<br class="entry-title" />
ناصر خسرو بن الحارث القبادياني المروزي ، فيلسوف وكاتب وداعية إسماعيلي ، يعد من أكبر دعاة الإسماعيلية في بلاد فارس ، ألف كتاب سفر نامة الشهير ، والذي وصف فيه العديد من الأمور عن رحلته في العالم الإسلامي .
ولد عام 394 للهجرة الموافق 1004 ميلادي في قرية قباديان الواقعة فرب ترمز لعائلة متوسطة الحال ، نشأ على حب العلم، حيث تلقى علومه الأولى في حلقات المساجد ، وعمل كموظف لدى السلطان محمود بن سبكتمين ، وابنه السلطان مسعود ، وبعد سيطرة السلاجقة على المنطقة عمل في خدمتهم .
عاش حياة لاهية في شبابه ، فعاقر الخمر وارتاد حانته ، وكان يكثر الجلوس في مجالس اللهو ، وكان ذلك نتيجة ضياعه بسبب تعدد المذاهب والدعاة في منطقته ، وفي أحد الأيام استيقظ من حلم رأى فيه أن عليه الحج والتوجه نحو مصر ، ومن ذلك اليوم امتنع عن شرب الخمر ، وانطلق في رحلته الشهيرة نحو مكة .
ناصر خسرو
وبعد أن أتم الحج انطلق نحو القاهرة والتي كانت تحت حكم الفاطميين بقيادة الخليفة المستنصر بالله ووصلها عام 439 للهجرة ، وفيها لقي حسن الاستقبال ، وارتاد دار الحكمة ، واطلع على العقيدة الإسماعيلية ، و ظل في مصر لمدة ثلاث سنوات ونيف ، رأى فيها العدل منتشرا ، والناس يعيشون في رخاء ورغد ، ورأى عدم وجود الخلاف المذهبي بين السنة ولشيعة فيها ، فالجميع كان تحت حكم الحاكم العادل المستنصر بالله ، حتى أنه وصفها في كتابه سفر نامة بأنها عادلة كمدينة أفلاطون الفاضلة ، وأن الظلم لا يعرف طريقا إليها ، ولذلك قال عنها أنها أقرب للجنة منها للأرض .
تعلم أصول المذهب الإسماعيلي الذي وجد فيه ضالته على يد المؤيد في الدين الشيرازي ، وقام بالحج في تلك الفترة أكثر من مرة ، وبعد أن أتقن المذهب الإسماعيلي تم تعيينه من قبل الإمام والخليفة المستنصر بالله كحجة الإمام وكبير الدعاة في خرسان ، وفي العام 441 للهجرة غادر القاهرة ليتولى منصبه الجديد ، وفي طريق عودته مر بالحجاز ، ومن ثم مناطق سيطرة القرامطة ، ليصل إلى بلخ عام 444 ، وكان قد دون رحلته منذ أن انطلق من بلخ وحتى عودته إليها في كتابه سفر نامة ، وقد تميز هذا الكتاب بالوصف الدقيق الذي قام به ناصر خسرو ، فوصف الناس والحياة في القاهرة والحجاز ومناطق سيطرة القرامطة بطريقة تريك الناس وكأنك كنت بينهم .
وبعد أن وصل إلى بلخ بدأ بنشر المذهب الإسماعيلي ، لكن مطاردة السلاجقة له أجبرته على اللجوء إلى مرتفعات بدخشان ، ليحيا بقية عمره في تصوف ، ووهب نفسه للتأليف والكتابة إلى أن توفي في العام 480 للهجرة الموافق 1087 ميلادي في وادي يمكان الواقع في أقصى شمال شرق أفغانستان ، ودفن هناك ، وأصبح قبره مزارا ، وأطلق على اتباعه بعد وفاته اسم الناصرية .
أبرز أعماله :
سفر نامة .
زاد المسافرين .
خوان إخوان في الفلسفة .
كشايش و رهايش .
عجائب السحاب وغرائب الحساب في علم الحساب ( كتاب مفقود ) .
جامع الحكمتين في الكلام .
ديوانه الشعري .
كتاب الضياء .
كتاب السعادة .
وجه الدين .