغبية دي؟!..أغلق عيناه بألم:_تأنيب الضمير صعب أوي يا رحيم وأنا مقدرش اعيش معاه...إبتسم "رحيم" بغموض فكأن تلك الفتاة تعلم تفكير سليم جيداً ومبادئه فعلمت كيف تصيبه بمقتل،سحب الفلاشة الموضوعة بالجهاز بنظرات مخيفة عازمة علي التصدي لتلك الفتاة البائسة التي ستنقلب اللعبة بأكملها حينما يتداخل الأسطورة بالأمر...بمنزل "يوسف"...ظل لجوارها الليل بأكمله حتى الصباح فبدأت بفتح عيناها براحة وبأمان شعرت به بعد عناء طويل قضت معظم أيامه بأعين مستيقظة..ربت علي ظهرها بحنان:_صباح الخير على اجمل عيون...إبتسمت "أشجان" مشيرة له بفرحة لوجودها بمنزلها أخيراً دون قيد:_صباح النور...أشار لها بهدوء بعدما نهض ليرتدي جاكيته:_هنزل أجيب فطار وراجع، مش هتأخرنهضت عن الفراش لترتبه جيداً قائلة ببسمة رقيقة:_هرتب الشقة لما ترجع...تذكر ما كانت تفعله كعادتها صباحاً فودعها ببسمة هادئة ليغادر المنزل بينما إستكملت هي عملها المنزلي بحزن حينما طلت على ذكرياتها "حنين" صديقتها المقربة فربما لو لم يعد "مراد" لم كانت تركتها ولكنها إن بقيت أكثر من ذلك لكانت لاقت حتفها لا محالة، تحركت لترتب السراحة فرفعت عيناها علي المرآة لتصعق بفزع حينما رأت زنعكاس صورته بالمرآة فأستدارت بخوف شديد لتجد الغرفة فارغة!، فركت أصابعها بأرتباك شديد فلم يلاحقها؟!، حتى ظله يرفض تركها وشانها، جن جنونها كلما تخيلت صورته بالمرآة فجذبت الطاووس الموضوع لجوار السراحة لتحطمها بقوة والكره يسيطر علي عيناها كالعهد العتيق!.خرجت "سارة" معه بالسيارة لأول مرة للخروج لتناول الطعام سوياً فرصة من "مروان" للتقرب منها فلم تمانع لرغبتها بأن تنسى "ريان" مثلما فعل هو،خرجت معه مغيبة الفكر، ترى "ريان" بوجهه وبوجه جميع المارة حتى حينما حاولت البدأ في تناول طعامها، هوسها جعله الهواء والمياه لها!..بقصر "رحيم زيدان"..كان الحزن يخيم علي" نغم" و"ريم" وكأنهما يتقسمان كأساً موحداً من العذاب فكلاً منهن تنتظر عودة حبيبها الغائب، كانت"ريم" قد بدأت صحبتها لحنين فبدأت بأن تخرج ما بداخلها أما "نغم" فكانت مختلفة كلياً تكبت أحزانها بداخلها...جلست أمام المسبح تتأمل مياهه الزرقاء بشرود بيوسف، إبتعدت عنه حتى ترى ماذا سيفعل لأجلها ولكنه لم يعبيء بها، تناولت كوب النسكافا الموضوع على الطاولة فتساقط أرضاً رغماً عنها لتشعر بالانزعاج مما هى به، أتت الخادمة لتنظف المكان فقررت "نغم" الصعود لغرفتها بدلاً عن مكوثها بالحديقة، صرخت ألماً حينما إخترق الزجاج قدميها دون أن تشعر فكادت بالسقوط لتجد من يحملها لأقرب مقعد فما كان سوى أخيها الذي إنحنى ليزيح الحذاء عن قدمياها ليتفحص حجم إصابتها، فأشار للخادمة بلهفة:_هاتي علبة الأسعافات الأولية..أسرعت للداخل قائلة بأحترام:_تحت امرك يا "مراد" بيه..وبالفعل أحضرتها سريعاً ليعقم جرحها ويلفه جيداً، إنزعجت مما فعله فتحملت علي ذاتها لتثعد لغرفتها بمفردها فكاد بمساعدتها فعارضته بتعبير قاسي:_مفيش داعي هطلع لوحدي..أجابها "مراد" بغضب:_بلاش عند وسيبني أساعدك يا "نغم"..لم تهتم لكلماته وإستندت علي قدميها المجروحه فصرخت ألماً ليحملها "مراد" للأعلى دون ان يعبيء بكلماتها ليضعها على فراشها ثم تطلع لها قبل أن يترك غرفتها قائلاً بعتاب يلامس لهجته المؤلمة:_أنا أخوكِ يا "نغم" مش عدوك..وتركها وغادر بحزن لتنهار باكية على الفراش فالحياة تعاندها كلما خطت وقررت المحاربة دون إستسلام فكانت تتعمد كسرها وقطع أجنحتها، تذكرت مساعدة مراد و"فريد" الذي خلصها من الموت من قبل حينما حارب الكلاب المفترسة لأنقاذها فوقفت تراقبه بصدمة ليعاد نفس مشهدها مع أخيها الحقيقي "رحيم" فكان بصغره يحميهم قدر ما إستطاع، بتلك اللحظة ظنت بأن "فريد" عوض الله لهما بأخيها الراحل ولكنه بقي علي طغيانه وتمرده الذي جعلها تكره حياتها!...مازال يرفض لقائها منذ اخر لقاء جمعهم، تاتي كل ساعة وتطرق باب غرفته ولكنه لم يستمع لها، ومع ذلك لم تيأس فطرقت " منة" بابه مجددًا ولكن دون جدوى، توجهت للمغادرة بخيبة امل وحزن يسيطر على وجهها بعدما رفض أن يستمع لها مجددًا.._"منة"..طرب قلبها أشعاراً ودفوفاً حينما إستمعت لأسمها يتردد بصوته فأستدارت لتجده يقف أمام عيناها، إحتلت البسمة وجهها المنطفئ لتسرع إليه بفرحة عارمة:_كنت متأكدة أنك هتسمعني وأ...بترت كلماتها بقسوة حينما رأته يقدم لها دبلته!.. بنهي علاقاتهم بسهولة بعد عشقها وهوسها المجنون به...إلتقطت منه الدبلة بعدم تصديق ليخرج عن صمته بهدوء مخادع يخفى خلفه عاصفة من المشاعر:_مش هقدر أكمل في علاقة مش مبنية على الثقة..حينما تمسكت برباط حبهما بيدها لم تشعر بالعالم وكأن صاعقة ما أصابتها، لم تلتفت لحديثه وأكملت سيرها شاردة يحاربها الدمع ويعتصرها الألم، عانت بما يكفي من الألم النفسي فسقطت مغشي عليها بأستسلام لقدرها، قبض قلب "فارس" ليصرخ بجنون بعدما إنبطح أرضاً يحركها بصدمة وألم يقتلع قلبه من بين أضلاعه ليصيح بأعلى صوت يمتلك:_"منة"!..عمارة كاملة من الطراز الرفيع تحمل إسم المحامي الشهير"عباس صفوان" يحدها عدد من السيارات ويدب حولها وبداخلها الحركة الكثيفة لأناس تتمنى اللقاء به وقبوله لقضياهم، هبط"يامن" الدرج قاصداً سيارته التي تصف بالخارج مستكملاً حديثه بالهاتف بذهول:_يعني أيه مرجعش البيت من إمبارح؟!..أتاه صوت "فاطمة" الباكي:_زي ما سمعت كدا وحولت اتصل عليه موبيله مقفول..بكائها أخرجه من حالة القلق علي رفيقه ليحتل دوره كحبيب وزوج لها فقال بهدوء:_طيب خلاص متبكيش أنا هتصرف..لم تكف عن البكاء فقال بعشق بعدما هبط للأسفل وبدأ بالأقتراب من سيارته:_خلاص بقى عشان خاطري طيب يرضيكي أروح اترافع عن أول قضية في حياتي وأنا سامعك بتبكي؟!.. صدقيني كدا الراجل هيأخد إعدام وأهله هيشقوني مكاني...تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث:_بعد الشر..أجابها بهيام بعدما فتح باب سيارته ليضع حقيبته السوداء بداخلها ثم هم بالصعود:_بتخافي عليا يا بطة...قالت بتلعثم لخجلها:_أكيد مش جوزي..تلاشت بسمة "يامن" حينما رأى من يقترب منه فقال بأستغراب:_أنت؟!..إحتضنه بقوة ليغرز خنجره ببطن يامن مبتسماً بكره:_هتوحشني .وتركه ينزف بقوة ليأن "يامن" بألم حتى فقد واعيه ليسقط أرضاً محاط بالدماء وبجواره الخنجر الحاد الذي إستخدمه "إياد" ليبرد نار حقده منه ولتعاني "فاطمة" مثلما عاني هو فتكون له بالأجبار ولكن هل سيتخلى عنها بتلك البساطة؟!...نفوذ وقوة لم تصنع الحب بل بهزيمة الكبرياء سيولد عشق فريد من نوعه ليهز أرجاء مملكة "زيدان" بأكملها ليروا الأن لهيب كون من كره فعداء فحب!..
رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر( وعشقها ذو القلب المتبلد )صرخ بغضب بعدما ألقى بكأسه أرضاً بعصبية:_يعني أيه؟!...أكتر من محاولة لخطفها وتفشل هو القصر دا فيه عفاريت ولا أيه؟!..كان "عادل" بأقصى درجات غضبه حتى أن رجاله إستمعوا إليه بصمت وخوف من الرد عليه بكلمات مختصرة قرر كبيرهم نطقها فقال بحذر:_لأنه قصر "رحيم زيدان" وأنا حذرت حضرتك قبل كدا من إستدراج العداء معاه لأنه أخطر من "مراد زيدان"...شدد على شعره بجنون ليصرخ بهم بغضب:_لو هو عائق في طريقكم إقتلوه...أجابه الرجل بخوف:_بس يا باشا دا أ...قطع كلماته بنظرات شرسة جعلته يترجع عما كان يود قوله:_"حنين" تكون قدامي هنا في ظرف يومين،كلامي مفهوم؟...أؤما برأسه بهدوء ليصرخ به "عادل" بلهجة حرص على جعلها أكثر رعباً:_كلامي مفهوم..أجابه بصوته كله بخوف:_مفهوم يا باشا..أشار له بالأنصراف ليجذب كأساً أخر ليكمل ما بداه من مشىروبه اللعين..إستعادت واعيها بعدما شعرت بأبرة غليظة تخترق ذراعيها،فتحت "منة" عيناها لتجد السيدة "عظيمة" من جوارها،يبدو عليها الخوف لأجل حفيدتها الفاقدة للوعي لفترة طويلة،بحثت عنه بعيناها فكان أولى إهتماماتها،وجدته يقف جوار الطبيب الذي نهض ما أن إستعادت واعيها ليتبعه للخارج ثم عاد بعد قليل ليقف لجوارها مجدداً...ربتت السيدة "عظيمة" على ذراعيها بحنان يظهر على وجهها المسن:_حمدلله على سلامتك يا روحي ألف بعد الشر عليكي...خشيت أن تفضحها دمعاتها أو تخنها عينيها بالتطلع له،فتحملت على ذاتها لتنهض عن الفراش، ورغم شعورها بدوار حاد يتغلغل برأسها ليطرح بها أرضاً؛ ولكنها تغلبت عليه وإستندت على ذراعيها لتلوذ بالفرار من مواجهته،إعترضت السيدة"عظيمة" على نهوضها عن الفراش فقالت بلهفة:_أنتِ راحة فين وأنتِ بالحالة دي؟!..إستندت "منة" على أطراف الفراش قائلة بصوت متقطع من شدة تعبها:_هرجع البيت قبل ما "سليم" يرجع...ثم إستداىت بوجهها تجاهها قائلة ببسمة تتغلب على تلك الدمعات البائسة لترسم بحرافية:_أسفة لو خضيتك عليا وأزعجتك..أجابتها جدتها بعتاب بلهجتها:_أيه الكلام دا يا "منة"،أنتِ حفيدتي غصب عن الكل..ثم تنهدت بحزن لتستكمل حديثها التذكاري:_عارفة أني غلطت زمان لما موقفتش"طلعت" عند حده وإختارت أعيش مع ولاد بنتي زي مأنتوا إختارتوا بين "رحيم" و"مراد" فأنا متشاركة معاكم بالغلط دا،أنا السبب في أني كنت بعيدة عن أحفادي طول الوقت وقريبة من "آدم" و"فارس"..ثم قالت بدموع صدق تؤكد حديثها المؤلم:_يمكن إختارتهم لأني حسيت أنهم لوحدهم من غير أم أو أب وهما صغيرين جداً،بس بعد كدا بقيتوا كلكم شبهم...قبلت "منة" يديها بأحترام قائلة بلهجة غامضة تقص آلآم مطولة:_بلاش نفتح بالقديم...وتركتها وأكملت طريقها للخروج والأخر يستمع لهم بصمتٍ قاتل،توجهت للخروج بخطوات غير متزنة ورغم ذلك أكملت بأصرار،تمسكت برأسها بألم وهي تجاهد الأغماء مجدداً،شعر بها فتمسك بيدها،فتحت عينيها بحزن لتقابل نظراته الباردة بعتاب جلي،شعرت السيدة"عظيمه" بأنهم بحاجة للحديث فأنصرفت علي الفور،سحبت "منة" يديها حينما شعرت بنظراته القاسية لتستكمل خطاها البطيء للخارج،تمرد القلب عن أسواره العالية،فجذبها برفق لتجلس على المقعد ثم جذب المقعد المقابل للسراحة الخاصه بجدته ليجلس على مقربة منها...فشلت بحجب دمعاتها فأزاحتهم بأنكسار،فببعده إنكسار لها!...وضع يديه فوق يدها بصمت فرفعت عيناه تتطلع له بأستغراب،أرادت بأن يتحدث فصمته يزعجها،أخرج من جيب جاكيته الأسود دبلته ليضعها بيدها ثم قدم لها أصابعه،وزعت عيناها بين عينيه ويديه الممدودة بذهول،فأدخل أصبعه بداخل الدبلة المتعلقة بيديها...هوت دمعة حارقة على وجهها وهي تجاهد للحديث:_أنا مش قادرة أفهمك،مع كل مرة بحس أن دي النهاية لكل اللي بينا بتيجي أنت وبترجعني ليك بالغصب!..تطلع لها "فارس" مطولاً،ليقترب منها والأخرى تتطلع له بأستغراب،همس بصوتٍ ينطق بالتملك وغيرته المعهودة التي مقتتها بيوماً من الأيام ولكنها أحبتها بهذا الوقت وبهذة اللحظة بالتحديد:_لأنك ملكي أنا وبس يا "منة"،مهما حاولتي تبعدي أو أبعد هتلاقيني بقربك مني بالذوق أو بالعافية..إختلطت البسمة بدموعها،فرفع يديه يزيح دمعاتها قائلاً بصوته المتزن:_الموضوع اللي أنتِ كنتِ فاكرة أنه هينهي علاقتنا دا ولا يهمني من الأساس...وطبع قبلة خاطفة على يديها المحاصرة بين يديه قائلاً بعشق دافين:_أنا بحبك أكتر من نفسي وأنتِ عارفة دا كويس..سحبت يدها بضيق فرفع يديه للأعلى ببسمة هادئة:_أسف نسيت أننا مكتبناش الكتاب لسه وأنتِ بتتضايقي بس نصيحة مني خافي على نفسك بالفترات الجاية وخاصة أننا مش هنكتب الكتاب بس لا داحنا هنعيش ببيت واحد...رمقته بنظرة شرسة لتتركه وتهرول لمنزلها بصحة كاملة وكأن حديثه معها أعادها للحياة!...فتح عيناه بتثاقل ليحك رقبته بألم لنومه الغير مريح على المقعد،تطلع بأستغراب لمكان وجوده ليتفاجئ بأنه بمنزلها!..رأها تجلس جواره بشرود مستندة برأسها على حافة الأريكة،تتمرد بعضاً من خصلات شعرها الفحمي على عينيها لتحجبهما عن رؤياه،لم يتمكن من منع ذاته من الأقتراب منها،ليجلس جوارها،رفع "جان" أصابعه ليمررها بخفة على وجهها ليزيح تلك الخصلات بأهتمام ليكشف عن باقي ملامحها،شعرت بملمس يديه فعادتمن شرودها لتجد من عشقته حد الجنون يتأملها بلهفة ونظرة تطالبها بعتاب لتصديق عنه ما قيل!...إستقامت "سلمى" بجلستها،ونظراتها تتفحصه بلهفة خاصة بعد حالته التي مر بها بالأمس،حاولت الهرب من نظراته ولكنه لم يترك لها الفرصة فقال بألم:_كدا تصدقي عني الكلام دا يا "سلمى"!...ضيقت عيناها بأستغراب:_ومين قالك أني صدقت عليك كدا!..إبتسم بتهكم لتستكمل"سلمى" حديثها بدموع:_"جان"...ندائها إستحوذ على حواسه فتطلع لها لتتحدث هي بدموعها التي لم تجف بعد:_أنا زعلت مش لأني صدقتها،أنا زعلت عشانك أنت..ضيق عينيه بعدم فهم فقالت بدموع:_بكيت لأني بشوغك بتبذل أقصى ما عندك عشان الماضي وأخطائه يبعدوا عنك لكن لسه بيلحقك لحد دلوقتي..جذبها إليه بفرحه:_يعني أنتِ مش مصدقها؟!أشارت له بالنفي قائلة بنبرة غيظ:_أنا كتير منعتك من أنك تنتقم منها دلوقتي بقولك وقفها عند حدها وعرفها "جان زيدان" يقدر يعمل أيه؟...إحتضنها بفرحة وراحة بأنها تثق به إلي هذا الحد،صدح هاتفه برنين شقيقته فتطلع لسلمى بسخرية:_مبقتش أتفاءل بمكالماتها...تعالت ضحكاتها بمرح ليرفع هاتفه ببسمة هادئه وهو يراقبها لتتحاول لصدمة عظيمة لينهض عن الاريكة بفزع:_بتقولي أيه؟!...طيب أهدي وقوليلي أنتوا في مستشفي أيه!...=..._ اه عرفها،دقايق وهكون عندك..وركض مسرعاً تجاه الباب لتستوقفه "سلمى" قائلة بخوف:_في أيه يا "جان"؟..أجابها بعدما فتح الباب:_" يامن" إتعرض لمحاولة قتل وبالمستشفي.وتركها وهرول لسيارته سريعاً...شعرت بالأختناق، صورته ترسم أمامها أينما ذهبت حتى كادت بأن تصيب بالجنون فأردت الخروج قليلاً لعلها تتمكن من قتل ذكريتها عنه،إرتدت"شجن" حجابها ثم توجهت للخروج،فأستوقفها "يوسف" بأستغراب:_"شجن" رايحة فين؟!..أغلقت باب المنزل لتستدير بمقابلة أخيها،قائلة بأرتباك ظهر بلهجتها:_محتاجة شوية حاجات هنزل أجيبهم وأتمشى شوية...أجابها "يوسف" بهدوء بعدما أخفى معالم ذعره:_قوليلي محتاجة أيه وأنا هنزل أجبلك حالا...أشارت له بالنفي،لتبرر حاجتها بالخروج:_مش هينفع،أنا اللي لازم أنزل...خشيت بأن لا يسمح لها بذلك فقالت بدموع مازالت تسكن بعيناها:_"يوسف" أنا محتاجة أكون لوحدي،محتاجة أحس أني حرة...أرجوك أنا مخنوقة..تألم قلبه لأجلها ولكن حالتها النفسية تخيفه من أن يحدث لها شيئاً بالخارج،أشار لها بهدوء:_طيب بس متتأخريش...تسللت السعادة لقلبها لتطبع قبلة خاطفة على وجه أخيها ثم أسرعت بالخروج وكأن بقائها سيجعله يتراجع عن قراره!...أغلق "يوسف" الباب خلفها،ثم جلس على الأريكة بحزن على حاله وحال شقيقته الوحيدة التي صاحبته برحلة الحياة القاسية...أخرج هاتفه ليحاول محادثتها للمرة التاسعة والتسعون ولكنها لم تجيبها على مكالماته،يعلم بأنه مقصر تجاهها ويحق لها الغضب منه ولكن شقيقته بأمس الحاجة لوجوده،فعلى الأقل لجوار "نغم" العديد من الأشخاص أما "شجن" فلم تعد تمتلك سواه!...مشت على(الأسفلت) شاردة الذهن،فحتى أنها لم تعد تدري أي طريقاً تسلك،فكل طرقها تنتهي بالتفكير به، لم تنتبه لأنذارات الماره ولا لأشارات المرور فكل ما ترأه هو الهروب،أكملت طرقها بأقدام مشتتة وعقلاً غير واعي، حتى أنها لم تستمع لأصوات صفير السيارات التي علت بأنزعاج لتنحيها عن منتصف الطريق، حاولت تلك الشاحنة الضخمة تفاديها ولكن كان من الصعب ذلك،فكان على الطرفين صفوف من السيارات فشعر السائق بأن نهايته وشيكة لا محالة،فأما بالصدام بالسيارات المجاورة له أو دعس تلك الفتاة المجنونة!...توقفت سيارته بعكس الطريق ليطوفه سيارات الحرس بمظهر مهيب،ليسرع بخطواته الغير لائقة بحاشيته المخيفة،ليحملها سريعاً عن الطريق وسط صراخ الناس من حولها بالتباعد عنه،شعرت "شجن" بالأرهاق وكأن الصورة مشوشة من أمامها، حتى أصوات الناس تستمع لها كالوجوم وكأنها مارد من الجان،بدأ عقلها يستوعب ما حدث لتو وبأنها مازالت على قيد الحياة،وجدت ذاتها محمولة وبأحضان لوهلة شعرت بأنها بين أحضان الأمان الذي فقدته لسنوات.. لحظة هل عاد "فريد" من موته؟!..إضاءات السيارات من حولها وضجيج الناس،والحرس المحاط من حولها،وأحضان هذا الغامض القربب من القلب جعلها بحالة من اللاوعي،قاومت عيناها الأغماء النفسي الذي يهاجمها،فتفتح عينيها تارة وتغلقها تارة أخرى،حملها "رحيم" بخوف فأسرع بها لسيارته لتفتح عيناها من جديد ببسمة جعلته يتوقف عن المشي ليتأملها بصدمة،هل تبتسم له حقاً أم أنه يتوهم ذلك؟!..رفعت يدها بضعف لتضعها على وجهه قائلة ببسمة ساحرة وإن بدت متعبة قليلاً:_"فريد"...إختل توازنه،فشعر بأنه فقد على قواه المعهودة،حتى أن ذراعيه القوية لم تعد تتمكن من حمل تلك الهزيلة،مال بذراعيه على مقدمة السيارة وهو يتأملها بذهول،نظراتها إليه،بسماتها ويدها التي تحاوط وجهه جعلته يكاد يخفق جنوناً لما يرأه..أشار للحارس بصوتٍ يجاهد للخروج:_أفتح العربية..أجابه سريعاً بعدما ركض ليلبي طلب سيده:_تحت أمرك يا باشا..وبالفعل فتح باب السيارة ليحملها مجدداً للداخل، ثم جلس بجوارها بلهفة ليجدها فاقدة للوعي، فأحتضنها بقوة لعلمه الصريح بأنها حينما ستستعيد واعيها ستعود لمقتها الشديد له...إحتضنها بألم فرغم قربها الشديد لقلبه فهي بعيدة كل البعد عن أحضانه،تحرك السائق ليصل لمنزلها بعد دقائق معدودة،فأمره "رحيم" بترك السيارة الأن وبالفعل تركها،ربت على رأسها المستندة على قدميه بعشق يتطاير من عيناه بعهد قاطع لها بأن سيكون لجوارها مهما كلفه الأمر..فتحت عيناها فجأة لتجده أمامها،نهصت مفزوعة لتتباعد عنه حتى نهاية المقعد وهي تحاول أن تقنع ذاتها بأنه مجرد حلم ولكن عاد ذكريات ما حدث وإنقاذها من الموت أمام عينيها...تعلقت عيناهم لمزيد من الوقت فقالت بصوتٍ مهتز خائف:_أنت عايز مني أيه؟!..إبتسم "رحيم" بألم فأجابة سؤالها تحتاج لأعوام،إقترب ليجلس جوارها،ليرفع يديه على وجهها والأخري تحاول التباعد قدر ما أستطاعت،قال ونظراته تراقب عيناها:_مش عايز غير أنك تكوني بأمان..التطلع لزيتونية عيناه يؤلمها بشدة،عينيه تجعلها تجاهد بين فكرة كون "فريد" على قيد الحياة وبين فكرة كونه الشيطان الذي دمر حياتها...سحبت يديه بعيداً عن وجهها لتقول بدموع غزيرة:_أنا معتش عايزة أشوفك..ظل على بسمة ألمه ليجيبها بهدوء بعدما عاود ليحتضن وجهها من جديد:_ كل ما هتعرضي نفسك للخطر هتشوفيني كتير...يبقى الحل أنك تحافظي على نفسك يا "شجن"...جزت على أسنانها بغضب:_متقوليش الأسم دا تاني...وكادت بالهبوط من السياره لتتفاجىء به يجذبها مجدداً لتقابل عيناه عن قرب مجدداً وصوته الرجولي الهادئ الذي يدل عن مدي ثبات شخصيته المهيبة:_مدة عقابك ليا كام سنة؟...تطلعت له بعدم فهم،فأقترب ليستند بجيبنه على جبينها ليلفح صوته وجهها:_قضيت عقوبتي بالسجن لسنين وخرجت لعقاب من عيلتي لسنين وفصلت محبوس بشخصية"رحيم زيدان" لسنين،وأنتِ مش هتحددي عقابك هيكون لكام سنة؟!..إرتبكت من قربه الغامض إليها فحاولت الأبتعاد ولكن يديه كانت تحجب حركتها،إستكمل حديثه وهو يتأملها بعذاب:_مش هتكوني رحيمة عليا وتخففي العقاب؟...حاولت دفعه بعيداً عنها فتمسك بيدها التي تحتضن صدره في محاولات لدفعه عنها،قبض عليها ليضع يدها على قلبه النابض بهوس شغفها المجنون،لترتعش أصابعها فتراجعت عنه بدموع غزيرة وهي تهمس بتوسل:_سبني أرجوك...ما أن لامست دمعاتها وجهه،حرر يديه المتماسكة بها لتهبط من السياره سريعاً،راكضة للأعلى بقلب يصرخ بجنون ودقات تخترق مسمعها لتحاول جاهدة ان تجعلها تستعيد وعيها...توقفت سيارة "سليم" أمام الحدائق الخارجية للقصور،فهبط ليتوجه للداخل ليجدها تقف أمام سيارته بنظرات غضب لم يرأها من قبل...حاول تجاهلها ليستكمل طريقه للقصر فهو بحالة يصعب شرحها،تمسكت به "ريم" بغضب لتهدر بعصبية:_أيه البرود اللي أنت فيه دا،ولا كأنك سبتني في المطعم زي الكلبة بستناك لنص الليل،دا حتى مهنش عليك تكلمني وتقولي أنك مشغول أو تطمن رجعت البيت إزاي!..مسح على وجهه بتماسك لأعصابه المهدورة فقال بثبات:_"ريم" أنا راجع تعبان ومش قادر أتكلم..وكاد بالابتعاد ليتوجه للدخول فتمسكت بذراعيه قائلة بعصبية:_أنت مش حاسس أنك عملت حاجة غلط!...أغلق عيناه بتماسك لتستكمل حديثها بصراخ به:_أنا فضلت مستنياك وواثقة أنك هتيجي،حاولت أكلمك مش بترد عليا،ودلوقتي راجع ولا همك اللي حصل،فاهمني في أيه!...شعر بأنه مخطئ بحقها ولكن ماذا سيخبرها؟!..ربت على ذراعيها المتمسك به قائلاً بتعب إلتمسته "ريم" بكلماته:_أنا أسف يا حبيبتي،بس اللي حصل خالاني محسش بأي شيء بيحصل حواليا..ضيقت عيناها بذهول:_هو أيه اللي حصل؟!..حك مقدمة رأسه بألم، فأقترب منها ليطبع قبلة عميقة على جبينها وكأنه يعتذر بها عما إقترفه بحقها من خيانة عظمة،همس بحنان إستدعاه بصعوبة نظراً لحالته:_أوعدك أني هعوضك عن الخروجة دي وهجاوبك على كل أسئلتك بس حقيقي أنا راجع تعبان ومحتاج أرتاح..وتركها وتوجه لمنزله ونظرات القلق تحتضن عيناها،لا تعلم لما شعرت بأن هناك أمراً خطير...بقصر "رحيم زيدان"...صاح بغضب رج أركان قصره العريق:_يعني أيه ملهاش وجود،أنت مجنون!...أجابه"حازم" بخوف من غضبه الثائر:_والله يا باشا دورنا في كل الأماكن اللي حضرتك قولت عليها...لطم "رحيم" الحائط بيديه بغضب والقلق ينهش قلبه علي والدته،هبط "مراد" مسرعاً لمكتب "رحيم" حينما إستمع لصوته المرتفع ليجده بأقصي درجات غضبه وأمامه كان يقف الحارس الشخصي له بملامح تكن عن الخوف،أشار له "مراد" بأصبعه:_روح أنت...أشار له بوقار وغادر على الفور،فأقترب ليقف جواره بأستغراب:_لسه ملقتهاش يا "رحيم"؟!..وضع كلتا يديه بجيب جاكيته الأسود قائلاً بلهجة تحاوطها الخوف:_لسه والكلاب دول مش عارفين يوصلولها...أجابه"مراد" بهدوء:_مش يمكن تكون هي اللي سابت البيت عمداً،وقاصدة أنها تخليك تحس بغيابها فترجع عن اللي في دماغك وخاصة أنك قولتلي أنها مكنتش راضية عن تصرفاتك..جلس "رحيم" على أحد المقاعد بأهمال:_مش هتوصل للمرحلة دي يا مراد،ثم أنها مش هتسيب شقتها مفتوحة وتقلبها قبل ما تمشي...ثم قال بغضب:_قلبي حاسس أن في حاجة ورا الموضوع دا..جراء كلماته،صفن "مراد" بشيئاً غامض ختمه بسؤاله الذكي مدعياً اللا مبالة لأجابته:_قولي يا "رحيم"،هو أنت ليه محاولتش تتخلص مني بأي طريقة،يعني تضرب عليا نار مثلاً!...إبتسم"رحيم" ساخراً ليجيبه بغرور:_أنا مبضربش عدوي غير في وشه ومش بستخدم الرصاص أنا...لمعت عين "مراد" بغموض ليردد بهمس:_كنت واثق من دا..وجذب هاتفه مشيراً له بغموض:_أشوفك بعدين...تابعه "رحيم" وهو يغادر من أمام عينيه ليتمتم بسخرية:_مش هيرجع غير لما أقتله وأخلص...صعد "مراد" لجناحه الخاص فجلس على حافة الشرفة ليرفع هاتفه حينما أتاه الصوت المنتظر:_وأنا أيضاً إشتقت إليكِ عزيزتي..=..._هل أنتِ بمصر حقاً؟!=..._حسناً سأرسل لكِ،أريد رؤيتك بالحال...وأغلق "مراد" الهاتف ببسمة تعج بالخبث والشرار،توقفت "حنين" أمام حمام الغرفة بصدمة من سماع حديثه الصريح مع فتاة ومطالبته برؤيتها بهذا الوقت،أخرجت ذاتها عن التفكير بالامر فيكفي أخر مرة أخطأت بحقه وهي لا تريد خوض تلك التجربة مرة أخرى...تابعها "مراد" بنظراته الباسمة وهي تتوجه لخزانتها في حين أنها تحاول جاهدة عدم التفكير بالامر ولكنه حقاً يثير تعجبها،تخشي أن تصعق من أمره وترأه خائناً...بالمشفى...فتح عيناه بصعوبة بالغة،فأراد أن يحرك جسده ولكن كانت محاولته تلوذ بالفشل...شعر بحركات لجواره ليجد أبيه وزوجته ورفيقه لجواره...إستند "يامن" على يدي "جان" ليحاول نزع الأكسجين عن وجهه فشعر بدوار حاد أثر نهوضه المفاجئ،ليسقط على الفراش وهو يردد بأذن "جان" إسم "إياد" لتشتعل عين جان بالهلاك لهذا اللعين الذي تعدى حدوده،أما "فاطمة" ففور فقدانه للوعي سقطت أرضاً تبكي بقهر وخوف على من تربع بقلبها وتمسك بمفاتيح غرفه الأربعة!...أتاته رسالة على هاتفه تنص على وجودها بالأسفل،فهبط "مراد" سريعاً لتلحق به "حنين" بخفيان،وصل "مراد" للأسفل ليجدها بأنتظاره فما أن رأته حتى أسرعت لتحتضنه قائلة برقة بالغة:_لقد إشتقت إليك كثيراً...إبتسم "مراد" وهو يجذب ذراعيها من حول رقبته بخفة حتى لا يخجلها،أشار لها بالجلوس قائلاً بثبات:_أحضرتي ما أخبرتك به..أشارت له بتأكيد وهي تخرج ظرفاً مطوي من حقيبتها لتناوله إياه،فأبتسم بأعجاب:_ممتاز "كريستينا"...تطلعت له بخوف:_أخشى أن يعلم بأمر خيانتي فيقتلني..إبتسم بدهاء:_هل وعدتك بشيئاً من قبل ولم أحققه لكِ؟...تركت مقعدها لتقترب منه برغبة تسيطر عليها،فجلست على طرف مقعده وحنين تتابع حوارهما وما يحدث،عبثت بأزرار قميصه قائلة بدلال:_لطالما حققت وعودك"مراد"،ولكني لم أعد أحتمل العيش مع هذا الرجل أريد الطلاق..نهض عن المقعد ليشير لها ببسمة خبث:_لا أحبذ تلك الفكرة،أرى أنكِ قد ترثين ماله تعويضاً عن شبابك الذي فنى لرجلاً من عمر والدك..ذمت شفتيها بسخط:_لا أطيق الأنتظار حتي ينفذ أمر هذا العجوز الأحمق...لمعت عين الجوكر بالمكر ليشير لها بخبث:_لا تقلقي سأعجل من أمره بذاتي لينتهي به بقبره المصون..إبتسمت بفرحه لدهائه فكادت بالأقتراب منه ليشير لها سريعاً:_والأن عليكِ الرحيل قبل أن يراكِ أحداً ولا تنسي ما طلبته منكِ...أشارت له بغمزة من عيناها الزرقاء لتجذب جاكيتها الفحمي، لتضعه حول خصرها على الجيب القصير للعاية لتغنج بمشيتها عن قصد لأثارة غرائزه ولكنه أشاح بنظراته عنها بتقزز ليشرد بتفاصيل ما فعله للقصاص من هذا اللعين الذي إستهان بذكاء"مراد زيدان"...صعدت"حنين" لغرفتها تخفي دمعاتها التي حطمت صفحات وجهها وهي ترأه يخونها بنفس ذات المنزل،شعرت بنيران تشتعل بداخل صدرها فما من مهدأ لجرحها العميق...ولج "مراد" للداخل فوضع الظرف المطوي بدرج خزانته،ثم جذب ثيابه ليدلف للحمام،إنتبه "مراد" لصمت "حنين" الغير معهود،ففي العادة تتحدث أكثر من ألف مرة،ما يحدث معها غريب للغاية،إقترب منها بأستغراب وهي تقف أمام الشرفة تتأمل مياه المطر الغزير بعينين يشوبهما نيران من جحيم،أتاها صوته من خلفها لتستعيد ثباتها لمحاربته:_واقفة كدا ليه؟..إستدارت بوقفتها لتتطلع له بهدوء،جذبها "مراد" برفق ليغلق النافذة فالجو يعج بالأمطار الغزيرة،إستدار ليكون مقابلها فوجدها مازالت على حالة الصمت الغير مريحة فقال بأستغراب:_أنتِ كويسة؟!...إبتسمت بسخرية:_وأنت يهمك في أيه إذا كنت كويسة ولا لا...رمقها بنظرة متفحصة،ليستقيم بوقفته بذهول من طريقتها:_أنتِ بتتكلمي معايا باللهجة دي أزاي؟!...أجابته بغضب ودموع تلمع بعيناها رغم أنها حاولت التحكم بها كثيراً:_زي الناس وياريت تتعود عليها ولو مش عاجبك أنت بنقدر تتصرف كويس وبتجيب اللي يخفف عنك...وتركته وكادت بالرحيل ليجذبها بغضب:_أنتِ مجنونه!...أجابته ببسمة ساخرة ودموعها تخالفها:_كنت مجنونه لما حبيت إنسان خاين زيك لكن خلاص فوقت على حقيقتك القذرة لا وجيبهالي لحد هنا!...يا بجاحتك يا أخي...أطبق علي معصمه حتى إبيضت عروقه من شدة ضغطه عليها ليشير لها بتحذير:_خدي بالك من كلامك عشان ما تندميش على رد الفعل...أشارت له بعدم مبالاة:_متقلقش أنا مش محتاجة لردة الفعل دي لأني فوقت خلاص،أنت مجرد واحد بيحرصني مقابل خدمة لوالدي يعني تعيش حياتك زي ما تحب وأنا كمان أعيش حياتي زي ما أحب...وصل لدرجة مميتة من الغضب الكافي لقتلها فقال بتماسك:_يعني أيه؟!..أشارت له ببسمة ساخرة وهي ترفع كتفيها بدلال:_يعني أعرف الراجل اللي أنا أحبه وأجيبه هنا بالوقت اللي أنا عايزاه دا شيء ميخصكش..._"حنيــــــــــــــــــــــــن"..لعبت بقاموس حياتها الأحمر حينما تجرأت علي قول ذلك،جذبها لتقابل نظراته المخيفة،ضاغطاً بيديه علي ذراعيها حتى كادت بأختراقهما،شعرت بعاقبة ما تفوهت به فأرتعبت من نظراته،بكت بخوف وهو يكاد يبتر ذراعيها بين يديه وعينيه التي كادت بحرقها حياً،تهربت من نظراته فتخبأت بأحضانه أملاً بأن ينسي كلماتها أو يخفف من ضغطه على معصمها،جذبها من أحضانه ليلقي بها أرضاً بعيداً عنه ثم ترك الغرفة وتوجه للأسفل بغضب مكبوت لتبكي هي بقهر وخجل من ذاتها لما قالته ولكن غيرتها هي التي دفعتها لذلك...كاد بتسلق الدرج،فوضع يديه على(الدرابزين) الدرج ليضغط عليه بكل ما أوتي من قوة وكلماتها تعيق حركته،دقت ناقوس الخطر تجاه كرمته وكبريائه، لطم الدرج بقوة ليعود لجناحه مجدداً بغضب لا مثيل له،أغلق الباب من خلفه لتنتبه "حنين" لعودته إليها، جذبها لتقف أمامه ليقترب منها بنظرات تطالب بحقه الشرعي بها،بدت بالحنان ولكن كلما يتذكر كلماته قلبت للقسوة وحينما يستمع لأنينها عاد للحنان وللعشق مجدداً،مرت الدقائق عليها لتنتهي برجائها بأن يبتعد عنها فلم يتركها الا حينما صارت زوجة له قولاً وفعلاً...جذبها "مراد" لتجلس أمامه علي الفراش فتطلعت له بذهول وصدمة من حنينه المغلف بقسوة فتارة يعاملها بحنان وأخرى بقسوة وكأنه كان يتعمد معاقبتها عما تفوهت به،بكت بخفوت ولكنها إنصاعت ليديه التي ترفع وجهها لتتطلع إليه،رمقها بنظرة أخافتها لتخرج الكلمات بمنبع مخيف:_وريني بقى الراجل اللي يجرأ يقربك وأنتِ على ذمتي ومرأتي أنا...ليلكم المزهرية من جوارها بيديه فأحتضنت رأسها بصراخ وخوف ليستكمل كلماته بغضب لا مثيل له:_مرات "مراد زيدان"..ولوي فكها بيديه مشيراً له بتحذير:_فكري تعيدي كلامك دا تاني وقسماً بالله هدفنك حية يا"حنين"...وبصراخ أشد قال:_سامعة..أشارت له بخوف ودموع ليشدد من ضغطه مجدداً:_مسمعتش...أجابته بخفوت:_حاضر..دفعها لتسقط على الوسادة ليجذب قميصه الملقي أرضاً ثم خرج من الجناح بأكمله أما هي فبكت بخوف وبندم عما تفوهت به لتحرر الوحش عن سلساله المربوط..زادت السماء من غسق أمطارها ومع برودة هذا الجو المخيف،ظل أسفل المياه الباردة لفترات طويلة فلم يكن بأحلامه أن تكون أول ليلة تجمعهم كذلك ولكنها من صبت غضبه بأناء الكبرياء،طعنت رجولته أمام عيناه،يعشقها حد الجنون ولكنها خرجت عن المسار المحدد لها،خرج"مراد" لسطح المياه ليلتقط أنفاسه فتفاجىء بمن يجلس علي المقعد بكبرياء،يرتشف من كأسه بتلذذ ليقول بسخرية:_السباحة في الوقت دا وبالجو دا دليل علي خناقة عظيمة بينك وبين حنين...خرج "مراد" من المياه ليجلس جواره،جاذباً المنشفة ليجفف جسده فقال حينما لمحه يىتشف النبذ:_تاني يا "رحيم"!..وضعه من يديه ببسمة ألم:_مقدرتش أبعد عنه...رمقه"مراد" بنظرة متفحصه:_أنت شوفتها النهاردة؟..إرتشف من الكأس بصمت فعلم مراد بأجابته وخاصة من ملامح وجهه فقال ببسمة مكر:_ما تيجي نرجع زي الأول...تطلع له رحيم بعدم فهم فأشار مراد على المسبح:_نتسابق...رمقه رحيم بنظرة ساخرة:_أنا مش بتنافس على شيء هايف،سيبني أنا أختار اللي يناسب "رحيم زيدان"إبتسم "مراد" بأعجاب:_مش قولتلك مقابلتش عدو بذكائك ولا بشجاعتك..إبتسم بتهكم على حديثه،فجذب "مراد" ساعته بتفحص:_يدوب ألحق ألبس..ضيق عيناه بأستغراب:_رايح فين بالوقت دا؟!..أجابه "مراد" ببسمة خبث:_مسافر...تطلع له بذهول فنهض مراد ليجذب متعلقاته من على الطاولة ثم توجه للداخل ليشير له ببسمة خبث:_متقلقش 9 الصبح هكون عندك ومعايا مفاجأة ليكِ...وإختفى من أمام عينيه ليستكمل "رحيم" كأسه بتعجب من أخيه وبهيام بالقمر الذي يرسم صورتها أمام عيناه..صعد "مراد" للأعلى ليجدها مازالت تجلس على الفراش بدموع متعلقة بعينيها،حاول منع ذاته من الأهتمام بها ولكن شهقات بكائها جعلت قلبه بتنازل عن ما يخصه.جلس لجوارها ليرفع وجهها إليه قائلاً بهدوء وهو يزيح دمعاتها:_خلاص...لم تستمع لكلماته وبكت مجدداً فقال بألم:_بصيلي يا "حنين"...أنصاعت له على الفور خوفاً من أن يعنفها مجدداً،أزاح أخر دمعاتها قائلاً بجدية:_اللي شوفتيه تحت دا جزء من شغلي وبعمل أكتر من كدا بس اللي عايزك تتأكدي منه أني مستحيل أغضب ربي بالزنا أنا أخري اللي شوفتيه عشان أقدر أسحب المعلومات اللي تفيدني بشغلي لا أكتر ولا أقل...ثم قبل جبينها ببسمة هادئة:_أنتِ الوحيدة اللي حبيتها وإتمنيت أني أقضي عمري كله معاها،بس اللي أنتِ قولتليه دا مفيش راجل يستحمله...قال كلماته الأخيرة ببعض الغضب فشعرت بجراء ما تفوهت به فقالت بخجل وعيناها أرضاً:_أنا أسفة...إبتسم بحب فأقترب منها مردداً بعشقاً:_وأنا كمان أسف،ومستعد أصالحك...أشارت له بخجل:_لا،أنا مرضية كدا...لمعت عيناه بالمكر ليقربها إليه هامساً بخبث:_والله ما تيجي دا حتى عيب تكون أول فكرة عننا غلط كدا...تعالت ضحكاتها على كلماته المضحكة التى ترأه يلفظها للمرة الأولي،جذبها برحلة خاصة عوضها بحنان وعشق لا يليق سوى بهما،لتغفل بأحضانه فأنسحب بهدوء ليحقق ما يدور برأسه تجاه أخيه!...تخبىء المساء وراء نور الشمس المذهب فوقفت"شجن" تتأمله بأحساس تختبره لأول مرة...قضت ليلها تتذكر ما فعله وتتذكر كلماته التي تركتها بحيرة من أمرها وزرعت بها أحاسيس عجيبة وفضول لمعرفة مغزى كلماته عن عائلته وفترة إعتقاله وخروجه وكيف صار "رحيم زيدان"؟!...لم تجد سوا يوسف تستجوبه عن كل أسئلتها فأجابها بفرحة لشعوره بأن هناك فرصة للسماح لعودته لحياتها من جديد!...بتمام الساعة التاسعة صباحاً...جلس" رحيم زيدان " يتناول طعام الأفطار ليتفاجأ بمراد يدخل القصر ببسمة خبث، نهض رحيم عن مقعده قائلاً بسخرية:_حمدلله على السلامة...أجابه مراد بغرور:_الله يسلمك..زفر رحيم بغضب:_تصرفاتك مش مريحة، ما تقولي حكايتك أيه وخلصني..إقترب منه ببسمة هادئة لملامح رسمها بالبراءة:_أنا يا رحيم!،أنت ظلمني علي فكرة وأنا اللي جيبلك هدية وأنا راجع..ضيق عيناه بشك:_هدية أيه؟!إستدار مراد تجاه الباب الرئيسي قائلاً بمعالم جادة للغاية:_إتفضلي...ولجت للداخل على أثر كلماته المصرحة لها بالدخول لتقف أمام رحيم الذي أسرع إليها ليحتضنها بفرحة:_ماما!..إحتضنته "نجلاء" بسعادة ونظراتها تحد "مراد" ليتطلع كلاً منهما للأخر بغموض فأبتسم "مراد" بخبث على ما فعله بالساعات القلائل الماضية!...ترى ماذا فعل الجوكر؟!...وهل كان الامر مخطط من البداية!..بداية لعلاقات إختارها العشق لخوض تلك العقبات ليبدأ العشاق برحلتهم الخاصة وربما سيحين الوقت على "رحيم زيدان" بذاته!...